العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

ابن مغول ، وغيرهم. روى عنه : أحمد بن حنبل (١) ، ويعقوب الدورقى ، ومحمد بن عيسى ابن حبان المدائنى. روى له : البخارى (٢) ، وأبو داود (٣) ، والنسائى (٤).

__________________

(١) رواياته عند أحمد فى المسند ، أرقام ٧٩٢٠ ، ٨٤٠٩ ، ١٠٣٢٧ ، ١٠٦٦٥ ، ١٠٦٦٩ ، ١٥١٣٤ ، ٢٦١٣٦.

(٢) فى الصحيح ، كتاب ، التعبير ، حديث رقم (٦٥٠١) من طريق : يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا شعيب بن حرب حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع أن ابن عمر رضى اللهم عنهما حدثه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاء أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفى نزعه ضعف فغفر الله له ثم أخذها عمر بن الخطاب من يد أبى بكر فاستحالت فى يده غربا فلم أر عبقريا من الناس يفرى فريه حتى ضرب الناس بعطن.

(٣) أخرجه أبو داود فى سننه ، فى كتاب الصلاة ، حديث رقم (٤٤٨) من طريق : موسى ابن إسماعيل وداود بن شبيب ، المعنى ، قالا : حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن بلالا أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يرجع فينادى : ألا إن العبد قد نام ، ألا إن العبد قد نام ، زاد موسى : فرجع فنادى ألا إن العبد قد نام. قال أبو داود : وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة. حدثنا أيوب بن منصور حدثنا شعيب بن حرب عن عبد العزيز بن أبى رواد أخبرنا نافع عن مؤذن لعمر يقال له مسروح أذن قبل الصبح فأمره عمر ، فذكر نحوه. قال أبو داود : وقد رواه حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع أو غيره أن مؤذنا لعمر يقال له مسروح أو غيره. قال أبو داود : ورواه الدراوردى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كان لعمر مؤذن يقال له مسعود وذكر نحوه وهذا أصح من ذاك.

(٤) فى السنن الصغرى ثلاثة أحاديث : الأول ، كتاب الطهارة ، حديث رقم (٥١) من طريق : أحمد بن الصباح قال : حدثنا شعيب يعنى ابن حرب قال : حدثنا أبان بن عبد الله البجلى قال : حدثنا إبراهيم بن جرير عن أبيه قال : كنت مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتى الخلاء فقضى الحاجة ثم قال : يا جرير هات طهورا فأتيته بالماء فاستنجى بالماء وقال بيده فدلك بها الأرض. قال أبو عبد الرحمن : هذا أشبه بالصواب من حديث شريك والله سبحانه وتعالى أعلم.

الثانى : فى كتاب قيام الليل ، حديث رقم (١٧١٨) من طريق : أحمد بن محمد بن عبيد الله قال : حدثنا شعيب بن حرب عن مالك عن زبيد عن ابن أبزى عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ فى الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا مالك عن زبيد عن ذر عن ابن أبزى مرسل. وقد رواه عطاء بن السائب عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه.

الثالث : فى كتاب الأشربة ، حديث رقم (٥٤٧٥) من طريق : أحمد بن خالد قال : حدثنا شعيب بن حرب قال : حدثنا إسماعيل بن مسلم قال : حدثنا أبو المتوكل الناجى قال : ـ

٢٦١

وثقه ابن معين وأبو حاتم. قال محمد بن سعد : كان من أبناء خراسان من أهل بغداد ، فتحول إلى المدائن ، فنزلها واعتزل بها ، وكان له فضل ، ثم خرج إلى مكة فنزلها إلى أن توفى بها.

قال صاحب الكمال : قال محمد بن المثنى : مات سنة تسع وتسعين ومائة.

وذكر الذهبى فى العبر ، أنه توفى سنة سبع وتسعين ، وحكى ذلك فى التهذيب عن محمد بن المثنى وغيره ، وهذا مخالف لما رواه عنه صاحب الكمال ، إلا أن يكون الناسخ صحف سبعا بتسع.

قال الذهبى : قال محمد بن عيسى بن حبان : مات سنة ست وتسعين ومائة ، وذكر الذهبى أنه قرأ القرآن على حمزة الزيات وصحبه ، وقال : أحد الزهاد الأعلام وعباد الإسلام ، نزل مكة مدة.

١٣٧٧ ـ شعيب بن يحيى بن أحمد بن محفوظ بن عطية التميمى القيروانى الإسكندرى:

نزيل مكة. يكنى أبا مدين بن أبى الحسن ، ويعرف بالزعفرانى التاجر. ولد فى يوم السبت سادس عشر شوال ، سنة خمس وستين وخمسمائة بالإسكندرية ، وسمع بها من الحافظ أبى طاهر السلفى : الأربعين الثقفية ، والأربعين البلدانية له ، وحدث بهما.

سمع منه جماعة من الأعيان ، منهم : ابن الحاجب الأمينى ، وذكره فى معجمه ومات قبله ، وقال : شيخ بشوش الوجه كيس الأخلاق.

وذكره الرشيد العطار ، وقال بعد أن خرج عنه حديثا فى مشيخته : شيخنا أبو مدين هذا ، من أهل الإسكندرية ، من أعيان التجار ذوى اليسار ، ثم قال : كان معروفا بالبر والصدقة ، وله وقف بالإسكندرية ، وقفه على الفقراء ، وجاور بمكة سنين فى آخر عمره ، إلى أن توفى بها ، وذكر أنه توفى فى آخر سنة خمس وأربعين وستمائة. انتهى.

ونقلت من حجر قبره بالمعلاة ، وهو بقرب قبر ابن مطرف ، أنه توفى يوم السبت الثالث والعشرين من ذى القعدة سنة خمس وأربعين ، وكذا أرخ وفاته الدمياطى فى معجمه ، إلا أنه قال : لسبع بقين من ذى القعدة ، وقد سمع منه بالحرمين.

ونقلت من خط الشريف أبى القاسم الحسينى فى وفياته : أنه توفى فى ليلة ثالث

__________________

ـ حدثنى أبو سعيد الخدرى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يخلط بسرا بتمر أو زبيبا بتمر أو زبيبا ببسر وقال : من شرب منكم فليشرب كل واحد منه فردا. قال أبو عبد الرحمن : أبو المتوكل اسمه على بن داود.

٢٦٢

عشرى ذى القعدة ، وهذا يخالف ما سبق فى وقت الوفاة ، لأنه صريح فى أنها كانت ليلا ، وأكثر من هذا مخالفة ، أنى وجدت بخط أحمد بن أيبك الدمياطى ، فى وفيات الشريف أبى القاسم الحسينى ، أن الزكى المنذرى ، ذكر أنه توفى فى أواخر ذى القعدة ، أو أوائل ذى الحجة. والله أعلم.

١٣٧٨ ـ شكر بن أبى الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب الحسنى :

أمير مكة. هكذا نسبه صاحب الجمهرة ، وذكر أنه انقرض عقب جده جعفر ، لأن أباه أبا الفتوح ، لم يولد له إلا هو ، ومات هو ولم يولد له قط. وذكر أن أمر مكة صار إلى عبد له. انتهى.

وذكر شيخنا ابن خلدون ، أنه ولى مكة بعد أبيه ، وجرت له مع أهل المدينة حروب ، ملك فى بعضها المدينة الشريفة ، وجمع بين الحرمين.

وذكر البيهقى وابن [...](١) أنه ملك الحجاز ثلاثا وعشرين سنة ، وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وانقرضت به دولة السليمانيين من مكة ، وجاءت دولة الهواشم.

وشكر هذا ، هو الذى يزعم بنو هلال بن عامر ، أنه تزوج الجازية بنت سرحان ، من أمراء الأثبج منهم ، وهو خبر مشهور بينهم فى قصص وحكايات يتناقلونها ، ولهم فيها أشعار من جنس لغتهم ، ويسمونه الشريف أبو هاشم. انتهى.

والجازية : بجيم وزاى وياء مثناة من تحت.

وكانت وفاة شكر فى شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، على ما ذكر ابن الأثير ، وإنما ذكرنا ذلك لما فيه من الفائدة الزائدة على ما سبق فى تاريخ وفاته.

ولشكر بن أبى الفتوح شعر ، فمنه ما أنشده له الباخرزى فى الدمية (٢) والعماد الكاتب فى الخريدة وهو :

وصلتنى الهموم وصل هواك

وجفانى الرقاد مثل جفاك

__________________

١٣٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (شفاء الغرام ٢ / ١٩٥ ، الأعلام ٣ / ١٧١).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٢) انظر ترجمته فى : دمية القصر ١ / ٤٨.

٢٦٣

وحكى لى الرسول أنك غضبى

يا كفى الله شر ما هو حاك

ومنه ما أنشده له ابن الأثير فى كامله (٣) والملك المؤيد صاحب حماة فى تاريخه :

قوض خيامك عن دار أهنت بها

وجانب الذل إن الذل مجتنب

وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة

فالمندل الرطب فى أوطانه حطب

وهذان البيتان ليسا له ، وإنما هما للحافظ الأمير أبى نصر على بن هبة الله بن ماكولا. وقد رويناهما بالإسناد إليه. وما ذكره ابن حزم ، من أنه لم يولد لشكر ، فيه نظر ، لأن صاحب المرآة ، نقل عن محمد الصابى ، أن أبا جعفر محمد بن أبى هاشم الحسينى أمير مكة. كان صهر شكر على ابنته.

١٣٧٩ ـ شماس ، عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمى بن عامر بن مخزوم المخزومى:

واسمه عثمان ، وشماس لقب له ، وإنما لقب بذلك ، لأن شماسا من الشمامسة ، قدم مكة فى الجاهلية ، وكان جميلا ، فعجب الناس من جماله ، فقال عقبة بن ربيعة ، وكان خال عثمان هذا : أنا آتيكم بشماس أحسن منه ، فأتى بابن أخت عثمان ، فسمى شماسا من يومئذ.

هاجر إلى الحبشة ، وشهد بدرا وأحدا ، وأبلى فيها بلاء حسنا ، وبالغ فى الذب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولما غشى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رمى بنفسه دونه ، حتى ارتث ، فحمل وبه رمق إلى المدينة ، فمات بعد يوم وليلة ، إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يرد إلى أحد ، فدفن هناك فى ثيابه ، ولم يغسل ولم يصل عليه ، وله أربع وثلاثون سنة.

وما ذكرناه من أن اسمه عثمان ، وأن شماسا لقبه. ذكره ابن إسحاق. وقال ابن هشام:اسمه شماس بن عثمان ، وقاله الزبير بن بكار ، ونسبه إلى ابن هشام وغيره.

١٣٨٠ ـ شميلة بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم الحسنى المكى :

يلقب بالزين ، ويسمى عبد الله ، إلا أنه لم يشتهر إلا بشميلة ، ولذلك ذكرناه هنا.

__________________

(٣) وفى الكامل لابن الأثير ترجمة الشكر الحسينى والذى عنده هو :

قوض خيامك عن أرض تضام بها

وجانب الذلل إن الذل مجتنب

وارحل إذا كان فى الأوطان منقصة

فالمنزل الرطب فى أوطانه حطب

انظر : الكامل حوادث سنة ١٥٣ ه‍.

١٣٧٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٠٨ ، الإصابة ترجمة ٣٩٣٨ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٤٩ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٦٧٠ ، تنقيح المقال ٥٦٠٧).

٢٦٤

زعم أنه سمع بمكة على كريمة صحيح البخارى ، وهو ابن أربع سنين ، فى رمضان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ، وأنه سمع من القضاعى كتابه «الشهاب» بمصر ، لما أرسله أبوه رهينة إليها ، فى شهر رمضان سنة سبع وأربعين ، وأظهر نسخة سماعه ، عليها وتخبيط ، واتهم فى ذلك ، والتهمة صحيحة فيما أظن ، لأن أباه إنما تأمر بعد موت شكر بن أبى الفتوح فى سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، بعد موت القضاعى بسنة أو أزيد ، فإنه توفى سنة أربع وخمسين ، ولعله سمع من ابن القضاعى عن أبيه.

وقد رواه عنه الميانشى ، وكتب عنه العماد الكاتب ، بيتى شكر المقدم ذكرهما عنه ، ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيّا فى عشر الثلاثين وخمسمائة على ما أظن ، والله أعلم ، بل عاش بعد ذلك مدة سنين ، لأنى وجدت فى تاريخ مصر للقطب الحلبى نقلا عن بعضهم ، أنه عاش مائة سنة ونيفا ، ومقتضى ذلك أن يكون عاش إلى نحو سنة أربعين وخمسمائة ، والله أعلم.

١٣٨١ ـ شميلة بن محمد بن حازم بن شميلة بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف آل أبى نمى ، مرعيّا عند أمراء مكة لشجاعته ، دخل مصر فى دولة الظاهر ، واليمن فى دولة الناصر بن الأشرف ، ونال منه بعض دنيا.

توفى فى المحرم سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة ودفن بمكة ودفن بالمعلاة ، وهو فى عشر الستين ظنّا :

١٣٨٢ ـ شهاب القرشى ، مولاهم :

نزل حمص ، وأقرأ الناس ، وله صحبة ، وهو فى نسخة ابن علقمة ، ذكره هكذا الذهبى.

١٣٨٣ ـ شهم بن أحمد بن عيسى الحسنى ، أبو شكر المكى :

ذكره السلفى فى «معجم السفر» قال : شهم هذا ، كان شهما كاسمه ، ووجدت له فى الرحلة نصيبا وافرا ، وشهم قدم مصر رسولا من قبيل ابن عمه فى النسب ، ابن أبى هاشم أمير الحرمين ، ووصل إلى الإسكندرية ، فعلقت عنه شيئا من شعر ابن وهاس لغرابة اسمه.

١٣٨٤ ـ شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبى طلحة ، وقيل شيبة بن عثمان بن أبى طلحة ، واسم أبى طلحة : عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى ابن كلاب المكى الحجبى ، أبو عثمان وأبو صفية ، حاجب الكعبة :

هكذا نسبه الزبير بن بكار قال : كان شيبة خرج مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى حنين وهو مشرك،

__________________

١٣٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٣ / ٣٦٦ ، الإكمال ٢ / ٧).

١٣٨٤ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٥).

٢٦٥

وكان يريد أن يغتال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غرة يوم حنين ، فأقبل يريده ، فرآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا شيبة ، هلم لك» فقذف الله تعالى فى قلبه الرعب ، ودنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده على صدره ثم قال : اخس عنك الشيطان ، فأخذه أفكل وفدع ، وقذف الله فى قلبه الإيمان ، فقاتل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان ممن صبر معه.

وكان من خيار المسلمين ، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير بن العوام. وذكر الزبير : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دفع مفتاح الكعبة إلى شيبة بن عثمان بن أبى طلحة ، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة ، وقال : «خذوها يا بنى أبى طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم».

قال الزبير : فبنو أبى طلحة ، هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بنى عبد الدار.

وذكر ابن سعد : أنه أسلم بعد فتح مكة ، وقال ابن سعد : عن هوذة بن خليفة ، عن عوف ، عن رجل من أهل المدينة ، قال : دعا النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الفتح ، شيبة بن عثمان ، فأعطاه المفتاح ، وقال : «دونك هذا ، فأنت أمين الله على بيته». قال محمد بن سعد : فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر ، يعنى الواقدى ، فقال : هذا وهل ، إنما أعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عثمان بن طلحة يوم الفتح ، وشيبة بن عثمان يومئذ لم يسلم ، وإنما أسلم بعد ذلك بحنين ، ولم يزل عثمان يلى فتح البيت إلى أن توفى ، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن أبى طلحة ، وهو ابن عمه ، وبقيت الحجابة فى ولد شيبة. وقال عبد الله بن لهيعة ، عن أبى الأسود ، عن عروة بن الزبير : كان العباس وشيبة بن عثمان أمناء ، ولم يهاجرا ، فأقام عباس على سقايته ، وشيبة على حجابته.

وقال ابن عبد البر : أسلم يوم فتح مكة ، وشهد حنينا ، وقيل أسلم بحنين. وقال : وذكره بعضهم فى المؤلفة قلوبهم ، من فضلائهم وعلمائهم. وكان ورعا تقيّا ، رضى الله عنه ، انتهى.

وقال المزى فى التهذيب : أسلم شيبة بعد الفتح ، ومن قال فى نسبه : شيبة بن عثمان ابن طلحة بن أبى طلحة ، فقد وهم ، فإن عثمان بن طلحة ابن عمه لا أبوه. وذكر أنه روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أبى بكر الصديق ، وابن عمه عثمان بن طلحة ، وعمر بن الخطاب رضى الله عنهم.

وروى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدى ، وعبد الرحمن بن الزجاج ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وابن ابنه مسافع بن عبد الله بن شيبة ، وابنه مصعب بن شيبة. روى له

٢٦٦

البخارى (١) ، وأبو داود (٢) ، وابن ماجة (٣) ، حديثا واحدا.

اختلف فى وفاته ، فقيل : مات سنة تسع وخمسين. قاله الهيثم بن عدى ، والمدائنى ، وخليفة بن خياط ، وأحمد بن عبد الله البرقى. وقال ابن سعد : بقى حتى أدرك يزيد بن معاوية.

وأمه أم جميل ، واسمها هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ، أخت مصعب بن عمير.

١٣٨٥ ـ شيبة بن مساور الواسطى ، ويقال المكى :

عن ابن عباس ، وعمر بن عبد العزيز ، وعبد الله بن عبيد الله. وعنه : عبد الكريم أبو أمية ، وعبيد الله بن عمر ، وسفيان بن جرير ، وسمع خطبة عمر بن عبد العزيز.

نقلت هذه الترجمة هكذا من مختصر تاريخ دمشق للذهبى.

١٣٨٦ ـ شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الحسينى :

__________________

(١) فى صحيحه ، كتاب الحج ، حديث رقم (١٤٩١) من طريق : عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سفيان حدثنا واصل الأحدب عن أبى وائل قال : جئت إلى شيبة (ح) وحدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن واصل عن أبى وائل قال : جلست مع شيبة على الكرسى فى الكعبة فقال : لقد جلس هذا المجلس عمر رضى الله عنه فقال : لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته قلت : إن صاحبيك لم يفعلا قال : هما المرءان أقتدى بهما.

(٢) فى سننه ، كتاب المناسك ، حديث رقم (١٧٣٦) من طريق : أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن الشيبانى عن واصل الأحدب عن شقيق عن شيبة ، يعنى ابن عثمان قال : قعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى مقعدك الذى أنت فيه فقال : لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة قال : قلت : ما أنت بفاعل قال : بلى لأفعلن قال : قلت : ما أنت بفاعل قال : لم قلت لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد رأى مكانه وأبو بكر رضى الله عنه وهما أحوج منك إلى المال فلم يخرجاه فقام فخرج.

(٣) فى سننه ، كتاب المناسك ، حديث رقم (٣١٠٧) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا المحاربى عن الشيبانى عن واصل الأحدب عن شقيق قال : بعث رجل معى بدراهم هدية إلى البيت قال : فدخلت البيت وشيبة جالس على كرسى فناولته إياها فقال له : ألك هذه قلت : لا ولو كانت لى لم آتك بها قال : أما لئن قلت ذلك لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الذى جلست فيه فقال : لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين قلت : ما أنت فاعل قال : لأفعلن قال : ولم ذاك قلت : لأن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد رأى مكانه وأبو بكر وهما أحوج منك إلى المال فلم يحركاه فقام كما هو فخرج.

١٣٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٦).

٢٦٧

صاحب المدينة. وجدت فى تاريخ بعض العصريين ، أن الملك الكامل صاحب مصر ، أمره أن يكون مع العسكر الذى جهزه إلى مكة لإخراج راجح بن قتادة الحسنى ، وعسكر الملك المنصور صاحب اليمن ، فى سنة تسع وعشرين وستمائة ؛ وذكر أيضا أنه وصل إلى مكة فى ألف فارس ، جهزهم الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر ، فى سنة سبع وثلاثين وستمائة ، وأخذها من نواب صاحب اليمن ، ولزمهم شيحة ونهبهم ، ولم يقتل منهم أحد ، ولزم وزير ابن التعزى ، ثم خرجوا منها لما سمعوا بوصول العسكر الذى جهزه صاحب اليمن ، مع راجح بن قتادة وابن النصيرى ، ولا أدرى هل كان شيحة فى سنة تسع وثلاثين أميرا على مكة مع العسكر ، أو مؤازرا لهم فقط؟.

وكانت ولايته للمدينة بعد قتل قاسم بن حماز بن قاسم بن مهنا الحسينى جد الجمامزة ، كما ذكر ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور». وذكر أن الجمامزة لم يتمكنوا من نزعها منه ، ولا من أحد من ذريته إلى الآن. انتهى.

قلت : هذا وهم ، فقد وجدت فى ذيل المنتظم لابن البزورى : أن عمير بن قاسم بن جماز المذكور ، انضم إليه فى صفر سنة تسع وثلاثين ، جمع عديد ، وأخرجوا شيحة من المدينة ، ولم يزل هاربا حتى تحصن فى بعض التلال أو الجبال ، ثم عاد لإمرة المدينة ، ولم أدر متى كان عوده؟.

وتوفى فى سنة تسع وأربعين وستمائة ، كما ذكره ابن البزورى فى تاريخه مقتولا ، قتله بنو لام.

١٣٨٧ ـ شيتم ، والد عاصم السهمى :

فرق بعضهم بينه وبين شييم ، وقيل هو هو ، ذكره هكذا الذهبى. وذكره الكاشغرى. وقال : شييم أبو عاصم ، وقيل أبو سعيد السهمى ، وقيل فى أبى عاصم : شنتم كحنتم.

وفى أبى سعيد : شييم بياءين آخر الحروف ، وقد ذكر فى شييم ، والذى ذكر فى شنتم كحنتم ، وفى أبى سعيد شييم بياءين مثناتين من تحت. له رواية.

* * *

٢٦٨

حرف الصاد

١٣٨٨ ـ صافى بن صابر بن سلامة الحمامى المصرى :

كتب عنه القطب القسطلانى بمكة ، وقال : قيم حمام مصر ومكة ، وتوفى بها.

أنبأنى غير واحد عن من أنبأه القطب ، قال : أنشدنى صافى بن صابر بن سلامة المصرى بمكة [من الوافر] :

لو أن الريح تحملنى إليكم

تشبثت بأذيال الرياح

وكنت أطير من شوقى إليكم

وكيف يطير مقصوص الجناح

* * *

من اسمه صالح

١٣٨٩ ـ صالح بن أبى المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبى المعالى يحيى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين الشيبانى الطبرى الأصل ، المكى المولد والدار :

أجاز له مع أخويه على وعبد الله من دمشق ، والقاضى سليمان بن حمزة ، والمطعم ، وابن مكتوم ، وابن عبد الدائم ، وابن سعد ، وجماعة ، باستدعاء البرزالى فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ، وما علمته حدث.

وكان رجلا صالحا خيرا ، أقام بجدة مدة متوليا لعقود الأفكحة والإصلاح بين الناس ، نيابة عن القاضى شهاب الدين الطبرى ، ثم انتقل إلى مصر وأقام بها سنين ، وتوفى بها سنة أربع وستين وسبعمائة.

١٣٩٠ ـ صالح بن شعيب بن أبان البصرى ، أبو شعيب الزاهد :

روى عن سليم بن داود المنقرى ، وبكر بن محمد القرشى ، وهداب بن خالد ، وأبى الربيع العتكى ، وداود بن أبى طيبة ، وأحمد بن الحسن بن عقبة الرازى ، وأبو الطاهر بن عبد العزيز بن محمد حسنويه. وتوفى فى صفر سنة ست وثمانين ومائتين بمكة.

لخصت هذه الترجمة من تاريخ القطب الحلبى قال : ذكره ابن يونس فى الغرباء ؛ وقال : بصرى ، قدم مصر ، وكتبت عنه ، وخرج إلى مكة وتوفى بها. انتهى.

٢٦٩

وقد وقع لنا حديثه عاليا فى الخلعيات ، من طريق ابن أبى طيبة.

١٣٩١ ـ صالح بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى :

أمير مكة. ذكر ابن جرير : أنه حج بالناس فى سنة تسع ومائتين ، وسنة عشر ومائتين ، وسنة إحدى عشرة ومائتين ، وهو والى مكة. وذكر أنه حج بالناس فى سنة ثمان عشرة ، وتسع عشرة ومائتين.

وذكر العتيقى حج صالح بالناس فى السنين التى ذكرها ابن جرير ، إلا سنة ثمان عشرة ، وزاد على ذلك : أنه حج بالناس فى سنة عشرين ومائتين ، وفى سنة إحدى وعشرين.

وما ذكره العتيقى فى حجه بالناس فى سنة إحدى وعشرين ، يخالف ما ذكره ابن جرير ، فإنه ذكر أن محمد بن داود بن عيسى بن موسى العباسى ، حج بالناس ، فيها ، والله أعلم.

وقد ذكر الفاكهى ما يقتضى أن صالح بن العباس هذا ، كان واليا على مكة سنة تسع عشرة ومائتين ، وما عرفت انقضاء ولايته ، والله أعلم.

وذكر الأزرقى ، أن صالحا هذا ، حفر بركا بمكة وبظاهرها ، ونصّ ما ذكره الأزرقى : ثم أمر أمير المؤمنين المأمون ، صالح بن العباس فى سنة عشر ومائتين ، أن يتخذ له بركا فى السوق خمسا ، لئلا يتعنى أهل أسفل مكة والثنية وأجياد ، والوسط ، إلى بركة أم جعفر ، وأجرى عينا من بركة أم جعفر ، من فضل مائها ، تسكب فى بركة البطالة عند شعب ابن يوسف ، فى وجه دار ابن يوسف ، ثم تمضى إلى بركة عند الصفا ، ثم تمضى إلى بركة عند الحناطين ، ثم تمضى إلى بركة بفوهة سكة الثنية ، دون دار أويس ، ثم تمضى إلى بركة عند سوق الحطب بأسفل مكة ، ثم تمضى فى سرب ذلك إلى ماجل أبى صلابة ، ثم إلى الماجلين اللذين فى حائط ابن طارف بأسفل مكة.

وكان صالح بن العباس لما فرغ منها ، ركب بوجوه الناس إليها فوقف عليها حين جرى فيها الماء ، ونحر عند كل بركة جزورا ، وقسم لحمها على الناس. انتهى.

وذكر الفاكهى نحو ذلك بالمعنى ، وأفاد فيه غير ما سبق ، فنذكر ما ذكره ، ونصه فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله : «ذكر البرك التى عملت بمكة وتفسير أمرها» بعد أن ذكر شيئا من خبر بركة زبيدة وعينها : وكان الناس يستقون من هذه البركة الكبيرة التى

__________________

١٣٩١ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٤٥٦).

٢٧٠

بأعلى مكة ، حتى كانت سنة عشر ومائتين ، فكتب صالح بن العباس إلى أمير المؤمنين المأمون يستأذنه فى عمل البرك الصغار التى فى فجاج مكة ، وأن يكون ذلك منه ، فكتب إليه يأمره أن يتخذ له بركا فى الفجاج خمسا ، لئلا يتعنى أهل المسفلة ، وأهل الثنية ، وأجيادين ، والوسط ، إلى بركة أم جعفر بالمعلاة ، فأجرى من بركة أم جعفر فلجا يسكب فيه الماء من بركة جعفر ، إلى بركة عند شعب على ودار ابن يوسف ، ثم يمضى إلى بركة عملها عند الصفا ، ثم يمضى إلى بركة عند الحناطين ، ثم يمضى إلى بركة بفوهة سكة الثنية ، دون دار أويس ، ثم يمضى إلى بركة عند سوق الحطب بأسفل مكة.

فلما فرغ منها صالح ، وخرج الماء فيها ، ركب بوجوه أهل مكة إليها ، فوقف عليها حتى جرى الماء ونحر على كل بركة جزورا ، وقسم لحمها على الناس ، وبلغ ذلك أم جعفر زبيدة ، فاغتمت لذلك ، ثم حجت فى سنة إحدى عشرة ومائتين ، وعلى مكة يومئذ صالح بن العباس ، فسمعت إبراهيم بن أبى يوسف يقول : فأتاها فسلم عليها ، فلامته فى أمر هذه البرك التى عمل ، وقالت : هلا كتبت إلىّ حتى كنت أسأل أمير المؤمنين ، أن يجعل ذلك إلىّ ، فأتولى النفقة فيها ، كما أنفقت فى هذه البركة ، حتى أستتم ما نويت فى أهل حرم الله تعالى. فاعتذر إليها صالح من ذلك. انتهى.

١٣٩٢ ـ صالح بن عبد الله الترمذى :

ذكره هكذا الفسوى فى رجال أهل مكة من ميشخته. وروى عنه ، عن يحيى بن زكريا بن زائدة. وروى أيضا عن حماد بن زيد ، وابن المبارك ، ومالك ، وعنه الترمذى ، وأبو يعلى ، وابن أبى الدنيا ، وجماعة.

قال أبو حاتم : صدوق. وذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : وهو صاحب حديث وسنة وفضل ، ممن كتب وجمع ، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين بمكة.

١٣٩٣ ـ صالح بن محمود بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله الكرومى الأصبهانى ، أبو محمد :

هكذا نسبه المحب الطبرى فى «العقود الدرية والمشيخة الملكية المظفرية» وترجمه بالعلامة الزاهد أحد المقرئين بالسبع ، والمدرس بالحرم الشريف ، الفقيه الإمام المحدث المجاور ، ثم قال : أقام مجاورا بمكة سنين ، وهو الآن بها ، ودرس الحديث ، ثم زهد فى التدريس وآثر الخمول.

__________________

١٣٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٤٠٧).

٢٧١

وأخذ عن محيى السنة أبى القاسم محمود بن محمد بن الحسين ، وأبى نجيح فضل الله ابن محمد الأصبهانى ، وأبى المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزوينى ، وغيرهم. وله إجازات كثيرة. انتهى.

وأخرج عنه الدمياطى فى معجمه شيئا ، سمعه من زكريا بن على العلبى ، ونسبه كما تقدم.

وقال العطار : نزيل مكة. وقد أجاز فى استدعاء مؤرخ بذى القعدة سنة ست وأربعين وستمائة ، لجماعة من ذرية أبى بكر الطبرى ، فيهم الرضى إبراهيم ، إمام المقام ، والاستدعاء رأيته منقولا بخط الرضى ، وكتب تحت خطه : أنه كان مجاورا بمكة يقرأ عليه القرآن ، وبها مات ، ولم يذكر متى كان موته.

وذكر الدمياطى : أنه مات بمكة فى العشر الأوسط من المحرم ، سنة سبع وخمسين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

١٣٩٤ ـ صبيح مولى أبى أحيحة سعيد بن العاص بن أمية :

ذكر ابن إسحاق : أنه كان قد تجهز للخروج مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر ، ثم مرض ، فحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد. وقيل إنه الذى حمل أبا سلمة ، قاله موسى بن عقبة.

ثم شهد المشاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذكر معنى ذلك ابن عبد البر. وذكره الكاشغرى وقال : صبيح ، مولى أبى العاص بن أمية ، عم أبى أحيحة.

١٣٩٥ ـ صبيح مولى حويطب بن عبد العزى :

ذكره هكذا الكاشغرى وقال : كان جد أبى إسحاق لأمه ، قال : كنت مملوكا لحويطب ، فسألت الكتابة ، فنزلت : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) الآية.

١٣٩٦ ـ صبيح ، مولى أم سلمة :

روى حديث الكساء. ذكره هكذا الكاشغرى.

__________________

١٣٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٣٩ ، الإصابة ترجمة ٤٠٥٥ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٧٩ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٤٩).

١٣٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٤٠٧).

١٣٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٤٠٥).

٢٧٢

١٣٩٧ ـ صبيح :

مولى السلطان أبى السداد يحيى بن أبى السداد الموفق الثغرى الإسلامى توفى فى يوم الاثنين ثالث عشر ذى الحجة ، سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ودفن بالمعلاة ، ومن حجر قبره كتبت هذه الترجمة ، وضبط فيه الثغرى : بالتاء المثلثة والغين المعجمة.

١٣٩٨ ـ صبيح النجمى :

مولى القائد حسن بن إبراهيم المكثرى. والنجمى المنسوب صبيح إليه ، هو الشريف نجم الدين أبو نمى صاحب ، لأنه كان من جملة خدامه ، ورأيت ما يدل على أنه كان ينوب عن أبى نمى في الإمرة بمكة ، وما عرفت متى مات ، إلا أنه كان حيّا في أوائل القرن الثامن وهو والد محمد بن صبيح ، شيخ رباط غزى المقدم ذكره. وقد سبق شىء من حال حسن بن إبراهيم في محله.

١٣٩٩ ـ صبيخة بن الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى التيمى :

قال الزبير بن بكار : هو من القرشيين الذين بعثهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه يجد دون أنصاب الحرم ، وقال : كان عمر بن الخطاب قد دعاه إلى صحبته فى سفر خرجه إلى مكة فوافقه.

وذكر ابن عبد البر : أنه كان من المهاجرين ، وهو أحد النفر الذين بعثهم عمر بن الخطاب لتجديد أنصاب الحرم. انتهى.

١٤٠٠ ـ صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى ، أبو سفيان المكى :

أسلم ليلة فتح مكة ، وأمن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من دخل داره يوم الفتح ، وشهد معه الطائف

__________________

١٣٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٤٠ ، الإصابة ترجمة ٤٠٥٨ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٨٢).

١٤٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢١١ ، الإصابة ترجمة ٤٠٦٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٨٦ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٦ ، طبقات خليفة ١٠ ، تاريخ خليفة ١٦٦ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣١٠ ، المعارف ٧٤ ، ١٢٥ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٥٥٣ ، ٥٧٥ ، ٥٨٦ ، ٥٨٨ ، تاريخ الفسوى ٣ / ١٦٧ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٦ ، ابن عساكر ٨ / ١١٩ جامع الأصول ٩ / ١٠٦ ، ٦ / ١٤٩ ، تهذيب الكمال ٦٠٣ ، تاريخ الإسلام ، ٢ / ٩٧ ، العبر ١ / ٣١ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٤ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤١١ ـ ٤١٢ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ١١ ، كنز العمال ١٣ / ٦١٢ ، شذرات الذهب ١ / ٣٠ ، ٣٧)

٢٧٣

وحنينا ، وأعطاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنائم حنين ، مائة بعير وأربعين أوقية ، واستعمله على نجران.

فلما مات النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رجع إلى مكة وسكنها برهة ، ثم رجع إلى المدينة وبها مات. وقيل إنه لم يكن على نجران حين مات النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنه كان بمكة إذ ذاك.

وكان من أشراف قريش فى الجاهلية ، وإليه كانت راية الرؤساء المعروفة بالعقاب ، توضع فى يده وقت الحرب ، وكان لا يحبسها إلا رئيس ، وكان من أجود قريش رأيا فى الجاهلية ، فلما جاء الإسلام أدبر رأيه.

روى عنه ابنه معاوية ، وابن عباس ، وقيس بن أبى حازم ، والمسيب بن حزن. وروى له الجماعة إلا ابن ماجة.

قال الهيثم بن عدى : مات أبو سفيان لتسع مضين من خلافة عثمان ، وكان قد كف بصره. وقال خليفة والواقدى : توفى سنة إحدى وثلاثين. وقال ابن سعد وجماعة : توفى سنة اثنتين وثلاثين. وقال المدائنى : سنة أربع وثلاثين.

وذكر صاحب الكمال : أنه نزل بالمدينة ومات بها ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. انتهى. وقيل : مات وهو ابن بضع وسبعين سنة.

وكان ربعة دحداحا ذا هامة عظيمة ، وفقئت عينه يوم الطائف ، وفقئت الأخرى يوم اليرموك. وكان المؤلفة ، ثم حسن إسلامه.

وقد ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبر أبى سفيان بن حرب فقال : وكان أبو سفيان يقود المشركين لحرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أسلم وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطائف ، وفقئت عينه يومئذ ، والأخرى يوم اليرموك ، وكانت يومئذ راية ابنه يزيد بن أبى سفيان معه ، وقال : قال عمى مصعب بن عبد الله : ذكر عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال : خفقت يوم اليرموك الأصوات ، إلا صوتا ينادى : يا نصر الله اقترب! ، فنظرت فإذا أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد.

قال الزبير : وحدثنى سفيان بن عيينة قال : قال مجاهد فى قول الله عزوجل : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) [الممتحنة : ٧]. قال : مصاهرة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا سفيان ابن حرب. وقال : حدثنى عبد الله بن معاذ عن معمر عن ابن شهاب عن ابن المسيب ، وإبراهيم عن أبى حمزة ، عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن ابن المسيب ، أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة ، فجعل عليهم أبا سفيان بن حرب.

٢٧٤

وقال : حدثنى إبراهيم بن حمزة ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر قال : لما هلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وجد عثمان بن عفان رضى الله عنه فى بيت مال المسلمين ألف دينار ، مكتوب عليها : ليزيد بن أبى سفيان ، وكان عاملا لعمر رضى الله عنه ، فأرسل عثمان إلى أبى سفيان : إنا وجدنا لك فى بيت مال المسلمين ألف دينار ، فأرسل فاقبضها ، فأرسل أبو سفيان إليه فقال : لو علم عمر بن الخطاب رضى الله عنه لى فيها حقّا لأعطانيها وما حبسها عنى ، فأبى أن يأخذها. واستعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على نجران ، فقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو عليها.

حدثنى بذلك عمى مصعب بن عبد الله ، وعلى بن المغيرة عن هشام بن محمد ، قال:وحدثنى إبراهيم بن حمزة ، عن عبد الله بن وهب المصرى ، عن ليث بن سعد ، عن أبى علىّ قال : استعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا سفيان على إجلاء يهود ، قال : وتوفى أبو سفيان بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين.

وذكره ابن عبد البر ، وقال : ولد قبل الفيل بعشر سنين ، وكان من أشراف قريش فى الجاهلية ، وكان تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم ، وكان يخرج أحيانا بنفسه ، وكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب ، وكان لا يحبسها إلا رئيس ، فإذا حميت الحرب ، اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس.

ويقال : كان أفضل قريش رأيا فى الجاهلية ثلاثة : عتبة ، وأبو جهل ، وأبو سفيان. فلما أتى الله تعالى بالإسلام ، أدبروا فى الرأى ، وكان أبو سفيان صديق العباس ونديمه فى الجاهلية.

أسلم أبو سفيان يوم الفتح ، وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حنينا ، وأعطاه من غنائهما مائة بعير ، وأربعين أوقية ، وزنها له بلال ، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية ، واختلف فى حسن إسلامه ، فطائفة تروى أنه لما أسلم حسن إسلامه.

وذكروا عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : رأيت أبا سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل ، ويقول : يا نصر اقترب. وقد روى أن أبا سفيان بن حرب ، كان يوم اليرموك يقف على الكراديس ، فيقول للناس : الله الله ، إنكم ذادة العرب ، وأنصار الإسلام ، وإنهم ذادة الروم ، وأنصار المشركين. اللهم هذا يوم من أيامك ، اللهم أنزل نصرك على عبادك. وطائفة تروى أنه كان كهفا للمنافقين منذ أسلم ، وكان فى الجاهلية ينسب إلى الزندقة ، وذكر أخبارا له. انتهى والله أعلم.

٢٧٥

١٤٠١ ـ صخر بن وداعة الغامدى :

وغامد من الأزد ؛ ولذلك قيل له : الأسدى ، بالسكون ، سكن الطائف ، وهو معدود فى أهل الحجاز ، له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث : «اللهم بارك لأمتى فى بكورها» (١). وحديث : «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء» (٢).

روى عنه عمارة بن حديد. وروى له أصحاب السّنن الحديث الأول. وحسنه الترمذى ، وقال ، لا يعرف لصخر عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير هذا الحديث. والحديث الثانى رويناه فى الطبرانى.

١٤٠٢ ـ صدقة بن حسن بن محمد الإسعردى المصرى :

يلقب زين الدين ، ويعرف بالأستدار ، لتوليه أستدارية الأمير أزدمر ، أحد خواص الملك الظاهر برقوق صاحب مصر.

خدم عند غير واحد من أعيان الدولة بالقاهرة ، وصحب جماعة منهم : الأمير محمود ، أستدار الملك الظاهر ، والأمير سعد الدين إبراهيم بن غراب ، أستدار الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر ، وكان يعظمه ، وحصل له بذلك شهرة ومكانة ، وتوسط عنده لجماعة من العلماء ولأهل الحرمين فى قربات.

وله أوقاف ، منها خانقاة بالقرافة ، ووقف عليها أوقافا حولها ، وغير ذلك ، وتردد إلى مكة غير مرة ، وسمع بها معنا على شيخنا القدوة شهاب الدين بن الناصح ، فى سنة ثلاث وتسعين ، وهكذا أملى علىّ نسبه ، هو فيما أظن ، أو بعض السامعين معنا. وكان له إلمام بالعلم ومحبة فيه.

توفى بمكة فى آخر يوم الاثنين الثانى والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع

__________________

١٤٠١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢١٥ ، الإصابة ترجمة ٤٠٧٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٩٦ ، الثقات ٣ / ١٩٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦٤ ، الكاشف ٢ / ٢٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤١٣ ، الكمال ٢ / ٦٠٣ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣١٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٦٥ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٨٧٠ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ٢٨٩ ، الطبقات ١١٣ ، ٢٨٥ ، تلقيح مفهوم أهل الأثر ٣٧٦ ، ٣٨١ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٢٧ ، الإكمال ٧ / ٤٢ ، تبصير المنتبه ٣ / ١٠٥٣ ، بقى بن مخلد ٤٧٩).

(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، كتاب البيوع ، حديث رقم (١١٣٣) ، أخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب الجهاد ، حديث رقم (٢٢٣٩) ، أخرجه ابن ماجة فى سننه ، فى التجارات ، حديث رقم (٢٢٢٨ ، ٢٢٢٩).

(٢) أخرجه الترمذى فى سننه ، كتاب البر والصلة ، حديث رقم (١٩٠٥) ، وأخرجه أحمد ابن حنبل فى مسنده ، حديث رقم (١٧٤٩٩).

١٤٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٢ / ٣١٧).

٢٧٦

وثمانمائة ، ودفن فى صبيحة يوم الثلاثاء بالمعلاة ، بقرب تربة أم سليمان ، وكان قد قدم إلى مكة حاجا فى السنة التى مات فيها صاحبه ابن غراب ، وهى سنة ثمان وثمانمائة ، ثم حصل له فى زمن الحج مرض تعلل به حتى مات ، أعظم الله ثوابه فيه ، وكان بينى وبينه مودة ، وله علىّ إحسان ، جزاه الله خيرا.

ورثاه القاضى زين الدين شعبان بن محمد المصرى ببيتين كتبا على قبره وهما :

مذ غاب عنى جمال منك يا أملى

عدمت عيش الهنا والأنس والشفقه

يا موت تطلب منى الروح دونكها

لأننى كل مالى فى الهوى صدقه

١٤٠٣ ـ صدقة بن عمر المكى :

روى عن عطاء بن أبى رباح ، ووهب بن منبه ، وعنه الوليد بن مسلم.

١٤٠٤ ـ صدقة بن يسار الجزرى :

روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، والقاسم بن محمد ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، وجماعة منهم : الزهرى ، وهو من أقرانه.

روى عنه : ابن إسحاق ، وابن جريج ، وشعبة ، ومالك ، والسفيانان. روى له مسلم(١)

__________________

١٤٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل الترجمة ١٩٠٥ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٩٥٨ ، المغنى الترجمة ٢٨٧٢ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٨٧٥ ، نهاية السول ، الورقة ١٤٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤١٦ ، التقريب ١ / ٣٦٦ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٣٠٨٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٨).

١٤٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٨٥ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٦٩ ، طبقات خليفة ٢٨٢ ، علل أحمد ١ / ١٥٣ ، ١٩٩ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٨٧٢ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٣٧ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٥١١ ، ٥٢٩ ، ١٦٧٨ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٨٨٤ ، ثقات ابن حبان ٤ / ٣٧٨ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٥٧٥ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى الترجمة ٢٢٥ ، رجال صحيح مسلم لابن منجويه الورقة ٨٣ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٢٥ ، الكاشف الترجمة ٢٤٠٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٩٢ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣٨٨٣ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٦١ ، إكمال مغلطاى الورقة ١٨٩ ، نهاية السول ١٤٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤١٩ ، التقريب ١ / ٣٦٦ ، تهذيب الكمال ١٣ / ١٥٥).

(١) فى صحيحه ، كتاب الصلاة ، حديث رقم (٧٨٤) من طريق : هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا : حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبى فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إذا كان أحدكم يصلى فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين. وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفى حدثنا الضحاك بن عثمان حدثنا صدقة بن يسار قال : سمعت ابن عمر يقول إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال بمثله.

٢٧٧

وأبو داود (٢) ، والنسائى (٣) ، وابن ماجة (٤). وثقه أحمد وابن معين. وقال أبو داود : كان مستوحشا ، يصلى جمعة بمكة وجمعة بالمدينة.

قال ابن سعد : توفى فى أول خلافة بنى العباس رضى الله عنهم ، يعنى السفاح.

١٤٠٥ ـ صديق بن جناح بن بدر الحميدى :

نزيل مكة ، هكذا وجدته على حجر قبره بالمعلاة ، وترجم فيه بتراجم ، وهى : الشيخ الصالح العابد الزاهد التقى الورع ، كهف الفقراء والمساكين ، وقدوة السالكين ، علم الموحدين ، وفيه أنه : توفى فى ثانى عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وستمائة.

وذكر ابن خلكان شيئا من حاله ، لأنه قال فى ترجمة الملك المسعود : وكان بمكة رجل من المجاورين يقال له الشيخ صديق بن بدر بن جناح ، من أكراد بلد إربل ، وكان من كبار الصالحين ، فلما حضرت الملك المسعود الوفاة ، أوصى أنه إذا مات لا يجهز بشىء من ماله ، بل يسلم للشيخ صديق يجهزه من عنده بما يراه ، فلما مات تولى الشيخ صديق تدبيره ، وكفنه فى إزار كان أحرم فيه بالحج والعمرة سنين عديدة ، وجهزه تجهيز

__________________

(٢) فى سننه ، كتاب الطهارة ، حديث رقم (١٧٠) من طريق : أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا ابن المبارك عن محمد بن إسحاق حدثنى صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعنى فى غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين فحلف أن لا أنتهى حتى أهريق دما فى أصحاب محمد فخرج يتبع أثر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم منزلا فقال : من رجل يكلؤنا فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال : كونا بفم الشعب قال : فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجرى وقام الأنصارى يصل وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه حتى رماه بثلاثة أسهم ثم ركع وسجد ثم انتبه صاحبه فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ولما رأى المهاجرى ما بالأنصارى من الدم قال : سبحان الله ألا أنبهتنى أول ما رمى قال : كنت فى سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها.

(٣) فى الصغرى ، كتاب مناسك الحج ، حديث رقم (٢٩٢٨) من طريق : محمد بن منصور قال حدثنا سفيان قال : حدثنا صدقة بن يسار عن الزهرى قال : سألوا ابن عمر هل رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رمل بين الصفا والمروة فقال : كان فى جماعة من الناس فرملوا فلا أراهم رملوا إلا برمله.

(٤) فى سننه ، كتاب إقامة الصلاة ، حديث رقم (٩٤٥) من طريق : هارون بن عبد الله الحمال والحسن بن داود المنكدرى قالا : حدثنا ابن أبى فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إذا كان أحدكم يصلى فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين. وقال المنكدرى : فإن معه العزى.

٢٧٨

الفقراء على حسب قدرته ، ثم قال : ولما بلغ الملك الكامل ما فعله الشيخ صديق ، كتب إليه وشكره ، فقال : ما فعلت شيئا أستحق عليه الشكر ، فإن هذا رجل فقير سألنى القيام بأمره ، فساعدته بما يجب على كل أحد القيام به من مواراة الميت. فقيل له : تكتب جواب للملك الكامل؟ فقال : ليس لى إليه حاجة ، وكان قد سأله أن يسأله حوائجه كلها ، فلم يرد عليه جوابا ، وقال : أخبرنى بذلك كله من أثق به. انتهى.

وفيما ذكره ابن خلكان فى نسبه مخالفة لما سبق ، باعتبار التقديم والتأخير ، والله أعلم بالصواب.

١٤٠٦ ـ صديق بن يوسف بن قريش ، الفقيه أبو الوفاء الحنفى :

ذكره ابن الحاجب الأمينى فى معجمه ، وذكر أنه ذكر له ما يدل على أن مولده ، سنة ثمان ، أو سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبى طاهر السلفى ، ومن أبى القاسم البوصيرى بمصر ، واستوطن الديار المصرية مدة ، وولى بها حسبة البلد ، نيابة عن ابن الطالقانى مدة ، ثم حج إلى مكة ، وولى بها تدريس مدرسة ابن الزنجيلى ، وولى بها بيع الحنطة المسيرة من ديوان المعظم ، فلما قدم ، طولب بالحساب فعجز ، فحبس فى القلعة ، وتشفع فيه عند السلطان ، فلم يقبل فيه شفاعة ، ومات وهو فى الاعتقال.

وذكر أنه وجد له تصنيف فى مثالب الشافعى رضى الله عنه ، وكان كثير الولوع بصنعة الكيمياء ، وبها رق حاله. انتهى.

ومدرسة الزنجيلى : هى الدار المعروفة بدار السلسلة ، عند باب العمرة ، على يمين الداخل إلى المسجد الحرام.

١٤٠٧ ـ صرغتمش بن عبد الله الناصرى :

كان كبير الأمراء فى دولة الملك الناصر حسن مصر ، بعد قتل شيخون ، ولما غلب على السلطان فى أمور كثيرة ، قبض عليه فى العشرين من شهر رمضان ، سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، واحتاط على أمواله وحواصله ، وكان ذلك آخر العهد به. وكان أمر فى هذه السنة بعمل الميضأة التى بين رباط أم الخليفة والبيمارستان المستنصرى ، فعمرت وعمر معها أماكن فى المسجد الحرام ، وجدد المشعر الحرام ، وهو صاحب المدرسة المشهورة عند جامع ابن طولون ظاهر القاهرة.

* * *

٢٧٩

من اسمه صفوان

١٤٠٨ ـ صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى ، أبو وهب ، ويقال أبو أمية المكى :

أسلم بعد الفتح بشهر ، روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث ، روى عنه ابناه عبد الله وعبد الرحمن وغيرهما ، فصيحا مليّا ، ملك من الذهب قنطارا ، وهو أحد المطعمين بمكة ، أطعم هو وأبوه وجده ، وأطعم أيضا ابنه عبد الله وحفيده ، وما عرفت هذا لغيرهم ، إلا لقيس ابن سعد بن عبادة بن دليم ، وكان فصحاء قريش وأشرافها فى الجاهلية ، وإليه كان أمر الأزلام ، ولما هاجر إلى المدينة ، رده النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى مكة لانقطاع الهجرة ، وقال له : من لأباطح مكة؟ فخرج إليها وأقام بها ، حتى توفى سنة إحدى وأربعين ، وقيل توفى سنة اثنتين وأربعين.

١٤٠٩ ـ صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحى المكى:

روى عن جده ، وعن سعد بن أبى وقاص ، وعلى بن أبى طالب ، وأبى الدرداء ، وحفصة.

روى عنه : الزهرى ، وعمرو بن دينار ، ويوسف بن ماهك ، وأبو الزبير. روى له البخارى فى الأدب ، ومسلم (٣) ، النسائى (٤) ، وابن ماجة (٥). وثقه العجلى.

__________________

١٤٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٩ ، علل ابن المدينى ٦٥ ، ٧٠ ، تاريخ خليفة ٧٥ ، ٩٠ ، ١١١ ، مسند أحمد ٣ / ٤٠٠ ، ٦ / ٤٦٤ ، علله ١ / ١٩٣ ، تاريخ البخارى ٤ / ٢٩٢٠ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢٦٣ ، ٣٠٩ ، ٥٠٢ ، ٢ / ٢٦١ ، ٣ / ١٦٨ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٨٤٦ ، ثقات بن حبان ٣ / ١٩١ ، معجم الطبرانى الكبير ٨ / ٤٦ ، رجال صحيح مسلم لابن منجويه ٨٢ ، جمهرة بن حزم ١٥٩ ـ ١٦٠ ، الاستيعاب ٢ / ٧١٨ ، أسد الغابة ٣ / ٢٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٢٤ ، أنساب القرشيين ٣١٥ ، ٣٠٤ ، ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، معجم البلدان ٢ / ٤٧٦ ، تهذيب النووى ١ / ٢٤٩ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٦٢ ، الكاشف الترجمة ٢٤١٦ ، تجريد أسماء الصحابة الترجمة ٢٧٩٩ ، العبر ١ / ٥٠ ، ١٢٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٩٣ ، إكمال مغلطاى ٢ / ١٩٣ ، نهاية السول ٤٧ ، تهذيب الكمال ١٣ / ١٨٠).

١٤٠٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٤٢١ ، الإصابة ٣ / ٤٣٥).

(١) فى صحيحه ، كتاب الذكر والدعاء ، حديث رقم (٤٩١٤) من طريق : إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبى سليمان عن أبى الزبير عن صفوان وهو ابن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال : قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء فى منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت : أتريد الحج العام فقلت : نعم قالت : فادع الله لنا بخير فإن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل قال : فخرجت إلى ـ

٢٨٠