العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

ولوصيته ، وكان يظن أنها لا تفى بدينه. وخبر ذلك مشهور فى صحيح البخارى ؛ لأن فيه عن عبد الله بن الزبير ، أن أباه دعاه يوم الجمل فقال : يا بنى ، إنى لا أرانى إلا سأقتل اليوم مظلوما ، وإن من أكبر همى لدينى ، أفترى ديننا يبقى مالنا شيئا؟ ثم قال : يا بنى ، بع مالنا ، واقض ديننا ، وأوصى بالثلث ، ثم قال : فقتل الزبير ـ رضى الله عنه ـ ولم يدع دينارا ولا درهما ، إلا أربعين سهما بالغابة ، وأحد عشر دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر. وقال : وإنما كان دينه ، أن الرجل كان يأتيه بالمال يستودعه إياه ، فيقول الزبير : لا ، ولكنه سلف ، إنى أخشى عليه الضيعة.

قال عبد الله : فحسبت ما كان عليه من الدين ، فكان ألفى ألف ومائتى ألف. وكان الزبير ـ رضى الله عنه ـ اشترى الغابة بسبعين ألفا ومائة ألف ، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ، وقضى دين أبيه ، وأقام أربع سنين ينادى فى الموسم : ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه ، ثم قسم بعد الأربع سنين ، بقية تركة الزبير بين ورثته ، ودفع الثلث. وكان للزبير ـ رضى الله عنه ـ أربع نسوة ، فأصاب كل امرأة ، ألف ألف ومائتا ألف ، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف.

هذا معنى ما فى البخارى ، وبعضه بلفظه ، وذلك من قوله : وكان للزبير أربع نسوة إلى آخره.

وفى البخارى (١١) ، عن هشام بن عروة بن الزبير قال : أقمنا سيف الزبير بيننا بثلاثة آلاف. انتهى.

وشهد الزبير ـ رضى الله عنه ـ يوم الجمل ، ثم انفصل عن المعركة بعد قليل ، إلى موضع يعرف بوادى السباع ، قريبا من البصرة ، فقتل به.

وذكر ابن عبد البر : أنه قتل يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين. قال : وفى ذلك اليوم كانت وقعة الجمل. انتهى.

وذكر ابن عبد البر : فى تاريخ وقعة الجمل ، ما يخالف هذا ، وهو أنها فى عاشر جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ؛ لأنه قال فى ترجمة طلحة بن عبيد الله التيمى : وكانت وقعة الجمل ، لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين. انتهى.

وذكر غيره مثل ما ذكره فى وقعة الجمل ، فى عاشر جمادى الأولى ، وفى عاشر جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، والله أعلم بالصواب.

__________________

(١١) أخرجه البخارى فى الصحيح ، كتاب فرض الخمس ، حديث رقم (٢٨٩٧).

١٢١

وذكر ابن عبد البر سبب رجوعه وصفة قتله ، فنذكر ذلك على ما ذكره ، قال : ثم شهد الزبير الجمل ، فقاتل فيه ساعة ، فناداه على ـ رضى الله عنهما ـ وانفرد به ، وذكره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال له وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض : أما إنك ستقاتل عليّا وأنت له ظالم ، فذكر الزبير ـ رضى الله عنه ـ ذلك ، فانصرف عن القتال ، فاتبعه ابن جرموز عبد الله ، ويقال عمير ، ويقال عمرو ، وقيل عميرة بن جرموز السعدى ، فقتله بموضع يعرف بوادى السبع ، وجاء بسيفه إلى على ـ رضى الله عنه ـ فقال علىّ ـ رضى الله عنه : بشر قاتل ابن صفية بالنار. وكان الزبير ـ رضى الله عنه ـ قد انصرف عن القتال نادما ، مفارقا للجماعة التى خرج فيها منصرفا إلى المدينة ، فرآه ابن جرموز ، فقال : أتى يؤرّش بين الناس ، ثم تركهم ، والله لا تركته ، ثم اتبعه ، فلما لحق بالزبير ، ورأى الزبير أنه يريده أقبل عليه ، فقال له ابن جرموز : أذكرك الله. فكفّ عنه الزبير ، حتى فعل ذلك مرارا ، فقال الزبير : قاتله الله ، يذكرنا الله وينساه ، ثم عافصه ابن جرموز فقتله.

وذكر ابن عبد البر من تاريخ قتله ، ووقعة الجمل ما سبق ، ثم قال : ولما أتى قاتل الزبير عليّا برأسه ، استأذن عليه ، فلم يأذن له. وقال : بشره بالنار ، فقال (١٢) [من المتقارب] :

أتيت عليّا برأس الزبي

ر أرجو لديه به الزلفه

فبشر بالنار إذ جئته

فبئس البشارة والتّحفه

وسيان عندى قتل الزب

ير وضرطة عير بذى الجحفه (١٣)

قال : وفى حديث عمرو بن جاذان ، عن الأحنف ، قال : لما بلغ الزبير سفوان ـ موضعا من البصرة ـ كمكان القادسية من الكوفة ، لقيه النضر ـ رجل من بنى مجاشع ـ فقال : أين تذهب يا حوارى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ إلىّ ، فأنت فى ذمتى ولا يوصل إليك ، فأقبل معه ، وأتى إنسان الأحنف بن قيس ، فقال : هذا الزبير ، قد لقى بسفوان ، فقال الأحنف : ما شاء الله كان ، قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ، ثم يلحق ببيته وأهله ، فسمعه عمير بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع ، فى غواة من غواة بنى تميم ، فركبوا فى طلبه ، فلقوه معه النفر ، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه ، وهو على فرس له ضعيفة ، فطعنه طعنة خفيفة ، وحمل عليه الزبير ، وهو على فرس له ، يقال له ذو الخمار ، حتى إذا كان ظن أنه قاتله ، نادى صاحبيه : يا نفيع ، يا فضالة ،

__________________

(١٢) انظر الأبيات فى الاستيعاب ٢ / ٥١٦.

(١٣) فى أسد الغابة : ................... وضرطة عيتر بذى الجحفه.

١٢٢

فحملوا عليه حتى قتلوه ، وهذا أصح مما تقدم ، والله أعلم.

وذكر ابن الأثير ، القول الأخير فى قتل الزبير مختصرا ، وذكر أن الزبير لما انصرف ، بعد أن ذكره علىّ ـ رضى الله عنه ـ بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نزل بوادى السباع وقام يصلى ، فأتاه ابن جرموز فقتله ، وجاء بسيفه إلى على بن أبى طالب ، وقال : إن هذا السيف طال ما فرج الكرب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

وهذا يخالف ما ذكره ابن عبد البر ، فى صفة قتله ، والله أعلم.

وقال ابن الأثير : وكثير من الناس يقولون : إن ابن جرموز قتل نفسه ، لما قال له على:بشر قاتل ابن صفية بالنار ، وليس كذلك ، وإنما هو عاش بعد ذلك ، حتى ولى مصعب ابن الزبير البصرة ، فاختفى ابن جرموز ، فقال مصعب : ليخرج ، فهو آمن ، أيظن أنى أقيده بأبى عبد الله؟ يعنى أباه الزبير ، ليسا سواء. فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار ؛ لأنه قتل الزبير ـ رضى الله عنه ـ وقد فارق المعركة ، وهذه معجزة ظاهرة ؛ انتهى.

وذكر الزبير بسنده خبرا يقضى أن ابن جرموز ، أتى مصعب بن الزبير فسجنه ، وكتب إلى أخيه عبد الله بن الزبير يخبره بذلك ، فلامه على سجنه وأمره بإطلاقه ، وقال : أظننت أنى قاتل أعرابيّا من بنى تميم بالزبير؟ فخلى مصعب سبيله ، حتى إذا كان ببعض السواد ، لحق بقصر من قصوره عليه رحا ، ثم أمر إنسانا أن يطرحه عليه ، فطرحه فقتله ، وكان قد كره الحياة ، لما كان يهول عليه ويرى فى منامه ، وذلك دعاه إلى ما فعل ، وهو حزين متألم ، والله أعلم.

واختلف فى سن الزبير ـ رضى الله عنه ـ حين قتل ، فقيل : كان ابن سبع وستين سنة ، وقيل ابن ست وستين ، حكى هذين القولين : ابن عبد البر وابن الأثير والنووى ، وزاد ثالثا ، وهو : أنه كان ابن أربع وستين سنة ، وما عرفت من ذكر ذلك قبله. وأما القولان الأولان ، فذكرهما الزبير ، ولكنه حكاهما على الشك ؛ لأنه قال : قتل وهو ابن سبع وستين أوست وستين سنة. انتهى.

واختلف فى صفة الزبير ، فقال ابن عبد البر : كان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية. انتهى. وذكر ذلك ابن الأثير والنووى. وقال الزبير : إنه سمع عبد الله بن محمد ابن يحيى بن عروة يقول : كان الزبير بن العوام ، أبيض طويلا نحيفا خفيف العارضين. انتهى. وقال الزبير أيضا ، فيما رواه بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه ، قال : كان الزبير ابن العوام طويلا ، تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة ، أشعر ، ربما أخذت بشعر كتفيه ، متوّذف الخلقة. انتهى. والله أعلم بالصواب.

١٢٣

ووجدت فى حاشية من أسد الغابة لابن الأثير ، تتعلق بالزبير بن العوام بن خويلد الأسدى ـ رضى الله عنه ـ قال فيها : وعنه ـ يعنى عروة بن الزبير ـ قال : كان الزبير طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة ، وكذلك عدى بن حاتم ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعيينة بن حصن ، وزيد الخيل ، وأبو زبيد الشاعر ، ومالك بن الحارث الأشتر ، وعامر بن الطفيل ، وقيس بن شر حبيل ، كانوا إذا ركبوا ، خطت أرجلهم الأرض. انتهى.

١٢٠٣ ـ زرارة بن مصعب بن شيبة العبدرىّ الحجبى :

يروى عن أبيه. ويروى عنه ابنه عبيد الله بن زرارة. ذكره ابن حبان فى كتاب الثقات ، وقال : يروى عن الحارث بن خالد ، فالله أعلم.

ذكره هكذا المزى فى التهذيب ، بعد أن ذكر زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى المدنى ، وقال : ذكرناه للتمييز بينهما. انتهى.

١٢٠٤ ـ زرزر [بن صهيب الشرجى :

قال سفيان بن عيينة : كان مولى لجبير بن مطعم ، وكان قليل الحديث](١). ذكره هكذا ابن سعد ، فى الطبقة الرابعة من طبقات أهل مكة. وما ذكر من حاله سوى هذا.

وقال ابن الأثير فى اختصاره لأنساب ابن السمعانى ما نصه : الشّرجىّ ، بفتح الشين وسكون الراء وآخرها الجيم ، هذه النسبة إلى شرجة ، موضع بمكة أو نواحيها ، منها زرزر بن صهيب الشّرجىّ ، مولى لآل جبير بن مطعم القرشى ، سمع عطاء. روى عنه ابن عيينة ، وقال : كان زرزر رجلا صالحا. انتهى. والظاهر أنه الذى عنى ابن سعد.

* * *

__________________

١٢٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٤٦٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٧٣٢ ، ٤ / ٤٤٠ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٢٤ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٣٤ ، تهذيب الكمال ١٩٨٠).

١٢٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ١ / ٤٥٠ ، الجرح والتعديل ٣ / ٦٢٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٣٦ ، اللباب لابن الأثير ٢ / ١٥).

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول ، أوردناه من طبقات ابن سعد.

١٢٤

من اسمه زكريا

١٢٠٥ ـ زكريا بن إسحاق المكى :

روى عن عطاء بن أبى رباح ، وعمرو بن دينار ، وأبى الزبير المكى ، وجماعة. روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وروح بن عبادة ، وأبو عاصم النبيل ، وعبد الرزاق ، وجماعة.

روى له الجماعة ، ووثقه أحمد بن حنبل وابن معين. وذكره ابن حبان فى الثقات. ذكر هذا من حاله المزى فى التهذيب.

وقال ابن معين : كان يرى القدر ، حدثنا روح بن عبادة قال : سمعت مناديا على الحجر يقول : إن الأمير أمر أن لا يجالس زكريا بن إسحاق لموضع القدر. انتهى.

نقل هذا عن ابن معين ، الحافظ ابن حجر. قال الذهبى : والصحيح أنه لم يسمع من عطاء. انتهى.

١٢٠٦ ـ زكريا بن عمرو :

ذكره هكذا ابن سعد فى الطبقة السادسة من طبقات أهل مكة. وما عرفت من حاله سوى هذا.

١٠٢٧ ـ زكريا بن علقمة الخزاعى :

ذكره هكذا الذهبى ، وقال : صحفه بعضهم ، وإنما هو كرز ، له حديث : «هل للإسلام من منتهى» (١).

__________________

١٢٠٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ١٧٤ ، ٦ / ٣٨ ، تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٤٠٢ ، أحوال الرجال للجوزحانى الترجمة ٣٤٧ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٠٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٦٨٤ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٠ ، الكاشف ١ / ٣٢٣ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢٨٧٠ ، المغنى الترجمة ٢١٨٨ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٢٨ ، مقدمة الفتح ٤٠٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٤٣ ، تهذيب الكمال ١٩٩٠).

١٢٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ١٤٨ ، ١٦٦).

١٢٠٧ ـ انظر ترجمته فى : (التجريد ١ / ٢٠٤).

(١) أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (١٥٣٥٢ ، ١٥٣٥٣) من طريق : سفيان عن الزهرى عن عروة عن كرز بن علقمة الخزاعى قال : قال رجل : يا رسول الله ، هل للإسلام من منتهى؟ قال : أيما أهل بيت ـ وقال فى موضع آخر : قال : نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام قال : ثم مه قال : ثم تقع الفتن كأنها ـ

١٢٥

وذكره ابن الأثير فقال : زكريا بن علقمة الخزاعى ، أورده ابن شاهين هكذا ، وروى بإسناده عن الزهرى عن عروة ، أن زكريا بن علقمة الخزاعى قال : بينا أنا جالس عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذ جاءه رجل من الأعراب ـ أعراب نجد ـ فقال : يا رسول الله ، هل للإسلام منتهى؟ فذكر الحديث. ثم قال ابن الأثير : كذا أورده فى الترجمة وفى الحديث جميعا ، فى باب الزاى ، وإنما هو كرز بن علقمة ، والحديث مشهور عن الزهرى ، أخرجه أبو موسى. انتهى.

١٠٢٨ ـ زمعة بن صالح الجندى اليمانى :

سكن مكة ، روى عن عبد الله بن كثير القارى ، وعمرو بن دينار ، وأبى الزبير المكى ، والزهرى ، وجماعة.

روى عنه ابن جريج ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الرحمن بن مهدى ، وأبو عاصم النبيل ، وأبو نعيم ، وجماعة.

روى له مسلم ـ مقرونا بغيره ـ وأصحاب السنن الأربعة ، إلا أن أبا داود ، إنما روى له فى المراسيل ، وضعفه أبو داود وأبو حاتم وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وقال يحيى مرة : صويلح الحديث. وقال عمرو بن على : هو جائز الحديث ، مع الضعف الذى فيه.

وقال ابن عدى : ربما يهم فى بعض ما يرويه ، وأرجو أن حديثه صالح ، لا بأس به.

__________________

ـ الظلل قال : كلا والله إن شاء الله قال : بلى والذى نفسى بيده ثم تعودون فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وقرأ على سفيان. قال الزهرى : أساود صبا. قال سفيان : الحية السوداء تنصب : أى ترتفع.

١٢٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٤ ، ابن طهمان الترجمة ٦٢ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٥٠٥ ، أحوال الرجال للجوزجانى الترجمة ٢٦٢ ، أبى زرعة الرازى ٧٥٩ ، سؤالات الآجرى لأبى داود الترجمة ٢٩٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٥٩ ، ٣٦٥ ، ٦٤٧ ، ٣ / ٤١ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٤٥ ، ٥١٢ ، ضعفاء النسائى الترجمة ٢٢٠ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٨٢٣ ، المجروحين لابن حبان ١ / ٣١٢ ، تاريخ الإسلام ٦ / ١٧٩ ، الكاشف ١ / ٣٢٥ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢٩٠٤ ، المغنى الترجمة ٢٢٠٧ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٤٧٩ ، غاية النهاية ١ / ٢٩٥ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٣٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٠٦ ، تهذيب الكمال ٢٠٠٣).

١٢٦

١٠٢٩ ـ زمل الخزاعى :

ذكره الذهبى ، وقال : قص على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رؤيا ، لا يصح ذلك. وذكره السهيلى. انتهى. ولم يذكره ابن الأثير.

١٢١٠ ـ زنفل بن عبد الله ، ويقال ابن شداد العرفىّ ـ براء مهملة ـ أبو عبد الله المكى :

نزل عرفة. وقال أبو أحمد : من أهل مكة ، فنزل عرفة ، روى عن ابن أبى مليكة ، ويحيى بن إسحاق العرفى.

روى عنه إبراهيم بن عمر بن أبى الوزير الهاشمى ، ومحمد بن عبد الله التيمى ، ومحمد ابن عمر المعيطى ، وغيرهم.

روى له الترمذى حديث : «اللهم خر لى واختر لى» (١).

قال ابن معين : ليس بشىء. وقال أبو حاتم ، والسّاجىّ ، والدارقطنى : ضعيف. وقال النسائى والدولابى والأزدى : ليس بثقة.

والعرفى ـ بعين وراء مهملتين مفتوحتين وفاء وياء للنسبة ـ نسبة إلى عرفات ، موضع الوقوف ، ويشبهه فى هذه النسبة ، جماعة متأخرون من رؤساء المغرب ، يقال لكل منهم : العزفىّ ، بالزاى المعجمة.

__________________

١٢٠٩ ـ انظر ترجمته فى : (التجريد ١ / ٢٠٤).

١٢١٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٥ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٥٠٧ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٤٢ ، ضعفاء النسائى الترجمة ٢١٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٧٩٩ ، المجروحين لابن حبان ١ / ٣١١ ، ضعفاء الدارقطنى الترجمة ٢٤١ ، أنساب السمعانى ٨ / ٤٣١ ، تاريخ الإسلام ٦ / ٦٦ ، الكاشف ١ / ٣٢٥ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢٩٠٦ ، المغنى الترجمة ٢٢٠٩ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٤١٨ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٤٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٠٩ ، تهذيب الكمال ٢٠٠٩).

(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، فى الدعوات ، حديث رقم (٣٤٣٨) من طريق : محمد بن بشار حدثنا إبراهيم بن عمر بن أبى الوزير حدثنا زنفل بن عبد الله أبو عبد الله عن ابن أبى مليكة عن عائشة عن أبى بكر الصديق أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لى واختر لى.

قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث ويقال له زنفل بن عبد الله العرفى وكان يسكن عرفات وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه.

١٢٧

١٢١١ ـ زهدم بن الحارث المكى :

عن حفص بن غياث ، متكلم فيه ، هكذا ذكره الذهبى فى الميزان وقال : قال العقيلى(١) : حدثنا محمد بن علىّ ، حدثنا زهدم بن الحارث ، حدثنا حفص بن غياث ، حدثنا ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن أبى بن كعب ، مرفوعا : «أتانى جبريلعليه‌السلام فقال : يا محمد ، أتيتك بكلمات لم آت بهن أحدا قبلك ، قل : يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، ولم يؤاخذ بالجريرة» (٢). انتهى.

* * *

من اسمه زهير

١٢١٢ ـ زهير بن أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى :

مذكور فى المؤلفة قلوبهم ، وفى ذلك نظر ، على ما ذكر ابن عبد البر ، وقال : لا أعرفه ؛ انتهى. ولم يزد فى نسبه على أبيه.

وذكره ابن الأثير فقال بعد أن ذكر كلام ابن عبد البر : وقال ابن مندة وأبو نعيم : زهير بن أبى أمية ، وذكر خبر رؤياه بسندهما ، وفيه : أن عثمان وزهير بن أبى أمية ، استأذنا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودخلا عليه ، وأثنيا على السائب ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا أعرف به منكما ، ألم يكن شريكى فى الجاهلية؟».

ثم قال ابن الأثير : قيل هو زهير بن أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، أخو أم سلمة ، ثم قال : فإن كان هو ، فهو ابن عمة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمه عاتكة بنت عبد المطلب ، وله فى نقض الصحيفة التى كتبتها قريش على بنى هاشم وبنى عبد المطلب ، أثر كبير ، ثم قال : أخرجه الثلاثة.

__________________

١٢١١ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٣٢٩٥ ، تنزيه الشريعة ١ / ٦١ ، الضعفاء الكبير للعقيلى ٢ / ٩٢ ترجمة ٥٥١).

(١) قال العقيلى فى الضعفاء الكبير : لا يتابع على حديثه. وقال صاحب تنزيه الشريعة : وضاع.

(٢) بقية الحديث فى الضعفاء الكبير للعقيلى : «ولم يهتك الستر ، ويا عظيم العفو ، ويا حسن ، التجاوز التجاوز ، ويا واسع المغفرة ، ويا باسط اليدين بالرحمة ويا صاحب كل نجوى ، ويا منتهى كل شكوى ، ويا عظيم المنن ، ويا كريم الصفح ، ويا مبتدى النعم قبل استحقاقها ، ويا رباه ، ويا سيداه ، ويا أملاه ، ويا غاية رغبتاه ، أسالك أن تغفر لى ولا تشوى خلقى بالنار». وقال العقيلى : ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به.

١٢١٢ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٧٦٣ ، الإصابة ترجمة ٢٨٢٩ ، الاستيعاب ترجمة ٨٢١ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٦٤ ، المنتظم ٣ / ٤).

١٢٨

وفى كتاب ابن الأثير سقم ، وسقط لا يتم الكلام إلا به ، وقد كتبت ذلك على الصواب ، وما يستقيم به الكلام ، والله أعلم.

والسائب فى هذا الخبر مبهم ، وهو والله أعلم ، السائب بن أبى السائب المخزومى ، فإنه كان شريك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قبل المبعث بمكة ، على ما يقال ، وفى ذلك خلاف نذكره إن شاء الله تعالى ، فى ترجمة السائب بن أبى السائب المخزومى.

١٢١٣ ـ زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمى ، أبو مليكة :

قال ابن شاهين : هو صحابى ، روى عن أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه.

روى ابن جريج ، عن أبى مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبى بكر : أن رجلا عض يد رجل ، فسقطت سنّه ، فأبطلها أبو بكر.

ذكره هكذا ابن الأثير وعلم عليه ب : «د. ع» ، ولم يذكره ابن عبد البر فى باب زهير ، وإنما ذكره فى الكنى لأنه قال : أبو مليكة القرشى التيمى ، اسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، جد ابن أبى مليكة المحدث ، له صحبة ، يعد فى أهل الحجاز ، من حديثه ما ذكره عمرو بن علىّ ، عن أبى عاصم ، عن ابن جريج ، عن ابن أبى مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبى بكر الصديق ، رضى الله عنه : أن رجلا عض يد رجل ، فسقطت ثنيته ، فأبطلها أبو بكر الصديق ، رضى الله عنه. انتهى.

وإنما ذكرنا كلام ابن عبد البر ؛ لأن فيه ما لا يفهم مما سبق.

وقال المزّىّ فى التهذيب : زهير بن عبد الله بن جدعان القرشى ، أبو مليكة التيمى ، جد عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة ، ذكره البخارى فى الإجارة (١) ، فى حديث ابن جريج ، عن عطاء ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى بن أمية : أن رجلا عض يد رجل ، فأندر ثنيته ، فأهدرها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال ابن جريج : وحدثنى عبد الله بن أبى مليكة عن جده ، بمثل هذه القصة ، قال : فأهدرها أبو بكر. انتهى.

__________________

١٢١٣ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٢٤٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ١٤٢ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٦٧٢ ، أسد الغابة ٢ / ٣٠٩ ، الكاشف ١ / ٣٢٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٩٢ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٤٥ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٦٦ ، تهذيب الكمال ٢٠١٢).

(١) حديث رقم ٢١٠٥ ، فى الديات ، حديث رقم ٦٣٨٤.

١٢٩

وعلم عليه المزى : «خ. ب» ، وأراد بذلك ، أن البخارى أخرج له فى الأدب ، وما ذكره من رواية ابن جريج ، عن عبد الله بن أبى مليكة ، يخالف ما سبق ذكره ، والله أعلم بالصواب.

١٢١٤ ـ زهير بن عثمان الثقفى الأعور النضرى :

له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الوليمة فى اليوم الأول حق ، وفى الثانى معروف ، وفى الثالث رياء وسمعة». رواه الحسن البصرى ، عن عبد الله بن عثمان الثقفى ، عنه. وفى إسناده نظر ، يقال أنه مرسل ، وليس له غيره ، ذكره. بمعنى هذا ابن عبد البر.

وهذا الحديث فى سنن أبى داود (١) والنسائى (٢) ، عن محمد بن المثنى ، عن عفان ، عن همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عبد الله بن عثمان الثقفى ، عن رجل أعور من ثقيف ، قال قتادة : إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان ، فلا أدرى ما اسمه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكره.

ورواه أحمد بن حنبل (٣) ، عن عبد الصمد ، عن همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عبد الله بن عثمان الثقفى ، عن رجل أعور من ثقيف ، قال قتادة : وكان يقال له معروف ، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان ، فلا أدرى ما اسمه ، فذكر الحديث. رواه بهز ، عن همام ، قال : ويقال له زهير بن عثمان ، ولم يشك. انتهى.

قال البخارى : لم يصح إسناده ، ولا تعرف له صحبة. انتهى.

وقد أثبت له الصحبة : ابن أبى خثيمة ، وأبو حاتم الرازى ، وابن حبان ، والترمذى ،

__________________

١٢١٤ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٥٤ ، ١٨٣ ، ٢٨٥ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٤١٢ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٦٦٣ ، المعجم الكبير للطبرانى الترجمة ٥١٤ ، الاستيعاب ترجمة ٨٢٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٧٧٣ ، الكاشف ١ / ٣٢٦ ، التجريد ١ / ١٩٢ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٤٧ ، الإصابة ترجمة ٢٨٣٧ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٧٨ ، تهذيب الكمال ٢٠١٤).

(١) فى سننه ، كتاب الوليمة ، حديث رقم ٣٢٥٤.

(٢) وأخرجه النسائى فى الكبرى ، عدد أيام الوليمة ، حديث رقم (٦٥٥٩) من طريق : محمد بن المثنى قال : ثنا عفان بن مسلم قال : ثنا همام (قال ثنا همام) قال : ثنا قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان الثقفى عن رجل أعور من ثقيف كان يقال له معروفا ، أى يثنى عليه خيرا إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدرى ما اسمه : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الوليمة أول يوم حق والثانى معروف واليوم الثالث سمعة ورياء». خالفه يونس.

(٣) فى المسند ، مسند البصريين ، حديث رقم ١٩٤٣٦ ، ١٩٤٣٧.

١٣٠

والأزدى ، وقال : تفرد عنه بالرواية ، عبد الله بن عثمان ، نقل ذلك عنهم الحافظ ابن حجر.

١٢١٥ ـ زهير بن عياض الفهرى ، من بنى الحارث بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة القرشى الفهرى :

ذكره هكذا ابن الأثير ، وروى بسنده إلى الطبرانى ، بسنده إلى ابن عباس ، قال : أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مقيس بن ضبابة ، ومعه زهير بن عياض الفهرى ـ من المهاجرين ، وكان من أهل بدر ، وحضر أحدا ـ إلى بنى النجار ، فجمعوا لمقيس دية أخيه ، فلما صارت الدية إليه ، وثب على زهير بن عياض فقتله ، وارتد إلى الشرك ، أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. انتهى.

وذكر الحافظ عبد الغنى بن سعيد المصرى ، فى «مبهماته» حديثا فيه ، أن الذى قتل مقيس بن ضبابة ، من بنى فهر ، إلا إنه غير مسمى فى هذا الخبر.

وفى سيرة ابن إسحاق ، تهذيب ابن هشام ، أن الذى قتله مقيس ، رجل من الأنصار ، وهذا يخالف ما ذكره ابن الأثير والحافظ عبد الغنى ، والله أعلم. وذكره الحافظ الذهبى فقال: زهير بن عياض.

١٢١٦ ـ زهير بن محمد التميمى العنبرى ، أبو المنذر المروزى الخرقى :

عن حميد الطويل ، وأبى إسحاق السبيعى ، وعمرو بن شعيب ، وابن المنكدر ، وخلق.

وعنه : ابن مهدى ، وأبو داود الطيالسى ، وأبو عامر العقدى ، وجماعة.

__________________

١٢١٥ ـ انظر ترجمته فى : (التجريد ١ / ٢٠٦ ، أسد الغابة ٢ / ٢١١ ، سيرة ابن هشام ٤ / ٥٢).

١٢١٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٦ ، تاريخ الدارمى عن يحيى ٣٤٣ ، ٣٤٥ ، ابن طهمان ٩ ، علل أحمد ١ / ١٦ ، ١٨ ، ٢٠ ، ٢٣ ، ٣٧ ، ٨٥ ، ٩١ ، ١٢٦ ، ١٣٨ ، ١٥٧ ، ١٦٢ ، ١٧١ ، ١٨٩ ، ٢١٧ ، ٢٢٨ ، ٢٥٥ ، ٣٦١ ، ٣٨١ ، ٤٠٨ ، تاريخ البخاري الكبير الترجمة ١٤٢٠ ، تاريخه الصغير ٢ / ١٤٩ ، الضعفاء الصغير له ، الترجمة ١٢٧ ، أبى زرعة الرازى ٦١٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٤٧ ، ٢ / ٧٥٧ ، ضعفاء النسائى الترجمة ٢١٨ ، الكنى للدولابى ٢ / ١٣١ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٦٧٥ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١٤٧٣ ، ثقات ابن شاهين الترجمتان ٣٧٨ ، ٣٧٩ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٥٣ ، تاريخ دمشق (تهذيبه ٥ / ٣٩٧) ، سير أعلام النبلاء ٨ / ١٦٨ ، العبر ١ / ٢٣٩ ، الكاشف ١ / ٣٢٧ ، الميزان الترجمة ٢٩١٨ ، المغنى الترجمة ٢٢١٨ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٤٨٦ ، شرح علل الترمذى ٤٣٠ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٤٨ ، مقدمة الفتح ٤٠١ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٧١ ، انظر شذرات الذهب ١ / ٢٥٦ ، تهذيب الكمال ٢٠١٧).

١٣١

روى له الجماعة. قال حنبل ، عن أحمد بن حنبل : ثقة. ووثقه جماعة ، منهم : ابن معين ، وضعفه ابن معين أيضا ، وغيره. قال ابن قانع : مات سنة اثنتين وستين ومائة. انتهى. وذكره البخارى فى «فضل من مات من الخمسين ومائة إلى الستين».

وذكر صاحب الكمال : أنه من أهل قرية من قرى مرو ، تسمى خرق ، سكن مكة والمدينة.

وقال المزى فى التهذيب ، فى تعريفه : الخراسانى المروزى الخرقى ، من أهل قرية من قرى مرو ، وتسمى خرق. ويقال إنه من أهل هراة ، ويقال من أهل نيسابور ، قدم الشام وسكن الحجاز. انتهى.

وما ذكره فى سكناه الحجاز ، مجمل فى موضع السكنى ، يبينه ما ذكره صاحب الكمال ، والله أعلم.

* * *

من اسمه زياد

١٢١٧ ـ زياد بن إسماعيل المخزومى ، ويقال السهمى المكى ، ويقال يزيد بن إسماعيل :

عن محمد بن عباد بن جعفر ، وسليمان بن عتيق. روى عنه ابن جريج ، والثورى.

روى له البخارى فى «أفعال العباد» ، ومسلم (١) ، والترمذى (٢) ، وابن ماجة (٣) ،

__________________

١٢١٧ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٧ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١١٦٥ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١٠٤ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٣٧٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٤٨ ، الكاشف ١ / ٣٢٨ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢٩٢٤ ، المغنى الترجمة ٢٢٢١ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٤٨٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٥٤ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢١٧٧ ، تهذيب الكمال ٢٠٢٣).

(١) أخرج له مسلم فى صحيحه حديث واحد ، كتاب القدر ، حديث رقم (٤٨٠٠) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة وأبو كريب قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد بن إسماعيل عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى عن أبى هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى القدر فنزلت : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ).

(٢) له فى سننه حديثين : الأول فى كتاب القدر ، حديث رقم (٢٠٨٣) من طريق : أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن بشار قالا : حدثنا وكيع عن سفيان الثورى عن زياد بن إسماعيل عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى عن أبى هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخاصمون فى القدر فنزلت هذه الآية : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ). قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. ـ

١٣٢

وضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم : يكتب حديثه. وقال النسائى : ليس به بأس. وذكر صاحب الكمال : أنه كوفى. وذكر المزى والذهبى ، أنه مكى ، فلعله سكن البلدين ، ويؤيد ذلك ابن حبان ، قال فى ترجمته : ساكن مكة ، وقال : كان من الحفاظ المتقنين. انتهى. وهو مذكور فى كتابه الثقات.

وقال علىّ بن المدينى : رجل من أهل مكة معروف. انتهى. وهذا يؤيد ما ذكره المزى والذهبى ، والله أعلم.

وليس له عند من روى له من أصحاب الكتب الستة ، إلا حديث واحد ، فى مخاصمة قريش للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى «القدر».

١٢١٨ ـ زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراسانى ، أبو عبد الرحمن :

نزيل مكة ، روى عن : الزهرى وعمرو بن دينار ، وأبى الزبير المكى ، وأبى الزناد ، وحميد الطويل ، وقزعة المكى ، وغيرهم. روى عنه : ابن جريج ، ومالك بن أنس ، وابن عيينة ، وأبو معاوية الضرير ، وهمام بن يحيى.

__________________

ـ والثانى فى كتاب التفسير ، حديث رقم (٣٢١٢) من طريق : أبو كريب وأبو بكر بندار قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد بن إسماعيل عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى عن أبى هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى القدر فنزلت : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ). قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

(٣) أخرج له ابن ماجة فى سننه حديث واحد ، فى المقدمة ، حديث رقم (٨٠) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة وعلى بن محمد قالا : حدثنا وكيع حدثنا سفيان الثورى عن زياد بن إسماعيل المخزومى عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبى هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى القدر فنزلت هذه الآية : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ).

١٢١٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٧٨ ، تاريخ الدارمى الترجمة ٢٥ ، ٣٣٩ ، سؤالات محمد بن عثمان بن أبى شيبة لابن المدينى ، الترجمة ١٥٢ ، علل أحمد ١ / ٣٢ ، ١٣٠ ، ٢٠٥ ، ٢٧٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٢٠٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤٣٥ ، ٦٤٣ ، ٦٤٧ ، ٢ / ١٣٨ ، ٢٠٠ ، ٣٠٥ ، ٦٩٧ ، ٧٠١ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٤٣٦ ، الكنى للدولابى ٢ / ٦٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٤٠٨ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١١٥٠ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٣٩٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٤٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٩٨ ، تاريخ الإسلام ٦ / ٦٦ ، تذكرة الحفاظ ، ١ / ١٩٨ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٢٣ ، الكاشف ١ / ٣٣١ ، شرح علل الترمذى ٣٤٣ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٦٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٢٠٣ ، تهذيب الكمال ٢٠٤٨).

١٣٣

روى له الجماعة. قال أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم : ثقة. وقال النسائى : ثقة ثبت. وقال العجلى : مكى ثقة. وقال ابن عيينة : وكان عالما بحديث الزهرى. وقال صاحب الكمال : سكن مكة ثم تحول إلى اليمن ، فسكن عكّ.

١٢١٩ ـ زياد بن صبيح الحنفى المكى ، ويقال البصرى :

روى عن ابن عباس ، وابن عمر ، والنعمان بن بشير ، روى عنه المنصور بن المعتمر ، والأعمش ، وسعد بن زياد ، وغيرهم.

روى له أبو داود والنسائى ، حديثا واحدا ، وهو : «صليت إلى جنب ابن عمر ، فوضعت يدى على خاصرتى ، فضرب بيدى ، فلما صلى ، قال : هذا الصلب فى الصلاة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينهى عنه» (١). قال فيه ابن معين : صالح ثقة. وقال النسائى : ثقة. انتهى.

وصبيح بصاد مهملة. وقال أبو حاتم : مفتوحة. وكلام ابن عبد البر يقتضى أنه بالضم قولا واحدا ، لأنه قال فى الاستيعاب : لا يختلفون أنه بالضم ، يعنى بضم الصاد. وقال أبو حاتم : بالفتح.

١٢٢٠ ـ زياد بن عبيد الله بن عبد المدان الحارثى المكى :

أمير مكة والمدينة والطائف ، ولى ذلك لابن أخته أبى العباس السفاح ، ثم للمنصور أخى السفاح ، وتولى للمنصور عمارة ما زاده المنصور فى المسجد الحرام.

وذكر الفاكهى ، أن ولايته لمكة والمدينة والطائف ، كانت ثمان سنين ؛ لأنه قال : وأخبرنى محمد بن على إجازة لى ، قال : كان زياد بن عبيد الله على المدينة ومكة والطائف ثمان سنين ، وعزل سنة أربعين ومائة ، وفيها حج أبو جعفر ، فولى بعد زياد ، مكة والطائف ، الهيثم العتكى ، من أهل خراسان. انتهى.

وذكر ابن الأثير ، ما يقتضى أن زيادا عزل عن مكة فى سنة ست وثلاثين ، وعاد إلى

__________________

١٢١٩ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٢١١ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٤١٤ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٤٠٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٣٦٨ ، الكاشف ١ / ٣٣١ ، ٤ / ٤٥٣ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٣٧٤ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٢٠٦ ، تهذيب الكمال ٢٠٥١).

(١) وأخرجه النسائى فى الصغرى ، فى كتاب الافتتاح ، حديث رقم (٨٨١). وأبو داود فى سننه ، كتاب الصلاة ، حديث رقم ٧٦٨. وأحمد فى المسند ، حديث رقم ٥٥٧٢.

١٢٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (المنتظم لابن الجوزى ٧ / ٣١١ ، ٣٢٢ ، ٣٢٦ ، ٨ / ٢١ ، ٢٣ ، الكامل لابن الأثير ٣ / ٣٤٨).

١٣٤

ولايتها فى سنة سبع وثلاثين ومائة ؛ لأنه ذكر أن فى سنة ست وثلاثين ومائة ، كان على مكة العباس بن عبد الله بن معبد.

وقال فى أخبار سنة سبع وثلاثين : وحج بالناس هذه السنة ، إسماعيل بن علىّ ، وهو على الموصل ، وكان على المدينة زياد بن عبيد الله ، وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد.

ومات العباس بعد انقضاء الموسم ، فضم إسماعيل عمله إلى زياد بن عبيد الله ، وأقره المنصور عليه.

وذكر ابن الأثير ، أن زياد بن عبيد الله ، ولى مكة والمدينة والطائف ، بعد موت داود ابن علىّ فى سنة ثلاث وثلاثين ، وكان موته فى ربيع الأول منها.

وذكر ما يقتضى أن ولايته على ذلك ، دامت إلى سنة ست وثلاثين ، وأنه لما ولى مكة فى سنة سبع وثلاثين بعد موت العباس ، دامت ولايته إلى سنة إحدى وأربعين ومائة ، وأنه ولى اليمامة مع المدينة ومكة والطائف ، فى سنة ثلاث وثلاثين ، وأنه حج بالناس فيها.

وذكر العتيقى ما يوافق ما ذكره ابن الأثير ، فى حج زياد بالناس ، سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، وذكر أنه حج بالناس فى هذه السنة ، وهو عامل السفاح على الحرمين والطائف.

وذكر الفاكهى شيئا من خبر زياد هذا ؛ لأنه قال : حدثنا الزبير بن أبى بكر قال : حدثنى يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان ، حدثنى محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى ربيعة قال : جاء جوان بن عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة إلى زياد بن عبيد الله الحارثى شاهدا ، فقال له : أنت الذى يقول لك أبوك [من المتقارب] :

شهيدى جوان على حبها

أليس بعدل عليها جوان

قال : نعم ، أصلحك الله.

قال : قد أجزنا شهادة من عدّله عمر ، وأجاز شهادته.

حدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة قال : سمعت يوسف بن محمد يقول : جلس زياد بن عبيد الله فى المسجد بمكة ، فصاح : من له مظلمة؟ فتقدم إليه أعرابى من أهل الحر ، فقال: إن بقرة لجارى خرجت من منزله ، فنطحت ابنا لى فمات.

فقال زياد لكاتبه : ما ترى؟ قال : نكتب إلى أمير المؤمنين الحسن ، إن كان الأمر كما

١٣٥

وصف ، دفعت البقرة إليه بابنه ، قال : فاكتب بذلك.

قال : فكتب الكاتب ، فلما أراد أن يختمه ، مر ابن جريج ، فقال : ندعوه فنسأله ، فأرسل إليه فسأله عن المسألة ، فقال : ليس له شىء ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العجماء جرحها جبار» (١).

فقال لكاتبه : شق الكتاب ، وقال للأعرابى : انصرف ، فقال : سبحان الله ، تجتمع أنت وكاتبك على شىء ، ثم يأتى هذا الرجل فيردّكما.

قال : لا تغترّن بى ولا بكاتبى ، فو الله ما بين جبليها أجهل منى ولا منه ، هذا الفقيه يقول : ليس لك شىء. انتهى.

وذكر عيسى بن عمر التيمى قال : كان زياد بن عبيد الله بن عبد الحجر بن عبد المدان ، خال أبى العباس أمير المؤمنين ، واليا لأبى العباس على مكة ، فحضر أشعب مائدته ، وكان لزياد صحفة يختص بها ، فيها مضيرة من لحم جدى.

فأتى بها فأمر الغلام أن يضعها بين يدى أشعب ، وهو لا يعلم أنها المضيرة ، فأكلها أشعب حتى أتى على ما فيها ، فاستبطأ زياد بن عبيد الله المضيرة ، فقال : يا غلام ، الصحفة التى كنت تأتينى بها؟.

قال : أتيتك بها أصلحك الله ، فأمرتنى أن أضعها بين يدى أبى العلاء ، فقال : هنأ الله أبا العلاء ، وبارك له.

فلما رفعت المائدة قال : يا أبا العلاء ـ وذلك فى استقبال شهر رمضان ـ قد حضر هذا الشهر المبارك ، وقد رققت لأهل الحبس ، لما هم فيه من الضر ، ثم لانهجام الصوم عليهم ، وقد رأيت أن أصيرك إليهم ، فتلهيهم بالنهار ، وتصلى بهم بالليل ، قال : وكان أشعب حافظا ، فقال : أو غير ذلك أصلح الله الأمير ، قال : وما هو؟ قال : أعطى الله عهدا أن لا آكل مضيرة جدى أبدا.

__________________

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه ، فى الديات ، حديث رقم (٦٤٠١). وأخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب الحدود ، حديث رقم (٣٢٢٦ ، ٣٢٢٧). والترمذى فى سننه ، كتاب الزكاة ، حديث رقم (٥٨١) ، وفى الأحكام ، حديث رقم (١٢٩٨). والنسائى فى الصغرى ، كتاب الزكاة ، حديث رقم (٢٤٤٩). وأبو داود فى سننه ، كتاب الديات (٣٩٧٧). وابن ماجة فى سننه ، كتاب الديات (٢٦٦٣ ، ٢٦٦٤ ، ٢٦٦٥). وأحمد فى المسند ، حديث رقم (٦٩٥٦ ، ٧١٤٥ ، ٧٤٩٤ ، ٧٩٠٤ ، ٩٠٠٢ ، ٩٥٠٢ ، ١٠١١١ ، ٢١٧١٤).

١٣٦

رواه المعافى عن المظفر بن يحيى بن الشرابى ، حدثنا أبو العباس بن المرثدى قال : أخبرنا أبو إسحاق الطلحى عن عيسى بن عمر ، فذكرها.

وقال عيسى بن محمد الطّومارىّ : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا الزبير ابن بكار ، قال : حدثنى مصعب بن عثمان ، قال : دخل أبو حمزة الربعى على زياد الحارثى والى المدينة ، فقال : أصلح الله الأمير ، بلغنى أن أمير المؤمنين وجه إليك بمال نقسمه على القواعد والعميان والأيتام ، قال : قد كان ذلك ، فتقول ما ذا؟ قال : تثبتنى فى القواعد ، قال : أى رحمك الله ، إنما القواعد اللاتى قعدن عن الأزواج ، وأنت رجل ، قال : فاثبتنى فى العميان : قال : أما هذا فنعم ، فإن الله تعالى يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج : ٤٦] وأنا أشهد أن أبا حمزة أعمى ، قال: واكتب بنى فى الأيتام ، فقال : يا غلام ، اكتبهم ، فمن كان أبوه أبا حمزة فهو يتيم.

وذكر الذهبى فى تاريخ الإسلام زيادا هذا فى المتوفين فى عشر الخمسين ومائة.

١٢٢١ ـ زياد المكى ، ويقال الكوفى ، أبو يحيى الأعرج ، مولى قيس بن مخرمة ، ويقال مولى الأنصار ، ويقال مولى ثقيف :

عن ابن عباس ، وابن عمر ، والحسن ، والحسين ، ومروان بن الحكم. وعنه : حصين بن عبد الرحمن ، وعطاء بن السائب.

روى له أبو داود (١) والنسائى (٢) حديثا واحدا.

__________________

١٢٢١ ـ (١) أخرجه أبو داود فى سننه ، فى الأيمان والنذور ، حديث رقم (٢٨٥٠) من طريق : موسى بن إسماعيل حدثنا حماد أخبرنا عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطالب البينة ، فلم تكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذى لا إله إلا هو فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بلى قد فعلت ولكن قد غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله. قال أبو داود : يراد من هذا الحديث أنه لم يأمره بالكفارة. وفى الأقضية ، حديث رقم (٣١٣٨) من طريق : مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ـ يعنى لرجل حلفه ـ احلف بالله الذى لا إله إلا هو ما له عندك شىء ، يعنى للمدعى ، قال أبو داود : أبو يحيى اسمه زياد كوفى ثقة.

(٢) وأخرجه النسائى فى الكبرى ، باب كيف اليمين ، حديث رقم (٥٩٧١) من طريق : هناد بن السرى عن أبى الأحوص عن عطاء عن أبى يحيى عن ابن عباس قال : جاء خصمان إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فادعى أحدهما على الآخر فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم للمدعى : أقم بينتك. قال : يا رسول الله ، ليس لى بينة فقال للآخر : «احلف بالله الذى لا إله إلا هو ما له عليك أو عندك شىء».

١٣٧

قال ابن أبى خيثمة : سألت يحيى بن معين ، عن أبى يحيى الأعرج ، فقال : اسمه زياد ، وهو مكى ليس به بأس ، ثقة. وقال ابن حبان فى الثقات : زياد ، أبو يحيى الأنصارى ، من أهل مكة.

* * *

من اسمه زيد

١٢٢٢ ـ زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى القضاعى نسبا ، الهاشمى بالولاء ، أبو أسامة :

مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحبه ، كان أصابه سباء فبيع فاشترى لخديجة بنت خويلد ـ رضى الله عنها ـ ثم وهبته للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم تبناه بمكة قبل المبعث ، وكان يدعى زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن بترك ذلك.

قال ابن عمر ، رضى الله عنهما : ما كنا ندعو زيد بن حارثة ، إلا زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) [الأحزاب : ٥]. وقول ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ هذا ، فى صحيح مسلم والترمذى والنسائى.

وفى الصحيحين عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثا ، وأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس فى إمارته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن تطعنوا فى إمارته ، فقد طعنتم فى إمارة أبيه من قبل ، وأيم الله إن كان خليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلىّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إلىّ بعده» (١).

__________________

١٢٢٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٨٤٨ ، الإصابة ترجمة ٢٨٩٧ ، أسد الغابة ترجمة ١٨٢٩ ، طبقات ابن سعد ١ / ٢٧ ، طبقات خليفة ٦ / ٨٢ ، تاريخ خليفة ٨٦ ، ٨٧ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٢٧٥ ، ١٣٠٠ ، تاريخه الصغير ١ / ٢٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٩ ، ٣ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، ٢٧٠ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٤٩٠ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٥٣٠ ، المعجم الكبير للطبرانى الترجمة ٤٧٨ ، تلقيح ابن الجوزى ٥٥ ، ٦١ ـ ٦٤ ، التبيين ٤٤ ، ٥٨ ، ٧٠ ، ٩٣ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ١٧٥ ، ١٨٤ ، ٢٦٩ ، معجم البلدان ١ / ٤٠٦ ، ٢ / ١١٩ ، ٣ / ١٩٤ ، ٣٢٦ ، ٨٥٤ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ٥٩ ، ٩١ ، ١١٨ ، ١٣٠ ، ١٣٤ ، ١٤٥ ، ١٦٥ ، ١٧٦ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢٣٤ ، ٣٠٩ ، ٣١١ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٠٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٢٠ ، الكاشف الترجمة ١٧٤٥ ، العبر ١ / ٩ / ٤ / ٤٥٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٠١ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٢٤٨ ، تهذيب الكمال ٢٠٩٤).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه ، كتاب المغازى ، حديث رقم (٣٩١٩ ، ٤١٠٩) ، وفى الأحكام ، حديث رقم (٦٦٥٠). أخرجه مسلم فى صحيحه ، فى فضائل الصحابة ، ـ

١٣٨

وفى الصحيحين من حديث البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» (٢). وذلك فى قصة ابنة حمزة بن عبد المطلب ، لما اختصم فيها زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبى طالب وأخوه ، على أيهم يأخذها. انتهى.

وقال الذهبى : وقال ابن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبى : «يا زيد ، أنت منّى وإلىّ ، وأحب القوم إلىّ» (٣).

وقال الذهبى : وأخرج النسائى من حديث البهىّ ، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : ما بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن حارثة فى جيش قط ، إلا أمره عليهم ، ولو بقى بعده استخلفه.

وقال الذهبى : قال مجالد ، عن الشعبى عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : لو كان زيد حيّا ، لاستخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال حسين بن واقد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت

__________________

ـ حديث رقم (٤٤٥٢ ، ٤٤٥٣). أخرجه الترمذى فى سننه ، فى المناقب ، حديث رقم (٣٧٥٢). أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده ، حديث رقم (٤٤٧١ ، ٥٦٢٢).

(٢) أخرجه البخارى فى صحيحه ، فى الصلح ، حديث رقم (٢٥٠١) ، والحج ، حديث رقم (١٧١٣) ، والصلح حديث رقم (٢٥٠٠) ، وفى الجزية والموادعة (٢٩٤٧) ، والمغازى ، حديث رقم (٣٩٢٠). وأخرجه مسلم فى صحيحه فى الجهاد والسير ، حديث رقم (٣٣٣٥ ، ٣٣٣٦) ، وأخرجه الترمذى فى سننه ، فى الحج ، حديث رقم (٨٦٠) ، فى البر والصلة ، حديث رقم (١٨٢٦) ، وفى المناقب ، حديث رقم (٣٦٩٨). وأخرجه أبو داود فى سننه ، فى المناسك ، حديث رقم (١٥٦١).

(٣) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (٢١٢٧٠) من طريق : أحمد بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة ، عن أبيه ، قال : اجتمع جعفر وعلى وزيد بن حارثة فقال : جعفر أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال على : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نسأله ، فقال أسامة بن زيد : فجاءوا يستأذنونه ، فقال : «اخرج فانظر من هؤلاء». فقلت : هذا جعفر وعلى وزيد ما أقول أبى ، قال : «ائذن لهم». ودخلوا فقالوا : من أحب إليك ، قال : «فاطمة». قالوا : نسألك عن الرجال ، قال : «أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقى وأشبه خلقى خلقك وأنت منى وشجرتى ، وأما أنت يا على فختنى وأبو ولدى وأنا منك وأنت منى ، وأما أنت يا زيد فمولاى ومنى وإلى وأحب القوم إلى».

١٣٩

الجنة ، فاستقبلتنى جارية شابة ، فقلت : لمن أنت؟ قالت : لزيد بن حارثة». وروى حماد بن سلمة ، عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد مثله. انتهى.

ولعله قال ذلك بالشهادة فى سبيل الله ، فإنه استشهد فى غزوة مؤتة ، فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ، وكان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمره على هذه الغزوة ، وقال : إن قتل زيد فجعفر بن أبى طالب ، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، فاستشهدا أيضا.

وقال النووى فى ترجمة جعفر بن أبى طالب : وقبره وقبر صاحبيه ، زيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، مشهور بأرض مؤتة من الشام ، على نحو مرحلتين من بيت المقدس ، رضى الله عنهم.

وقال الذهبى فى العبر ، سنة ثمان : فى جمادى الأولى ، وقعة مؤتة بقرب الكرك ، فذكر القصة.

وقال ابن عبد البر : ولما أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نعى جعفر بن أبى طالب وزيد بن حارثة ، بكى وقال : «أخواى ومؤنساى ومحدثاى». انتهى.

وقد روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى حزنه على زيد وجعفر ، غير ما خبر ، فلا نطول بذكرها ، ولا بذكر ما بقى من مناقبه فإنها مشهورة.

وقال النووى : وهاجر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المسلمين يوم بدر ، وكان من الرماة المذكورين.

ثم قال النووى : قال العلماء : ولم يذكر الله عزوجل فى القرآن باسم العلم ، من أصحاب نبينا وغيرهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، إلا زيدا ، فى قوله تعالى : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً) [الأحزاب : ٣٧] ولا يرد هنا على هذا ، قول من قال : «السجل» فى قوله تعالى : (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) [الأنبياء : ١٠٤] اسم كاتب ، فإنه ضعيف أو غلط.

وقال النووى أيضا : وآخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بينه وبين جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهما. انتهى.

كذا فى نسخة من تهذيب الأسماء واللغات ، وأخشى أن يكون وهما من الناسخ ، فإن ابن الأثير قال : وآخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين حمزة بن عبد المطلب ، وكذلك قال المزى فى التهذيب ، ويؤيد قولهما ، أن فى الصحيحين من حديث البراء بن عازب ، أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لما خرج ـ يعنى من مكة ـ تبعتهم ابنة حمزة تنادى : يا عم ، فتناولها علىّ

١٤٠