العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

١٤١٠ ـ صفوان بن عبد الله الخزاعى :

يقال له صحبة. حديثه موقوف ، ذكره هكذا الكاشغرى ، وذكره هكذا الذهبى وقال: يقال له صحبة. روى عنه عبد الله بن أوس قوله.

١٤١١ ـ صفوان بن عبد الله المكى :

حدث عن فرقد ، مولى عمر. روى عنه حميد بن هانئ. ذكره ابن يونس وقال : مكى قدم مصر.

١٤١٢ ـ صفوان بن عبد الرحمن بن صفوان القرشى الجمحى :

ذكر ابن عبد البر ، أن أباه أتى به النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح ، ليبايعه على الهجرة ، فقال له : «لا هجرة بعد الفتح». فشفع فيه العباس ، فبايعه. وذكر خلافا فى اسمه ونسبه ، فقيل : عبد الرحمن بن صفوان ، أو صفوان بن عبد الرحمن ، وأكثر الرواة على الأول ، وقيل: إنه تميمى.

١٤١٣ ـ صفوان بن عمرو الأسدى :

ممن هاجر من بنى أسد من مكة ، شهد أحدا. ذكره هكذا الذهبى ، وذكره الكاشغرى.

__________________

ـ السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لى مثل ذلك يرويه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحدثناه أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبى سليمان بهذا الإسناد مثله وقال : عن صفوان بن عبد الله بن صفوان.

(٢) فى السنن الصغرى ، كتاب الصيام ، حديث رقم (٢٢٢٣) من طريق : إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأنا سفيان عن الزهرى عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ليس من البر الصيام فى السفر.

(٣) فى سننه ، كتاب الصيام ، حديث رقم (١٦٥٤) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ومحمد بن الصباح قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ليس من البر الصيام فى السفر.

١٤١٠ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٤٦٨ ، ٣ / ٤٣٥).

١٤١١ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٤٢٤).

١٤١٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٢٢ ، الإصابة ترجمة ٤٠٩٨ ، أسد الغابة ترجمة ١٥١٦ ، الثقات ٣ / ١٩٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦٦ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ٣١٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٦٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٠٧ ، ٤٢٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦١٠ ، الكاشف ٢ / ٢٩ ، خلاصة تذهيب الكمال ١ / ٤٧٠ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٨٣١ ، تراجم الأخبار ٢ / ٢٠٦ ، ٢١٧ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٠٥ ، مشاهير علماء الأمصار ٦٠٨ ، معرفة الثقات ٧٦٣ ، دائرة معارف الأعلمى ٢ / ٢٠٣).

١٤١٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٤٣٧).

٢٨١

١٤١٤ ـ صفوان بن مخرمة القرشى الزهرى :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : يقال إنه أخو المستورد بن مخرمة ، لم يرو عنه غير ابنه قاسم بن صفوان. وذكره الذهبى وقال : مجهول. وذكر الكاشغرى ، أنه روى حديث الإبراد فى الظهر.

١٤١٥ ـ صفوان بن وهب بن ربيعة الفهرى :

وهو صفوان بن بيضاء ، أخو سهل وسهيل. ذكر ابن عبد البر : أنه شهد مع النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدرا ، واستشهد بها ، وقال : قال ابن إسحاق : وقد قيل إنه لم يقتل ببدر ، وأنه مات فى رمضان سنة ثمان وثلاثين.

وذكر الذهبى ، أنه استشهد ببدر ، وقيل بطاعون عمواس.

١٤١٦ ـ صفوان بن يعلى بن أمية التميمى ، حليف قريش :

روى عن أبيه ، وعنه عطاء والزهرى ، وعمرو بن دينار. روى له الجماعة ، إلا ابن ماجة. وذكره ابن حبان فى الثقات. وذكره مسلم فى الطبقة الأولى من التابعين بمكة.

١٤١٧ ـ الصلت بن عبد الرحمن الأنصارى المكى :

روى عن أبى رافع ، وعنه حبيب بن أبى ثابت ، وأبو بكر بن نافع العمرى.

ذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : فيها الصلت بن عبد الرحمن الأنصارى ، يروى

__________________

١٤١٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٢٧ ، الإصابة ترجمة ٤١٠٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٥٣٣ ، الثقات ٣ / ١٩١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦٧ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٠٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٨٤٧ ، الوافى بالوفيات ٢١ / ٣١٥ ، بقى بن مخلد ٧١٣ ، ذيل الكاشف ٦٧٣).

١٤١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٢١ ، الإصابة ترجمة ٤٠٩٥ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١ / ٣٠٣ ، تاريخ خليفة ٦٠ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٢١ ، حلية الأولياء ١ / ٣٧٣ ، شذرات الذهب ١ / ٩ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٨٤).

١٤١٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٢٩٣٢ ، المعرفة لليعقوبى ١ / ٣٠٨ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٨٥٤ ، ثقات ابن حبان ٤ / ٣٧٩ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٢٣ ، الكاشف الترجمة ٢٤٢٠ ، ٢٤٢٩ ، تهذيب التهذيب ٢٢ / ٩٥ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٥ ، إكمال مغلطاى ٢ / ١٩٥ ، نهاية السول ١٤٨ ، الإصابة الترجمة ٤١٥١ ، التقريب ١ / ٣٦٩ ، خلاصة الخزرجى ١ / ٣١١ تهذيب الكمال ١٣ / ٢١٨).

١٤١٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٤٤٠).

٢٨٢

المراسيل ، روى عنه أبو بكر بن نافع. انتهى. والظاهر أنه الأول ، وقد جعلهما ابن حبان اثنين.

١٤١٨ ـ الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى :

أخو قيس والقاسم ابنى مخرمة ، قال الزبير بن بكار : وأطعم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصلت ابن مخرمة مع ابنه مائة وسق ، منها للصلت أربعون ، وهى من خيبر. وذكر أن أمه وأم أخيه القاسم بن مخرمة : هبيرة بنت معمر بن أمية ، من بنى بياضة. انتهى. ولا تعرف له رواية.

١٤١٩ ـ صهيب بن سنان الرومى ، يكنى أبا يحيى :

وهو من النمر بن قاسط باتفاقهم ، وإنما عرف بالرومى ، لأخذه لسان الروم ، لأنه سبى وهو صغير ، وبيع لكلب ، فقدموا به مكة ، فاشتراه منهم عبد الله بن جدعان التيمى ، وأقام معه بمكة حتى هلك وبعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : إنه هرب من الروم ومعه مال كثير ، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه ، وانتمى إليه ، وهو من السابقين الأولين ، أسلم والنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى دار الأرقم ، وهاجر إلى المدينة ، وترك ماله لقريش حين منعوه من الهجرة ، فأنزل الله تعالى فى أمره : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [البقرة : ٢٠٧].

ويروى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «ربح البيع أبا يحيى». ويروى أنه قال : «من كان يؤمن

__________________

١٤١٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٦ ، مصنف ابن أبى شيبة ١٣ / ١٥٧٨٢ ، تاريخ خليفة ١٥٣ ، ١٩٨ ، طبقات ٩ ، ٦٢ ، علل ابن المدينى ٩٣ ـ ٩٤ ، مسند أحمد ٩ ، ٦٢ ٣٣٢ ، ٦ / ١٥ ، فضائل الصحابة ٢ / ٨٢٨ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٩٦٣ ، تاريخه الصغير ١ / ٤٨ ، ٥١ ، ٦٩ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٥١١ ، ٣ / ١٦٨ ، ٣٨١ ، المعارف لابن قتيبة ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، تاريخ واسط ٦٦ ، ١٧٢ ، ٢١٢ ، ٢٥١ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٩٥٠ ، ثقات ابن حبان ٣ / ١٩٣ ، معجم الطبرانى الكبير ٨ / ٢٨ حلية الأولياء ١ / ١٥١ ، ١٥٦ ، ٣٧٣ ، معجم البلدان ٢ / ٥٩٥ ، ٤ ، ٧٥٥ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ٦٧ ، ٣ / ٥٢ ، سير أعلام البنلاء ٢ / ١٧ ، الكاشف الترجمة ٢٤٣٦ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٢٣٧).

١٤١٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٣١ ، الإصابة ترجمة ٤١٢٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٥٣٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٦ ، طبقات خليفة ١٩ / ٦٢ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣١٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٤٤ ، معجم الطبرانى ٨ / ٣٣ ، ٥٣ ، تهذيب الكمال ٦١٣ ، العبر ٢ / ٤٤ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٧٥ ، شذرات الذهب ١ / ٤٧).

٢٨٣

بالله واليوم الآخر ، فليحب صهيبا حب الوالدة ولدها». وقال : «إنه سابق الروم». وفضائله كثيرة.

وكان من جلة الصحابة وفضلائهم ، حسن الخلق مداعبا ، يروى عنه أنه قال : جئت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو نازل بقباء ، وبين أيديهم رطب وتمر ، وأنا أرمد ، فأكلت ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم: «أتأكل التمر على عينك» (٤)؟ فقلت يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : آكل فى شقة عينى الصحيحة ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نواجذه. وأوصى إليه عمر رضى الله عنه بالصلاة ، حتى يتفق أهل الشورى.

وتوفى سنة ثلاث وثلاثين بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، وقيل ابن سبعين. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.

١٤٢٠ ـ صهيب الحذاء ، أبو موسى المكى مولى ابن عامر :

روى عن عبد الله بن عمرو [....](١) وعنه عمرو بن دينار. روى له النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات.

وفرق أبو حاتم بينه وبين أبى موسى الحذاء ، الذى يروى عن عبد الله بن عمرو أيضا وعنه حبيب بن أبى ثابت ، ومجاهد.

* * *

__________________

(٤) أخرجه أحمد فى المسند برقم (٢٢٦٦٩) بلفظ مختلف ، من طريق : أبو النضر ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن عبد الحميد بن صيفى ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إن صهيبا قدم على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين يديه تمر وخبز ، قال : ادن فكل فأخذ يأكل من التمر ، فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن بعينك رمدا» ، فقال : يا رسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى ، قال : فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٤٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٩٦٦ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٢٠٨ ، ٧٠٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٩٥٤ ، ثقات ابن حبان ٤ / ٣٨١ ، الكاشف الترجمة ٢٤٣٨ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٩٧٦ ، المغنى الترجمة ٢٩٠١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٩٦ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٩٢٢ ، إكمال مغلطاى ٢ / ١٩٨ ، نهاية السول ١٤٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٠ ، التقريب ١ / ٣٧٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٣١١٨ ، تهذيب الكمال ٢٤٣٨٣).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٨٤

حرف الضاد المعجمة

من اسمه الضحاك

١٤٢١ ـ الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى المدنى الأسدى :

ذكره الزبير بن بكار فقال : كان علامة قريش بالمدينة ، بأخبارها وأشعارها وأيامها ، وأشعار العرب وأيامها ، وأحاديث الناس. وكان من أكبر أصحاب مالك بن أنس رضى الله عنه ، هو وأبوه عثمان بن الضحاك.

قال الزبير : وأخبرنى بعض القرشيين : أن أحمد بن محمد بن الضحاك جالس الواقدى يأخذ عنه العلم ، فقال الواقدى : هذا الفتى خامس خمسة جالستهم وجالسونى على طلب العلم ، هو كما ترون ، وأبوه محمد بن الضحاك ، وجده الضحاك بن عثمان ، وعثمان بن الضحاك ، والضحاك بن عثمان بن عبد الله بن حزام.

وكان عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، حين استعمله أمير المؤمنين هارون على اليمن ، قد وجه الضحاك بن عثمان من المدينة خليفة له عليها ، وأعطاه رزقه ألف دينار فى كل شهر ، إلى أن يقدم عليه ، وكلم له أمير المؤمنين ، فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم. وكان محمود السيرة ، وقال باليمن [من الوافر] :

أقول لصاحبى إن عيل صبرى

وحن إلى الحجاز بنات صدرى

لعمرك للعقيق وما يليه

أحب إلىّ من صلع وضهر

قال عمى مصعب : أحسب أحد البيتين له والآخر لغيره ، ورواهما جميعا غير عمى له.

ومات الضحاك بن عثمان بمكة منصرفه من اليمن يوم التروية سنة ثمانين ومائة ، بعد ما أقام باليمن سنة كاملة ، عاملا لعبد الله بن مصعب على أعمال من أعمالها ، فقال

__________________

١٤٢١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٢٢ ، ٩ / ٢٦٨ ، الجمهرة للزبير بن بكار ٤٠١ ـ ٤٠٣ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٩٣٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٧٧٨ ، التقريب ١ / ٣٧٣ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٢٧٥).

٢٨٥

المنذر بن عبد الله الحزامى يرثيه [من الوافر] :

أعينى أسكبا غلبت عزائى

حرارة واهن بطنت حشائى

على الضحاك إنى أرى قليلا

وقد بكى الحمام له بكائى

ولا تستبقيا دمعا لشىء

لعل الدمع يبرد حر دائى

١٤٢٢ ـ الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وايلة ـ بياء مثناة من تحت ـ بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشى ، أبو أنيس ، وقيل أبو الرحمن ، وقيل أبو أمية ، وقيل أبو سعد :

ولد قبل وفاة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسبع سنين أو نحوها ، ولم يسمع من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكنه روى عنه ، وعن حبيب بن سلمة الفهرى ، وعمر بن الخطاب.

روى عنه معاوية بن أبى سفيان ، وهو أكبر منه ، والحسن البصرى ، وسعيد بن جبير ، وعامر الشعبى ، وعروة بن الزبير ، وغيرهم.

روى له النسائى حديثا واحدا (١) على ما ذكر المزى فى التهذيب ، وذكر أنه شهد فتح دمشق ، وسكنها إلى حين وفاته ، وشهد صفين مع معاوية ، وكان على أهل دمشق يومئذ. وذكر الزبير أنه كان على شرط معاوية ، وأن معاوية ولاه الكوفة.

__________________

١٤٢٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٥٨ ، الإصابة ترجمة ٤١٨٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٥٥٩ ، ابن سعد ٧ / ٤١٠ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٧٢ ، تاريخ خليفة ٢١٩ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٢٦ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، طبقات خليفة ١٢٧ ، ١٨٥ ، ٣٠١ ، مسند أحمد ٣ / ٤٥٣ ، تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٣٠١٨ ، تاريخه الصغير ١ / ١٠٨ ، ١١٣ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٣١٢ ، ٣٦٣ ، ٢ / ٣٨١ ، ٣٨٤ ، ٢٦٣ ، ٢٩٨ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٢٣٤ ، ٥٩٥ ، ٦٠٢ ، ٦٩٢ ، تاريخ الطبرانى ٤ / ٢٤٩ ، ٥ / ١٢ ، ٤٩ ، ٧١ ، ٩٨ ، ١٣٥ ، ٢٩٨ ، ٣٠٠ ، ٣٠٤ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، ٣١٤ ، ٣٢٣ ، ٣٢٧ ، ٥٠٤ ، ٥٣٠ ، ٥٣٥ ، ٥٣٧ ، ٥٣٨ ، ٥٤١ ، ٦ / ٤٩ ، ٧ / ٢٤٤ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٠١٩ ، المراسيل ٩٤ ، المعجم الكبير للطبرانى ٨ / ٢٩٦ ، جمهرة ابن حزم ١٧٨ ، ١٩٧ ، إكمال ابن ماكولا ٧ / ٣٨٦ ، أنساب القرشيين ٤٤٨ ، ٤٦١ ، معجم البلدان / ٢٠٣ ، ٢ / ٤١٣ ، ٧٤٤ ، ٤ / ٤١٣ ، الكامل فى التاريخ ٣ / ٨٤ ، ٢٩٤ ، ٣١٦ ، ٣٣٣ ، ٣٥٤ ، ٤٩٩ ، ٥٠٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٤١ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٢٧٩).

(١) فى السنن الصغرى ، كتاب الجنائز ، حديث رقم (١٩٦٣) من طريق : قتيبة قال : حدثنا الليث عن ابن شهاب عن أبى أمامة أنه قال : السنة فى الصلاة على الجنازة أن يقرأ فى التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافته ثم يكبر ثلاثا والتسليم عند الآخرة أخبرنا قتيبة قال : حدثنا الليث عن ابن شهاب عن محمد بن سويد الدمشقى الفهرى عن الضحاك بن قيس الدمشقى بنحو ذلك.

٢٨٦

وذكر ابن عبد البر : أن معاوية ولاه الكوفة بعد زياد ، يعنى ابن أبيه ، سنة ثلاث وخمسين ، وعزله سنة سبع وخمسين ، وولى مكانه عبد الرحمن بن أم الحكم واستدعى الضحاك إلى الشام ، وكان مع معاوية إلى أن مات معاوية ، وصلى عليه الضحاك ، وقام بخلافته حتى قدم يزيد بن معاوية ، فلما مات يزيد دعى الضحاك بالشام لابن الزبير ، وبايعه له أكثر أهل الشام ، ثم التقى الضحاك ومروان بمرج راهط ، فاقتتلوا ، فقتل الضحاك.

وذكر المدائنى فى كتاب «المكائد» له ، قال : لما التقى مروان والضحاك بمرج راهط ، اقتتلوا ، فقال عبيد الله بن زياد لمروان : إن فرسان قيس مع الضحاك ، ولا تنال منه ما تريد إلا بكيد ، فأرسل إليه واسأله الموادعة حتى تنظر فى أمرك ، على أنك إن رأيت البيعة لابن الزبير بايعت ، ففعل. فأجابه الضحاك إلى الموادعة ، وأصبح أصحابه وقد وضعوا سلاحهم ، وكفوا عن القتال فقال عبيد الله بن زياد لمروان : دونك ، فشد مروان ومن معه على عسكر الضحاك ، على غفلة وانتشار منهم ، فقتلوا من قيس مقتلة عظيمة ، وقتل الضحاك يومئذ ، قال : فلم يضحك رجال من قيس بعد يوم المرج حتى ماتوا : وقيل إن المكيدة من عبيد الله بن زياد ، كايد بها الضحاك ، وقال له : مالك والدعاء لابن الزبير ، وأنت رجل من قريش ، ومعك الخيل وأكثر قيس ، فادع لنفسك ، فأنت أسن منه وأولى ، ففعل الضحاك ذلك ، فاختلف عليه الجند ، وقاتله مروان فقتله ، والله أعلم.

قال ابن عبد البر بعد ذكره لهذين الخبرين : وكان يوم المرج حيث قتل الضحاك ، للنصف من ذى الحجة سنة أربعة وستين. انتهى.

وقال المزى فى ترجمته فى التهذيب : وقتل بمرج راهط من أرض دمشق ، فى قتاله لمروان بن الحكم ، سنة أربع أو خمس وستين.

١٤٢٣ ـ ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو ابن شيبان بن محارب الفهرى :

ذكر ابن عبد البر ، أنه من مسلمة الفتح ، وأنه كان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين ، حتى قالوا : إنه فارس قريش وشاعرهم ، ولم يكن فى قريش أشعر منه ، ومن ابن الزبعرى. انتهى.

__________________

١٤٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٦٠ ، الإصابة ترجمة ٤١٩٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٥٦٣ ، الثقات ٣ / ٢٠٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧١ ، تاريخ بغداد ١ / ٢٠٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٥ ، التاريخ ٤ / ٣٤٠ ، الوافى بالوفيات ١٦ ، ٣٦٣ ، الأعلام ٣ / ٢١٥ ، دائرة معارف الأعلمى ٢٠ / ٢٥٨ ، تبصير المنتبه ٣ / ١١٨٨ ، جمهرة ابن حزم ١٦٩).

٢٨٧

وقد اختلف فيه وفى ضرار بن الخطاب ، أيهما أشعر؟ فقال محمد بن سلام فيما نقل عنه ابن عبد البر : بمكة شعراء ، فأبرعهم شعرا ، عبد الله بن الزبعرى.

وقال الزبير بن بكار فى ترجمة ابن الزبعرى : فأما شعره وشعر ضرار بن الخطاب ، فضرار أشعر وأقل سقطا. قال الزبير : كان ضرار يوم الفجار على بنى محارب بن فهر ، قال : وهو أحد الأربعة من قريش ، الذين [ظفروا](١) الخندق يوم الأحزاب ، قال : وقال ضرار ابن الخطاب لأبى بكر الصديق رضى الله عنه : نحن كنا خيرا لقريش ، منكم ، نحن أدخلناهم الجنة ، وأنتم أدخلتموهم النار. وشعره وحديثه كثير. انتهى.

ومن شعر ضرار بن الخطاب يوم فتح مكة (٢) [من الخفيف] :

يا نبى الهدى إليك لجا

حى قريش وأنت خير لجاء

حين ضاقت عليهم سعة الأر

ض وعاداهم إله السماء

فالتقت حلقتا البطان على القو

م ونودوا بالصيلم الصلعاء

إن سعدا يريد قاصمة الظه

ر بأهل الحجون والبطحاء

خزرجى لو يستطيع من الغي

ظ رمانا بالنسر والعواء

واغر الصدر لا يهم بشىء

غير سفك الدما وسبى النساء

قد تلظى على البطاح وجاءت

عنه هند بالسوءة السواء

إذ ينادى بذل حى قريش

وابن حرب بدا من الشهداء

فلئن أفحم اللقاء ونادى

يا حماة اللواء أهل اللواء

ثم ثابت إليه من بهم الخز

رج والأوس أنجم الهيجاء

لتكونن بالبطاح قريش

فقعة القاع فى أكف الإماء

فانهينه فإنه أسد الأس

د لذى الغاب والغ فى الدماء

إنه مطرق يدير لنا الأم

ر سكوتا كالحية الصماء

فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى سعد بن عبادة ، فنزع اللواء من يده ، فجعله بيد قيس ابنه ، ورأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن اللواء لم يخرج عنه ، إذ صار إلى ابنه ، وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأرسل إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعمامته ، قال : فعرفها سعد ، فدفع اللواء إلى ابنه قيس. هكذا ذكر يحيى بن سعيد الأموى فى السير ، ولم يذكر ابن إسحاق هذا الشعر ، ولا ساق هذا الخبر.

__________________

(١) هكذا بالأصل بالظاء.

(٢) الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١٢٦٠.

٢٨٨

وقد روى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمر عليّا رضى الله عنه أعط الراية الزبير إذ نزعها من سعد. وروى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر عليّا رضى الله عنه بأخذ الراية ، فأخذها فذهب بها حتى دخل مكة ، فغرزها عند الركن. انتهى.

وذكر [....](٣) أن ضرار بن الخطاب ، شهد فتح دمشق. وذكر الزبير : أن أباه الخطاب كان المرباع.

* * *

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٨٩

حرف الطاء

من اسمه طارق

١٤٢٤ ـ طارق بن طارق المكى :

يروى عن ابن عجلان.

١٤٢٥ ـ طارق بن عمرو الأموى المكى :

قاضى مكة ، ويقال قاضى المدينة. مولى عثمان بن عفان. سمع من جابر بن عبد الله(١) حديث «العمرى للوارث» (٢). وروى عنه حميد بن قيس الأعرج ، وحكى عنه سليمان بن يسار وغيره.

قال أبو زرعة : ثقة. وذكر محمد بن سعد عن الواقدى : أن عبد الملك بن مروان ، ولى طارق بن عمرو المدينة ، فى سنة ثلاث وسبعين ، فوليها خمسة أشهر.

وذكر خليفة : أن طارقا غلب على المدينة فى آخر سنة اثنتين وسبعين بالحجاج بن يوسف. كتبت هذه الترجمة من التهذيب.

__________________

١٤٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٦٨ ، ٢٩٣ ، ٢٩٦ ، تاريخ البخارى الصغير ١ / ١٤ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢٢٦ ، ٤٧٢ ، ٢٢٧ ٣ / ٤٠٤ الجرح والتعديل الترجمة ٢١٣٨ ، الكامل فى التاريخ ٤ / ٣٤١ ، ٣٤٧ ، ٣٥٠ ، ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، ٣٦٥ ، الكاشف ٢ / ٢٤٧٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٠١ إكمال مغلطاى ٢ / ٢٠٦ ، نهاية السول ١٥١ ، التهذيب ٥ / ٥ ، التقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ، خلاصة الخزرجى ٢ / ٣١٧٥ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٣٤٨).

(١) روايته عن جابر أخرجها له النسائى ، كتاب البيوع ، حديث رقم (٣٠٨٧) من طريق : عثمان بن أبى شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حبيب ، يعنى ابن أبى ثابت عن حميد الأعرج عن طارق المكى عن جابر بن عبد الله قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى امرأة من الأنصار أعطاها ابنها حديقة من نخل فماتت فقال ابنها : إنما أعطيتها حياتها وله إخوة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هى لها حياتها وموتها. قال : كنت تصدقت بها عليها قال ذلك أبعد لك.

(٢) حديث العمرى للوارث ، أخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب الهبات ، حديث رقم (٣٠٧٠) ، وأخرجه النسائى فى الصغرى ، كتاب الرقبى ، حديث رقم (٣٦٥٦ ، ٣٦٥٨ ، ٣٦٥٩) ، أخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب الأحكام ، حديث رقم (٢٣٧٢).

٢٩٠

وقد نعته ابن عساكر فى الأطراف بقاضى مكة. ورأيت فى نسخة من الكمال : طالب ، قاضى مكة.

روى عن جابر ، وعنه حميد الأعرج. والظاهر والله أعلم أنه المذكور ، وأن تسميته بطالب وهم.

١٤٢٦ ـ طارق بن المرتفع بن الحارث بن عبد مناة :

أمير مكة ، قال الفاكهى : وكان من ولاة مكة ، طارق بن المرتفع بن الحارث بن عبد مناة ، وليها لعمر بن الخطاب رضى الله عنه. حدثنا محمد بن أبى عمر قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان طارق بن المرتفع ، عاملا لعمر بن الخطاب رضى الله عن على مكة ، فأعتق سوائب ، ومات بعد السوائب ، فرفع إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فكتب بدفع ميراثهم إلى ورثته ، فأبوا أن يقبلوه ، فأمر عمر بميراثه أن يوضع فى مثلهم. انتهى.

١٤٢٧ ـ طارق بن موسى بن يعيش بن الحسين بن على بن هشام المخزومى البلنسى ، أبو محمد ، وأبو الحسن ، المعروف بالمنصفى :

رحل قبل العشرين وخمسمائة ، فأدى الفريضة ، وجاور بمكة ، وسمع بها من أبى عبد الله الحسين بن على الطبرى وغيره ، وسمع بالإسكندرية من أبى الحسن بن مشرف والرازى والطرطوشى والسلفى وغيرهم ، ثم رحل إلى بلده ، وحدث وأخذ عنه الناس ، ثم رحل ثانية إلى المشرق وقد نيف على السبعين ، وأقام بمكة مجاورا إلى أن توفى فيها عن سن عالية ، سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، وكان ثقة صالحا ، ذكره ابن الأبار فى التكملة. ومنها اختصرت هذه الترجمة.

قلت : قوله : رحل قبل العشرين وخمسمائة ، عبارة غير سديدة ، لأنها تصدق على القرب والبعد ، بل توهم القرب ، بدليل قوله : إنه سمع من السلفى بالإسكندرية ، وهو إنما كان بها بعد الخمسمائة بسنين ، فسماع المذكور من الطبرى ، إنما يصح إذا كان رحل قبل الخمسمائة ، لأن الطبرى توفى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.

١٤٢٨ ـ طاشتكين بن عبد الله المقتفوى مجير الدين :

أمير الحرمين والحاج ، حج بالناس ستّا وعشرين حجة ، وكان يسير فى طريق الحج مثل الملوك ، وكان الوزير ابن يونس يؤذنه ، فقال للخليفة : إنه يكاتب صلاح الدين ، وزور عليه كتابا فحبسه مدة ، ثم تبين له أنه برىء من ذلك ، فأطلقه وأعطاه خوزستان ،

__________________

١٤٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٥١٣).

٢٩١

وكان الحلة إقطاعه. وكان شجاعا جوادا سمحا قليل الكلام ، يمضى عليه الأسبوع ولا يتكلم ، استغاث إليه يوم رجل فلم يكلمه ، فقال له الرجل : الله كلم موسى ، قال : وأنت موسى! فقال الرجل : وأنت الله! فقضى حاجته. وكان حليما ، التقاه رجل فاستغاث إليه من نوابه ، فلم يجبه ، فقال له الرجل : أحمار أنت؟ فقال طاشتكين : لا. وقام يوما إلى الوضوء ، فحل حياصته ، وكانت الحياصة تساوى خمسمائة دينار فسرقها الفراش ، وهو يشاهده ، فلما خرج ، طلبها فلم يجدها ، فقال أستاذ داره : اجمعوا الفراشين ، وأحضروا المعاصير ، فقال له طاشتكين : لا تضرب أحدا ، فالذى ما يردها ، والذى رآه ما يغمز عليه.

فلما كان بعد مدة ، رأى على الفراش الذى سرق الحياصة ثيابا جميلة ، وبزة ظاهرة فاستدعاه سرّا ، وقال له : بحياتى هذه من ذلك ، فخجل. فقال : لا بأس عليك ، فاعترف فلم يعارضه.

وكان قد استأجر أرضا وقفا ثلاثمائة سنة ، ليعمرها دارا ، وكان ببغداد محدث فى الحلق ، يقال له : قبيح المحدث ، فقال : يا أصحابنا ، نهنيكم ، مات ملك الموت ، قالوا له: وكيف؟ قال طاشتكين : عمره مقدار تسعين سنة ، وقد استأجر أرضا ثلاثمائة سنة ، فلو لا يعلم أن ملك الموت قد مات ، ما فعل هذا ، فتضاحك الناس.

توفى طاشتكين فى سنة اثنتين وستمائة بتستر ، وحمل فى تابوت إلى مشهد على بن أبى طالب رضى الله عنه ، فدفن فيه ، لأنه أوصى بذلك.

كتبت هذه الترجمة مختصرة من ذيل الروضتين لأبى شامة.

وقد أرخ وفاته هكذا جماعة ، منهم بيبرس الدوادار فى تاريخه وترجمه بأمير الحرمين ، والحاج مجير الدين.

١٤٢٩ ـ طاوس بن كيسان الحميرى ، مولاهم ـ قاله الواقدى ـ وقيل الهمدانى ـ قاله أبو نعيم وغيره ـ اليمانى الجندى ثم المكى ، أبو عبد الرحمن :

أحد الأئمة الأعلام ، سمع عبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن

__________________

١٤٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٥٣٧ ، مصنف ابن أبى شيبة ٣ / ١٥٧٨٢ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٧٥ ، الدارمى ٣٥٨ ، تاريخ خليفة ٣٣٦ ، طبقات خليفة ٢٨٧ ، علل ابن المدينى ٤٤ / ٤٧ ، ٧٣ ، ٧٥ ، علل أحمد ١ / ١٩ / ٢٤ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٥٧ ، ٦٣ ، ٧٤ ، ٨٢ ، ٩٢ ، ١٠٣ ، ١٦٣ ، ٢٨٥ ، ٢٩٦ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٥٧ ، ٣٦٢ ، ٣٧٧ ، ٣٩٤ ، ٤٠٥ ، ٤١٢ ، تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٣١٦٥ ، تاريخ البخارى الصغير ١ / ٢٤٢ ، ٢٥٢ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٣٥٧).

٢٩٢

عمر ، وأبا هريرة ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وجابرا ، وعائشة ، رضى الله عنهم ، وغيرهم.

روى عنه : ابنه عبد الله ، ومجاهد ، وعمرو بن دينار ، والزهرى ، وأبو الزبير المكى ، وخلق.

روى له الجماعة. وقال عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما : إنى لأظن طاوسا من أهل الجنة. وقال حبيب بن الشهيد : كنت عند عمرو بن دينار ، فذكر طاوسا ، فقال : ما رأيت أحدا مثل طاوس. قال ابن حبان : كان من عباد أهل اليمن ، من سادات التابعين ، حج أربعين حجة ، وكان مستجاب الدعوة فيما قيل.

وقد ذكره ابن عبد البر فى فقهاء مكة من أصحاب ابن عباس ، وقال : كان فاضلا ورعا فقيها دينا ، يخلو بابن عباس منفردا ، سوى مجلس العام معه. انتهى.

توفى سنة ست ومائة على ما ذكر ابن حبان.

وكذا ذكر الذهبى فى الكاشف والعبر وزاد فيها فقال : فى ذى الحجة. وقال : أحد الأعلام علما وعملا. وقال : وقيل اسمه ذكوان ، ولقبه طاوس. وقال ابن معين : لأنه كان طاوس القراء.

١٤٣٠ ـ طاهر بن بشير :

قاضى الحرم الشريف ، كذا وجدته بخطه فى مكتوبين ثبتا عليه ، فى شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، وعرف نفسه فيهما : بقاضى الحرم الشريف. وما عرفت من حاله سوى هذا.

١٤٣١ ـ طاهر بن محمد بن طاهر بن سعيد ، الفقيه أبو المظفر البروجردى :

قاضى مكة ، ذكره السبكى فى طبقاته فقال : تفقه على الشيخ أبى إسحاق الشيرازى ، وسمع من ابن هزار مرد ، وابن النقور وغيرهما. ثم انتقل إلى مكة وسكنها وولى قضاءها ، وأقام بها إلى حين وفاته ، ومولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ببروجرد (١).

وذكر أبو المظفر محمد بن على بن الحسين الطبرى المكى «طاهرا» هذا ، وقال : أقام

__________________

(١) بروجرد : بالفتح ثم الضم ثم السكون ، وكسر الجيم ، وسكون الراء ، ودال ، بلدة بين همذان وبين الكرج ، بينها وبين همذان ثمانية عشر فرسخا وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ ، وبروجرد بينهما. انظر : معجم البلدان (بروجرد).

٢٩٣

بمكة مدة ، ثم رحل عنها قاصدا إلى العراق ، فمات فى الطريق سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، وذكر أنه كان فاضلا عالما بالحديث والأدب والنحو والشعر.

وذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام ، قال : جاور بمكة ، وحدث عن أبى القاسم بن السرى ، وعنه أبو موسى المدينى ، توفى ظنّا سنة ست وعشرين وخمسمائة.

وذكره أبو القاسم بن عساكر فى معجمه ، وذكر أنه جاور بمكة سنين.

١٤٣٢ ـ طاهر بن يحيى بن أبى الخير العمرانى اليمانى :

فقيه اليمن ، وابن فقيه اليمن ، كان فصيح العبارة جامعا لفنون العلم ، تفقه بأبيه ، وخلفه فى حلقته ، وجاور بمكة لما وقعت فتنة ابن مهدى باليمن ، وسمع بها من أبى على الحسن بن على البطليوسى ، وأبى جعفر الميانشى ، وعبد الدائم العسقلانى. ثم توجه إلى اليمن ، فظفر به ابن مهدى قبل دخوله زبيد ، فأحضره وأحضر القاضى محمد بن أبى بكر المدحدح وكان حنفيا ، فتناظرا بين يديه مرارا ، فقطعه طاهر وولاه فضلان وذى جبلة فى سنة سبع وستين وخمسمائة ، ودام إلى بعض أيام شمس الدولة.

وله مصنفات حسنة ، وكلام جيد متين ، يشعر بغزارة فى الفضل. وولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، ومات سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

كتبت هذه الترجمة من طبقات السبكى مختصرة. وذكر أن العفيف المطرى ، أفادها له عن تاريخ اليمن للقطب القسطلانى.

١٤٣٣ ـ طغتكين بن أيوب بن شاذى ، الملك العزيز سيف الإسلام ، صاحب اليمن ومكة :

كان أخوه السلطان صلاح الدين جهزه إلى اليمن فى سنة ثمان وسبعين ، وقيل فى سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، فتسلمها من نواب أخيه المعظم توران شاه. وكان توران شاه قد ملكها فى سنة ثمان وستين ، وقيل المتغلب عليها عبد النبى بن المهدى ، المتلقب بالمهدى الزنديق.

وذكر صاحب الروضتين ، نقلا عن ابن القادسى عن الحجاج ، فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة : فيها قدم سيف الإسلام طغتكين مكة ، فاستولى عليها وخطب بها لأخيه صلاح الدين ، وضرب الدراهم والدنانير باسم أخيه ، وقتل جماعة من العبيد ، كانوا يؤذون الناس ، وشرط على العبيد أن لا يؤذوا الحاج ، ومنع من الأذان بحى على خير العمل.

٢٩٤

وذكر ابن البزورى فى ذيل المنتظم لابن الجوزى ، نقلا عن الحجاج فى السنة المذكورة ، ما يوافق ما سبق فى استيلاء سيف الإسلام طغتكين على مكة ، وضربه الدراهم والدنانير باسم أخيه ، وأنه خطب لأخيه بمكة.

وذكر صاحب المرآة : أن سيف الإسلام طغتكين ، قتل جماعة من العبيد كانوا يؤذون الناس ، وأن أمير مكة طلع إلى أبى قبيس ، وأغلق باب البيت ، وأخذ المفتاح معه ، فأرسل سيف الإسلام يطلبه منه ، فامتنع من إرساله ، ثم إنه أرسل إليه بعد أن وعظه ، وذكر أن ذلك فى سنة اثنتين وثمانين ، وأظنه وهم فى ذلك ، فإن الكل حادثة واحدة ، والله أعلم.

وعاد سيف الإسلام إلى اليمن ، وتم بها مستوليا عليها حتى مات فى شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالمنصورة من مدرسة أنشأها بقرب الدملوة (١) باليمن. كذا أرخ وفاته المنذرى ، وذكر أنه سمع من الحافظ السلفى بالإسكندرية. وكذا أرخ وفاته الذهبى وقال : كان شجاعا سائسا فيه ظلم. انتهى.

ورأيت اسمه مكتوبا على باب زبيد المعروف بباب القرتب ، بسبب عمارته له ، وترجم فى الكتابة بسبب ذلك : بسلطان الحرمين والهند واليمن. وملك بعده اليمن ، ابنه الملك المعز إسماعيل ، فسفك الدماء وظلم وعسف ، وادعى أنه قرشى أموى ، ويقال إنه ادعى النبوة ، ولم تصح ، مات سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مقتولا ، وولى بعده أخ له صبى يقال له الناصر أيوب.

١٤٣٤ ـ طغتكين بن عبد الله الكاملى :

أمير مكة ، وجدت فى تاريخ لبعض العصريين ، أن طغتكين أنفق فى أهل مكة نفقة جيدة ، وحلفهم ووثق منهم ، لما ولى راجح بن قتادة ، وابن عبدان الاستيلاء على مكة ، بإنفاذ الملك المنصور صاحب اليمن إلى مكة ، فى سنة تسع وعشرين وستمائة فراسل راجح بن قتادة أهل مكة ، فمال رؤساءهم إليه ، فلما أحس بذلك طغتكين ، خاف على نفسه ، فخرج هاربا فيمن معه ، وكان معه مائتا فارس ، وقصد نخلة ، وتوجه منها إلى ينبع ، وكان بها رتبة الملك الكامل وزردخانة وغله ، وعرف الملك الكامل الخبر ، فجهز عسكرا كثيفا ، وقدم عليهم الأمير فخر الدين ابن الشيخ ، فوصلوا مكة وحاصروا راجحا وابن عبدان وقاتلوهم فقتل ابن عبدان ، وانكسر أهل مكة ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وأظهر طغتكين حقده عليهم ، ونهب مكة ثلاثة أيام ، وأخاف أهلها خوفا شديدا.

__________________

(١) الدّملوة : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وضم اللام ، وفتح الواو ، حصن عظيم باليمن كان يسكنه آل زريع المتغلبون على تلك النواحى. انظر : معجم البلدان (الدملوة).

٢٩٥

فلما علم الملك بما فعل ، غضب عليه وعزله ، واستدعاه إلى مصر ، وأرسل إلى مكة أميرا غيره ، يقال له ابن مجلى ، فوصل إلى مكة فى سنة ثلاثين. انتهى.

وهذا لا يدل على أن طغتكين لم يكن أميرا بمكة فى سنة ثلاثين وستمائة ، لأنه كان أميرا بها فى أولها ، إلى أن أخرجه منها راجح بن قتادة فى سنة ثلاثين ، كما سبق فى ترجمة راجح ، ولا يكون بين إرسال ابن مجلى إلى مكة فى السنة المذكورة ، وبين ولاية طغتكين على مكة فى السنة المذكورة منافاة. والله أعلم.

وذكر ابن محفوظ ، ما يوهم أن أمير مكة من قبل الكامل ، الذى أخرجه عسكر صاحب اليمن وأخرجهم هو منها فى سنة تسع وعشرين وستمائة ، غير طغتكين ، لأنه قال : سنة تسع وعشرين وستمائة ، جهز الملك المنصور جيشا إلى مكة وراجح معه ، وكان فيها أميرا للملك الكامل يسمى شجاع الدين الدغدكينى ، فخرج هاربا إلى نخلة وتوجه منها إلى ينبع ، وكان الملك الكامل وجه إليه بجيش ، ثم جاء إلى مكة فى رمضان ، فأخذها من نواب الملك المنصور ، وقتل من أهل مكة ناسا كثيرا على الدرب ، وكانت الكسرة على من بمكة. انتهى.

وهذا الذى ذكره ابن محفوظ فى تسمية أمير مكة للكامل فى هذا التاريخ وهم ، لتفرده فيما علمت ، والقصة واحدة ، والصواب أنه طغتكين ، فقد سماه طغتكين غير واحد. والله أعلم.

١٤٣٥ ـ الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى :

شهد بدرا مع أخويه : عبيدة والحصين ، فقتل عبيدة ، وشهد الطفيل والحصين أحدا وسائر المشاهد ، مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وماتا معا فى سنة ثلاث وثلاثين ، وقيل سنة إحدى وثلاثين ، وقيل سنة اثنتين وثلاثين ، فى عام واحد. ومات الطفيل ، ثم تلاه الحصين بأربعة أشهر. ذكر ابن عبد البر معنى هذا.

وذكر الزبير بن بكار شهودهم بدرا ، وشهود الطفيل والحصين سائر المشاهد ، مع

__________________

١٤٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٨٠ ، الإصابة ترجمة ٤٢٦٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٠٨ ، الثقات ٣ / ٢٠٢ ، البداية والنهاية ٧ / ١٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٦ ، أصحاب بدر ٧٧ ، الأعلام ٣ / ٢٢٧ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢١٤٧ ، تنقيح المقال ٧٩٢٤ ، دائرة الأعلمى ٢٠ / ٢٩٩).

٢٩٦

النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنهما ماتا فى سنة اثنتين وثلاثين ، وأن الطفيل مات قبل الحصين بأشهر ، وهو ابن سبعين سنة.

* * *

من اسمه طلحة

١٤٣٦ ـ طلحة بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن على بن عبد الله بن عباس ، أبو أحمد المعروف بالموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور :

أمير الحرمين ، عقد له عليهما أخوه المعتمد فى صفر سنة سبع وخمسين ومائتين ، كما ذكر ابن جرير الطبرى ، وذكر أنه عقد له مع ذلك على طريق مكة والكوفة واليمن ، ثم عقد له فى رمضان على بغداد والسواد وواسط ، وكور دجلة والبصرة والأهواز وفارس ، وذكر أن فى ربيع الأول سنة ثمان وستين ، عقد له أخوه المعتمد أيضا على ديار مصر وقنسرين والعواصم. انتهى.

ثم خلعه أخوه المعتمد ولى عهده ، ومن ذلك فكان المعتمد مقهورا مع الموفق.

قال الذهبى : وكان ملكا مطاعا وبطلا شجاعا ذا بأس وأيد ورأى وحزم ، حارب الزنج حتى أبادهم وقتل طاغيتهم ، وكان جميع أمر الجيوش إليه ، وكان محببا إلى الخلق ، وكان بعض الأعيان يشبه الموفق بالمنصور ، فى حزمه ودهائه ورأيه ، وجميع الخلفاء من بعد المعتمد إلى اليوم من ذريته.

توفى فى صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وله تسع وأربعون سنة ، وكان اعتراه نقرس برح به ، وأصاب رجله داء الفيل. انتهى.

١٢٣٧ ـ طلحة بن داود الحضرمى :

أمير مكة ، ذكر ابن جرير الطبرى : أن سليمان بن عبد الملك ولاه مكة ، بعد عزله خالد بن عبد الله القسرى عنها ، فى سنة ست وتسعين من الهجرة. ثم عزله عنها فى سنة سبع وتسعين بعبد العزبز بن عبد الله بن خالد بن أسد الأموى الآتى ذكره.

وذكر أيضا أن سليمان بن عبد الملك عزله عن مكة فى سنة ست وتسعين بعبد العزيز المذكور. وهذا مخالف للأول ، والله أعلم بالصواب.

__________________

١٤٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل : حوادث سنة ٢٧٨ ه‍ ، الطبرى ٨ / ١٥٨ ، تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٧٩. الأعلام ٢٢٩ / ٣).

١٤٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٥٢٧).

٢٩٧

١٤٣٨ ـ طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤى بن غالب التيمى ، أبو محمد :

أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض. وقال : «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض ، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» (١). وكان إسلامه على يد الصديق ، وهاجر فى الأولين ، وشهد المشاهد كلها مع النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما خلا بدرا ، فإنه غاب عنها لما بعثه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع سعيد بن زيد ، يطلب خبر قريش ، لكن ضرب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم له بسهمه وأجره. ووقى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت ، وضرب فى رأسه ، وحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة ، وكان على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم درعان.

واستشهد يوم الجمل ، فى جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، وقيل غير ذلك ، فى تاريخ الوقعة ، وهو ابن نيف وستين ، وقيل ابن ثمان وخمسين ، وقيل ابن خمس وسبعين. وكان موته من سهم رمى به ، فلم يزل ينزف دمه حتى مات ، رماه مروان بن الحكم ، وكان فى حزبه ، ودفن بالبصرة عند قنطرة ، ثم نقل إلى دار بالبصرة ، لأنه شكا نزّ الماء ، ووجد طريّا لم يتغير. وكان جوادا ، وكان يقال له طلحة الخير ، وطلحة الجواد ، وطلحة الفياض ، سماه بذلك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لجوده ، وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر ، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط ، وكان لا يغير شيبة ، وكان كثير المال.

__________________

١٤٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٨٩ ، الإصابة ترجمة ٤٢٨٥ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٢٦ ، الثقات ٣ / ٢٠٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٧ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٤ ، ٢٢٥ ، مصنف ابن أبى شيبة ١٣ / ١٥٧٨١ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٧٨ ، علل ابن المدينى ٤٩ ، ٥٤ ، ٩٦ ، تاريخ خليفة ٦٣ ، ١٨٠ ـ ١٨٩٦ طبقاته ١٨٠ ، ١٨٩ ، مسند أحمد ١ / ١٦٠ ، فضائل الصحابة ٢ / ٧٤٣ ، علل أحمد ٦٩ ، ٧٢ ، ١٠٢ ، ٢٢٤ ، ٢٦٧ ، ٢٨٣ ، ٢٩٠ ، ٢٦٩ ، تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٣٠٦٩ ، تاريخه الصغير ١ / ٩٦ ، ٧٥ ، ٧٨ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٨ ، ١٦٩ ، ثقات العجلى ٢٦ ، أنساب القرشيين ٢٨١٢٧٠ ، ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، ٢٩٤ ، ٣٣٧ ، ٤٥٣ ، معجم البلدان ١ / ٤٣٠ ، ٤ / ٥٥ ، ٤٦٥ ، ٧٨٣ ، تهذيب النووى ١ / ٢٥١ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٣ ، الكاشف الترجمة ٢٩٢٦ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٤١٢).

(١) أخرجه الترمذى فى سننه حديث رقم (٣٧٣٩) مم طريق : قتيبة ، حدثنا صالح بن موسى الطلحى من ولد طلحة بن عبيد الله ، عن الصلت بن دينار ، عن أبى نضرة ، قال : قال جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من سره أن ينظر إلى شهيد .....». فذكر الحديث. وقال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت وقد تكلم بعض أهل العلم فى الصلت بن دينار وفى صالح بن موسى من قبل حفظهما.

٢٩٨

قال الذهبى فى سير النبلاء : وروى ابن سعد ، قال : قومت أصول طلحة وعقاره ، بثلاثين ألف ألف درهم. قال : قال ابن الجوزى : خلف طلحة ثلاثمائة حمل ذهبا.

١٤٣٩ ـ طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب ابن تيم بن مرة التيمى :

ذكره هكذا الذهبى فى التجريد ، وقال : وكان يسمى طلحة الجواد ، فأشكل على الناس ، وهو الذى نزل فيه : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) [الأحزاب : ٥٣] الآية. قال : لئن مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأتزوجنّ عائشة.

وهو صحابى ، أخرجه «س» فقط ، وعزاه لابن شاهين ، وأشار الذهبى بذلك إلى أبى موسى المدينى.

١٤٤٠ ـ طلحة بن عمرو الحضرمى المكى :

روى عن سعيد بن جبير ، وعطاء بن أبى رباح ، وأبى الزبير المكى ، وجماعة. وروى عنه وكيع ، وعبيد الله بن يونس وجعفر بن عون ، وأبو عاصم ، وأبو نعيم ، وأبو داود الطيالسى ، وخلق.

روى له ابن ماجة (١). قال أحمد : لا شىء ، متروك. وقال ابن سفيان وأبو داود :

__________________

١٤٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٤ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٧٨ ، ابن الجنيد ١١ ، ابن محرز الترجمة ٤٢ ، ٥٥٩ ، ابن طهمان الترجمة ١٢٧ ، تاريخ خليفة ٤٢٦ ، طبقاته ٢٨٣ ، علل أحمد ١ / ٤٤ ، ١٣٥ ، تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٣١٠٤ ، تاريخه الصغير ٢ / ١٠١ ، ١١٣ ، ضعفاؤه الصغير ١٧٦ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ٤٠ ، ٥٢ ، ضعفاء النسائى الترجمة ٣١٥ ، ضعفاء العقيلى ٩٨ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٠٩٧ ، الكامل لابن عدى الورقة ١٠٦ ، كشف الأستار رقم ١٩٧٨ ، الكامل فى التاريخ ٥ / ٦٠٨ ، الكاشف الترجمة ٢٤٩٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٣ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٤٢٧).

(١) ثلاثة أحاديث : الأول : فى كتاب إقامة الصلاة ، حديث رقم (٨٤٧) من طريق : العباس بن الوليد الخلال الدمشقى حدثنا مروان بن محمد وأبو مسهر قالا : حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرى حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حسدتكم اليهود على شىء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين.

الثانى : فى كتاب النكاح ، حديث رقم (١٨٥٣) من طريق : يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومى عن طلحة عن عطاء عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انكحوا فإنى مكاثر بكم. ـ

٢٩٩

ضعيف. قال : أبو داود عن عبد الرزاق : سمعت معمرا يقول : اجتمعت أنا وشعبة وابن جريج والثورى ، فقدم علينا شيخ ، فأملى علينا أربعة آلاف حديث عن ظهر قلب ، فما أخطأ إلا فى موضعين ، لم يكن الخطأ منا ولا منه ، إنما كان من فوق ، فإذا جن الليل ختمنا الكتاب ، فجعلناه تحت رءوسنا ، وكان الكاتب شعبة ونحن ننظر فى الكتاب ، وكان الرجل طلحة بن عمرو.

قال يحيى بن بكير : مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.

١٤٤١ ـ طلحة بن مالك الخزاعى ، وقيل السلمى :

نزل البصرة ، وله حديث ، روته عنه مولاته أم الحرير ، ذكره هكذا الذهبى ، وذكره ابن عبد البر ، وقال : السلمى ، ولم يقل الخزاعى ، وقال : روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن من اقتراب الساعة هلاك العرب». وأسنده إلى مولاته أم الحرير.

١٤٤٢ ـ طلحة بن نافع القرشى ، مولاهم ، أبو سفيان الواسطى ويقال المكى ، الإسكاف :

روى عن عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، والحسن البصرى ، وعبيد بن عمير.

__________________

ـ الثالث : فى كتاب الوصايا ، حديث رقم (٢٧٠٠) من طريق : على بن محمد حدثنا وكيع عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة لكم فى أعمالكم.

١٤٤١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٩٢ ، الإصابة ترجمة ٤٢٩٢ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٣٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٧٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٣١ ، الكاشف ٢ / ٤٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ، الوافى بالوفيات ١٦ ، ٤٧٨ ، الثقات ٣ / ٢٠٤ ، المشتبه ١٥١ ، بقى بن مخلد ٦٨٩ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٣٠٧٢ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢٧٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢٠٧٥ ، نهاية السول ١٥٢ ، خلاصة الخزرجى ٢ / ٣٢٠١).

١٤٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (المصنف لابن أبى شيبة ١٣ / ١٥٧٨٢ ، تاريخ الدورى ٢ / ٢٧٩ ، ابن طهمان الترجمة ٣١٩ ، طبقات خليفة ١٥٥ ، علل أحمد ١ / ١٦٢ ، سؤالات ابن أبى شيبة لابن المدينى الترجمة ١٩٧ ، تاريخ البخارى الكبير ٤ / ٣٠٧٩ ، الجامع للترمذى ٤ / ٣٣٠ ، الكامل لابن عدى ٢ / ١٠٨ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٣٢ ، ضعفاء ابن الجوزى ٨٠ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٩٣ ، الكاشف ٢ / ٢٥٠١ ، المغنى ١ / ٢٩٦٠ ، معرفة التابعين ٢٢ ، نهاية السول ١٥٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٤٣٨).

٣٠٠