العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

أن ذلك قاله فى ابنه عبد الله بن السائب بن أبى حبيش ، وكان شريفا أيضا وسطا فى قومه ، والأثبت إن شاء الله تعالى ، أنه قال فى أبيه ، السائب بن أبى حبيش وكان هو أخا فاطمة بنت أبى حبيش المستحاضة. روى عنه سليمان بن يسار وغيره.

ذكره هكذا ابن عبد البر. وذكره ابن الأثير بمعنى هذا ، وقال : أخرجه الثلاثة.

وذكره المزى فى التهذيب للتمييز ، إلا إنه قال : السائب بن حبيش ، وصوابه ما ذكرناه ، وقال : له سن عالية ، ودار بالمدينة. روى عن عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، قوله فى الحج.

١٢٤١ ـ السائب بن حزن بن أبى وهب المخزومى :

عم سعيد بن المسيب. قال ابن عبد البر : أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمولده ، ولا أعلم له رواية. انتهى.

١٢٤٢ ـ السائب بن خباب ، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة على ما قيل ، أبو مسلم ، وقيل أبو عبد الرحمن :

صاحب المقصورة. له صحبة ، وحديث واحد. روى عنه إسحاق بن سالم ، ومحمد ابن عمرو بن عطاء ، وابنه مسلم بن السائب. قيل : توفى سنة سبع وسبعين ، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر.

وذكره البخارى ، ما يقتضى أنه مات فى حياة ابن عمر ، وابن عمر مات فى سنة أربع وسبعين. ولم يجزم البخارى بصحبته ، وإنما قال : يقال له صحبة. وقد أخرج ابن ماجة حديثه (١) ، من غير أن ينسبه ، وحديثه : «لا وضوء إلا من صوت أو ريح».

__________________

١٢٤١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٨٩٢ ، الإصابة ترجمة ٣٠٦٧ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٠٦).

١٢٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٨٨ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٢٩٠ ، الكنى للدولابى ١ / ٨٩ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٠٢٨ ، الاستيعاب ترجمة ٨٩٣ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٠٧ ، الكاشف الترجمة ١٨٠٧ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٤٦ ، الإصابة ترجمة ٣٠٦٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٤٧ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢١٥ ، تصحيفات المحدثين ٤٣٠ ، ٤٣١ ، الثقات ٤ / ٣٢٧ ، الإكمال ٢ / ١٤٩ ، تهذيب الكمال ٢١٦٧).

(١) فى سننه ، كتاب الطهارة ، حديث رقم (٥٠٩) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن عمرو بن عطاء قال رأيت السائب بن يزيد يشم ثوبه فقلت : مم ذلك قال : إنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا وضوء إلا من ريح أو سماع.

وأخرجه أيضا أحمد فى المسند ، حديث رقم (١٤٩٥٩).

١٦١

١٢٤٣ ـ السائب بن أبى السائب ، صيفى بن عايذ (٢) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى :

ذكر فيمن أسلم وهاجر وأعطى من غنائم حنين ، وفى المؤلفة ، فيمن حسن إسلامه منهم ، وفيمن كان شريك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل إنه لم يسلم. فإما إسلامه وشركته ، فقال ابن هشام : السائب بن أبى السائب ، الذى جاء فيه الحديث عن رسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الشريك السائب ، لا يشارى ولا يمارى». كان أسلم وحسن إسلامه فيما بلغنا. وأما هجرته وإعطاؤه من غنائم حنين ، فقال ابن هشام : وذكر ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة ، عن ابن عباس : أن السائب بن أبى السائب بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ممن هاجر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين.

قال ابن عبد البر : هذا أولى ما عول عليه فى هذا الباب.

وأما كونه من المؤلفة ، وممن حسن إسلامه منهم ، فقال ابن عبد البر : والسائب بن أبى السائب ، من جملة المؤلفة قلوبهم ، وممن حسن إسلامه منهم. انتهى.

وقد ذكره ابن سعد ، ومسلم بن الحجاج ، فى الصحابة المكيين. وذكر الذهبى : أنه من مسلمة الفتح.

وصرح المزى بصحبته ، وذكر شيئا من خبره يحسن ذكره ، فقال : له صحبة ، وكان شريك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الجاهلية ، وهو والد عبد الله بن السائب ، قارئ أهل مكة.

وحديثه عند مجاهد بن جبر المكى ، عن قائد السائب ، عن السائب ، وقيل : عن مجاهد عن السائب ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى له أبو داود (٢) والنسائى (٣) وابن ماجة (٤). انتهى.

__________________

١٢٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٢٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٢٨٧ ، تاريخه الصغير ١ / ٢٧٨ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٠٣٧ ، جمهرة ابن حزم ٤٣ ، الاستيعاب ترجمة ٨٩٧ ، أسد الغابة ترجمة ١٩١١ ، الكاشف الترجمة ١٨٠٩ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٤٨ ، الإصابة ترجمة ٣٠٧٢ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٣٤٩ ، تهذيب الكمال ٢١٦٩).

(١) هكذا فى الأصل «عايذ» وضبطها المزى «عابد» بالباء الموحدة ووضع لفظة «صح» فوقها ، وفى التهذيب «عاند».

(٢) فى سننه ، كتاب الأدب ، حديث رقم (٤١٩٦) من طريق : مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثنى إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب قال : أتيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعلوا يثنون على ويذكرونى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا أعلمكم ، يعنى به ، قلت : صدقت بأبى أنت وأمى كنت شريكى فنعم الشريك كنت لا تدارى ولا تمارى».

(٣) فى السنن الكبرى ، باب ما يقول للقادم إذا قدم عليه ، حديث رقم (١٠٠٧٢) من ـ

١٦٢

ونقل ابن الأثير عن مسلم : أن له ولولده صحبة من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : السائب بن أبى السائب المخزومى وعبد الله بن السائب ، ومثله قال ابن المدائنى. انتهى.

وقوله : ابن المدائنى فيه نظر ؛ لأنه إن أراد ابن المدينى الحافظ المشهور ، فالألف زائدة.

وإن أراد المدائنى الإخبارى ، وهو أقرب لمراده ، والله أعلم ، فابن زائدة. وأما من ذكر أنه لم يسلم ؛ فهو ابن إسحاق ، لأنه ذكر أنه قتل ببدر كافرا. وذكر ابن هشام عن غير ابن إسحاق ، أن الذى قتله الزبير بن العوام [....](٥) ووافق الزبير بن بكار ، ابن إسحاق فى قوله : إن السائب قتل ببدر كافرا ، ثم نقض ذلك فى موضعين من كتابه ، على ما ذكر ابن عبد البر ؛ لأنه قال : حدثنى يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان ، عن جعفر ، عن عكرمة ، عن يحيى بن كعب ، عن أبيه كعب ، مولى سعيد بن العاص ، قال : مرّ معاوية وهو يطوف بالبيت ، ومعه جنده ، فزحموا السائب بن صيفى بن عايذ ، فسقط ، فوقف عليه معاوية ، وهو يومئذ خليفة ، فقال : ارفعوا الشيخ ، فلما قام قال : ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت! أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال معاوية : ليتك فعلت ، فجاء بمثل أبى السائب ، يعنى عبد الله بن السائب. قال ابن عبد البر : وهو واضح فى إدراكه الإسلام ، وفى طول عمره.

قال : وقال ـ يعنى الزبير ـ فى موضع آخر : حدثنى أبو ضمرة أنس بن عياض الليثى ، قال : حدثنى أبو السائب ـ يعنى الماجن ـ وهو عبد الله بن السائب ، قال : كان جدى أبو السائب ، شريك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الشريك أبو السائب ، لا يشارى ولا يمارى». قال ابن عبد البر : وهذا كله من الزبير مناقضة فيما ذكر ، أن السائب بن أبى السائب قتل يوم بدر كافرا. انتهى.

والمناقضة بالخبر الأول مستقيمة ، لاقتضائه حياة السائب بعد بدر ، أزيد من أربعين ، وهو فى غالبها مسلم ؛ لأن الإسلام عمّ قريشا وغيرهم ، فى زمن فتح مكة.

وأما الخبر الثانى ، فليس فيه إلا مشاركة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبى السائب وثناؤه عليه ، والكلام فى السائب بن أبى السائب ، لا فى ابنه ، ولو سلمنا أن ذلك فى السائب ، لما دلّ على صحبته ؛ لأن الشركة قد تكون قبل النبوة ، والثناء بحسن الشركة لا يستلزم الإسلام ؛ لأن

__________________

ـ طريق : إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا المخزومى قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن السائب بن أبى السائب وكان يشارك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الجاهلية قال : قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : مرحبا بأخى ، لا يدارى ولا يمارى.

(٤) فى سننه ، كتاب التجارات ، حديث رقم ٢٢٧٨.

(٥) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٦٣

الثناء هو لما فى المرء من خصال محمودة ، وقد قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ما نقل ابن عبد البر ، عن مصعب الزبيرى ، لما أسر أبو وداعة السهمى يوم بدر : «تمسكوا به ، فإن له ابنا كيسا بمكة». يعنى المطلب بن أبى وداعة ، ولم يسلم المطلب بن أبى وداعة ، إلا فى يوم الفتح ،على ما ذكر ابن عبد البر. وقد وهى ابن عبد البر ، حديث من كان شريك النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأفاد أقوالا فيمن كان شريكه ، فنذكر كلامه لما فيه من الفائدة ، قال : وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من هؤلاء مضطرب جدا ، منهم من يجعل الشركة للسائب بن أبى السائب ، ومنهم من يجعلها لأبى السائب ابيه ، كما ذكرنا عن الزبير الحافظ هاهنا ، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب ، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن السائب ، وهذا اضطراب لا يثبت به شىء ولا يقوم. انتهى.

فكان ينبغى أن نذكر هنا ، ما قيل من أن السائب بن أبى وداعة ، كان شريك النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولعله استغنى عن ذكره فى ترجمته. ومن كتاب الاستيعاب ، نقلنا هنا ما ذكرناه عن ابن عبد البر وابن هشام وابن إسحاق ، والزبير بن بكار.

وذكر ابن الأثير : أن اسم أبى السائب ، نميلة ؛ لأنه قال بعد أن ذكره كما ذكرنا ، وقيل : اسم أبيه نميلة ، قاله ابن مندة وأبو نعيم. انتهى.

فاستفدنا من هذا فى اسم أبى السائب قولين ، أحدهما : أن اسمه صيفى ، والآخر : نميلة ، وأخشى أن لا يصح. والله أعلم.

وقال ابن الأثير عقب ترجمة السائب بن أبى السائب ، قلت : قال بعض العلماء : أما السائب بن نميلة ، فرجل غير هذا ، له حديث واحد فى صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ، وقال : لا نعلم أحدا من المتقدمين ، ذكر فى اسم أبيه نميلة ، ولا يبعد أن يكونا واحدا ، فإن ابن مندة وأبا نعيم ، رويا عن أبى الجواب ، عن عمار بن زريق ، عن أبى ليلى ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن السائب بن نميلة ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكراه فى هذه الترجمة ، والله أعلم. انتهى.

١٢٤٤ ـ السائب بن عبد الله بن السائب الأنصارى الخزرجى ، القاضى أبو الغمر ـ بغين معجمة وراء مهملة ـ الطّنجىّ :

نزيل الحرمين ، سمع بمكة على الصفى الطبرى ، وأخيه الرضى ، بقراءة الوادى آشىّ مع الآقشهرىّ. ومن خط الآقشهرىّ ، نقلت نسبه هذا.

وقد ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» فقال : كان من كبار الأولياء المتحلين بالعلم والعمل والزهد. وذكر أنه قرأ عليه الفرائض والحساب ، وأنه أقام بالمدينة

__________________

١٢٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ٢ / ١٣٦).

١٦٤

مدة طويلة ، وسكن بالحجرة التى هى مسكن الأولياء والأخيار ، برباط دكالة ، ثم انتقل إلى مكة ، فأقام بها على عبادة وكثرة طواف ، حتى إنه لا يكاد يوجد إلا فيه ، يعنى الطواف. وذكر أنه طاف يوما ، ثم خرج من المطاف ، ودخل دهليز الفقيه خليل ـ يعنى المالكى ـ عند باب إبراهيم ، ثم دعا بفراش واستقبل الكعبة ، ثم قضى ـ رحمه‌الله تعالى ـ وذلك فى رمضان سنة ثمان عشرة سبعمائة ، وصلى عليه القاضى نجم الدين الطبرى. وذكر أنه لم ير جنازة كثر تابعها من رجال ونساء وكبار وصغار ، مثل جنازته ، رحمه‌الله ، ورئى النعش محمولا على رءوس الأصابع والكفن قد اسود ، من كثرة لمس الناس له بأيديهم للبركة. انتهى باختصار.

١٢٤٥ ـ السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى ، جد الإمام الشافعى رضى الله عنه :

ذكره ابن الأثير وقال : كان السائب يشبه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى الخطيب أبو بكر أحمد بن على بن ثابت البغدادى ، عن القاضى أبى الطيب الطبرى ، أنه قال : أسلم السائب ـ يعنى ابن عبيد ـ جد الشافعى يوم بدر ، وإنما كان صاحب راية بنى هاشم ، وأسر وفدى نفسه ثم أسلم ، فقيل له : لو أسلمت قبل أن تفدى نفسك؟ فقال : ما كنت أحرم المسلمين طعما لهم. أخرجه أبو موسى.

ولم يذكره ابن عبد البر ، وذكره الذهبى فقال : كان يشبه بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال له صحبة ، وإنه أسلم يوم بدر ، بعد أن أسر وفدى نفسه ، كذا قال أبو الطيب. انتهى.

وأبو الطيب ، هو الطبرى الذى ذكره ابن الأثير ، من مشاهير العلماء الشافعية ، ومن المعمرين الذين بلغوا مائة سنة.

١٢٤٦ ـ السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشى الجمحى :

قال ابن إسحاق : هاجر مع أبيه وعميه ، قدامة وعبد الله ، إلى أرض الحبشة ، الهجرة الثانية ، وذكره فيمن شهد بدرا ، وسائر المشاهد.

__________________

١٢٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٨٩٩ ، الإصابة ترجمة ٣٠٧٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٩١٥ ، الأعلمى ١٩ / ٩٦).

١٢٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٣ / ٣٠٦ ، المنتظم ٢ / ٣٧٦ ، ٣ / ٧٢ ، ١٣١ ، ٤ / ١١٢ ، الاستيعاب ترجمة ٩٠١ ، الإصابة ترجمة ٣٠٧٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٩١٦ ، نسب قريش ٣٩٣ ، طبقات خليفة ٢٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٤١ ، ٢٤٢ ، تاريخ الإسلام ١ / ٣٦٨).

١٦٥

وقتل السائب بن عثمان بن مظعون ، وهو ابن بضع وثلاثين سنة ، يوم اليمامة شهيدا. وذكره موسى بن عقبة فى البدريين. انتهى.

وذكره ابن إسحاق وأبو معشر والواقدى ، وخالفهم ابن الكلبى فى ذلك. ذكره هكذا ابن عبد البر. وذكره ابن الأثير بمعنى هذا ، قال : أخرجه الثلاثة. انتهى.

ويقال : إن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استخلف السائب بن عثمان بن مظعون على المدينة ، لما خرج منها فى غزوة بواط ـ جبل لجهينة من ناحية رضوى ، بينه وبين المدينة أربعة برد ـ فى ربيع الأول ، وقيل الآخر ، من سنة ثلاث ، وقيل إن الذى استخلفه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى هذه الغزوة ، سعد بن معاذ. ذكر هذين القولين ، مغلطاى ، وصدر باستخلاف سعد بن معاذ.

ونقل بعضهم استخلاف السائب بن عثمان بن مظعون ، عن ابن عبد البر ، ولم أره فى ترجمته ، ولا فى السيرة التى ذكرها ابن عبد البر فى أول الاستيعاب ، وإنما رأيت ذلك حاشية فى كتاب ابن الأثير ، ونصها : قال ابن عبد البر : لما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى شهر ربيع الأول ، واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ، حتى بلغ بقراط. انتهى.

كذا فى الحاشية : بقراط ، وهو تصحيف من ناسخها ، والصواب بواط كما سبق. وقال الذهبى : كان من الرّماة المذكورين. انتهى.

١٢٤٧ ـ السائب بن عمر بن عبد الرحمن بن السائب المخزومى :

[روى عن حفص بن عبد الله بن صيفى ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة ، وعيسى بن موسى ، ومحمد بن الحارث المخزومى. روى عنه روح بن عبادة ، وزيد بن الحباب ، وأبو عاصم الضحاك ، وعبد الله بن المبارك ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد القطان.

وثقة أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن منصور ، ويحيى بن معين. وقال أبو حاتم : لا بأس به. وقال النسائى : ليس به بأس. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له البخارى فى الأدب ، وأبو داود ، والنسائى (١)](٢).

__________________

١٢٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٣٠٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٠٥٢ ، تاريخ الإسلام ٦ / ١٨٠ ، الكاشف الترجمة ١٨١٠ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٤٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٥٠ ، تهذيب الكمال ٢١٧٠).

(١) أخرجه النسائى فى الكبرى ، باب موضع الصلاة من الكعبة ، حديث رقم (٣٨٩) من طريق : عمرو بن على أبو حفص قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال : حدثنى السائب ابن عمر قال : حدثنى محمد بن عبد الله بن السائب عن أبيه أنه كان يقود ابن عباس ـ

١٦٦

١٢٤٨ ـ السائب بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشى الأسدى :

أخو الزبير بن العوام ، شقيقه ، أمهم صفية بنت عبد المطلب ، عمة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد أحدا والخندق ، وسائر المشاهد ، مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستشهد يوم اليمامة. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر وابن الأثير.

وحكى ابن الأثير فى اسم أمه غير ما سبق ؛ لأنه قال : أمه صفية عمة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل أم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية الزهرية. والأول أصح. وقالت صفية للسائب ، وكان يؤذيها (١) :

يسبنى السائب من خلف الجدر

لكن أبو الطاهر زبّار أمر

وكانت صفية تكنى الزبير : أبا الطاهر. انتهى.

١٢٤٩ ـ السائب بن فروخ المكى ، أبو العباس :

الشاعر الأعمى ، والد العلاء بن السائب ، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب. روى عنه حبيب بن أبى ثابت ، وعطاء بن أبى رباح ، وعمرو بن دينار. روى له الجماعة.

__________________

ـ ويقيمه عن الشقة الثالثة مما يلى الركن الذى يلى الحجر مما يلى الباب ويقول ابن عباس : أما أنبئت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلى هاهنا؟ فيقول : نعم. فيقوم فيصلى.

وأخرجه أبو داود فى سننه ، فى باب الملتزم ، حديث رقم (١٨٦٥) من طريق : عبيد الله بن عمر بن ميسرة أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا السائب بن عمر المخزومى قال : حدثنى محمد ابن عبد الله بن السائب عن أبيه أنه كان يقود ابن عباس فيقيمه عند الشقة الثالثة مما يلى الركن الذى يلى الحجر مما يلى الباب ، فيقول له ابن عباس : «نبئت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلى هاهنا ، فيقول : نعم ، فيقوم فيصلى».

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل. أوردناه من تهذيب الكمال.

١٢٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٤ / ٨٩ ، المنتظم لابن الجوزى ٤ / ٩٢ ، الاستيعاب ترجمة ٩٠٢ ، الإصابة ترجمة ٣٠٧٧ ، أسد الغابة ترجمة ١٩١٨ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٤ ، دائرة معارف الأعلمى ١٩ / ٩٦).

(١) انظر : (أسد الغابة ترجمة ١٩١٨).

١٢٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٢٧ ، تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٨٩ ، تاريخ الدارمى الترجمة ٤٧٠ ، علل ابن المدينى ٦٧ ، علل أحمد ١ / ٢٧٣ ، ٤٠٥ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٢٩٨ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٧٠٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٠٤٥ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٢٠٢ ، الكاشف الترجمة ١٨١١ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٤٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٥١ ، تهذيب الكمال ٢١٧١).

١٦٧

وقال حبيب بن أبى ثابت : كان صدوقا. وقال أحمد بن حنبل والنسائى : ثقة. وقال يحيى بن معين : ثبت.

وقال ابن سعد : كان بمكة زمن ابن الزبير ، وهواه مع بنى أمية. وكان قليل الحديث. وذكره ابن سعد ومسلم بن الحجاج ، فى تابعى أهل مكة.

١٢٥٠ ـ السائب بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى :

أخو عثمان بن مظعون ، شقيقه. قال ابن عبد البر : كان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة ، وشهد بدرا ، ولا أعلم متى مات. وذكر أنه لا عقب له ولا لأخيه عثمان ، وأن ابن عقبة لم يذكر السائب فى البدريين ، قال : وذكره هشام بن محمد ـ يعنى الكلبى ـ وغيره من المهاجرين مع البدريين مع أخيه.

وذكر الذهبى : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم استخلفه على المدينة. انتهى. وقد سبق قريبا ، أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمل ابن أخيه السائب بن عثمان بن مظعون ، والقصة فيما أحسب واحدة ، والله أعلم.

١٢٥١ ـ السائب بن هشام بن عمرو بن ربيعة القرشى العامرى :

من بنى عامر بن لؤى ، تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وكان أبوه ممن يتعاهد بنى هاشم فى الشعب بمكة.

قال ابن ماكولا : وأما السائب بن هشام ، يقال إنه رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر ، وولى القضاء بها والشرط لمسلمة بن مخلّد ، وكان من جبناء قريش. انتهى.

ذكره هكذا ابن الأثير وقال : مخلدّ بضم الميم وتشديد اللام المفتوحة. انتهى.

وقوله : نسبه عند ذكر أبيه ، ليس ذلك فى ترجمته ، فإنه موضع ترجمته أن يكون بعد ، فى آخر حرف الهاء.

١٢٥٢ ـ السائب الجمحى ، أبو عثمان المكى ، مولى أبى محذورة :

روى عن مولاه أبى محذورة. وعنه ابنه عثمان بن السائب.

__________________

١٢٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٩٠٤ ، الإصابة ترجمة ٣٠٧٩ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٢٢).

١٢٥١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٩٠٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٢٣ ، الإصابة ترجمة ٣٠٨٠).

١٢٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ١٠٤٧ ، الكاشف الترجمة ١٨١٤ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٠٧٥ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٥١ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٥٤ تهذيب الكمال ٢١٧٥).

١٦٨

روى له أبو داود (١) والنسائى (٢) ، حديثا واحدا ، فى أذان مولاه أبى محذورة بين يدى

__________________

(١) فى السنن ، فى كتاب الصلاة ، حديث رقم (٤٢٢) من طريق : مسدد حدثنا الحارث ابن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبى محذورة عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله علمنى سنة الأذان. قال : فمسح مقدم رأسى وقال : تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك ثم تقول : أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حى على الصلاة حى على الصلاة حى على الفلاح حى على الفلاح. فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. حدثنا الحسن بن على حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرنى عثمان بن السائب أخبرنى أبى وأم عبد الملك بن أبى محذورة عن أبى محذورة عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو هذا الخبر : وفيه : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فى الأولى من الصبح : قال أبو داود : وحديث مسدد أبين قال فيه : قال : وعلمنى الإقامة مرتين مرتين الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حى على الصلاة حى على الصلاة حى على الفلاح حى على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. وقال عبد الرزاق : وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت. قال : فكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح عليها.

(٢) فى السنن الصغرى ، فى كتاب الأذان ، حديث رقم (٦٢٩) من طريق : إبراهيم بن الحسن قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عثمان بن السائب قال : أخبرنى أبى وأم عبد الملك بن أبى محذورة عن أبى محذورة قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم فسمعناهم يؤذنون بالصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد سمعت فى هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت ، فأرسل إلينا ، فأذنا رجل رجل وكنت آخرهم فقال حين أذنت : تعال فأجلسنى بين يديه فمسح على ناصيتى وبرك على ثلاث مرات ثم قال : اذهب فأذن عند البيت الحرام قلت : كيف يا رسول الله فعلمنى كما تؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حى على الصلاة حى على الصلاة حى على الفلاح حى على الفلاح الصلاة خير من النوم فى الأولى من الصبح قال : وعلمنى الإقامة مرتين الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا ـ

١٦٩

النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحنين ، وأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم له بالأذان لأهل مكة ، ومسح على ناصية أبى محذورة. وقد وقع لنا هذا الحديث عاليا فى الطبرانى. وذكره ابن حبان فى الثقات.

١٢٥٣ ـ سبأ بن شعيب اليمنى :

ذكره الميورقىّ ، وترجمه بمفتى مكة ، وترجمه فى موضع آخر : بمفتى الحرمين. وذكر فتوى أفتاه بها ؛ لأنه قال : إن ابن أبى الصيف قال : يجوز تقديم طواف الوداع يوم النحر ، مع طواف الإفاضة ، لمن عزم أنه ينفر من منى ، وعزا ذلك إلى الجوينىّ إمام الحرمين ، قال : وأفتانى بذلك الفقيه سبأ بن شعيب ، أحد مفتى الحرمين ، بحضرة الإمام أحمد بن عجيل ، بمسجد الخيف من منى ، وعزم علىّ مع الفتوى ، على النفر من منى مع أصحابى ، قال : وربما أفتيت بفتواه لمن احتاج إلى ذلك ، قال : وإنما أتيت بهذه النصوص ، تمهيدا لأحد مشايخى ، الذى قال فى نفر بجيلة وثقيف ما تقدم ، وذكر أنه توفى سنة خمس وستين وستمائة.

١٢٥٤ ـ سباع بن ثابت الخزاعى ، حليف بنى زهرة :

روى عن عمر بن الخطاب ، وابن عمه محمد بن ثابت بن سباع ، والد خيرة بنت محمد ، على خلاف فيه ، وأم كرز الكعبّية الخزاعية. روى عنه : عبيد الله بن أبى يزيد ، وقيل عن عبيد الله بن أبى يزيد ، عن أبيه ، عنه.

روى له أصحاب السنن الأربعة ، ذكره ابن حبان فى الثقات. وذكره محمد بن سعد ، ومسلم بن الحجاج ، فى تابعى أهل مكة. وذكر ابن سعد : أنه كان قليل الحديث.

وذكره ابن الأثير فى الصحابة لأنه قال : سباع بن ثابت. روى ابن قانع بإسناده عن ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبى يزيد ، عن سباع بن ثابت ، قال : أدركت أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة. انتهى.

__________________

ـ رسول الله حى على الصلاة حى على الصلاة حى على الفلاح حى على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. قال ابن جريج : أخبرنى عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبى محذورة أنهما سمعا ذلك من أبى محذورة.

١٢٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢١٧٧ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٤ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٤٣٠ ـ ٤٣١ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٣٦٢ ، أسد الغابة ٢ / ٢٥٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٠٨ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٠٧٦ ، الكاشف الترجمة ١٨١٥ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٥٢ ، الإصابة الترجمة ٣٠٧٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٥٧).

١٧٠

١٢٥٥ ـ سبرة (١) بن فاتك الأسدى :

أسد خزيمة ، أخو أم أيمن ، وخزيم ابنى فاتك. قال ابن أخيه أيمن بن خزيم : إن أبى وعمى شهدا بدرا ، وعهدا إلىّ أن لا أقاتل مسلما.

يعد سبرة فى الشاميين. روى عنه بشر بن عبيد الله ، وجبير بن نفير. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر. وابن الأثير ، قال : ومن حديثه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الموازين بيد الرحمن ، يرفع قوما ويضع آخرين». قال : وقال عبد الله بن يوسف : سبرة بن فاتك ، هو الذى قسم دمشق بين المسلمين. وقال : أخرجه الثلاثة. انتهى.

١٢٥٦ ـ سبرة بن الفاكه ، ويقال ابن أبى الفاكه :

قال ابن الأثير : قيل إنه مخزومى. وذكر ابن أبى عاصم ، أنه أسدى من أسد بنى خزيمة ، روى عنه سالم بن أبى الجعد ، وعمارة بن خزيمة. ويعد فى الكوفيين ، ثم قال : أخرجه الثلاثة ، يعنى ابن عبد البر وابن مندة وأبا نعيم.

وذكره ابن عبد البر أخصر مما ذكره ابن الأثير.

وذكره المزى فى التهذيب ، وذكر فى اسم أبيه ما لم يذكره ابن الأثير ؛ لأنه قال : سبرة بن الفاكه ، ويقال ابن أبى الفاكه ، ويقال ابن الفاكهة ، له صحبة ، نزل الكوفة ، وله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد.

روى عنه سالم بن أبى الجعد ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت. وفى إسناد حديثه اختلاف. روى له النسائى (١).

__________________

١٢٥٥ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٢ / ١٨٧ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٩٥ ، الاستيعاب ترجمة ٩١١ ، الإصابة ترجمة ٣٠٩٢ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٣٤ ، الثقات ٣ / ١٧٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٠٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٣ ، الوافى بالوفيات ١٥ / ٧ ، البداية والنهاية ٣ / ٣١٩ ، ذيل الكاشف ٥٠٥).

(١) قال ابن عبد البر : قال البخارى وابن أبى خيثمة : سمرة بن فاتك ـ بالميم ـ الأسدى. ثم ذكرا سبرة بن فاتك بالباء رجلا آخر جعلاه فى باب سبرة.

١٢٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٨٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٤٣١ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٢٨٠ ، الاستيعاب ترجمة ٩١٢ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٣٥ ، الكاشف الترجمة ١٨١٨ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٥٣ ، الإصابة ترجمة ١٩٣٥ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٣٦١ ، الثقات ٣ / ١٧٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦٨).

(١) أخرجه النسائى فى الصغرى ، كتاب الجهاد ، حديث رقم (٣٠٨٣) من طريق : أخبرنى إبراهيم بن يعقوب قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال : حدثنا أبو عقيل عبد الله ابن عقيل قال : حدثنا موسى بن المسيب عن سالم بن أبى الجعد عن سبرة بن أبى فاكه ـ

١٧١

وقد وقع لنا حديثه بعلو ، وسياقه من مسند ابن حنبل (٢) ، وحديثه فى تعرض الشيطان لابن آدم ، ليصده عما يريده من أفعال الخير ، ولم أر قوله : وقيل ابن الفاكهة ، فى مختصر تهذيب الكمال للذهبى ، ولا فى مختصره للحافظ ابن حجر. ولعله سهو من ناسخ النسخة التى رأيتها. والله أعلم.

١٢٥٧ ـ سديف بن ميمون المكى الشاعر :

حدث عن محمد بن على الباقر. روى عنه حنان بن سدير. قال العقيلى : ليس لحديثه أصل ، وكان يغلو فى الرفض. وقال الذهبى : رافضىّ [......](١) خرج مع ابن حسن ، فظفر به المنصور فقتله. انتهى.

ومن الميزان للذهبى كتبت ما ذكرت من حاله. وأن حسن المشار إليه ، هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب ، خرج بالمدينة وتلقب بالنفس الزكية ، فى سنة خمس وأربعين ومائة ، فبعث إليه المنصور من قتله ، واستعمل المنصور بعد قتله ، لحرب أخيه إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وكان خرج بالبصرة ، وهلك فى محاربته للمنصور. وكان سديف بن ميمون ، قبيل دولة بنى العباس ، مائلا إليهم ، ويقرب دولتهم ، ونال بسبب ذلك بلاء شديدا ، من ضربه من أسبتا ، وسجنه بمكة. وكان الذى فعل به ذلك ، الوليد بن عروة السعدى ، عامل مكة لمروان ، خاتمة خلفاء بنى أمية.

ولما قدم داود بن علىّ مكة ، واليا عليها لابن أخيه أبى العباس السفاح ، أطلق سديفا من السجن ، وخطب سديف بين يديه خطبة ، مدح فيها بنى العباس ، وقال فيهم أبياتا يمدحهم بها ، وسبب قتل المنصور لسديف على ما قيل ، أبيات بلغته عنه ، نال فيها من المنصور ، منها قوله [من الكامل](٢) :

__________________

ـ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقة فقعد له بطريق الإسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس فى الطول فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فمن فعل ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يدخله الجنة ومن قتل كان حقا على الله عزوجل أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة.

(٢) حديث رقم ١٥٣٩٢.

١٢٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (الشعر والشعراء ٧٣٧ ، الأغانى ٤ / ٣٤٤ ، ميزان الاعتدال ٢ / ١١٥ ترجمة ٣٤٨٣).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٢) الأبيات فى العقد الفريد ٢ / ٨٨.

١٧٢

أسرفت فى قتل الرعية ظالما

فاكفف يديك إخالها مهديّها

وكانت وصلت إليه مبهمة ، ولم يسم قائلها ، فبحث عنه ، حتى أخبر أنها لسديف ، فأمر بدفنه حيّا ، ففعل به ذلك عبد الصمد بن علىّ ، عم المنصور ونائبه على مكة.

وكان سديف فى سجنه ، وكان قتله فى سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ومائة ، فإن عبد الصمد كان واليا [على مكة فى هذه](٣) المدة ، وما ذكرناه فى سبب قتله وكيفية قتله ، ذكره صاحب العقد ، وما ذكرناه فى ميله إلى بنى العباس ، وتقريبه لدولتهم ، وضربه وسجنه وإطلاقه ، وخطبته ومدحه لبنى العباس ، ذكره الفاكهى ، فنذكر ذلك ثم نتبعه بما ذكره صاحب العقد ، ثم بما ذكره صاحب الأغانى من خبره ، وما علمناه من ذلك.

قال الفاكهى : «ذكر خطبة سديف بن ميمون ، بين يدى داود بن على ، وما لقى قبل خروج بنى هاشم ودولتهم» (٤).

حدثنا عبد الله بن أبى مسرة قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن حشيبر اللهبىّ ، عن ابن داب ، قال : لما قدم داود بن على بن عبد الله بن عباس مكة ، أخرج سديف بن ميمون من الحبس وخلع عليه ، ثم وضع المنبر ، فخطب فأرتج عليه ، فقام سديف بن ميمون فقال : أما بعد ، فإن الله عزوجل ، بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاختاره من قريش ، نفسه من أنفسهم ، وبيته من بيوتهم ، فكان فيما أنزل عليه فى كتابه الذى حفظه ، وأشهد ملائكته على حقه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣]. وجعل الحق من بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى أهل بيته ، فقاتلوا على سنته وملته ، بعد غض من الزمان ، وتتابع الشيطان ، بين ظهرانى أقوام ، إن رتق حق فتقوه ، وإن فتق جور رتقوه ، آثروا العاجل على الآجل ، والفانى على الباقى ، أهل خمور وماجور وطنابير ومزامير ، إن ذكروا الله لم يذكروا ، وإن قوموا لحقّ أدبروا ، بهذا قام زمانهم ، وبه كان يعمر سلطانهم ، عم الضلال فأحبطت أعمالهم ، إن غر آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أولى بالخلافة منهم ، فبم ولم أيها الناس؟ ، ألكم الفضل بالصحابة ، دون ذوى القربى ، الشركاء فى النسب ، والورثة للسلب ، مع ضربهم على الدين جاهلكم ، وإطعامهم فى اللأواء جائعكم ، وأمنهم فى الخوف سائلكم ، والله ما اخترتم من حيث اختار الله لنفسه ، ما زلتم تولون تيميّا مرة ، وعدويّا مرة ، وأسديّا مرة ، وأمويّا مرة ، حتى جاءكم من لا يعرف اسمه ولا نسبه ، فضربكم بالسيف ، فأعطيتموها عنوة ، وأنتم كارهون آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أئمة

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل ، وما أوردناه من الشعر والشعراء.

(٤) الخطبة فى العقد الفريد ٤ / ٤٨٥.

١٧٣

الهدى ، ومنار سبل التقى ، كم قصم الله به من منافق طاغ ، وفاسق باغ وأرباع أملاع ، فهم السادة القادة الذادة ، بنو عم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنزل جبريل بالتنزيل ، لم يسمع بمثل العباس ، لم تخضع له الأمة إلا لواجب حق الحرمة ، أبو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أبيه ، وإحدى يديه ، وجلدة ما بين عينيه ، والموثق له يوم العقبة ، وأمينه يوم القيامة ، ورسوله يوم مكة ، وحاميه يوم حنين عند ملتقى الفئتين ، والشافع يوم نيق العقاب ، إذ سار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل الأحزاب. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

ويقال إن سديف بن ميمون ، كان فى حبس بنى أمية ، وذلك أنه كان يتكلم فى بنى أمية ويطلق فيهم لسانه ويهجوهم. وكان له فى الحساب فيما يزعمون نظر ، وفى الأدب حظ وافر. وكان يجلس مع لمة له من أهل مكة وأهل الطائف ، يسمرون فى المسجد الحرام إلى نصف الليل ونحوه ، فيتحدثون ويخبرهم بدولة بنى هاشم إنها قريبة ، فبلغ ذلك من قوله ، الوليد بن عروة ، وهو على مكة واليا لمروان بن محمد ، وسمعت بعض أهل الطائف يقول : فاتخذ عليه الأرصاد مع أصحابه حتى أخذوه ، فأخذه فحبسه ، ثم جعل يجلده كل سبت مائة سوط ، كلما مضى سبت ، أخرجه يضربه مائة سوط ، حتى ضربه أسبتا ، فلما آل الأمر لبنى هاشم ، وبويع لأبى العباس السفاح بالخلافة ، بعث داود ابن على بن عبد الله بن عباس ، فقدم مكة يوم الأربعاء سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، فلما سمع الوليد بن عروة السعدى بداود بن علىّ ، أنه يريد مكة ، أيقن بالهلاك ، فخرج هاربا إلى اليمن ، وقدم داود بن علىّ مكة ، فاستخرج سديفا من الحبس ، وخلع عليه وأخلده ، فعند ذلك يقول سديف قصيدته التى يمدح بها بنى العباس (٥) [من الخفيف] :

أصبح الدين (٦) ثابت الأساس

بالبهاليل من بنى العباس

ثم وضع داود بن علىّ المنبر ، فخطب فأرتج عليه ، فقام إليه سديف ، فخطب بين يديه الخطبة التى ذكرناها.

وذكر الفاكهى أن سديفا مكى ، وذكر له شعرا يدل على أنه قطن بمكة ؛ لأنه قال : وكان بعض المكيين يجلس عند هذين الحوضين الشرقى منهما ، قال سديف بن ميمون يصف جلوسه عندهما [من الطويل] :

كأنى لم أقطن بمكة ساعة

ولم يلهنى فيها ربيب منعم

ولم أجلس الحوضين شرقى زمزم

وهيهات أينا منك لا أين زمزم

__________________

(٥) انظر القصيدة فى الأغانى ٤ / ٣٣٩.

(٦) فى الأغانى :

أصبح الملك ثابت الأساس

١٧٤

يحن فؤادى إن سهيل بدا له

وأقسم أن الشوق منى لمنهم

وذكر صاحب العقد شيئا من خبر سديف ، لأنه قال : الرياشى عن الأصمعى قال : لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة ، فبايعه أهل المدينة وأهل مكة ، وخرج إبراهيم أخوه بالبصرة ، فتغلب على البصرة والأهواز وواسط ، قال سديف بن ميمون فى ذلك [من البسيط] :

إن الحمامة يوم الشعب من حسن

هاجت فؤاد محب دائم الحزن

إنا لنأمل أن ترتد ألفتنا

بعد التباعد والشحناء والإحن

وتنقضى دولة أحكام قادتنا

فيها كأحكام قوم عابدى وثن

فانهض ببيعتكم ننهض بطاعتنا

إن الخلافة فيكم يا بنى حسن

لا عد ركنا يزيد عند نائبة

إن أسلموك ولا ركنا ذوى يمن

ألست أكرمهم قوما إذا نسبوا

عودا وأنقاهم ثوبا من الدرن

وأعظم الناس عند الناس منزلة

وأبعد الناس من عجز ومن أفن

فلما سمع أبو جعفر هذه الأبيات ، استطير لها ، فكتب إلى عبد الصمد بن علىّ ، بأن يأخذ سديفا فيدفنه حيّا ، ففعل. قال أبو الفضل الرياشى : فذكرت هذه الأبيات لأبى جعفر ، شيخ من أهل بغداد ، فقال : هذا باطل ، الأبيات لعبد الله بن مصعب ، وإنما كان سبب قتل سديف ، أنه كتب أبياتا مبهمة ، فكتب بها أبى جعفر ، وهى :

أسرفت فى قتل الرعية ظالما

فاكفف يديك إخالها مهديها

فلتأتينك راية حسنية

جرارة يقتادها حسنيها

فقال أبو جعفر لخازم بن خزيمة : تهيأ للسفر مبكرا ، حتى إذا لم يبق إلا أن تضع رجلك فى الغرز ، ائتنى ، ففعل. فقال : انطلق إلى المدينة ، فادخل مسجد النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدع سارية وثانية ، فإنك تنظر عند الثالثة ، إلى شيخ آدم اللون طوال ، يكثر التعتب ، فأجلس إليه ، فتوجع لآل أبى طالب ، واذكر شدة الزمان عليهم ثلاثة أيام ، ثم قل له فى اليوم الرابع : من يقول هذه الأبيات :

أسرفت فى قتل الرعية ظالما

قال : ففعل ، فقال له الشيخ : إن شئت أنبأتك من أنت. أنت خازم بن خزيمة ، بعثك إلىّ أمير المؤمنين لتعرف من قال هذا الشعر ، فقل له : جعلت فداك ، والله ما قلته ، وما قاله إلا سديف بن ميمون ، وإنى أنا القائل ، وقد دعونى للخروج مع محمد بن عبد الله ابن الحسن [من الطويل] :

دعونى وقد شالت لإبليس راية

وأوقد للغاوين نار الحباحب

١٧٥

أبا لليث تغترون يحمى عرينه

وتلقون جهلا أسده بثعالب

فلا نفعتنى ألسن إن لم أنا لكم

ولا أحكمتنى صادقات التجارب

قال : وإذا الشيخ إبراهيم بن هرمة قال : فقدمت على أبى جعفر فأخبرته الخبر ، فكتب إلى عبد الصمد بن علىّ ، وقد كان سديف فى حبسه ، فأخذه فدفنه حيّا.

وذكر صاحب الأغانى شيئا من خبره وشعره ، فقال (٧) [من المتقارب] :

علام هجرت ولم تهجرى

ومثلك فى الهجر لم يعذر

قطعت حبالك من شادن

أغن قطوف الخطا أحور

الشعر لسديف مولى بنى هاشم.

أخبار سديف ونسبه

سديف بن ميمون ، مولى خزاعة ، وكان سبب ادعائه ولاء بنى هاشم ، أنه تزوج مولاة لآل أبى لهب فادعى ولاءهم ، ودخل فى جملة مواليهم على الأيام. وقيل : بل أبوه ميمون هو كان المتزوج مولاة اللهبيّين ، فولدت منه سديفا ، فلما يفع ، وقال الشعر ، وعرف بالبيان وحسن العارضة ، ادعى موالى أمه ، وغلبوا عليه.

وسديف شاعر مقلّ ، من شعراء الحجاز ، ومن مخضرمى الدولتين ، وكان شديد العصبية لبنى هاشم ، مظهرا لذلك فى أيام بنى أمية. وكان يخرج إلى حجار صفا ، فى ظاهر مكة ، يقال لها صفا السّباب ، ويخرج مولى لبنى أمية معه ، يقال له شبيب ، فيتسابان ويتشاتمان ، ويذكران المثالب والمعايب ، ويخرج معهما من سفهاء الفريقين ، من يتعصب لهذا ولهذا ، فلا يبرحون حتى تكون الجراح والشجاج ، ويخرج السلطان إليهم فيفرقهم ، ويعاقب الجناة. فلم تزل تلك العصبية بمكة ، حتى شاعت فى العامة والسّفلة فكانوا صفين يقال لهم السّديفية والشبيبية ، طول أيام بنى أمية ، ثم انقطع ذلك فى أيام بنى العباس ، وصارت العصبية بمكة فى الحنّاطين والجزارين.

أخبرنى عمر بن عبد الله بن جميل العتكىّ ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهرى ، قالا : حدثنا عمر بن شبّة ، قال : حدثنى فليح بن إسماعيل قال : قال سديف قصيدة يذكر فيها أمر بنى حسن بن حسن ، ومخرجهم ، وأنشدها المنصور بعد قتله محمد بن عبد الله بن حسن ، فلما أتى على هذا البيت (٨) :

يا سوءتا للقوم لا كفوا ولا

إذ حاربوا كانوا من الأحرار

__________________

(٧) انظر الأغانى ١٦ / ١٤١.

(٨) انظر الأغانى ١٦ / ١٤٣.

١٧٦

فقال له المنصور : أتحرضهم علىّ يا سديف؟ قال : لا ، ولكنى أؤنبهم يا أمير المؤمنين. وذكر ابن المعتز ، أن العوفى حدثه عن أحمد بن إبراهيم الرياحى ، قال : سلّم سديف ابن ميمون يوما على رجل من بنى عبد الدار ، فقال له العبدرى : من أنت يا هذا؟ قال : أنا رجل من قومك ، أنا سديف بن ميمون. فقال له : والله ما فى قومى سديف بن ميمون ، قال : صدقت ، لا والله ، ما كان قط منهم ميمون ولا مبارك. انتهى.

١٢٥٨ ـ سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك المدلجى الكنانى ، يكنى أبا سفيان :

ذكره مسلم صاحب الصحيح فى الصحابة المكيين. وقال ابن عبد البر : كان ينزل قديدا ، يعد فى أهل المدينة ، ويقال إنه سكن مكة.

روى عنه من الصحابة : ابن عباس وجابر ـ رضى الله عنهما. روى عنه سعيد بن المسيب ، وابنه محمد بن سراقة. انتهى. روى له الجماعة إلا مسلما.

وقال النووى : روى له عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة عشر حديثا. روى البخارى أحدها(١).

__________________

١٢٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٩٢١ ، الإصابة ترجمة ٣١٢٢ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٥٥ ، طبقات خليفة ٣٤ ، تاريخه ١٥٧ ، علل أحمد ١ / ٢٠١ ، ٢٢٧ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٥٢٣ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢٤٠ ، ٣٩٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٣٤٢ ، جمهرة ابن حزم ١٨٧ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٠٩ ، معجم البلدان ١ / ٥٩٤ ، ٢ / ٢٩٨ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ١٠٥ ، ١٨٨ ، ٣ / ١٨ ، ٨٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٠٩ ، العبر ١ / ٢٧ ، الكاشف الترجمة ١٨٢٥ ، تهذيب ابن حجر ٣ / ٤٥٦ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٨٧٣ ، شذرات الذهب ١ / ٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢١٠ ، الرياض المستطابة ١١٧ ، الأنساب ٧ / ١١٦ ، تهذيب الكمال ٢١٨٨).

(١) فى صحيحه ، كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٦١٦) من طريق : يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب : فأخبرنى عروة ابن الزبير أن عائشة رضى الله عنها زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : لم أعقل أبوى قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفى النهار بكرة وعشية فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال : أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر : أخرجنى قومى فأريد أن أسيح فى الأرض وأعبد ربى. قال ابن الدغنة :فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف ابن الدغنة عشية فى أشراف قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقرى الضيف ويعين على نوائب الحق ، فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه فى داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا ـ

١٧٧

__________________

ـ نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فقال ذلك ابن الدغنة لأبى بكر ، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه فى داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ فى غير داره ثم بدا لأبى بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلى فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه فى داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه فى داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبى بكر الاستعلان. قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة إلى أبى بكر فقال : قد علمت الذى عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتى فإنى لا أحب أن تسمع العرب أنى أخفرت فى رجل عقدت له. فقال أبو بكر : فإنى أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عزوجل والنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ بمكة. فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم للمسلمين : إنى أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : على رسلك فإنى أرجو أن يؤذن لى. فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبى أنت؟ قال : نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر. قال ابن شهاب : قال عروة : قالت عائشة : فبينما نحن يوما جلوس فى بيت أبى بكر فى نحر الظهيرة قال قائل لأبى بكر : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متقنعا فى ساعة لم يكن يأتينا فيها. فقال أبو بكر : فداء له أبى وأمى والله ما جاء به فى هذه الساعة إلا أمر. قالت : فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبى بكر : أخرج من عندك فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبى أنت يا رسول الله قال : فإنى قد أذن لى فى الخروج فقال أبو بكر : الصحبة بأبى أنت يا رسول الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم قال أبو بكر : فخذ بأبى أنت يا رسول الله إحدى راحلتى هاتين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بالثمن. قالت عائشة : فجهزناهما أحسن الجهاز وصنعنا لهما سفرة فى جراب فقطعت أسماء بنت أبى بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين قالت : ثم لحق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر بغار فى جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبى بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبى بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان فى رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر ابن فهيرة بغلس يفعل ذلك فى كل ليلة من تلك الليالى الثلاث واستأجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر رجلا من بنى الديل وهو من بنى عبد بن عدى هاديا خريتا ، والخريت الماهر ـ

١٧٨

__________________

ـ بالهداية ، قد غمس حلفا فى آل العاص بن وائل السهمى وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل. قال ابن شهاب : وأخبرنى عبد الرحمن بن مالك المدلجى وهو ابن أخى سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول : جاءنا رسل كفار قريش يجعلون فى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبى بكر دية كل واحد منهما من قتله أو أسره فبينما أنا جالس فى مجلس من مجالس قومى بنى مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال : يا سراقة إنى قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة : فعرفت أنهم هم فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت فى المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتى أن تخرج بفرسى وهى من وراء أكمة فتحبسها على وأخذت رمحى فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسى فركبتها فرفعتها تقرب بى حتى دنوت منهم فعثرت بى فرسى فخررت عنها فقمت فأهويت يدى إلى كنانتى فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذى أكره فركبت فرسى وعصيت الأزلام تقرب بى حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسى فى الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع فى السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذى أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسى حتى جئتهم ووقع فى نفسى حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآنى ولم يسألانى إلا أن قال : أخف عنا فسألته أن يكتب لى كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب فى رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال ابن شهاب : فأخبرنى عروة بن الزبير أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقى الزبير فى ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشأم فكسا الزبير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أو فى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودى أن قال بأعلى صوته : يا معاشر العرب هذا جدكم الذى تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم فى بنى عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحيى أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك فلبث رسول ـ

١٧٩

وقال : وجعشم ، بضم الجيم والشين المعجمة ، هذا قول الجمهور من الطوائف. وحكى الجوهرى ، ضم الشين وفتحها. انتهى.

وكان إسلام سراقة بالجعرانة ، بعد انصراف النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حنين والطائف ، ولبس سراقة سوارى كسرى بن هرموز ملك الفرس ، فى زمن عمر ـ رضى الله عنه ـ وكان ذلك معجزة للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ لأنه قال ذلك لسراقة لما أسلم ، واتفق للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع سراقة معجزة أخرى عظيمة ، وهى أنه لحق بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين هاجر من مكة ليردّه إليها ، فدعا عليه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها فى أرض صلدة ، ثم نجا بدعاء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وهذا خبر مشهور ؛ لأنا روينا من حديث الصديق ـ رضى الله عنه ـ خبرا فى هجرته مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ، وفيه : وارتحلنا والقوم يطلبوننا ، فلم يدركنا أحد منهم ، إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له ، فقلت : يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا ، فقال : «لا تحزن إن الله معنا». حتى إذا دنا منّا ، وكان بيننا وبينه قيد رمح أو رمحين أو ثلاثة ، قلت : يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا ، وبكيت. قال له : «لا تبك» قال : قلت : أما والله ما على نفسى أبكى ، ولكنى أبكى عليك. قال : فدعا عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهم اكفناه بما شئت ، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها فى أرض صلدة ، ووثب عنها وقال : يا محمد ، قد علمت أن هذا عملك ، فادع الله عزوجل أن ينجينى مما أنا فيه ، فو الله لأعمين على من ورائى من الطلب ، وهذه كنانتى ، خذ منها سهما ، فإنك ستمر بإبلى وغنمى ، فى موضع كذا وكذا ، فخذ منها حاجتك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا حاجة لى فيها» ودعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأطلق ورجع إلى أصحابه. انتهى.

وهذا الذى ذكرناه من هذا الحديث ، رويناه بهذا اللفظ فى مسند ابن حنبل ،

__________________

ـ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذى أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم ركب راحلته فسار يمشى معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة وهو يصلى فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين فى حجر أسعد بن زرارة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين بركت به راحلته : هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا : لا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينقل معهم اللبن : فى بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر. ويقول : اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة. فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لى. قال ابن شهاب : ولم يبلغنا فى الأحاديث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت.

١٨٠