العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

عشرة ومائتين ، وكان ابنه على مكة مرّة ، وعلى المدينة مرة ، وكان هو وأبوه يتداولان العمل على المدينة ومكة.

وذكر صاحب المرآة : أن المأمون ولاه اليمن ، وقال : ذكر خليفة أنه قدم دمشق فى صحبة المأمون ، وأنه توفى سنة أربع وثلاثين ومائتين.

١٣٣٨ ـ سليمان بن عتيق المكى :

روى عن : ابن الزبير وجابر وطلق بن حبيب وعبد الله بن بابيه. روى عنه : إبراهيم ابن نافع وحميد بن قيس الأعرج ، وزياد بن سعد وابن جريج ، وآخرون.

روى له مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجة ، وله فى الكتب حديثان ، حديث الأمر بوضع الحوائج ، والنهى عن بيع السنين (١) ، من حديث جابر. وحديث «ألا هلك المتكبرون والمتنطعون» (٢) من حداث الشىء.

١٣٣٩ ـ سليمان بن عثمان بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزيز بن سلامة ، أحد بنى جبير ، الكعبى :

ذكره هكذا يعقوب بن سفيان الفسوىّ فى الأول من مشيخته ، فى رجال أهل مكة. وروى عنه ، عن عمه أبى مصرف سعيد بن الوليد.

١٣٤٠ ـ سليمان بن محمد بن يحيى بن محمد بن عبيد بن حمزة بن بركات الشيبى الحجبى :

توفى يوم الأحد رابع ربيع الأول ، سنة خمس وثمانين وخمسمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. لخصت هذه الترجمة من حجر قبره.

__________________

١٣٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (علل أحمد ١ / ٤٤ ، ١٥٥ ، ١٩٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٥٧ ، تاريخه الصغير ١ / ٣٠٩ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٢٠٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ٥٨١ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٨٤ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٢٠ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٤٩٠ ، الكاشف الترجمة ٢١٣٨ ، المغنى الترجمة ٢٦٠٦ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢١٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٢٥ ، تهذيب الكمال ٢٥٤٩).

(١) أخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب البيوع ، حديث رقم (٢٨٧٤) ، وكتاب المساقاة ، حديث رقم (٢٩٠٩) ، وأخرجه النسائى فى الكبرى ، كتاب البيوع ، حديث رقم (٤٤٥٣ ، ٤٤٥٥) ، وأخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب البيوع ، حديث رقم (٢٩٣٠) ، وأخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب التجارات ، حديث رقم (٢٢٠٩).

(٢) أخرجه مسلم فى صحيحه ، كتاب العلم ، حديث رقم (٤٨٢٣) ، وأخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب السنة ، حديث رقم (٣٩٩٢).

٢٤١

١٣٤١ ـ سليمان بن أبى مسلم الأحوال المكى :

روى عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، وعطاء بن أبى رباح ، وأبى المنهال عبد الرحمن ابن مطعم ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن ، وأبى معبد مولى ابن عباس.

روى عنه ابن جريج ، وشعبة ، وعثمان بن الأسود ، وسفيان بن عيينة ، وقال : كان ثقة. وقال أحمد : كان ثقة ثقة. وقال يحيى وأبو حاتم : ثقة. روى له الجماعة.

١٣٤٢ ـ سليمان بن مهران المكى :

__________________

١٣٤١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٨٣ ، تاريخ الدارمى رقم ٣٦٢ ، طبقات خليفة ٢٨٢ ، علل أحمد ١ / ٤٦ ، ١٢٨ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٨٣ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٢٢ ، ٢٧٧ ، ٧٠٢ ، تاريخ الطبرى ٣ / ١٩٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ٦٢٠ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٤٥٤ ، موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ١٢١ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٨٠ ، الكاشف الترجمة ٢١٤٨ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٨٣ ، ٤ / ٦١٢ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢١٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٤٠ ، تهذيب الكمال ٢٥٦٣).

١٣٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٢ / ١٦٢ ، ٢٥٦ ، ٣ / ١١٤ ، ٥ / ٢٢١ ، ٦ / ٢٣١ ، تاريخ الدارمى رقم ٩٥٢ ، ابن طهمان رقم ١٥ ، ٥٩ ، ١٥٧ ، ٢١٩ ، ابن محرز رقم ٥٩٢ ، ٥٩٧ ، علل ابن المدينى ٣٨ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٥٨ ، ٦١ ، ٦٧ ، ٨٠ ، ٨٤ ، ٩٣ ، ٩٩ ، المصنف لابن أبى شيبة ١٣ / رقم ١٥٧٨٢ ، تاريخ خليفة ٢٣٢ ، ٤٢٤ ، طبقاته ١٦٤ ، علل أحمد ١ / ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ٤٣ ، ٥١ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٧٣ ، ٧٥ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٦٩ ، ١٠١ ، ١٠٦ ، ١١٢ ، ١١٩ ، ١٢٧ ، ١٣١ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٧ ، ١٧٠ ، ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٩٦ ، ١٩٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٦ ، ٢٠٨ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢٢٦ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، ٢٤٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٤ ، ٢٨٧ ، ٢٩٦ ، ٣١١ ، ٣١٨ ، ٣٢٢ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، ٣٤٦ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، ٣٥٦ ، ٣٦٠ ، ٣٦٦ ، ٣٧٠ ، ٣٧٧ ، ٣٨٠ ، ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، ٤٠٢ ، ٤٠٨ ـ ٤١١ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٨٦ ، تاريخه الصغير ٢ / ٩١ ، الكنى للدولابى ٢ / ٩٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٦٣٠ ، المراسيل ٨٢ ، ٨٤ ، علل الحديث ١٢ / ٣٨ ، ٢١١٩ ، حلية الأولياء ٥ / ٤٦ ، موضح أوهام الجمع ٢ / ١٢٢ ، تاريخ بغداد ، ٨ / ٣ ، السابق واللاحق ٢١٠ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٧٩ ، أنساب السمعانى ١ / ٣١٤ ، ١٠ / ٣٣٦ ، التبيين ٤٦٥ ، الكامل فى التاريخ ٥ / ٥٨٩ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٠ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٢٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٤ ، تاريخ الإسلام ٦ / ٧٥ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٥١٧ ، الكاشف الترجمة ٢١٥٣ ، المغنى الترجمة ٢٦٢٨ ، مراسيل العلائى ٢٥٨ ، شرح علل الترمذى ٤٤٦ ، غاية النهاية ١ / ٣١٥ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢٢٢ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٤٨ ، شذرات الذهب ١ / ٢٢٠ ، تهذيب الكمال ٢٥٧٠).

٢٤٢

ذكره المزى فى التهذيب ، فى الرواة عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى.

١٣٤٣ ـ سليمان بن يحيى المكى ، المعروف بالطّوير :

سمع من القاضى عز الدين بن جماعة ، وفخر الدين النويرى : بعض سنن النسائى ، فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.

خدم غير واحد من سلطنة مكة ، وتوفى فى ذى القعدة من سنة ست وثمانمائة ، بحمضة ، قرب حلى ، من البحر المالح ، وهو متوجه من اليمن إلى مكة. وقد بلغ الستين أو جاوزها.

١٣٤٤ ـ سليمان الموصلىّ :

وجدت فى مجاميع الميورقىّ بخطه ، أو خط غيره : أنه من بقايا الصالحين بمكة ، وأنه مجاور نحو الأربعين سنة.

١٣٤٥ ـ سليمان المقدشى ، بشين معجمة :

ذكره لى شيخنا الشريف عبد الرحمن الفاسى ، وذكر أنه جاور بمكة نحو عشرين سنة ، وتزوج ، فيها بعمتى الشريفة منصورة بنت على الفاسى ، وتردد إلى المدينة ، وحصل له شهرة بالحرمين والإسكندرية ، وعظمه الخاص والعام.

وكان من الأولياء ، له كرامات. ولما ورد إلى مكة ، كان معه مال لنفسه ، ففرقه على الناس. توفى فى عشر السبعين وسبعمائة بالقدس.

١٣٤٦ ـ سليم بن مسلم المكى :

الحسّاب الكاتب ، عن ابن جريج. قال ابن بقىّ : جهمىّ خبيث. قال النسائى : متروك. وقال أحمد : لا يساوى حديثه شيئا. وقال ابن أبى حاتم : منكر الحديث. وقال الدّورىّ ، عن ابن سفيان : ليس بقوى.

كتبت هذه الترجمة هكذا من لسان الميزان ، لصاحبنا الحافظ أبى الفضل بن حجر.

١٣٤٧ ـ سليم المكى ، أبو عبد الله :

روى عن مجاهد. وعنه : ابن جريج ، ومحمد بن مسلم الطائفى ، وجماعة. روى له البخارى فى الأدب ، وأبو داود فى المراسيل ، والنسائى.

__________________

١٣٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ٢٧٠).

١٣٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٢ ، لسان الميزان ٣ / ١١٣).

١٣٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢١٩٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٩٢٦ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٦٠ ، الكاشف الترجمة ٢٠٨٧ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ١٦٧ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٦٦٧ ، تهذيب الكمال ٤٨٩).

٢٤٣

قال أبو حاتم : من كبار أصحاب مجاهد. وقال أبو زرعة : صدوق. كتبت هذه الترجمة من مختصر التهذيب للذهبى.

١٣٤٨ ـ سليم بن مسلم المكى :

عن ابن جريج ، والمثنى بن الصباح ، وعمرو بن قيس. روى عنه : يحيى بن محمد ثوبان ، وعبد الله بن منصور ، وأحمد بن محمد الأزرقى ، جد مؤلف أخبار مكة أبى الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد ، إلا أنى رأيت فى نسخة من تاريخ الأزرقى ، ما يقتضى أنه سليم بن سالم.

١٣٤٩ ـ سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ العامرىّ :

أخو سهيل بن عمرو. كان من المهاجرين الأولين ، هاجر الهجرتين. وذكره موسى ابن عقبة فى البدريين ، وهو الذى بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى هوذة بن علىّ الحنفى ، وثمامة ابن أثال الحنفى ، سيدى اليمامة ، فى سنة ست أو سبع ، وقيل سنة أربع عشرة.

١٣٥٠ ـ سليط بن سليط بن عمرو العامرى :

ولد المذكور ، شهد مع أبيه اليمامة. قال ابن إسحاق : وقتل بها. وقال أبو معشر : لم يقتل بها ، وهو الصواب على ما قال أبو عمر واستدل على ذلك بما ذكر الزبير ، من أن عمر ، لما كسا أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحلل ، فضلت عنده حلة ، فقال : دلّونى على فتى هاجر هو وأبوه ، فقالوا : عبد الله بن عمر. فقال : لا ، ولكن سليط بن سليط ، فكساها إياه.

١٣٥١ ـ سليط بن عبد الله بن يسار :

أخو أيوب بن عبد الله بن يسار ، هكذا ذكره مسلم فى الطبقة الثانية من التابعين المكيين.

__________________

١٣٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ مكة للأزرقى ١ / ١٤١).

١٣٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٤٥ ، الإصابة ٣٤٣٥ ، أسد الغابة ٢٢٠٣ ، الثقات ٣ / ١٨١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٣٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٢٢٨ ، المصباح المضىء ١ / ٢٧٠ ، ٢ / ٤٧ ، طبقات ابن سعد ١ / ٢٠١ ، ٣ / ٣٠٩ ، ٤ / ١٥٣).

١٣٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٤٤ ، الإصابة ترجمة ٣٤٣٢ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٠١).

١٣٥١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٤٤٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٢٣٢ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ١٦٤ ، تهذيب الكمال ٢٤٨٢).

٢٤٤

وقال الذهبى فى التذهيب : سليط بن عبد الله بن يسار ، عن ابن عمرو ، وعنه خالد ابن أبى عثمان قاضى البصرة. ذكره البخارى فى تاريخه ، ذكر للتمييز. انتهى. ولعله المذكور والله أعلم.

١٣٥٢ ـ سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى :

قيل إنه أسلم ، وولاه عثمان ، والأصح ابنه الذى أسلم ، وولى سجستان أيام عثمان ، ذكره هكذا الكاشغرى. وذكره الذهبى ، وقال : يقال إنه أسلم ، وذكره ابن داسة.

١٣٥٣ ـ سمرة العدوى :

ذكره أبو عمر ، وقال : لا أدرى أعدى قريش أو غيرهم. روى عنه جابر بن عبد الله حديثه مع أبى اليسر فى إنظار المعسر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٣٥٤ ـ سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمرى :

كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة. حضر الحرب الذى كان بين أميرى مكة السيد حسن بن عجلان ، وابن أخيه رميثة بن محمد ، فى الخامس والعشرين من شوال ، سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمعلاة ، وأصابه جرح فى ذلك اليوم من بعض الأشراف ، تعلل به حتى مات ، فى ذى القعدة من سنة تسع عشرة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٣٥٥ ـ سنان بن عبد الله بن عمر العمرى المكى :

أحد أعيان القواد المعروفين بالعمرة ، توفى فى عشر الثمانين وسبعمائة ظنا.

١٣٥٦ ـ سند بن رميثة بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى :

أمير مكة ، ولى إمرتها شريكا لابن عمه محمد بن عطيفة ، بعد عزل أخويه ثقبة وعجلان ، وجاء الخبر بولايته وهو معهما فى ناحية اليمن ، فقدم مكة وأعطى تقليده وخلع عليه ، وعلى ابن عطيفة ، ودعى لهما على زمزم ، وذلك فى جمادى الآخرة ، وقيل فى رجب سنة ستين وسبعمائة.

__________________

١٣٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ٢ / ٣٥٥).

١٣٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٧١ ، الإصابة ترجمة ٣٤٩٠ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٤٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٣٩).

١٣٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ٢٧٢).

٢٤٥

وكان بلغه وهو بمنى فى أيام الحج ، من سنة إحدى وستين ، أن الترك يريدون القبض عليه ، فهرب إلى جهة نخلة ، وبلغ الترك هربه ، فأنكروا أن يكونوا همّوا له بسوء ، واستدعوه إليهم ، فحضر. ثم وقع بإثر سفر الحجاج فى هذه السنة ، بين بعض الترك ـ الذين قدموا فى موسم هذه السنة للإقامة بمكة ، عوض الذين قدموا مكة ، لما وليها سند وابن عطيفة ـ وبين بعض الأشراف المكيين ، منازعة ، أفضت إلى قتال الترك وبنى حسن ، فقام سند على الترك ، وتخلّى ابن عطيفة عن نصرة الترك ، فغلب الترك وخرجوا من مكة ، وخرج بإثرهم ابن عطيفة متخّوفا.

ووجدت بخط بعض الأصحاب ، فيما نقله من خط ابن محفوظ المكى : أن سندا كان خارجا عن البلاد فى وقت هذه الفتنة ، وأنه لما وصل ، طلب الاجتماع بالترك لإصلاح أمرهم ، فلم يمكنه الترك من الدخول عليهم ، وهذا يخالف ما تقدم من قيام سند على الترك. والله أعلم بالصواب.

وكان ثقبة بن رميثة ، قد جاء إلى مكة بإثر الفتنة ، ولا يمه أخوه سند ، واشتركا فى إمرة مكة ، إلى أوائل شوال سنة اثنتين وستين ، وكان عجلان قد قدم مصر فى رمضان من هذه السنة ، متوليا لإمرة مكة ، شريكا لأخيه ثقبة ، فلما مات ثقبة فى أوائل شوال من هذه السنة ، دخل عجلان مكة ، وقطع دعاء أخيه سند ، وأمر بالدعاء لولده أحمد بن عجلان ، وأمره بالاجتماع بالقواد العمرة ، وكانوا يخدمون سندا ، فاجتمع بهم أحمد بن عجلان ، فأقبلوا عليه ، وعرف ذلك سند ، فخاف على نفسه ، فهرب إلى نخلة. وقيل : بل أقام بوادى مرّ بالجديد ، واستجار بابن أخيه أحمد بن عجلان ، ثم وقع بين بعض غلمان سند ، وبين بعض غلمان ابن أخيه شىء ، أوجب تغير خاطر ابن أخيه عليه ، وأمره بالانتقال من الجديد ، فانتقل سند إلى وادى نخلة ، ثم إلى الطائف ، ثم إلى الشرق ، ثم إلى المدينة النبوية ، ثم إلى الينبع ، ووصله وهو بها أوراق بنى حسن من أهل مكة ، يأمرونه بالقدوم عليهم إلى مكة ، ليساعدوه على ولايتها.

وسبب ذلك ، أنهم حضروا الوقعة المعروفة بقحزة ، قرب حلى ، من بلاد اليمن ، وقاتلوا مع عجلان أهل حلى ، فظفر عجلان وأصحابه ، وأحسن عجلان إلى أصحابه إحسانا ، رأوه فيه مقصرا ، وأفضى بهم الحنق عليه ، إلى أن كتبوا إلى أخيه سند يستدعونه ، فحضر سند إلى جدّة ، فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة ، وصادف بها جلبة فيها مال جزيل لتاجر مكى ، يقال له ابن عرفة فنهبها سند ، وبلغ خبره نائب عجلان على مكة كبيش ، فجمع أهل مكة ، وخرج إلى جده ليستنقذ من سند ما أخذ ، فأشار عليه بعض أحباب أبيه ، بعدم التعرض لسند ، ورجوعه إلى مكة وحفظها ، ففعل. ونقل

٢٤٦

سند ما نهبه إلى الجديد بوادى مرّ ، وكان ما وقع منه بجدة قبل حضور بنى حسن من حلى ، فلما حضروا إلى مكة ، انضم إليه جمع كثير منهم ، وفرق ما معه عليهم ، فلم يفده ذلك فى مراده ؛ لأن كل من انضم إليه من بنى حسن ، له قريب أكيد مع عجلان ، وقصد كل منهم التحريش بين الأخوين ، لينال كل فريق مراده ، ممن يلائمه من الأخوين ، مع إعراض كل ممن مع الأخوين ، عن أن يقع بينهم قتال بسبب الأخوين ، وعرض بعد ذلك لسند مرض ، مات به فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالجديد ، واستولى ابن أخيه عنان بن مغامس بن رميثة على خيله وسلاحه ، وذهب به إلى اليمن.

ووجدت بخط بعض المكيين : أن عجلان بن رميثة ، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، فى حياة أبيه رميثة ، أعطى أخاه سند بن رميثة ثلث البلاد ، بلا دعاء ولا سكة ، وأنه بعد ذلك سافر إلى مصر ، وقبض عليه بها ، وعلى أخويه ثقبة ومغامس ، حتى ينظر فى حال عجلان. انتهى بالمعنى.

ووجدت بخط بعض المكيين : أن عجلان بن رميثة ، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، أعطى أخويه سندا ومغامسا رسما فى البلاد ، وأقاما معه مدة ، ثم بعد ذلك تشوش منهما ، فأخرجهما من البلاد بحيلة إلى وادى مرّ ، ثم أرسل إليهما أن توسعا فى البلاد. وكان الشريف ثقبة ، قد توجه إلى الديار المصرية ، فلحقا به بعد شهر ، فلما وصلوا إلى مصر لزمهم عنده.

ووجدت بخطه أيضا : أنهم وصلوا من مصر فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ، فأخذوا نصف البلاد من عجلان بلا قتال. انتهى بالمعنى.

ولحمزة بن أبى بكر فى الشريف سند بن رميثة قصيدة يمدحه بها ، أولها [من الطويل]:

خليلى إما جئتما ربع ثهمد

فلا تسألاه عن غير أم معبد

وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى

ورسما لذات المبسم المتبدد

فأول ما تستنشدوا عن حلوله

وتستفهما أخبار رسم ومعهد

عسى تخبر الأطلال عمن سألتما

بما شئتما للمستهام المسهد

ومنها فى المدح :

وفى سند أسندت مدحا منضدا

غريب القوافى كالجمان المنضد

وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى

ورسما لذات المبسم المتبدد

فأول ما تستنشدوا عن حلوله

وتستفهما أخبار رسم ومعهد

عسى تخبر الأطلال عمن سألتما

بما شئتما للمستهام المسهد

ومنها فى المدح :

وفى سند أسندت مدحا منضدا

غريب القوافى كالجمان المنضد

هو القيل وابن القيل سلطان مكة

وحامى حماها بالحسام المهند

وصفوة آل المصطفى طود فخرهم

وبانى علاهم فوق نسر وفرقد

٢٤٧

بنى ما بنى قدما أبوه رميثة

وشاد الذى قد شاد من كل سؤدد

وشن عتاق الخيل شعثا ضوامرا

وأفنى عليها كل طاغ ومعتد

فروى صفاح البيض من مهج العدا

وسمر القنا مهما اعتلى ظهر أجرد

وأبيض طلق الوجه يهتز للندى

ويجدى إذا شح الحيا كل مجتد

كريم حليم ماجد وابن ماجد

ظريف شريف سيد وابن سيد

إمام الهدى بحر الندى مهلك العدى

وبدر بدا من آل بيت محمد

أشم طويل الباع ندب مهذب

أغر رحيب الصدر ضخم المقلد

فدوحته بين الورى خير دوحة

ومحتده بين الورى خير محتد

ومنها :

إليك جلبت المدح إذ أنت كفؤه

وإن أنا أجلبه لغيرك يكسد

وما مدحكم إلا علينا فريضة

ومدح سواكم سنة لم تؤكد

ثناؤكم أثنى به الله جهرة

وأنزله وحيا على الطهر أحمد

* * *

من اسمه سهل

١٣٥٧ ـ سهل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ العامرى أخو سهيل بن عمرو :

من مسلمة الفتح ، مات فى خلافة أبى بكر ـ رضى الله عنه ـ أو صدر من خلافة عمر ، رضى الله عنه.

وذكر الكاشغرى ، أنه أسلم يوم الفتح ، وله عقب بالمدينة ودار. توفى فى آخر خلافة عمر ، رضى الله عنه.

١٣٥٨ ـ سهل بن محمود بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمود البرانى ، أبو المعالى بن أبى سهل :

هكذا ذكره القاضى تاج الدين السبكى فى طبقاته ، وقال : قال فيه ابن السمعانى : من العلماء الصالحين جاور بمكة مدة ، وكان كثير العبادة والاجتهاد. مات ببخارى (١)

__________________

١٣٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ : ٢٠٠ ، الاستيعاب ترجمة ١١٠٠ ، الإصابة ترجمة ٣٥٥٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٠٦).

١٣٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٤).

(١) بخارى : من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها ، يعبر إليها من آمل الشط ، وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه ، وكانت قاعدة ملك السامانية. انظر : معجم البلدان ١ / ٣٥٣ وما بعدها.

٢٤٨

فى سلخ جمادى الأولى سنة أربع عشرة وخمسمائة. وذكر بعض العصريين ، أنه إنما توفى سنة أربع وعشرين.

والبرانى : بباء موحدة وراء مهملة مشددة ، ونون نسبة إلى قرية بوران ببخارى. وقد تشتبه هذه النسبة بالبزانى ، بباء موحدة وزاى ونون.

١٣٥٩ ـ سهل بن وهب بن ربيعة بن عمرو بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن فهر القرشى الفهرى ، ويقال له سهل بن بيضاء نسبة إلى أمه ، وهى دعد بنت جحدم بن عمرو بن عابد الفهرية :

ذكر ابن عبد البر ، أنه ممن أظهر إسلامه بمكة ، ومشى إلى النفر الذين قاموا فى نقض الصحيفة ، التى كتبها المشركون ، على بنى هاشم وبنى المطلب ، ثم قال : أسلم سهل بن بيضاء بمكة ، وكتم إسلامه ، فأخرجته قريش معهم إلى بدر ، فأسر يومئذ مع المشركين ، فشهد له عبد الله بن مسعود ، أنه رآه بمكة يصلى ، فخلى عنه. لا أعلم له رواية.

ومات بالمدينة ، وبها مات أخوه سهيل ، فصلى عليهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمسجد. ثم قال : وقد قيل إن سهل بن بيضاء ، مات بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

وذكر غير ابن عبد البر ، أنه توفى فى مرجع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من تبوك. وقيل : مات سنة ثمان وثمانين. والأول أصح.

* * *

من اسمه سهيل

١٣٦٠ ـ سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤىّ بن غالب بن فهر القرشى العامرى المكى ، أو يزيد :

أحد أشراف قريش وخطبائها ، ذكر الزبير : أن أمه حبّى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمرو بن خزاعة ، وأنه شهد بدرا مع المشركين ،

__________________

١٣٥٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٨٥ ، الإصابة ترجمة ٣٥٣٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٨٣ ، الجرح والتعديل ٤ / ٨٣٥ ، علوم الحديث لابن الصلاح ٣٣٥ ، دائرة معارف الأعلمى ١٩ / ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٥ ، ١٠٤).

١٣٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١١١ ، الإصابة ترجمة ٢٥٨٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٢٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٣١٠ ، ٦ / ٩ ، ٧ / ٤٨٤ ، ٨ / ٢٠٦ ، نسب قريش ٤١٧ ، ٤١٩ ، طبقات خليفة ٢٦ ، ٣٠٠ ، تاريخ خليفة ٨٢ ، ٩٠ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، المعارف ٢٨٤ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٤٥ ، مشاهير علماء الأمصار ١٨٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٣٩ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٦ ، شذرات الذهب ١ / ٣٠).

٢٤٩

وحرض الناس بمكة للخروج إليها ؛ لأن أبا سفيان ، لما استنفر قريشا لعيرها التى معه ، تخوفا عليها من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، حين همّوا بها ، قام سهيل بن عمرو فقال : يا أهل غالب ، أتاركون أنتم محمدا والصّباة من أهل يثرب ، يأخذون عيراتكم وأموالكم؟ من أراد مالا فهذا مال ، ومن أراد قوة فهذه قوة ، فقال فى ذلك أمية بن أبى الصلت (١) [من الكامل] :

أبا يزيد رأيت سيبك واسعا

وسجال كفك تستهل وتمطر (٢)

بسطت يداك بفضل عرفك والذى

يعطى يسارع فى العلاء ويظفر

فوصلت قومك واتخذت صنيعة

فيهم تعدو وذو الصنيعة يشكر

ونمى ببيتك فى المكارم والعلا

يابن الكرام فروع مجد يزخر

وجحاجح بيض الوجوه أعزة

غر كأنهم نجوم تزهر

إن التكرم والندى من عامر

أخواك ما سلكت لحج عزور

فأسر سهيل يوم بدر ، أسره مالك بن الدّخشم. وقال فى ذلك مالك بن الدّخشم (٣) [من المتقارب] :

أسرت سهيلا فلن أبتغى

أسيرا به من جميع الأمم

وخندف تعلم أن الفتى

سهيلا فتاها إذا تصطلم

ضربت بذى الشفر حتى انثنى

وأكرهت نفسى على ذى العلم

قال : فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف العامرى ، ثم المعيطىّ ، فقاطعهم على فدائه ، وقال لهم ، اجعلوا رجلى فى القيد مكان رجليه ، حتى يبعث إليكم بالفداء ، ففعلوا ذلك به. وفى ذلك يقول مكرز :

فديت بأذواد كرام سبا فتى

ينال الصميم غرمها لا المواليا

وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به

لأبنائها حتى يديروا الأمانيا

وكان عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسهيل أسير : دعنى أنزع ثنيته حتى يدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا. وكان سهيل ، أعلم ، مشقوق الشفة ؛ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لعله يقوم مقاما تحمده». وكان الأمر على ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما سيأتى بيانه.

وعلى يد سهيل بن عمرو ، انبرم الصلح بين النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبين قريش يوم الحديبية ، وقال

__________________

(١) انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١١١١.

(٢) فى الاستيعاب : «يستعمل ويمطر».

(٣) انظر الاستيعاب ترجمة ١١١١.

٢٥٠

النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رآه مقبلا إليه : «سهل أمركم». قال الزبير : فأسلم سهيل فى الفتح. وكان بعد إسلامه كثير الصلاة والصوم والصدقة. انتهى بالمعنى.

وقال النووى : قال سعيد بن مسلم : لم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا يوم الفتح ، أكثر صلاة وصوما وصدقة واشتغالا بما ينفعه فى آخرته ، من سهيل بن عمرو ، حتى شحب لونه وتغير ، وكان كثير البكاء ، رقيقا عند قراءة القرآن ، كان يختلف إلى معاذ بن جبل ، يقرئه القرآن ويبكى ، حتى خرج معاذ من مكة ، فقيل له : تختلف إلى هذا الخزرجى؟ لو كان اختلافك إلى رجل من قومك؟ قال : هذا الذى صنع بنا ما صنع ، حتى سبقنا كل السّبق ، لعمرى أختلف ، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية ، ورفع الله بالإسلام قوما كانوا فى الجاهلية لا يذكرون ، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا ، وإنى لأذكر ما قسم الله لى ، فى تقدم أهل بيتى من الرجال والنساء ، فأسر به ، وأحمد الله عليه ، وأرجو أن يكون الله تعالى نفعنى بدعائهم ، أن لا أكون مت على ما مات عليه نظرائى ، فقد شهدت مواطن ، أنا فيها معاند للحق.

وذكر ابن الزبير : أنه لما مات النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وارتدت العرب ، ماج أهل مكة وكادوا يرتدون ، فقام فيهم سهيل بمثل خطبة أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ بالمدينة ، كأنه يسمعها ، فسكن الناس وقبلوا منه ، وأمير مكة يومئذ عتّاب بن أسيد. انتهى.

وذكر ابن عبد البر : أن سهيلا قال فى خطبته : والله إنى لأعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس فى طلوعها إلى غروبها ، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم ـ يعنى أبا سفيان ـ فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم ، ولكنه قد جثم على صدره حسد بنى هاشم.

وأتى فى خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ بالمدينة.

وذكر النووى أنه قال فى خطبته : يا معشر قريش ، لا تكونوا آخر من أسلم ، وأول من ارتد ، والله ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر. فى خطبة طويلة.

ومقام سهيل هذا ، هو الذى أشار إليه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله لعمر ـ رضى الله عنه ـ حين سأله أن ينزع ثنيّة سهيل ، لا يقوم خطيبا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه يقوم مقاما تحمده».

قال ابن عبد البر : روى ابن المبارك ، قال : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : حضر الناس باب عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وفيهم سهيل بن عمرو ، وأبو سفيان بن حرب ، وأولئك الشيوخ من قريش ، فخرج آذنه ، فجعل يأذن لأهل بدر : لصهيب وبلال ، وأهل بدر ، وكان يحبهم ، وكان قد أوصى بهم ، فقال أبو سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا ، فقال سهيل بن

٢٥١

عمرو : قال الحسن ـ ويا له من رجل ما كان أعقله : ـ أيها القوم ، إنى والله قد رأيت الذى فى وجوهكم ، فإن كنتم غضبى فاغضبوا على أنفسكم ، دعى القوم ودعيتم ، فاسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما سبقوكم به من الفضل ، أشد عليكم فوتا من بابكم هذا ، الذى تنافسون عليه ، ثم قال : أيها القوم ، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون ، ولا سبيل إلى ما سبقوكم به ، فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، عسى الله أن يزرقكم شهادة. ثم نفض ثوبه ، وقام ولحق بالشام. قال الحسن : فصدق. والله لا يجعل الله عبدا له ، أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.

وذكر الزبير عن عمه مصعب ، عن نوفل بن عمارة ، قال : جاء الحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، إلى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فجلسا وهو بينهما ، فجعل المهاجرون الأولون ، يأتون عمر ـ رضى الله عنه ـ فيقول : هاهنا يا سهيل ، هاهنا يا حارث ، فينحيهما عنه ، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك ، حتى صارا فى آخر الناس ، فلما خرجا من عند عمر بن الخطاب ، قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو : ألم تر ما صنع بنا؟ فقال سهيل : أيها الرجل ، لا لوم عليه ، ينبغى أن نرجع باللوم على أنفسنا ، دعى القوم فأسرعوا ، ودعينا فأبطأنا. فلم قام الناس من عند عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ أتياه فقالا له : يا أمير المؤمنين ، قد رأينا ما فعل بنا القوم ، وعلمنا أن أتينا من قبل أنفسنا. فهل من شىء نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فقال : لا أعلم إلا هذا الوجه ، وأشار لهما إلى ثغر الروم ، فخرجا إلى الشام فماتا بها.

قالوا : وكان سهيل بن عمرو ، بعد أن أسلم ، كثير الصلاة والصوم والصدقة ، وخرج بجماعة أهله إلا ابنته هندا إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هناك ، فلم يبق من ولده أحد إلا ابنته هند ، وفاختة بنت عقبة بن سهيل ، فقدم بها على عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ومعها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وكان الحارث قد خرج مع سهيل ، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا عبد الرحمن ، وفاختة ، فقال : زوجوا الشّريد الشّريدة ، ففعلوا ، فنشر الله منهما خلقا كثيرا.

قال المدائنى : قتل سهيل بن عمرو باليرموك ، وقيل : بل مات فى طاعون عمواس. قال النووى ، استشهد باليرموك ، وقيل بمرج الصفّر ، وذكر القول بوفاته فى طاعون عمواس.

٢٥٢

١٣٦١ ـ سهيل بن وهب ، وقيل ابن عمرو ، بن وهب بن ربيعة الفهرى :

ويقال سهيل بن بيضاء ، أخو السابق ، يكنى بابنه فيما زعم بعضهم. هاجر إلى الحبشة ، ثم قدم على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقام معه حتى هاجر.

وهاجر سهيل إلى المدينة ، ثم شهد بدرا ، ومات فى حياة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، سنة تسع ، وصلى عليه بالمسجد الحرام. ذكر ذلك أبو عمر.

وروى بسنده عن أنس ، رضى الله عنه : أن أسنّ أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سهيل ، وأبو بكر.

وذكر النووى : أنه هاجر إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وشهد بدرا وغيرها ، وأنه توفى سنة تسع بالمدينة.

وجزم ابن قدامة ، بأن سهيلا هو الذى شهد بدرا مع المشركين ، وأسره المسلمون ، فشهد له ابن مسعود بالإسلام.

١٣٦٢ ـ سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السبّاق بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى العبدرىّ :

قال الزبير : هاجر إلى أرض الحبشة ، وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدرا ، وأمه هنيدة ، من خزاعة ، وكان من مهاجرة الحبشة ، ولم يذكره ابن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة. سقط له.

وذكره محمد بن إسحاق وغيره : وشهد سويبط بدرا. وكان مزّاحا يفرط فى الدّعابة ، وله قصة ظريفة مع نعيمان ، وأبى بكر الصديق وهى مشهورة ، وملخصها : أنهم خرجوا بتجارة إلى بصرى ، قبل موت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال سويبط لنعيمان ، وكان على الزاد : أطعمنى ، قال : لا ، حتى يجىء أبو بكر. فقال : أما والله لأغيظنك ، فمرّوا بقوم ، فقال لهم سويبط : تشتروا منى عبدا؟ قالوا : نعم ، قال : إنه عبد له كلام ، وهو قائل لكم : أنا حر ، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه ، فلا تفسدوا علىّ عبدى ، قالوا : بل نشتريه منك. قال : فاشتروه منه بعشرة قلائص ، قال : ثم جاءوا فوضعوا فى عنقه عمامة أو

__________________

١٣٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٠٥ ، الإصابة ٣٥٧٤ ، أسد الغابة ٢٣١٦ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٦٠ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٤٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٣٩ ، شذرات الذهب ١ / ١٣).

١٣٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٥٤ ، الإصابة ترجمة ٣٦٠٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٤١ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٩٠).

٢٥٣

حبلا ، فقال نعيمان : إن هذا يستهزئ بكم ، وإنى حرّ لست بعبد ، قالوا : قد أخبرنا خبرك ، فانطلقوا به. فجاء أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ فأخبره سويبط ، فاتبعهم ورد عليهم القلائص ، وأخذه. فلما قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخبره فضحك صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه منها ، حولا. هكذا ذكر هذا الخبر وكيع ، وخالفه غيره ، فجعل مكان سويبط نعيمان ، وهو من أهل بدر.

وقال أبو حاتم : سويبط بن عمرو من المهاجرين الأولين ، هكذا قال أبو حاتم ، لم يزد. كتبت هذه الترجمة ملخصة من الاستيعاب.

١٣٦٣ ـ سويد بن سعيد المكى :

قدم دمشق ، وروى عن الشعبى. وعنه سليمان بن عبد الرحمن ، أنه رأى الشعبى يتمرجح ، قاله يزيد بن عبد الصمد عن سليمان. ذكره هكذا الذهبى فى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.

١٣٦٤ ـ سويد بن كلثوم الفهرى :

والد محمد. استعمله أبو عبيد فيما قيل على دمشق. ذكره هكذا الذهبى.

١٣٦٥ ـ سيف بن سليمان ، ويقال ابن أبى سليمان المخزومى ، مولاهم المكى :

روى عن مجاهد ، وابن أبى نجيح ، وقيس بن سعد ، وعبد الكريم بن أبى المخارق ، وعمرو بن دينار. روى عنه الثورى ، ويحيى بن سعيد القطان ، وابن المبارك ، وأبو نعيم ، وأبو عاصم النبيل ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وغيرهم.

روى له الجماعة ، إلا الترمذى. قال القطان : كان عندنا ثبتا ممن يصدق ويحفظ. وقال النسائى : ثقة ثبت. وقال الذهبى : ثقة ، لكنه رمى بالقدر. وقال يحيى بن معين : توفى سنة إحدى وخمسين ومائة.

__________________

١٣٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٣ ، طبقات خليفة ٢٨٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٣٧٣ ، تاريخه الصغير ٢ / ١١٣ ، أحوال الرجال للجوزجانى الترجمة ٣٤٥ ، المعرفة ليعقوب ١ / ١٣٥ ، ٢١٣ ، ٢ / ٢١٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ١١٨٥ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٤٩٢ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى الترجمة ١٩٨ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٠٧ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٣٨ ، الكاشف الترجمة ٢٢٤٣ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٨٤٤ ، المغنى الترجمة ٢٧١٥ ، العبر ١ / ٢١٧ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٦٣٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٤ ، التقريب ١ / ٣٤٤ ، خلاصة الخزرجى ٢٨٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣١ ، تهذيب الكمال ٢٦٧٤).

٢٥٤

١٣٦٦ ـ سيف بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى:

كان آخر أولاد أبى نمى وفاة ، توفى فى سنة ست وستين وسبعمائة ، على ما أخبرنى به ولده محمد ، ولم يذكر لى هذه السنة ، وإنما قال : توفى سنة أم جرب ، وهذه السنة تعرف عند العرب بهذا الاسم ؛ لأن المواشى جربت فيها.

* * *

٢٥٥

حرف الشين

١٣٦٧ ـ شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبى :

ذكر القاضى أبو الطيب الطبرى ، أنه لقى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مترعرع. ذكره أبو موسى فى الصحابة ، وقال الذهبى : له رؤية.

١٣٦٨ ـ شاه شجاع بن محمد بن المظفر اليزدى سلطان بلاد فارس :

كان قد ملك فى حياة أبيه شيراز وكرمان ، ثم اجتمع هو وأخوه محمود صاحب أصبهان على خلع أبيهما ، فخلعاه وكحلاه ، فى سنة ستين وسبعمائة. ثم انتزع محمود من شاه شجاع شيراز ، فلحق بكرمان ، ثم رجع شاه شجاع إلى شيراز ، ففارقها محمود ، ثم مات ، فملك شاه شجاع أصبهان ، وأقطعها لابنه زين العابدين ، ثم مات شاه شجاع فى سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، بعد أن ملك بلاد فارس. وله من المآثر بمكة ، الرباط الذى تجاه باب الصفا ، وقفه على عشرة من الفقراء ، وله أوقاف عليه بمكة. وكان المتولى لعمارته وشراء أوقافه ، الشيخ غياث الدين محمد بن إسحاق الأبرقوهى المقدم ذكره.

وللسلطان شاه شجاع خزانة كتب موقوفة بالحرم النبوى ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام. وكتب موقوفة برباطه المذكور بمكة شرفها الله تعالى.

١٣٦٩ ـ شبل بن عباد المكى :

مقرئ الحرم. قرأ على ابن كثير ، وابن محيصن ، وروى عن أبى الطفيل ، وعمرو بن دينار ، وابن أبى نجيح ، وقيس بن سعد المكى ، وجماعة.

روى عنه القراءة عرضا : إسماعيل بن عبد الله القسط ، وأبو الإخريط وهب بن واضح ، وعكرمة بن سلمة ، وولده داود بن شبل ، وغيرهم.

__________________

١٣٦٧ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٣١٠).

١٣٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (المنهل الصافى ٦ / ٢٠٤ ، الدليل الشافى ١ / ٣٤٠ رقم ١١٧٢ ، إنباء الغمر ١ / ٣٠٦ رقم ١٤ ، الدرر ٢ / ٢٨٤ رقم ١٩٢٧).

١٣٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٠).

٢٥٦

وحدث عنه سفيان بن عيينة ، وأبو أسامة ، وأبو نعيم ، وأبو حذيفة موسى بن إسماعيل النهدى ، وابن المبارك ، وخلق ، منهم : حمزة الزيات ، وهو أقدمهم وفاة.

روى له البخارى وأبو داود والنسائى.

قال ابن معين : له نحو عشرين حديثا. وقد وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو داود ، إلا أن أبا داود ، قال : إنه يرى القدر.

قال الذهبى : أرخ بعضهم وفاته ، فى سنة أربع وأربعين ، يعنى : ومائة. قال : وأظنه وهما ، فإن أبا حذيفة ، إنما سمع منه فى سنة خمسين أو بعدها ، فيحرر ، وقال : قال الأهوازى : كان مولده سنة سبعين. انتهى.

١٣٧٠ ـ شبيب بن سعيد :

[.......](١)

١٣٧١ ـ شجاع بن أبى وهب ، ويقال ابن وهب ، بن ربيعة بن أسد الأسدى ، أسد خزيمة ، حليف لبنى عبد شمس ، يكنى أبا وهب :

ذكره أبو عمر بن عبد البر ، قال : شهد هو وأخوه عقبة بدرا والمشاهد كلها ، مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أعلم لهما رواية. كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، وممن قدم المدينة منها ، حين بلغهم إسلام أهل مكة. وكان رجلا نحيفا طوالا ، أحنى. وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بينه وبين ابن خولى.

وشجاع هذا ، هو الذى بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسانى ، واستشهد شجاع هذا يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة.

١٣٧٢ ـ شر حبيل بن حسنة :

وهى أمه ، قاله ابن شهاب. وقال ابن إسحاق : وقيل تبنته ، قاله الزبير بن بكار ،

__________________

١٣٧٠ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل قدر سطرين.

١٣٧١ ـ انظر ترجمته فى : (انظر الجرح والتعديل ٤ / ٣٧٨ ، الإصابة ترجمة ٣٨٥٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٨٨).

١٣٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٧ ، الإصابة ترجمة ٣٨٨٨ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤١٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٢٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٥٧٥ ، الكاشف ٢ / ٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٥ ، شذرات الذهب ١ / ٢٤ ، ٣٠ ، الإكمال ٢ / ٤٦٩ ، التاريخ الصغير ١ ، ٣ ، ٥٢ ، ٧٣ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٠٨ ، العبر ١ / ١٥ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ١ / ٦٥٨ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ١٢٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٤٧ ، البداية والنهاية ٦ / ٩٣).

٢٥٧

واختلف فى نسبها ، فقيل امرأة عدولية ، وعدول من ناحية البحرين ، قاله ابن إسحاق. وذكر أن ولاءها لمعمر بن حبيب.

واختلف فى اسم والد شرحبيل ونسبه. فذكر ابن هشام : أنه شرحبيل بن عبد الله ، أحد بنى الغوث بن مر ، أخى تميم بن مر.

وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : هو شرحبيل بن عبد الله ، من بنى جمح ، وقيل شرحبيل بن عبد الله بن المطاع ، من كندة ، حليف لبنى زهرة. يكنى شرحبيل : أبا عبد الله ، على ما ذكر أبو عمر بن عبد البر ، وذكر أنه من مهاجرة الحبشة ، معدود فى وجوه قريش ، وكان أميرا على ربع من أرباع الشام ، لعمر رضى الله عنه.

وتوفى فى طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، وهو ابن سبع وستين سنة.

وذكر النووى ، أنه طعن هو وأبو عبيدة فى يوم واحد ، وأن أبا بكر رضى الله عنه استعمله على جيوش الشام وفتوحه ، ولم يزل متوليا لعمر رضى الله عنه على بعض نواحى الشام ، إلى أن توفى رضى الله عنه.

١٣٧٣ ـ الشريد بن سويد الثقفى :

قيل إنه من حضر موت ، ولكن عداده فى ثقيف ، روى عنه ابنه عمرو بن الشريد ، ويعقوب بن عاصم ، يعد فى أهل الحجاز.

١٣٧٤ ـ شعبان بن حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى النجمى السلطان الملك الأشرف ، صاحب الديار المصرية والشامية ، وغير ذلك من البلاد الإسلامية:

ولى السلطنة بعد خلع ابن عمه المنصور محمد بن المظفر حاجى بن الناصر ، فى يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان ، سنة أربع وستين وسبعمائة ، وتولى تدبير الدولة الأمير يلبغا الخاسكى لصغر الأشرف ، واستمر يلبغا مدبر الدولة ، إلى أن بان عن الأشرف ، فى ربيع

__________________

١٣٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٢ ، الإصابة ترجمة ٣٩١١ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٣٠ ، الثقات ٣ / ١٨٨ ، ٤ / ٣٦٩ ، التقريب ١ / ٣٥٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٢ ، تهذيب الكمال ٥ / ٥٧٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٧ ، بقى بن مخلد ١١٥ ، الكاشف ٢ / ١٠ ، التلقيح ٣٦٧ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٥٩ ، ٩ / ١٤٠ ، الإكمال ٤ / ٣٩٤ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٨١٣).

١٣٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (مورد اللطافة لابن تغرى بردى ٨٧ ، ابن إياس ١ / ٢١٢ ، حسن المحاضرة ٢٥ / ١٠٤ ، الدرر الكامنة ٢ / ١٩٠ ، البداية والنهاية ١٤ / ٣٠٢ ـ ٣٢٤ ، الإعلام ٣ / ١٦٤).

٢٥٨

الآخر سنة ثمان وستين وسبعمائة ، لأن مماليك يلبغا ثاروا عليه ، وهو مخيم مع الأشرف فى بر الجيزة ، فهرب يلبغا ، وانضم مماليكه إلى الأشرف ، خوفا من أن يأتيه يلبغا ، فيعضد الأشرف عليهم. ولما علم يلبغا باجتماع مماليكه على الأشرف ، أقام سلطانا من بنى قلاوون ، قال فيه العوام :

سلطان الجزيرة ، ما يسوى شعيرة

لأن يلبغا حين أقامه كان نازلا بجزيرة الفيل.

وكان يلبغا قد احتاط على السفن ، على مماليكه والأشرف [...](١) الوصول إلى القلعة ومنازلهم أياما ، ثم ظفروا بسفينة ، فتوصلوا فيها حيث أرادوا ، وعلم بذلك يلبغا ، فقصدهم فيمن انضم إليه من المماليك البطالة ، فانكسر يلبغا وقتل ، وترشد الأشرف بعد قتله ، وناب له النظامى.

ثم وقع بين الأشرف وبين مماليك يلبغا فتنة وضرب ، فقتل أسندمر رأس مماليك يلبغا ، فى طائفة كثيرة منهم ، وتمكن الأشرف بعد ذلك كثيرا ، واستمر حتى خلع فى ثالث ذى القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ، بولده علىّ ، الملقب بالمنصور ، وكان قد توجه فى هذه السنة للحج ، فثار عليه جماعة من مماليكه وأمرائه فى عقبة أيلة ، فتوجه إلى القاهرة هاربا ، ظنّا منه أن الخلاف عليه ، إنما هو بالعقبة فقط.

فلما قرب منها ، رأى ما استنكره من ضرب الكؤوسات والطبلخانات ، فقصد هو ومن معه قبة النصر ، واختفوا بها ، ونام غالب من معه ، ولم يأخذه هو نوم ، فخرج منها مع يلبغا الناصرى ، وكان ممن هرب معه ، واختفيا عند أستادار الناصرى ، ثم انتقل إلى بيت امرأة يعرفها ، يقال لها آمنة ، زوج المستوى ، فاختفى به ، وهذا المنزل بالجودرية بالقاهرة ، وعلم بذلك القائمون عليه ، فهجموا عليه واستخرجوه من بادهنج ، وهو بزى النساء فيما قيل ، وطلعوا به إلى القلعة ، فعاقبوه حتى أقر بذخائره ، ثم خنق فى يوم الاثنين خامس ذى القعدة سنة ثمان وسبعين [....](٢) وفى اليوم الرابع منه علم أعداؤه بوصوله إلى القاهرة ، وما كان من خبره بالعقبة من بعض السفار معه ، فدل على الأشرف ومن معه ، حتى أتى بأعدائه إلى قبة النصر ، فوجدوا الهاربين مع الأشرف نياما ، فذبحوهم وفازوا بالشهادة.

وكان الأشرف فعل بالحرمين مآثر حسنة ، وهى أنه قرر دروسا فى المذاهب الأربعة ، ودرسا فى الحديث ، وتصادير ، وقراء ، ومؤذنين وغيرهم ، ومكتبا للأيتام. وأقام

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى بالأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى بالأصل.

٢٥٩

البيمارستان المستنصرى بمكة. ووقف على ذلك وقفا كافيا ، وبعث ابن كلبك لعمارة مأذنة باب الحزورة ، وكانت قد سقطت فى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، فى ليلة مطيرة ، وكفى الله تعالى شرها ، وفرغ من عمارتها فى شهر المحرم سنة اثنتين وسبعين ، وبعث الأمير أبا بكر بن سنقر فى سنة خمس وسبعين. فحلى باب الكعبة المعظمة والميزاب ، وعمل الميضأة التى عند باب علىّ ، أحد أبواب المسجد الحرام.

وكان عمله لذلك فى سنة ست سبعين وسبعمائة ، وعمرت فى مبدأ دولته أماكن بالمسجد الحرام ، وأكمل المطاف بالحجارة المنحوتة ، حتى صار على ما هو عليه اليوم ، وجددت المقامات الأربعة ، وأصلح ما كان متشعثا من الأماكن بمكة ، وعملت درجة للكعبة ، أقامت الكعبة تفتتح عليها إلى موسم سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، ثم عوض عنها بدرجة حسنة ، أنفذها مولانا السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ ، أدام الله تعالى نصره ، وعمل للخطيب منبرا ، ولم يزل حتى أبدل بالمنبر الذى أنفذه الملك الظاهر ، فى موسم سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، وذلك كله فى سنة ست وستين وسبعمائة ، بإشارة كبير دولته الأمير يلبغا الخاصكى ، وعوض صاحب مكة عن المكس الذى كان يؤخذ من الحجاج المصريين ، وقد سبق بيان ذلك فى المقدمة.

* * *

من اسمه شعيب

١٣٧٥ ـ شعيب بن أحمد بن إبراهيم بن الفتح ، يكنى أبا الفضل بن أبى العباس القرشى ، الرشيدى المولد :

سمع منه ولده إبراهيم ، والحافظ أبو الحسن على بن المفضل المقدسى بمكة. وتوفى فى ذى الحجة سنة تسعين وخمسمائة ، وهو ابن خمس وسبعين.

ذكره المنذرى فى التكملة ، وترجمه : بالشيخ الأجل ، وقال : حدثنا عنه ولده إبراهيم ابن شعيب.

١٣٧٦ ـ شعيب بن حرب المدائنى ، أبو صالح البغدادى.

نزيل مكة. روى عن : زهير بن معاوية ، وسفيان الثورى ، وشعبة بن الحجاج ، ومالك

__________________

١٣٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٤٢ سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦ تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧ ، المنتظم ٦ / ٧٩ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٦ ، البداية والنهاية ١١ / ١٠٧ ، لسان الميزان ٣ / ٢٧١ ، شذرات الذهب ٢ / ٢١٨ ـ ٢١٩).

٢٦٠