العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

١٦٥٩ ـ عبد الله الأكبر بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى :

قال الذهبى : لا تصح صحبته ؛ لأن أباه يروى عن ابن مسعود. وذكر الكاشغرى نحوه. انتهى.

وقال الزبير بن بكار : قتل يوم الدار مع عثمان بن عفان ، وهو الذى يقول فى عثمان رضى الله عنه [من الطويل] :

وآليت جهدا ألا أبايع بعده

إماما ولا أرعى إلى قول قائل

ولا أبرح البايين ما هبت الصبا

بذى رونق قد أخلصته الصياقل

حسام كلون الملح ليس بعايد

إلى الجفن ما هبت رياح الشمائل

فقاتلتهم عند ابن عفان إنه

إمام هدى جاشت عليه القبائل

١٦٦٠ ـ عبد الله بن لاحق المكى :

روى عن : ابن أبى مليكة ، وسعد بن عبادة الزرقى ، وغيرهما. وروى عنه : ابن المبارك ، ووكيع ، وأبو نعيم ، وغيرهم.

روى له الجماعة ، ووثقه ابن معين. كتبت هذه الترجمة من التذهيب ولم أره فى الكمال.

١٦٦١ ـ عبد الله بن ياسر العبسى :

أخو عمار بن ياسر ، أسلما مع أبويهما ، وعذبا فى الله تعالى. ومات بمكة ، كما ذكر صاحب الاستيعاب.

١٦٦٢ ـ عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين ، الشيبانى الطبرى ، القاضى جمال الدين ، أبو محمد ، بن القاضى أبى المعالى :

ولى القضاء والخطابة بمكة ، ولم أدر متى مات ، ولا متى كان ابتداء ولايته ولا انتهاؤها ، إلا أنه كان قاضيا فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وفى سنة ثمان وتسعين ، وفى سنة خمس وستمائة.

__________________

١٦٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ١٩٧).

١٦٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٠٢ ، الإصابة ترجمة ٥٠٤٦ ، أسد الغابة ترجمة ٣٢٤٨).

٤٤١

١٦٦٣ ـ عبد الله بن يحيى القرشى ، المخزومى اليمنى ، المعروف بابن الهليس :

كان من أعيان تجار اليمن. حج فى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ، ثم رجع إلى اليمن ، فأدركه الأجل بمرسى البضيع ، سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.

ونقل إلى مكة ، ودفن بها فى يوم السبت ثالث صفر فى السنة المذكورة.

١٦٦٤ ـ عبد الله بن يزيد بن العمرى ، مولاهم ، مولى آل عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن المقرى :

نزيل مكة ، روى عن : أبى حنيفة ، وموسى بن علىّ بن رباح ، وحرملة بن عمران التجيبى ، وحيوة بن شريح ، وسعيد بن أيوب ، وكهمس بن الحسن ، وطبقتهم.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وابن راهويه ، وعلى بن المدينى ، وابنه محمد بن أبى عبد الرحمن ، والبخارى ، وبشر بن موسى ، وخلق ، روى له الجماعة.

وروى ابن المقرى : كان ابن المبارك إذا سئل عن أبى ، قال : كان زرزدة ، يعنى : ذهبا مضروبا خالصا.

وقال محمد بن عاصم : سمعت المقرى يقول : أنا ما بين التسعين إلى المائة ، وأقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة ، وبمكة خمسا وثلاثين سنة.

قال الذهبى : وما علمت على من قرأ ، ولعله قرأ على نافع ، وعلى حمزة. وله اختيار فى القراءة ، روى عنه ولده محمد.

قال البخارى : مات بمكة سنة ثنتى عشرة أو ثلاث عشرة ومائتين.

وقال مطين : مات سنة ثلاث عشرة. وهكذا قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء ، وزاد : فى رجب بمكة. وهكذا [......](١) ابن زبر ، إلا أنه لم يقل بمكة.

وقال صاحب الكمال : أصله من ناحية البصرة ، وقيل من ناحية الأهواز.

ولهم : عبد الله بن يزيد المقرى المدنى ، غيره ، متقدم عليه ، وفى الرواة جماعة غيرهما ، يقال لهم : عبد الله بن يزيد.

__________________

١٦٦٤ ـ انظر ترجمته فى : (العبر ١ / ٣٦٤ ، التراث ١ / ٢٧٨ ، الأعلام ٤ / ١٤٦).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤٤٢

١٦٦٥ ـ عبد الله بن أبى نجيح يسار الثقفى ، مولاهم ، مولى الأخنس بن شريق الثقفى ، أبو يسار المكى :

مفتى مكة ، روى عن أبيه أبى نجيح ، وطاوس ، ومجاهد ، وعطاء ، وعبد الله بن كثير القارئ ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهم.

روى عنه : عمرو بن شعيب ـ وهو أكبر منه ـ وهشام الدستوائى ، وابن إسحاق ، وشعبة ، والسفيانان ، وابن عيينة ، وطائفة.

ورى له الجماعة. ووثقه أحمد ، وابن معين ، وجماعة.

وذكره الفاكهى فى فقهاء مكة ، وقال : فحدثنا محمد بن أبى عمر قال : قالوا لسفيان : من كان يفتى بمكة بعد عمرو بن دينار؟ قال : ابن أبى نجيح. حدثنا ميمون بن الحكم الصنعانى ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم عن أبيه قال : أدركتهم فى زمن بنى أمية يأمرون إلى الحاج صائحا يصيح : لا يفتى الناس إلا عطاء بن أبى رباح ، فإن لم يكن عطاء ، فعبد الله عن أبى نجيح. انتهى.

وذكره الفاكهى أيضا فى عباد مكة. فقال : حدثنا ميمون بن الحكم الصنعانى ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، عن أبيه قال : مرت بابن أبى نجيح ثلاثون سنة ، لم يستقبل أحدا بكلمة يكرهها ، ولم يمت حتى رأى البشرى. انتهى.

قال ابن عيينة : مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال ابن المدينى : توفى سنة اثنتين وثلاثين.

وذكر ابن زبر فى وفياته : أنه توفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة بمكة.

١٦٦٦ ـ عبد الله بن يسار الأعرج المكى ، مولى ابن عمر :

روى عن : سهل بن سعد ، وسالم بن عبد الله. روى عنه : عمر بن محمد العمرى ، وسليمان بن بلال ، وإبراهيم بن أبى يحيى ، وغيرهم. روى له النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات.

__________________

١٦٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٣٣٩ ، طبقات خليفة ٢٨٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٣٣ ، التاريخ الصغير ٢ / ٢٨ ـ ٢٩ ـ ٣١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٣ ، ثقات ابن حبان ٣ / ١٤١ ، الكامل فى التاريخ ٥ / ٤٤٥ ، تهذيب الكمال ٧٤٩ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٢٩ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥١٥ ، العبر ١ / ١٧٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٥).

١٦٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٢).

٤٤٣

١٦٦٧ ـ عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن خطاب ـ بخاء معجمة ـ القرشى السهمى المكى :

أجاز له مع أخيه محمد : الدشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة ، والمطعم ، وابن مكتوم ، ابن عبد الدائم ، وغيرهم ، من دمشق فى سنة ثلاث عشرة ، باستدعاء البرزالى وغيره ، وما علمت له سماعا ، ولا علمته حدث.

وسألت عنه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، فقال : كان من مشايخ قريش ، يقيم بأرض خالد ، من وادى مر.

توفى بعد السبعين وسبعمائة. انتهى.

١٦٦٨ ـ عبد الله بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الغنى التميمى :

أبو محمد ، بن أبى الحجاج الفاسى المولد ، الإسكندرى الدار ، العدل ، تفقه بالإسكندرية على مذهب الإمام مالك ، وشهد بها ، وسمع بها من الحافظ أبى طاهر السلفى. وحدث ، وجاور بمكة سنين.

وتوفى فى السادس والعشرين من ذى الحجة ، سنة ثلاث وعشرين وستمائة بالإسكندرية وكان قدمها وله زيادة على عشرين سنة.

ذكره المنذرى فى التكملة ، وذكر أنه كتب إليه بالإجازة من الإسكندرية ، ولم يسمع منه ، مع كونه اجتمع به بمصر ـ وكان قدمها غير مرة ـ فقال : وكان شيخا صالحا ، غزير الدمعة.

١٦٦٩ ـ عبد الله بن يوسف بن يحيى بن زكريا بن علىّ بن أبى بكر بن يحيى ابن غازى الجعفر المكى ، يلقب عفيف الدين ، المعروف بالسفطى :

ولى مباشرة بالحرم الشريف ، ولم يكن مرضيا ، والله يسمح له.

وتوفى فى أثناء عشر التسعين ـ بتقديم التاء على السين ـ وسبعمائة.

١٦٧٠ ـ عبد الله ، المعروف بالشريطى الدمشقى :

كان ذا ملاءة وافرة. تردد إلى مكة مرات للتجارة ، فأدركه الأجل بها فى حادى عشر المحرم سنة ست وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة.

٤٤٤

١٦٧١ ـ عبد الله البغدادى ، المعروف بابن قسامة ، التاجر الكارمى :

كان ذا ملاءة وافرة ، وتنقل فى البلاد للتجارة ، وأتى مكة من اليمن فى سنة ثمانمائة ، وجاور بها ، حتى حج فى سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، ومضى إلى ينبع خوفا من أن يلحقه بها تعب من الدولة. فإنها تغيرت بمكة فى هذا الموسم ، فأدركه الأجل بينبع ، فى أوائل سنة تسع عشرة وثمانمائة ، وأظنه بلغ الستين أو قاربها.

وله بمكة فلوس كثير صارت للدولة وبيعت برخص كثير ، بحيث صار الدرهم المسعودى ، يساوى مائة فلس. وكان قبل ذلك على نحو النصف.

١٦٧٢ ـ عبد الله ، المعروف بالحلبى ، المكبر بمقام الحنفية :

وكان مكبر إمام الحنفية بالحرم الشريف ، وحصل له بذلك شهرة ، واعتقد. وكان فيه خير.

وتوفى فى ربيع الآخر ، سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة ، عن سنّ عالية.

١٦٧٣ ـ عبد الله الجوهرى :

كان من أعيان التجار القادمين إلى مكة ، وجاور بها سنين ، وكان له بها دار ، عند زيادة دار الندوة ، ثم سافر عن مكة ، وغاب عنها سنين كثيرة فى بلاد الهند ، ثم عاد إليها فى سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، فيما أحسب. وأقام بها ، حتى مات فى الثانى عشر من شعبان سنة ثمانمائة. وكان فيه خير وبر.

وتولى عمارة عين بازان ، فى سنة موته ، من مال تصدق به الملك الظاهر برقوق صاحب مصر ، فلم يتيسر جريانها على يده ، وكان له فى مكة أولاد.

١٦٧٤ ـ عبد الله المغربى ، المعروف بالبجائى :

كان رجلا مباركا ، كثير التلاوة للقرآن العظيم ، يجهر بذلك فى المسجد ، وعلى قراءته أنس. توفى فى أوائل سنة ثلاث وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، بعد أن جاور بمكة سنين كثيرة ، على طريقة حسنة.

* * *

من اسمه عبيد الله

١٦٧٥ ـ عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد ابن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى :

هكذا نسبه الزبير بن بكار ، وقال : قتل مع ابن الزبير.

٤٤٥

١٦٧٦ ـ عبيد الله بن الحارث بن نوفل :

هكذا ذكره الذهبى. وقال النسائى : إسناده واه ، وقال : عم ببة. وما ذكره من كونه عم ببة ، فيه نظر ؛ لأن ببة هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمى. ومقتضى ذلك ، أن يكون المذكور عبيد الله بن نوفل ، ولعله أخو ببة ، فتصحف بعمه.

وذكره الكاشغرى كالذهبى ، وقال : له رواية ، ولم يذكره ابن عبد البر ، ولا ابن قدامة.

١٦٧٧ ـ عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علىّ بن أبى طالب :

أمير الحرمين ، ذكر ابن جرير : أن المأمون ولاه الحرمين فى سنة أربع ومائتين ، وحج بالناس فيها ، وفى سنة خمس ومائتين ، وسنة ست ومائتين.

وذكر العتيقى فى أمراء الموسم ما يوافق ذلك ؛ لأنه قال : وحج بالناس سنة أربع ومائتين ، وسنة خمس ، وسنة ست ومائتين.

١٦٧٨ ـ عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله بن العباس بن علىّ بن أبى طالب :

وهو أمير الحرمين للمأمون. انتهى. وذكر الأزرقى أنه كان على مكة ، لما جاءها السيل الذى بلغ الحجر الأسود ، وذهب بناس كثير ، وهدم دورا كثيرة مشرفة على الوادى ، وذلك فى شوال سنة ثمان ومائتين. فاستفدنا من هذا ، ولايته فى هذه السنة.

وذكر الزبير شيئا من خبره ، فقال : كان طاهر بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة ، فى الذين وفدهم العباس بن موسى بن عيسى إلى المأمون بخراسان ، فزاده فيهم طاهر بن الحسين ، واستعمله عليهم. فلما شخص المأمون إلى بغداد ، ولاه المدينة ومكة وعك وقضاءهن. فكان عليها سنين ، ثم عزله عنها. فقدم عليه بغداد ، فمات بها فى زمن أمير المؤمنين المأمون. انتهى.

وذكر الفاكهى أمرا فعله عبيد الله هذا فى ولايته بمكة ، ما سبق إليه ؛ لأن الفاكهى قال فى الأوليات بمكة : وأول من فرغ الطواف للنساء بعد العصر ، يطفن وحدهن لا يخالطهن الرجال فيه : عبيد الله بن حسن الطالبى ، ثم عمل ذلك إبراهيم بن محمد فى إمارته. أخبرنى بذلك من فعل عبيد الله بن الحسين : أبو هاشم بن أبى سعيد بن محرز. انتهى.

__________________

١٦٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٣٩٤).

٤٤٦

وقال أيضا فى الأوليات : وأول من دق الأرحاء ، ومنع الناس الطحن بمكة : عبيد الله ابن الحسن سنة غلاء السعر. انتهى.

١٦٧٩ ـ عبيد الله بن أبى زياد القداح ، أبو الحصين المكى :

روى عن : أبى الطفيل ، ومجاهد ، سعيد بن جبير ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وشهر ابن حوشب ، والقاسم ، وجماعة.

روى عنه : أبو حنيفة ، وأبو عاصم ، والثورى ، ويحيى بن سعيد ، ووكيع ، وعيسى بن يونس ، وغيرهم. روى له : أبو داود ، والترمذى ، وابن ماجة.

قال أحمد : ليس به بأس ، وقال مرة : صالح. وقال ابن معين : ضعيف ، وقال مرة : لا بأس به. وقال : ليس بشىء. ليس بينه وبين سعيد القداح نسب.

وقال أبو حاتم : ليس بالقوى. وقال أبو الشيخ : مات سنة خمسين ومائة.

١٦٨٠ ـ عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلى البكرى الحافظ ، أبو نصر السجزى :

نزيل مكة ، حدث عن أبى أحمد الحاكم ، وأبى عمر بن مهدى ، وأبى عبد الرحمن السلمى ، وأحمد بن فراس العبقسى ، وحمزة بن عبد العزيز المهلبى ـ ومن طريقه عنه ، روينا المسلسل بالأولية ـ وجماعة من هذه الطبقة. وله رحلة إلى الشام ، ومصر ، وخراسان ، والحجاز.

وحدث عنه : أبو إسحاق الحبال ، وأبو معشر الطبرى ، وسهل بن بشر الإسفرائينى ، وجماعة. وله كتاب «الإبانة الكبرى فى مسألة القرآن» دال على إمامته وبصره بالرجال والطرق ، وكان مع ذلك زاهدا. فقد ذكر أبو إسحاق الحبال : أنه كان عنده يوما فى بيته ، فدق الباب ، ففتح أبو إسحاق ، فدخلت امرأة فأخرجت كيسا فيه ألف فوضعته بين يدى أبى نصر ، وقالت : أنفقها فيما ترى. فقال : ما المقصود؟ قالت : تزوجنى ، ولا حاجة لى فى الزواج ، ولكن لأخدمك ، فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت ، قال : خرجت من سجستان بنية طلب العلم ، ومتى تزوجت ، سقط عنى هذا

__________________

١٦٧٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٣١٥).

١٦٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (الأنساب المتفقة ١٦٤ ، معجم البلدان ٥ / ٣٥٦ ، الاستدراك لابن نقطة ١ / ٢٥٣ ، اللباب ٣ / ٣٥٢ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١١٨ ـ ١١٢٠ ، المشتبه ١ / ٣٥٤ ، العبر ٣ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٦٢ ، الجواهر المضية ٢ / ٤٩٥ ، تبصير المنتبه ٢ / ٧٢٧ ، تاج التراجم ٢٩ ، طبقات الحفاظ ٤٢٩ ، كشف الظنون ١ / ٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٧١ ، ٢٧٢ ، هدية العارفين ١ / ٦٤٨ ، الرسالة المستطرفة ٣٠ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٥٤).

٤٤٧

الاسم ، وما أوثر على طلب العلم شيئا.

توفى فى المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة بمكة. كتبت هذه الترجمة ملخصة من طبقات الحفاظ اللذهبى.

١٦٨١ ـ عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى :

ذكره ابن عبد البر ، وقال : قتل يوم اليرموك شهيدا ، ولا أعلم له رواية. وهو : أخو هبار والأسود ، وابن أخى أبى سلمة بن عبد الأسد. انتهى.

وذكره الزبير فى أولاد سفيان بن عبد الأسد. وقال : قتل يوم اليرموك ، وذكر أن أمه وأم أخيه هبار ، وعمرو الآتى ذكرهما : ريطة بنت عبد بن أبى قيس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى.

١٦٨٢ ـ عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمى ، أبو محمد :

رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحفظ عنه على ما قال ابن سعد ، وقيل : لم يحفظ. قاله يعقوب بن شيبة.

روى له النسائى حديثا واحدا ، وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة.

ولى اليمن لعلىّ بن أبى طالب ، وأمره على الموسم ، فحج بالناس سنة ست وثلاثين ، وسنة سبع ، بأمر علىّ. فلما كانت سنة ثمان وثلاثين ، بعثه على الموسم ، وبعث معاوية يزيد بن سخبرة الرهاوى ليقيم الحج ، فاجتمعا ، وسأل كل منهما أن يسلم له صاحبه ، فأبى ، فاصطلحا على أن يصلّى بالناس شيبة بن عثمان. ولم يزل على اليمن ، إلى أن بعث معاوية بسر بن أبى أرطاة. فتنحى عن ذلك.

وقد تقدم فى ترجمة بسر ، قتله لولدى عبيد الله بن العباس. وكان عبيد الله أحد الأجواد ، وكان يسمى بنار القرى ، وكان يطعم الناس كل يوم غداء وعشاء ، وكان يعطى مائة ألف.

__________________

١٦٨١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٣١).

١٦٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٣٤ ، الإصابة ترجمة ٥٣١٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٧٠ ، نسب قريش ٢٧ ، طبقات خليفة ترجمة ١٩٧٢ ، المحبر ١٧ ، ١٠٧ ، ١٤٦ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٢ ، مروج الذهب ٣ / ٣٧٠ ، جمهرة أنساب العرب ١٨ ، ١٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣١٢ ، تهذيب الكمال ٨٨١ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٠٤ ، ٣ ، ٢٨١ ، العبر ١ / ٦٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٠ ، البداية والنهاية ٨ / ٩٠ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢١٢ ، شذرات الذهب ١ / ٦٤ ، خزانة الأدب ٣ / ٢٥٦ ، ٥٠٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٢).

٤٤٨

وروى ابن أبى الدنيا بسنده عن حميد بن هلال ، أنه قال : تفاخر رجلان من قريش :

هاشمى وأموى. فزعم كل منهما أن قومه أسخى ، فافترقا على أن يسأل كل منهما قومه. فسأل الأموى عشرة من قومه ، فأعطوه مائة ألف ، وسأل الهاشمى عبيد الله بن العباس ، فأعطاه مائة ألف ، ثم سأل الحسن بن علىّ ، فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألفا ، ثم سأل الحسين ، فأعطاه مثل أخيه ، وقال : لم أكن لأزيد على سيدى ، ولو سألتنى قبل ، أعطيتك أكثر من ذلك. فأخبر كل من الأموى والهاشمى الآخر بخبره. ففخره الهاشمى ، ورجع إلى قومه ، فأخبرهم الخبر ، ورد عليهم المال ، فأبوا. وقالوا : لم نكن نأخذ شيئا أعطينا.

توفى سنة ثمان وخمسين.

قال خليفة وغيره : وقيل توفى فى أيام يزيد بن معاوية. قاله الواقدى والزبير. وقيل : سنة سبع وثمانين ، قاله جماعة ، منهم : يعقوب بن شيبة ، قال : وله تسع وثمانون سنة.

قال الذهبى فى التذهيب ، بعد حكايته لهذا القول : والذى بقى إلى بعد الثمانين ، هو أخوه كثير بن العباس.

واختلف فى موضع وفاته ، فقيل : بالمدينة. قاله جماعة ، وهو الأصح. وقيل : باليمن. قاله مصعب الزبيرى.

١٦٨٣ ـ عبيد الله بن عبد الله بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علىّ ابن أبى طالب :

أمير مكة ، ذكر الزبير بن بكار : أن المأمون ولاه الكوفة ، ثم مكة ، وأن أمه أم كلثوم بنت علىّ بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علىّ بن أبى طالب ، رضى الله عنهم.

١٦٨٤ ـ عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر :

ذكره ابن يونس فى تاريخ الغرباء القادمين إلى مصر ، وقال : مدينى. سكن قوص (١) من صعيد مصر ، وآخر من حدثنا عنه بقوص وبمصر : علىّ بن الحسن بن خلف بن قديد [.......](٢) كان سماعى من عبيد الله المنكدرى بقوص ، سنة خمس وأربعين ومائتين ، ثم حج من عامه ذلك.

وتوفى بمكة بعد الحج ، فى ذى الحجة سنة خمس وأربعين.

__________________

١٦٨٤ ـ (١) قوص : بالضم ثم السكون ، وصاد مهملة ، وهى قبطية : وهى مدينة كبيرة عظيمة واسعة قصبة صعيد مصر ، بينها وبين الفسطاط اثنا عشر يوما ، وأهلها أرباب ثروة واسعة.

انظر : معجم البلدان ٤ / ٤١٣ ، نزهة الأمم ٢٢٥ ، الروض المعطار ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، الإدريسى ٤٩ ، الاستبصار ٨٥.

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤٤٩

١٦٨٥ ـ عبيد الله بن عثمان بن إبراهيم الحجبى المكى :

روينا فى تاريخ الأزرقى ، حكاية جرت له مع المهدى العباسى بمكة ، ونصها : وأخبرنى غير واحد من مشيخة أهل مكة قالوا : حج المهدى أمير المؤمنين سنة ستين ومائة ، فنزل دار الندوة ، فجاء عبيد الله بن عثمان بن إبراهيم الحجبى بالمقام ، مقام إبراهيم ، فى ساعة خالية نصف النهار ، مشتمل عليه ، فقال للحاجب : ائذن لى على أمير المؤمنين ، فإن معى شيئا لم يدخل به على أحد قبله ، وهو يسر أمير المؤمنين ، فأدخله عليه. فتكشف عن المقام ، فسر بذلك ، وتمسح به ، وسكب فيه ماء ، ثم شربه ، وقال له : اخرج وأرسل إلى بعض أهله ، فشربوا منه وتمسحوا به ، ثم أدخل ، فاحتمله ورده مكانه ، وأمر له بجوائز عظيمة ، وأقطعه خيفا بنخلة يقال له : ذات القوبع. فباعه من منيرة مولاة المهدى بعد ذلك ، بسبعة آلاف دينار. انتهى.

١٦٨٦ ـ عبيد الله بن عدى بن الخيار بن عدى بن نوفل بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى النوفلى :

ولد على عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن عمر وعثمان وعلىّ بن أبى طالب. روى عنه : حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، وعروة بن الزبير ، وغيرهما.

ذكره ابن سعد فى الطبقة الأولى من تابعى المدينة. وقال النووى فى التهذيب : أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم تثبت رؤيته.

ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب ، على شرطه فى الصحابة. قال : وكان ثقة من كبار التابعين فقيها.

ومات فى آخر خلافة الوليد بن عبد الملك. قاله خليفة. وكانت له زاوية عند دار علىّ بن أبى طالب ، ووهم صاحب المهذب فى اسمه ، فإنه قال : عبيد الله بن عبد الله.

__________________

١٦٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٣٦ ، الإصابة ترجمة ٥٣٢٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٧٢ ، التحفة اللطيفة ٣ / ١٢٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٦٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٦ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٩١ ، المتحف ٤٤٦ ، الكاشف ٢ / ٢٣٠ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٢٤٩ ، الطبقات ٢٣١ ، طبقات خليفة ترجمة ١٩٨٢ ، المحبر والتاريخ الكبير ٥ / ٣٩١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٤١١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٢٩ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٠٣ ، تاريخ ابن عساكر ١٠ / ٣٥٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣١٣ ، تهذيب الكمال ٨٦٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ٣٠ ، البداية والنهاية ٩ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٤).

٤٥٠

١٦٨٧ ـ عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى :

ذكره ابن عبد البر. وقال : ولد على عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ولا أحفظ له رواية ولا سماعا منه. وكان من أنجاد قريش وفرسانهم. وقتل بصفين مع معاوية ، وكان على الخيل يومئذ.

وسبب ميله إلى معاوية : أنه خاف من علىّ من أجل الهرمزان. وكان يقال إنه قتله فى زمن عثمان وعفى عنه ، وقضية قتله له مضطربة على ما قال أبو عمر ، وهو القائل [من الرجز] :

أنا عبيد الله ينمينى عمر

خير قريش من مضى ومن غبر

حاشا نبى الله والشيخ الأغر

وقال ابن قدامة : ذكروا أنه جىء ببغل ، فحمل عليه ـ يعنى بعد قتله ـ فكانت يداه ورجلاه تخطان الأرض من فوق البغل. وأمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية.

١٦٨٨ ـ عبيد الله بن عياض بن عمرو المكى :

روى عن عائشة ، وجابر ، وأبى سعيد. روى عنه عمرو بن دينار.

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات. وذكر الذهبى : أن الزهرى ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، رويا عنه ، وعلم عليه علامة البخارى ، ولم أره فى الكمال.

١٦٨٩ ـ عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمى:

أمير مكة ، هكذا نسبه صاحب الجمهرة ، وذكر أنه ولى مكة للرشيد.

وذكره ابن الأثير فى ولاة مكة للرشيد ، وذكر ابن الأثير ما يقتضى أنه ولى مكة للمهدى ؛ لأنه قال فى أخبار سنة ست وستين ومائة : وكان على مكة والطائف : عبيد الله بن قثم.

وذكر ابن الأثير أيضا ، ما يوهم أنه ولى مكة للهادى ؛ لأنه قال فى أخبار سنة تسع وستين ومائة ، بعد أن ذكر وقعة الحسين بن علىّ بن الحسن المقتول بفخ ظاهر مكة ، يوم

__________________

١٦٨٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٣٧ ، الإصابة ترجمة ٦٢٥٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٧٣ ، ابن سعد ٥ / ٨ ، النووى ١ / ٣١٤ ، مقاتل الطالبيين ٢ ، ١٣ ، الأخبار الطوال ١٨٠ ، الجمحى ٤٨٨ ، الأعلام ٤ / ١٩٥).

١٦٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٣٢٩).

٤٥١

التروية من هذه السنة ، وكان على مكة والطائف عبيد الله بن قثم. انتهى. وإنما كان هذا موهما لولاية عبيد الله بن قثم على مكة فى زمن الهادى ؛ لأنه يحتمل أن يكون كان على مكة فى أول السنة ، ويحتمل أن يكون كان عليها فى آخر السنة ، وعليه يصح أن يكون وليها للهادى ، وعلى الأول يكون وليها للمهدى ، فإن خلافته دامت إلى ثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة.

وذكر الزبير بن بكار : أنه كان واليا على اليمامة وعلى مكة. انتهى.

وذكر الفاكهى عبيد الله بن قثم هذا ، فيمن مات بمكة من الولاة.

وذكر الفاكهى مناما عجيبا ، رآه عبيد الله بن قثم ، يحسن إثباته هنا. ونص ما ذكره:وقال : فى وجه شعب الخوز ، دار لبابة بنت علىّ ، ومحمد بن سليمان بن علىّ. وفى هذه الدار كان يسكن عبيد الله بن قثم ، وهو يومئذ والى مكة ، مع زوجته لبابة بنت علىّ ، وفيها رأى الرؤيا التى أفزعته. حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا خالد بن سالم مولى ابن صيفى المكى ، قال : أخبرنى إبراهيم بن سعيد بن صيفى المخزومى ـ وكان صديقا لعبيد الله بن قثم ـ قال : أرسل إلى عبيد الله بن قثم ، وهو أمير مكة نصف النهار ، وكان نازلا ببئر ميمون ففى دار لبابة بنت علىّ زوجته وهى معه ، فأتيته وهو مذعور. فقال : يا أبا إسماعيل ، إنى والله رأيت عجبا فى قائلتى : خرج إلىّ وجه إنسان من هذا الجدار ، فقال :

بينما الحى وافرون بخير

حملوا خيرهم على الأعواد

أنا والله ميت. قال : قلت : هذا من الشيطان ، قال : لا والله. قال : قلت : فيعنى غيرك؟ قال : من؟ قلت : لعل غيرك. قال : كأنك تعرض بلبابة بنت علىّ ، وهى والله خير منى. قال : فو الله ما مكثنا إلا شهرا أو نحوه ، حتى ماتت لبابة. فقال لى : يا أبا إسماعيل ، هو ما قلت. قال : ثم أقمنا سنة ، فأرسل إلى مثل ذلك الوقت ، فأتيته. فقال : قد والله خرج إلى ذلك الوجه بعينه ، فقال :

بينما الحى وافرون بخير

حملوا خيرهم على الأعواد

أنا والله ميت!. قلت : لا ، إن شاء الله. قال : ليس هاهنا لبابة أخرى تعللنى بها! قال : فمكثنا شهرا أو نحوه ، ثم مات.

وحدثنى أبو عبيدة محمد بن محمد بن خالد المخزومى ، قال : أخبرنى زكريا بن زكريا ابن مسلم بن مطر وغيره : أن عبيد الله بن قثم ، وهو يومئذ والى مكة ، قال : رأيت فى منامى أن رجلا واقفا بين يدى ، فقال :

٤٥٢

بينما الحى وافرون بخير

حملوا خيرهم على الأعواد

قال : فظننت أنه يعنينى بذلك ، وقلت : نعيت إلى نفسى ، ثم ذكرت أن لبابة على بن عبد الله بن عباس زوجته. فقلت : إنها خير منى ، وإنها التى تموت. فأقمت شهرين أو ثلاثة بذلك ، ثم ماتت. فأقمت بعدها شهرا أو نحوه. فإذا بذلك الرجل قد مثل بين يديى فقال :

فقل للذى يبغى خلاف الذى مضى

تأهب لأخرى بعدها فكأن قد

قال : فبعث حين رأى ذلك ، إلى إبراهيم بن سعيد بن صيفى ، وأبى زكريا بن الحارث ابن أبى مسرة ، فذكر لهما. فتوجعا له. وقالا له : يقيك الله أيها الأمير. قال : فلم يلبس إلا يسيرا حتى مات ، وأوصى إلى يحيى بن عمر الفهرى ، وكان على شرطته.

قال أبو عبيدة : وكان يسكن فى دار لبابة بنت علىّ زوجته ، حذاء شعب الخوز ، وفيها رأى الرؤيا. انتهى.

١٦٩٠ ـ عبيد الله بن محمد بن صفوان بن عبيد الله بن عبد الله بن أبى بن خلف القرشى الجمحى المكى القاضى :

ولى قضاء بغداد ، زمن المنصور ، وقضاء المدينة زمن المهدى بن المنصور ، وبها مات. واستخلف عليها ابنه عبد الأعلى.

١٦٩١ ـ عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب :

قاضى مكة ، هكذا ذكره ابن المقرى فى معجمه ، فى أثناء سند حديث رواه عن فهد ابن شبل بن فهد التسترى ، عنه ، عن الزبير بن بكار.

١٦٩٢ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب :

هكذا نسبه ابن يونس فى تاريخ الغرباء القادمين إلى مصر [......](١) وقال : يكنى أبا بكر ، مكى. قدم مصر وحدث بها.

توفى سنة ثلاث وتسعين ومائتين. انتهى.

١٦٩٣ ـ عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس المخزومى ، أبو يحيى المكى :

روى عن أبيه ، وإسماعيل بن أبى أويس. روى عنه : مسلم ، وعبد الكريم الدير

__________________

١٦٩٢ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤٥٣

عاقولى ، وعبد الله بن محمود ، خال أبى الشيخ ، وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، وغيرهم. وقال : يكنى أبا يحيى. مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين.

وخنيس : بخاء معجمة ونون ، وبالمثناة من تحت وسين مهملة. يستفاد مع حبيش ، بحاء مهملة وبالمثناة من تحت وشين معجمة ، عرفه بذلك.

١٦٩٤ ـ عبيد بن مسلم القرشى ، ويقال الحضرمى :

مذكور فى الصحابة ، ذكره هكذا ، أبو عمر بن عبد البر ، وقال : لا أقف على نسبه فى قريش ، وفيه نظر.

روى عنه : حصين. وقد قيل إنه عبيد بن مسلم الذى روى عنه حصين. وإن كان ، فهو أسدى من أسد قريش.

وقال الذهبى : عبيد الله بن مسلم. وقيل : مسلم بن عبيد. وقيل : عبيد بن مسلم. وقيل : عن أبيه ، حديثه عند علىّ بن سعيد الغسانى.

١٦٩٥ ـ عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشى التيمى :

ذكره أبو عمر بن عبد البر ، وقال : صحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان من أحدث أصحابه سنّا ، كذا قال بعضهم ، وهذا غلط ، ولا يطلق على مثله ، أنه صحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصغره ، ولكنه رآه ، ومات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو غلام ، واستشهد بإصطخر ، مع عبد الله بن عامر بن كريز ، وهو ابن أربعين سنة ، وكان على مقدمة الجيش يومئذ.

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما أعطى أهل بيت الرفق إلا نفعهم ، ولا منعوه إلا ضرهم».

روى عنه : عروة بن الزبير ، ومحمد بن سيرين ، وهو القائل لمعاوية رضى الله عنه (٣) [من الطويل] :

إذا أنت لم ترخ الإزار تكرما

على الكلمة العوراء من كل جانب

فمن ذا الذى نرجو لحقن دمائنا

ومن ذا الذى نرجو لحمل النوائب

__________________

١٦٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٤٠ ، الإصابة ترجمة ٥٣٣١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٧٨).

١٦٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٤١ ، الإصابة ترجمة ٥٣٣٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٨٠).

(١) الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١٧٤١.

٤٥٤

وابنه عمر بن عبيد الله بن معمر ، أحد أجواد العرب وأنجادها ، وهو الذى مدحه العجاج بأرجوزته ، وشهد فتح كابل (٢) مع عبد الرحمن بن سمرة. وسبب موته ، أن ابن أخيه عمر بن موسى ، خرج مع ابن الأشعث ، فأخذه الحجاج ، فبلغ ذلك عمه ، وهو بالمدينة ، فخرج يطلب فيه إلى عبد الملك. فلما بلغ ضميرا على خمسة عشر ميلا من دمشق ، بلغه أن الحجاج ضرب عنقه ، فمات كمدا عليه. فقال الفرزدق (٣) :

يا أيها الناس لا تبكوا على أحد

بعد الذى بضمير وافق القدرا

وكان سنه حين مات ستين سنة. انتهى كلام أبى عمر.

وقال ابن قدامة : وذكر أن الخوارج تذاكروا من تولى قتالهم ، فقال قطرى ـ يعنى ابن الفجاءة ـ : إن ولى عليكم عمر بن عبيد الله ، فهو فارس العرب ، يقدم ولا يبالى عليه أم له. قال : وهو الذى اشترى الجارية بمائة ألف. فقال مولاها مودعا :

عليك سلام الله لا زيارة بيننا

ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر

فقال : قد شئت ، هى لك وثمنها.

١٦٩٦ ـ عبيد الله بن أبى مليكة ـ واسم أبى مليكة : زهير ـ بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة القرشى التيمى :

ذكره الذهبى ، فقال : عبيد الله بن أبى مليكة ، والد الفقيه عبد الله الغسانى ، وجده له صحبة. وذكر الكاشغرى نحوه ، وقال : له رواية.

١٦٩٧ ـ عبد الباقى بن عبد المجيد بن عبد الله بن أبى المعالى متى ـ بتاء مثناة من فوق ـ بن أحمد المخزومى ، تاج الدين أبو المحاسن اليمانى :

كان ذا مكارم ومعرفة بفنون من العلم ، وله نظر ونثر حسن ، وخطب بليغة ، وتآليف ، منها : مختصر الصحاح ، وشرح ألفاظ الشفا ، وكتاب بهجة الزمن فى تاريخ اليمن.

وكان ورد إلى دمشق أيام نيابة الأفرم عليها ، وأقام فيها متصدرا بالجامع ، يقرئ الطلبة المقامات الحريرية ، والعروض ، وغير ذلك من علوم الأدب. وقرر له على ذلك

__________________

(٢) كابل : هى من ثغور خراسان. وقيل : فى بلاد الترك. وقيل : من مدن الهند المجاورة لبلاد طخارستان. انظر : الروض المعطار فى ٤٨٩ ، معجم ما استعجم ٤ / ١١٠٨ ، الإدريسى ٧١ ، اليعقوبى ٢٩١ ، الكرخى ١٥٧ ، ابن حوقل ٣٧٥ ، المقدسى ٣٠٤ ، الزهرى ٣٠ ، تقويم البلدان ٤٦٨ ، ابن بطوطة ٣٩٢ ، حدود العالم ١١ ، ٣٤٦ ، معجم البلدان ٤ / ٢٤٢.

(٣) لا يوجد هذا البيت فى ديوان الفرزدق.

٤٥٥

مائة درهم كل شهر على ما للجامع الأموى ، ثم رجع إلى اليمن ، ونال بها رئاسة عند صاحبها المؤيد بن المظفر ، وكتب له الدرج ، وربما وزر له.

فلما مات المؤيد ، صودر وجرت عليه خطوب من المجاهد بن المؤيد ؛ لأنه لايم الظاهر ابن المنصور أيوب بن المظفر ، الثائر على المجاهد ، ثم انتقل إلى الحجاز ، وأقام بها مدة.

وكان قد أقام بمكة قبل ذلك ثمان سنين مع أبيه ، على ما ذكر الجندى فى تاريخه ، ثم قصد مصر فى سنة ثلاثين وسبعمائة. وولى بها تدريس المشهد النفيسى ، وشهادة البيمارستان المنصورى ، ثم تحول إلى القدس وتولى بها تصديرا ، ثم تحول إلى القاهرة فى آخر سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، وأقام بها حتى مات فى ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، ودفن بمقبر الصوفية. وقيل : توفى بالقدس.

ومولده فى ثانى عشر صفر سنة ثمانين وستمائة بعدن ، على ما ذكر الجندى فى تاريخ اليمن ، وهو أقعد بمعرفته. وإنما ذكرنا ذلك ، لأن البرزالى ، ذكر أنه ولد بمكة. وقد تبعه فى ذلك غير واحد ، وقد كتب عنه البرزالى وغير واحد من الفضلاء ، منهم الشيخ أبو حيان النحوى ، وأثنوا عليه.

ومن شعره ، ما أنشدناه غير واحد من أشياخنا ، منهم : أبو الخير محمد بن الزيد بن أحمد بن محمد المكى ، بقراءتى عليه بمكة ، عنه إجازة [من الطويل] :

لعل رسولا من سعاد يزور

فيشفى ولو أن الرسائل زور

يخبرنا عن غادة الحى هل ثوت

وهل ضربت بالرقمتين خدور

وهل سنحت فى الروض غزلان عالج

وهل أئلة بالسايرات مطير

ديار لسلمى جادها واكف الحيا

إذا ذكرت خلت الفؤاد يطير

كأن غنا الورقاء من فوق دوحها

قيان وأوراق الغصون ستور

تمايل فيها الغصن من نشوة الصبا

كأن عليه للسلاف مدير

متى أطلعت فيه الغمائم أنجما

تلوح ولكن بالأكف تغور

إذا اقتطفتها الغانيات رأيتها

نجوما جنتها فى الصباح بدور

وفى الكلة الوردية اللون غادة

أسير لديها القلب وهى تسير

بعيدة مهوى القرط أما أثيثها

فصاف وأما خطوها فقصير

من العطرات العرف مازان فرقها

ذرور ولا شاب الثياب بخور

حمتها كماة من فوارس عامر

ضراغمة يوم الهياج ذكور

فما الحب إلا حيث يشتجر القنا

وللأسد فى أرجائهن زئير

٤٥٦

ومن شعره ما رويناه بالإسناد السابق [من الرجز] :

تملى على خلخالها شكاية

من ردفها مرفوعة عن خصرها

يا حبذا منها أصيل وصلها

لو لم ينغصه هجير هجرها

سارت بها فوارس من وائل

قد أطلعت كواكبا من سمرها

والليل مثل غادة زنجية

قد زانها عشاقها بدرّها

* * *

آخر الجزء الرابع ، ويليه بإذن الله الجزء الخامس ،

أوله : «من اسمه عبد الجبار»

٤٥٧
٤٥٨

فهرس محتويات

الجزء الرابع

من

العقد الثمين

٤٥٩
٤٦٠