العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٤

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

روى عنه الأعمش ، وجعفر بن أبى وحشية ، والحجاج بن أرطاة ، وابن إسحاق ، وجماعة.

روى له الجماعة ، إلا البخارى قرنه بغيره. قال أحمد : ليس به بأس. وكذا قال النسائى وابن عدى. وقال ابن أبى خيثمة ، عن ابن معين : لا شىء. انتهى.

ولم يذكر صاحب الكمال والذهبى وفاته ، ووجدت بخط الإمام تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم الحنفى فى حاشية الكمال ، فى آخر ترجمته : قال ابن سعد : توفى سنة أربع وعشرين ومائة. انتهى.

١٤٤٣ ـ طليب بن الأزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشى الزهرى :

قال الزبير بن بكار : ومن ولد الأزهر بن عبد عوف : المطلب وطليب ، كانا من مهاجرة الحبشة وماتا بها.

وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب بمعنى ما ذكره الزبير ، قال : وهما أخوا عبد الرحمن بن أزهر. وذكر ابن قدامة : أنه ابن عم عبد الرحمن بن عوف.

١٤٤٤ ـ طليب بن عمير بن وهب بن أبى كبير (١) بن عبد بن قصى بن كلاب القرشى العبدرى ، يكنى أبا عدى :

هكذا ذكر نسبه وكنيته ابن عبد البر فى الاستيعاب. وذكر الزبير بن بكار فى نسبه ما يخالف ذلك ، لأنه قال فى غير موضع من كتابه النسب : طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصى. انتهى.

ولا يقال : لعله سقط فى نسبه «ابن أبى كبير» بين وهب وعبد ، لأنه قال : وولد عبد ابن قصى : وهب بن عبد قصى ، وميهب بن عبد ، وهو أبو كبير الذى يعرف به الوادى ، الذى يعرف بوادى أبى كبير ، يصب على قصر على بن عمر بن حسن بالشجرة. ثم قال : وبجير بن عبد. انتهى.

__________________

١٤٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٩٧ ، الإصابة ترجمة ٤٣٠٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٣٨).

١٤٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٩٩ ، الإصابة ترجمة ٤٣٠٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٤٠).

(١) فى الاستيعاب : «ابن أبى كثير».

٣٠١

وهذا يدل على أن أبا كثير ميهب بن عبد ، غير وهب بن عبد ، جد طليب بن عمير ابن وهب. وذكر أن طليبا من المهاجرين الأولين ، شهد بدرا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقتل بأجنادين شهيدا ، وهو أول من دمى مشركا فى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمع مشركا يسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ لحى جمل فضربه به فشجه ، فقيل لأمه : ألا ترين ما صنع ابنك؟. وأخبرت الخبر فقالت [من الرجز] :

إن طليبا نصر ابن خاله

آساه فى ذى دمه وماله

وذكر أن أمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم ، عمة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

وذكر الزبير هذه القصة فى موضع آخر من كتابه ، وذكر أن الذى ضربه طليب : عوف بن صبيرة السهمى ، وأنه لا عقب لطليب.

وذكر ابن عبد البر : أنه هاجر إلى الحبشة ، ثم شهد بدرا ، فى قول ابن إسحاق والواقدى. وقد سقط فى بعض الروايات عن ابن إسحاق ، قال : وكان من خيار الصحابة. وذكر أن الواقدى قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى ، عن أبيه ، قال : أسلم طليب بن عمير فى دار الأرقم. انتهى.

يعنى الدار المعروفة بدار الخيزران عند الصفا بمكة. وقيل إن اسم والد طليب : عمرو ، حكاه الذهبى والكاشغرى.

١٤٤٥ ـ طليق بن سفيان بن أمية الأموى ، أبو حكيم :

ذكر ابن عبد البر : أنه مذكور فى المؤلفة ، هو وابنه حكيم ، وذكر أنه لا يعرفه بغير ذلك.

١٤٤٦ ـ ألطنبغا :

أمير مكة ، وجدت بخط الميورقى ، أن فى سنة سبع وعشرين وستمائة ، جاء أمير مكة إلى الطائف ، وهو ألطنبغا ، فاستفدنا من هذا إمرته على مكة فى هذا التاريخ.

١٤٤٧ ـ طهمان ، مولى سعيد بن العاص :

حديثه عند إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن أبيه عن جده ، أن غلاما لهم يقال له طهمان ، أعتقوا نصفه. وذكر الحديث مرفوعا.

__________________

١٤٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣١٠ ، الإصابة ترجمة ٤٣١٢ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٤٤).

١٤٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٠٥ ، الإصابة ترجمة ٤٣١٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٤٨).

٣٠٢

١٤٤٨ ـ طيبغا بن عبد الله المعروف بالطويل :

صاحب المطهرة بأسفل مكة ، فى جهة الشبيكة ، بقرب باب العمرة ، كان شريكا للأمير يلبغا الخاصكى فى تدبير المملكة بالديار المصرية فى الباطن ، ثم وقع بينهما فتحاربا ، فغلب يلبغا ، واعتقل طيبغا بالإسكندرية ، ثم أطلق وولى نيابة حماة ، ثم ولى نيابة حلب ، ومات بها فى سنة ثمان وستين وسبعمائة.

وكان حج إلى مكة فى سنة ثلاث وستين ، وقرر بها سبيلا بالحرم الشريف ، وسبعا يقرأ فيه القرآن. ووقف أوقافا على ذلك وعلى المطهرة التى له بمكة ، وعلى خانقاة له مشهورة بظاهر القاهرة ، وأعظم الله له الثواب فى ذلك.

* * *

٣٠٣

حرف الظاء

١٤٤٩ ـ ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المخزومى أبو بكر ، وأبو أحمد ، وأبو عبد الله ، المكى :

سمع من الفخر التوزرى الموطأ ، وسمع من الرضى الطبرى ، وعلى غيره. سألت عنه حفيده شيخنا قاضى القضاة جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة ، فقال : كان رجلا صالحا عابدا.

وأخبرنى الوالد ، أنه كان مواظبا على الجماعة. وله أوراد كان يواظب عليها ، ومن كثرة خيره ، خطبه الشيخ عبد الله الدلاصى لابنته ، وسأله فى تزويجها ، وكان يلازم مجلس حميه الشيخ نجم الدين الأصفونى ، وكان كثير الصدقة.

توفى فى شوال سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، عن نحو خمس وخمسين سنة. وذكر أن أمه وأم إخوته : آمنة بنت عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى ، عمة الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى. وذكر أن عبد الله بن الزين الطبرى ، أخبره أنه لم ير أحدا من أهل الحرم أحسن صورة منه. انتهى بالمعنى.

١٤٥٠ ـ ظهيرة بن حسين بن على بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المخزومى المكى :

ولد فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، ظنّا غالبا. وسمع بمكة من القاضى عز الدين بن جماعة : أربعينه التساعيات وغيرها ، وسمع من غيره. وأجاز له من شيوخ مصر : الجزائرى وابن القطروانى ، وأبو الحرم القلانسى ، وجماعة من مصر ودمشق ومكة.

روى لنا عن القلانسى جزء الغطريف بسماعه له من ابن خطيب المزة. وروى لنا بوادى الصفراء بين مكة والمدينة شيئا من الأربعين التساعية لابن جماعة ، وأخذ عنه صاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر سلمه الله تعالى ، لغرابة اسمه : جزء الغطريف ، وبقراءته سمعت عليه ذلك ، وكان يخدم السيدة زينب ، ابنه القاضى شهاب الدين الطبرى وأمها ، لأنه كان زوج بنت أختها ، فنال بخدمتهم خيرا ، واكتسب دنيا ، وصار يتجر حتى أثرى ، واستفاد عقارا كثيرا ، ونقدا وعروضا.

توفى ليلة الخميس عاشر صفر سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

* * *

٣٠٤

حرف العين

١٤٥١ ـ عابس ، مولى حويطب بن عبد العزى :

قيل إنه من السابقين ، من عذب فى الله تعالى ، ذكره هكذا الذهبى. وذكره الكاشغرى ، وقال : روى عن ابن الكلبى ، أن الله تعالى أنزل قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [البقرة : ٢٠٧]. فيه ، وفى جماعة لما عذبهم المشركون عند إسلامهم.

١٤٥٢ ـ العاصى بن هشام بن المغيرة المخزومى ، أبو خالد ، أخو أبى جهل :

ذكره الذهبى فى التجريد ، وقال : له حديث. وذكره الكاشغرى ، وقال : سكن مكة ويروى حديث الطاعون.

وذكر ابن قدامة ما يخالف ذلك ، لأنه قال فى ترجمة هشام بن المغيرة : وله من الولد خمسة بنين : أبو جهل ، والعاصى ، والحارث ، وسلمة ، وخالد. فأما أبو جهل ، والعاصى ، فقتلا ببدر كافرين ، قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : أنا قتلت خالى بيدى : العاصى ابن هشام.

وكان هشام من أشراف قريش ، ولما مات لم يقم سوق مكة ثلاثا على ما قيل. وكانت قريش تؤرخ بموته.

١٤٥٣ ـ عاقل بن البكير بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانى :

حليف بنى عدى بن كعب بن لؤى ، شهد بدرا هو وإخوته : عامر وإياس وخالد ، بنو البكير ، حلفاء بنى عدى ، وقتل عاقل ببدر شهيدا ، قتله مالك بن زهير الخطمى ، وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكان اسمه غافلا ، بالغين المعجمة والفاء ، فلما أسلم ، سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عاقلا ـ بعين مهملة وألف وقاف ـ وكان أول من أسلم وبايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى دار الأرقم. ذكره ابن عبد البر بمعنى هذا.

* * *

__________________

١٤٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ١٦٩).

١٤٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٠٤١ ، الإصابة ترجمة ٤٣٧٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٧٧).

٣٠٥

من اسمه عامر

١٤٥٤ ـ عامر بن أبى أمية ، واسمه حذيفة ، ويقال سهل بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم المخزومى :

أخو أم سلمة ، زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. له صحبة ورواية عن أخته. روى عنه سعيد بن المسيب.

وذكر ابن عبد البر أنه أسلم عام الفتح ، قال : ولا أحفظ له رواية عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكان أبوه يسمى : زاد الركب ، لجوده ، ومعنى ذلك أنه يكفى المسافر مؤنته.

١٤٥٥ ـ عامر بن البكير الليثى ـ فى قول ابن إسحاق ـ وقيل : ابن أبى البكير ، فى قول الواقدى وغيره :

نسبه إلى جده. أسلم هو وأخواه : عاقل وخالد فى دار الأرقم. شهدوا بدرا وما بعدها من المشاهد ، وهم حلفاء بنى عدى ، وقتل عامر يوم اليمامة شهيدا.

١٤٥٦ ـ عامر ـ وقيل عمرو ـ بن الحارث بن زهير بن أبى شداد الفهرى :

هكذا ذكره ابن قدامة ، وقال : قديم الإسلام ، هاجر إلى الحبشة ، فى قول ابن إسحاق والواقدى.

وذكره الذهبى فقال : عامر بن الحارث الفهرى : بدرى ، وهم فيه يونس بن بكير وإنما هو عمرو بن الحارث الفهرى.

وكلام صاحب الاستيعاب يقتضى ترجيح قول من قال : عامر. وجزم بذلك الكاشغرى ، وقال : قيل هو عامر بن عبد الله بن الجراح ، أبو عبيدة.

١٤٥٧ ـ عامر بن ربيعة العنزى :

بسكون النون ، وقيل بفتحها ، والأول أكثر وأصح عندهم ، على ما ذكره ابن عبد

__________________

١٤٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٢٧ ، الإصابة ترجمة ٤٣٨٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٨٦ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣١٩ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٦١ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٥٠ ، الكاشف ٢ / ٥٤).

١٤٥٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٢٨ ، الإصابة ترجمة ٤٣٨٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٨٣ ، الثقات ٣ / ٩٢٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٣ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٣٨٨).

١٤٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٣٢ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٨٩).

١٤٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٣٥ ، الإصابة ترجمة ٤٣٩٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٦٩٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٤ ، شذرات الذهب ١ / ٤٠ ، بقى بن مخلد ٦١٥).

٣٠٦

البر. ويقال العدوى ، لأن الخطاب والد عمر بن الخطاب تبناه ، وكان يدعى بابنه ، إلى أن أنزل الله تعالى قوله عزوجل : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) [الأحزاب : ٥] الآية.

وأسلم قبل دخول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والجابية مع عمر ، وكان معه لواءه على ما قيل. وتوفى سنة اثنتين وثلاثين فى قول جماعة ، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام ، وقيل سنة ثلاث ، وقيل سنة ست ، وقيل سنة سبع ، قال أبو عبيد : وأظن هذا أثبت.

١٤٥٨ ـ عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ابن القرشى الفهرى ، أبو عبيدة :

أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض. كان أحد السابقين إلى الإسلام ، هاجر إلى الحبشة فى قول ابن إسحاق.

وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إنه أمين هذه الأمة ، ففى الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل أمة أمينا ، وإن أميننا أيتها الأمة ، أبو عبيدة بن الجراح» (١).

وقال الزبير بن بكار : حدثنى محمد بن فضالة : كان صبيح الوجه ، حسن الخلق ، زاهدا فاضلا أثرم الثنيتين ؛ وسبب ذلك ، أنه انتزع بهما الحلقتين اللتين كانتا فى وجه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم من المغفر ، لما رماه المشركون يوم أحد. وولى الشام لعمر بن الخطاب رضى الله عنه ، بعد عزل خالد بن الوليد ، وقال لما رآه : كلهم قد غرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. وقدم لعمر رضى الله عنه خبزا يابسا وملحا ، فقال له : هلا اتخذت كما اتخذ غيرك؟ فقال : هذا يبلغنى المحل ، ولم نجد فى بيته طنفسة.

ومات فى طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن ، ودفن بها ، وقبره بها مشهور ، وقيل ببيسان ، حكاه الكاشغرى ، وحكى قولا ، إنه مات ببيت المقدس.

وعمواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، وسبب نسبة الطاعون إليها ، أنه بدأ منها ثم انتشر.

__________________

١٤٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٤٠ ، الإصابة ترجمة ٤٤١٨ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٠٧).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه ، فى كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٤٦١) ، وفى كتاب المغازى ، حديث رقم (٤٠٣١) ، وكتاب أخبار الآحاد ، حديث رقم (٦٧١٤) ، أخرجه مسلم فى صحيحه ، كتاب فضائل الصحابة ، حديث رقم (٤٤٤٢).

٣٠٧

١٤٥٩ ـ عامر بن عبد غنم بن زهير القرشى الفهرى :

من مهاجرة الحبشة. هكذا ذكره الذهبى والكاشغرى ، إلا أن الكاشغرى قال : الفهرى ، وأسقط القرشى للدلالة عليه ، ثم قال : وقيل عثمان بن غنم.

وقال ابن قدامة : ابن زهير بن أبى شداد ، وقيل اسمه عامر بن عبد غنم ، من مهاجرة الحبشة. انتهى. فاستفدنا من هذا ، الخلاف فى اسمه واسم أبيه.

١٤٦٠ ـ عامر بن فهيرة :

مولى أبى بكر الصديق رضى عنه ، أسلم قبل أن يدعوه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الإسلام ، وقبل أن يدخل دار الأرقم ، وكان حسن الإسلام.

وهو الذى كان يرعى الغنم ، ويروح بها على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم والصديق ، وهما فى غار ثور ، ورافقهما فى الهجرة إلى المدينة ، وشهد بدرا وأحدا ، وقتل ببئر معونة فى سنة أربع من الهجرة.

١٤٦١ ـ عامر بن كريز بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى العبشمى :

ابن عمة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذكر ابن قدامة أنه أسلم يوم الفتح ، وبقى إلى خلافة عثمان ، وذكر أن أمه البيضاء بنت عبد المطلب.

١٤٦٢ ـ عامر بن أبى وقاص ، مالك بن أهيب ـ وقيل ابن وهيب ـ بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشى ، أخو سعد بن أبى وقاص ، يكنى أبا صفوان ، وقيل أبا المسور :

قال الزبير بن بكار ، بعد أن ذكر شيئا من خبر سعد بن أبى وقاص وأخيه عمير بن أبى وقاص : وأخوهما عامر بن أبى وقاص ، وكان من مهاجرة الحبشة ، وأمهم جميعا حمنة ابنة سفيان بن أمية بن عبد شمس. انتهى.

__________________

١٤٥٩ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥٩١).

١٤٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٤٦ ، الإصابة ترجمة ٤٤٣٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٢٤ ، تنقيح المقال ٢ / ٦٠٥٩).

١٤٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٤٨ ، الإصابة ترجمة ٤٤٣٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٢٦).

١٤٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٥٣ ، الإصابة ترجمة ٤٤٥٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٤٨).

٣٠٨

من السابقين الأولين ، أسلم بعد عشرة رجال ، وهاجر إلى الحبشة ، ولم يهاجر إليها أخوه سعد.

١٤٦٣ ـ عامر بن محمد بن عبد الرحمن القرمطى المكى ، أبو عبد الله :

حدث عن العتيق بن يعقوب الزبيرى ، وعن أبى سليمان يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعى ، وعن أبى الوليد هشام بن عامر ، وعن محمد بن زنبور ، وعن أبى مصعب الزهرى ، وغيرهم.

روى عنه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الديبلى المكى. ومن حديثه روينا حديثه فى الجزء المعروف : بالأول من حديث القرمطى.

١٤٦٤ ـ عامر بن مسعود (١) بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة المكى ، أبو إبراهيم :

مختلف فى صحبته ، وله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصوم فى الشتاء الغنيمة الباردة» (٢) عنه:عبد العزيز بن رفيع ، ونمير بن غريب.

واصطلح عليه أهل الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية ، وأقره عليها ابن الزبير ثلاثة أشهر ، ثم عزله بعبد الله بن يزيد الخطمى ، وكان لقبه : دحروجة الجعل ، لقصره.

__________________

١٤٦٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٥٠ ، الإصابة ترجمة ٤٤٤٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٤١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٢٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٨٠ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٥٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٤٦ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٥٥ ، بقى بن مخلد ٧٨٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ، الكاشف ٢ / ٥٧).

(١) فى الاستيعاب : «عامر بن مسعود الجمحى».

(٢) أخرجه أحمد فى المسند برقم (١٨٤٨٠) من طريق : وكيع ، عن سفيان ، عن أبى إسحاق ، عن نمير بن عريب ، عن عامر بن مسعود الجمحى. فذكر الحديث.

وأخرجه الترمذى فى سننه برقم (٧٩٧) بلفظ مختلف ، من طريق : محمد بن بشار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سفيان ، عن أبى إسحق ، عن نمير بن عريب ، عن عامر بن مسعود ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الغنيمة الباردة فى الشتاء».

قال أبو عيسى : هذا حديث مرسل عامر بن مسعود لم يدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشى الذى روى عنه شعبة والثورى.

٣٠٩

١٤٦٥ ـ عامر بن واثلة الليثى ـ وقيل عمرو ، والأول أصح ـ أبو الطفيل المكى :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، وجماعة. وروى عنه الزهرى ، وعمرو بن دينار ، ومعروف بن خربوذ ، وغيرهم. وروى له الجماعة ، وهو آخر الصحابة موتا فى الدنيا.

وقد اختلف فى وفاته ومحلها ، فقيل سنة مائة ، وقيل سنة اثنتين ومائة ، وقيل سنة عشر ومائة ، وكانت وفاته بمكة.

وقال ابن عبد البر : صحب عليّا رضى الله عنه فى مشاهده ، كلها ، فلما قتل انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات ، ويقال إنه أقام بالكوفة ومات بها ، والأول أصح. قال : وكان فاضلا عاقلا حاضر الجواب فصيحا ، وكان يتشيع فى علىّ رضى الله عنه ويفضله ، ويثنى على الشيخين أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ، ويترحم على عثمان رضى الله عنه.

قدم أبو الطفيل يوما على معاوية ، فقال : كيف وجدك على خليلك أبى حسن؟ فقال : كوجد أم موسى على موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ، فقال له معاوية : كنت فيمن حضر عثمان؟ قال : لا ، ولكن كنت فيمن حضره ، قال : فما منعك من نصره؟ قال : وأنت فما منعك من نصره ، إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت فى أهل الشام ، وكلهم تابع لك فيما تريد؟ فقال له معاوية : أو ما ترى طلبى لدمه نصرة؟ قال : بلى ، ولكنك كما قال أخو بنى حنيف [من البسيط] :

لا ألفينك بعد الموت تندبنى

وفى حياتى ما زودتنى زادا

١٤٦٦ ـ عايد بن السائب بن عويمر بن عايد بن عمران بن مخزوم المخزومى :

هكذا نسبه ابن قدامة ، وقال : أسره المسلمون يوم بدر ، وقد قيل إنه أسلم ، وصحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر نحوه الذهبى وقال : وقيل اسمه عابد ، بالموحدة.

__________________

١٤٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٥٢ ، الإصابة ترجمة ٤٤٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٤٧ ، الثقات ٣ / ٢٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٩ ، تقريب التهذيب ٥ / ٨٢ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٥٠ ، ٢٥٢ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ٦٨٧ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٤٦ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ٥٨٤ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٤٥٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٤٧ ، الأعلام ٣ / ٢٥٥ ، الرياض المستطابة ٨ ، ٣٣ ، الكاشف ٢ / ٥٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦٧ ، المحن ٧٨ ، ٨٠ ، العبر ١ / ١١٨ ، شذرات الذهب ١ / ١١٨).

٣١٠

١٤٦٧ ـ عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشى الأسدى المدنى :

قاضى مكة ، أبو يحيى ، روى عن عمر مرسلا ، وعن أبيه ، وجدته أسماء بنت الصديق ، وأختها عائشة ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم.

روى عنه ابنه يحيى بن عباد ، وابن أخيه عبد الواحد بن حمزة ، وابن عمه هشام ابن عروة ، وابن أبى مليكة ، وغيرهم. روى له الجماعة.

قال النسائى : ثقة. وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال الزبير بن بكار. وكان عباد عظيم القدر عند عبد الله بن الزبير ، وكان على قضائه بمكة ، وكان الناس يظنون إن حدث بعبد الله بن الزبير حدث ، أنه يعهد إليه بالإمرة ، وكان يستخلفه إذا خرج إلى الحج ، وكان أصدق الناس لهجة ، وأوصى إليه أخوه ثابت بن عبد الله بن الزبير بولده ، وقال : قال عمى مصعب بن عبد الله : وكان عباد بن عبد الله قصدا وقادا. انتهى.

١٤٦٨ ـ عباد بن كثير الثقفى البصرى :

المجاور بمكة ، روى عن ثابت البنانى ، وأبى عمران الجونى ، وعبد الله بن دينار ، وأبى الزبير ، وخلق.

وعنه إبراهيم بن أدهم ، وأبو نعيم ، وأبو عاصم ، وآخرون ، منهم : جرير بن عبد الحميد. وكان إذا حدث عنه يقولون له : اعفنا منه ، فيقول : ويحكم ، كان شيخا صالحا.

__________________

١٤٦٧ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٩ / ١٥٢ ، طبقات خليفة ٢٥٦ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٥٩٢ ، جمهرة نسب قريش ٧٠ ، ثقات العجلى ٢٨ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢١٥ ، ٣٦٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ٤١٩ ، ثقات ابن حبان ٥ / ١٤٠ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى الترجمة ٥٧٣ ، رجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١١٧ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٣٣٢ ، أنساب القرشيين ٢٢٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢١٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢١ ، معرفة التابعين ٢٩ ، إكمال مغلطاى ٢ / ٢٣٢ ، نهاية السول ١٥٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٢ ، تهذيب الكمال ١٤ / ١٣٦).

١٤٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الدورى ٢ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، الدارمى الترجمة ٤٩٦ ، ابن محرز ٢٦ ، سؤالات ابن أبى شيبة لابن المدينى الترجمة ١٥٦ ، ضعفاء البخارى الصغير الترجمة ٢٢٧ ، تاريخه الصغير ٢ / ١٠٤ ، أحوال الرجالى للجوزجانى الترجمة ١٦٣ ، أبى زرعة الرازى ٣٨٥ ، ٦٣٥ ، سؤالات الآجرى لأبى داود ٥ / ٨ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٣٤ ، ٢ / ١٢٦ ، ٧٩٧ ، ٣ / ١٤٠ ، الجرح والتعديل الترجمة ٤٣٣ ، كشف الأستار ٦٠٤ ، تهذيب الكمال ١٤ / ١٤٥).

٣١١

وقال البخارى : سكن مكة ، تركوه. وقال ابن حبان. ليس هو بعباد بن كثير الرملى.

وقد قال بعض أصحابنا : إنهما بمعنى واحد ، يعنى فأخطأ. وذكر أنه مات قبل الثورى. روى له أبو داود والترمذى.

* * *

من اسمه العباس

١٤٦٩ ـ العباس بن الحسين بن العباس العباسى الطبرى ، نجيب الدين أبو الفضل :

إمام مقام إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، سمع على أبى الفتوح نصر بن أبى الفرج الحصرى جزءا فيه استعاذات النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهى خمسون حديثا ، جمع عمر بن شاهين ، بسماعه على أبى العلاء محمد بن عقيل ، عن أبى الحسين الطيورى ، عنه.

وتوفى فى ليلة الثلاثاء العشرين من ذى الحجة ، سنة إحدى عشرة وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره لخصت وفاته. وترجم فيه : بالشيخ الصالح الورع الزاهد.

١٤٧٠ ـ العباس بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشى ، من بنى أسد بن عبد العزى :

من أهل مكة ، يروى عن عمرو بن دينار ، وروى عنه أبو عاصم النبيل.

ذكره ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات ، وروى فى ترجمته بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما ، وأنه قال : يكره من البدن العوراء والعرجاء والجدعاء والصريمة أظفارها كلها. انتهى.

١٤٧١ ـ العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمى :

أمير مكة والطائف ، ذكره ابن حبان فى الطبقة الثانية من الثقات ، وذكر أنه من أهل المدينة ، وقال : روى عن أبيه وعكرمة.

__________________

١٤٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٢١٥).

١٤٧١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٩ / ١٩٥ ، تاريخ خليفة ٤٣٢ ، علل أحمد ١ / ١٣١ ، تاريخ البخارى الكبير ٧ / ٣٠ ، تاريخه الصغير ١ / ٣٢٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ١١٦٤ ، ثقات ابن حبان ٧ / ٢٧٤ ، جمهرة ابن حزم ١٨ ، الكامل فى التاريخ ٥ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، ٤٨٣ ، الكاشف الترجمة ٢٦٢١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٥ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٩٢ ، ٢٦٤ ، إكمال مغلطاى ٢ / ٢٣٦ ، نهاية السول الورقة ١٦٠ ، تهذيب الكمال ١٤ / ٢١٩).

٣١٢

روى عنه ابن جريج ، وابن عجلان ، ووهب بن خالد. انتهى. وروى عنه أيضا : سفيان بن عيينة والدراوردى.

وذكر ابن جرير فى أخبار سنة خمس وثلاثين ومائة ، أنه كان على مكة ، وذكر ذلك فى أخبار سنة سبع وثلاثين ، وذكر أنه مات عند انقضاء الموسم ، فضم عمله إلى زياد بن عبيد الله الحارثى ، وكان على المدينة فى سنة خمس وثلاثين ، ولم يذكر ابن جرير أنه ولى الطائف مع مكة ، وإنما ذكر ذلك ابن حزم ، وذكر أنه ولى ذلك للمنصور ، ولم يذكر أنه ولى للسفاح. وكلام ابن جرير يدل عليه ، لأن السفاح كان الخليفة فى سنة خمس وثلاثين ، وأخوه المنصور إنما ولى بعد موته فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين ومائة من الهجرة.

وقال الزبير بن بكار ، لما ذكر أولاد عبد الله الأصغر بن معبد بن العباس بن عبد المطلب : وعباس الثالث كان أميرا على مكة.

١٤٧٢ ـ العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمى ، أبو الفضل :

عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد معه بيعة العقبة ليستوثق له من الأنصار ، ولم يكن أسلم يومئذ ، واختلف فى زمن إسلامه ، فقيل قبل الهجرة ، حكاه النووى فى التهذيب. وقيل قبل بدر ، وقيل بعدها ، بعد إطلاقه من الأسر ، وكتم إسلام على ما قيل ، وأقام بمكة ، وصار يكتب إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأخبار المشركين ، ولذلك أمره النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالإقامة حين كتب إليه فى الهجرة ، وذكر له ثوابا فى إقامته. وقيل أسلم قبل خيبر ، وشهد الفتح وحنينا والطائف ، وثبت يومئذ ، وكان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكرمه ويعظمه ويجله ويقول : هذا عمى وصنو أبى ، وكان الصحابة يخلونه لذلك ، وقيل إنه لم يمر بعمر وعثمان وهما راكبان ، إلا نزلا حتى يزول ، إجلالا له ، واستسقى به عمر رضى الله عنه عام الرمادة فسقى ، وطفق الناس يتمسحون

__________________

١٤٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٨٦ ، الإصابة ترجمة ٤٥٢٥ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٩٩ ، الثقات ٣ / ٢٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥ ، نكت الهميان ١٧٥ ، طبقات فقهاء اليمن ١٣٦ ، ١٧٥ ، المصباح المضىء فهرس ٥٥ ، بقى بن مخلد ٨٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٠ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ٦٩٠ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ٦٢٩ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٣ ، الأعلام ٣ / ٢٦٢ ، الرياض المستطابة ٢٠٩ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٥ ، مصنف ابن أبى شيبة ١٣ / ١٥٧٦٨ ، ١٥٧٨١ ، تاريخ ابن طهمان الترجمة ٣٥٨ ، تاريخ خليفة ٨٦ ، ١٣٨ ، ١٦٨ ، فضائل الصحابة ٢ / ٩١٥ ، مسند أحمد ١ / ٢٠٦ ، علل ابن المدينى ٧٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١ ، الكندى ١٢٧ ، ٣٢٣ ، ٥٧١ ، تنقيح ابن الجوزى ١٣٦ ، نهاية السول ١٦٠).

٣١٣

به ، وكان رئيسا فى الجاهلية ، وإليه السقاية وعمارة المسجد ، ومعناها أنه لا يدع أحدا يسب فيه ولا يقول هجرا ، وكان وصولا لأرحام قريش ، محسنا إليهم ، ذا رأى وعقل وكمال ، وكان جهورى الصوت ، لأنه كان على ما قيل ، ينادى غلمانه من سلع فى آخر الليل ، فيسمعونه وهم بالغابة ، وبين ذلك ثمانية أميال ، على ما ذكر الحازمى. وكان له من الولد عشرة بنين وثلاث بنات.

توفى فى رجب سنة اثنتين وثلاثين ، عن ثمان وثمانين سنة ، وكان أبيض نقيا جميلا معتدل القامة ، له ضفيرتان.

١٤٧٣ ـ العباس بن على بن داود بن يوسف بن عمر بن على بن رسول ، صاحب اليمن ، الملك الأفضل بن الملك المجاهد بن الملك المؤيد بن الملك المظفر بن الملك المنصور :

ولى السلطنة نحو أربعة عشر سنة ، وذلك بعد أبيه ، فى جمادى الأولى سنة أربع وستين ، حتى مات فى شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. ولما ولى السلطنة اهتم بأمر ابن ميكائيل ، المتغلب على البلاد الشامية باليمن : حرض والمهجم ، وما يلى ذلك إلى صوب زبيد ، وبعث إليه الجيش مع الأمير زياد ، فحاربوا ابن ميكائيل حتى انهزم ، وزالت دولته كأن لم تكن ، بعد أن كانت قوية ، لعدم عناية الملك المجاهد بحربه.

ولما مات الملك المجاهد بعدن ، لم يكن حاضرا عنده من أولاده ، إلا ولده الملك الأفضل ، وسئل فى السلطنة ، فتوقف خوفا من أخيه يحيى بن الملك المجاهد ، لأنه خرج عن طاعة أبيه ، وقصد عدن للاستيلاء عليها ، وكاد أن يتم له ذلك لو لا تشاغل يحيى ومن معه بأكل بطيخ على باب عدن ، وفى حال شغلهم بذلك ، وصل نذير من المجاهد لأهل عدن ، فغلق بابها دون يحيى ، وقصد يحيى لحج (١) وأبين (٢) وتلك النواحى ، ولم يتم ليحيى أمر بعد أبيه ، وتلاشى حاله حتى مات.

__________________

(١) لحج : بالفتح ثم السكون ، وجيم ، وهو الميلولة ، يقال : ألحجنا إلى موضع كذا أى ملنا ، وألحاج الوادى : نواحيه وأطرافه ، واحدها لحج : مخلاف باليمن. انظر : معجم البلدان (لحج).

(٢) أبين : يفتح أوله ويكسر بوزن أحمر ، ويقال : يبين ، وذكره سيبويه فى الأمثلة بكسر الهمزة ، ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح ، وحكى أبو حاتم ، قال : سألنا أبا عبيدة كيف تقول عدن أبين أو إبين ، فقال : أبين وإبين جميعا ، وهو مخلاف باليمن ، منه عدن ، يقال : أنه سمى بأبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ. انظر : معجم البلدان (أبين) ، الروض المعطار ١١ ، معجم ما استعجم ١ / ١٠٣.

٣١٤

ولما توجه المجاهد إلى عدن بسبب ابنه يحيى ، كان ابنه الأفضل فى خدمته ، ولم يكن معه فيما قيل خيمة ينزل فيها ، وربما استظل بالشجر ، وربما ذكر ذلك لأبيه ، فلم ينظر فى حاله ، فلما ولى السلطنة بعد أبيه ، وتوجه به من عدن ، كان ينزل فى خيام أبيه ويوضع أبوه تحت الشجر ، فسبحان الفعال لما يريد.

وللأفضل من المآثر بمكة المدرسة التى فى المسعى ، وهى معروفة به ، وله مدرسة بتعز ، وكان له إلمام بالعلم وتواليف حسنة ، منها : «كتاب العطايا السنية» فى ذكر أعيان اليمن.

وكتاب «نزهة العيون فى تاريخ طوائف القرون» و «مختصر تاريخ ابن خلكان» وكتاب «بغية ذوى الهمم فى أنساب العرب والعجم». وكتاب فى «الألغاز الفقهية». وغير ذلك.

وبلغنى أن هذه التواليف ألفها على لسانه قاضى تعز ، رضى الدين أبو بكر بن محمد ابن يوسف النزارى الصبرى. وكان خلف عدة أولاد ، منهم ثمانية ذكورا ، أكبرهم الملك الأشرف إسماعيل ، الذى ولى السلطنة بعده ، حتى مات فى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة بتعز ، ودفن فى مدرسته التى أنشأها بتعز.

* * *

من اسمه عبد الله

١٤٧٤ ـ عبد الله بن أحمد بن أبى بكر بن الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل اليمنى :

توفى فى ذى الحجة سنة أربع وأربعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره نقلت نسبه هكذا ووفاته ، وترجم فيه : بالفقيه العالم الصالح.

وجد أبيه أحمد بن موسى ، كان شيخ اليمن علما وعملا ، وتوفى فى شهر ربيع الأول سنة تسعين وستمائة ، وما ذكره الإسنائى فى طبقاته ، من أنه توفى سنة أربع وثمانين ، فهو وهم ، لأن الجندى مؤرخ اليمن ، ذكر وفاته كما ذكرنا.

١٤٧٥ ـ عبد الله بن أحمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أبى العباس أحمد بن على القيسى القسطلانى المكى ، يلقب بالعفيف ، ويعرف بابن الزين :

ولد فى سنة سبعين وسبعمائة ، أو قبلها بقليل ، وحفظ فى الفقه «الحاوى الصغير» أو أكثره ، ولازم درس شيخنا مفتى مكة وقاضيها ، جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة مدة سنين ، ثم ترك ، وعانى الشهادة وكتابة الوثائق والسجلات ، وأكثر من ذلك أيام

٣١٥

صحبته لقاضى مكة عز الدين بن القاضى محب الدين النويرى ، وفى ولاية القاضى محب الدين بن القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وسعى له أقاربه فى توقيع يقتضى استقراره فى نيابة الحكم الشافعى بمكة ، فتيسر له ذلك فى دولة الملك المظفر أحمد بن المؤيد صاحب مصر ، وكتم ذلك خوفا من القاضى محب الدين بن ظهيرة ، فلما مات القاضى محب الدين ، أظهر التوقيع بعض أقارب المذكور ، فعاجلت المنية العفيف قبل استكمال جمعة من ظهور التوقيع ، وكان موته قبيل الزوال من يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، ودفن بعد العصر بالمعلاة ، بمقبرة أصحابه القسطلانيين ، سامحه الله تعالى ، وكان يذاكر بمسائل من الفقه ، وله معرفة بالوثائق والسجلات والدعاوى ، ويقصده الأغنياء لتحريرها وتعليمهم ما يخفى عنهم من الحجج ، وسمع الحديث على الأميوطى ، والنشاورى ، ووالده ، وغيرهم من شيوخنا.

١٤٧٦ ـ عبد الله بن أحمد بن حسن بن يوسف بن محمد بن مسكن بن معين بن يحيى القرشى الفهرى المكى ، المعروف بابن مسكن :

سمع من عثمان بن الصفى ، والسراج الدمنهورى ، والفخر التوزرى ، وذكر أنه قرأ «التنبيه» على خاله على بن محمد بن عبد الرحمن الطبرى ، وكان يحضر دروس القاضى أبى الفضل النويرى ، ويتأنق فى ملبسه كثيرا. مات فى عشر السبعين وسبعمائة بمكة ودفن بالمعلاة.

١٤٧٧ ـ عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبى مسرة المكى ، أبو يحيى :

مفتى مكة. روى عن أبى عبد الرحمن المقرى ، وخلاد بن يحيى ، والعبقسى ، وبدل بن المحبر.

وروى عنه : محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى المكى ، مؤلف «أخبار مكة» ، وابنه عبد الله بن مسلم الفاكهى ، ومن طريقه وقع لنا حديثه عاليا.

وذكره ابن حبان فى الثقات. وذكره محمد بن إسحاق فى فقهاء مكة ، فقال : ثم مات هؤلاء ، فكان المفتى بمكة موسى بن أبى الجارود ، وعبد الله بن أحمد بن أبى مسرة ، ثم مات أبو الوليد موسى ، فصار المفتى بمكة بعده ، عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة إلى يومنا هذا ، وأحمد بن محمد الشافعى. انتهى.

وقال الفاكهى فى الأوليات بمكة : وأول من أفتى الناس من أهل مكة ، وهو ابن أربع

__________________

١٤٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٦).

٣١٦

وعشرين سنة أو نحوها ، أبو يحيى بن أبى مسرة ، وهو فقيه أهل مكة إلى يومنا هذا. انتهى.

وذكر ابن قانع أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائتين بمكة ، وذكر وفاته هكذا غيره.

١٤٧٨ ـ عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر ، يلقب بالتقى بن المحب الطبرى المكى :

خطيب الحرم الشريف. ولد سنة أربع وأربعين وستمائة بمكة ، وسمع بها من ابن الجميزى : الأربعين البلدانية للسلفى ، ومن المرسى : صحيح ابن حبان والأربعين الفراوية ، وغيرهما.

وحدث وأفتى ، وولى الخطابة فى سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، وناب بمكة فى الحكم عن أخيه القاضى جمال الدين.

وتوفى ليلة الجمعة تاسع رمضان سنة أربع وسبعمائة بحميترا (١) ، ودفن إلى جانب سيدى الشيخ أبى الحسن الشاذلى.

١٤٧٩ ـ عبد الله بن الزين أحمد بن محمد بن المحب بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر الطبرى المكى الشافعى :

ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ، وأجاز له من دمشق جماعة ، منهم : الحجار ، سنة ثمان وعشرين ، ومن مصر الدبوسى ، والوانى ، والختنى ، وعلى بن قريش ، وجماعة. ومن الإسكندرية إبراهيم الغرافى ، ووجيهة.

وسمع بمكة على الحجى : صحيح البخارى ، وسمع عليه ، وعلى أبيه ، ومحمد بن الصفى ، وبلال ، عتيق ابن العجمى ، والجمال المطرى : جامع الترمذى ، وعلى أبيه أيضا ، وعثمان بن الصفى ، والآقشهرى : سنن أبى داود ، وعلى الآقشهرى ، والواد ياشى : الاكتفاء ، والتيسير للدانى.

وسمع بالمدينة على الزبير الأسوانى : الشفاء للقاضى عياض ، وعلى المطرى ، وخالص البهائى : الإتحاف لأبى اليمن بن عساكر ، وعلى علىّ بن عمر بن حمزة الحجار : عدة أجزاء ، وسمع بقراءته من جماعة منهم : ابن المكرم وغيره بمكة.

وسمع بدمشق من القاضى شهاب الدين بن فضل الله : قصيدة من نظمه ، وحدث.

__________________

١٣٧٨ ـ (١) موضع بصحراء عيذاب فى واد على طريق الصعيد. انظر : (تاج العروس مادة حميتر).

٣١٧

سمع منه شيخنا ، ابن سكر وغيره ، وكان سافر إلى بلاد الهند ، ثم عاد منه ، وانقطع بتربة من بلاد الحجاز بضع عشرة سنة ، ثم عاد إلى مكة وأقام بها. ثم توجه إلى المدينة زائرا ، فأدركه الأجل بها ، فى أحد الجماديين سنة سبع وثمانين وسبعمائة ودفن بالبقيع ، بقرب قبر إبراهيم بن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله اشتغال كثير ومعرفة بالرمل ، وهو خال الوالد.

١٤٨٠ ـ عبد الله بن أحمد بن محمد بن قفل الزيادى الحضرمى المكنى بأبى قفل :

ذكره السبكى فى طبقاته ، وقال : قال المطرى ـ يعنى العفيف ـ : تفقه وكتب الكثير بخطه : وكان رجلا صالحا ، وقف كتبه بمكة ، ومولده فى عشر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمكة ، ومات عشية الأحد ، لست عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة إحدى وثلاثين وستمائة بمكة.

١٤٨١ ـ عبد الله بن أحمد بن إمام الدين محمد بن الزين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن على القسطلانى المكى :

ورث عن أبيه عقارا كثيرا ، وذهب منه. ثم أدركته المنية بعد سنة ثمانية وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٤٨٢ ـ عبد الله بن إبراهيم بن حسين بن محمد الحميرى اليمنى يلقب بالعفيف ويعرف بابن الشقيف :

نزيل مكة وأحد التجار بها. بلغنى أنه ولد بزبيد ونشأ بها. ثم قدم إلى مكة وأقام بها مدة سنين ، ورزق دنيا ، وسافر إلى بلاد الحبشة ، وأقام بها سبع سنين ، وسافر إلى ديار مصر ، وأقام بها مدة سنين. وولد له بمكة أولاد وصار له بها عقار ، وكان ذا ملاءة كثيرة ، وأوصى فى مرض موته بالتصدق بثلث أمواله على الفقراء والمساكين ، وعين من ذلك أشياء لجماعة من أقاربه ومواليه الذين أعتقهم غيرهم. ووقف دارين بمكة على أولاده ، ووقف عقارا له بالضيعة المعروفة بسروعة من أعمال مكة ، على الفقراء من أقاربه بمكة وغيرها ، ووقف بهذه الضيعة موضعا يعرف بحفرة مسجد بسروعة (١) ، بما

__________________

١٤٨٢ ـ (١) سروعة : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الواو ، وعين مهملة ، كذا وجدته مضبوطا ، فإن صحّ فإنه علم مرتجل غير منقول ، وقد ذكر أبو منصور أن السّروعة بضم الراء وسكون الواو ، وأنها النّبكة العظيمة من الرمل ، والنبكة : الرابية من الطين ، هذا لفظه ، وقال الأصمعى : سروعة جبل بعينه بتهامة لبنى الدّؤل بن بكر ، وخبرنى من أثق به من أهل الحجاز أن سروعة ، بسكون الراء ، قرية بمرّ الظهران فيها نخل وعين جارية. انظر : معجم البلدان (سروعة).

٣١٨

لذلك من سقية على الفقراء بمسجد سروعة ، وعلى من يسبل فيه أربع دوارق ماء فى كل يوم ، ووقف بعض هذا الوقف على بعض أقاربه.

توفى فى العشر الأخير من شوال ، أو فى أوائل ذى القعدة سنة سبع وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة ، بعد أن جاور بمكة مدة سنين متوالية ومتفرقة ، وهو ابن عم أبى القاسم بن محمد ابن حسين المعروف بابن الشقيف فقيه الزيدية بمكة ، الآتى ذكره.

والشقيف : بشين معجمة مضمومة ثم ياء التصغير ساكنة ثم فاء.

١٤٨٣ ـ عبد الله بن إبراهيم الحجبى :

عن أبيه. وعنه الزبير بن بكار فى كتاب النسب خبرا يتعلق بعبد الله بن عباس رضى الله عنهما.

١٤٨٤ ـ عبد الله بن أبى بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح :

أسلم عام الفتح ، وقتل يوم الجمل. ذكره ابن عبد البر وابن قدامة.

١٤٨٥ ـ عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب القرشى الزهرى :

قال الزبير بن بكار : كان على بيت المال زمن عمر ، وصدرا من ولاية عثمان رضى الله عنهما ، وكانت له صحبة. انتهى.

وقال ابن عبد البر : أسلم عام الفتح ، ثم كتب للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان يعجب من كتابته لحسنها ، وكتب لأبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ، وولاه عمر رضى الله عنه بيت المال مدة خلافته ، وقال : «ما رأيت أخشى لله منه» وأجازه عثمان ثلاثين ألفا ، وقيل بثلاثمائة درهم ، وأبى أن يقبلها ، وقال : إنما عملت لله ، وإنما أجرى على الله.

وله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد. رواه أصحاب السنن من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عنه ، وأضر قبيل موته.

١٤٨٦ ـ عبد الله بن أسعد بن على بن سليمان اليافعى اليمنى :

نزيل مكة ، وشيخ الحرم ، يلقب عفيف الدين ، ويكنى بأبى السيادة ، ولد سنة ثمان

__________________

١٤٨٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٧٦ ، الإصابة ترجمة ٤٥٣٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٨٠٧).

١٤٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٧٧ ، الإصابة ترجمة ٤٥٤٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٨١١ ، الجرح والتعديل ٥ / ١ ، تهذيب الكمال ١٤ / ٣٠١).

٣١٩

وتسعين وستمائة تقريبا ، وحج وقد بلغ فى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة ، ثم عاد إلى اليمن ، ورجع منها إلى مكة ، فى سنة ثمان عشرة وسبعمائة على ما ذكر ، وسمع بها بقراءته غالبا على الشيخ رضى الدين الطبرى : الكتب الستة ـ خلا سنن ابن ماجة ، ومسند الدارمى ، ومسند الشافعى ، وصحيح ابن حبان ، والسيرة لابن إسحاق ، والعوارف للسهروردى ، وعلوم الحديث لابن الصلاح ، وعدة أجزاء. وعلى القاضى نجم الدين الطبرى قاضى مكة : مسند الشافعى ، وفضائل القرآن لأبى عبيد ، وتاريخ مكة للأزرقى ، وغير ذلك ، وبحث عليه الحاوى الصغير فى الفقه ، والتنبيه ، قال : وكان يقول فى حال قراءتى للحاوى : استفدت معك أكثر مما استفدت معى ، قال : ويقول لى : قد أقرأت هذا الكتاب مرارا ، ما فهمته مثل هذه المرة ، ولما فرغت من قراءته ، قال فى جماعة حاضرين : اشهدوا على أنه شيخى فيه. وجاءنى إلى مكانى فى ابتداء قراءتى عليه ، لأقرأه عليه ، كل ذلك من التواضع وحسن الاعتقاد والمحبة فى الله والوداد. انتهى.

وكان عارفا بالفقه والأصولين والعربية والفرائض والحساب ، وغير ذلك من فنون العلم. وله نظم كثير ، دون فيه ديوان فى نحو عشر كراريس كبار ، وتواليف فى فنون العلم ، منها : المرهم فى أصول الدين ، وقصيدة نحو ثلاثة آلاف بيت فى العربية ، وغيرها ، وذكر أنها تشتمل على قريب عشرين علما ، وبعض هذه العلوم متداخل ، كالتصريف مع النحو ، والقوافى مع العروض ، ونحو ذلك : وكتاب فى التاريخ بدأ فيه من أول الهجرة ، وكتاب فى أخبار الصالحين ، يسمى روض الرياحين ، وذيل عليه بذيل يحتوى على مائتى حكاية ، وكتاب سماه الإرشاد والتطريز ، والدرة المستحسنة فى تكرار العمرة فى السّنة ، وغير ذلك.

وكان كثير العبادة والورع ، وافر الصلاح والبركة والإيثار للفقراء ، والانقباض عن أهل الدنيا مع إنكاره عليهم ، ولذلك نالته ألسنتهم ، ونسبوه إلى حب الظهور ، وتطرقوا للكلام فيه بسبب مقالة قالها ، وهى قوله من قصيدة [من الطويل] :

فيا ليلة فيها السعادة والمنى

لقد صغرت فى جنبها ليلة القدر

حتى إن الضياء الحموى كفره بذلك ، وأبى ذلك غير واحد غير واحد من علماء عصره ، وذكروا لذلك مخرجا فى التأويل ، لا يحضرنى الآن ، وأخذ عليه فى كلمات وقعت منه ، تقتضى تعظيمه لأمره ، وسمعت والدى يقول : كنت أصحح فى «منهاج البيضاوى» على القاضى أبى الفضل ، فسافر للمدينة النبوية ، فأتيت إلى الشيخ عبد الله ابن أسعد اليافعى لأصحح عليه ، وناولته الكتاب ، ففتحه وقال : اقرأ : تقدس من تمجد بالعظمة والجلال ، فقلت : إنما أقرأ من كتاب القياس ، لأنى صححت من أوله إليه ، على

٣٢٠