العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٧٢

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

حرف الكاف

٢٣٦٢ ـ كامل بن أحمد بن محمد بن أحم د بن سلامة الدمشقى [....](١) المقرى :

قرأ على [....](١) تلميذ الأهوازى ، وسمع من جماعة ، وعرض عليه القرآن أبو القاسم بن عساكر ، وذكر أنه حج ، فتوفى بمكة سنة أربع وخمسمائة ، كتبت هذه الترجمة من تاريخ الإسلام.

٢٣٦٣ ـ كبيش بن عجلان بن رميثة بن أبى نمصى الحسنى المكى ، يكنى أبا فوز :

كان ينوب فى إمرة مكة عن أبيه وأخيه أحمد ، وألقى إليه مقاليد الإمرة ، لوفور رأيه وشهامته وكفايته ، وأمره بتدبير أمر ولده بعده ، فقام به أحسن قيام ، إلا أنه لم يحمد على ما فعله من كحل الأشراف ، الذين كان اعتقلهم فى سنة سبع وثمانين وسبعمائة الشريف محمد بن أحمد بن عجلان ، بعد موت أبيه أحمد بن عجلان ، وهم محمد بن عجلان ، وأحمد وحسن ابنا ثقبة ، وعلى بن أحمد بن ثقبة ، وكان كحلهم بعد موت أحمد بن عجلان ، بنحو عشرة أيام ، وذلك فى آخر شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.

والذى حمل كبيشا على ذلك ، ما توهمه فى أن ذلك حسم لمادة شرهم عنه ، وعن ابن أخيه ، فلم يتم له مراده ، لأنه لما كان الموسم من هذه السنة ، خرج ابن أخيه محمد ابن أحمد للقاء المحمل ، على عادة أمراء مكة ، فى يوم الاثنين مستهل الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، فلما وصل عند المحمل ، أحاط به الترك الذين حوله ، فلما رأى كبيش إحاطتهم به ، فر إلى جهة جدة ، وكان منعزلا عن ابن أخيه بمقربة منه ، لأنه كان أشار عليه بأن لا يحضر لخدمة المحمل ، لما بلغه من إضمار الشر من أمير المحمل على ابن أخيه ، وتبع بعض الترك كبيشا فلم يظفروا به ، وظن أن ابن أخيه لا يصل إليه بغير القبض

__________________

٢٣٦٢ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٣

عليه ، فلما بلغه قتل ابن أخيه ، ألم عليه وود؟؟؟ أنه كان حضر عنده ، وقاتل من قتله ، ولو قدر أنه فر إلى مكة ، لما خرجت من يد آل عجلان ، ولكنه ساق فى يومه حتى بلغ جدة ـ بالجيم ـ فأقام بها ثلاثا.

ثم فارقها لما حضر إليها على بن مبارك بن رميثة ، ومن معه من جماعة عنان بن مغامس الحسنى ، وكان ولى إمرة مكة ، بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان ولما فارق كبيش جدة ، قصد طريق الحاج ، وتعرض للقاء الأمير جركس الخليلى ، وكان حج فى هذه السنة ، وهى أول حجاته ، وحسّن لمحمد بن أحمد بن عجلان ، الحضور لخدمة المحمل ، وأوهمه أن لا خوف عليه فى ذلك ، واستعطف كبيش الخليلىّ على آل عجلان ، وقال كبيش للخليلى : إنما تركت التعرض للحاج إكراما لك ، وسأله المساعدة على ما يعود نفعه على آل عجلان ، إذا وصل إلى الديار المصرية ، ووعده الخليلى بذلك ، ثم إن كبيشا جمع جمعا كثيرا من الأعراب ، وقصد بهم جدة ، ومعه أيضا القواد العمرة ، فملكها هو ومن معه ، ونزل عند صهاريج جدة. ولما سمع بذلك عنان ، خرج من مكة ومعه من آل عجلان ، محمد بن عجلان المكحول ، ونزل الموضع المعروف بالحدبة ، وحصل له ولأصحابه عطش كثير ، لاستيلاء كبيش ومن معه على صهاريج جدة ، وأقام هو ومن معه هناك ثلاثة عشر يوما [....](١) فى كل يوم ، ولم يقع بينهم قتال ، لأن فى كل يوم يجير كل واحد من الفريقين فى ترك القتال فى ذلك اليوم ، ثم إن كبيشا رأى من أصحابه القواد العمرة ، انحلالا عن القتال ، واحتجوا بأنهم يخشون أن يقتل أحد من الأعراب الذين مع كبيش ، أحدا من جماعة عنان ، فيؤاخذون به لملايمتهم له.

فلما رأى ذلك منهم كبيش ، عاد إلى الموضع الذى كان به لما فارق جدة أولا ، وهو الموضع المعروف بأم الدمن عند خليص ، ثم إنه بعد مدة ، عاد إلى جدة وتولى الأمر بها ، وسبب ذلك ، أن محمد بن عجلان ، كان عنان قد استنابه على جدة ، لما ملكها بعد رحيل كبيش عنها ، ثم وقع بينهما منافرة ، اقتضت أن محمد بن عجلان ، استدعى جميع من لايم عنان من آل عجلان بوساطته ، ففارقوا عنانا أمير مكة ، وحضروا إلى محمد بجدة ، فقوى أمره بهم ، وغلبوا على جدة ، واستدعى محمد كبيشا للحضور إليه ، فتوقف كبيش لما وقع منه فى حق محمد ، من التقصير بسبب كحله ، ثم حضر كبيش إلى جدة بطلب ثان من محمد ، بعد أن توثق منه ، واقتضى رأيهما نهب ما فى جدة من أموال التجار وغيرهم فى المراكب وغيرها ، وكان تجار اليمن قد اجتمعوا بجدة للسفر منها إلى اليمن ، وقد حضر إليها ثلاثة مراكب للكارم ، متوجهة من اليمن إلى مصر ، فنهب ذلك

__________________

٢٣٦٣ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤

كله ، ويقال إن ذلك قوّم بستمائة ألف مثقال ذهبا ، والله أعلم.

ثم نهب ما فى جدة من الغلة المخزونة بها للأمير جركس الخليلى وإيتمش ، ولما وقع النهب فى المراكب ، حضر إلى جدة جماعة من الأشراف من أصحاب عنان ، منهم على ابن مبارك بن رميثة ، فأقبل عليه آل عجلان ، وأمّروه ، وجعلوا له نصف المتحصل من ذلك ، وأضافوا إليه جماعة منهم يكونون فى خدمته ، والنصف الثانى لعلى بن عجلان ، يتصرف فيه جماعته ، وعموا كلهم بالعطاء ، كل من حضر إليهم من الأشراف من أصحاب عنان ، ولم يبق بجدة شىء [.......](٢) أجمع رأيهم على المسير إلى مكة ، فتوجهوا إليها ثامن جمادى الأولى من سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، فلما بلغوا الركانى ، فارقهم على بن مبارك بن رميثة ، وقصد عنانا متخفيا ، ثم تبعه ابنه وغيره من إخوته ، فقصد آل عجلان البرابر من وادى مر ، وأقاموا بها ، وصار عبيدهم ينتشرون فى الطرقات ، ويختطفون ما يجدونه ، وأهل مكة فى خوف منهم ووجل.

فلما كان شعبان من سنة تسع وثمانين ، وصل إلى آل عجلان قاصد من الديار المصرية ، ومعه تقليد وخلعة لعلى بن عجلان بإمرة مكة ، عوض عنان ، فبعثه كبيش إلى عنان لإعلامه بذلك ، وإخلاء البلد لهم ، فأبى وصمم على قتالهم ، فجمع كبيش أصحابه القواد العمرة والحميضات ، وأصرف عليهم هو ومحمد بن بعلجد مالا عظيما ، من الزباد والمسك والإبل وغير ذلك ، وتوجهوا إلى مكة فى نحو مائة فارس وألف راجل ، فى آخر اليوم التاسع والعشرين من شعبان ، وأخذوا طريق الواسطية وساروا قليلا قليلا ، حتى أصبحوا فى يوم السبت الموفى ثلاثين من شعبان ، وهم بآبار الزاهر أو حولها ، فاقتضى رأى الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة ، النزول هناك يستريحون ، ويلحق بهم من يوادهم ، ممن هو مع عنان ، فى الليلة المسفرة ، فأبى ذلك كبيش ، وخشى من طول الإقامة ، وأن يصنع معه بنو حسن ، كما صنعوا معه بجدة أولا ، من أن كلا منهم يجير فى كل يوم من القتال ، وصمم على القتال فى ذلك اليوم ، وسار العسكر إلى مكة ، وأخذوا الطريق التى تخرجهم من الزاهر إلى شعب أذاخر.

فلما قطعوا الشعب ، افترق العسكر ، فأخذ الحميضات الطريق التى تخرجهم على مسجد الإجابة ، وأخذ كبيش ومن معه من القواد العمرة والعبيد ، طريقا أقرب إلى الأبطح ، فرأوا بها عنانا وأصحابه ، وكانوا قريبا منهم فى المقدار ، فأزال الرجل الذى مع كبيش ، الرجل الذى مع عنان من مواضعهم بعد قتال جرى بينهم ، وعقروا الجمال التى

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٥

عليها طبلخانتهم ، وصاح كبيش بعنان يطلبه للبراز ، فلم يجبه ، وبرز إليه بعض الأشراف ، فلم يره كبيش كفؤا له ، وضربه كبيش برمح معه ، فأصابت الضربة فرس المضروب فقتلها وسقط راكبها ، فعمد بعض أصحاب عنان إلى فرس كبيش فعقرها ، فسقط كبيش إلى الأرض وصار راجلا ، فقصده أصحاب عنان من كل جانب وقاتلوه ، فقاتلهم أشد القتال.

ثم إن بعضهم استغفله فى حال قتاله ، ورفع الدرع عن ساقه ، وضربه فيه ضربة حتى جثى على ركبتيه ، وقاتل وهو على تلك الحالة ، حتى أزهقت روحه ، وانهزم أصحابه الذين شهدوا معه الحرب ، بعد سقوطه عن فرسه إلى الأرض.

وأما الحميضات ، فإنهم لم يقاتلوا جملة لمباطنة بينهم وبين عنان ، وقتل فى هذا اليوم من القواد العمرة ، لقاح بن منصور ، وجماعة من عبيد آل عجلان ، ورجع بقيتهم بمن معهم من سادتهم ، إلى منزلهم بوادى مر ، وحمل كبيش إلى المعلاة فدفن بها ، وهو فى عشر الستين أو السبعين.

٢٣٦٤ ـ كثير بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الهاشمى ، يكنى أبا تمام :

ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب ، وقال : ولد قبل وفاة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأشهر من سنة عشر. ليس له صحبة ، ولكن ذكرناه لشرطنا ، أمه رومية تسمى سبأ ، وقيل حميرية. وكان فقيها ذكيّا فاضلا. روى عنه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وابن شهاب.

وذكر المزى فى التهذيب : أنه يروى عن أبيه ، وأخيه عبد الله ، وعثمان بن عفان ، وعمر ، وأبى بكر رضى الله عنهم. روى له البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى.

وقال الزبير : كان فقيها فاضلا ، لا عقب له ، وأمه أم ولد.

وقال عبد الرحمن بن أبى الزناد : وكان ينزل فى بنى مالك ، على اثنين وعشرين ميلا من المدينة ، وكان ينزل المدينة كل جمعة ، فينزل دار أبيه ، التى هى عند مجزرة ابن عباس.

__________________

٢٣٦٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٢ ، الإصابة ترجمة ٧٤٩٥ ، أسد الغابة ترجمة ٤٤٣١ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٧ ، ٢٨ ، الثقات ٥ / ٣٢٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٥٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٥٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٤ ، الطبقات ٢٣٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٢٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٠٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٦١).

٦

قال يعقوب بن سفيان : إنه يعدّ فى الطبقة الأولى من أهل المدينة. وذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : كان رجلا صالحا فاضلا فقيها ، لا عقب له.

وكان هو وتمام ، من أم واحدة ، أمهما أم ولد ، ومات قرب المدينة فى أيام عبد الملك ابن مروان ، وقيل كان أعبد الناس.

٢٣٦٥ ـ كثير بن كثير بن المطلب بن أبى وداعة السهمى :

روى عن أبيه كثير ، وسعيد بن جبير [............](١) روى عنه ابن جريج ، ومعمر ، وإبراهيم بن نافع ، وابن عيينة ، وآخرون.

روى له البخارى ، وأبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة.

قال أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين : هو ثقة. وقال ابن سعد : كان شاعرا قليل الحديث. انتهى.

وذكره الزبير بن بكار فقال : فمن ولد كثير بن المطلب بن أبى وداعة : كثير بن كثير الشاعر ، روى عنه الحديث ، وأمه عائشة بنت عمرو بن أبى عقرب ، وهو خويلد بن عبد الله بن خالد بن بجير بن حماس بن عويج بن بكر بن عبد مناة ، وهو الذى يقول (٢) [من الخفيف] :

لعن الله من يسب عليا

وحسينا من سوقة وإمام

أيسبّ المطيّبين جدودا

والكريمى الأخوال والأعمام

وهو الذى يقول [من الخفيف] :

عين جودى بعبرة أسراب

من دموع كثيرة التسكاب

إن أهل الخضاب قد تركونى

موزعا مولعا بأهل الخضاب

كم بذاك الحجون من حى صدق

وكهول أعفة وشباب

__________________

٢٣٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٣٨٠ ، ٦ / ١١ ، تاريخ الدورى ٢ / ٤٩٤ ، علل أحمد ابن حنبل ١ / ١٢٩ ، ٢ / ٣٢٢ ، ٣٤١ ، التاريخ الكبير ترجمة ٩١٨ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٧١٣ ، ٢ / ٧٠٢ ، الجرح والتعديل ترجمة ٨٦٧ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٣٤٩ ، رجال البخارى للباجى ٢ / ٦١٠ ، الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٠٢ ، الكاشف ترجمة ٤٧١٢ ، تاريخ الإسلام ٥ / ١٢٤ ، جامع التحصيل ترجمة ٦٤٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٣ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٥٩٤٣ ، تهذيب الكمال ٤٩٥٩).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٢) انظر نسب قريش ١١ / ٤٠٨.

٧

سكنوا الجزع بيت أبى مو

سى إلى النخل من صفى السباب

فارقونى وقد علمت يقينا

ما لمن ذاق ميتة من إياب

ولا عقب لكثير بن كثير.

٢٣٦٦ ـ كثير بن المطلب بن أبى وداعة السهمى المكى :

روى عن أبيه. وعنه : بنوه : سعيد ، وجعفر ، وكثير. روى له : أبو داود ، والنسائى وابن ماجة ، حديثا واحدا (١). انتهى. ووثق. قاله الذهبى.

٢٣٦٧ ـ كثير الهاشمى :

روى عنه ابنه جعفر. قال أبو نعيم : هو كثير بن العباس. وفى كلام أبى نعيم نظر ، فإن كثير بن العباس ، ليس له ولد اسمه جعفر ، ولو كان له ولد لذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

٢٣٦٨ ـ كثير بن عمرو السلمى :

حليف بنى أسد ، ويقال حليف بنى عبد شمس ، وبنو أسد حلفاء بنى عبد شمس. شهد بدرا ، فيما ذكره ابن إسحاق ، من رواية زياد ، وليس فى رواية ابن هشام. ذكره ابن السراج ، عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدى ، عن أبيه ، عن زياد ، عن ابن إسحاق. قال : وشهد بدرا من حلفاء بنى أسد : كثير بن عمرو ، وأخواه : مالك بن عمرو ، وثقف ابن عمرو ، ولم أر كثيرا فى غير هذه الرواية ، ولعله أن يكون ثقف ، له لقبا ، واسمه كثير.

٢٣٦٩ ـ كردم بن سفيان الثقفى :

روى عنه ابنته ميمونة بنت كردم ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى النذر.

__________________

٢٣٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (المعرفة ٢ / ٧٠٢ ، الجرح والتعديل ترجمة ٨٧١ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٣١ ، الكاشف ترجمة ٤٧١٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، خلاصة الخزرجى ٥٩٥٠ ، تهذيب الكمال ٤٩٦٤).

(١) والحديث أنه رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلى مما يلى باب بنى سهم والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة. أخرجه أبو داود فى سننه (٢٠١٦) ، وابن ماجة فى السنن (٢٩٥٨) ، والنسائى فى الصغرى (٢ / ٦٧) ، (٥ / ٢٣٥).

٢٣٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٣ ، الإصابة ٧٣٩٦ ، أسد الغابة ٤٤٣٣).

٢٣٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٧ ، الإصابة ٧٤٠٥ ، أسد الغابة ٤٤٤١ ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧١ ، الطبقات ٥٤ ، ٢٨٥ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٧ ، بقى بن مخلد ٤١٩ ، ذيل الكاشف ١٢٨٧).

٨

٢٣٧٠ ـ كردم بن أبى السنابل الأنصارى ، ويقال الثقفى :

له صحبة ، سكن المدينة ، ومخرج حديثه عن أهل الكوفة.

٢٣٧١ ـ كردم بن قيس الثقفى :

حديثه عند جعفر بن عمرو بن أمية ، عن إبراهيم بن عمر ، عنه. ذكره الثلاثة. هكذا عند ابن عبد البر فى الاستيعاب.

٢٣٧٢ ـ كرز بن جابر بن حسيل ، ويقال ابن حسل ، بن لاحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشى الفهرى :

أسلم بعد الهجرة. قال ابن إسحاق : أغار كرز بن جابر الفهرى على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى طلبه ، حتى بلغ واديا يقال له سفوان ، ناحية بدر ، ففاته كرز ، ولم يدركه ـ وهى بدر الأولى ـ ثم أسلم كرز بن جابر وحسن إسلامه ، وولاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الجيش الذين بعثهم فى أثر العرنيّين الذين قتلوا راعية.

وقتل كرز بن جابر يوم الفتح ، وذلك سنة ثمان من الهجرة ، فى رمضان ، وكان قد أخطأ الطريق ، وسار فى غير طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلقيه المشركون فقتلوه ، رحمه‌الله.

وذكر الطبرى ، عن ابن حميد ، عن سلمة ، عن ابن إسحاق : أن كرز بن جابر ، وخنيس بن خالد الكعبى ، كانا فى خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة ، فشذّا عنه ، فسلكا طريقا غير طريقه ، فقتلا جميعا. قتل خنيس قبل كرز ، فجعله كرز بين رجليه ، ثم قاتل حتى قتل ، وهو يرتجز (١) :

قد علمت صفراء من بنى فهر

نقية الوجه نقية الصدر

لأضربن اليوم عن أبى صخر

وكان خنيس ، يكنى أبا صخر.

٢٣٧٣ ـ كرز بن علقة الخزاعى ، ينسبونه كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة ابن عبد نهم بن حليل بن حبشيّة بن سلول الخزاعى :

أسلم يوم فتح مكة ، وعمّر عمرا طويلا ، وهو الذى نصب أعلام الحرم فى خلافة

__________________

٢٣٧٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٨ ، الإصابة ٧٤٠٤ ، أسد الغابة ٤٤٤٢).

٢٣٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠٩ ، الإصابة ٧٤٠٦ ، أسد الغابة ٤٤٤٣).

٢٣٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢١١ ، الإصابة ٧٤٠٩ ، أسد الغابة ٤٤٤٩).

(١) انظر : (الطبرى ٢ / ٩٢).

٢٣٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢١٢ ، الإصابة ٧٤١٢ ، أسد الغابة ٤٤٥٠ ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، الطبقات الكبرى ١ / ٣٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، الأنساب ٣ / ٢٦١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧٠ ، المصباح المضىء ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٢٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٨ ، تعجيل المنفعة ٣٥١ ، الإكمال ٣ / ١٨٠ ، ٢٨٦ ، الأعلمى ٢٤ / ٢٦٧ ، ذيل الكاشف ١٢٨٩).

٩

معاوية ، وإمارة مروان بن الحكم. وروى عنه عروة والزبير. من حديثه ما رواه سفيان ابن عيينة ، وغيره ، عن الزهرى ، عن عروة ، عن كرز بن علقمة الخزاعى ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، هل للإسلام من منتهى؟ قال : نعم ، أى أهل بيت من العرب أو العجم ، أراد الله بهم خيرا ، أدخل عليهم الإسلام. قال الرجل : ثم مه؟. قال : ثم تقع فتن كأنها الظّلل. قال الرجل : كلا والله ، إن شاء الله. قال : بلى ، والذى نفسى بيده ، ثم يعودون فيها أساود صبّا ، يضرب بعضهم رقاب بعض.

٢٣٧٤ ـ كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق ، ويقال كلثوم بن الأقمر ، ويقال كلثوم بن عامر بن الحارث بن أبى ضرار بن المصطلق الخزاعى المصطلقى الكوفى :

يقال : له صحبة ، روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أسامة بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، وجويرية بنت الحارث بن أبى ضرار بن المصطلق ـ ويقال إنها عمته ـ وزينب بنت جحش ، وأم سلمة ، أزواج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه أبو صخر جامع بن شداد ، والزبير بن عدى ، وعمران بن عمير ، ومهاجر أبو الحسن.

ذكره ابن حبان فى التابعين من كتاب الثقات (١).

روى له أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة. هكذا ذكره المزى فى التهذيب.

وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب ، فقال : كلثوم بن علقمة بن ناجية المصطلقى الخزاعى. روى عنه : جامع بن شداد ، وابنه الحضرمى بن كلثوم ، أحاديث مرسلة لا تصح ، له صحبة ، وسمع ابن مسعود.

__________________

٢٣٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ٩٧٦ ، الجرح والتعديل ترجمة ٩٢٢ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٣٥ ، الاستيعاب ترجمة ٢٢٣٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤٤٩٢ ، الكاشف ترجمة ٤٧٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٦٥ ، جامع التحصيل ٦٥٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٣ ، الإصابة ترجمة ٧٥٤٢ ، التقريب ٢ / ١٣٦ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٥٩٧٣ ، تهذيب الكمال ٤٩٨٨).

(١) فرق ابن حبان فى قسم التابعين بين كلثوم بن علقمة ، وبين كلثوم بن عامر ، وأفرد لكل واحد منهما ترجمة. وقال ابن عبد البر فى الاستيعاب : أحاديثه مرسلة لا تصح له صحبة. وسمع ابن مسعود. وقال ابن حجر فى التهذيب : وكذا فرق بينهم البخارى فى تاريخه ، وابن أبى خيثمة ، وابن أبى حاتم ، والذى يظهر أن كلثوم بن المصطلق هو كلثوم بن عامر ، وإنما نسب إلى جده ، وأما كلثوم بن الأقمر فهو غيره قطعا. وقال ابن حجر فى التقريب : ثقة ويقال له صحبة.

١٠

٢٣٧٥ ـ كلدة بن الحنبل بن مليل الغسانى ، وقيل الأسلمى المكى :

أسلم يوم الفتح. وروى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم روى عنه أمية بن صفوان بن أمية وعمرو ابن عبد الله بن صفوان بن أمية : روى له البخارى فى الأدب وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى. وهو أخو صفوان بن أمية الجمحى لأمه ، قاله الواقدى ، وصوبه ابن سعد ، قال : وهو قول أهل المدينة كلهم. وحكى عن هشام بن محمد بن السائب الكلبى ، أنه قال له : إنه ابن أخت صفوان بن أمية ، لأن أمه صفية بنت أمية ، وأم صفوان : صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، واختلف أيضا فى نسبه.

والصواب فيه كما ذكرناه ، قاله ابن الأثير ، قال : وقيل كلدة بن عبد الله بن الحنبل ، وقيل غير ذلك ، واختلف فى نسبه ، فقيل الغسانى ، وقيل الأسلمى ، وقيل غير ذلك. وقال الواقدى : وهو أسود ، من سودان مكة. وذكره مسلم فى الصحابة المكيين. وقال ابن حبان : عداده فى أهل مكة ، قال : وبعثه صفوان بن أمية إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلبن.

وذكر بعضهم ، أن صفوان بعث معه لبنا وجدايا وضغابيس ، وهى بقلة تكون فى البادية. وذكر ابن الأثير ، أنه توفى بمكة ، ولم يزل مقيما بها إلى أن توفى.

٢٣٧٦ ـ كنانة بن عبد ياليل الثقفى :

كان من أشراف أهل الطائف ، الذين قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد منصرفه من الطائف ، بعد قتلهم عروة بن مسعود ، فأسلموا وفيهم عثمان بن أبى العاص. ذكره هكذا ابن عبد البر.

٢٣٧٧ ـ كنانة بن عدى بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى بن كلاب القرشى العبشمى :

ذكر الزبير بن بكار ، أنه الذى خرج بزينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من مكة إلى المدينة ، وذكره ابن عبد البر بمعنى ذلك.

__________________

٢٣٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ١٢ ، طبقات خليفة ١١٢ ، ٢٧٨ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٠٣٠ ، الجرح والتعديل ٧ / ٩٩١ ، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٥٦ ، الاستيعاب ترجمة ٢٢٥٧ ، إكمال ابن ماكولا ٧ / ١٨٠ ، أسد الغابة ترجمة ٤٤٩٥ ، التجريد ٢ / ٣٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٤ ، الإصابة ترجمة ٧٤٦١ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، خلاصة الخزرجى ٢ / ٥٩٩٦ ، تهذيب الكمال ٤٩٨٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٤).

٢٣٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٤٣ ، الإصابة ترجمة ٧٤٧٨ ، أسد الغابة ترجمة ٤٥٠٥).

٢٣٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٤٤ ، الإصابة ترجمة ٧٤٧٩ ، أسد الغابة ترجمة ٤٥٠٦).

١١

٢٣٧٨ ـ كنّاز بن حصن ، ويقال ابن حصين ، أبو مرثد الغنوى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : قال ابن إسحاق : هو كناز بن حصن بن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلّان بن غنم بن غنى بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر.

شهد بدرا هو وابنه مرثد بن أبى مرثد ، وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب ، وهو من كبار الصحابة. وروى عنه واثلة بن الأسقع ، وقال فى ترجمته فى الكنى : وقد قيل اسم أبى مرثد : حصن بن كناز ، والأول أكثر وأشهر ـ يعنى كناز بن حصن ـ وقيل ابن خلان أو جلان بن غنى. قال : وأما أبو مرثد ، فآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بينه وبين عبادة ابن الصامت ، وشهد بدرا وسائر المشاهد ، مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومات سنة اثنتى عشرة فى خلافة أبى بكر ، وهو ابن ست وستين سنة ، وكان فيما قيل رجلا طوالا ، كثير الشعر ، صحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو مرثد الغنوى ، وابنه مرثد بن أبى مرثد ، وابنه أنيس ابن مرثد بن أبى مرثد. يعد أبو مرثد فى الشاميين.

٢٣٧٩ ـ كوكبرى بن أبى الحسن على بن بكتكين ، الملك المعظم ، مظفر الدين. صاحب إربل :

ذكرناه فى هذا الكتاب للمآثر الحسنة التى صنعها بظاهر مكة ، منها عمارته للأعلام التى هى حد عرفة من جهة مكة ، وهى ثلاثة ، سقط منها واحد إلى جهة المغمّس ، وآثاره باقية إلى الآن ، وتاريخ عمارته لذلك ، فى شعبان سنة خمس وستمائة [.....](١) ومنها عمارته للعلمين اللذين هما حد الحرم من جهة مكة ، وتاريخ

__________________

٢٣٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٢ / ٤ ، ٣ / ٣٤ ، ٤١٣ ، طبقات خليفة ٨ ، التاريخ الكبير ترجمة ١٠٣١ ، التاريخ الصغير ١ / ١١٦ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ١٦٧ ، تاريخ أبى زرعة ٤٧٨ ، الجرح والتعديل ترجمة ٩٩٠ ، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٥٤ ، حلية الأولياء ٢ / ١٩ ، الاستيعاب ترجمة ٢٢٥٨ ، إكمال ابن ماكولا ٧ / ١٧٨ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٤١٢ ، أسد الغابة ترجمة ٤٥٠٤ ، الكاشف ترجمة ٤٧٤١ ، التجريد ٢ / ٢٨١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٨ ، الإصابة ترجمة ٧٤٧٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، تهذيب الكمال ٤٩٩٧).

٢٣٧٩ ـ انظر ترجمته فى : (مرآة الزمان ٨ / ٦٨٠ ـ ٦٨٣ ، تكملة المنذرى ٣ / ٢٤٩٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١١٣ ـ ١٢١ ، تاريخ الإسلام ٩٧ ـ ٩٩ ، العبر ٥ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، دول الإسلام ٢ / ١٠٢ ، نثر الجمان ٢ / ٣٢ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٣٧ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٢٨٢ ، شذرات الذهب ٥ / ١٣٨ ـ ١٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٣٤).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٢

عمارته لها سنة ست عشرة وستمائة ، [......](٢) ومنها بئران بعرفة ، لا ماء فيهما الآن ، وتاريخ عمارته لهما سنة خمس وستمائة ، وفى الحجر المكتوب لعمارته لكل من البئرين ، أنه أنشأ كلا من البئرين.

ومنها عمارته لبئر ميمون بن الحضرمى ، أخى العلاء بن الحضرمى بأعلا مكة ، فى السبيل المعروف الآن بسبيل الست ، وذلك فى سنة أربع وستمائة.

ومنها إصلاحه للعقبة التى عند باب مكة ، المعروفة بباب الشّبيكة ، واتساعه هذه المحجة ، وذلك فى سنة سبع وستمائة.

ومنها إصلاحه للعقبة المعروفة بعقبة المتكا ، بطريق العمرة ، وعمارته للموضع الذى يقال له المتكا ، وذلك فى سنة خمس وستمائة.

وقد ذكر ابن خلكان له ترجمة كبيرة ، تشتمل على جملة من محاسنه. وذكرنا هنا شيئا من ذلك للتعريف بحاله :

كان والده زين الدين على المعروف بكجك مالكا لإربل ، وبلاد كثيرة من تلك النواحى ، ففرقها ، ولم يبق له سوى إربل ، فلما توفى ، ولى موضعه ولده مظفر الدين المذكور ، وعمره أربع عشرة سنة ، وكان أتابكه مجاهد الدين قايماز ، فأقام مدة ، ثم تعصب عليه مجاهد الدين ، وكتب محضرا ، أنه ليس أهلا لذلك ، وشاور الديوان العزيز فى أمره ، واعتقله ، وأقام أخاه زين الدين أبا المظفر يوسف ، وكان أصغر منه ، ثم أخرج مظفر الدين المذكور من البلاد ، فتوجه إلى بغداد فلم يحصل له بها مقصود ، فانتقل إلى الموصل ، ومالكها يومئذ سيف الدين غازى بن مودود ، فاتصل بخدمته ، وأقطعه مدينة حران ، فانتقل إليها ، وأقام بها مدة. ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين ، وحظى عنده ، وتمكن منه ، وزاده فى الإقطاع : الرها وشميساط ، وزوّجه أخته الست ربيعة خاتون بنت أيوب ، وشهد معه مواقف كثيرة ، وأبان فيها عن نجدة وقوة نفس وعزمة ، وثبت فى مواضع لم يثبت فيها غيره ، على ما تضمنه تواريخ : العماد الأصبهانى ، وابن شداد ، وغيرهما ، وشهرة ذلك تغنى عن الإطالة فيه ، ولو لم تكن له إلا وقعة حطين لكفته ، لأنه وقف هو وتقى الدين صاحب حماة ، وانكسر العسكر بأسره.

ثم لما سمعوا بوقوفهما تراجعوا ، حتى كانت النصرة للمسلمين ، وفتح الله سبحانه عليهم. ثم لما كان السلطان صلاح الدين منازلا عكا بعد استيلاء الفرنج عليها ، وردت عليها ملوك الشرق تنجده وتخدمه ، وكان فى جملتهم زين الدين يوسف ، أخو مظفر

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٣

الدين ، وهو يومئذ صاحب إربل ، فأقام قليلا ثم مرض ، وتوفى ثامن عشرى شهر رمضان سنة ست وثمانين وخمسمائة بالناصرة ، وهى قرية بالقرب من عكا ، يقال إن المسيح عليه‌السلام ، ولد بها ، على الاختلاف الذى فى ذلك.

فلما توفى ، التمس مظفر الدين من السلطان ، أن ينزل عن حران والرها وشميساط ، ويعوضه إربل ، فأجابه إلى ذلك ، وضم إليه شهرزور ، فتوجه إليها ، ودخل إربل فى ذى الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة ، هذه خلاصة أمره.

وأما سيرته ، فلقد كان له فى فعل الخير غرائب ، لم يسمع أن أحدا فعل فى ذلك ، مثل فعله ، لم يكن فى الدنيا شىء أحب إليه من الصدقة ، كان له كل يوم قناطير مقنطرة من الخبز ، يفرقها على المحاويج فى عدة مواضع من البلد ، يجتمع فى كل يوم خلق كثير ، يفرق عليهم فى أول النهار ، وكان إذا نزل من الركوب ، يكون قد اجتمع خلق كثير عند الدار ، فيدخلهم إليه ، ويدفع لكل واحد كسوة ، على قدر الفصل من الشتاء والصيف ، أو غير ذلك ، ومع الكسوة شىء من الذهب ، من الدينار والاثنين والثلاثة ، وأقل وأكثر ، وكان قد بنى أربع خانقاهات ، للزمنى والعميان ، وملأها من هذين الصنفين ، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم ، وكان يأتيهم بنفسه فى كل عصرية اثنين وخميس ، ويدخل عليهم ، ويدخل إلى كل واحد فى بيته ، ويسأله عن حاله ، ويتفقده بشىء من النفقة ، وينتقل من واحد إلى واحد حتى يدور على الجميع ، وهو يباسطهم ويمزح معهم ، ويجبر قلوبهم ، وبنى دارا للنساء الأرامل ، ودارا للصغار والأيتام ، ودارا للملاقيط ، ورتب فيها جماعة من المراضع ، وكل مولود يلتقط ، يحمل إليهن فيرضعنه ، وأجرى على أهل كل دار ما يحتاجون إليه فى كل يوم ، وكان يدخل أيضا إليهن ويتفقد أحوالهن ، ويعطيهن النفقات ، زيادة على المقرر لهن ، وكان يدخل إلى البيمارستان ، ويقف على مريض مريض ، يسأله عن مبيته وكيفية حاله وما يشتهيه ، وكان له دار مضيف ، يدخل إليها كل قادم إلى البلد ، من فقيه أو فقير أو غيرهما.

وعلى الجملة ، فما كان يمنع منها كل من قصد الدخول إليها ، ولهم الراتب الدّارّ فى الغداء والعشاء ، وإذا عزم الإنسان على السفر ، أعطوه نفقة على ما يليق لمثله ، وبنى مدرسة رتب فيها فقهاء من الفريقين ، من الشافعية والحنفية ، وكان فى كل وقت يأتيها بنفسه ، ويعمل السماط بها ، ويبيت بها ، ويعمل السماع ، وإذا طاب وخلع شيئا من ثيابه ، سير للجماعة بكرة شيئا من الإنعام ، ولم يكن له لذة سوى السماع ، فإنه كان لا يتعاطى المنكر ، ولا يمكّن من إدخاله البلد ، وبنى للصوفية خانقاتين فيهما خلق كثير ، من المقيمين والواردين ، ويجتمع فيهما فى أيام المواسم من الخلق ، ما يعجب الإنسان من

١٤

كثرتهم ، ولهما أوقاف كثيرة ، تقوم بجميع ما يحتاج إليه ذلك الخلق ، ولا بد عند سفر كل واحد من نفقة يأخذها ، وكان ينزل بنفسه إليهم ، ويعمل عندهم السماعات فى كثير من الأوقات.

وكان يسيّر فى كل سنة دفعتين ، جماعة من أمنائه إلى بلاد الساحل ، ومعهم جملة مستكثرة من المال ، يفتكّ بها أسرى المسلمين من أيدى الكفار ، فإذا وصلوا إليه ، أعطى كل واحد شيئا ، وإن لم يصلوا ، فالأمناء يعطونهم بوصية منه فى ذلك ، وكان يقيم فى كل سنة سبيلا للحاج ، ويسيّر معه جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه فى الطريق ، ويسيّر صحبته أمينا ، صحبته خمسة أو ستة آلاف دينار ، ينفقها بالحرمين على المحاويج وأرباب الرواتب.

وله بمكة حرسها الله تعالى آثار جميلة وبعضها باق إلى الآن. وهو أول من أجرى الماء إلى جبل عرفات ليلة الوقوف ، وغرم عليه جملة كثيرة ، وعمل فى الجبل مصانع للماء ، فإن الحاج كانوا يتضررون من عدم الماء هناك ، وبنى له تربة أيضا هناك.

وذكر شيئا من صفة المولد ، ثم قال : وقد ذكرت فى ترجمة الحافظ أبى الخطاب بن دحية ، وصوله إلى إربل ، وعمله كتاب «التنوير فى مولد السراج المنير» لما رأى اهتمام مظفر الدين به ، وأنه أعطاه ألف دينار ، غير ما غرم عليه مدة إقامته من الإقامات الوافرة ، وكان رحمه‌الله إذا أكل شيئا من الطعام وغيره واستطاب به ، لا يختص به ، بل إذا كان أكل لقمة طيبة من زبدية ، قال لبعض الجنادرة : احمل هذه إلى الشيخ فلان أو فلانة ، ممن هم عنده مشهورون بالصلاح ، وكذلك يعمل فى سائر المأكول من الفاكهة والحلوى وغير ذلك من المطاعم والمشارب والكسا.

وكان كريم الأخلاق ، كثير التواضع ، حسن العقيدة ، سالم البطانة ، شديد الميل إلى أهل السنة والجماعة ، لا ينفق عنده من أرباب العلوم ، سوى الفقهاء والمحدّثين ، ومن عداهما لا يعطيهم شيئا إلا تكلفا ، وكذلك الشعراء ، لا يقول بهم ، ولا يعطيهم إلا إذا قصدوه ، فما كان يضيع قصدهم ، وكان يميل إلى علم التاريخ ، وعلى خاطره منه شىء يذاكر به.

ولم يزل رحمه‌الله تعالى مؤيدا فى مواقفه ومصافّاته مع كثرتها ، لم ينقل أنه انكسر فى مصافّ قط ، ولو استقصيت فى تعداد محاسنه ، لطال الشرح فى ذلك ، وفى شهرة معروفة ، غنية عن الإطالة.

ثم قال : وكانت ولادته بقلعة الموصل ، ليلة الثلاثاء سابع عشرى المحرم سنة تسع

١٥

وأربعين وخمسمائة. وتوفى ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بقلعة إربل ، ودفن بها ، ثم حمل بوصية منه إلى مكة شرفها الله تعالى. وكان قد أعد له بها قبة تحت الجبل فى ذيله ، يدفن فيها ، وقد سبق ذكرها.

فلما توجه الركب إلى الحجاز ، فى سنة إحدى وثلاثين ، سيّروه فى الصحبة ، فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من لينة ، ولم يصلوا إلى مكة ، فردوه ودفنوه بالكوفة ، بالقرب من المشهد ، رحمه‌الله تعالى.

وكوكبورى بضم الكافين ، وهو اسم تركى معناه بالعربى : ذئب أزرق. وبكتكين ، بضم الباء الموحدة (وسكون الكاف وكسر التاء المثناة من فوقها والكاف وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون ، هو اسم تركى أيضا. ولينة ، بكسر اللام وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح النون وبعدها هاء ساكنة : منزلة فى طريق الحجاز من جهة العراق. وكان الركب فى تلك السنة ، قد رجع منها لعدم الماء ، وقاسوا مشقة عظيمة.

٢٣٨٠ ـ كيسان ، أبو عبد الرحمن بن كيسان :

يقال هو مولى خالد بن أسيد ، سكن مكة والمدينة. روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثه ، قال : «رأيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلى فى ثوب واحد ، عند البئر العليا» (١). ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.

وذكره المزى فى التهذيب ، فقال : كيسان بن جرير القرشى الأموى ، أبو عبد الرحمن المدنى ، والد عبد الرحمن بن كيسان ، مولى خالد بن أسيد ، عداده فى الصحابة ، روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى الصلاة فى ثوب واحد. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن كيسان وغيره.

روى له ابن ماجة ، وممن يسمى كيسان من الصحابة : كيسان بن عبد الله بن طارق اليمانى ؛ ثم الشامى ، أبو نافع الدمشقى ، والد نافع بن كيسان ، له حديثان : أحدهما يرويه عبد الله بن لهيعة ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، عن نافع بن كيسان ، عن أبيه ، أنه كان يتّجر فى الخمر فى زمان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل من الشام ، ومعه خمر فى زقاق ، يريد

__________________

٢٣٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٤٥)

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب إقامة الصلاة حديث رقم (١٠٥٠) من طريق : أبو إسحاق الشافعى إبراهيم بن محمد بن العباس ، حدثنا محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد المخزومى ، عن معروف بن مشكان ، عن عبد الرحمن بن كيسان ، عن أبيه ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلى بالبئر العليا فى ثوب.

١٦

التجارة [....](٢) الحديث فى تحريم الخمر وتحريم بيعها.

والآخر ، يرويه الوليد بن مسلم ، عن ربيعة بن ربيعة ، عن نافع بن كيسان ، عن أبيه ، قال : سمعت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقى».

قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر فى تاريخ دمشق : وقد أخطأ ابن مندة فى كتابه خطأ فاحشا ، فقال ، كيسان ، بن عبد الله بن طارق ، وقيل ابن بشر ، عداده فى أهل الحجاز. روى عنه ابناه : نافع ، وعبد الرحمن ، عن أبيه كيسان ، قال : رأيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وساق فى الترجمة هذا الحديث ، يعنى تحريم الخمر.

وحديث عبد الرحمن عن أبيه كيسان ، قال : رأيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يصلى بالبئر العليا فى ثوب.

وهما اثنان : كيسان أبو عبد الرحمن ، غير كيسان أبى نافع ، أحدهما مدنى ، والآخر دمشقى ، وقد فرّق بينهما البخارى فى تاريخه ، وابن أبى حاتم فى كتابه ، والبغوى فى معجمه ، إلا أن ابن أبى حاتم ، قال فى نسب أبى نافع : كيسان بن عبد الله بن طارق ، وحكى ذلك عن ابن لهيعة ، وما قالوه أولى بالصواب من قول ابن مندة ، والله أعلم ، غير أن ابن أبى حاتم ، فرق بين كيسان راوى حديث الخمر ، وبين كيسان راوى حديث نزول عيسى ، وذكر أن كل واحد منهما ، روى عنه ابنه نافع ، وأن الصواب فى حديث عيسى : نافع بن كيسان ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحكاه عن أبيه أبى حاتم ، ولم يصنع شيئا ، فإن قول من روى عن الوليد بن مسلم ، عن ربيعة بن ربيعة ، عن نافع بن كيسان ، عن أبيه ، ما يعضده من رواية سليمان بن عبد الرحمن ، عن نافع بن كيسان ، عن أبيه ، بحديث آخر ، أولى من قول أبى بخلاف ذلك ، والله أعلم.

* * *

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧

حرف اللام

٢٣٨١ ـ لحاف بن راجح بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف ذوى أبى نمى. وتوفى فى رمضان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، وخلف ولدين ، أحدهما : جخيدب بن لحاف ، السابق ذكره ، والآخر مالك ابن لحاف.

٢٣٨٢ ـ لقيط بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى ابن كلاب القرشى العبشمى ، يكنى أبا العاص :

صهر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ابنته زينب ، ولقيط ، أصح ما قيل فى اسم أبى العاص ، على ما قال ابن عبد البر. وقيل اسمه القاسم ، وقيل مقسم ، وهو مشهور بكنيته ، وسيأتى ذكره إن شاء الله تعالى فى الكنى ، بأبسط من هذا.

٢٣٨٣ ـ لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامرى ، أبو رزين العقيلى :

وافد بنى المنتفق إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ويقال لقيط بن صبرة ، نسبه إلى جده ، وقيل إن لقيط ابن عامر ، غير لقيط بن صبرة. قال ابن عبد البر وغيره : وليس بشىء. وقال الترمذى:

__________________

٢٣٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (نسب قريش ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، تاريخ خليفة ١١٩ ، مشاهير علماء الأمصار ١٥٦ ، الاستيعاب ترجمة ٢٢٦٥ ، ابن عساكر ١٩ / ٦١ ، أسد الغابة ترجمة ٤٥٣٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، العبر ١ / ١٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٩ ، الإصابة ترجمة ٧٥٦٩ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٠).

٢٣٨٣ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ٧٣ ، ٦ / ٥٤ ، طبقات خليفة ٢٧٨ ، ٢٨٥ ، علل أحمد ١ / ١٧٤ ، ٢٥٦ ، ٣٢٥ ، ٢ / ٣٢٦ ، ٣٣٢ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٠٥٨ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ٦٩ ، ١٦٩ ، تاريخ واسط ٢٣٣ ، الكنى للدولابى ١ / ٢٩ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٠٠٨ ، موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٣٤ ، الاستيعاب ترجمة ٢٢٦٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤٥٤١ ، الكاشف ٣ / ٤٧٥٣ ، التجريد ٢ / ٤٢٣ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٥٦ ، ٤٥٦ ، الإصابة ترجمة ٧٥٧١ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٨ ، خلاصة الخزرجى ٢ / ٦٠٠٦ ، تهذيب الكمال ٥٠١٢).

١٨

قال أكثر أهل الحديث : لقيط بن صبرة ، هو لقيط بن عامر ، قال : وسألت عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى عن هذا ، فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة ، هو لقيط بن عامر ، وجعلهما مسلم بن الحجاج أيضا فى كتاب «الطبقات» اثنين.

روى عنه ابن أخيه وكيع بن عدس ـ ويقال ابن حدس ـ وابنه عاصم بن لقيط ، وعمرو بن أوس ، وعبد الله بن حاجب بن عامر.

روى له البخارى فى الأدب المفرد ، وأصحاب السنن الأربعة ، وهو معدود فى أهل الطائف ، على ما ذكر النووى ، والمزى فى التهذيب. وقال : روى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان يكره المسائل ، فإذا سأله أبو رزين ، أعجبته مسألته.

وصبرة فى نسبه : بفتح الصاد وكسر الباء ، ويجوز إسكان الباء مع فتح الصاد وكسرها. نص على ذلك النووى.

٢٣٨٤ ـ لقاح بن منصور :

أحد القواد العمرة. توفى مقتولا فى وقت [......](١) وهى فى يوم السبت ، سلخ شعبان سنة سبع وثمانين وسبعمائة.

* * *

__________________

٢٣٨٤ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٩

حرف الميم

٢٣٨٥ ـ ماجد بن سليمان بن عمر بن على بن محمد بن ثابت بن أبى بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن عبد الرحمن بن عبد شمس القرشى الفهرى ، الشيخ الصالح :

هكذا ذكره المحدّث تقى الدين عبد الله بن عبد الرحمن المهدوى ، فى كتابه «مجتنى الأزهار فى ذكر من لقيت من علماء الأمصار» وقال : هكذا أملى علىّ نسبه. وأخرج عنه حديثا ، قال : أخبرنا أبو العلاء ماجد بن سليمان ، أنا أبو الفرج بن أبى الهاشمى ، القاضى علاء الدين أبو العلاء الفهرى المكى ، سمع من الشريف يونس بن يحيى الهاشمى : جزءا فيه ثلاثة مجالس من «أمالى الجوهرى» ، أخبرنا الحافظ ابن ناصر ، وأبو العباس أحمد ابن أبى العز المرقّعاتىّ بسماع الأول ، وإجازة الثانى من القاضى أبى بكر بن عبد الباقى ، عنه. وعلى زاهر بن رستم الأصبهانى : جزءا من فوائد أبى بكر بن داود السجستانى ، عن أبى القاسم على بن أبى نصر الصباغ ، عن ابن هزار مرد ، عن ابن زنبور ، عنه. وروى عن خاله قاضى الحرم الشريف ، عز الدين أبى المعالى يحيى بن عبد الرحمن بن على الشيبانى الطبرى. وحدث.

روى عنه أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القوى المهدوى فى كتابه «مجتنى الأزهار فى ذكر من لقيته من علماء الأمصار» ومنه نقلت نسبه هذا ، وذكر أنه أملاه عليه ، وسمع منه القطب القسطلانى وأولاده ، منهم : عائشة وفاطمة : جزءا فيه ثلاث مجالس من «أمالى أبى محمد الجوهرى» سنة ست وأربعين وستمائة ، وتفردت عنه فاطمة بنت القطب بالسماع ، وأجاز للرضى الطبرى ، وولى القضاء بمكة ، كذا ذكر الشريف أبو القاسم الحسينى فى وفياته ، وأطلق ، وأظن أن ذلك نيابة ، لأنى وجدت خطه على مكتوب ثبت عليه وحكم بصحته ، فى مستهل ذى الحجة سنة خمس وثلاثين وستمائة ، بعد [.....](١) على القاضى فخر الدين إسحاق بن أبى بكر الطبرى ، فى صفر من هذه السنة ، ثم أثبت هذا المكتوب ، وحكم بصحته القاضى عبد الكريم بن القاضى أبى المعالى يحيى بن عبد الرحمن الشيبانى ، فى خامس عشرى الحجة من السنة المذكورة ، فلو كان القاضى أبو العلاء ماجد هذا ، قاضيا بمكة مستقلا ، لا كتفى بإثباته على ما هو معهود من

__________________

٢٣٨٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٠