عشرة ومائتين ، وكان ابنه على مكة مرّة ، وعلى المدينة مرة ، وكان هو وأبوه يتداولان العمل على المدينة ومكة.
وذكر صاحب المرآة : أن المأمون ولاه اليمن ، وقال : ذكر خليفة أنه قدم دمشق فى صحبة المأمون ، وأنه توفى سنة أربع وثلاثين ومائتين.
١٣٣٨ ـ سليمان بن عتيق المكى :
روى عن : ابن الزبير وجابر وطلق بن حبيب وعبد الله بن بابيه. روى عنه : إبراهيم ابن نافع وحميد بن قيس الأعرج ، وزياد بن سعد وابن جريج ، وآخرون.
روى له مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجة ، وله فى الكتب حديثان ، حديث الأمر بوضع الحوائج ، والنهى عن بيع السنين (١) ، من حديث جابر. وحديث «ألا هلك المتكبرون والمتنطعون» (٢) من حداث الشىء.
١٣٣٩ ـ سليمان بن عثمان بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزيز بن سلامة ، أحد بنى جبير ، الكعبى :
ذكره هكذا يعقوب بن سفيان الفسوىّ فى الأول من مشيخته ، فى رجال أهل مكة. وروى عنه ، عن عمه أبى مصرف سعيد بن الوليد.
١٣٤٠ ـ سليمان بن محمد بن يحيى بن محمد بن عبيد بن حمزة بن بركات الشيبى الحجبى :
توفى يوم الأحد رابع ربيع الأول ، سنة خمس وثمانين وخمسمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. لخصت هذه الترجمة من حجر قبره.
__________________
١٣٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (علل أحمد ١ / ٤٤ ، ١٥٥ ، ١٩٠ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٥٧ ، تاريخه الصغير ١ / ٣٠٩ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٢٠٥ ، الجرح والتعديل الترجمة ٥٨١ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٨٤ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٢٠ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٤٩٠ ، الكاشف الترجمة ٢١٣٨ ، المغنى الترجمة ٢٦٠٦ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢١٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٢٥ ، تهذيب الكمال ٢٥٤٩).
(١) أخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب البيوع ، حديث رقم (٢٨٧٤) ، وكتاب المساقاة ، حديث رقم (٢٩٠٩) ، وأخرجه النسائى فى الكبرى ، كتاب البيوع ، حديث رقم (٤٤٥٣ ، ٤٤٥٥) ، وأخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب البيوع ، حديث رقم (٢٩٣٠) ، وأخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب التجارات ، حديث رقم (٢٢٠٩).
(٢) أخرجه مسلم فى صحيحه ، كتاب العلم ، حديث رقم (٤٨٢٣) ، وأخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب السنة ، حديث رقم (٣٩٩٢).
١٣٤١ ـ سليمان بن أبى مسلم الأحوال المكى :
روى عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، وعطاء بن أبى رباح ، وأبى المنهال عبد الرحمن ابن مطعم ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن ، وأبى معبد مولى ابن عباس.
روى عنه ابن جريج ، وشعبة ، وعثمان بن الأسود ، وسفيان بن عيينة ، وقال : كان ثقة. وقال أحمد : كان ثقة ثقة. وقال يحيى وأبو حاتم : ثقة. روى له الجماعة.
١٣٤٢ ـ سليمان بن مهران المكى :
__________________
١٣٤١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٨٣ ، تاريخ الدارمى رقم ٣٦٢ ، طبقات خليفة ٢٨٢ ، علل أحمد ١ / ٤٦ ، ١٢٨ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٨٣ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٢٢ ، ٢٧٧ ، ٧٠٢ ، تاريخ الطبرى ٣ / ١٩٣ ، الجرح والتعديل الترجمة ٦٢٠ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٤٥٤ ، موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ١٢١ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٨٠ ، الكاشف الترجمة ٢١٤٨ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٨٣ ، ٤ / ٦١٢ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢١٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٤٠ ، تهذيب الكمال ٢٥٦٣).
١٣٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٢ / ١٦٢ ، ٢٥٦ ، ٣ / ١١٤ ، ٥ / ٢٢١ ، ٦ / ٢٣١ ، تاريخ الدارمى رقم ٩٥٢ ، ابن طهمان رقم ١٥ ، ٥٩ ، ١٥٧ ، ٢١٩ ، ابن محرز رقم ٥٩٢ ، ٥٩٧ ، علل ابن المدينى ٣٨ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٥٨ ، ٦١ ، ٦٧ ، ٨٠ ، ٨٤ ، ٩٣ ، ٩٩ ، المصنف لابن أبى شيبة ١٣ / رقم ١٥٧٨٢ ، تاريخ خليفة ٢٣٢ ، ٤٢٤ ، طبقاته ١٦٤ ، علل أحمد ١ / ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ٤٣ ، ٥١ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٧٣ ، ٧٥ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٦٩ ، ١٠١ ، ١٠٦ ، ١١٢ ، ١١٩ ، ١٢٧ ، ١٣١ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٧ ، ١٧٠ ، ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٩٦ ، ١٩٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٦ ، ٢٠٨ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢٢٦ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، ٢٤٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٤ ، ٢٨٧ ، ٢٩٦ ، ٣١١ ، ٣١٨ ، ٣٢٢ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، ٣٤٦ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، ٣٥٦ ، ٣٦٠ ، ٣٦٦ ، ٣٧٠ ، ٣٧٧ ، ٣٨٠ ، ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، ٤٠٢ ، ٤٠٨ ـ ٤١١ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ١٨٨٦ ، تاريخه الصغير ٢ / ٩١ ، الكنى للدولابى ٢ / ٩٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٦٣٠ ، المراسيل ٨٢ ، ٨٤ ، علل الحديث ١٢ / ٣٨ ، ٢١١٩ ، حلية الأولياء ٥ / ٤٦ ، موضح أوهام الجمع ٢ / ١٢٢ ، تاريخ بغداد ، ٨ / ٣ ، السابق واللاحق ٢١٠ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١٧٩ ، أنساب السمعانى ١ / ٣١٤ ، ١٠ / ٣٣٦ ، التبيين ٤٦٥ ، الكامل فى التاريخ ٥ / ٥٨٩ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٠ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٢٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٤ ، تاريخ الإسلام ٦ / ٧٥ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٥١٧ ، الكاشف الترجمة ٢١٥٣ ، المغنى الترجمة ٢٦٢٨ ، مراسيل العلائى ٢٥٨ ، شرح علل الترمذى ٤٤٦ ، غاية النهاية ١ / ٣١٥ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ٢٢٢ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٧٤٨ ، شذرات الذهب ١ / ٢٢٠ ، تهذيب الكمال ٢٥٧٠).
ذكره المزى فى التهذيب ، فى الرواة عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى.
١٣٤٣ ـ سليمان بن يحيى المكى ، المعروف بالطّوير :
سمع من القاضى عز الدين بن جماعة ، وفخر الدين النويرى : بعض سنن النسائى ، فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
خدم غير واحد من سلطنة مكة ، وتوفى فى ذى القعدة من سنة ست وثمانمائة ، بحمضة ، قرب حلى ، من البحر المالح ، وهو متوجه من اليمن إلى مكة. وقد بلغ الستين أو جاوزها.
١٣٤٤ ـ سليمان الموصلىّ :
وجدت فى مجاميع الميورقىّ بخطه ، أو خط غيره : أنه من بقايا الصالحين بمكة ، وأنه مجاور نحو الأربعين سنة.
١٣٤٥ ـ سليمان المقدشى ، بشين معجمة :
ذكره لى شيخنا الشريف عبد الرحمن الفاسى ، وذكر أنه جاور بمكة نحو عشرين سنة ، وتزوج ، فيها بعمتى الشريفة منصورة بنت على الفاسى ، وتردد إلى المدينة ، وحصل له شهرة بالحرمين والإسكندرية ، وعظمه الخاص والعام.
وكان من الأولياء ، له كرامات. ولما ورد إلى مكة ، كان معه مال لنفسه ، ففرقه على الناس. توفى فى عشر السبعين وسبعمائة بالقدس.
١٣٤٦ ـ سليم بن مسلم المكى :
الحسّاب الكاتب ، عن ابن جريج. قال ابن بقىّ : جهمىّ خبيث. قال النسائى : متروك. وقال أحمد : لا يساوى حديثه شيئا. وقال ابن أبى حاتم : منكر الحديث. وقال الدّورىّ ، عن ابن سفيان : ليس بقوى.
كتبت هذه الترجمة هكذا من لسان الميزان ، لصاحبنا الحافظ أبى الفضل بن حجر.
١٣٤٧ ـ سليم المكى ، أبو عبد الله :
روى عن مجاهد. وعنه : ابن جريج ، ومحمد بن مسلم الطائفى ، وجماعة. روى له البخارى فى الأدب ، وأبو داود فى المراسيل ، والنسائى.
__________________
١٣٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ٢٧٠).
١٣٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٢ ، لسان الميزان ٣ / ١١٣).
١٣٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢١٩٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ٩٢٦ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٦٠ ، الكاشف الترجمة ٢٠٨٧ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ١٦٧ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ٢٦٦٧ ، تهذيب الكمال ٤٨٩).
قال أبو حاتم : من كبار أصحاب مجاهد. وقال أبو زرعة : صدوق. كتبت هذه الترجمة من مختصر التهذيب للذهبى.
١٣٤٨ ـ سليم بن مسلم المكى :
عن ابن جريج ، والمثنى بن الصباح ، وعمرو بن قيس. روى عنه : يحيى بن محمد ثوبان ، وعبد الله بن منصور ، وأحمد بن محمد الأزرقى ، جد مؤلف أخبار مكة أبى الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد ، إلا أنى رأيت فى نسخة من تاريخ الأزرقى ، ما يقتضى أنه سليم بن سالم.
١٣٤٩ ـ سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ العامرىّ :
أخو سهيل بن عمرو. كان من المهاجرين الأولين ، هاجر الهجرتين. وذكره موسى ابن عقبة فى البدريين ، وهو الذى بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى هوذة بن علىّ الحنفى ، وثمامة ابن أثال الحنفى ، سيدى اليمامة ، فى سنة ست أو سبع ، وقيل سنة أربع عشرة.
١٣٥٠ ـ سليط بن سليط بن عمرو العامرى :
ولد المذكور ، شهد مع أبيه اليمامة. قال ابن إسحاق : وقتل بها. وقال أبو معشر : لم يقتل بها ، وهو الصواب على ما قال أبو عمر واستدل على ذلك بما ذكر الزبير ، من أن عمر ، لما كسا أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحلل ، فضلت عنده حلة ، فقال : دلّونى على فتى هاجر هو وأبوه ، فقالوا : عبد الله بن عمر. فقال : لا ، ولكن سليط بن سليط ، فكساها إياه.
١٣٥١ ـ سليط بن عبد الله بن يسار :
أخو أيوب بن عبد الله بن يسار ، هكذا ذكره مسلم فى الطبقة الثانية من التابعين المكيين.
__________________
١٣٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ مكة للأزرقى ١ / ١٤١).
١٣٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٤٥ ، الإصابة ٣٤٣٥ ، أسد الغابة ٢٢٠٣ ، الثقات ٣ / ١٨١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٣٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٢٢٨ ، المصباح المضىء ١ / ٢٧٠ ، ٢ / ٤٧ ، طبقات ابن سعد ١ / ٢٠١ ، ٣ / ٣٠٩ ، ٤ / ١٥٣).
١٣٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٤٤ ، الإصابة ترجمة ٣٤٣٢ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٠١).
١٣٥١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٤٤٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٢٣٢ ، تهذيب ابن حجر ٤ / ١٦٤ ، تهذيب الكمال ٢٤٨٢).
وقال الذهبى فى التذهيب : سليط بن عبد الله بن يسار ، عن ابن عمرو ، وعنه خالد ابن أبى عثمان قاضى البصرة. ذكره البخارى فى تاريخه ، ذكر للتمييز. انتهى. ولعله المذكور والله أعلم.
١٣٥٢ ـ سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى :
قيل إنه أسلم ، وولاه عثمان ، والأصح ابنه الذى أسلم ، وولى سجستان أيام عثمان ، ذكره هكذا الكاشغرى. وذكره الذهبى ، وقال : يقال إنه أسلم ، وذكره ابن داسة.
١٣٥٣ ـ سمرة العدوى :
ذكره أبو عمر ، وقال : لا أدرى أعدى قريش أو غيرهم. روى عنه جابر بن عبد الله حديثه مع أبى اليسر فى إنظار المعسر ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
١٣٥٤ ـ سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمرى :
كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة. حضر الحرب الذى كان بين أميرى مكة السيد حسن بن عجلان ، وابن أخيه رميثة بن محمد ، فى الخامس والعشرين من شوال ، سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمعلاة ، وأصابه جرح فى ذلك اليوم من بعض الأشراف ، تعلل به حتى مات ، فى ذى القعدة من سنة تسع عشرة بمكة ، ودفن بالمعلاة.
١٣٥٥ ـ سنان بن عبد الله بن عمر العمرى المكى :
أحد أعيان القواد المعروفين بالعمرة ، توفى فى عشر الثمانين وسبعمائة ظنا.
١٣٥٦ ـ سند بن رميثة بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى :
أمير مكة ، ولى إمرتها شريكا لابن عمه محمد بن عطيفة ، بعد عزل أخويه ثقبة وعجلان ، وجاء الخبر بولايته وهو معهما فى ناحية اليمن ، فقدم مكة وأعطى تقليده وخلع عليه ، وعلى ابن عطيفة ، ودعى لهما على زمزم ، وذلك فى جمادى الآخرة ، وقيل فى رجب سنة ستين وسبعمائة.
__________________
١٣٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ٢ / ٣٥٥).
١٣٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٧١ ، الإصابة ترجمة ٣٤٩٠ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٤٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٣٩).
١٣٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ٢٧٢).
وكان بلغه وهو بمنى فى أيام الحج ، من سنة إحدى وستين ، أن الترك يريدون القبض عليه ، فهرب إلى جهة نخلة ، وبلغ الترك هربه ، فأنكروا أن يكونوا همّوا له بسوء ، واستدعوه إليهم ، فحضر. ثم وقع بإثر سفر الحجاج فى هذه السنة ، بين بعض الترك ـ الذين قدموا فى موسم هذه السنة للإقامة بمكة ، عوض الذين قدموا مكة ، لما وليها سند وابن عطيفة ـ وبين بعض الأشراف المكيين ، منازعة ، أفضت إلى قتال الترك وبنى حسن ، فقام سند على الترك ، وتخلّى ابن عطيفة عن نصرة الترك ، فغلب الترك وخرجوا من مكة ، وخرج بإثرهم ابن عطيفة متخّوفا.
ووجدت بخط بعض الأصحاب ، فيما نقله من خط ابن محفوظ المكى : أن سندا كان خارجا عن البلاد فى وقت هذه الفتنة ، وأنه لما وصل ، طلب الاجتماع بالترك لإصلاح أمرهم ، فلم يمكنه الترك من الدخول عليهم ، وهذا يخالف ما تقدم من قيام سند على الترك. والله أعلم بالصواب.
وكان ثقبة بن رميثة ، قد جاء إلى مكة بإثر الفتنة ، ولا يمه أخوه سند ، واشتركا فى إمرة مكة ، إلى أوائل شوال سنة اثنتين وستين ، وكان عجلان قد قدم مصر فى رمضان من هذه السنة ، متوليا لإمرة مكة ، شريكا لأخيه ثقبة ، فلما مات ثقبة فى أوائل شوال من هذه السنة ، دخل عجلان مكة ، وقطع دعاء أخيه سند ، وأمر بالدعاء لولده أحمد بن عجلان ، وأمره بالاجتماع بالقواد العمرة ، وكانوا يخدمون سندا ، فاجتمع بهم أحمد بن عجلان ، فأقبلوا عليه ، وعرف ذلك سند ، فخاف على نفسه ، فهرب إلى نخلة. وقيل : بل أقام بوادى مرّ بالجديد ، واستجار بابن أخيه أحمد بن عجلان ، ثم وقع بين بعض غلمان سند ، وبين بعض غلمان ابن أخيه شىء ، أوجب تغير خاطر ابن أخيه عليه ، وأمره بالانتقال من الجديد ، فانتقل سند إلى وادى نخلة ، ثم إلى الطائف ، ثم إلى الشرق ، ثم إلى المدينة النبوية ، ثم إلى الينبع ، ووصله وهو بها أوراق بنى حسن من أهل مكة ، يأمرونه بالقدوم عليهم إلى مكة ، ليساعدوه على ولايتها.
وسبب ذلك ، أنهم حضروا الوقعة المعروفة بقحزة ، قرب حلى ، من بلاد اليمن ، وقاتلوا مع عجلان أهل حلى ، فظفر عجلان وأصحابه ، وأحسن عجلان إلى أصحابه إحسانا ، رأوه فيه مقصرا ، وأفضى بهم الحنق عليه ، إلى أن كتبوا إلى أخيه سند يستدعونه ، فحضر سند إلى جدّة ، فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة ، وصادف بها جلبة فيها مال جزيل لتاجر مكى ، يقال له ابن عرفة فنهبها سند ، وبلغ خبره نائب عجلان على مكة كبيش ، فجمع أهل مكة ، وخرج إلى جده ليستنقذ من سند ما أخذ ، فأشار عليه بعض أحباب أبيه ، بعدم التعرض لسند ، ورجوعه إلى مكة وحفظها ، ففعل. ونقل
سند ما نهبه إلى الجديد بوادى مرّ ، وكان ما وقع منه بجدة قبل حضور بنى حسن من حلى ، فلما حضروا إلى مكة ، انضم إليه جمع كثير منهم ، وفرق ما معه عليهم ، فلم يفده ذلك فى مراده ؛ لأن كل من انضم إليه من بنى حسن ، له قريب أكيد مع عجلان ، وقصد كل منهم التحريش بين الأخوين ، لينال كل فريق مراده ، ممن يلائمه من الأخوين ، مع إعراض كل ممن مع الأخوين ، عن أن يقع بينهم قتال بسبب الأخوين ، وعرض بعد ذلك لسند مرض ، مات به فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالجديد ، واستولى ابن أخيه عنان بن مغامس بن رميثة على خيله وسلاحه ، وذهب به إلى اليمن.
ووجدت بخط بعض المكيين : أن عجلان بن رميثة ، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، فى حياة أبيه رميثة ، أعطى أخاه سند بن رميثة ثلث البلاد ، بلا دعاء ولا سكة ، وأنه بعد ذلك سافر إلى مصر ، وقبض عليه بها ، وعلى أخويه ثقبة ومغامس ، حتى ينظر فى حال عجلان. انتهى بالمعنى.
ووجدت بخط بعض المكيين : أن عجلان بن رميثة ، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، أعطى أخويه سندا ومغامسا رسما فى البلاد ، وأقاما معه مدة ، ثم بعد ذلك تشوش منهما ، فأخرجهما من البلاد بحيلة إلى وادى مرّ ، ثم أرسل إليهما أن توسعا فى البلاد. وكان الشريف ثقبة ، قد توجه إلى الديار المصرية ، فلحقا به بعد شهر ، فلما وصلوا إلى مصر لزمهم عنده.
ووجدت بخطه أيضا : أنهم وصلوا من مصر فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ، فأخذوا نصف البلاد من عجلان بلا قتال. انتهى بالمعنى.
ولحمزة بن أبى بكر فى الشريف سند بن رميثة قصيدة يمدحه بها ، أولها [من الطويل]:
خليلى إما جئتما ربع ثهمد |
|
فلا تسألاه عن غير أم معبد |
وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى |
|
ورسما لذات المبسم المتبدد |
فأول ما تستنشدوا عن حلوله |
|
وتستفهما أخبار رسم ومعهد |
عسى تخبر الأطلال عمن سألتما |
|
بما شئتما للمستهام المسهد |
ومنها فى المدح :
وفى سند أسندت مدحا منضدا |
|
غريب القوافى كالجمان المنضد |
وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى |
|
ورسما لذات المبسم المتبدد |
فأول ما تستنشدوا عن حلوله |
|
وتستفهما أخبار رسم ومعهد |
عسى تخبر الأطلال عمن سألتما |
|
بما شئتما للمستهام المسهد |
ومنها فى المدح :
وفى سند أسندت مدحا منضدا |
|
غريب القوافى كالجمان المنضد |
هو القيل وابن القيل سلطان مكة |
|
وحامى حماها بالحسام المهند |
وصفوة آل المصطفى طود فخرهم |
|
وبانى علاهم فوق نسر وفرقد |
بنى ما بنى قدما أبوه رميثة |
|
وشاد الذى قد شاد من كل سؤدد |
وشن عتاق الخيل شعثا ضوامرا |
|
وأفنى عليها كل طاغ ومعتد |
فروى صفاح البيض من مهج العدا |
|
وسمر القنا مهما اعتلى ظهر أجرد |
وأبيض طلق الوجه يهتز للندى |
|
ويجدى إذا شح الحيا كل مجتد |
كريم حليم ماجد وابن ماجد |
|
ظريف شريف سيد وابن سيد |
إمام الهدى بحر الندى مهلك العدى |
|
وبدر بدا من آل بيت محمد |
أشم طويل الباع ندب مهذب |
|
أغر رحيب الصدر ضخم المقلد |
فدوحته بين الورى خير دوحة |
|
ومحتده بين الورى خير محتد |
ومنها :
إليك جلبت المدح إذ أنت كفؤه |
|
وإن أنا أجلبه لغيرك يكسد |
وما مدحكم إلا علينا فريضة |
|
ومدح سواكم سنة لم تؤكد |
ثناؤكم أثنى به الله جهرة |
|
وأنزله وحيا على الطهر أحمد |
* * *
من اسمه سهل
١٣٥٧ ـ سهل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ العامرى أخو سهيل بن عمرو :
من مسلمة الفتح ، مات فى خلافة أبى بكر ـ رضى الله عنه ـ أو صدر من خلافة عمر ، رضى الله عنه.
وذكر الكاشغرى ، أنه أسلم يوم الفتح ، وله عقب بالمدينة ودار. توفى فى آخر خلافة عمر ، رضى الله عنه.
١٣٥٨ ـ سهل بن محمود بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمود البرانى ، أبو المعالى بن أبى سهل :
هكذا ذكره القاضى تاج الدين السبكى فى طبقاته ، وقال : قال فيه ابن السمعانى : من العلماء الصالحين جاور بمكة مدة ، وكان كثير العبادة والاجتهاد. مات ببخارى (١)
__________________
١٣٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ : ٢٠٠ ، الاستيعاب ترجمة ١١٠٠ ، الإصابة ترجمة ٣٥٥٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٠٦).
١٣٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٤).
(١) بخارى : من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها ، يعبر إليها من آمل الشط ، وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه ، وكانت قاعدة ملك السامانية. انظر : معجم البلدان ١ / ٣٥٣ وما بعدها.
فى سلخ جمادى الأولى سنة أربع عشرة وخمسمائة. وذكر بعض العصريين ، أنه إنما توفى سنة أربع وعشرين.
والبرانى : بباء موحدة وراء مهملة مشددة ، ونون نسبة إلى قرية بوران ببخارى. وقد تشتبه هذه النسبة بالبزانى ، بباء موحدة وزاى ونون.
١٣٥٩ ـ سهل بن وهب بن ربيعة بن عمرو بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن فهر القرشى الفهرى ، ويقال له سهل بن بيضاء نسبة إلى أمه ، وهى دعد بنت جحدم بن عمرو بن عابد الفهرية :
ذكر ابن عبد البر ، أنه ممن أظهر إسلامه بمكة ، ومشى إلى النفر الذين قاموا فى نقض الصحيفة ، التى كتبها المشركون ، على بنى هاشم وبنى المطلب ، ثم قال : أسلم سهل بن بيضاء بمكة ، وكتم إسلامه ، فأخرجته قريش معهم إلى بدر ، فأسر يومئذ مع المشركين ، فشهد له عبد الله بن مسعود ، أنه رآه بمكة يصلى ، فخلى عنه. لا أعلم له رواية.
ومات بالمدينة ، وبها مات أخوه سهيل ، فصلى عليهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمسجد. ثم قال : وقد قيل إن سهل بن بيضاء ، مات بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. انتهى.
وذكر غير ابن عبد البر ، أنه توفى فى مرجع النبى صلىاللهعليهوسلم من تبوك. وقيل : مات سنة ثمان وثمانين. والأول أصح.
* * *
من اسمه سهيل
١٣٦٠ ـ سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤىّ بن غالب بن فهر القرشى العامرى المكى ، أو يزيد :
أحد أشراف قريش وخطبائها ، ذكر الزبير : أن أمه حبّى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمرو بن خزاعة ، وأنه شهد بدرا مع المشركين ،
__________________
١٣٥٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٠٨٥ ، الإصابة ترجمة ٣٥٣٣ ، أسد الغابة ترجمة ٢٢٨٣ ، الجرح والتعديل ٤ / ٨٣٥ ، علوم الحديث لابن الصلاح ٣٣٥ ، دائرة معارف الأعلمى ١٩ / ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٥ ، ١٠٤).
١٣٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١١١ ، الإصابة ترجمة ٢٥٨٦ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٢٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٣١٠ ، ٦ / ٩ ، ٧ / ٤٨٤ ، ٨ / ٢٠٦ ، نسب قريش ٤١٧ ، ٤١٩ ، طبقات خليفة ٢٦ ، ٣٠٠ ، تاريخ خليفة ٨٢ ، ٩٠ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، المعارف ٢٨٤ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٤٥ ، مشاهير علماء الأمصار ١٨٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٣٩ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٦ ، شذرات الذهب ١ / ٣٠).
وحرض الناس بمكة للخروج إليها ؛ لأن أبا سفيان ، لما استنفر قريشا لعيرها التى معه ، تخوفا عليها من النبى صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، حين همّوا بها ، قام سهيل بن عمرو فقال : يا أهل غالب ، أتاركون أنتم محمدا والصّباة من أهل يثرب ، يأخذون عيراتكم وأموالكم؟ من أراد مالا فهذا مال ، ومن أراد قوة فهذه قوة ، فقال فى ذلك أمية بن أبى الصلت (١) [من الكامل] :
أبا يزيد رأيت سيبك واسعا |
|
وسجال كفك تستهل وتمطر (٢) |
بسطت يداك بفضل عرفك والذى |
|
يعطى يسارع فى العلاء ويظفر |
فوصلت قومك واتخذت صنيعة |
|
فيهم تعدو وذو الصنيعة يشكر |
ونمى ببيتك فى المكارم والعلا |
|
يابن الكرام فروع مجد يزخر |
وجحاجح بيض الوجوه أعزة |
|
غر كأنهم نجوم تزهر |
إن التكرم والندى من عامر |
|
أخواك ما سلكت لحج عزور |
فأسر سهيل يوم بدر ، أسره مالك بن الدّخشم. وقال فى ذلك مالك بن الدّخشم (٣) [من المتقارب] :
أسرت سهيلا فلن أبتغى |
|
أسيرا به من جميع الأمم |
وخندف تعلم أن الفتى |
|
سهيلا فتاها إذا تصطلم |
ضربت بذى الشفر حتى انثنى |
|
وأكرهت نفسى على ذى العلم |
قال : فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف العامرى ، ثم المعيطىّ ، فقاطعهم على فدائه ، وقال لهم ، اجعلوا رجلى فى القيد مكان رجليه ، حتى يبعث إليكم بالفداء ، ففعلوا ذلك به. وفى ذلك يقول مكرز :
فديت بأذواد كرام سبا فتى |
|
ينال الصميم غرمها لا المواليا |
وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به |
|
لأبنائها حتى يديروا الأمانيا |
وكان عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسهيل أسير : دعنى أنزع ثنيته حتى يدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا. وكان سهيل ، أعلم ، مشقوق الشفة ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لعله يقوم مقاما تحمده». وكان الأمر على ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كما سيأتى بيانه.
وعلى يد سهيل بن عمرو ، انبرم الصلح بين النبى صلىاللهعليهوسلم ، وبين قريش يوم الحديبية ، وقال
__________________
(١) انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١١١١.
(٢) فى الاستيعاب : «يستعمل ويمطر».
(٣) انظر الاستيعاب ترجمة ١١١١.
النبى صلىاللهعليهوسلم حين رآه مقبلا إليه : «سهل أمركم». قال الزبير : فأسلم سهيل فى الفتح. وكان بعد إسلامه كثير الصلاة والصوم والصدقة. انتهى بالمعنى.
وقال النووى : قال سعيد بن مسلم : لم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا يوم الفتح ، أكثر صلاة وصوما وصدقة واشتغالا بما ينفعه فى آخرته ، من سهيل بن عمرو ، حتى شحب لونه وتغير ، وكان كثير البكاء ، رقيقا عند قراءة القرآن ، كان يختلف إلى معاذ بن جبل ، يقرئه القرآن ويبكى ، حتى خرج معاذ من مكة ، فقيل له : تختلف إلى هذا الخزرجى؟ لو كان اختلافك إلى رجل من قومك؟ قال : هذا الذى صنع بنا ما صنع ، حتى سبقنا كل السّبق ، لعمرى أختلف ، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية ، ورفع الله بالإسلام قوما كانوا فى الجاهلية لا يذكرون ، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا ، وإنى لأذكر ما قسم الله لى ، فى تقدم أهل بيتى من الرجال والنساء ، فأسر به ، وأحمد الله عليه ، وأرجو أن يكون الله تعالى نفعنى بدعائهم ، أن لا أكون مت على ما مات عليه نظرائى ، فقد شهدت مواطن ، أنا فيها معاند للحق.
وذكر ابن الزبير : أنه لما مات النبى صلىاللهعليهوسلم ، وارتدت العرب ، ماج أهل مكة وكادوا يرتدون ، فقام فيهم سهيل بمثل خطبة أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ بالمدينة ، كأنه يسمعها ، فسكن الناس وقبلوا منه ، وأمير مكة يومئذ عتّاب بن أسيد. انتهى.
وذكر ابن عبد البر : أن سهيلا قال فى خطبته : والله إنى لأعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس فى طلوعها إلى غروبها ، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم ـ يعنى أبا سفيان ـ فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم ، ولكنه قد جثم على صدره حسد بنى هاشم.
وأتى فى خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ بالمدينة.
وذكر النووى أنه قال فى خطبته : يا معشر قريش ، لا تكونوا آخر من أسلم ، وأول من ارتد ، والله ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر. فى خطبة طويلة.
ومقام سهيل هذا ، هو الذى أشار إليه النبى صلىاللهعليهوسلم بقوله لعمر ـ رضى الله عنه ـ حين سأله أن ينزع ثنيّة سهيل ، لا يقوم خطيبا على النبى صلىاللهعليهوسلم : «إنه يقوم مقاما تحمده».
قال ابن عبد البر : روى ابن المبارك ، قال : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : حضر الناس باب عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وفيهم سهيل بن عمرو ، وأبو سفيان بن حرب ، وأولئك الشيوخ من قريش ، فخرج آذنه ، فجعل يأذن لأهل بدر : لصهيب وبلال ، وأهل بدر ، وكان يحبهم ، وكان قد أوصى بهم ، فقال أبو سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا ، فقال سهيل بن
عمرو : قال الحسن ـ ويا له من رجل ما كان أعقله : ـ أيها القوم ، إنى والله قد رأيت الذى فى وجوهكم ، فإن كنتم غضبى فاغضبوا على أنفسكم ، دعى القوم ودعيتم ، فاسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما سبقوكم به من الفضل ، أشد عليكم فوتا من بابكم هذا ، الذى تنافسون عليه ، ثم قال : أيها القوم ، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون ، ولا سبيل إلى ما سبقوكم به ، فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، عسى الله أن يزرقكم شهادة. ثم نفض ثوبه ، وقام ولحق بالشام. قال الحسن : فصدق. والله لا يجعل الله عبدا له ، أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
وذكر الزبير عن عمه مصعب ، عن نوفل بن عمارة ، قال : جاء الحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، إلى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فجلسا وهو بينهما ، فجعل المهاجرون الأولون ، يأتون عمر ـ رضى الله عنه ـ فيقول : هاهنا يا سهيل ، هاهنا يا حارث ، فينحيهما عنه ، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك ، حتى صارا فى آخر الناس ، فلما خرجا من عند عمر بن الخطاب ، قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو : ألم تر ما صنع بنا؟ فقال سهيل : أيها الرجل ، لا لوم عليه ، ينبغى أن نرجع باللوم على أنفسنا ، دعى القوم فأسرعوا ، ودعينا فأبطأنا. فلم قام الناس من عند عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ أتياه فقالا له : يا أمير المؤمنين ، قد رأينا ما فعل بنا القوم ، وعلمنا أن أتينا من قبل أنفسنا. فهل من شىء نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فقال : لا أعلم إلا هذا الوجه ، وأشار لهما إلى ثغر الروم ، فخرجا إلى الشام فماتا بها.
قالوا : وكان سهيل بن عمرو ، بعد أن أسلم ، كثير الصلاة والصوم والصدقة ، وخرج بجماعة أهله إلا ابنته هندا إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هناك ، فلم يبق من ولده أحد إلا ابنته هند ، وفاختة بنت عقبة بن سهيل ، فقدم بها على عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ومعها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وكان الحارث قد خرج مع سهيل ، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا عبد الرحمن ، وفاختة ، فقال : زوجوا الشّريد الشّريدة ، ففعلوا ، فنشر الله منهما خلقا كثيرا.
قال المدائنى : قتل سهيل بن عمرو باليرموك ، وقيل : بل مات فى طاعون عمواس. قال النووى ، استشهد باليرموك ، وقيل بمرج الصفّر ، وذكر القول بوفاته فى طاعون عمواس.
١٣٦١ ـ سهيل بن وهب ، وقيل ابن عمرو ، بن وهب بن ربيعة الفهرى :
ويقال سهيل بن بيضاء ، أخو السابق ، يكنى بابنه فيما زعم بعضهم. هاجر إلى الحبشة ، ثم قدم على النبى صلىاللهعليهوسلم أقام معه حتى هاجر.
وهاجر سهيل إلى المدينة ، ثم شهد بدرا ، ومات فى حياة النبى صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، سنة تسع ، وصلى عليه بالمسجد الحرام. ذكر ذلك أبو عمر.
وروى بسنده عن أنس ، رضى الله عنه : أن أسنّ أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم سهيل ، وأبو بكر.
وذكر النووى : أنه هاجر إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وشهد بدرا وغيرها ، وأنه توفى سنة تسع بالمدينة.
وجزم ابن قدامة ، بأن سهيلا هو الذى شهد بدرا مع المشركين ، وأسره المسلمون ، فشهد له ابن مسعود بالإسلام.
١٣٦٢ ـ سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السبّاق بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى العبدرىّ :
قال الزبير : هاجر إلى أرض الحبشة ، وشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدرا ، وأمه هنيدة ، من خزاعة ، وكان من مهاجرة الحبشة ، ولم يذكره ابن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة. سقط له.
وذكره محمد بن إسحاق وغيره : وشهد سويبط بدرا. وكان مزّاحا يفرط فى الدّعابة ، وله قصة ظريفة مع نعيمان ، وأبى بكر الصديق وهى مشهورة ، وملخصها : أنهم خرجوا بتجارة إلى بصرى ، قبل موت النبى صلىاللهعليهوسلم ، فقال سويبط لنعيمان ، وكان على الزاد : أطعمنى ، قال : لا ، حتى يجىء أبو بكر. فقال : أما والله لأغيظنك ، فمرّوا بقوم ، فقال لهم سويبط : تشتروا منى عبدا؟ قالوا : نعم ، قال : إنه عبد له كلام ، وهو قائل لكم : أنا حر ، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه ، فلا تفسدوا علىّ عبدى ، قالوا : بل نشتريه منك. قال : فاشتروه منه بعشرة قلائص ، قال : ثم جاءوا فوضعوا فى عنقه عمامة أو
__________________
١٣٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٠٥ ، الإصابة ٣٥٧٤ ، أسد الغابة ٢٣١٦ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٦٠ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٠٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٤٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٣٩ ، شذرات الذهب ١ / ١٣).
١٣٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٥٤ ، الإصابة ترجمة ٣٦٠٤ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٤١ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٩٠).
حبلا ، فقال نعيمان : إن هذا يستهزئ بكم ، وإنى حرّ لست بعبد ، قالوا : قد أخبرنا خبرك ، فانطلقوا به. فجاء أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ فأخبره سويبط ، فاتبعهم ورد عليهم القلائص ، وأخذه. فلما قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أخبره فضحك صلىاللهعليهوسلم وأصحابه منها ، حولا. هكذا ذكر هذا الخبر وكيع ، وخالفه غيره ، فجعل مكان سويبط نعيمان ، وهو من أهل بدر.
وقال أبو حاتم : سويبط بن عمرو من المهاجرين الأولين ، هكذا قال أبو حاتم ، لم يزد. كتبت هذه الترجمة ملخصة من الاستيعاب.
١٣٦٣ ـ سويد بن سعيد المكى :
قدم دمشق ، وروى عن الشعبى. وعنه سليمان بن عبد الرحمن ، أنه رأى الشعبى يتمرجح ، قاله يزيد بن عبد الصمد عن سليمان. ذكره هكذا الذهبى فى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
١٣٦٤ ـ سويد بن كلثوم الفهرى :
والد محمد. استعمله أبو عبيد فيما قيل على دمشق. ذكره هكذا الذهبى.
١٣٦٥ ـ سيف بن سليمان ، ويقال ابن أبى سليمان المخزومى ، مولاهم المكى :
روى عن مجاهد ، وابن أبى نجيح ، وقيس بن سعد ، وعبد الكريم بن أبى المخارق ، وعمرو بن دينار. روى عنه الثورى ، ويحيى بن سعيد القطان ، وابن المبارك ، وأبو نعيم ، وأبو عاصم النبيل ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وغيرهم.
روى له الجماعة ، إلا الترمذى. قال القطان : كان عندنا ثبتا ممن يصدق ويحفظ. وقال النسائى : ثقة ثبت. وقال الذهبى : ثقة ، لكنه رمى بالقدر. وقال يحيى بن معين : توفى سنة إحدى وخمسين ومائة.
__________________
١٣٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٣ ، طبقات خليفة ٢٨٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٣٧٣ ، تاريخه الصغير ٢ / ١١٣ ، أحوال الرجال للجوزجانى الترجمة ٣٤٥ ، المعرفة ليعقوب ١ / ١٣٥ ، ٢١٣ ، ٢ / ٢١٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ١١٨٥ ، ثقات ابن شاهين الترجمة ٤٩٢ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى الترجمة ١٩٨ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ٢٠٧ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٣٨ ، الكاشف الترجمة ٢٢٤٣ ، ديوان الضعفاء الترجمة ١٨٤٤ ، المغنى الترجمة ٢٧١٥ ، العبر ١ / ٢١٧ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٣٦٣٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٤ ، التقريب ١ / ٣٤٤ ، خلاصة الخزرجى ٢٨٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣١ ، تهذيب الكمال ٢٦٧٤).
١٣٦٦ ـ سيف بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى:
كان آخر أولاد أبى نمى وفاة ، توفى فى سنة ست وستين وسبعمائة ، على ما أخبرنى به ولده محمد ، ولم يذكر لى هذه السنة ، وإنما قال : توفى سنة أم جرب ، وهذه السنة تعرف عند العرب بهذا الاسم ؛ لأن المواشى جربت فيها.
* * *
حرف الشين
١٣٦٧ ـ شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبى :
ذكر القاضى أبو الطيب الطبرى ، أنه لقى النبى صلىاللهعليهوسلم وهو مترعرع. ذكره أبو موسى فى الصحابة ، وقال الذهبى : له رؤية.
١٣٦٨ ـ شاه شجاع بن محمد بن المظفر اليزدى سلطان بلاد فارس :
كان قد ملك فى حياة أبيه شيراز وكرمان ، ثم اجتمع هو وأخوه محمود صاحب أصبهان على خلع أبيهما ، فخلعاه وكحلاه ، فى سنة ستين وسبعمائة. ثم انتزع محمود من شاه شجاع شيراز ، فلحق بكرمان ، ثم رجع شاه شجاع إلى شيراز ، ففارقها محمود ، ثم مات ، فملك شاه شجاع أصبهان ، وأقطعها لابنه زين العابدين ، ثم مات شاه شجاع فى سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، بعد أن ملك بلاد فارس. وله من المآثر بمكة ، الرباط الذى تجاه باب الصفا ، وقفه على عشرة من الفقراء ، وله أوقاف عليه بمكة. وكان المتولى لعمارته وشراء أوقافه ، الشيخ غياث الدين محمد بن إسحاق الأبرقوهى المقدم ذكره.
وللسلطان شاه شجاع خزانة كتب موقوفة بالحرم النبوى ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام. وكتب موقوفة برباطه المذكور بمكة شرفها الله تعالى.
١٣٦٩ ـ شبل بن عباد المكى :
مقرئ الحرم. قرأ على ابن كثير ، وابن محيصن ، وروى عن أبى الطفيل ، وعمرو بن دينار ، وابن أبى نجيح ، وقيس بن سعد المكى ، وجماعة.
روى عنه القراءة عرضا : إسماعيل بن عبد الله القسط ، وأبو الإخريط وهب بن واضح ، وعكرمة بن سلمة ، وولده داود بن شبل ، وغيرهم.
__________________
١٣٦٧ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٣ / ٣١٠).
١٣٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (المنهل الصافى ٦ / ٢٠٤ ، الدليل الشافى ١ / ٣٤٠ رقم ١١٧٢ ، إنباء الغمر ١ / ٣٠٦ رقم ١٤ ، الدرر ٢ / ٢٨٤ رقم ١٩٢٧).
١٣٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٠).
وحدث عنه سفيان بن عيينة ، وأبو أسامة ، وأبو نعيم ، وأبو حذيفة موسى بن إسماعيل النهدى ، وابن المبارك ، وخلق ، منهم : حمزة الزيات ، وهو أقدمهم وفاة.
روى له البخارى وأبو داود والنسائى.
قال ابن معين : له نحو عشرين حديثا. وقد وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو داود ، إلا أن أبا داود ، قال : إنه يرى القدر.
قال الذهبى : أرخ بعضهم وفاته ، فى سنة أربع وأربعين ، يعنى : ومائة. قال : وأظنه وهما ، فإن أبا حذيفة ، إنما سمع منه فى سنة خمسين أو بعدها ، فيحرر ، وقال : قال الأهوازى : كان مولده سنة سبعين. انتهى.
١٣٧٠ ـ شبيب بن سعيد :
[.......](١)
١٣٧١ ـ شجاع بن أبى وهب ، ويقال ابن وهب ، بن ربيعة بن أسد الأسدى ، أسد خزيمة ، حليف لبنى عبد شمس ، يكنى أبا وهب :
ذكره أبو عمر بن عبد البر ، قال : شهد هو وأخوه عقبة بدرا والمشاهد كلها ، مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أعلم لهما رواية. كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، وممن قدم المدينة منها ، حين بلغهم إسلام أهل مكة. وكان رجلا نحيفا طوالا ، أحنى. وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بينه وبين ابن خولى.
وشجاع هذا ، هو الذى بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسانى ، واستشهد شجاع هذا يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة.
١٣٧٢ ـ شر حبيل بن حسنة :
وهى أمه ، قاله ابن شهاب. وقال ابن إسحاق : وقيل تبنته ، قاله الزبير بن بكار ،
__________________
١٣٧٠ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل قدر سطرين.
١٣٧١ ـ انظر ترجمته فى : (انظر الجرح والتعديل ٤ / ٣٧٨ ، الإصابة ترجمة ٣٨٥٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٨٨).
١٣٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٧ ، الإصابة ترجمة ٣٨٨٨ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤١٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٢٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٥٧٥ ، الكاشف ٢ / ٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٥ ، شذرات الذهب ١ / ٢٤ ، ٣٠ ، الإكمال ٢ / ٤٦٩ ، التاريخ الصغير ١ ، ٣ ، ٥٢ ، ٧٣ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٠٨ ، العبر ١ / ١٥ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ١ / ٦٥٨ ، الوافى بالوفيات ١٦ / ١٢٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٤٧ ، البداية والنهاية ٦ / ٩٣).
واختلف فى نسبها ، فقيل امرأة عدولية ، وعدول من ناحية البحرين ، قاله ابن إسحاق. وذكر أن ولاءها لمعمر بن حبيب.
واختلف فى اسم والد شرحبيل ونسبه. فذكر ابن هشام : أنه شرحبيل بن عبد الله ، أحد بنى الغوث بن مر ، أخى تميم بن مر.
وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : هو شرحبيل بن عبد الله ، من بنى جمح ، وقيل شرحبيل بن عبد الله بن المطاع ، من كندة ، حليف لبنى زهرة. يكنى شرحبيل : أبا عبد الله ، على ما ذكر أبو عمر بن عبد البر ، وذكر أنه من مهاجرة الحبشة ، معدود فى وجوه قريش ، وكان أميرا على ربع من أرباع الشام ، لعمر رضى الله عنه.
وتوفى فى طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، وهو ابن سبع وستين سنة.
وذكر النووى ، أنه طعن هو وأبو عبيدة فى يوم واحد ، وأن أبا بكر رضى الله عنه استعمله على جيوش الشام وفتوحه ، ولم يزل متوليا لعمر رضى الله عنه على بعض نواحى الشام ، إلى أن توفى رضى الله عنه.
١٣٧٣ ـ الشريد بن سويد الثقفى :
قيل إنه من حضر موت ، ولكن عداده فى ثقيف ، روى عنه ابنه عمرو بن الشريد ، ويعقوب بن عاصم ، يعد فى أهل الحجاز.
١٣٧٤ ـ شعبان بن حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى النجمى السلطان الملك الأشرف ، صاحب الديار المصرية والشامية ، وغير ذلك من البلاد الإسلامية:
ولى السلطنة بعد خلع ابن عمه المنصور محمد بن المظفر حاجى بن الناصر ، فى يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان ، سنة أربع وستين وسبعمائة ، وتولى تدبير الدولة الأمير يلبغا الخاسكى لصغر الأشرف ، واستمر يلبغا مدبر الدولة ، إلى أن بان عن الأشرف ، فى ربيع
__________________
١٣٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٢ ، الإصابة ترجمة ٣٩١١ ، أسد الغابة ترجمة ٢٤٣٠ ، الثقات ٣ / ١٨٨ ، ٤ / ٣٦٩ ، التقريب ١ / ٣٥٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٢ ، تهذيب الكمال ٥ / ٥٧٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٧ ، بقى بن مخلد ١١٥ ، الكاشف ٢ / ١٠ ، التلقيح ٣٦٧ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٥٩ ، ٩ / ١٤٠ ، الإكمال ٤ / ٣٩٤ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٨١٣).
١٣٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (مورد اللطافة لابن تغرى بردى ٨٧ ، ابن إياس ١ / ٢١٢ ، حسن المحاضرة ٢٥ / ١٠٤ ، الدرر الكامنة ٢ / ١٩٠ ، البداية والنهاية ١٤ / ٣٠٢ ـ ٣٢٤ ، الإعلام ٣ / ١٦٤).
الآخر سنة ثمان وستين وسبعمائة ، لأن مماليك يلبغا ثاروا عليه ، وهو مخيم مع الأشرف فى بر الجيزة ، فهرب يلبغا ، وانضم مماليكه إلى الأشرف ، خوفا من أن يأتيه يلبغا ، فيعضد الأشرف عليهم. ولما علم يلبغا باجتماع مماليكه على الأشرف ، أقام سلطانا من بنى قلاوون ، قال فيه العوام :
سلطان الجزيرة ، ما يسوى شعيرة
لأن يلبغا حين أقامه كان نازلا بجزيرة الفيل.
وكان يلبغا قد احتاط على السفن ، على مماليكه والأشرف [...](١) الوصول إلى القلعة ومنازلهم أياما ، ثم ظفروا بسفينة ، فتوصلوا فيها حيث أرادوا ، وعلم بذلك يلبغا ، فقصدهم فيمن انضم إليه من المماليك البطالة ، فانكسر يلبغا وقتل ، وترشد الأشرف بعد قتله ، وناب له النظامى.
ثم وقع بين الأشرف وبين مماليك يلبغا فتنة وضرب ، فقتل أسندمر رأس مماليك يلبغا ، فى طائفة كثيرة منهم ، وتمكن الأشرف بعد ذلك كثيرا ، واستمر حتى خلع فى ثالث ذى القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ، بولده علىّ ، الملقب بالمنصور ، وكان قد توجه فى هذه السنة للحج ، فثار عليه جماعة من مماليكه وأمرائه فى عقبة أيلة ، فتوجه إلى القاهرة هاربا ، ظنّا منه أن الخلاف عليه ، إنما هو بالعقبة فقط.
فلما قرب منها ، رأى ما استنكره من ضرب الكؤوسات والطبلخانات ، فقصد هو ومن معه قبة النصر ، واختفوا بها ، ونام غالب من معه ، ولم يأخذه هو نوم ، فخرج منها مع يلبغا الناصرى ، وكان ممن هرب معه ، واختفيا عند أستادار الناصرى ، ثم انتقل إلى بيت امرأة يعرفها ، يقال لها آمنة ، زوج المستوى ، فاختفى به ، وهذا المنزل بالجودرية بالقاهرة ، وعلم بذلك القائمون عليه ، فهجموا عليه واستخرجوه من بادهنج ، وهو بزى النساء فيما قيل ، وطلعوا به إلى القلعة ، فعاقبوه حتى أقر بذخائره ، ثم خنق فى يوم الاثنين خامس ذى القعدة سنة ثمان وسبعين [....](٢) وفى اليوم الرابع منه علم أعداؤه بوصوله إلى القاهرة ، وما كان من خبره بالعقبة من بعض السفار معه ، فدل على الأشرف ومن معه ، حتى أتى بأعدائه إلى قبة النصر ، فوجدوا الهاربين مع الأشرف نياما ، فذبحوهم وفازوا بالشهادة.
وكان الأشرف فعل بالحرمين مآثر حسنة ، وهى أنه قرر دروسا فى المذاهب الأربعة ، ودرسا فى الحديث ، وتصادير ، وقراء ، ومؤذنين وغيرهم ، ومكتبا للأيتام. وأقام
__________________
(١) ما بين المعقوفتين بياض فى بالأصل.
(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى بالأصل.
البيمارستان المستنصرى بمكة. ووقف على ذلك وقفا كافيا ، وبعث ابن كلبك لعمارة مأذنة باب الحزورة ، وكانت قد سقطت فى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، فى ليلة مطيرة ، وكفى الله تعالى شرها ، وفرغ من عمارتها فى شهر المحرم سنة اثنتين وسبعين ، وبعث الأمير أبا بكر بن سنقر فى سنة خمس وسبعين. فحلى باب الكعبة المعظمة والميزاب ، وعمل الميضأة التى عند باب علىّ ، أحد أبواب المسجد الحرام.
وكان عمله لذلك فى سنة ست سبعين وسبعمائة ، وعمرت فى مبدأ دولته أماكن بالمسجد الحرام ، وأكمل المطاف بالحجارة المنحوتة ، حتى صار على ما هو عليه اليوم ، وجددت المقامات الأربعة ، وأصلح ما كان متشعثا من الأماكن بمكة ، وعملت درجة للكعبة ، أقامت الكعبة تفتتح عليها إلى موسم سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، ثم عوض عنها بدرجة حسنة ، أنفذها مولانا السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ ، أدام الله تعالى نصره ، وعمل للخطيب منبرا ، ولم يزل حتى أبدل بالمنبر الذى أنفذه الملك الظاهر ، فى موسم سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، وذلك كله فى سنة ست وستين وسبعمائة ، بإشارة كبير دولته الأمير يلبغا الخاصكى ، وعوض صاحب مكة عن المكس الذى كان يؤخذ من الحجاج المصريين ، وقد سبق بيان ذلك فى المقدمة.
* * *
من اسمه شعيب
١٣٧٥ ـ شعيب بن أحمد بن إبراهيم بن الفتح ، يكنى أبا الفضل بن أبى العباس القرشى ، الرشيدى المولد :
سمع منه ولده إبراهيم ، والحافظ أبو الحسن على بن المفضل المقدسى بمكة. وتوفى فى ذى الحجة سنة تسعين وخمسمائة ، وهو ابن خمس وسبعين.
ذكره المنذرى فى التكملة ، وترجمه : بالشيخ الأجل ، وقال : حدثنا عنه ولده إبراهيم ابن شعيب.
١٣٧٦ ـ شعيب بن حرب المدائنى ، أبو صالح البغدادى.
نزيل مكة. روى عن : زهير بن معاوية ، وسفيان الثورى ، وشعبة بن الحجاج ، ومالك
__________________
١٣٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٣٤٢ سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦ تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧ ، المنتظم ٦ / ٧٩ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٦ ، البداية والنهاية ١١ / ١٠٧ ، لسان الميزان ٣ / ٢٧١ ، شذرات الذهب ٢ / ٢١٨ ـ ٢١٩).