تهذيب اللغة - ج ١٤

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٤

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٧

وفلانٌ مُقَابَلٌ ومُدَابر إذا كان مَحْضا من أبويه ، وقال ويقال : دَبَّرتُ الحديث أي حَدَّثتُ به عن غيري.

قال شمر : دَبَّرتُ الحديثَ ليس بمعروف ، قلت : وقد جاء في الحديث : أما سمعته من معاذ يدَبِّره عن رسول الله صَلَى الله عليه وسلّم.

قلت : وقد أنكر أحمد بن يحيى يُدَبِّره بمعنى يُحِدِّثه ، وقال : إنما هو يَذْبُرُهُ بالذال والباء أي يُتْقِنُه ، وأما أبو عبيد فإن أصحابه رووا عنه : يُدَبِّره كما ترى.

وقال الأصمعيّ : الدَّبار الهلاك ، ودَابِرةُ الحافِر مُؤَخّرهُ وجمعها الدّوابر.

وقال أبو زيد : فلان لا يأتي الصلاة إلا دَبَرِيّا.

قال أبو عبيد : والمُحَدِّثون يقولون : دُبُريّا يعني في آخر وقتها.

وقال أبو الهيثم : دَبْرِيا بفتح الدال وجزم الباء.

الأصمعيّ : فلان ما يَدْرِي قَبيلا من دَبير ، المعنى ما يدري شيئا.

وقال الليث : القَبيلُ فَتْلُ القُطْن والدّبيرُ فَتْل الكتَّان والصُّوف ، ويقال : القبيلُ ما وَلَيَكَ والدّبيرُ ما خَلْفَك.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أَدْبر الرجلُ إذا عَرَفَ دَبيرَه من قَبيله.

قال ثعلب : قال الأصمعيّ : القبيلُ ما أقبلَ به الفَاتل إلى حَقوه ، والدّبيرُ ما أدبر به الفاتِل إلى ركْبتيه.

وقال المفضل : القبيلُ فَوْزُ القِداح في القِمار ، وَالدبير خَيْبَة القِدْح.

وقَال الشيباني : القَبِيلُ طاعةُ الرب ، وَالدَّبيرُ مَعصيتُه.

وقَالَ ابن الأعرابيّ : أدْبر الرجلُ إذا سافر في دبار وهو يوم الأربعاء. قال : ومَثَّل مجاهدٌ عن يوم النحس فقال : هو أربعاء لا يدور في شهر.

وَقَال ابن الأعرابيّ : أدْبَر الرجلُ إذا مات ، وَأَدْبَر إذا تغافل عن حاجة صديقه ، وَأَدْبرَ صار له دَبْر ، وهو المال الكثير.

وقال الأصمعيّ في قول الهذلي :

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيّ في جَمِّهِ

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحا عَطُوفا

قال : المُدابِر المولِّي المعرِض عن صاحبه.

وقال أبو عبيد : المُدَابِر الّذي يَضرب بالقِداح. وَقيلَ : المُدابِر الّذي قُمِر مرةً بعد مرة فعاوَد لِيَقْمُر.

وقال ابن الأعرابيّ : دَبَرَ ، رد ، ودَبَر تَأَخّر ، قال : وَأَدْبَرَ إذا انْقَلَبتْ فتلة أُذنِ الناقة إذا نُحرَتْ إلى ناحية القَفَا ، وَأَقْبَل إذا صارت هذه الفتلة إلى ناحية الوَجْه.

أبو عبيد : سمعتُ أبا عبيدة يقول : رجل أُدابر لا يقبل قول أحد وَلا يلوي على

٨١

شيء. ورَجُلٌ أُباتِرٌ يبتر رحمه فيقْطَعُها.

ورجلٌ أُخايِلٌ وهو المختال ، وأجارِدٌ اسم موضع ، وكذلك أُجامِرٌ.

بدر : قال الليث : البَدْرُ القمر ليلة أربَعَ عَشْرَة ، وإنما سُمِّي بَدْرا لأنه يُبادِر بالغروب طلوعَ الشَّمس ، لأنهما يتراقبان في الْأفق صُبحا ، قال : والبَدْرَةُ كِيسٌ فيه عَشرةُ آلافِ دِرهمِ أو ألفٌ. والجَمْعُ البُدُور ، وثَلاثُ بَدراتٍ.

أبو عبيد عن أبي زيد : يقال لِمَسْك السَّخْلَة ما دامتْ تَرْضَع : الشَّكْوةُ ، فإذا فُطِمَ فَمسْكُة : البَدْرَةُ ، فإذا أَجْذَعَ فمسْكُه السِّقَاءُ.

قال : وقال أبو عمرو : والبادِرة من الإنسان وغيرِه اللحمةُ التي بَين المنكِبِ والعُنق وأنشدنا :

* وجاءَت الخيلُ مُحْمرا بوادرُها*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البادِرُ القَمَرُ ، والبادِرَة الكلمةُ العَوْرَاء ، والبادِرَةُ الغَضْبةُ السريعة ، يقال : احذروا بادِرَتَه.

وقال الليث : البادِرتان جانبا الكِرْكِرَة ويقال : هما عرقان اكتنفاها وأنشد :

* تَمْرِي بَوادِرَها منها فَوَرَاقُها*

يعني فَوارقَ الإبلِ وهي التي أَخَذَها المخاضُ فَفَرِقَتْ نَادَّةً فكلما أَخذها وَجَعٌ في بطنها مَرَتْ ، أي ضَرَبَتْ بخفّها بادِرَةَ كِرْكِرَتها وقد تَفْعَلُ ذلك عند العطش.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أَبْدَرَ الرجلُ إذا سَرَى في ليلةِ البدْر ، وأَبْدَرَ الوصِيُّ في مال اليتيم بمعنى بادَرَ كِبْرَهُ وبَدَّرَ مثله ، ويقال : ابْتَدَرَ القومُ أمرا وتَبَادَرُوه : أي بادر بعضُهم بعضا إليه أيُّهم يَسبِقُ إليه فَيَغلِبُ عليه ، وبادر فلانٌ فلانا مُولِّيا ذاهبا في فِراره.

قال : والبَدْرُ الغلامُ المُبَادِر ، وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بدْرة : قال الأصمعيّ : حَدْرَة مُكْتَنِزَةٌ صُلبة ، وبَدْرَةُ تَبْدُرُ بالنَّظَرِ ، وقال ابن الأعرابيّ : حَدْرَةٌ واسعةٌ ، وبدْرَةٌ تامَّةٌ ، وقيل : ليلةُ البدرِ لِتمام قَمرِها.

الحَرّاني عن ابن السكيت يقال : غلام بَدْرٌ إذا كان مُمتلِئا ، وقد أَبْدَرْنَا إذا طلع لنا البَدْرُ وسمي بَدْرا لامتلائِه.

د ر م

دمر ، رمد ، مدر ، مرد ، [درم ، ردم] : مستعملات.

درم : قال الليث : الدَرَم استِوَاءُ الكَعْب وعَظم الحاجب ونحوه إذا لم يَنْتَبِر فهو أَدْرَمُ ، والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِم ، قال : ودَرِمٌ اسم رجل من بني شيبان ذكره الأعشى فقال :

ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له

كما قِيلَ في الحربِ أَوْدَى دَرِمْ

قال أبو عَمرو : هو درم بن دُبّ بن ذُهْل بن شيبانَ ، فُقِد كما فُقِد القارظَ

٨٢

العَنَزِيّ فصار مَثَلا لكلِّ مَن فُقِد ، وقال الليث : بنو دَارِم حيٌّ مِنْ بني تميم فيه بيتُها وشَرَفُها ، وقال غيره : سمي دارما لأنه حَمَلَ إلى أبيه شيئا يَدْرِمُ به أي يُقارِبُ خُطاه في مَشْيِه ، عمرو عن أبيه الدَّرُوم من النوق الحَسَنَةُ المِشية.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الدَّرِيم الغُلام الفُرْهُدُ النَّاعمُ.

الليث : الدَّرَّامة من أسماء القُنْفُذ والأرانب ، والدَّرامة من نَعْتِ المرأةِ القصيرة ، قال : والدَّرَمَانُ مِشْيَةُ الأَرنب والفأرةِ والقُنْفُذِ وما أشبهه ، والفعْلُ دَرَمَ يَدْرِم.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الدَّرْماءُ من نبات السّهل ، وكذلك الطَّحْماء والحَرْشَاءُ والصَّفراءُ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : إذا أَثْنَى الفَرَسُ أَلْقَى رَوَاضِعَهُ فيقال : أَثْنَى وَأَدْرَمَ للإثْناء ثم هو ربَاعٌ.

ويقال : أَهْضَم للإِرباع.

وقال ابن شميل : الإدرام أن يَسْقُطَ سِنُّ البعيرِ لسِنٍّ نَبَتَتْ.

يقال : أَدْرَمَ للإثْناء ، وأَدرم للإرْباع ، وأَدْرَمَ للإسداس.

ولا يقال : أَدْرَمَ لِلْبُزُول لأن البازِل لا ينبت إلا في مكان لم تكن فيه سنّ قبله ، ومكانٌ أَدْرَمُ مستوٍ.

أبو عُبيد عن أبي زيد : دَرَمَتْ الدّابةُ تَدْرِمُ دَرْما إذا دَبَّتْ دَبِيبا.

شمر : المُدَرَّمَةُ من الدُّروع اللّينة المستَوية وأنشد فقال :

هَاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحملُ شِكَّتِي

ومُفاضَةٌ تَغْشَى البَنانُ مُدَرَّمَهْ

ردم : الليث : الرَّدْمُ سَدُّك بابا كُلَّه أو ثُلْمَةً أَوْ مَدْخلا ونحو ذلك يقال : رَدَمتُه رَدْما والاسم الرَّدْم وجمعه رُدُومٌ وثوب مُرَدَّمٌ ومُلَدَّم إذا رُقِّعَ. وقال عنترة :

* هل غادر الشُّعراء مِنْ مُتَرَدَّمِ *

أي مُرَقَّع مُسْتَصْلَح ، وقال غيره : هل ترك الشعراء مقالا لقائل.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : المرَدَّم والملَدَّم والمرقّع ، وقال غيره : ثوبٌ رَديمٌ خَلْقٌ وثيابٌ رُدُمٌ.

وقال ساعدة الهذليُّ :

يُذْرِينَ دَمْعا على الأَشْفَارِ مُبْتَدِرا

يَرْفُلْنَ بَعْدَ ثِيابِ الخالِ في الرُّدُمِ

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الأرْدَمُ الملَّاحُ والجميع الأرْدَمُونَ وأنشد في صفة ناقة فقال :

وتَهْفُو بهادٍ لها مَيْلَعٍ

كما أَقْحمَ القَادِسَ الأَرْدَمونا

المَيْلَعُ المضطرب هكذا وهكذا ، والمَيْلَعُ الخفيف.

٨٣

أبو عبيد عن الأصمعيّ وسلمة عن الفراء : أَرْدَمَتْ عليه الحُمَّى إذا لم تُفارِقْه.

وقال أبو الهيثم : الرُّدَامُ ضُراط الحِمار وقد رَدَم يَرْدَمُ إذا ضَرِط.

مرد : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المَرَدُ الثَّرِيدُ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : مَرَد فلان الخبزَ في الماء ومَرَثَهُ.

شمر يُقال : مَرَدَ الطعام إذا ماثَه حتى يَلينَ فقد مَردَه ، وتَمْرٌ مريدٌ ، وقال النابغة :

فلَمَّا أَبى أَنْ يَنْزَعَ القَوْدُ لحمَهُ

نزعنا المرِيذ والمرِيدَ لِيَضْمَرا

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المرَدُ نَقَاءُ الخدَّين من الشعر ، ونقاء الغُصْن من الورق ، والمَرَد التَّمْلِيسُ ، ومَرَدْتُ الشيءَ وَمَرَّدْتُهُ لَيَّنْتُهُ وصَقلْتُه ، وغلام أَمْردُ ، ولا يقال : جارية مَرْداء ، ويقال : شجرة مَرْداء ، ولا يقال : غُصْنٌ أَمْردُ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : أَرْضٌ مَرْداءُ وجمعها مَرَادَى وهي رمال مُتَسَطِّحة لا يُنْبَتُ فيها ، ومنها قيل للغلام : أمرد ، قال : والبَرِيرُ ثمر الأراك ، فالغَضُّ منه المَرْدُ ، والنَّضِيجُ الكَباثُ ، قال وقال الكسائي : شجرة مَرْداءُ ، وغصن أَمْرَدُ لا ورق عليها.

أبو عبيد المُمَرَّد بناء طويل ، قلت : ومنه قول الله جلّ وعزّ : (مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ) [النمل : ٤٤].

وقيل : المُمَرَّدُ : المُمَلَّسُ ، وأمّا قول الله جلّ وعزّ : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) [التوبة : ١٠١].

قال الفراء : يريد مَرَنوا عليه وَجَرَنوا كقولك : تمرَّدوا.

وقال ابن الأعرابيّ : المَرْدُ التَّطاوُل بالكبْر والمعاصي ومنه قوله : (مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) أي تطاولوا.

وقال الليث : المَرْدُ دَفْعُكَ السَّفينة بالمُرْوِيِّ ، وهي خشبةٌ يدفعُ بها الملَّاحُ ، والفعل يَمْرُدُ.

قال : ومُرادٌ حي ، هم اليوم في اليمن ، ويقال : إن نسبهم في الأصل من نِزَار.

قال : المرادَةُ مَصدر المارِدِ ، والمَرِيدُ من شياطين الإنس والجن وقد تمرَّدَ علينا أي عتا واستعصى وَمَرَد على الشَّرِّ تَمَرّد أي عتا وطغى.

قال : والتِّمرادُ بيتٌ صغير يجعل في بيت الحمامِ لِمَبيضِه ، فإذا جُعِلتْ نَسقا بعضُها فوق بعض فهي التَّماريدُ وقد مرَّدها صاحبها تمْرِيدا وتِمْرادا.

والتِّمْرادُ الاسم بكسر التاء قال : والتمريدُ : التمليس والتطيين ، والأَمْرَدُ الشابُّ الّذي بلغ خروج لحيته ، وطُرَّ شاربه ولمَّا تبْدُ لحيتُه ، وقد تمرَّدَ فلان زمانا ثم خرج وجهه ذلك أن يبقى أَمْرَدُ ، قال : وامرأة مَرْدَاءُ لم يُخلَق لها إسْبٌ

٨٤

وهي شِعْرَتُها.

وفي الحديث : «أهل الجنة جُرْدٌ مُرْدٌ».

وقال أبو تراب : سمعتُ الْخُصَيْبي يقول : مَرَدَه وَهَرَدَه إذا قَطَعَه وَهَرَطَ عِرْضَه وَهَدَدَه ، ومن أمثالهم : تمرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ ، وهما حِصْنان في بلاد العرب غزتهما الزَّبَّاء فامتنعا عليها فقالت هذه المقالة وصارت مثلا لِكل عزيز مُمتنع ، والمَرِّيد الخبيث.

التمرد وكذلك المارد والمريد والمُتَمَرِّد الشرير.

رمد : الحراني عن ابن السكَّيت : الرَّمْدُ الهلاك ، يقال : رَمَدَت الغنمُ إذا هلكتْ من بَرْدٍ أو صقيعٍ ، قال أبو وَجْرة السّعدي في شعره :

صَبَبتُ عليكم حاصِبي فتَركتُكُم

كَأَصْرَامِ عادٍ حين جَلَّلها الرّمْدُ

قال : والرّمْدُ في العين ، وَقَد رَمِدَت تَرْمَد رَمدا.

وقال شمر في تفسيره عام الرَّمَادة يقال : أَرْمد القومُ إذا جُهِدوا.

قال : سميت عام الرَّمادة بذلك قال ويقال : رَمَد عيشهم إذا هلكوا ، وهو الرَّمْد.

يقال : أصابهم الرَّمد إذا هلكوا ، قال : وقال : القاسم : رَمَدَ القومُ وأَرْمَد إذا هلكوا والرَّمادَةُ الهلكَةُ ، قلت : وقد أخبرني ابن هاجك عن ابن جَبَلة عن أبي عبيد أنه قال : رَمِد القوم بكسر الميم وارْمَدُّوا بتشديد الدال والصحيح ما رواه شمر : رَمَدُوا ، وأَرْمدُوا كذلك.

قال ابن السكيت : قال شمر ، وقال ابن شميل : يقال للشيء الهالك من الثياب خُلُوقةً : قد رَمَدَ وهَمَد وباد ، والرَّامِد البالي الّذي ليس فيه مَهَاةٌ : أي خَير وبقِيَّةٌ ، وقد رَمَد يَرمُد رُمودَةً.

وأقرأني الإياديُّ لأبي عبيد عن أبي زيد : الرَّمْد الهلاك وقد رَمَدَهم يَرْمِدهم فجعله متعَديا.

وقال الليث : يقال عَيْنٌ رَمْداءُ ورجل أَرْمدُ. وقد رَمِدتْ عينُه وأَرْمدت ، والرَّمادُ دُقاقُ الفحم من حُراقَةِ النار ، وصار الرَّمادُ رِمْدِدا ، إذا هَبا ، وصار أدقَّ ما يكون ، والمُرَمَّد من اللحم المشوِيُّ الّذي مُلَّ في الجَمْر ، وقد رَمَّدت الناقة تَرْميدا إذا أَنْزَلَتْ شيئا قليلا من اللبن عند النَّتاج.

أبو عبيد عن أَبي زياد : إذا استبان حملُ الشاةِ من المعز والضأن ، وَعظُم ضرعُها.

قيل : رَمَّدتْ تَرْمِيدا وأضرعتْ.

وقال ابن الأعرابيّ : العرب تقول : رَمَّدتِ الضأن فَرَبِّقْ رَبِّقْ ورَمّدَت المعزى فَرَنِّقْ رَنِّقْ ، وقد مر تفسير التَّرْنيق والتربيق في كتاب القاف.

٨٥

وقال الكسائي : ناقة مُرْمِدٌ ومُرِدٌّ إذا أَضْرَعَتْ.

وروي عن قتادة أنه قال : يتوضأ الرجلُ بالماء الرَّمِدِ والماءِ الطَّرِدِ ، فالطَّرِدُ الّذي خاضَتْه الدّوابُ ، والرّمِدُ الكَدِر. قلت : وبالشَّواجين ماءٌ يقال له : الرَّمادَةُ ، وشرِبْتُ من مائها فوجدتُه عَذبا فُراتا.

أبو عبيد عن أبي عمرو : ارْقَدّ البعيرُ ارْقِدادا ، وارْمَدّ ارْمِدادا ، وهو شدة العَدْوِ.

وقال الأصمعيّ : ارْقدَّ وارْمَدّ إذا مضى على وجهه وأسرع ، وثيابٌ رُمْدٌ وهي الغُبْرُ فيها كُدُورَةٌ مأخوذٌ من الرّماد ، ومن هذا قيل لِضَرْبٍ من البعوض : رُمْدٌ ، وقال أبو وَجْرَة :

تبيتُ جارتَه الأفْعى وسامرُه

رُمْدٌ به عَاذِرٌ منهن كالجَربِ

يصف الصائد ، ومن أمثالهم : شَوَى أَخُوكَ حتى إذا أَنْضَجَ رَمّدَ ، يُضْرَبُ مَثَلا للرجل يَعُود بالفَساد على ما كان أَصْلَحَهُ.

مدر : قال الليث : المَدر قِطَعُ الطين اليابِس ، الواحدةُ مَدَرةٌ ، والمَدْر تطيينُك وَجْهَ الحوض بالطِّين الحُرِّ لئلا يَنْشَفَ ، والمَمْدَرَةُ موضعٌ فيه طِين حُرٌّ ، وقد مَدَرتُ الحوضَ أَمْدُرُه.

وفي حديث إبراهيم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه يَأْتيهِ أبوه يوم القيامة فيسأَلُه أن يشفعَ له فيَلتفِتُ إليه فإذا هو بِضِبعَانٍ أَمْدَرَ ، فيقول : ما أنت بأَبي.

قال أبو عبيد : الأَمْدَرُ المنتفخُ الجَنْبيْنِ العظيم البطن.

قال الراعي يصف إبلا لها قيم فقال :

وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْنِ مُنْخَرِقٍ

عَنْهُ العَبَاءَةُ قَوَّامٌ على الهَملِ

قوله : أَمْدَرُ الجَنْبَين أي عِظَمِهما. قال : ويقال : الأمْدَرُ الّذي قد تَتَرَبَّ جَنْباهُ من المَدَرِ ، يذهب به إلى التراب أي أَصاب جَسَدَهُ التراب.

قال أبو عبيد : وقال بعضهم : الأمْدَرُ الكثيرُ الترجيع الّذي لا يَقْدِر عَلَى حَبْسِه. قال : ويستقيم أن يَكون المعْنَيان جميعا في ذلك الضِّبْعَانِ.

شمر عن ابن شميل : المِدْرَاء من الضِّبَاع التي لَصِقَ بها بَوْلها ويَبِسَ خَراؤها ، ويقال للرجُل : أَمْدَرُ وهو الّذي لا يَمْتَسِحُ بالماء ولا بالحجر ، وَمَدَرَتْ الضَّبُعُ إذا سَلَحَتْ.

وقال شمر : سمعت أحمد بن هانىء يقول : سمعت خالد بن كلثوم يروِي بيتَ عمرو بن كلثوم :

* ولا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا*

بالميم قال : الأمْدَرُ الأقْلَفُ ، والعربُ تسمي القرية المبنية بالطين وَاللَّبِن المَدَرَةَ ، وكذلك المدينة الضخمة يقال لها :

٨٦

المَدَرَةُ.

دمر : في الحديث : مَن نَظَرَ من صِيرِ باب فقد دَمَر.

قال أبو عبيد وغيره : دَمَر أي دَخَل بغير إذْنٍ ، وَهو الدُّمور ، وقد دَمَرَ يَدْمُر دُمورا ، ودَمَقَ دَمْقا ودُمُوقا.

وقال الليث : الدَّمار استئصال الهلاك ، يقال : دَمَر القومُ يَدْمُرون دَمارا : أي هلكوا ، ودَمَرَهم مَقَتَهم ودَمّرهم الله تَدْمِيرا. قال الله جلّ وعزّ : فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً [الفرقان : ٣٦] يعني به فرعون وقومه الذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنازير.

أبو عبيد : المُدَمِّر بالدال الصَّائدُ يُدَخِّن في قُتْرَته للصيد بأَوْبَار الإبل ، لكَيْلا يجدَ الوحشُ ريحَه ، وقال أوسُ بنُ حُجْر :

فلاقى عليها مِن صَباح مُدَمِّرا

لِنامُوسِهِ مِن الصَّفيحِ سَقَائِفُ

وقال الليث : تَدْمرُ اسم مدينة بالشام.

قال : والتُّدْمُرِي من اليرابيع ضربٌ لئيم الخِلقة عَلْبُ اللحم.

يقال : هو من مِعْزى اليرابيع وأما ضَأْنها فهو شُفَارِيُّها ، وعلامةُ الضأن فيها أن له في وسط ساقه ظُفْرا في مَوضع صِيصَة الدِّيك ، ووُصف الرجل اللئيم بالتَّدْمِري.

وقال اللحياني : يقال : فلان خاسرٌ دامِر دابِرٌ ، وخَسِرٌ دَمِرٌ دبِرٌ ، وما رأيت من خسارته ودَمارته ودَبارته.

الفراء عن الدُّبيريَّة يقال : ما في الدار عَيْنٌ ولا عَيِّنٌ ولا تَدْمرِيٌ ولا تامُورِيٌ ولا دُبِّيٌ ولا دِبِّيٌ بمعنى واحد والله أعلم.

(أبواب) الدال واللام

د ل ن

استعمل من وجوهه : لدن ، ندل.

لدن : قال الليث : اللَّدْن مِن كل شيء ما لَانَ من عُود أو حَبْل أو خَلْق فهو لَدن ، وقد لدُنَ لُدُونة ، وفَتَاةٌ لَدْنَة لَيِّنة المَهَزة.

وقال الله جلّ وعزّ : (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) [الكهف : ٧٦].

قال الزجّاج : وقُرِىء من (لَدُني) بتخفيف النون ويجوز من (لَدْني) بتسكين الدال وأجودها بتشديد النون لأن أصل لَدُن الإِسكان فإذا أضَفْتها إلى نفسك زدت نونا ليَسْلَم سكون النون الأولى تقول : مِن لدُنْ زيد فتُسَكِّن النون ثم تُضيف إلى نفسك فتقول لَدُنِّي كما تقول عن زيد وعَنِّي ، ومَن حَذفَ النون فَلأَنَ لَدُنْ اسم غير مُتمكن ، والدليل على أن الأسماء يجوز فيها حذف النون قولهم : قَدْني في معنى حَسْبي ، ويجوز قَدِي بحذف النون لأن قَدْ اسم غير متمكن.

قال الشاعر :

* قَدْني مِن نَصْر الحَبيبَيْن قَدِي*

فجاء باللغتين ، قال : وأما إسْكان دال لَدْن

٨٧

فهو كقولهم : في عَضُد عَضْد فَيحذفون الضمة.

وحَكَى أبو عُمَر عن أَحمد بن يحيى والمبرد أنهما قالا : العرب تقول : لَدُن غُدْوَةٌ ولَدُن غُدْوَةً ولدُن غدوةٍ ، فمن رفع أراد لدن كانت غدوةٌ ، ومن نصب أراد لَدُن كان الوقتُ غدوةً ، ومن خَفَضَ أراد من عند غدوةٍ.

وقال الليث : لَدُنْ في مَعْنى مِن عِنْد تقول : وقف له الناسُ مِن لَدُنْ كذا إلى المسجد ونحو ذلك إذا اتصل ما بين الشيئين ، وكذلك في الزمان مِن لَدُن طُلوع الشَّمس إلى غروبها أي من حين.

أبو زيد عن الكلابيِّين أجمعين : هذا من لَدُنِه ضَمُّوا الدال وفتحوا اللامَ وكَسروا النُّون.

وقال أبو إسحاق : في لَدُن لُغاتٌ يقال : لَدُ ، ولَدُن ، ولَدْن ، ولَدَى ، ولَدَنْ والمعنى واحد ، قال : وهي لا تمَكَّن تَمَكُّنِ عِنْدِ لأَنك تقول : هذا القول عندي صواب ولا تقول : هُوَ لَدُني صواب ، وتقول : عندي مال عظيم ، والمال غائب عنك ، ولَدُنْ لما يليك لا غيرُ.

وفي الحديث : أَنَّ رجلا مِن الأنصار أناخَ ناضِحا له فَرَكِبَه ثم بَعَثَه فَتَلَدَّنَ عليه بعضَ التَّلَدُّن فقال : شَأْ لَعَنَك الله ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لَا تَصحَبْنَا بملعون» ، معنى قوله : تَلَدَّنَ عليه أي تمَكَّثَ وَتَلَبَّثَ ولم يَثُرْ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : تَلَدَّنْتُ تَلَدُّنا وتَلَبَّث تلبثا وتمكَّث بمعنى واحد.

ندل : قال الليث : النَّدْلُ كَأَنَّه الوَسَخُ من غير استعمال في العربية ، وَتَنَدَّلْتُ بالمِنْديل : أي تمَسَّحتُ به من أثر الوَضُوء أو الطَّهُور ، قال : والمِنديلُ على تقدير مِفْعيل إسمٌ لما يُمْسحُ به.

ويقال أيضا : تَمَنْدَلْتُ. عمرو عن أبيه : النَّيْدَلانُ الكابوسُ.

وقال ابن الأعرابيّ : هو النَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ ، والمنْدَلُ والمندَلِيُ : العُود الّذي يُتَبخَّر به.

وأنشد الفرّاء :

إذا مَا مَشَتْ نادَى بِما في ثِيَابها

ذَكِيُّ الشَّذَى والمنْدَلِيُ المطيَّرُ

يعني العودَ.

وقال ابن الأعرابيّ : المنْدلُ والمنْقَل الخُفُّ. وقال المبرد : نقلُ الشَّيء واحْتِجَانُه. وأنشد :

* فَنَذْلا زُرَيق المالَ نَدْل الثَّعالِبِ*

ويقال : انْتدَلْتُ المالَ وانْتبَلْتُه أي احْتَمَلْتُه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : النُّدُل خَدَمُ الدَّعوة.

٨٨

قلت : سُمُّوا نُدُلا لأنهم ينقلون الطعام إلى من حضر الدعوة.

وقال أبو زيد في كتابه في النوادر يقال : نَوْدَلَتْ خُصْيَاهُ نَوْدَلَةً إذا استرختا يقال : جاء مُنَوْدِلا خُصْيَاهُ.

وقال الراجز :

كأَنَّ خُصْيَيهِ إذا ما نَوْدَلا

أُثْفِيَّتان تَحمِلان مِرْجَلَا

ويقال للسِّقَاء إذا تَمَخّض : هو يُهَوْذِلُ ويُنَوْدِلُ الأول بالذّال والثاني بالدال.

د ل ف

دلف ، دفل : [مستعملة].

[دلف] : عمرو عن أبيه : الدِّلْفُ الشجاعُ والدَّلْفُ التَّقدّم.

وقال أبو عبيد : الدَّلْف الزَّلْف التقدّم ، وقد دَلَفْنا لهم أي تقدّمنا.

وقال الأصمعيّ : دَلَفَ الشيخُ يَدْلِفُ دَلْفا ودَلِيفا ، وهو فوق الدَّبيبِ كما تَدْلِفُ الكتيبةُ نحو الكتيبة في الحرب.

وقال طَرَفة :

لا كبيرٌ دالفٌ مِن هَرَم

أرْهَبُ الناسَ ولا أكْبُو لِضُرِّ

قلت : ودُلَفُ من أسماء الرجال ، فُعَلُ ، ودُلَفُ كأَنَّهُ مصروفٌ من دالفٍ مثل ذُفَر وعُمَر. وأنشد ابن السكيت لابن الخطيم فقال :

لَنَا مع آجامِنا وحَوْزَتِنا

بين ذَراها مخارِفٌ دُلَفُ

أراد بالمخارف نخلاتٍ يُخْترف منها ، والدُّلّفُ التي تَدْلِفُ بحملها أي تَنْهضُ به ، والدُّلْفِين سَمَكةٌ بحرية.

دفل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : ومن الشجر الدِّفْلَى وهو الْآءُ والْأَلَاءُ والحَبْن وكُلُّه الدِّفْلَى.

قلت : هي شجرة مُرَّة وهي من السُّمُوم.

د ل ب

دلب ، دبل ، بدل ، بلد ، لبد : مستعملة.

دلب : قال الليث : الدُّلْبُ شجرة العيثَام ، ويقال : شجر الصِّنارِ وهو بالصِّنار أشبه ، والواحدة دُلْبَةٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الدُّلْبَةُ السّوادُ ، والدُّلْبُ جنْسٌ من سُودان السِّند ، وهو مقلوب عن الدَّيْبُل.

وقال الشاعر :

كأن الذراع المشكُولَ منها

سَلِيبٌ مِن رجال الدّيْبُلانِ

قال : شَبَّهَ سوادَ الزِّقِّ بالأسود المشلَّح من رجال السند.

دبل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : التَّدْبيلُ : تَعظيمُ اللُّقمة وازدرادُها ، والدّوْبَلُ ذَكَرُ الخنازير وهو الرّتُ.

وقال الليث : الدُّبْلَةُ كتلة من ناطِفٍ أو

٨٩

حَيْسٍ أو شَيءٍ مَعْجون أو نحو ذلك ، وقد دَبَّلْتُ الحَيْسَ تَدْبيلا أي جعلتُه دبَلا.

وقال النضر : الدُّبلُ اللُّقمُ من الثرِيد الواحدة دُبْلَةٌ ، والدّبيلُ موضعٌ يتاخِم أعراضَ اليمامة وأنشد فقال :

لَوْ لا رَجاؤُك ما تَخَطَّتْ ناقَتِي

عُرْضَ الدّبِيلِ ولا قُرى نَجْران

ويُجمع دُبُلا. وقال العجاج :

* جَادَلَه بالدُّبُل الوَسْمِيّ*

قال : وَدَيْبُلُ مدينة من مدائن السِّند ، غيره : دَبَلْتُ الأرضَ وَدَمَلْتُهَا أي أصلحتها.

وقال الكسائي : أرض مَدْبُولة إذا أصلحتها بالسِّرْجينِ ونحوه حتى تجودَ ، وقد دَبلتُهَا أدبلها دُبولا.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الدُّبالُ والذُّبال النُّفاياتُ ، يقال : دَبَلْته دُبُولا وذَبَلْته ذبولا.

شمر عن ابن الأعرابيّ يقال : دِبْلٌ دَبيلٌ أي ثُكْلٌ ثاكلٌ ومنه سميت المرأة : دِبْلَةٌ وقال الراجز :

يا دِبْلُ ما بِتُّ بليلٍ ساهِدا

ولا خَرَرْتُ الرَّكعتين ساجدا

قال : ويقال : دَبْلتُهم دُبَيْلَة : أي هلكوا وصلَّتهم صالَّةٌ. وروى أبو عبيد عن الأصمعيّ : ذِبْلٌ ذَابِلٌ بالذال ، وهو الهوان والخزي.

قال شمر وغيره يقول : دبل دابل بالدال ويقال : الجداول الدُّبُول واحدها دَبْلٌ لأنها تُدْبل أي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجْهَر ، وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما غدا إلى النطَاةِ دلَّه الله على دبول كانوا يَتَرَوَّوْنَ منها فقطعها عنهم حتى أَعْطوا بأَيديهم.

بلد : قال الليث : البَلدُ كل موضع مُسْتَحيزٍ من الأرض عامِرٍ أو غير عامر أو خالٍ أو مسكون فهو بلد ، والطائفة منها بَلْدَة والجميعُ البلاد ، والبُلْدَان اسم يقع على الكُوَر والبَلَدُ المقْبَرَة ، ويقال : هو نَفْسُ القبر ، وربما جاء البَلدُ يعني به التراب ، قال : والبَلْدَة بَلْدَةُ النَّحْر وهي الثغرةُ وما حولها وأنشد :

أُنِيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بلدةٍ

قليل بها الأصواتُ إلا بغَامُها

والبلدةُ في السماءِ موضعٌ لا نجوم فيه بين النَّعَائم وسَعْدِ الذَّابح ، ليستْ فيه كواكب عظام تكون عَلَما ، وهي من منازل القمر ، وهي آخر البروج ، سُميت بَلْدَةً وهي من بُرْج القَوْس خالية إلَّا من كواكبَ صغارٍ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : والأَبْلَدُ من الرجال الّذي ليس بمقرونٍ وهي البَلْدَة والبُلْدَة. وقال الأحمر : المتبلِّدُ الّذي يتردد مُتحيرا وأنشد للبيد فقال :

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهَاءِ صعائِدٍ

سَبْعا تُواما كامِلا أيامُها

٩٠

وقال الليث : التَّبَلُّد نقيض التجلد ، وهو استكانة وخضوع وأنشد :

ألا لا تَلُمْه اليوم أن يَتَبَلَّدَا

فقد غُلبَ المحزون أن يتجلّدَا

قال : وبلَّدَ إذا نكَّسَ في العمل وضَعُفَ حَتَّى في الجود ، قال الشاعر :

جَرَى طلَقا حتى إذا قُلْتُ سابِقٌ

تداركه أَعْراقُ سوءٍ فبَلّدَا

وقال غيره : البَلْدَة راحة الكف ، وقيل للمُتَحَيِّر : متَبَلِّد لأنه شُبِّه بالذي يتحير في فلاةٍ من الأرض ، لا يهتدي فيها وهي البَلْدَة ، وكل بَلَدٍ واسع بَلْدةٌ وقال الأعشى يذكر الفلاة :

وبَلْدَةٍ مثل ظهْرِ التُّرْسِ موحِشَةٍ

لِلْجِنِّ بالليل في حافاتها شُعَلٌ

وقال الليث : البَلادة نقيض النّفاذِ والمضاءِ في الأمور ، ورجل بليد إذا لم يكن ذكيّا ، وفرسٌ بليد ، إذا تأخَّر عن الخيل السوابق وقد بَلُدَ بلادةً.

قال : والمبالدةُ كالمبالَطَة بالسيوف والعِصِيِّ إذا تجالدوا بها ، ويقال : اشْتُق من بِلادِ الأرض.

أبو عبيد : البَلَدُ الأثَرُ بالجسد وجمعه أَبْلَادٌ ، وقال ابن الرقاع :

* من بَعْدِ ما شَمِل الْبِلَى أَبْلادها*

قال وقال أبو زيد : بَلَدْتُ بالمكان أَبلُدُ بلودا وأَبَدْتُ به آبُدُ أبُودا : أي أقمتُ به ، وأنشد ابن الأعرابيّ فقال :

ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بمهلكةٍ

جاوَزْتُه بعلاةِ الخلْق عِلْيَانِ

قال : المبْلِدُ الحوضُ القديم ههنا وأراد مُلْبِدٍ فقلب وهو اللاصق بالأرض ، ومنه قول عَلِيٍّ لرجلين جاءا يسأَلانِه : أَلْبدا بالأرض حتى تفهما ، وقال غيره : حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فَتَدَاعى وقد أَبْلد إبلادا.

وقال الفرزدق يصف إبلا سقاها في حوض داثِرٍ :

قَطَعْتُ لألحيهِنَّ أَعضادَ مُبْلِدٍ

يَنشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جوانِبُهْ

أراد بذي الدلو المحيل الماءَ الّذي قد تَغيّرَ في الدلو لأنه نُزع متغيرا.

لبد : أبو عُبَيد عن أبي عمرو : أَلْبَدَ بالمكان فهو مُلْبِدٌ به إذا أقام به.

وقال أبو زيد : اللّبِيدُ من الرجال الّذي لا يبرح منزله وهو الألْيَسُ.

وقال ابن الأعرابيّ : لَبَدَ ولَبِدَ لُبودا إذا أقام بالمكان ، قال : وإذا رُقِعَ الثوبُ فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبُودٌ. وفي الحديث أن عائشة أخرجت كِسَاءً للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مُلَبَّدا أي مُرَقَّعا ، وقال الله جلّ وعزّ : (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) [البلد : ٦].

قال الفراء : اللَّبَدُ الكثير ، قال بعضهم :

٩١

واحدتُهُ لُبْدَةٌ ، ولُبَدُ جماع ، قال : وجعله بعضهم على جهة قُثَم وحُطَمٍ واحدا ، وهو من الوجهين جميعا الكثير. قال : وقرأ أبو جعفر المدنيّ : (مالا لُبَّدا) مُشَدَّدا فكأَنه أراد مالَ لابد ، ومالانِ لَابِدَانِ وأموال لُبَّدٌ ، والأموال والمال قد يكونان في معنى واحد.

وقال الزجاج : مالٌ لُبَدٌ : كثيرٌ ، وقد لَبَد بعضه ببعض وقوله جلّ وعزّ : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩)) [الجن : ١٩] قال وقرىء (لُبَدا) قال : والمعنى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما صلى الصبح ببطن نَخْلَةَ كادت الجن لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه أن يَسقطوا عليه.

قال : ومعنى لِبَداً يركَبُ بعضهم بعضا وكلُّ شيء أَلصَقْته بشيء إلصاقا شديدا فقد لَبّدتَه ، ومن هذا اشتقاق هذه اللُّبُودِ التي تُفْتَرَش.

قال : ولِبَدٌ جمع لبْدَةٍ ولُبِدٌ ومن قرأ (لُبَّدا) فهو جمع لابد.

وقال الليث : تقول صبيان الأعراب إذا رأوا السُّمَانَى : سُمَانَى لُبَادَى الْبُدى لا تُرَى ، فلا تزال تقول ذلك وهي لابدةٌ بالأرض أي لاصقةٌ وهو يُطيف بها حتى يَأْخُذَها.

وقال : كل شَعَرٍ أو صوف يَتَلَبَّد فهو لِبْدٌ ولِبْدة ، وللأسد شَعَرٌ كثير قد تَلَبَّد على زُبْرَتِهِ قال : وقد يكون مثلُ ذلك على سَنَام البعير وأنشد :

* كَأَنَّهُ ذُو لِبَدٍ دَلَهْمسِ*

قال : واللُّبَادَةُ لِباسٌ من لُبُود ؛ قال : ولُبَدٌ اسم آخِر نسور لُقمَان بن عاد سماه لُبَدا لأنه لَبِدَ فلا يموت ولا يذهب كاللَّبِد من الرجال اللازم لرِحْلهِ لا يفارِقه. والعرب تقول : ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ.

قال ابن السكيت : قال الأصمعيّ : معناه ما له قليلٌ ولا كثيرٌ ، قال وقال غيره : السَّبَدُ من الشَّعَر واللَّبَد من الصوف ، أي ما له ذُو شَعَر ولا ذو صُوفٍ وَوَبَر ، وكان مالَ العرب الخيل والإبل والغنم والبقر فدخلت كلها في هذا المثل.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : المُلْبِدُ الفحلُ من الإِبل يضرب فخذيه بذنبه فَيَلْصَقُ بهما ثَلْطُهُ وبَعَرُه ؛ قال والمُلْبد أيضا : اللاصق بالأرض.

وفي حديث أبي بكر أنه كان يحلب فيقول : أَأَلْبِدْ أَمْ أَرْغي فإن قالوا : أَلْبِدْ أَلْصَق العُلبة بالضَّرْع ، فَحَلَبَ ولا يكون لِذلك الحَلْب رَغْوَة ، فإن أَبانَ العُلْبَة رغا الشَّخْبُ بشدَّة وُقُوعه في العُلْبة.

وقال أبو زيد : المُلَبِّدُ من المطر : الرَّشُّ ، وقد لَبَّدَ الأرضَ تلبيدا.

وفي حديث عُمر أنه قال : من لَبَّدَ أو عَقَصَ أو ضفَرَ فعليه الحَلْق. قال أبو عبيد : قوله : لَبَّد يعني أن يجعلَ في رأسه شيئا من صَمْغ أو غِسْلٍ ليَتَلَبَّدَ شَعْره ولا

٩٢

يَقْمُل ، هكذا قال يحيى بن سعيد ، وقال غيره : إنما التَّلْبيدُ بُقْيا على الشَّعَر لئلا يَشْعَث في الإحرام ؛ ولذلك أوجب عليه الحلق كالعُقوبة له ، قال ذلك سُفْيان بن عُيَيْنَة.

وقال شمر : أَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتها في لَبِد وهو الجُوالِق الصغير وأنشد :

* قُلْتُ ضَعِ الأدْسم في اللَّبيد*

قال : يريد بالأدْسم نِحْيَ سَمَن واللَّبيدُ لِبْدٌ يُخاطُ عليه ، وقال ابن السكيت : أَلْبَدَت الإبل إذا أَخرج الربيعُ أَلْوانها وأوبارها وتهيَّأَتْ لِلسِّمَنِ ، وقال : أَلْبَدْتُ القِربة إذا صيرتَها في لَبيد وهو الجُوالق الصغير ، ويقال : قد أَلْبَدتُ الفرسَ فهو مُلْبَدٌ ، وقال الكسائي : أَلْبَدْتُ السَّرج عملت له لِبْدا.

وقال ابن السكيت : لَبِدَتِ الإبل تَلْبد لَبَدا : إذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان وهو الْتِواءٌ في حَيازيمها وفي غَلاصِمِها إذا أكثرت منه فَتَغَصُّ به لا تمضي ، فيقال : هذه إبل لَبَادَى ونَاقَةٌ لَبِدَةٌ ، شمر عن ابن الأعرابيّ : لَبَد الرجل بالمكان يَلْبُدُ لُبودا إذا أقام ، ومنه قول حذيفة حين ذكر الفتنة قال : فإذا كان ذلك ، فالْبُدوا لُبُود الراعي خلف غنمه ، أي اثبتوا والزموا منازلكم كما يعتمد الراعي على عصاه ثابتا لا يَبْرَحُ ، ولَبَد الشيءُ بالشيء يَلْبُد : إذا ركِبَ بعضُه بعضا.

بدل : أبو عبيد عن الفرّاء : بَدَلٌ وبِدْلٌ ومَثَلٌ ومِثْلٌ وشَبَهٌ وشِبْهٌ.

وأخبرني الإياديُّ عن أبي الهيثم أنه قال : يقال : هذا بِدُلُ هذا وبَدَلُه.

قال : وَوَاحِد الأَبدال يريد العُبَّاد أيضا : بِدْلٌ وبَدَلٌ. وقال ابن شميل في حديث رواه بإسناد له عن علي أنه قال : الأبدال بالشام والنُّجَبَاء بمصر والعَصائِبُ بالعراق ، قال ابن شميل : الأبدال : خيارٌ بَدَلٌ من خيار ، والعصائب : عُصْبَةٌ وعصائب يجتمعون فيكون بينهم حَرْب ، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : قال الفراء يقال : أبدَلْتُ الخاتم بالحلْقَة : إذا نَحَّيْتَ هذا وجعلت هذا مكانه ، وبَدَّلْتُ الخاتم بالحلقة : إذا أَذَبْتَه وسوَّيته حَلقَةً ، وبدلتُ الحلقة بالخاتم إذا أَذَبْتَها وجعلتها خاتما ، قال أبو العباس : وحقيقتُه أنَ التَّبديلَ تغييرُ الصورة إلى صورة أخرى ، والجوهرةُ بعينها ، والإبدال تَنْحِيَةُ الجوهرة واستئنافُ جوهرة أخرى ومنه قول أبي النجم :

* عَزْلُ الأَمير للأمير المبدَلِ *

ألا ترى أنه نحَّى جِسْما وجعل مكانه جِسما غيرَه ، قال أبو عمر : وعرضتُ هذا على المبرد فاستحسنه ، وزاد فيه ، فقال : قد جَعَلَتِ العرب بدَّلتُ بمعنى أَبدلت وهو قول الله جلّ وعزّ : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) [الفرقان : ٧٠] ألا ترى

٩٣

أنه قد أزال السيئاتِ وجعل مكانها حسناتٍ قال : وأمَّا ما شَرَط أحمدُ بنُ يحيى فهو معنى قول الله : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) [النساء : ٥٦].

قال : فهذه هي الجوهرة ، وتبديلها : تغييرُ صورتها إلى غيرها لأنها كانت ناعمةً فاسودَّتْ بالعذاب ، فرُدَّتْ صورةُ جلودهم الأولى لما نضجت تلك الصورة ، فالجوهرة واحدة والصورة تختلف.

وقال الليث يقال : استبدل ثوبا مكان ثوبٍ أو أخا مكان أخٍ ، ونَحو ذلك المبادلة.

أبو عبيد عن الفراء : البَادل واحدتها بَأْدَلَة ، وهي ما بين العُنُق إلى التَّرْقُوة وأنشدنا :

فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيف لا مُتَآزفٌ

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدله

قال وقال أبو عمرو مثله ، وقال : واحدها بَأْدلٌ.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : البَأْدَلة : لَحْم الصّدْر وهي البَادِرَة والبَهْدَلَةُ وهي الفَهْدَةُ.

وقال غيره : العرب تقول للذي يبيع كل شيء من المأكولات : بَدّال. قال أبو الهيثم : والعامة تقول : بَقَّال.

د ل م

دلم ، دمل ، لدم ، ملد ، مدل ، لمد : مستعملة.

مدل : أهمله الليث وروى أبو عبيد عن الفراء : رجل مِدْلٌ ومِذْلٌ بكسر المِيم فيهما وهو الخفِيُّ الشَّخْص القليلُ الجسم ، وقال أبو عمرو : هو المَدْل بفتح الميم للخسيس من الرجال.

لمد : أهمله الليث وروى عمرو عن أبيه : اللّمذ : التواضع بالذَّال.

ملد ، (أملود): أهمله الليث المَلد مصدر ؛ الشاب الأملد وهو الناعم وأَنشد فقال :

* بعد التَّصابي والشباب الأَمْلَدِ*

يقال : امرأَة مَلْدَاءُ وأُمْلُدَانِيّةٌ وشابٌ أُملود وأُمْلدَانيُ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الأُمْلودُ من النساء الناعمةُ المستويةُ القامة ، وقال غيره : غُصْنُ أُملود وقد مَلَّدَه الرّي تمليدا ، وروى إسحاق بن الفرج عن شَبَابةَ الأعرابيّ أَنه قال : غُلامٌ أُمْلودٌ وأُفْلوذٌ إذا كَانَ تاما مُحْتَلما شَطْبا.

دلم : قال الليث : الأَدْلَمُ من الرجال الطويلُ الأسود ، ومن الخيل كذلك في مُلُوسة الصخر غير جِدِّ شديدِ السواد وقال رؤبة :

* كأن دَمْخا ذَا الهِضَابِ الأدْلَمَا*

يصف جبلا. وقال ابن الأعرابيّ : الأَدْلَمُ من الأَلْوانِ هو الأَدْغَم ؛ وقال شمر : رجلٌ أَدْلَمُ وجبل أَدْلَمُ ، وقد دَلِمَ دَلَما ، وقال عنترة :

٩٤

ولقد هَمَمْتُ بغارةٍ في ليلةٍ

سوْدَاء حالِكَةٍ كَلَوْن الأَدْلَمِ

قالوا : الأَدلَم هُنا الأَرَنْدَجُ ، ويقال للحية الأسْود : أَدْلَمُ ، ويقال : للأَدْلامِ : أَوْلادُ الحيَّاتِ واحدها دُلْمٌ.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الدَّيْلَمُ النمل ، والدَّيْلَم السُّودَان ، والدَّيْلَم ، الأعْدَاءُ ، والدَّيْلَم ماء لبني عَبْس.

وقال الليث : الدَّيْلَم جِيلٌ من الناس ، وقال غيرُه : من ولد ضَبَّة بن أُدٍّ وكان بعض مُلوك العجم وَضَعَهم في تلك الجبال فربلوا بها ، وأما قول رؤبة :

* في ذِي قُدَامَى مُرْجَحِن دَيْلَمُهْ *

فإن أبا عمرو قال : كَثْرتُه كَكَثْرةِ النَّمل ، وهو الدَّيْلَم ، قال : ويقال للجيش الكثير : دَيْلَم ، أراد في جيشٍ ذِي قُدَامى والمُرْجَحِنُّ القديم الثقيلُ الكثير ، وأما قول عنترة :

* زَوْرَاءُ تَنْفِرُ عن حِياض الدَّيْلَمِ *

فإن بعضهم قال : عن حياض الأَعداء ، وقيل : عن حياض مَاءٍ لبني عبس ، وقيل : أرادَ بالدَّيلم بني ضَبَّة سُمُّوا دَيْلما لدُغْمَةٍ في ألوانهم ، وقال ابن شميل : السَّلامُ شجرة تَنْبتُ في الجبال نُسَمِّيها الدَّيْلَمَ.

لدم : قال الليث : اللَّدْمُ ضربُ المرأة صَدْرَها ، والْتَدَم النِّساء إذا ضَربْنَ وجوههن في المآتم وأنشد الأصمعيّ :

ولِلفؤآد وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرِهِ

لَدْمَ الغُلام وراءَ الغَيْب بالحَجرِ

قال : اللَّدْم الضربُ والْتِدَامُ النساء من هذا.

وقال الليث أيضا : اللَّدْمُ ضربُك خبْزَ الملَّة إذا أَخْرجْتَه منها.

وقال غيره : اللَّدم واللَّطم واحد ، ورُوي عن عليّ رضي‌الله‌عنه أن الحسن قال له في مَخْرَجه إلى العراق : إنَّه غير صواب ، فقال : والله لا أكون مثل الضَّبُع تسمعُ اللَّدمَ فَتُصَادَ ، ذلك أن الصياد يجيء إلى جُحْرها فَيُصَوِّتُ بحجرٍ فتخرجُ الضَّبُعُ فيأخذُها وهي من أحمق الدواب.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : المُلَدَّم والمُرَدَّمُ من الثياب المرقع ، وهو اللَّدِيم ، قال أبو عمرو وقال الفراء : المِلْدم الرجلُ الأحمقُ الضخم الثقيل ، وقال الليث : أمُ مِلْدَمٍ كُنْيَةُ الحمَّى ، والعربُ تقول : قالت الحُمَّى : أنا أُمُ مِلْدَم ، آكلُ اللحم وأمُصُّ الدمَ ، ويقال لها : أمُّ الهِبْرِزِيِّ ، وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن الأنصار لما أرادوا أن يبايعوه في شِعْبِ العَقَبة بمكة ، قال أبو الهيثم بن التَّيْهان : يا رسول الله : إنَّ بيننا وبين القوم حِبالا ونحن قاطعوها فَنَخْشَى إنْ الله أَعزَّك وأظهركَ أَنْ ترجعَ إلى قومك ، فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أحارب من حاربتم

٩٥

وأسالمُ مَن سالمتم». ورواه بعضهم اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ ، فمن رواه : بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ فإن المنذريّ أخبرني عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه قال : العرب تقول : دَمِي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك في النُّصْرة أي إن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمتُ ، قال وأنشدني العُقَيْليّ :

* دما طَيِّبا يا حَبَّذا أنْتَ من دَمِ*

قلت : وقال الفراء : العربُ تُدخل الألف واللام اللتين للتعريف على الاسم فيقومان مقام الإضافة كقول الله جلّ وعزّ : (فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩)) [النازعات : ٣٧ ـ ٣٩] أي الجحيم مأواه وكذلك قوله : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١)) [النازعات : ٤٠ ، ٤١]. فإن الجنة مأواه ، وقال الزجاج : معناه أن الجنة هي المأوى له ، وكذلك هذا في كل اسم يدل على مِثْلِ هذا الإضمار ، فعلى قول الفراء قوله : الدَّمُ الدمُ أي دمُكم دمِي وهَدَمُكم هَدَمِي ، وأما من رواه : بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدمُ الهَدَمُ فإن أبا العباس روى عن ابن الأعرابيّ أيضا أنه قال : اللَّدَمُ : الحُرَمُ ، قال : والهَدَمُ القَبْر فالمعنى حُرَمُكم حُرَمي وأُقْبَر حيثُ تُقْبَرُون ، وهذا كقوله : الْمَحيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم لا أفارقكم ، وذكر القتيبي : أن أبا عُبيدة قال في معنى هذا الكلام : حُرْمَتِي مع حُرْمَتكم وبَيْتي مع بيتِكم وأَنشد :

* ثم الحقي بِهَدمي ولَدَمِي *

أي بأصْلِي وموْضِعِي قال : وأصل الهَدَم ما انْهَدَمَ تقول : هَدَمْتُ هَدْما والْمَهْدُومُ هَدَمٌ وبِهِ سُمِّي منزلُ الرجل هَدَمَا لانهدامه قال : ويجوز أن الهَدَم القبرُ سمي بذلك لأنه يُحْفَرُ ثم يُرْدم ترابه فيه ، فهو هَدَمهُ قال : واللَّدَم الحُرَمُ جمع لَادِم سُمِّي نساء الرجل وحرمُه : لَدَما لأنهن يَلْتَدِمْنَ عليه إذا مات.

ابن هانىء عن ابن زيد يقال : فلان فَدْمٌ ثَدم لَدْم بمعنى واحد.

دمل : قال الليث : الدَّمَال السِّرْقينُ ونحوه ، وما رَمى بِهِ البحرُ من خُشَارَة ما فيه من الخلق ميتا ، نحو الأصداف والمناقِيفِ والنَّبَّاح فهو دَمال وأنشد :

* دَمالُ البحُور وحِيتانها*

وفي حديث سَعْد بنِ أبي وقَّاص : أنه كان يَدْمُل أرضَه بالعُرةِ ، قال أَبو عبيد قال الأحمر في قوله : يَدْمُل أرضَه ، أي يُصْلِحها ويُحسِن معالجتها ، ومنه قيل للجُرح : قد انْدَمَل إذا تَماثَل وصَلَحَ ، ومنه قيل : دَامَلْتُ الرجلَ إذا داريته لتُصلح ما بينك وبينه وأنشد :

شَنِئْتُ من الإخوان من لستُ زَائِلا

أُدامِله دَمْلَ السِّقاء المُخرَّقِ

قال : ويقال للسِّرجين : الدَّمال لأن

٩٦

الأرض تُصْلَح به ، أبو عبيد عن الأصمعيّ : يقال للتَّمرِ العَفِنِ : الدَّمال ، وقال الليث : الاندِمال التماثُلُ من المرض والجرح ، وقد دَمَلَه الدواءُ فاندمل ، قال : والدُّمَّل مستعمل بالعربية يجمع دَمَامِيل وأنشد :

* وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ *

وقال غيره : قيل لهذه القُرحَةِ : دُمَّلٌ لأنها إلى البرء ، والاندمال مَاضِيَة انتهى ، والله أعلم بذلك.

(أبواب) الدال والنون

د ن ف

دنف ، دفن ، نفد ، ندف ، فند ، فدن : مستعملات.

دنف : قال الليث : الدَّنَفُ المرض المخامِر اللَّازِمُ ، وصاحبه دَنِفٌ ومُدْنِفٌ وقد دَنِفَ يَدْنف وقد أدْنَفَ فهُو مُدنَفٌ وامرأة دَنَفَةٌ ، فإذا قلت : رجل دَنَفٌ لم تُثنِّ ولم تجمع ولم تؤنِّثْ قال العجاج :

* والشَّمْسُ قد كادتْ تكون دَنَفَا*

أي حين اصفَرَّت.

سلمة عن الفراء : رجل دَنَفٌ وضَنًى ، وقومٌ دَنَفٌ وَضَنًى ويجوز أن يُثَنَّى الدنف ويجمع فيقال : أخواك دَنَفان وإخوتك أدْنافٌ ، وإذا قلتَ : رجلٌ دَنِفٌ بكسر النون ثَنَّيْتَ وجمعت لا محالة ، فقلتَ : رجل دَنِفٌ ورجلان دَنِفان وامرأة دَنِفةٌ ونسوة دَنِفاتٌ.

ندف : قال الليث : النَّدْفُ طَرْق القَطن بالمِنْدَفِ والفِعل : يَنْدِف ، والدابة تَنْدِفُ وهو مسيرها نَدْفا ، وهو سرعة رجع اليدين ، والنَّدِيفُ القُطن الّذي يباع في السوق مَنْدوفا ، والنَّدفُ شُرْبَ السباع الماءَ بألسنتها ، وقال غيره : النَّدَّاف الضَّراب بالعُود وقال الأعشى :

وصَدُوحٍ إذا يُهَيِّجُها الشُّرْ

بُ تَرَقَّتْ في مِزْهَرٍ مَنْدُوف

أراد بالصَّدُوح جاريةً تُغنّي ؛ وقال الأصمعيّ : رجل نَدَّافٌ كثير الأكل والنَّدْفُ الأكل.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أَنْدَفَ الرجلُ إذا مال إلى النَّدف وهو صَوْتُ العود في حِجْر الكَرِينَةِ.

فند : قال الليث : الفَنَدُ إنكار العقل من الهَرَم يقال : شيخ مُفْنِدٌ ولا يقال : عجوز مُفْنِدَةٌ لأنها لم تكن في شَبِيبَتها ذات رأي فَتُفَنَّد في كِبَرِها ، وقال الله جلّ وعزّ حكاية عن يعقوب : (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) [يوسف : ٩٤].

قال الفراء يقول : لو لا أن تكذِبون وتُعجزون وتضعفون.

أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : إذا كثر كلام الرجل من خَرَف فهو المفْنِدُ أو المفنَّدُ ، ثعلب عن ابن الأعرابيّ : فَنَّدَ رأيَهُ إذا

٩٧

ضَعَّفَه ، وفَنَّدَ الرجلُ إذا جَلَس على فِنْدٍ وهو الشِّمْراخُ العظيم من الجَبَل ، وبه سُمِّيَ الفِنْد الزِّمَّانِيُ فِنْدا واسمه شَهْلُ بن شَيْبَانَ وكان يُقال له عَدِيدُ الألف ، وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما تُوفي غُسِّل وصلَّى عليه الناس أَفْنادا قال أبو العباس ثعلب : أي فُرادَى فُرَادَى بلا إمام ، وحُزِرَ المصلون ثلاثين ألفا ومن الملائكة ستين ألفا لأن مع كل مُؤمن مَلَكين.

وقال قُطْرب : الفِنْد فِنْدُ الجَبل ، والفِنْدُ الغُصْن مِن الشجر ، والفِنْدُ أَرضٌ لم يُصبْها المطر ، وهي الفِنْدِيَّةُ ويقال : لَقِينا بها فِنْدا من الناس ، أي قوما مجتمعين ، وأَفْنَادُ الليل أركانُه وبأَحَد هذه الوجوه سُمِّي الزِّمَّانِيُ فِنْدا.

قلت : وتفسير أبي العباس في قوله : صلوا عليه أَفْنادا ، أي فُرادَى لا أعلمه إلا من الفِنْد من أَفْناد الجبل ، والفِنْد من أَغْصان الشجر ، شُبّه كلُّ رجل منهم بِفِنْدٍ من أَفْناد الجَبل ، وهي شَماريخُه.

وقال ابن الأعرابيّ : الفِنْدَأْيةُ الفأسُ وجمعه فَنادِيدُ على غير قياس.

وقال الفراء : المُفَنَّدُ الضعيفُ الرأي ، وإن كان قويَ الجسم ، وإن كان رأيهُ سديدا قال : والمِفَنَّد الضعيف الرأي والجسم معا.

وروى شمر في حديث وائلة بنِ الأسْقَع أنه قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أتزعمون أني من آخركم وفاةً ألا إنِّي من أوَّلكم وفاة تَتْبعونَنِي أفنادا يهلك بعضُكم بعضا».

قلت : معناه أنهم يَصِيرون فِرَقا ، وحدثني الشعبي السعدي عن ابن أَبي شَيْبة عن جعفر بن عَوْن عن عيسى بنِ المُسَيّب عن محمد بن يحيى عن يحيى بن حبَّان عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أَسْرَعُ الناس بي لُحوقا قَوْمي تَسْتَجْلبُهم المنايا وتَتَنافَسُ عليهم أُمَّتهُم وَيعيش الناس بعدهم أَفْنادا يَقْتُل بعضُهم بعضا».

قلت : معناه أنهم يصيرون فِرَقا مُختلفين ، يقتل بعضُهم بعضا. يقال : هم فِنْدٌ على حِدَةٍ أي فِرْقةٌ على حِدَة.

وروى شمر في حديث آخر : «أن رجلا قال للنبي عليه‌السلام : إني أريد أن أفَنِّد فَرَسا فقال : عليك به كُمَيْتا أو أَدْهَمَ أَقْرَحَ أَرْثَمَ مُحَجَّلا طَلْقَ اليُمْنَى».

قال شمر : قال هارون بن عبد الله ، ومنه كان سُمِع هذا الحديث : أُفَنِّد ، أي أَقْتَنِي ، ورواه ابن المبارك عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... ثم ذكر الحديث ، قلت : قوله : أُفَنِّد فرسا أي أتَّخِذُه وأَرتبطه كأنه حِصْنٌ ألْجأ إليه كما ألجأ إلى الفِنْد من الجبل ، وهذا أحسن من قوله أفند أي أقتني مأخوذ من فِنْدِ الجَبَل وهو الشِّمْراخ العظيم منه ، ولست أَعْرِف أُفَنِّد بمعنى

٩٨

أقْتَنِي.

نفد : قال الليث : أنفد القوم إذا نَفِدَ زادُهم ، ونَفِدَ الشيء يَنْفَدُ نَفَادا واستنْفَدَ القومُ ما عندهم وأنْفَدُوه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : نَافَدْتَ الخصمَ مُنافَدةً أي حَاججتَه حتى تَقْطَع حُجته وأنشد فقال :

وهو إذا ما قِيل هل من وافِدٍ

أو رَجُلٍ عن حَقِّكُم مُنَافِدِ

* يكون للغائب مِثلَ الشَّاهِدِ*

وقال ابن السكيت : رجل مُنَافِدٌ جَيِّدُ الاستفراغِ لحجج خَصمه حتى يُنْفِدَها فيَغْلِبَه.

وقال أبو سعيد : في فلانٍ مُنْتَفَدٌ عن غيره كقولك مَنْدُوحَةٌ ، وقال الأخطل في شعره :

لقد نَزلتُ بعبد الله مَنزلةً

فيها عن العَقْبِ مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ

أبو زيد يقال : إنّ فِي ماله لَمُنْتَفَدا أي لَسعةً.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : جلس فلان مُنْتَفَدا ومُعْتنِزا مُتَنَحِّيا.

دفن : قال الليث : دَفَنَه يَدْفِنُه دَفْنا ، والدَّفين بئر أو حَوْض ، أَو مَنْهل ، سَفَتْ الريحُ فيه الترابَ حتى ادَّفَن ، وأنشد :

* دِفْنٌ وَطَامٍ ماؤه كالجِرْيال*

قال : والمِدْفَان السِّقاء البَالي والمنْهَلُ الدَّفينُ أَيضا وهو مِدْفانٌ بمنزلة المَدْفُون ، قال : والمِدْفَانُ أيضا مِن الناس والإبل هو الّذي يَأْبَقُ ويذهبُ على وجهه من غير حَاجَةٍ ، وإنّ فيه لَدفْنا ، والداءُ الدَّفينُ الّذي لا يُعلم به حتى يَظهرَ منه شَرٌّ وعَرٌّ.

وفي حديث شريح : أنه كان لا يَرُدّ العبدَ من الادِّفان ، ويَردّه من الإباق الباتّ.

قال أبو عبيد : قال أبو زيد : الادِّفان أن يزُوغَ العبد من مواليه اليومَ واليومين ، يقال منه : عبد دَفُونٌ إذا كان فَعولا لِذلك.

وقال أبو عبيدة : الادِّفان أن لا يَغيب من المصر في غَيْبته.

قال أبو عبيد : وروى يزيد بن هارون هذا عن هشام بن محمد عن شُريح : قال يزيد : الادِّفَان أن يَأبَق العَبد قبل أن ينتهي به إلى المصر الّذي يُباعُ فيه ، فإن أبَق من المِصْر فَهو الإباق الّذي يُرَدُّ به قال أبو عبيد : أما كلامُ العرب فعلى ما قال أبو زيد وأبو عبيدة ، وأما الحُكْم فعلى ما قال يزيد ، أنه إذا سُبِيَ فأَبق قبل أن ينتهي به إلى المصر ، فَوُجِدَ فليس ذلك بإِبَاقٍ يُرَدُّ منه ، فإذا صار إلى المصر فأَبق فهذا يُرَد منه في الحكم ، وإن لَمْ يَغِبْ عن المصر ، قلت : والقول على ما قاله أبو زيد وأبو عبيدة ، والحكم على مَا فَسَّرَاه أيضا لأنه

٩٩

إذا غاب عن مواليه في المصر اليومَ واليومين فليس بإِبَاقٍ باتٍّ ، ولست أدري ما الّذي أَوْحشَ أَبَا عُبيد من هذا ، وهو الصواب في اللغة والحكم عليه أقاويل الفقهاء. وقال ابن شميل : نَاقةٌ دَفُونٌ إذا كانت تَغيبُ عن الإبل وتركبُ رأسَها وحْدَها ، وقد ادَّفَنَتْ ناقتُكم.

وقال أبو زيد : حَسَبٌ دَفونٌ إذا لم يكن مشهورا ، ورجل دَفُونٌ كذلك.

وقال الأصمعيّ : رجلٌ دَفْنُ المروءة ودفينُ المروءة إذا لم تكن له مُروءَة.

قال لبيد :

يُبارِي الريحَ لَيْسَ بجانِبِيٍ

ولا دَفْنٍ مُروءتُه لَئِيم

أبو عبيد : الدَّفَنِيُ ضَرْب من الثياب ، والدَّفينةُ والدَّثينةُ منزلٌ لبني سُليم.

فدن : قال الليث : الفَدَنُ القَصْرُ المَشِيدُ ، وجمعه أَفْدانٌ.

وأنشد :

* كما تَرَاطَنَ في أَفْدانِها الرُّومُ*

قال : والفَدَانُ يَجمعُ أَدَاةَ ثَوْرين في القِرَان بتخفيف الدال.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الفَدّان واحد الفَدَادِين ، وهي البَقَر التي يُحرث بها.

وقال أبو تراب : أنشدني أبو خَليفة الحُصيني لرجل يصف الجُعُلَ :

أسْوَدُ كالليل ولَيسَ باللَّيْلِ

لَه جَناحَان وليس بالطَّيْرِ

يَجُرُّ فَدَّانا وليْس بالثَّوْرِ

فَجَمع بين الراء واللام في القَافِية وشدَّد الفدَّان.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : قال : هو الفَدَانُ بتخفيف الدال.

وقال أبو حاتم : تقول العامةُ : الفَدَّانُ ، والصواب الفَدَانُ بالتخفيف.

د ن ب

دنب ، ندب ، بند ، بدن ، دبن : مستعملة.

دبن : أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : الدُّبْنَةُ اللُّقْمَةُ الكبيرةُ وهي الدُّبلة أيضا.

دنب : أبو عبيد عن الفراء : رجل دِنَّبَةٌ ودنَّابَةٌ ودِنّمةٌ ودِنَّامَةٌ وهو القصير.

وأنشد أبو الهيْثم :

* والمرءُ دِنَّبَةٌ في أنْفِه كَزمُ*

البند : قال الليث : البَنْدُ : حِيَلٌ مستعملةٌ ، يقال : فلان كثير البُنُود : أي كثير الحِيَل.

قال : والبَنْدُ أيضا كلُّ عَلَم من الأعلام يكون لِلقائد ، والجَمْع بُنُود يكون مع كل بَنْدٍ عشرةُ آلاف رجل ، أو أقلّ أو أكثر.

وقال شمر : قال : الهُجَيْمِي : البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسان.

١٠٠