شرح ابن طولون - ج ١

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢

أنّها لا تشدّد إلّا بعد الألف ، ومذهب / الكوفيين أنّها تشدّد بعد الألف وبعد الياء (١) ، وهو اختيار النّاظم (٢) ، ولذلك (٣) أطلق في قوله : «والنّون إن تشدد» لأنّه قد قرئ (في) (٤) السّبع : ربنا أرنا اللذين [فصلت : ٢٩] بالتّشديد في حالتي النّصب والجرّ (٥) ، كما قرئ في حالة الرّفع : واللذان يأتيانها منكم [النساء : ١٦] بالتّشديد (٦) ، فتجويز إحداهما (٧) ومنع الأخرى (٨) تحكّم.

ثمّ قال :

والنّون من ذين وتين شدّدا

أيضا وتعويض بذاك قصدا

يعني : أنّه يجوز أيضا تشديد النّون من «ذين ، وتين» ، وإنّما ذكر هنا «ذين ، وتين» وليستا (٩) من الموصولات ، لاشتراكهما مع «اللذين ، واللتين» في

__________________

(١) فمثاله بعد الألف قوله تعالى : واللذان يأتيانها ، ومثاله بعد الياء قوله تعالى : ربنا أرنا اللذين ، قال المرادي : وهو الصحيح لقراءة ابن كثير «ربّنا أرنا اللذين أضلانا» ـ بالتشديد ـ وعليه مشى ابن عصفور.

انظر في ذلك شرح المرادي : ١ / ٢٠٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧١ ـ ٧٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢ ، شرح المكودي : ١ / ٦٣ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦٣ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٨٦.

(٢) قال ابن مالك في شرح الكافية (١ / ٢٥٧) : «ولما كان على حذف الياء والألف من «الذي» و «التي» و «ذا» ، و «تا» في التثنية ، وكان لهما حق في الثبوت شددوا النون من «اللذين» و «اللتين» و «ذين» و «تين» ، ليكون ذلك عوضا من الياء والألف». وانظر شرح التسهيل : ١ / ٢١٣.

(٣) في الأصل : وكذلك. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ٢٣.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.

(٥) وهي قراءة ابن كثير ، والأصل : اللذيين ، فحذفت الياء ، وجعل التشديد عوضا من الياء المحذوفة التي كانت في «الذين» ، وقرأ الباقون بالتخفيف ، ولم يعوضوا من الياء شيئا.

انظر حجة القراءات : ٦٣٦ ، إتحاف فضلاء البشر : ٣٨١ ، المبسوط في القراءات العشر : ١٧٧ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٣٦٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.

(٦) وهي قراءة ابن كثير ، وقرأ الباقون بالتخفيف.

انظر النشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٤٨ ، إتحاف فضلاء البشر : ١٨٧ ، حجة القراءات : ١٩٣ ، المبسوط في القراءات العشر : ١٧٧ ، التصريح على التوضيح.

(٧) في الأصل : أحدهما. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.

(٨) في الأصل : الآخر. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.

(٩) في الأصل : وليس. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.

١٤١

جواز تشديد نونهما ، وليس التّشديد خاصّا بالياء ـ كما مثّل به ـ بل هو عامّ مع الياء ومع الألف ، فإذا جاز التّشديد مع الياء ـ كما في المثالين ـ فيكون التّشديد مع الألف أحرى ، لأنّ التّشديد مع الألف متّفق عليه ، ومع الياء مختلف (فيه) (١) ، إذ التّشديد إنّما هو لغة تميم وقيس (٢) ، وجمهور العرب : على تخفيف النّون في تثنية الموصول ، واسم الإشارة (٣).

وقوله : «وتعويض بذاك قصدا» يعني : أنّ تشديد النّون قصد (به) (٤) التّعويض من المحذوف في جميع ما ذكر ، فالمعوّض منه في «اللذينّ ، واللتينّ» الياء من «الّذي ، والّتي» ، ومن «ذينّ وتينّ» الألف من «ذا وتا» ، فإنّ ذلك كلّه حذف في التّثنية وعوّض منه التّشديد ، فالإشارة من قوله : «بذاك» / راجعة إلى التّشديد.

وقيل : التّشديد تأكيد (٥) للفرق بين تثنية المعرب والمبنيّ الحاصل بحذف الألف والياء ، قاله ابن هشام (٦).

ثمّ قال رحمه‌الله :

جمع الّذي الألى (٧) الّذين مطلقا

وبعضهم بالواو رفعا نطقا

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.

فمنع البصريون التشديد ، وأجازه الكوفيون ، قيل : وهو الصحيح ، وقد قرئ : «إحدى ابنتيّ هاتينّ» بالتشديد ، ورجحه صاحب التسهيل.

انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٦٣ ، شرح الفريد : ٤١٥ ، التسهيل لابن مالك : ٣٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٢ ، الأشموني مع الصبان : ١ / ١٤٨.

(٢) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٨ ، أوضح المسالك : ٢٨ ، المعجم الكامل في لهجات الفصحى د. داود سلوم : ١٥٠.

(٣) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.

(٥) في الأصل : تأكيدا.

(٦) قال ابن هشام في التوضيح (٢٨) : «وتميم وقيس تشدد النون فيهما تعويضا عن المحذوف أو تأكيدا للفرق». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢ ، حاشية الصبان : ١ / ١٤٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٠ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦٣. وقال المبرد : «من قال في الرجل : «ذلك» ، قال في الاثنين : «ذانّك» بتشديد النون ، تبدل اللام نونا وتدغم إحدى النونين في الأخرى ، كما قال عزوجل : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) انظر المقتضب : ٣ / ٢٧٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٣ ـ ٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٣٥.

(٧) في الأصل : الأولى. انظر الألفية : ٢٥.

١٤٢

ذكر لـ «الّذي» جمعين :

أحدهما : الألى ، على وزن العلى ، وتكتب بغير واو ، وهو مقصور على الأشهر وقد يمدّ.

الثّاني : الّذين ، بالياء في الرّفع والنّصب والجرّ ، وعلى ذلك نبّه بقوله : «مطلقا» أي : في جميع الأحوال ، وهي مبنيّة وإن كان الجمع من خصائص الأسماء ، لأنّ «الّذين» مخصوص بأولي العلم ، و «الّذي» عامّ ، فلم يجر على سنن الجموع المتمكّنة. وقوله :

(وبعضهم) (١) بالواو رفعا نطقا

أي : من العرب من يجري «الّذين» مجرى جمع المذكّر السّالم ، فيرفعه بالواو ويجرّه وينصبه بالياء ، نحو «جاء الذون ، ورأيت الّذين ، ومررت بالّذين» ، وهي حينئذ معربة ، لأنّ شبه الحرف عارضه الجمع ، وهو من خصائص الأسماء ، وهي لغة تميم (٢).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

باللات واللاء الّتي قد جمعا

واللاء (٣) كالّذين نزرا وقعا

يعني : «الّتي» له ـ أيضا ـ جمعان : «اللاتي (٤) ، واللائي» بإثبات الياء فيهما ، وقد تحذف ياؤهما اكتفاء بالكسرة ، فيقال : «اللات ، واللاء».

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.

(٢) وقال الرضي : هذيلية ، وقال المكودي : وهي لغة هذيل وقيل : لغة تميم ، وفي الهمع : لغة طيئ وهذيل وعقيل. وذهب الصبان إلى أن الصحيح أنها حينئذ مبنية جيء بها على صورة المعرب ، وقال : «إذ هذا الجمع ليس حقيقيا حتى يعارض شبه الحرف لاختصاص «الذين» بالعقلاء ، وعموم «الذي» للعاقل وغيره ، ولأن «الذي» ليس علما ولا صفة ولهذا لم تتفق العرب على إجرائه مجرى المعرب بخلاف التثنية».

انظر شرح الرضي : ٢ / ٤٠ ، شرح المكودي : ١ / ٦٣ ، الهمع : ١ / ٢٨٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٤٩ ، شرح التسهيل : ١ / ٢١٤ ، أوضح المسالك : ٢٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٤ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٨٨ ، الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٩ ، شرح ابن الناظم : ٨٣ ، المعجم الكامل في لهجات الفصحى : ٤٠٦ ـ ٤٠٧.

(٣) في الأصل : اللائي. في الموضعين. انظر الألفية : ٢٥.

(٤) في الأصل : واللاتي.

١٤٣

وقوله : «كالّذين نزرا وقعا» يعني : أنّ اللائي الذي هو جمع «الّتي» قد يطلق على «الّذين» فيكون جمعا لـ «الّذي» على وجه النّدور والقلّة / ، ومنه قوله :

(١) ـ فما آباؤنا بأمنّ منه (٢)

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

يعني : الّذين قد مهدوا.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ومن وما وأل تساوي ما ذكر

وهكذا ذو عند طيّئ شهر

لمّا فرغ من «الّذي ، والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، انتقل إلى ما سواهما من الموصولات ، فقال :

ومن وما وأل تساوي ما ذكر

يعني : أنّ «من» ـ بفتح الميم ـ ، و «ما ، وأل» تساوي ما ذكر من «الّذي والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، ففهم منه أنّها تقع على المفرد المذكّر والمؤنّث ، والمثنّى المذكّر والمؤنّث ، وجمع المذكّر والمؤنّث ، فتقول : «جاءني من قام ، ومن قامت ، ومن قامتا ، ومن قاموا ، ومن قمن» ، وكذلك مع «ما ، وأل».

فـ «من» تقع على من يعقل ، نحو (وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ) [الأنبياء : ١٩] ، وقد تكون لغيره ، كقول العبّاس بن الأحنف (٣) :

__________________

(٢٠) ـ من الوافر لرجل من سليم ، ولم أعثر على اسمه. أمن : اسم تفضيل من : «من عليه منا : إذا أنعم» ، والضمير في «منه» يرجع إلى الممدوح. مهدوا : من تمهيد الأمور. الحجور : جمع حجر ، وهو ما بين يديك من ثوبك. يعني : ليس آباؤنا الذين أصلحوا شؤوننا وجعلوا حجورهم لنا فراشا بأكثر منّة وإنعاما علينا من الممدوح ، بل الممدوح أكثر منّة علينا منهم.

والشاهد في قوله : «اللاء» حيث أطلقه على جماعة الذكور موضع «الذين» ، وهو قليل ، والكثير إطلاقه على جماعة الإناث نحو قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ).

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٣ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٢٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥١ ، الهمع : ١ / ٨٣ ، الدرر اللوامع : ١ / ٥٧ ، شرح ابن الناظم : ٨٤ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٠٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٣ ، شواهد الجرجاوي : ٢١ ، شرح المكودي : ١ / ٦٤ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٧ ، البهجة المرضية : ٣٢ ، الأزهية : ٣٠١ ، أوضح المسالك : ٢٩ ، فتح رب البرية : ١ / ١٢٧.

(١) في الأصل : منا. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٤.

(٢) هو العباس بن الأحنف بن الأسود اليمامي ، أبو الفضل ، شاعر غزل رقيق ، خالف الشعراء في

١٤٤

٢١ ـ أسرب القطا هل من يعير جناحه

لعلّي إلى من قد هويت أطير

فأوقع «من» على سرب القطا ، وهو غير عاقل.

و «ما» تقع على ما لا يعقل وحده نحو (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) [النحل :

٩٦] ، وقد تكون له مع العاقل نحو (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [الحشر : ١] ، فإنّه يشمل العاقل وغيره.

و «أل» تقع عليهما نحو (الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) [الحديد : ١٨] ، ونحو (وَ)(٢) السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ [الطور : ٥ ـ ٦] ، وليست (٣)

__________________

طريقتهم ، فلم يمدح ولم يهج ، بل كان شعره كله غزلا وتشبيبا ، له أخبار كثيرة مع هارون الرشيد وغيره ، أصله من اليمامة ، ونشأ في بغداد ، وتوفي بها (وقيل : بالبصرة) سنة ١٩٢ ه‍ ، له ديوان شعر.

انظر ترجمته في الأغاني : ٨ / ٣٥٢ ، معجم الأدباء : ١٢ / ٤٠ ، الأعلام : ٣ / ٢٥٩ ، معجم المؤلفين : ٥ / ٩٥.

٢١ ـ من الطويل في ديوان العباس (١٤٣) من قصيدة له ، وقبله :

بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي

فقلت ومثلي بالبكاء جدير

قال الخضري في حاشية (١ / ٧٣) : وهو مولد لا يحتج بشعره. وهو أيضا من قصيدة لمجنون بني عامر في ديوانه (١٣٧) ويروى : «من معير» بدل «من يعير». والشاهد فيه استعمال «من» الأولى في غير العاقل ، وهو جماعة القطا ، لأنه لما ناداها كما ينادى العاقل ، وطلب منها إعارة الجناح لأجل الطيران نحو محبوبته التي هو متشوق إليها وباك عليها ـ نزلها منزلته ، وهو قليل. وأما «من» الثانية فهي مستعملة في العاقل ، وهو كثير. ويروى : «هل ما يعير جناحه» وحينئذ فلا شاهد فيه.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٣ ، ١٣٤ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٣١ ، شرح ابن الناظم : ٨٥ ، الهمع (رقم) : ٢٩٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، شواهد الجرجاوي : ٢١ ، البهجة المرضية : ٣٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٧ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٤٣ ، الكوكب الدري للأسنوي : ١ / ١٢٨ ، المطالع السعيدة : ١٦٢ ، فتح رب البرية : ١ / ١٣٠.

(١) في الأصل : الواو. ساقط. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧.

(٢) أي : وليست «أل» الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين ، قيل : والصفات المشبهة ، قال ابن هشام : وليس بشيء لأن الصفة المشبهة للثبوت ، فلا تؤول بالفعل ، ولهذا كانت الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة باتفاق. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، مغني اللبيب : ٧١ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، جواهر الأدب : ٤٠٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٦.

١٤٥

موصولا / حرفيّا ، خلافا للمازنيّ (١) ـ في أحد قوليه ـ ومن وافقه (٢) ، ولا حرف تعريف خلافا للأخفش (٣). وقوله :

وهكذا ذو عند طيّئ شهر

يعني : أنّ «ذو» في لغة طيّئ تستعمل موصولة ، وهي أيضا مساوية لـ «الّذي ، والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، وإلى ذلك أشار بقوله : «وهكذا ذو» ، أي : هي مثل «من ، وما ، وأل» في مساواتها لما ذكر ، فتقول : جاءني ذو قام (وذو قامت) (٤) وذو قاما ، وذو قامتا ، وذو قاموا ، وذو قمن» ، لكن المشهور عنهم إفرادها وإن وقعت على مثنّى أو جمع ، وتذكيرها وإن وقعت على مؤنّث (٥).

__________________

(١) هو بكر بن محمد بن بقية (وقيل : بكر بن محمد بن حبيب بن بقية) ، أبو عثمان ، المازني ، من مازن شيبان ، أحد الأئمة في النحو ، أديب ، لغوي ، عروضي ، روى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما وأخذ عنه المبرد ، وهو من أهل البصرة ، وبها توفي سنة ٢٤٨ ه‍ (وقيل : ٢٤٩ ، وقيل : ٢٣٦) ، من مؤلفاته علل النحو ، ما تلحن فيه العامة ، التصريف ، العروض ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٠٢ ، إنباه الرواة : ١ / ٢٤٦ ، معجم الأدباء : ٧ / ١٠٧ ، النجوم الزاهرة : ٢ / ٣٢٦ ، الأعلام : ٢ / ٦٩ ، مرآة الجنان : ٢ / ١٠٩ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٧١ ، مفتاح السعادة : ١ / ١١٤.

(٢) حيث ذهبوا إلى أنها موصول حرفيّ. ويرده أنها لا تؤول بالمصدر ، وأن الضمير يعود عليها في نحو قولهم : «قد أفلح المتقي ربه» والضمير لا يعود إلا على الأسماء. وأجاب المازني عن الثاني : بأن الضمير يعود على موصوف محذوف. ورد بأن لحذف الموصوف مظان لا يحذف في غيرها إلا لضرورة ، وهذا ليس منها.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح التسهيل : ١ / ٢١٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٦ ، مغني اللبيب : ٧١ ، التسهيل : ٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٤ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٦ ، الهمع : ١ / ٢٩١ ، حاشية الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٨ ، إرشاد الطالب النبيل (٧١ / ب).

(٣) حيث ذهب إلى أنها حرف تعريف ، وهو ثاني قولي المازني ، وحجتهما أن العامل يتخطاها نحو «جاء الضارب» كما يتخطاها مع الجامد ، نحو «جاء الرجل» ، وهي مع الجامد معرفة اتفاقا ، فتكون مع المشتق كذلك.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٥ ، شرح التسهيل : ١ / ٢٢٤ ، مغني اللبيب : ٧١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٦ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٦ ، الجنى الداني : ٢٠٢ ، حاشية الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٧١ / ب).

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٤.

(٥) كقول سنان بن الفحل الطائي :

فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

فأتى بـ «ذو» مفردة مذكرة مع أنها واقعة على البئر وهي مؤنثة. وقد تؤنث وتثنى وتجمع عند ـ

١٤٦

وهي مبنيّة على سكون الواو في الرّفع والنّصب والجرّ في اللغة الشّهيرة ، وقد تعرب بالحروف الثلاثة إعراب «ذو» بمعنى صاحب (١) ، وخصّ ابن الضّائع (٢) ذلك بحالة الجرّ (٣).

ثمّ قال رحمه‌الله :

وكالّتي أيضا لديهم ذات

وموضع اللاتي أتى ذوات

أي : من طيّئ من إذا أراد معنى «التي» قال : «ذات» ـ بالضّم ـ وإذا أراد معنى «اللاتي» قال : ذوات» ـ بالضّم أيضا ـ حكى ذلك عنهم ابن السّرّاج (٤)

__________________

بعض بني طيئ ، فتقول في المذكر : «ذو قام» وفي المؤنث : «ذات قامت» ، وفي مثنى المذكر : «ذوا قاما» ، وفي مثنى المؤنث : «ذواتا قاما» ، وفي جمع المذكر : «ذووا قاموا» وفي جمع المؤنث : «ذوات قمن». حكاه ابن السراج في الأصول عن جميع لغة طيئ على الإطلاق وسيأتي. ونازع ابن مالك في ثبوت ذلك المحكي على الإطلاق في شرح التسهيل : فقال : «وأطلق ابن عصفور القول بتثنيتها وجمعها وأظن أن حامله على ذلك قولهم : «ذات وذوات» بمعنى : «التي واللاتي» ، فأضربت عنه لذلك». انتهى.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ، المقرب لابن عصفور : ١ / ٥٧ ، شرح التسهيل : ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٧ ، الهمع : ١ / ٢٨٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤١.

(١) وإليه ذهب ابن الدهان. انظر الهمع : ١ / ٢٨٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٢٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٧ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٢.

(٢) هو علي بن محمد بن علي بن يوسف الأشبيلي المعروف بابن الضائع ، أبو الحسن ، عالم بالعربية من أهل إشبيلية ، عاش نحو سبعين سنة ، وتوفي في ربيع الآخر سنة ٦٨٠ ه‍ ، من آثاره : شرح كتاب سيبويه ، شرح جمل الزجاجي ، الرد على ابن عصفور ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٥٤ ، كشف الظنون : ٦٠٤ ، ١٤٢٨ ، روضات الجنات : ٤٩٤ ، هدية العارفين : ٤ / ٦٧ ، الأعلام : ٤ / ٣٣٣ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٢٢٤.

(٣) قال منظور بن سحيم الفقعسي :

فإمّا كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

فيمن رواه «ذي» بالياء.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨ ، تخليص الشواهد وتخليص الفوائد لابن هشام : ١٤٤.

(٤) هو محمد بن السري بن سهل البغدادي المعروف بابن السراج ، أبو بكر ، أحد أئمة الأدب والعربية ، يقال : ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله ، صحب المبرد وقرأ عليه الكتاب ثم اشتغل بالموسيقى ، ثم رجع إلى الكتاب وأمعن النظر في مسائله ، توفي كهلا ، (وقيل : شابا) سنة ٣١٦ ه‍ ، من تصانيفه : الأصول في النحو ، شرح الكتاب ، الخط والهجاء ، الشعر والشعراء ، وغيرها.

١٤٧

وابن عصفور (١) وابن مالك (٢) ، كقول بعضهم : «بالفضل ذو فضّلكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله به» (٣) يريد : بها ، فنقل حركة الهاء إلى الباء ، ووقف عليها بالسّكون ، وقول رؤبة :

٢٢ ـ جمعتها من أينق موارق

ذوات ينهضن بغير سائق /

وحكي في «ذات (٥) ، وذوات» إعرابهما بالحركات إعراب «ذات ، وذوات»

__________________

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٤٤ ، معجم الأدباء : ١٨ / ١٩٧ ، مرآة الجنان : ٢ / ٢٧٠ ، البداية والنهاية : ١١ / ١٥٧ ، شذرات الذهب : ٢ / ٢٧٣ ، الأعلام : ٦ / ١٣٦ ، معجم المؤلفين : ١٠ ، ١٩.

(١) هو علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي الإشبيلي المعروف بابن عصفور ، أبو الحسن ، حامل لواء العربية بالأندلس في عصره ، ولد بإشبيلية سنة ٥٩٧ ه‍ ، وتوفي بتونس سنة ٦٦٣ ه‍ (وقيل : ٦٦٩ ه‍) من مؤلفاته : الممتع في التصريف ، شرح جمل الزجاجي ، الضرائر ، المقرب ، شرح الحماسة ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٥٧ ، مفتاح السعادة : ١ / ١١٨ ، فوات الوفيات : ٢ / ٩٣ ، شذرات الذهب : ٥ / ٣٣٠ ، الأعلام : ٥ / ٢٧ ، إيضاح المكنون : ١ / ٥٢٧ ، هدية العارفين : ١ / ٧١٢ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٢٥١ ، روضات الجنات : ٤٩٣.

(٢) والهروي أيضا. انظر الأصول لابن السراج : ٢ / ٢٦٣ ، المقرب لابن عصفور : ١ / ٥٦ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٥ ، الصبان مع الأشموني : ١ / ١٥٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.

(٣) حكى ذلك الفراء. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٨ ، المقرب : ١ / ٥٩ ، إرشاد الطالب النبيل : (٧٢ / أ) ، شرح القطر : ١٣٦ ـ ١٣٧ ، الضرائر : ١٢٥ ، الهمع : ٦ / ٢٠٤ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٧.

وفيه : «بها» بدل «به».

٢٢ ـ من الرجز في ملحقات ديوان رؤبة (١٨٠) ويروى : «سوابق» بدل «موارق» وهو جمع سابقة. والأينق : بتقديم الياء المثناة تحت الساكنة على النون المضمومة ـ جمع : «ناقة».

والموارق : جمع «مارقة» من مرق السهم من الرمايا. شبه النوق بالسهام في سرعة مشيها وسبقها. وسائق : من السوق. والشاهد في قوله : «ذوات» فإنه جمع «ذات» التي هي بمعنى : «التي» ، على «ذوات» بمعنى : «اللاتي» ، وهي لغة جماعة من طيئ ، وأكثرهم يستعمل «ذو» بمعنى «الذي» بلفظ واحد للمفرد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٣٩ ، المقرب : ١ / ٥٨ ، شرح ابن الناظم : ٨٩ ، الهمع (رقم) : ٢٤٨ ، الدرر اللوامع : ١ / ٥٨ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٠٦ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٨ ، اللسان (ذوا) ، البهجة المرضية : ٣٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٧٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢١٨.

(٤) في الأصل : ذوات. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨.

١٤٨

بمعنى : صاحبة وصاحبات ، حكى الأوّل أبو حيّان في الارتشاف (١) ، وحكى الثّاني أبو جعفر النّحّاس (٢).

وإذا أعربا نوّنا ، لعدم الإضافة ، فتقول : «جاءتني ذات قامت ، ورأيت ذاتا قامت ، ومررت بذات قامت» بالحركات الثّلاث مع التنوين ، وتقول : «جاءتني ذوات قمن ـ بالرّفع والتّنوين ـ ، ورأيت ذوات قمن ، ومررت بذوات قمن ـ بالكسر مع التّنوين جرّا ونصبا ـ».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ومثل ما ذا بعد ما استفهام

أو من إذا لم تلغ في الكلام

يعني : أنّ «ذا» إذا وقعت بعد «ما» الاستفهاميّة ـ باتّفاق من البصريّين ـ أو «من» الاستفهاميّة أيضا ـ على الأصحّ عندهم (٣) ـ و (لم) (٤) تكن ملغاة ، فهي مثل «ما» الموصولة.

__________________

(١) قال أبو حيان في ارتشاف الضرب : (١ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨) : «وعن بعضهم إعرابها إعراب «ذات» بمعنى صاحبة». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨.

(٢) قال في التصريح (١ / ١٣٨) : «وحكى الثاني أبو جعفر بن النحاس الحلبي. ولعل فيه وهما لأن أبا جعفر بن النحاس ليس حلبيا ، وإنما هو مصري الولادة والوفاة ، كما ذكرت مصادر ترجمته. وقد تقدمت ص ١٨ ومن المرجح أن يكون الصواب ما ذكره صاحبا الارتشاف والهمع ، وابن عقيل ، من أن ذلك حكاه بهاء الدين بن النحاس الحلبي.

انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٨ ، الهمع : ١ / ٢٨٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥٨.

(٣) وذلك لأن كلّا منهما للاستفهام ، وإليه ذهب أبو سعيد السيرافي ، وعليه ابن مالك. وأجاب المانع بالفرق : بأن «ما» تجانس «ذا» لما فيها من الإبهام ، بخلاف «من» فإنها لا إبهام فيها ، لاختصاصها بمن يعقل فلا مجانسة بينهما ، وإلى المنع ذهب أبو حيان في الارتشاف. قال الأزهري : وكلا التعليلين ضعيف : أما الأول ـ فلأن بقية أدوات الاستفهام كـ «ما» في الإبهام ، فلا خصوصية لإلحاق «من» دونها. وأما الثاني ـ فلأن «ما» مختصة بما لا يعقل ، كما أن «من» مختصة بمن يعقل ، إلا أن يقال : إن ما لا يعقل أوسع دائرة ممن يعقل.

والمرجع في ذلك إلى السماع ، وكلاهما مسموع ، فالأول كقول لبيد :

ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل

والثاني نحو :

ألا إنّ قلبي لدى الظّاعنين

حزين فمن ذا يعزّي الحزينا

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣١ ، الهمع : ٩١ / ٢٩٠ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢١٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٨٢.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.

١٤٩

وفهم من تشبيهه بها أنّها تساوي أيضا «الّذي والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، فتقول : «من ذا يقوم ، ومن ذا تقوم ، (ومن ذا يقومان) (١) ، ومن ذا تقومان ، ومن ذا يقومون ، ومن ذا يقمن».

والكوفيّ لا يشترط في موصوليّة (٢) «ذا» تقدّم (من) (٣) ولا «ما» الاستفهاميّتين (٤).

واحترز بقوله : «إذا لم تلغ في الكلام» من أن تكون ملغاة ، وذلك أن يغلب الاستفهام ، فيصير مجموع «من ذا ، وما ذا» استفهاما ، ويظهر أثر ذلك في البدل إذا قلت : «من ذا ضربت ، أزيد (٥) أم عمرو؟» ، فإذا رفعت فـ «ذا» غير ملغاة / ، لأنّك أبدلت من اسم الاستفهام بالرّفع ، فعلم أنّه مرفوع بالابتداء ، و «ذا» خبره ، وهو اسم موصول ، وإذا نصبت فقلت : «من ذا ضربت ، أزيدا أم عمرا؟» علم أنّ «ذا» ملغاة ، لأنّك أبدلت من اسم الاستفهام بالنّصب ، فعلم أنّه مفعول مقدّم بـ «ضربت» ، و «ذا» ملغاة.

وأخلّ النّاظم بشرط ثالث ، وهو أن لا تكون «ذا» للإشارة ، لأنّها إذا كانت للإشارة تدخل على المفرد نحو «من ذا الذّاهب ، وما ذا التّواني» ، والمفرد لا يصلح أن يكون صلة لغير «أل» (٦).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.

(٢) في الأصل : موصولة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩.

(٤) واحتج بقول يزيد بن مفرغ الحميريّ :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

وتقرير الحجة منه : أن «هذا» اسم موصول مبتدأ ، ولم يتقدم عليه «ما» ولا «من» و «تحملين» صلته ، والعائد محذوف و «طليق» بمعنى : «مطلق» خبر المبتدأ ، أي : والذي تحملينه طليق. وعند البصريين «هذا» اسم إشارة ، وهو مبتدأ ، و «طليق» خبره ، وهي جملة اسمية ، و «تحملين» حال ، أي : وهذا طليق محمولا لك. وقد أجاز الكوفيون استعمال جميع أسماء الإشارة موصولات ، ومنع ذلك البصريون.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩ ، الهمع : ١ / ٢٩٠ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٥١٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٩ ، شرح الشذور : ١٤٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٦٨ ، الإنصاف (مسألة : ١٠٣) : ٢ / ٧١٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٧٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٩ ـ ٥٣٠.

(٥) في الأصل : زيد. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.

(٦) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، وقال ابن مالك في شرح التسهيل (١ / ٢٢٠) : «ولو» قصد بـ «ذا» الإشارة لكان «ماذا» و «من ذا» مبتدأ وخبر ، واستغنى عن جواب وتفصيل». انتهى.

١٥٠

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وكلّها يلزم بعده صله

على ضمير لائق مشتمله

يعني : أنّ الموصولات كلّها لا بدّ أن يكون بعدها صلة تتّصل بها تكمّلها ، لأنّها (١) نواقص (لا يتمّ معناها إلّا بصلة) (٢) متأخّرة عنها لزوما.

وتمييز الموصولات (الاسميّة عن الموصولات) (٣) الحرفيّة ، بأنّ الاسميّة لا بدّ لها من صلة مشتملة على ضمير مطابق للموصول في الإفراد والتّذكير وفروعهما (٤) ، فتقول : «جاءني الّذي قام أبوه ، والّتي قامت ، واللذان قاما ، واللتان قامتا ، والذين قاموا ، واللاتي قمن» ، وما أشبه ذلك ، بخلاف الموصولات الحرفيّة ، فإنّ صلتها لا ضمير فيها ، فسقط ما قيل : إنّ قول النّاظم يعمّ الموصولات الاسميّة والحرفيّة.

وهذا الضّمير يسمّى / العائد ، لعوده (٥) إلى الموصول ، وقد يخلفه الاسم الظّاهر نحو :

(٦) ـ ...

وأنت الّذي في رحمة الله أطمع

الأصل : في رحمته.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وجملة أو شبهها الّذي وصل

به كمن عندي الّذي ابنه كفل

__________________

(١) في الأصل : لا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.

(٢ ـ ٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.

(٤) في الأصل : وفروعها. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.

(٥) في الأصل : لعود. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.

٢٣ ـ من الطويل لقيس بن الملوح العامري ـ صاحب ليلى ـ (وليس في ديوانه) وصدره :

فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن

والشاهد فيه على أن الاسم الظاهر قد يخلف الضمير العائد من الصلة إلى الموصول ، وكأن القياس أن يقول : «وأنت الذي في رحمته أطمع ، أو رحمتك أطمع» ، ولكنه أتى بالظاهر على خلاف القياس.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٨٢ ، أبيات المغني : ٤ / ٢٧٦ ، ٧ / ٨٦ ، شواهد المغني : ٢ / ٥٥٩ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣٧٧ ، ٨٨٩ ، ٩٤٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٣٧ ، الكوكب الدري للأسنوي : ١ / ١١٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٣ ، الجامع الصغير : ٣١ ، النكت الحسان : ٤٩ ، الهمع : ١ / ٨٧ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦٤ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣٦.

١٥١

الموصولات بالنّظر إلى ما توصل به على قسمين :

ـ قسم يوصل بجملة وشبهها ، وإليه أشار بقوله :

وجملة أو شبهها الّذي وصل

به ...

فشمل (١) الجملة الاسميّة والفعليّة ، وشمل شبهها : الظّرف ، المجرور ، وأتى بمثال للوصل بجملة ، وهو قوله : «الّذي ابنه كفل».

ويشترط في (الجملة) (٢) الموصول بها أن تكون تامّة ، خبريّة ، معهودة للمخاطب ، إلا في مقام التّهويل والتّعظيم ، فيحسن إبهامها (٣) ، نحو (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) [طه : ٧٨] ، فلا يجوز الوصل بجملة مستدعية كلاما قبلها ، فلا يقال : «جاءني الذي لكنّه قائم» ، ولا إنشائيّة ، فلا تقل : «جاء الّذي بعتكه» ، ولا طلبيّة ، فلا تقل : «جاء الّذي اضربه ، أو لا تضربه» ، لأنّ كلّا من الإنشاء والطّلب لا خارجيّ (٤) له ، فضلا من أن يكون معهودا.

ويشترط في شبه الجملة ـ وهو الظّرف والمجرور ـ أن يكونا تأمين ، فلا يقال : «جاء الّذي مكانا ، والّذي بك» ، إذ لا يتمّ معناهما إلّا بذكر متعلّق خاصّ جائز الذّكر نحو «جاء الّذي سكن مكانا ، والذي مرّ بك».

ولم ينبّه على الجملة وشبهها ، ولكن تمثيله بقوله / : «كمن عندي الّذي ابنه كفل» يرشد إليه.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وصفة صريحة صلة (٥) أل

وكونها بمعرب الأفعال قل

هذا هو القسم الثّاني ممّا توصل به (٦) الموصولات ، وهو الصّفة الصّريحة ، أي : الخالصة (٧) للوصفيّة ، وهي اسم الفاعل ، واسم المفعول : اتّفاقا (٨) ، والصّفة

__________________

(١) في الأصل : وشمل أن.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٦.

(٣) في الأصل : إبهابها. انظر التصريح : ١ / ١٤١.

(٤) في الأصل : لا جارجي. انظر التصريح : ١ / ١٤١.

(٥) في الأصل : صفة. انظر الألفية : ٢٦.

(٦) في الأصل : من. زيادة.

(٧) في الأصل : الحاصلة. انظر التصريح : ١ / ١٤٢.

(٨) إذا أريد بهما الحدوث ، فإن أريد بهما الثبوت كالمؤمن والصانع ، كانت «أل» الداخلة عليهما معرفة ، لكونهما صفة مشبهة حينئذ.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٨ ، مغني اللبيب : ٧١ ، تاج

١٥٢

المشبّهة : على قول ابن مالك (١) ، فتقول : «جاءني القائم أبوه» ، أي : الّذي قام أبوه ، و «المضروب أبوه» ، أي : الّذي ضرب أبوه ، و «الحسن وجهه» ، أي : الّذي حسن وجهه ، ولكن صحّح في المغني أنّ «أل» الدّاخلة على الصفة المشبّهة حرف تعريف (٢).

واحترز بـ «الصّريحة» عن غيرها ، وهي الصّفات الّتي أجريت مجرى الأسماء نحو «أجرع ، وصاحب» (٣) ، فلا يوصل بها «أل». وقوله :

وكونها بمعرب الأفعال قل

 ...

يعني : أنّه جاءت صلة «أل» بمعرب الأفعال ، وهو الفعل المضارع قليلا ، ومنه قول الفرزدق :

(٤) ـ ما أنت بالحكم التّرضى حكومته

 ...

__________________

علوم الأدب : ١ / ٢٠١ ، الهمع : ١ / ٢٩٣ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٤ ، حاشية الخضري : ١ / ٧٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٩ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٤٣ ، حاشية فتح الجليل : ٦٦.

(١) فإنه قال في التسهيل (٣٤) : «وتوصل بصفة محضة» ، وقال في شرحه عليه (١ / ٢٢٤) : «وعنيت بالصفة المحضة : أسماء الفاعلين ، وأسماء المفعولين ، والصفات المشبهة بأسماء الفاعلين». وقيل : لا توصل بها ، وبه جزم في البسيط ، وذلك لضعفها وقربها من الأسماء ، ورجحه ابن هشام في المغني.

انظر في ذلك التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، الهمع : ١ / ٢٩٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣٩ ، مغني اللبيب : ٧١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٨ ـ ٣٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٧ ، شرح دحلان : ٣٤.

(٢) قال ابن هشام في المغني (٧١) : «أل» على ثلاثة أوجه : أحدها : أن تكون اسما موصولا بمعنى «الذي» وفروعه ، وهي الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين ، قيل : والصفات المشبهة ، وليس بشيء لأن الصفة المشبهة للثبوت ، فلا تؤول بالفعل ، ولهذا كانت الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة باتفاق». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، حاشية الدسوقي على المغني : ١ / ٥١.

(٣) أما «أجرع» فهو مذكر «جرعاء» ، وهو في الأصل وصف لكل مكان مستو ثم غلب عليه الاسمية ، فصار مختصا بالأرض المستوية ذات الرمل التي لا تنبت شيئا. وأما «صاحب» فهو في الأصل وصف للفاعل ، ثم صار اسما لصاحب الملك.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٢ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٤ ، اللسان : ١ / ٦٠١ (جرع).

٢٤ ـ صدر بيت من البسيط للفرزدق (وليس في ديوانه) ، وعجزه :

ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل

وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في صفحة (٥١) من هذا الكتاب. والشاهد في قوله «ترضى» حيث وقع صلة لـ «أل» مع كونه فعلا مضارعا ، وهذا عند الجمهور ضرورة ، لأن

١٥٣

أي : الّذي ترضى.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

أيّ كما وأعربت ما لم تضف

وصدر وصلها ضمير انحذف

وبعضهم أعرب مطلقا وفي

 ...

من الموصولات «أيّ» ـ بفتح الهمزة ، وتشديد الياء ـ خلافا لثعلب (١) ، وإنّما أخّرها عنها لما اختصّت به دون سائر الموصولات : من إعرابها في بعض المواضع ، ولزوم إضافتها لفظا أو معنى / ، وجواز حذف صدر صلتها.

فقوله : «أيّ كما» يعني : أنّ «أيّا» مثل «ما» فيما تقدّم (من) (٢) كونها تطلق على المفرد والمذكّر (٣) وفروعهما ، فتقول : «جاءني أيّهم قام ، وأيّهم قامت ، وأيّهم قاما ، وأيّهم قامتا ، وأيّهم قاموا ، وأيّهم قمن». وقوله :

 ... وأعربت ما لم تضف

وصدر وصلها ضمير انحذف

يشير إلى أنّ «أيّا» (٤) بالنّظر إلى التّصريح بالمضاف إليه وتقديره ، وإثبات صدر صلتها وحذفه على أربعة أقسام :

الأوّل : أن يصرّح بالمضاف ، ويثبت صدر صلتها ، نحو «جاءني أيّهم هو قائم».

الثّاني : أن يحذفا معا نحو «جاءني أيّ قائم».

__________________

الضرورة عندهم ما وقع في الشعر سواء كان للشاعر مندوحة عنه أم لا ، وعند ابن مالك قليل ، لأن الضرورة عنده ما ليس للشاعر مندوحة عنه ، والشاعر هنا متمكن من أن يقول : «المرضى» بصيغة اسم المفعول بدل «الترضى».

(١) فإنه أنكر كونها موصولا ، قال : ولا تكون إلا استفهاما أو جزاء ، وقد تلحق بها التاء في الأشهر إذا أريد بها المؤنث. وهو محجوج بثبوت ذلك في لسان العرب بنقل الثقات ، قال غسان :

إذا ما لقيت بني مالك

فسلّم على أيّهم أفضل

ف «أيّهم» مبنية على الضمّ ، وغير الموصولة لا تبنى ، ولا يصلح هنا.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٢ ، الهمع : ١ / ٢٩٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٧٦ / أ) ، مغني اللبيب : ١٠٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٠ ، موصل الطلاب للشيخ خالد : ٩٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٦٥.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٧.

(٣) في الأصل : والمذكور.

(٤) في الأصل : أي.

١٥٤

الثّالث : أن يثبت صدر صلتها ، ولا يصرّح بالمضاف نحو «جاءني أيّ هو قائم».

فـ «أيّ» في هذه الصّور الثّلاث معربة ، وهي المشار إليها بقوله : «وأعربت».

الرّابع : أن يصرّح بالمضاف إليه ، ويحذف صدر صلتها ، ومنه قوله عزوجل : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم : ٦٩] ، وهي في هذه الصّورة مبنيّة ، وإلى ذلك أشار بقوله :

 ... ما لم تضف

وصدر وصلها ضمير انحذف

ولا تضاف إلّا إلى معرفة ـ كما مثّلنا ـ خلافا لابن عصفور ، وابن الضّائع ـ بالضّاد المعجمة ، والعين المهملة ـ ، فإنّهما أجازا إضافتها (١) ، إلى نكرة (٢) ، وجعلا منه : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشّعراء : ٢٢٧] ، أي : سيعرف الّذين / ظلموا المنقلب (الّذي ينقلبونه) (٣) ، ومذهب الجمهور أنّ «أيّا» (٤) هنا استفهاميّة منصوبة بـ (يَنْقَلِبُونَ)(٥).

وهذا التّفصيل في «أيّ» مذهب سيبويه (٦) ، وبعض العرب يعربها في جميع الصور الأربع المذكورة ، وإليه أشار بقوله : «وبعضهم أعرب مطلقا» ، وهو

__________________

(١) في الأصل : إضافتهما. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.

(٢) نحو «يعجبني أي رجل عندك ، وأي رجلين ، وأي رجال ، وأي امرأة ، وأي امرأتين ، وأي نساء» ، وأجاز أبو حيان ذلك بقلة. والجمهور منعوا ذلك لأنها حينئذ نكرة ، والموصولات معارف ، ولذلك امتنع كونها موصولة في «أي منقلب».

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥ ، الهمع : ١ / ٢٩١ ، شرح الأشموني : ١٣٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٠ ، إرشاد الطالب النبيل (٧٧ / أ).

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.

(٤) في الأصل : أي. انظر التصريح : ١ / ١٣٥.

(٥) على أنها مفعول مطلق ، و «يعلم» على بابه ، وهو معلق عن العمل فيما بعده لأجل الاستفهام بـ «أي» ، والتقدير : وسيعلم الذين ظلموا ينقلبون أي انقلاب ، انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٥.

(٦) انظر الكتاب : ١ / ٣٩٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٦ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٥٢٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٥٧ ، المفصل : ١٤٩ ، الهمع : ١ / ٣١٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٣ ، مغني اللبيب : ١٠٧ ، نتائج الفكر : ١٩٨.

١٥٥

قول الخليل ، ويونس (١) ، والأخفش ، والزّجّاج (٢) ، والكوفيّين ، وعليه قراءة هارون (٣) ، ومعاذ (٤) ، ويعقوب (٥) : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم : ٦٩] بنصب «أيّهم» (٦).

__________________

(١) هو يونس بن حبيب الضبي بالولاء ، أبو عبد الرحمن ، ويعرف بالنحوي ، إمام نحاة البصرة في عصره ، علامة بالأدب ، من أهل قرية الجبل على دجلة بين بغداد وواسط ، ولد سنة ٩٠ ه‍ وأخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم ، وتوفي سنة ١٨٢ ه‍ ، من آثاره : معاني القرآن الكبير ، اللغات ، النوادر ، معاني الشعر ، وغيرها.

انظر ترجمته في معجم الأدباء : ٢٠ / ٦٤ ، هدية العارفين : ٢ / ٧٥١ ، شذرات الذهب : ١ / ٣٠١ ، الأعلام : ٨ / ٢٦١ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٢٤٧ ، بغية الوعاة : ٢ / ٣٦٥ ، مرآة الجنان : ١ / ٣٨٨ ، أخبار النحويين البصريين : ٣٣ ، نزهة الألباء : ٤٩ ، النجوم الزاهرة : ٢ / ١١٣.

(٢) هو إبراهيم بن السري (وفي رواية : إبراهيم بن محمد بن السري) بن سهل الزجاج ، أبو إسحاق ، عالم بالنحو واللغة ، ولد سنة ٢٤١ ه‍ ، وكان يخرط الزجاج في شبابه ، ثم مال إلى النحو فعلمه المبرد ، وأدب عبد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي) ، وكانت له مناقشات مع ثعلب وغيره ، وتوفي سنة ٢١١ ه‍ ، من آثاره : معاني القرآن ، الاشتقاق ، العروض ، مختصر النحو ، خلق الإنسان ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٧٩ ، معجم الأدباء : ١ / ١٣٠ ، نزهة الألباء : ٣٠٨ ، إنباه الرواة : ١ / ١٥٩ ، الأعلام : ١ / ٤٠ ، معجم المؤلفين : ١ / ٣٣ ، ١٣ / ٣٥٥ ، إيضاح المكنون : ١ / ٣٥٩.

(٣) هو هارون بن موسى الأزدي ، أبو عبد الله ، الأعور ، عالم بالقراءات والعربية ، معتزلي ، له قراءة معروفة ، روى القراءة عن عاصم الجحدري ، وعاصم بن أبي النجود ، وأبي عمرو ، كان يهوديا فأسلم ، وقرأ القرآن وحفظ النحو وحدّث ، وكان أول من تتبع وجوه القراءات والشاذ منها ، توفي سنة ٢٠٠ ه‍ ، من آثاره : الوجوه والنظائر في القرآن.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٤٠٦ ، طبقات القراء : ٢ / ٣٤٨ ، الأعلام : ٨ / ٦٣.

(٤) هو معاذ بن مسلم الهراء الكوفي ، أبو مسلم ، عرف بالهراء لبيعه الثياب الهروية الواردة من مدينة هراة ، نحوي شاعر أديب ، حكيت عنه حكايات في القراءات كثيرة ، وهو أستاذ الكسائي والفراء ، صنف في النحو كثيرا ولم يظهر له شيء من التصانيف ، توفي سنة ١٨٧ ه‍ (وقيل : ١٩٠ ه‍).

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٩٣ ، إنباه الرواة : ٣ / ٢٨٨ ، طبقات النحويين واللغويين : ١٣٥ ، الأعلام : ٧ / ٢٥٨ ، معجم المؤلفين : ١٢ / ٣٠١.

(٥) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي بالولاء البصري ، أبو يوسف ، أبو محمد ، عالم بالنحو واللغة والفقه ، وأحد القراء العشرة ، له رواية في القراءات مشهورة ومنقولة ، وسمع الحروف من الكسائي ، ولد بالبصرة سنة ١١٧ ه‍ ، وتوفي فيها سنة ٢٠٥ ه‍ ، من آثاره : وجوه القراءات ، وقف التمام ، الجامع (جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات) ، وغيرها.

انظر طبقات القراء : ٣ / ٣٨٦ ، مرآة الجنان : ٢ / ٣٠ ، الأعلام : ٨ / ١٩٥ ، معجم الأدباء : ٢٠ ، ٥٢ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٢٤٣ ، النشر : ١ / ١٨٦.

(٦) فأوقع على «أيهم» لننزعن ، وهي بمعنى الذي ، وهي قراءة طلحة بن مصرف أيضا. والخليل جعلها استفهامية محكية بقول مقدر ، والتقدير : ثم لننزعن من كل شيعة الذي يقال فيه

١٥٦

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ... وفي

ذا الحذف أيّا غير أيّ يقتفي

إن يستطل وصل وإن لم يستطل

فالحذف نزر ...

يعني : أنّ غير «أيّ» من الموصولات يتبع «أيّا» في جواز حذف صدر صلتها ، فالإشارة بـ «ذا» راجعة إلى صدر صلة «أيّ» ، لكن يشترط في جواز (حذف) (١) صدر صلة غير «أيّ» : أن تطول الصّلة ، وإلى ذلك أشار بقوله : «إن يستطل وصل» أي : إن تطل الصّلة (٢) ، نحو ما حكاه سيبويه من قولهم : «ما أنا

__________________

أيهم أشد. واختاره السهيلي. وجعلها يونس استفهامية أيضا وحكم بتعليق الفعل قبلها ، لأن التعليق عنده غير مخصوص بأفعال القلوب. قال المرادي : «والحجة عليهما قول الشاعر :

إذا ما لقيت بني مالك

فسلّم على أيّهم أفضل

لأن حروف الجر لا تعلق ولا يضمر قول بينها وبين معمولها». انتهى. وقال الأخفش والكسائي : «من» زائدة ، و «كل» مفعول ، و «أيهم أشد» جملة مستأنفة. قال ابن هشام : ولم تثبت زيادة «من» في الإيجاب. وذهب الكوفيون إلى أن «أيهم» علق فيه «شيعة» بما فيه من معنى الفعل ، كأنه قيل : لننزعن من كل متشيع في أيهم أشد ، أي : من كل من نظر في «أيهم» وكأنهم رأوا أن «لننزعن» لا تعلق ، فعدلوا إلى هذا. وجوز الزمخشري وجماعة كونها في الآية موصولة مع أن الضمة إعراب ، فقدروا متعلق النزع من «كل شيعة» ، وكأنه قيل : لننزعن بعض كل شيعة ، ثم قدر أنه سئل : من هذا البعض؟ فقيل : هو الذي هو أشد ، ثم حذف المبتدآن المكتنفان للموصول. قال ابن هشام : وفيه تعسف ظاهر ، أي : لأن فيه حذف مفعول «ننزع» لأن «من كل شيعة» ليس مفعوله حقيقة ، وتقدير سؤال محذوف ، وحذف مبتدأين ، فاجتمعت عدة أمور ، وهي وإن كانت جائزة ، لكن لما اجتمعت صارت تعسفا. وزعم ابن الطراوة أن «أيّا» مقطوعة عن الإضافة ، فلذلك بنيت ، وأن «هم أشد» مبتدأ وخبر. قال ابن هشام : وهذا باطل برسم الضمير متصلا بـ «أي» ، وبالإجماع على أنها إذا لم تضف كانت معربة.

انظر في ذلك القراءات الشاذة لابن خالويه : ٨٦ ، إعراب ابن النحاس : ٣ / ٢٣ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ١١٥ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ١٣٣ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٥٧ ـ ٥٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٣ ، البهجة المرضية : ٣٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٧ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٥٢٢ ، مغني اللبيب : ١٠٧ ـ ١٠٩ ، حاشية الدسوقي : ١ / ٨٣ ، الهمع : ١ / ٣١٣ ، نتائج الفكر : ١٩٨ ـ ١٩٩ ، الكشاف : ٢ / ٤١٩.

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٨.

(٢) وطولها : أن يكون فيها زائد على المفرد المخبر به عن الصدر.

انظر شرح المكودي : ١ / ٦٨.

١٥٧

بالّذي قائل لك سوءا» (١) ، فالصّلة طالت بالمجرور والمفعول ، ومنه قوله تعالى : (وَهُوَ (الَّذِي) (٢) فِي السَّماءِ إِلهٌ) [الزخرف : ٨٤] ، التّقدير : وهو الذي هو في السّماء إله ، فحذف الصّدر لطول الصّلة بالمجرور.

ويستثنى من اشتراط الطّول : «لا سيّما زيد» ، فإنّهم جوّزوا (٣) في «زيد» إذا رفع أن تكون «ما» موصولة ، و «زيد» خبر مبتدأ محذوف وجوبا ، والتّقدير : لاسيّ الّذي هو زيد ، فحذف / العائد وجوبا ، ولم تطل الصّلة ، وهو مقيس.

وقوله : «وإن لم يستطل فالحذف نزر» يعني : أنّ حذف صدر صلة غير «أيّ» (إن) (٤) لم تطل الصّلة قليل ، ومنه قراءة يحيى بن يعمر (٥) ، وابن أبي إسحاق (٦) : (تَماماً عَلَى)(٧) الَّذِي أَحْسَنَ [الأنعام : ١٥٤] ـ بضمّ النّون (٨) ـ أي : هو أحسن.

__________________

(١) التقدير : بالذي هو قائل لك سوءا. قال سيبويه في الكتاب (١ / ٢٧١) : «وزعم الخليل رحمه‌الله أنه سمع من العرب رجلا يقول : ما أنا بالذي قائل لك سوءا ، وما أنا بالذي قائل لك قبيحا». وانظر شرح المكودي : ١ / ٦٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٦ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٨ ، المقرب : ١ / ٦١ ، وفي شرح الكافية لابن مالك (١ / ٢٩٥) : «نحو قول بعض العرب : «ما أنا بالذي قائل لك شيئا». وانظر ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٣ ، معاني الأخفش : ١ / ٢٠٣.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٨.

(٣) في الأصل : جوزا. انظر التصريح : ١ / ١٤٣.

(٤) ما بين القوسين ساقط في الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٨.

(٥) هو يحيى بن يعمر الوشقي العدواني البصري ، أبو سليمان ، أول من نقط المصاحف ، ولد بالأهواز وسكن البصرة ، وكان من علماء التابعين ، عارفا بالحديث والفقه ولغات العرب ، قيل : ولاه الحجاج قضاء البصرة فلم يزل فيها قاضيا حتى توفي سنة ١٢٩ ه‍ ، وقيل : توفي قبل سنة ٩٠ ه‍.

انظر ترجمته في طبقات القراء : ٢ / ٣٨١ ، نزهة الألباء : ١٩ ، طبقات النحويين واللغويين : ٤١٧ ، مرآة الجنان : ١ / ٢٧١ ، النجوم الزاهرة : ١ / ٢١٧ ، الأعلام : ٨ / ١٧٧.

(٦) هو عبد الله بن أبي إسحاق الزيادي الحضرمي ، نحوي من الموالي من أهل البصرة ، أخذ القراءة عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم ، ولد سنة ٢٩ ه‍ ، وأخذ عنه كبار النحاة كأبي عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمر الثقفي ، والأخفش ، فرع النحو وقاسه وكان أعلم البصريين به ، توفي سنة ١١٧ ه‍.

انظر ترجمته في طبقات القراء : ١ / ٤١٠ ، الأعلام : ٤ / ٧١ ، الخزانة : ١ / ٢٣٧.

(٧) في الأصل : يعني. انظر التصريح : ١ / ١٤٤.

(٨) وهي قراءة ابن محيص أيضا. ومن قرأ «أحسن» ـ بالفتح ـ جعل «أحسن» فعلا ماضيا ، وهو صلة «الذي» ، وفيه ضمير مقدر يعود على «الذي» ، وتقديره : تماما على المحسن هو ، وقيل : العائد إلى «الذي» والفاعل مقدر ، والتقدير : تماما على الذي أحسنه الله إلى موسى من الرسالة.

١٥٨

والكوفيّون (لا) (١) يشترطون في حذف العائد المرفوع استطالة الصّلة ، ويقيسون على هذه الآية (٢).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

 ... وأبوا أن يختزل

إن صلح الباقي لوصل مكمل

 ...

يعني : أنّ خبر صدر الصّلة إذا كان صالحا لأن (٣) يوصل به الموصول ، كأن يكون جملة من مبتدأ وخبر ، نحو «جاءني الّذي هو جاريته ذاهبة» ، أو فعلا وفاعلا ، نحو «جاء الّذي هو قام أبوه» ، أو ظرفا (٤) ، نحو «جاء الذي (هو) (٥) عندك» ، أو مجرورا ، نحو «جاء الّذي هو في الدّار» ، ـ لا يجوز حذف الصّدر في شيء من ذلك ، لأنّ ما بقي بعد حذفه صالح لأن يكون صلة ، فلا دليل حينئذ على حذفه (٦).

والضّمير في قوله : «وأبوا» عائد على العرب ، والاختزال : «القطع» (٧).

__________________

انظر القراءات الشاذة : ٤١ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ٣٥٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٤ ، معاني الفراء : ١ / ٣٦٥ ، أسرار العربية لابن الأنباري : ٣٨٢ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٢٤ ، شرح دحلان : ٣٦.

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٤٤.

(٢) ونحوها. وتبعهم ابن مالك إلا أنه جعله قليلا ، والبصريون جعلوا ذلك نادرا.

انظر الهمع : ١ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٩٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٣ ، معاني الفراء : ١ / ٢٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٤ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٨٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٣.

(٣) في الأصل : كانا صالحان. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.

(٤) في الأصل : وظرفا. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.

(٦) أما إذا كان الباقي غير صالح للوصل بأن كان مفردا أو خاليا عن العائد ، نحو (أَيُّهُمْ أَشَدُّ) و «هو الذي في السماء له» جاز ، وذلك للعلم في المحذوف. وقد ذكر غير الناظم لحذف العائد الذي هو مبتدأ شروطا أخر : أحدها : ألا يكون معطوفا نحو «جاء الذي زيد وهو فاضلان». الثاني : ألا يكون معطوفا عليه نحو «جاء الذي هو وزيد قائمان». نقل اشتراط هذا الشرط عن البصريين ، لكن الفراء وابن السراج أجازا في هذا المثال حذفه. الثالث : ألا يكون بعد «لو لا» نحو «جاء الذي لو لا هو لأكرمتك».

انظر شرح المرادي : ١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٩ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٣٣٩ ، الهمع : ١ / ٣١١.

(٧) وعبر به عن الحذف. والاختزال الحذف أيضا. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩ ، اللسان : ٢ / ١١٥١ ـ ١١٥٢ (خزل) ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٩ ، البهجة المرضية : ٣٥.

١٥٩

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

والحذف عندهم كثير منجلي

في عائد متّصل إن انتصب

بفعل أو وصف كمن نرجو يهب

يعني : أنّ الضّمير العائد من الصّلة إلى الموصول ، إذا كان منصوبا متّصلا بالفعل أو بالوصف ، غير صلة الألف واللام ـ يجوز حذفه بكثرة ، ومثّل المنصوب بالفعل بقوله : «كمن نرجو يهب».

فـ «من» مبتدأ ، وهو موصول بمعنى / : الّذي ، و «نرجو» صلته (١) ، و «يهب» خبر عنه ، والضّمير العائد من الصلة إلى الموصول محذوف تقديره : من نرجوه.

لكن يشترط في الفعل أن يكون تاما ، فلا يحذف في نحو «جاء الّذي كانه زيد» على الأصحّ (٢).

ومثال حذفه من الوصف قول الشّاعر :

٢٥ ـ ما الله موليك فضل فاحمدنه به

 ...

فـ «ما» موصول اسميّ في موضع رفع على الابتداء ، و «فضل» خبره ، و «الله موليك» صلة «ما» ، والعائد محذوف منصوب بالوصف ، والتقدير : الّذي الله موليكه (٤) فضل.

__________________

(١) في الأصل : صلة. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.

(٢) وأجاز أبو حيان ـ كما في الهمع ـ والسيوطي في البهجة : جواز حذفه إن كان متصلا منصوبا بفعل ناقص ، نحو «جاء الذي كنته زيد». واشترط أبو حيان في الارتشاف كون الفعل تاما.

انظر الهمع : ١ / ٣٠٩ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٥ ، البهجة المرضية : ٣٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨١ ، شرح دحلان : ٣٦ ، شرح المرادي : ١ / ٢٥٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٩.

٢٥ ـ صدر بيت من البسيط ، نسب في شواهد الجرجاوي لابن الفتح ، ولم أعرف اسمه ، وعجزه :

فما لدى غيره نفع ولا ضرر

موليك : أي معطيك. والشاهد فيه «موليك» حيث حذف منه العائد المنصوب بالوصف.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٥ ، شرح الأشموني : ١ / ١٧٠ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٤٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٩٠ ، الهمع : ١ / ٨٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٨١ ، شواهد الجرجاوي : ٢٥ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٦٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٨ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٩ ، أوضح المسالك : ٣٣ ، المطالع السعيدة : ١٦٧.

(٣) في الأصل : موليك. انظر التصريح : ١ / ١٤٥.

١٦٠