شرح ابن طولون - ج ١

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢

اثنتين وسبعين وستّمائة (١) ، ودفن بتربة الأرمويّ (٢). ولمّا قصد العلامة شعبان الآثاريّ (٣) زيارته ، دلّه على قبره حفّار القبور : زعتر (٤) ، فقال في ذلك شعرا (٥) :

سألت أناسا عن ضريح ابن مالك

فأخبرني شخص به وهو حفّار

وقالوا بأن الشّخص يدعى بزعتر

فوا عجبي من زعتر وهو قبّار (٦)

وقال بعض من عرّف به : لمّا ورد من الأندلس (٧) واستقرّ بالشّام ، انتقل إلى مذهب الإمام الشّافعيّ (٨).

وكان إماما في علم العربية واللّغة / وقد أحرز فيها قصب السّبق ، واشتهر بها اشتهار البدر في الأفق ، هذا مع أخذه من كلّ فنّ بنصيب ، ورميه إلى غرض الورع بسهم مصيب ، فجمع العلم والعمل ، واشتهر بدر علمه وكمل ، ولم يزل

__________________

(١) وقد أجمعت مصادر ترجمته على ذلك.

(٢) اختلف في مكان قبره ، فقيل : بالروضة ، وقيل : في مغارة الجوع ، وقال ابن طولون : والذي رأيته مشهورا أنه في تربة الأرموي ، وقال ابن كثير : هو بتربة القاضي عز الدين الصائغ ـ بالصاد المهملة ـ بقاسيون. انظر هداية السالك : ٢٧٠ ، القلائد الجوهرية : ١ / ٣٤٣ ، ٥٣١ ، البداية والنهاية : ١٣ / ٢٦٧ ، شذرات الذهب : ٥ / ٣٣٩ ، إرشاد الطالب النبيل (٢ / ب) ، وتربة الأرموي تقع في سفح جبل قاسيون شمال تربة الروضة ، وتربة الروضة أعظم تربة فيه. انظر القلائد الجوهرية : ٢ / ٥٩٢ ، ٥٨٩.

(٣) هو شعبان بن محمد بن داود الموصلي الأصل المصري ، زين الدين ، نحوي وأديب ، وشاعر ، له مشاركة في بعض العلوم والفنون ، ولد بالموصل سنة ٧٦٥ ه‍ (وفي رواية : ٧٥٩ ه‍) ، ولقب بالآثاري لإقامته في أماكن الآثار النبوية مدة وتوفي بالقاهرة سنة ٨٢٨ ه‍ ، وله أكثر من ثلاثين مؤلفا منها : ألفية في النحو سماها : كفاية الغلام في إعراب الكلام ، أرجوزة في النحو سماها : الحلاوة السكرية ، شرح ألفية ابن مالك (لم يتمه) ، وغيرها.

انظر ترجمته في الأعلام : ٣ / ١٦٤ ، الضوء اللامع للسخاوي : ٣ / ٣٠١ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٣٠٠ ، شذرات الذهب : ٧ / ١٨٤ ، وانظر مقدمة كتابه بديعيات الآثاري.

(٤) في الأصل : ابن زعتر. انظر هداية السالك : ٢٧٠ ، القلائد الجوهرية : ٥٣١.

(٥) في الأصل : شعر.

(٦) انظر البيتين في هداية السالك : ٢٧٠ ، القلائد الجوهرية : ٢ / ٥٣١ ـ ٥٣٢. ورواية ثانيهما فيها «فوا عجبا» بدل «فوا عجبي».

(٧) في الأصل : الأندلسي. انظر هداية السالك : ٢٦٩.

(٨) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن نافع القرشي المطلبي الشافعي الحجازي المكي أبو عبد الله ، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، ولد بغزة بفلسطين سنة ١٥٠ ه‍ ، وتوفي بمصر سنة ٢٠٤ ه‍ ، من مؤلفاته المسند في الحديث ، أحكام القرآن ، إثبات النبوة والرد على البراهمة ، الأم ، وغيرها.

٢١

معتكفا على الاشتغال والإشتغال ، معرضا عمّا عدا العلم من الأشغال ، حتّى خرج من الدّنيا ولم يتعلق بأعراضها ولا صرف نفسه إلى أغراضها رحمه‌الله تعالى.

والحمد لغة : هو الرّضا (١) ، ومنه الحديث «حمدت إليكم غسل الإحليل» (٢) ، أي : رضيته لكم.

وعرفا : هو الثّناء باللّسان على الجميل الاختياريّ ، سواء كان في مقابلة نعمة أو غيرها (٣).

والرّبّ : يستعمل بمعنى السّيّد ، وبمعنى المولى ، وبمعنى المصلح للشيء والمربي له (٤) ، فهو سبحانه ربّ العالمين بمعنى السّيّد ، والمولى ، والمصلح لهم.

قال القتبي (٥) : والمخلوق لا يقال له «الربّ» معرفا باللام ، وإنّما يقال له : «ربّ كذا» مضافا (٦).

__________________

(١) قال الزبيدي في التاج (حمد) : والحمد الرضا ، والجزاء وقضاء الحق. وفي اللسان (حمد) : وقال بعضهم : أشكر إليك نعمة وأحدثك بها ، هل تحمد لهذا الأمر؟ أي : ترضاه.

(٢) الحديث أورده ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (١ / ٤٣٣) برواية «أحمد إليكم غسل الإحليل» وقال : أي : غسل الذكر ، وذكره القرطبي في تفسيره (١ / ٣٤) بنفس الرواية ، وقال : أي : أرضاه لكم ، وانظر اللسان (حمد).

(٣) وفي التصريح (١ / ٩) : «والحمد عرفا : فعل يشعر بتعظيم المنعم من حيث أنه منعم على الحامد أو غيره». وانظر مادة (حمد) من اللسان والتاج والمصباح المنير.

(٤) انظر اللسان : ٣ / ١٥٤٦ (ربب) ، تاج العروس والمصباح المنير (ربب) ، معجم مقاييس اللغة لابن فارس : ٢ / ٣٨١ (ربب).

(٥) هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (والقتبي : نسبة إلى جده «قتيبة») ولد بالكوفة سنة ٢١٣ ه‍ ، وأقام ببغداد وسمع من الزيادي وغيره ، وصنف مؤلفات تشهد له بعلو كعبه ـ منها في النحو : جامع النحو الكبير ، وجامع النحو الصغير. توفي ببغداد سنة ٢٧٦ ه‍ (وقيل : ٢٧١ ه‍).

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٩١ ، الأعلام : ٤ / ١٣٧ ، شذرات الذهب : ٢ / ١٦٩ ، النجوم الزاهرة : ٣ / ٧٥ ، معجم المؤلفين : ٥ / ١٥٠ ، إنباه الرواة للقفطي : ٢ / ١٤٣ ، نزهة الألباء للأنباري : ٢٧٢ ، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني : ٣ / ٣٥٧ ، الأنساب للسمعاني : ١ / ٣٤٠ (طبع الهند).

(٦) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن (ص ٩) : «ولا يقال لمخلوق : هذا الربّ ، معرفا بالألف واللام ، كما يقال لله ، إنما يقال : هذا رب كذا ، فيعرف بالإضافة ، لأنّ الله مالك كل شيء ، فإذا قيل الرب ـ دلّت الألف واللام على معنى العموم ، وإذا قيل لمخلوق : رب كذا ورب كذا ـ نسب إلى شيء خاص لأنه لا يملك شيئا غيره». وإلى ذلك ذهب البغوي في تفسيره (١ / ٤٠) ، والزمخشري في الكشاف (١ / ٨ ـ دار المعرفة) ، وأبو حيان في النهر المادّ من

٢٢

والله : اسم للذّات الواجب الوجود ، المستحق لجميع المحامد ، المستجمع لجميع الصّفات (١) ، والأصحّ أنّه علم غير مشتق ، كما ذهب إليه خلق من الأئمّة ، منهم إمامنا أبو حنيفة (٢)(٣).

قال السيّد (٤) في شرح المواقف : «وعلى تقدير كونه في الأصل صفة فقد انقلب علما مشعرا بصفات الكمال للاشتهار». انتهى (٥).

__________________

البحر (١ / ١٨) ، وفي تاج العروس قال الزبيدي : ويقال الرب لغير الله تعالى ، وقد قالوه في الجاهلية للملك ، قال الحارث بن حلّزة :

وهو الربّ والشهيد على يو

م الحيارين والبلاء بلاء

انظر تاج العروس : ١ / ٢٦٠ (ربب) ، اللسان : ٣ / ١٥٤٦ (ربب) ، المصباح المنير ١ / ٢١٤ (ربب).

(١) هذا مذهب الجمهور ، وقال البيضاوي : الأظهر أنه وصف في أصله لكنه لما غلب عليه سبحانه بحيث لا يستعمل في غيره ، وصار كالعلم مثل الثريا والصعق ـ أجري مجرى العلم في إجراء الوصف عليه ، وامتناع الوصف به ، وعدم تطرق احتمال الشركة. وقيل : إنه اسم لمفهوم الواجب الوجود لذاته أو المستحق للعبودية ، وكل منهما كلي انحصر في فرد فلا يكون علما ، أي : بل هو اسم جنس. انظر في ذلك الرسالة الكبرى على البسملة للصبان : ٢٨ ، ٢٩ ، ٣١.

(٢) هو النعمان بن ثابت الكوفي ، التيمي بالولاء ، أبو حنيفة أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وإليه تنسب الحنفية ، ولد بالكوفة سنة ٨٠ ه‍ ، وتوفي سنة ١٥٠ ه‍ ، من مؤلفاته الفقه الأكبر في الكلام ، الرد على القدرية ، المخارج في الفقه ، المسند في الحديث ، وغيرها.

(٣) قال السيد في شرح المواقف (٨ / ٢١١) : «الله» وهو اسم خاصّ بذاته لا يوصف به غيره ، أي : لا يطلق على غيره أصلا ، فقيل : هو علم جامد لا اشتقاق له ، وهو أحد قولي الخليل وسيبويه ، والمروي عن أبي حنيفة ، والشافعي ، وأبي سليمان الخطابي ، والغزالي رحمهم‌الله تعالى ، وقيل : مشتق وأصله «الإله» حذفت الهمزة لثقلها وأدغم اللام ، وهو «إله» بفتح اللام ، أي : عبد. وقيل : الإله مأخوذ من الوله ، وهو الخيرة ، ومرجعها صفة إضافية هي كونه معبودا للخلائق ، ومختارا للعقول» انتهى.

وانظر الرسالة الكبرى على البسملة : ٣٣ ، نتائج الفكر للسهيلي : ٥١ ، البحر المحيط لأبي حيان : ١ / ١٤ ، التفسير الكبير للرازي : ١ / ١٥٦.

(٤) هو علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسيني الحنفي المعروف بالسيد وبالسيد الشريف ، أبو الحسن ، من كبار العلماء في العربية ولد بجرجان سنة ٧٤٠ ه‍ ، ودرس في شيراز ، ولما دخلها تيمور سنة ٧٨٩ ه‍ فرّ إلى سمرقند ، ثم عاد إلى شيراز بعد موت تيمور فأقام بها إلى أن توفي سنة ٨١٦ ه‍ ، له نحو من خمسين مؤلفا ، منها : التعريفات ، وحاشية على شرح الرضي ، وحاشية على الشرح المتوسط للأستراباذي ، وحاشية على العوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني ، شرح على التصريف العزي ، شرح المواقف وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٥١ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٢١٦ ، البدر الطالع للشوكاني : ١ / ٢٨٨ ، الفوائد البهية للكنوي : ١٢٥ ، القسم الدراسي من شرح أبيات المفصل للسيد : ١١ ، طبقات المفسرين للداودي : ١ / ٤٢٨ ، الأعلام : ٥ / ٧.

(٥) انظر شرح المواقف للسيد الشريف الجرجاني : ٨ / ٢١٢.

٢٣

وحذفت / ألف «مالك» الأول خطّا ، لأنّه علم مشتهر كثير الاستعمال ، ويجوز إثبات ألفه أيضا ، وأما «مالك» آخر البيت ، فلا تحذف ألفه لأنّه صفة (١).

وفي «مالك» الأول والثاني من أنواع البديع : الجناس التامّ (٢) ، كما قال الله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ)(٣) [الروم : ٥٥].

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

مصلّيا على الرّسول المصطفى

وآله المستكملين الشّرفا

الصلاة في اللغة : الدعاء الصالح والتّبريك بخير (٤).

واصطلاحا : هي من الله : مغفرته ورحمته وبركته وتشريفه ، ومن الملائكة : الدعاء بالبركة والمغفرة والاستغفار ، ومن المؤمنين : التضرع والدعاء والتعظيم ، ومن الجنّ : الركوع والسّجود (٥).

__________________

(١) انظر شرح المرادي : ١ / ٦ ، إعراب الألفية : ٣ ، إرشاد الطالب النبيل للدمياطي : (٣ / أ ـ مخطوط).

(٢) الجناس : هو التشابه بين اللفظين مع الاختلاف في المعنى ، والتام منه هو أن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. انظر بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح : ٤ / ٧٧ ، شرح الكافية البديعية للحلي : ٦٤ ، عقود الجمان للسيوطي : ٢ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، فن البديع د. عبد القادر حسين : ١٠٩ ، جنى الجناس للسيوطي : ٧٣ ، المعجم الأدبي لجبور عبد النور : ٨٨ ، إعراب الألفية : ٣ ـ ٤.

(٣) وفي الأصل : يوم يقوم بدل : ويوم تقوم.

(٤) قال الزبيدي في التاج : الصلاة لغة الدعاء ، وهو أصل معانيها ، ومنه قوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) أي : ادع لهم ، يقال : صلى عليه فلان إذا دعا له وزكاه. وفي المصباح المنير : وقيل الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء والتعظيم والرحمة والبركة ، ومنه «اللهم صلّ على آل أبي أوفى». أي : بارك عليهم أو ارحمهم.

انظر تاج العروس : ١٠ / ٢١٣ (صلا) ، المصباح المنير للفيومي : ١ / ٣٤٦ (صلا) ، الصحاح للجوهري : ٦ / ٢٤٠٢ (صلا) ، اللسان : ٤ / ٢٤٩٠ (صلا) ، التصريح على التوضيح للأزهري : ١ / ١٠ ، نتائج الفكر : ٥٧ ، تفسير الخازن : ١ / ٣٠ ، الكشاف : ٣ / ٢٤٥ (دار الفكر) ، القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي : ٧.

(٥) في تخصيصه صلاة الجن بالركوع والسجود نظر ، قال ابن الأعرابي : الصلاة من الله الرحمة ، ومن الآدميين وغيرهم من الملائكة والجن : الركوع والسجود والدعاء والتسبيح ، ومن الطير والهوام : التسبيح ، قال تعالى : (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) انتهى.

انظر الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر للفيروزآبادي : ١١ ، القول البديع للسخاوي : ١٠ ، اللسان : ٤ / ٢٤٩٠ (صلا). وانظر البحر المحيط : ٧ / ٢٣٧ ، تفسير القرطبي : ١٤ / ٢٣٢ ، تفسير الخازن : ٥ / ٢٧٤ ، تاج العروس للزبيدي : ١٠ / ٢١٣ (صلا) ، نتائج الفكر للسهيلي : ٥٧ ـ ٦٠.

٢٤

والصّلاة واجبة عليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلما ذكر (١) ، كما اختاره الطّحاوي (٢) وجماعة من أئمتنا (٣). قال ملّا شيخ : وعليه الفتوى ، وإلى هذا ذهب الحليميّ (٤) وجماعة من الشّافعية ، ونقل عن اللخمي (٥) من المالكية ، وقال به ابن بطة (٦) من الحنابلة (٧).

__________________

(١) وذهب بعضهم إلى أنها تجب في كل مجلس مرة وإن تكرر ذكره ، كما في آية السجدة ، وتشميت العاطس ، وقال الكرخي : إنها فريضة العمر ، وذهب ابن جرير الطبري إلى أنها من المستحبات ، وادعى الإجماع على ذلك ، وقيل في حكمها غير ذلك.

انظر القول البديع للسخاوي : ١٤ ، ١٥ ، بدائع الصنائع للكاساني : ١ / ٢١٣ ، تفسير القرطبي : ١٤ / ٢٣٣ ، الكشاف : ٣ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ (دار المعرفة).

(٢) هو أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم بن سليمان الأزدي الحجري الطحاوي (نسبة إلى طحا ، قرية بصعيد مصر) ، المصري الحنفي ، فقيه ومحدث ومؤرخ ومجتهد وحافظ ، انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر ولد سنة ٢٢٩ ه‍ (وقيل : ٢٣٨ ، وقيل : ٢٣٩) ، وتوفي بمصر سنة ٣٢١ ه‍ ، من مؤلفاته : أحكام القرآن والمختصر في الفقه والاختلاف بين الفقهاء ، والتاريخ الكبير وغيرها.

انظر : ترجمته في طبقات الفقهاء : ١٢٠ ، شذرات الذهب : ٢ / ٢٨٨ ، معجم المؤلفين : ٢ / ١٠٧ ، مرآة الجنان : ٢ / ٢٨١ ، المختصر في أخبار البشر : ٢ / ٨٤ ، الأعلام : ١ / ٢٠٦ ، حسن المحاضرة : ١ / ١٩٨.

(٣) ووجه ما ذكره الطحاوي وغيره أن سبب وجوب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذكر أو السماع والحكم يتكرر بتكرر السبب ، قال السخاوي : وعبارة الطحاوي : يجب كلما سمع ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غيره ، أو ذكره بنفسه.

انظر القول البديع للسخاوي : ٢٠ ، تفسير الخازن : ٥ / ٢٧٤ ، بدائع الصنائع للكاساني : ١ / ٢١٣ ، تفسير القرطبي : ١٤ / ٢٣٣ ، نيل الأوطار للشوكاني : ٢ / ٣٢٢.

(٤) هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني أبو عبد الله ، عالم بالفقه الشافعي ، وقاض ، كان رئيس أهل الحديث فيما وراء النهر ، ولد بجرجان سنة ٣٣٨ ه‍ ، وتوفي في بخارى سنة ٤٠٣ ه‍ ، من آثاره : منهاج الدين في شعب الإيمان ، آيات الساعة وأحوال القيامة. انظر ترجمته في الأعلام : م / ٢٣٥ ، الرسالة المستطرفة للكتاني : ٤٤ ، طبقات الشافعية : ٣ / ١٤٧ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٣ ، شذرات الذهب : ٣ / ١٦٧.

(٥) هو علي بن محمد الربعي أبو الحسن المعروف باللخمي ، فقيه مالكي ، له معرفة بالأدب والحديث ، قيرواني الأصل ، نزل صفاقص ، وتوفي بها سنة ٤٧٨ ه‍ (وقيل : ٤٩٨) ، صنف كتبا مفيدة من أحسنها تعليق كبير على المدونة في فقه المالكية سماه : التبصرة ، أورد فيه آراء خرج بها عن المذهب ، وله فضائل الشام.

انظر ترجمته في معالم الإيمان للدباغ : ٣ / ٢٤٦ ، الأعلام : ٤ / ٣٢٨ ، شجرة النور الزكية لابن مخلوف : ١١٧ ، الديباج المذهب لابن فرحون : ٢٠٣.

(٦) هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن عمران بن عيسى بن إبراهيم بن سعد بن عتبة الحنبلي المعروف بابن بطة ، أبو عبد الله ، عالم بالحديث ، فقيه من كبار الحنابلة ، متكلم ، ولد سنة ٣٠٤ ه‍ ، وتوفي بعكبرا سنة ٣٨٧ ه‍ ، من مؤلفاته الكثيرة : السنن ، المناسك ، الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة.

انظر : ترجمته في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى : ٢ / ١٤٤ ، الأعلام : ٤ / ١٩٧ ، معجم المؤلفين : ٦ / ٢٤٥ ، البداية والنهاية : ١١ / ٣٢١.

(٧) والشيخ أبو حامد الاسفرائيني أيضا ، وقال ابن العربي من المالكية : إنه الأحوط.

٢٥

وهل هذا الوجوب على كلّ فرد فرد أو الكفاية؟. فالأكثرون قالوا بالأول ، ومن القائلين بالثاني أبو الليث السّمرقنديّ (١) في مقدّمته المعروفة (٢).

والرّسول : فعول بمعنى مفعل ، أي : اسم مفعول ، ومجيء (٣) مثله قليل (٤) ، وبمعنى الفاعل كثير ، كـ «طهور» (٥) /.

قال في الزاهر : «هو من تتابع أخبار الذي بعثه ، أخذا من قولهم : «جاءت الإبل رسلا» أي : متتابعة» (٦).

وهل هو بمعنى النبيّ ، أو بينهما عموم وخصوص مطلق ، أو من وجه؟ أقوال (٧) أوضحتها في المقدمة الموضوعة (٨) لأوائل التصانيف.

__________________

انظر القول البديع : ٢٠ ، تفسير الخازن : ٥ / ٢٧٤ ، بدائع الصنائع : ١ / ٢١٣ ، نيل الأوطار : ٢ / ٣٢٢.

(١) هو نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي ، أبو الليث ، إمام الهدى ، علامة ، من أئمة الحنفية ، ومن الزهاد المتصوفين ، لم تعلم سنة ولادته ، وتوفي ١١ جمادى الآخرة من سنة ٣٩٣ ه‍ (وقيل : ٣٧٣ ه‍) من مؤلفاته الكثيرة : خزانة الفقه على مذهب أبي حنيفة وبستان العارفين في الآداب الشرعية والنوازل في فروع الفقه الحنفي ، وتفسير القرآن وغيرها. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي : ٣ / ١٦٩ ، الجواهر المضية للقرشي : ٢ / ١٩٦ ، الفوائد البهية : ٢٢٠ ، معجم المؤلفين ، ١٣ / ٩١ ، الأعلام : ٨ / ٢٧ ، إيضاح المكنون : ١ / ٤٧٤.

(٢) انظر ذلك في القول البديع للسخاوي : ٢٢.

(٣) في الأصل : ويجيء.

(٤) انظر إعراب الألفية : ٤ ، شرح ابن باديس : (٧ / ب) ، شرح ابن الناظم : ٧٥٤ ، شرح دحلان : ١٦٦ ، شرح المرادي : ٥ / ٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٩٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٤٦.

(٥) بمعنى : طاهر. انظر شرح ابن الناظم : ٧٥٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٤٦ ، شرح دحلان : ١٦٦ ، شرح المرادي : ٥ / ٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٩٦.

(٦) قال الزجاجي في كتابه الزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس (ورقة : ١١ / أ ـ بـ ـ مخطوط) : «والرسول في اللغة الذي يتابع أخبار من بعثه ، مأخوذ من قول العرب : جاءت الإبل رسلا إذا جاءت متتابعة». وانظر اللسان : ٣ / ١٦٤٥ (رسل) ، تاج العروس للزبيدي : ٧ / ٣٤٤ (رسل).

(٧) فقال بعضهم : الرسول بمعنى الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل إليه عيانا ، ومحاورته شفاها ، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما ومناما ، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. نقله الواحدي عن الفراء. قال النووي : في كلام الواحدي نقص ، فإن ظاهره أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك ، وليس كذلك. وحكى القاضي عياض قولا ، وهو أنهما مفترقان من وجه ، إذ قد اجتمعا في النبوة التي هي : الاطلاع على الغيب والإعلام بخواص النبوة والرفعة بمعرفة ذلك ، وحوز درجتها ، وافترقا في زيادة الرسالة التي للرسول ، وهو الأمر بالإنذار والإعلام. وذهب بعضهم إلى أن الرسول من جاء بشرع مبتدأ ، ومن لم يأت به نبي غير رسول وإن أمر بالإبلاغ والإنذار. وقيل : الرسول من كان صاحب معجزة وصاحب كتاب ، ونسخ شرع من

٢٦

والمصطفى : مفتعل من الصّفو ، وهو الخالص (١) ، و (معناه) (٢) : المختار (٣).

والآل (٤) : اختلف في معناه على نيّف وخمسين قولا منها : أنّهم بنو هاشم (٥) ،

__________________

قبله ، ومن لم يكن مجتمعا فيه هذه الخصال فهو نبي غير مرسل. وقال الزمخشري : الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله.

انظر الصلاة والبشر للفيروزآبادي : ١٣ ، القول البديع : ٣٠ ـ ٣١.

(٨) في الأصل : مقدمة الموصوفة.

(١) من الكدر والشوائب ، وأصله : مصتفى ـ بالتاء ـ قلبت التاء طاء لمجاورة الصاد الذي هو من حروف الصفير. انظر شرح ابن باديس (٧ / ب). وانظر : المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٢ ، شرح المرادي : ١ / ٧ ، شرح الأشموني : ١ / ١٢ ، اللسان : ٤ / ٢٤٦٨ (صفا) ، حاشية الخضري : ١ / ٩ ، إعراب الألفية : ٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٣ / ب).

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع شرح الأشموني : ١ / ١٢.

(٣) انظر شرح المرادي : ١ / ٧ ، شرح الأشموني : ١ / ١٢ ، شرح دحلان : ١ / ٤ ، حاشية الخضري : ١ / ٩ ، شرح ابن باديس (٧ / ب) ، إرشاد الطالب النبيل (٣ / ب).

(٤) أصل «آل» أهل ، قلبت الهاء همزة ، كما قلبت الهمزة هاء في «هراق» والأصل «أراق» ، ثم قلبت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها كما في : «آدم وآمن» ، هذا مذهب سيبويه. وقال الكسائي : أصله «أول» كـ «جمل» من آل يؤول ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا. ويشهد للأول تصغيرهم إياه على «أهيل» ، وللثاني تصغيرهم إياه على «أويل».

انظر شرح الأشموني : ١ / ١٣ ، الهمع : ٤ / ٢٨٥ ، سر صناعة الإعراب لابن جني : ١ / ١٠٥ ، الكتاب : ٢ / ٣١٣ ، اللسان : ١ / ١٧٤ (أول) ، الممتع في التصريف لابن عصفور : ١ / ٣٤٨ ، المصباح المنير : ١ / ٢٩ ، جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام لابن قيم الجوزية : ١١٤ ـ ١١٥ ، شرح الملوكي لابن يعيش : ١ / ٢٧٨.

(٥) قال ابن القيم في جلاء الأفهام (١١٩ ـ ١٢٠) : «واختلف في آل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أربعة أقوال : فقيل : هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء : أحدها : أنهم بنو هاشم وبنو المطلب ، وهذا مذهب الشافعي وأحمد ـ رحمهما‌الله ـ في رواية عنه. والثاني : أنهم بنو هاشم خاصة ، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله والرواية الثانية عن أحمد رحمه‌الله ، واختيار ابن القاسم صاحب مالك. والثالث : أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب فيدخل فيهم بنو المطلب وبنو أمية وبنو نوفل ومن فوقهم إلى بني غالب ، وهو اختيار أشهب من أصحاب مالك ، حكاه صاحب الجواهر عنه ، وحكاه اللخمي في التبصرة عن أصبع ولم يحكه عن أشهب. والقول الثاني : إن آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة حكاه ابن عبد البر في التمهيد. والقول الثالث : إن آله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتباعه إلى يوم القيامة. حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم واختاره بعض أصحاب الشافعي ، ورجحه محي الدين النووي في شرح مسلم ، واختاره الأزهري. والقول الرابع : إن آله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هم الأتقياء من أمته ، حكاه القاضي حسين والراغب وجماعة». انتهى.

٢٧

وهم : آل علي (١) ، وعبّاس (٢) ، وجعفر (٣) ، وعقيل (٤) ـ بفتح العين ـ ، والحارث (٥) ، ومواليهم ، وبه قال أئمتنا (٦).

وقال فخر الإسلام (٧) : آل الرّسل من اتّبعهم وآمن بهم (٨).

واختلف في جواز إضافته إلى الضّمير :

فمنعه الكسائي (٩) والنّحّاس (١٠)(١١) ، وزعم الزّبيديّ (١٢) أنّه من لحن العامّة (١٣).

__________________

وانظر نيل الأوطار : ٢ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، القول البديع : ٨١ ، إتحاف السادة المتقين للزبيدي : ٣ / ٧٨ ، شرح صحيح مسلم للنووي : ٤ / ١٢٤ ، التفسير الكبير للرازي : ٢٥ / ٢٠٩ ، شرح الألفية للشاطبي (الجزء الأول) : ٢ / ١٨ ـ ١٩ ، شرح الألفية لابن باديس (٤ / أ).

(١) هو علي بن أبي طالب ـ عبد مناف ـ بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولد سنة ٢٣ ق. ه ، وتوفي سنة ٤٠ ه‍.

(٢) هو عباس بن عبد المطلب بن هاشم ، عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصنو أبيه ، ولد سنة ٥١ ق. ه ، وتوفي سنة ٣٢ ه‍.

(٣) هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخو علي بن أبي طالب لأبويه ، توفي في السنة الثامنة للهجرة.

(٤) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخو علي وجعفر لأبويهما ، توفي سنة ٦٠ ه‍.

(٥) هو الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، وأبوه ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انظر الاستيعاب : ١ / ٤١٥ ، رقم : ٩٧٦ ، الإصابة : ٢ / ٦٠٣ ، رقم : ١٥٠٢ ، الكاشف : ١ / ١٩٨ ، نسب قريش : ٨٦.

(٦) أي : الحنفية ، كما تقدم في ص ١٥ هامش (٥).

(٧) هو علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد البزدوي فخر الإسلام ، أبو الحسن ، فقيه أصولي محدث مفسر ، من أكابر الحنفية ، ولد في حدود سنة ٤٠٠ ه‍ ، وتوفي في رجب سنة ٤٨٢ ه‍ ، ودفن بسمرقند. من آثاره كنز الوصول إلى معرفة الأصول ، شرح الجامع الصحيح ، المبسوط في أصول الفقه ، وغيرها. انظر ترجمته في الفوائد البهية : ١٢٤ ، الأعلام : ٤ / ٣٢٨ ، معجم المؤلفين : ٧ / ١٩٢ ، مفتاح السعادة : ٢ / ٥٤ ، إيضاح المكنون : ٢ / ٣٤ ، ٣٨٨ ، هدية العارفين : ١ / ٦٩٣.

(٨) وحكى هذا الرأي ابن عبد البر عن بعض أهل العلم ، واختاره بعض أصحاب الشافعي ، ورجحه النووي في شرح مسلم ، واختاره الأزهري. انظر في ذلك هامش (٥) ص ١٥.

(٩) هو علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان الفارسي الأسدي بالولاء ، أبو الحسن ، المعروف بالكسائي ، إمام أهل الكوفة في النحو واللغة ، وأحد القراء السبعة المشهورين ، توفي بالري سنة ١٨٩ ه‍ (وقيل : ١٨٠ ه‍ ، وقيل : ١٨٢ ، وقيل : ١٨٣ ، وقيل : ١٨٥ ، وقيل : ١٩٣) ، له من المؤلفات : المختصر في النحو ، كتاب القراءات ، النوادر ، مقطوع القرآن وموصوله ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٣٦ ، معجم الأدباء : ١٣ / ١٦٧ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٨٤ ، ١٣ / ٤٠٦ ، الأعلام : ٤ / ٢٨٣ ، إنباه الرواة : ٢ / ٢٥٦ ، هدية العارفين : ١ / ٦٦٨ ، طبقات القراء : ١ / ٥٣٥.

(١٠) هو أحمد بن محمد (وقيل : محمد بن أحمد) بن إسماعيل بن يونس المرادي المصري

٢٨

قال المراديّ (١) : والصّحيح أنّه من كلام العرب (٢).

__________________

المعروف بالنحاس وبابن النحاس ، أبو جعفر ، نحوي لغوي مفسر أديب وفقيه ، ولد بمصر ورحل إلى بغداد فأخذ عن المبرد والأخفش ونفطويه والزجاج وغيرهم ، ثم عاد إلى مصر فأقام بها إلى أن توفي سنة ٣٣٨ ه‍ (وفي رواية : ٣٣٧ ه‍) من مؤلفاته الكثيرة : إعراب القرآن ، تفسير القرآن ، أخبار الشعراء ، الكافي في النحو ، الناسخ والمنسوخ ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٥٧ ، معجم الأدباء : ٤ / ٢٢٤ ، إنباه الرواة : ١ / ١٠١ ، شذرات الذهب : ٢ / ٣٤٦ ، مفتاح السعادة : ١ / ٤١٨ ، الأعلام : ١ / ٢٠٨.

(١١) انظر لحن العامة لأبي بكر الزبيدي : ٤١ ، شرح المرادي : ١ / ٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٣ ، الهمع : ٤ / ٢٨٦ ، المصباح المنير : ١ / ٢٩) ، ارتشاف الضرب لابن حيان : ٢ / ٥١٥ ، الأشباه والنظائر للسيوطي : ١ / ٢٢٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٣ / ب).

(١٢) هو محمد بن الحسن بن عبد الله (وقيل : عبيد الله) بن مذحج بن عبد الله بن بشر ، أبو بكر ، الزبيدي (نسبة إلى جده زبيد ـ بضم الزاي ـ بن صعب) الإشبيلي ، عالم بالنحو واللغة ، إخباري ، شاعر ، اختاره الحكم المستنصر بالله ـ صاحب الأندلس ـ لتأديب ولده وولي عهده هشام المؤيد بالله في قرطبة ، فنال أبو بكر به دنيا عريضة ، وتولى قضاء إشبيلية ، وصفة الشرطة ، توفي سنة ٣٧٩ ه‍ (وقيل : ٣٩٩ ، وقيل : ٣٨٠ ه‍) ، من آثاره : لحن العامة ، الواضح في العربية ، الأبنية في النحو ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١ / ٨٤ ، شذرات الذهب : ٣ / ٩٤ ، البلغة في أئمة اللغة للفيروزآبادي : ٢١٨ ، معجم الأدباء : ١٨ / ١٧٩ ، الأعلام : ٦ / ٨٢.

(١٣) انظر لحن العامة لأبي بكر الزبيدي : ٤١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٥٤ ، إرشاد الطالب النبيل للدمياطي (٣ / ب) ، الهمع : ٤ / ٢٨٦ ، شرح المرادي : ١ / ٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٣ ، المصباح المنير : ١ / ٢٩ (آل) ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥١٥ ، الأشباه والنظائر : ١ / ٢٢٢ ، شرح ابن باديس (٣ / ب).

(١) هو حسن بن قاسم بن عبد الله بن علي المرادي المراكشي المالكي المعروف بابن أم قاسم ، بدر الدين ، عالم بالعربية والتفسير والفقه والأصول والقراءات ، والعروض ، ولد بمصر وتوفي في عيد الفطر سنة ٧٤٩ ه‍ (وقيل : ٧٥٥ ه‍) من آثاره : شرح مفصل الزمخشري ، شرح ألفية ابن مالك ، الجنى الداني في حروف المعاني ، شرح التسهيل لابن مالك ، شرح الشاطبية في القراءات ، تفسير القرآن ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٢٦ ، الدرر الكامنة لابن حجر : ٢ / ٣٢ ، شذرات الذهب : ٦ / ١٦٠ ، معجم المؤلفين : ٣ / ٢٧١ ، الأعلام : ٢ / ٢١١.

(٢) انظر شرح الألفية للمرادي : ١ / ٩ ، وفي شرح الأشموني (١ / ١٣) : والصحيح جوازه ، قال عبد المطلب :

وانصر على آل الصّلي

ب وعابديه اليوم آلك

وفي الحديث : «اللهم صلّ على محمد وآله». انتهى.

وانظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٥٤ ، الهمع : ٤ / ٢٨٦ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ) ، المصباح المنير : ١ / ٢٩ (آل) ، الممتع في التصريف : ١ / ٣٤٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥١٥ ، الأشباه والنظائر : ١ / ٢٢٢.

٢٩

«والمستكملين» ـ بكسر الميم ـ : جمع مستكمل ، اسم فاعل من «استكمل» بمعنى : تكمّل (١).

«والشّرفا» ـ بفتح الشّين ـ : معموله (٢).

وقال ابن خطيب المنصورية (٣) في شرحه : وفي بعض النّسخ «الشّرفا» ـ بضمّ الشّين ـ فيكون صلة أخرى لـ «آله» ، ويكون معمول (٤) «المستكملين» محذوفا ، تقديره : المستكملين كلّ الشّرف ، وكلّ المجد. انتهى (٥).

والألف على الأول : للإطلاق ، وعلى الثاني : من أصل الكلمة (٦).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وأستعين الله في ألفيّة

مقاصد النّحو بها محويّه /

يعني : أطلب من الله الاستعانة بعد حمد الله ، والصّلاة على رسوله على نظم قصيدة ألفيّة ، والظّاهر أنّ «في» بمعنى «على» ، فإنّ الاستعانة وما تصرّف منها إنّما جاءت متعدّية بـ «على» ، كقوله تعالى : (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما

__________________

(١) والسين فيه للتحقيق ، أي : الذين تحقق كمالهم ، وهو نعت لآله ، وعلامة جره الياء ، واسم الفاعل المقرون بـ «أل» وتثنيته وجمعه يعمل عمل فعله بلا شرط فيرفع الفاعل ، وينصب المفعول إن كان فعله متعديا ، ويقتصر على رفع الفاعل إن كان فعله لازما ، و «أل» في «المستكملين» اسم موصول على الأصح ، ظهر إعراب محلها فيما بعدها لكونها على صورة الحرف ، وفي «المستكملين» ضمير مستتر يعود على «أل» مرفوع على الفاعلية. انظر إعراب الألفية : ٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ) ، شرح ابن باديس (٨ / أ).

(٢) انظر إعراب الألفية : ٤ ، شرح المكودي : ١ / ١٣ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ).

(٣) هو يوسف بن الحسن بن محمد بن مسعود بن علي بن عبد الله الحموي الشافعي المعروف بابن خطيب المنصورية ، جمال الدين ، أبو المحاسن ، نحوي فقيه أصولي بياني ، مفسر ناظم ، ولد سنة ٧٣٨ ه‍ ، وطلب العلم بحماة وأخذ عن بهاء الدين الأخميني المصري ، وبدمشق عن التاج السبكي وغيره ، ودرس وأفتى ورحل إليه الناس ، وتوفي بحماة سنة ٨٠٩ ه‍ ، من آثاره : شرح ألفية ابن مالك ، شرح ألفية ابن معطي ، شرح فرائض المنهاج ، وغيرها ، وله نظم.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٤٢١ ، الضوء اللامع : ١٠ / ٣٠٨ ، شذرات الذهب : ٧ / ٨٧ ، البدر الطالع للشوكاني : ٢ / ٣٥٢ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٢٩٢ ، إيضاح المكنون : ١ / ١٢٠.

(٤) في الأصل : معموله.

(٥) انظر إعراب الألفية : ٤ ، وانظر شرح دحلان : ٤ ، شرح الألفية لابن باديس (٨ / أ) ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ) ، حاشية الخضري : ١ / ٩ ـ ١٠ ، حاشية الأشموني : ١ / ١٣.

(٦) انظر إعراب الألفية : ٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ).

٣٠

تَصِفُونَ) [يوسف : ١٨] ، اللهمّ إلّا أن يجعل «أستيعن» مضمّنا معنى فعل يتعدى (١) بـ «في» ، كـ «أستخير» وشبهه (٢) ، أو على لغة قليلة (٣).

«وألفيّة» : نسبة إلى «ألفين» إن قلنا بالشّطر ، فيكون كلّ نصف بيتا مستقلا ، فتكون الأرجوزة ألفي بيت ، أو نسبة إلى «ألف» إن قلنا ليست الأبيات بمشطورة ، وهو الذي يدلّ عليه كلام النّاظم ، بل قد نصّ على أنّها ألف بيت ، كما نقله الهوّاريّ (٤) ، فوجب أن يحمل على عدم الشّطر ، وهو الأصل.

وهل البيت المشطور شعر أم لا؟ قال بالثّاني الخليل (٥) ، واختلف في

__________________

(١) في الأصل : يتعد. انظر شرح المكودي : ١ / ١٤.

(٢) قال الخضري في حاشيته (١ / ١٠) : «وإنما قدرنا «أرجو» دون «أستخير» ، كما في الأشموني ، لما ورد عليه : إن الاستخارة للمتردد ، والمصنف جازم». انتهى. وانظر شرح الأشموني : ١ / ١٤ ، شرح المكودي : ١ / ١٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ).

(٣) انظر إعراب الألفية : ٤.

(٤) انظر شرح الألفية للهواري (٣ / بـ ـ مخطوط). والهواري هو : محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي الضرير ، ويعرف بشمس الدين بن جابر ، أبو عبد الله ، عالم بالنحو والأدب وعلوم القرآن والفقه والحديث ، وهو من أهل مرية ، ولد سنة ٦٩٨ ه‍ (وفي بعض المراجع : ٧١٠ ه‍) رحل إلى مصر والشام وأقام بحلب ، وتوفي بـ «البيرة» سنة ٧٨٠ ه‍ ، من مؤلفاته : شرح ألفية ابن مالك ، نظم كفاية المتحفظ ، شرح ألفية ابن معطي ، وديوان شعر ، وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٤ ، الدرر الكامنة : ٣ / ٣٣٩ ، شذرات الذهب : ٦ / ٢٦٨ ، الأعلام : ٥ / ٣٢٨ ، معجم المؤلفين : ٨ / ٢٩٤ ، هدية العارفين : ٢ / ١٧.

(٥) قال السكاكي في مفتاح العلوم (٢٥٩) : «والمثلث عند الخليل ، والمثنى عند الأخفش ، والموحد عند الجميع سوى أبي إسحاق من قبيل الإسجاع لا من قبيل الإشعار». وفي الإرشاد الشافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي (٨٦) قال الدمنهوري : «ذهب الأخفش ـ كما في الدماميني ـ إلى أن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر بل من السجع ، واتفق هو والخليل وأكثر العروضيين على أن ما كان على جزء واحد ليس شعرا بل هو سجع ، وخالفهم الزجاج وجعل من الشعر نحو قول القائل :

موسى القمر ، غيث زخر ، يحيي البشر». انتهى.

وانظر تهذيب اللغة للأزهري : ١٠ / ٦١٠ (رجز).

وقال ابن سيده في المحكم (٧ / ٢٠٦ ـ رجز) : «وهو عند الخليل شعر صحيح» وانظر اللسان : ٣ / ١٥٨٨ (رجز) تاج العروس : ٤ / ٣٦ (رجز). والخليل هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي ، أبو عبد الرحمن ، إمام أئمة اللغة والنحو ، وأستاذ سيبويه ، وأول من وضع علم العروض ، وحصن به أشعار العرب ، ولد بالبصرة سنة ١٠٠ ه‍ وتوفي بها سنة ١٧٠ ه‍ ، له من المؤلفات : العروض ، كتاب العروض ، كتاب العين ، الإيقاع ، الجمل ، النقط والشكل ، معاني الحروف ، وغيرها.

٣١

الأول على سبعة مذاهب (١) ، ذكرتها في شرحي على توضيح الخزرجيّة.

وقوله : «مقاصد النّحو» أي : جلّ مقاصده ومعظمه.

«محويّه» أي : مجموعة بها ، أي : فيها ، فـ «الباء» بمعنى : «في» ، وإنّما قدّرنا هذا المضاف ليلتئم مع قوله آخرا :

نظما على جلّ المهمّات اشتمل (٢)

قال الهوّاريّ : «لا شكّ أنّها قد حوت أكثر مقاصد النّحو ، وعلى هذا ينبغي أن يحمل كلامه ، لأنّ ما قارب الشيء / فله حكمه ، وهذه الألفية خلاصة ما في أرجوزته الكبيرة المسماة بـ «الكافية الشّافية» ، ولهذا سمّى هذه : «الخلاصة» وقد أشار إلى ذلك في آخر هذا الكتاب ، حيث قال :

أحصى من الكافية الخلاصة» (٣)

انتهى (٤).

__________________

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٤٣ ، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي : ٤٢ ، إنباه الرواة : ١ / ٣٤١ ، أخبار النحويين البصريين : ٣٨ ، معجم الأدباء : ١١ / ٧٢ ، البداية والنهاية : ١٠ / ١١١ ، روضات الجنات : ٢٧٢ ، مرآة الجنان : ١ / ٣٦٢ ، مفتاح السعادة : ١ / ٩٤ ، الأعلام : ٢ / ٣١٤ ، معجم المؤلفين : ٤ / ١١٢.

(١) الأول : أن العروض والضرب متحدان ذاتا ومختلفان اعتبارا ، فباعتبار وقوع الجزء موقع آخر الشطر الأول ـ من البيت التام أو المجزوء ـ عروض ، وباعتبار لزوم تقفيته ـ أي كونه محل القافية ـ ضرب ، ويسمى هذا القول قول المزج وإليه ذهب أبو العباس أحمد القنائي.

الثاني : أن الموجود العروض لا الضرب ، لأنه خاص بالشطر الثاني ولم يوجد هنا.

الثالث : عكس الثاني ، لأنّ العروض خاص بما كان سابقا على شطر ، وما هنا ليس كذلك.

الرابع : أن تجعل التفعيلتان الأوليان قسما وثانيتهما هي العروض ، والتفعيلة الباقية قسما مستقلا ، وهي الضرب.

الخامس : عكس الرابع ، فتكون التفعيلة الأولى هي العروض ، والثانية من التفعيلتين الباقيتين هي الضرب.

السادس : أن جزءه الأول منهوك النصف الأول من التام وعروض ، وجزء الثاني منهوك النصف الثاني وضرب ، والثالث زيادة على البيت كالترفيل ، وعلى هذه الثلاثة كلا العروض والضرب موجود.

السابع : أنه حذف أحد نصفي البيت التام من غير تعيين ، وبقي الآخر ، فآخره إما عروض أو ضرب وإلى هذا ذهب كثير من العروضيين منهم الأخفش والزجاج واختاره ابن الحاجب وعلى هذا القول : المشطور نصف بيت لا بيت كامل ، فحينئذ لا مشطور في التحقيق عند أصحاب هذا القول. انظر في ذلك الإرشاد الشافي للدمنهوري : ٨٥ ـ ٨٦.

(٢) انظر إعراب الألفية : ٤ ، ألفية ابن مالك : ٢١٣.

(٣) انظر ألفية ابن مالك : ٢١٣.

(٤) انظر شرح الألفية للهواري : (٣ / ب).

٣٢

والنّحو له معنيان :

لغويّ : وله معان أشهرها القصد (١).

وعرفيّ : ومن أقربها قول بعضهم : النّحو علم يعرف به أحكام الكلم العربية إفرادا وتركيبا (٢).

__________________

(١) ومن معاني النحو : الطريق ، والمثل ، والميل ، وعند ، ودون ، يقال : هذا نحو هذا أي : مثله ، وهذا نحو هذا أي : عنده ، وفلان نحو فلان أي : دونه ، ومن معانيه أيضا : الجهة نحو «توجهت نحو البيت» أي : جهة البيت ، والقسم نحو «هذا على أربعة أنحاء» أي : أقسام ، والأول ـ وهو القصد ـ أشهرها ، وهو مصدر شائع في الأصل ، أي : نحوت نحوا ، كقصدت قصدا ، ثم خص به انتماء هذا القبيل من العلم ، كما أن الفقه في الأصل مصدر فقهت الشيء ، أي : عرفته ، ثم خصّ به علم الشريعة من التحليل والتحريم. وقد ذكر أن سبب تسمية هذا العلم بذلك ما روي أنّ عليا رضي‌الله‌عنه لمّا أشار على أبي الأسود الدّؤلي أن يضعه ، وعلّمه الاسم والفعل والحرف ، وشيئا من الإعراب ـ قال : انح هذا النحو يا أبا الأسود.

انظر اللسان : ٦ / ٤٣٧١ (نحا) ، المصباح المنير : ٣ / ٥٩٦ (نحا) ، الإيضاح في علل النحو للزجاجي : ٨٩ ـ ٩٠ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦ ـ ١٧ ، شرح المرادي : ١ / ٩ ، ١١ ، شرح ابن الناظم : ١٨ ، حاشية الخضري : ١ / ١٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٩ ، شرح الفريد : ١٢٥ ، حاشية ابن حمدون على المكودي : ١ / ١٤ ، أسرار النحو لابن كمال باشا : ٧٥ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢١٨ ، الخصائص لابن جني : ١ / ٣٤.

(٢) وهو بهذا قسيم الصرف ، وهذا تعريف المتأخرين ، أما تعريف القدماء له فهو ـ على ما حدّه صاحب المقرب ـ «علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب ، الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي تأتلف منها ، وهو بهذا تعريف مرادف لعلم العربية وليس قسيما للصرف ، بل يشمله. وحدّه السيد الشريف في التعريفات بقوله : «هو علم بقوانين يعرف بها أحوال التراكيب العربية من الإعراب والبناء وغيرهما ، وقيل : النحو علم يعرف به أحوال الكلم من حيث الإعلال ، وقيل : علم بأصول يعرف بها صحة الكلام وفساده» ، وفي تاج علوم الأدب : «علم نظريّ بكيفية التكلم بجمل الألفاظ العربية». وموضوع هذا الفن الكلمات العربية من حيث عروض الأحوال لها ، حال إفرادها كالإعلال والإدغام والحذف والإبدال ، أو حال تركيبها ، كحركات الإعراب والبناء. وغايته : الاستعانة على فهم كلام الله ورسوله والاحتراز عن الخطأ في الكلام. وفائدته : معرفة صواب الكلم من خطئه.

انظر في ذلك شرح المرادي : ١ / ١١ ، المقرب لابن عصفور : ١ / ٤٥ ، تعريفات الجرجاني : ٢٤٠ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥ ، ١٦ ، شرح الألفية لدحلان : ٤ ، تاج علوم الأدب للمرتضى : ١ / ٩ ، الاقتراح للسيوطي : ٢٩ ـ ٣١ ، حاشية الصبان : ١ / ١٥ ، أسرار النحو : ٧٥ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢١٧ ـ ٢١٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤ ، معجم مصطلحات النحو د. عبادة : ٢٧٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٠ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ١٤ ، شرح ابن الناظم : ١٨ ، البهجة المرضية للسيوطي : ٤.

٣٣

ثمّ قال رحمه‌الله :

تقرّب الأقصى بلفظ موجز

وتبسط البذل بوعد منجز (١)

أي : تقرّب المعنى البعيد للإفهام هذه الألفية ، مع أنّها حاوية للمقصود الأعظم من النّحو بلفظ موجز ، أي : بسبب وجازة اللفظ وتنقيح العبارة مع كثرة المعاني ، إذ الموجز هو الكلام القليل الألفاظ ، الكثير المعاني.

وقوله : «وتبسط البذل ...» أي : توسّع العطاء بما تمنحه لقرّائها من الفوائد ، واعدة بحصول مآربهم ، ناجزة بوفائها ، أي : مسرعة ، إذ المنجز : الموفى بسرعة (٢)(٣).

ثمّ قال :

وتقتضي رضا بغير سخط

فائقة ألفية ابن معطي

أي : تطلب هذه الألفية الرّضا من قرّائها غير المشوب بالسخط حال كونها فائقة ألفية ابن معطي.

و «رضا» : مصدر «رضي» على غير قياس ، إذ هو بكسر الراء والقياس فتحها (٤).

و «سخط» : بضمّ / السين المهملة ، وسكون الخاء المعجمة ، والقياس فتحها (٥).

و «ابن معطي» : هو الإمام أبو الحسن يحيى بن معط (٦) بن عبد النّور الزّواوي الحنفي ، الملقّب : زين الدّين ، سكن دمشق طويلا ، واشتغل عليه خلق كثير ، ثم سافر إلى مصر ، وتصدّر بالجامع العتيق (٧) بها لإقراء الأدب إلى أن توفّي

__________________

(١) في الأصل : موجز. انظر الألفية : ٢.

(٢) في الأصل : سرعة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥.

(٣) انظر اللسان : ٦ / ٤٣٥١ (نجز) ، تاج العروس (نجز) ، المصباح المنير : ٢ / ٥٩ (نجز) ، شرح المكودي : ١ / ١٥.

(٤) انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٥ / ب) ، شرح دحلان : ١١٠ ، شرح المكودي : ١ / ٢١٨ ، إعراب الألفية للشيخ خالد : ٤ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٢.

(٥) انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٤ ، شرح دحلان : ١١٠ ، إعراب الألفية : ٤ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٥ / ب).

(٦) تقدمت مصادر ترجمته في ص ٢.

(٧) هو جامع عمرو بن العاص رضي‌الله‌عنه. انظر حاشية الصبان : ١ / ١٧.

٣٤

رحمه‌الله بالقاهرة في سلخ ذي الحجة (١) سنة ثمان وعشرين وستّمائة (٢) ، ودفن من الغد على شفير الخندق (٣) بقرب تربة الإمام الشّافعي ، ومولده سنة أربع وستّين (٤) وخمسمائة (٥).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وهو بسبق حائز تفضيلا

مستوجب ثنائي الجميلا

أي : ابن معط بسبب سبقه حائز ـ بالحاء المهملة ، والزّاي ـ تفضيلي إياه ، فهو من باب إقامة السبب مقام المسبّب ، إذ الحائز للشيء هو الذي يضمّه إلى نفسه (٦).

وقوله : «مستوجب» (٧) أي : ابن معط أيضا مستوجب ومستحق ثنائي الجميل (٨) ، فالألف الذي في «الجميل» للإطلاق ، وهل هو صفة كاشفة أو مخصّصة؟ مبنيّ على قولين :

فمن قال : إن الثناء مختص بالخير والشّرّ (٩) ، قال بالتخصيص (١٠).

والأكثرون على الأول (١١).

__________________

(١) كذا في أكثر مصادر ترجمته ، وفي البداية والنهاية (١٣ / ١٢٩) : «وفاته في القاهرة في مستهل ذي الحجة».

(٢) أجمعت مصادر ترجمته على ذلك ، ونقل ابن كثير في البداية (١٣ / ١٣٤) عن ابن الساعاتي أن وفاته كانت سنة ٦٢٩ ه‍.

(٣) أي : حرف الخليج الذي حفره عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنهما ـ ليحمل على السفن فيه الغلال إلى الحرمين متصلا بالبحر المالح. انظر حاشية الصبان : ١ / ١٨.

(٤) في الأصل : ست وأربعين. انظر شرح المرادي : ١ / ١٣.

(٥) وقد أجمعت مصادر ترجمته على ذلك. انظر المراجع المتقدمة في ترجمته ص ٢.

(٦) انظر إعراب الألفية : ٤.

(٧) في الأصل : ومستوجب.

(٨) في الأصل : الجميلا.

(٩) قال الزبيدي في التاج (١٠ / ٦٣ ـ ثنى) : «قال ابن الأعرابي : يقال : أثنى إذا قال خيرا أو شرا ، وأثنى إذا اغتاب ، وعموم الثناء في الخير والشر هو الذي جزم به كثيرون».

وانظر اللسان : ١ / ٥١٧ (ثنى). وقال ابن دريد في الجمهرة (٣ / ٢٢٠) : «والاسم الثناء ولا يكون إلا في الخير إذا كان ممدودا. وقال بعض أهل اللغة الثناء في الخير والشر».

(١٠) ومن قال : الثناء مختص بالخير قال بالكشف. انظر إعراب الألفية للأزهري : ٤.

(١١) أي : أنه صفة كاشفة. انظر إعراب الألفية : ٤.

٣٥

وقد أشار النّاظم في هذا البيت إلى فضل المتقدّم على المتأخّر ، وما يستحقّه السّلف من ثناء / الخلف (١) ودعائهم.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والله يقضي بهبات وافره

لي وله في درجات الآخره

أي : «الله يقضي» أي : يحكم ، «بهبات» أي : عطايا (٢) ، «وافره» أي : كثيرة (٣) ، ولم يقل : «وافرات» المطابق لـ «هبات» ، لأنّ جمع السّلامة من جموع القلّة عند سيبويه (٤) وأتباعه (٥) ، كذا قاله الشيخ خالد (٦).

__________________

(١) في الأصل : الخلق. انظر شرح المرادي : ١ / ١٣.

(٢) واحدها هبة ، وهي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض ، فإذا كثرت سمي صاحبها وهابا.

انظر شرح المكودي : ١ / ١٦ ، اللسان : ٦ / ٤٩٢٩ (وهب) ، شرح الأشموني : ١ / ١٨.

(٣) والوفر من المال والمتاع : الكثير الواسع. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦ ، اللسان : ٦ / ٤٨٨١ (وفر) ، وفي شرح الأشموني (١ / ١٨) : «وافرة أي : تامة».

(٤) هو عمرو بن عثمان بن قنبر ، مولى بني الحارث ، أبو بشر ، الملقب بسيبويه ، إمام العربية المشهور ، توفي في فارس في أيام الرشيد سنة ١٨٠ ه‍ ، وقيل : ١٦١ ه‍ ، وقيل : ١٧٧ ه‍.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٦٦ ، معجم المؤلفين : ٨ / ١٠ ، الأعلام : ٥ / ٨١.

(٥) انظر الكتاب : ٢ / ١٤١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨١٠ ، شرح المرادي : ٥ / ٣٥ ، التسهيل : ٢٦٨ ، حاشية الصبان : ١ / ١٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٢١ ، حاشية الخضري : ١ / ١٢ ، وفي شرح الرضي (٢ / ١٩١) وجمعا السلامة عندهم منها ـ أي من أبنية القلة ـ أيضا ، استدلالا بمشابهتهما للتثنية في سلامة الواحد ، وليس بشيء إذ مشابهة شيء لشيء لفظا لا يقتضي مشابهته له معنى أيضا ، ولو ثبت ما نقل أن النابغة قال لحسان ـ لما أنشده قوله :

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى

وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ـ قللت جفانك وسيوفك ، لكان فيه دليل على أن المجموع بالألف والتاء جمع قلة وقال ابن خروف : جمعا السلامة مشتركان بين القلة والكثرة ، والظاهر أنهما لمطلق الجمع من غير نظر إلى القلة والكثرة فيصلحان لهما».

(٦) انظر إعراب الألفية للشيخ خالد : ١٥.

والشيخ خالد هو : خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الجرجاوي الأزهري المصري الشافعي ، ويعرف بالوقاد ، زين الدين ، ولد بجرجة من صعيد مصر سنة ٨٣٨ ه‍ ، وبرع في النحو واللغة ، وتوفي بالقاهرة سنة ٩٠٥ ه‍ ، من مؤلفاته المقدمة الأزهرية في علم العربية ، وتمرين الطلاب في صناعة الإعراب (إعراب الألفية) ، شرح التصريح على التوضيح ، وغيرها.

انظر ترجمته في الأعلام : ٢ / ٢٩٧ ، الضوء اللامع : ٣ / ١٧١ ، شذرات الذهب : ٨ / ٢٦ ، الكواكب السائرة : ١ / ١٨٨ ، بدائع الزهور لابن إياس : ٢ / ٣٦١ ، روضات الجنات : ٢٧٠ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٩٦ ، إيضاح المكنون : ١ / ١١٨ ، ٢٩٣ ، ٢ / ٢٢٩ ، ٥٤٣.

٣٦

و «الدّرجات» هي الطبقات من المراتب (١) ، وقال أبو عبيدة (٢) : الدّرج إلى أعلى ، والدّرك إلى أسفل» (٣).

ولو قال النّاظم :

والله يقضي (٤) بهبات جمّه

لي وله ولجميع الأمّه

لكان أولى (٥).

__________________

(١) انظر اللسان : ٢ / ١٣٥١ (درج) ، الصحاح (درج) ، شرح المرادي : ١ / ١٣ ، شرح ابن باديس (١٠ / أ) ، شرح الأشموني : ١ / ١٨.

(٢) في الأصل : أبو عبيد. انظر شرح المرادي : ١ / ١٣.

وأبو عبيدة هو : معمر بن المثنى التيمي بالولاء البصري ، أبو عبيدة النحوي ، من أئمة العلم بالأدب واللغة ، ولد في البصرة سنة ١١٠ ه‍ (وقيل : ١١١) ، وقيل : ١١٤ ، وقيل : ١٠٨ ، وقيل : ١٠٩) ، استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة ١٨٨ ه‍ ، وقرأ عليه أشياء من كتبه ، وتوفي بالبصرة سنة ٢٠٩ ه‍ (وقيل : ٢١١ ، ٢١٠ ، ٢١٣ ، ٢٠٨ ، ٢٠٧ ه‍) ، له حوالي مئتي مؤلف منها مجاز القرآن ، أيام العرب ، معاني القرآن ، نقائض جرير والفرزدق وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٩٥ ، الأعلام : ٧ / ٢٧٢ ، نزهة الألباء : ١٣٧ ، أخبار النحويين البصريين : ٦٧ ، مرآة الجنان : ٢ / ٤٩ ، معجم المؤلفين : ١٢ / ٢٠٩ ، معجم الأدباء : ١٩ / ١٥٤.

(٣) انظر اللسان : ٢ / ١٣٦٥ (درك) ، شرح المرادي : ١ / ١٣ ، شرح الأشموني : ١ / ١٨.

(٤) في الأصل : يعطي. انظر شرح ابن باديس (١٠ / أ).

(٥) انظر شرح الألفية لابن باديس (١٠ / أ) ، حاشية ابن حمدون : ١ / ١٦.

وفي شرح الأشموني : (١ / ١٩) : وكان الأحسن أن يقول رحمه‌الله تعالى :

والله يقضي بالرّضا والرّحمه

لي وله ولجميع الأمّه

وانظر شرح دحلان : ٥ ، إرشاد الطالب النبيل (٦ / أ) ، حاشية الخضري : ١ / ١٢.

وقال الملوي في حاشيته (٥ ـ ٦) : «قال المكودي في الشرح الكبير : ورد علينا عام ٧٦٩ طالب من العراق ذاكرا أن أهل العراق يزيدون في خطبة الأرجوزة ـ يعني الألفية ـ بيتا ثامنا ، وهو :

فما لعبد واجل من ذنبه

غير دعاء ورجاء ربّه»

انتهى. وانظر حاشية ابن حمدون : ١ / ١٦.

٣٧
٣٨

الباب الأول

الكلام وما يتألف منه

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

الكلام وما يتألّف منه

أي : هذا باب شرح الكلام ، وشرح الكلم الذي (١) يتألّف منه الكلام ، وتذكير ضمير «منه» العائد إلى «ما» مراعاة للفظها ، مع أنّها واقعة على الكلم ، وهو من أسماء الأجناس التي يجوز معها التّذكير والتّأنيث ، قال الله تعالى : (نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) [القمر : ٢٠] ، وفي موضع آخر : (نَخْلٍ خاوِيَةٍ)(٢) [الحاقة : ٧].

ثمّ قال رحمه‌الله :

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

واسم وفعل ثمّ حرف الكلم

الكلام في اصطلاح اللّغويين : عبارة عن القول ، وما كان مكتفيا بنفسه ، كما ذكره في القاموس (٣).

__________________

(١) في الأصل : التي. انظر إعراب الألفية : ٥.

(٢) انظر إعراب الألفية : ٥.

(٣) انظر القاموس المحيط للفيروزآبادي : ٤ / ١٧٢ ، وفي المصباح المنير : والكلام في أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة لمعنى مفهوم ، وفي شرح الشذور : وأما معناه في اللغة فإنه يطلق على ثلاثة أمور : أحدها ـ الحدث الذي هو التكليم ، تقول : «أعجبني كلامك زيدا» ، أي تكليمك إياه ، وإذا استعمل بهذا المعنى عمل عمل الأفعال ، كما في هذا المثال ، والثاني ـ ما في النفس مما يعبر عنه باللفظ المفيد ، وذلك كأن يقوم بنفسك معنى «قام زيد» أو «قعد عمرو» ونحو ذلك ، الثالث ـ ما تحصل به الفائدة سواء كان لفظا أو خطا أو إشارة أو ما نطق به لسان الحال ، والدليل على ذلك في الخط : «القلم أحد اللسانين» وتسميتهم ما بين دفتي المصحف : كلام الله ، والدليل عليه في اسم الإشارة قوله تعالى : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) فاستثنى الرمز من الكلام ، والأصل في الاستثناء الاتصال.

انظر شرح الشذور لابن هشام : ٢٧ ـ ٢٩ ، المصباح المنير : ٢ / ٥٣٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٩ ، شرح الأزهرية للشيخ خالد : ٥٧ ، شرح الألفية لابن باديس (١٠ / ب) ، ابن عقيل مع الخضري : ١ / ١٦ ، اللسان : ٥ / ٣٩٢٢ (كلم).

٣٩

وفي اصطلاح المتكلّمين : عبارة عن المعنى القائم بالنّفس (١).

وفي اصطلاح النّحويين : ما أشار إليه النّاظم / بقوله : «لفظ مفيد» فاكتفى عن عزوه إلى اصطلاح النحويين بإضافته للضّمير الدّالّ على المتكلّم ، ومعه غيره ، وهو «نا» (٢).

و «اللّفظ» في الأصل مصدر لفظت الرّحى الدّقيق ، إذا رمته (٣) إلى خارج (٤) ، والمراد به هنا الملفوظ به ، وهو الصوت الخارج من الفم المشتمل على بعض الحروف تحقيقا كـ «زيد» ، أو تقديرا كالضّمير المستتر في نحو «زيد ضرب» (٥).

__________________

(١) الكلام عند كثير من المتكلمين : المعنى القائم بالنفس ، والألفاظ عبارة عنه ، وهو المنافي لصفة السكوت والآفة ، وقد يسمى الكلام النفساني ، قال الأخطل :

إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما

جعل اللسان على الفؤاد دليلا

ويرى بعضهم : أن مسمى الكلام هو الألفاظ الدالة على المعاني بالوضع. وبعضهم يرى : أن الكلام حقيقة في النفساني دون اللساني. أما الأصوليون فإن الكلمة عندهم تسمى كلاما دون النظر إلى الإفادة وعدمها.

انظر لمع الأدلة لإمام الحرمين الجويني : ٩١ ، شرح الباجوري على الجوهرة : ٧٨ ـ ٧٩ ، شرح العقائد النسفية مع حاشية الكستلي عليه : ٨٧ ـ ٨٨ ، المحصول في علم أصول الفقه للرازي : ١ / ٢٣٥ ، الإحكام في أصول الأحكام للآمدي : ١ / ٧١ ، شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي : ١ / ١٢٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٩ ، شرح الأزهرية للأزهري : ٨ ، شرح ابن باديس (١٠ / ب).

(٢) فالكلام عند النحاة هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها ، مثل «حضر عمرو» و «أنا قائم» ، و «رمضان شهر الصيام». قال في الهمع : «وأما في الاصطلاح فأحسن حدودها وأخصرها أنه قول مفيد». وفي المفصل : الكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى ، وذاك لا يتأتى إلا في اسمين كقولك : «زيد أخوك وبشر صاحبك» ، وفي فعل واسم نحو قولك : «ضرب زيد ، وانطلق بكر» وتسمى الجملة.

انظر الهمع : ١ / ٢٩ ، المفصل : ٦ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٠ ، شرح المرادي : ١ / ١٤ ، الفصول الخمسون : ١٤٩ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٦١ ، التسهيل : ٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٥٧ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٢٠ ، النكت الحسان لأبي حيان : ٣١ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٩٦ ، تعريفات الجرجاني : ١٨٥ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٦٠ ، كاشف الخصاصة : ٤ ، شرح دحلان : ٥ ، البهجة المرضية : ٥ ، التبصرة والتذكرة للصيمري : ١ / ٧٥ ، شرح الرضي : ١ / ٧ ، أسرار النحو : ٧٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤.

(٣) في الأصل : ارمته. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩.

(٤) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩ ، اللسان : ٥ / ٤٠٥٣ (لفظ) ، شرح ابن باديس : (١١ / أ) ، شرح الأزهرية : ٩.

(٥) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٠ ، شرح الأزهرية : ١١ / ١٢ ، شرح ابن باديس : (١١ / أ).

٤٠