شرح ابن طولون - ج ١

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢

الباب الثالث عشر

«ظن» وأخواتها

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ظنّ وأخواتها

انصب بفعل القلب جزأي ابتدا

أعني رأى خال علمت وجدا

ظنّ حسبت وزعمت مع عد

حجا درى وجعل اللذ كاعتقد

وهب تعلّم والّتي كصيّرا

أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا

من نواسخ الابتداء : «ظنّ» وأخواتها ، فتدخل على المبتدأ والخبر ، فتنصبهما ـ بعد أخذها (١) الفاعل ـ على قول الجمهور (٢) مفعولين على التّشبيه بـ «أعطيت» ، وهي على قسمين : قلبيّة ، وتصييريّة.

وقد أشار إلى الأوّل بقوله :

انصب بفعل القلب جزأي ابتدا

«وجزأي الابتداء» هما المبتدأ والخبر ، وإنّما قيل لها : أفعال القلب ، لأنّ معانيها قائمة به ، وليس كلّ قلبيّ ينصب مفعولين ، بل القلبيّ ثلاثة أقسام :

ـ ما لا يتعدّى بنفسه ، نحو «فكّر في كذا ، وتفكّر فيه».

ـ وما يتعدّى لواحد بنفسه ، نحو «عرف زيد الحقّ» ، و «فهم المسألة».

ـ وما يتعدّى لاثنين بنفسه ، وإليه أشار النّاظم بقوله :

 ...

أعني رأى خال علمت وجدا

__________________

(١) في الأصل : أخذهما. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٥.

(٢) وذهب الفراء إلى أنّ الثاني منصوب على التشبيه بالحال ، مستدلا بوقوعه جملة وظرفا وجارا ومجرورا. وعورض بوقوعه معرفة وضميرا وجامدا ، وبأنّه لا يتم الكلام بدونه. وأنكر السهيلي دخولها على المبتدأ والخبر أصلا قال : بل هي بمنزلة «أعطيت» في أنّها استعملت مع مفعولها ابتداء.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، الهمع : ٢ / ٢٢٢.

٢٨١

ظنّ حسبت وزعمت مع عد (١)

حجا درى / وجعل اللّذ كاعتقد

وهب تعلّم ...

 ...

ثمّ إنّ هذا القسم ينقسم إلى أربعة أقسام :

أحدها : ما يفيد في الخبر يقينا ، وهي :

«وجد» نحو قوله تعالى : (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) [المزمل : ٢٠].

(و «تعلّم» بمعنى : اعلم ، نحو قول زياد (٢) :

(٣) ـ تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها

 ...

__________________

(١) في الأصل : عد مع. انظر الألفية : ٥٣.

(٢) قال العيني : هو زياد بن سيار بن عمرو بن جابر ، وكان زياد هذا قد خرج هو والنابغة يريدان الغزو ، فرأى زياد جرادة ، فقال : حرب ذات ألوان ، فرجع ومضى النابغة ، ولمّا رجع غانما قال :

يلاحظ طيرة أبدا زياد

لتخبره وما فيها خبير

وذكر بعده ثلاثة أبيات. ولم أجد لزياد هذا ترجمة فيما رجعت إليه من مصادر ، ولعله : زبان بن سيار بن عمرو بن جابر ، لأنني وجدت نفس القصة والأبيات في كتابي الجاحظ : الحيوان والبيان منسوبة لزبان بن سيار. وزبان هذا هو زبان بن سيار بن عمرو بن جابر الفزاري ، شاعر جاهلي غير قديم من أهل المنافرات ، عاش قبيل الإسلام ، وكانت له مع النابغة أبيات في المهاجاة ، توفي سنة (١٠) ق. ه ، أدرك ابنه منظور الإسلام وأسلم ، وكان سيد قومه غير مدافع.

انظر في ذلك الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٤ ، الحيوان للجاحظ : ٣ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، و٥ / ٥٥٤ ـ ٥٥٥ ، البيان والتبيين للجاحظ : ٣ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، سمط اللآلئ : ٣ / ٢٦ ، طبقات فحول الشعراء للجمحي (مطبعة المدني) : ١١٢ ، تاريخ التراث العربي (المجلد الثاني ـ الجزء الثاني) : ١٣٧ ، الأعلام : ٣ / ٤١ ، المعارف لابن قتيبة : ١١٢.

٧٢ ـ من الطويل ، وعجزه :

فبالغ بلطف في التحيّل والمكر

وقد نسبه العيني لزياد بن سيار (وقيل يسار) ، فقال البغدادي في أبيات المغني : «وقد غلط في هذه النسبة». تعلم : اعلم وتيقن. شفاء النفس : قضاء مآربها. قهر عدوها : ظفرها به.

بالغ : من المبالغة في الشيء وهي بذل الجهد في تحصيله. بلطف : برفق. التحيل : تدبير الفكر حتى يهتدي إلى المقصود ، وأراد تدبير الحيلة لقهر العدو. المكر : الخديعة.

والشاهد في قوله : «تعلم» حيث دل على اليقين ، ونصب مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٦ ، شذور الذهب : ٣٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٢ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠١٧ ، الهمع (رقم) : ٥٨٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤ ، المطالع السعيدة : ٢٣٩ ، شرح ابن الناظم : ١٩٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٩ ، ١٥١ ، شرح دحلان : ٦٢ ، شواهد الجرجاوي : ٨٨ ، البهجة المرضية : ٦٢ ، أبيات المغني : ٧ / ٢٦١ ، شواهد المغني : ٢ / ٩٢٣ ، شواهد العدوي : ٨٨ ، شرح الفريد : ٢٩٨ ، شواهد الفيومي : ١١٠ ، كاشف الخصاصة : ٩٢ ، الخزانة : ٩ / ١٢٩ ، فتح رب البرية : ١ / ١٦.

٢٨٢

وقد تكون بمعنى الماضي ، قال يعقوب (١) : «تقول : تعلّمت أنّ زيدا خارج ، بمعنى : علمت» (٢).

و «درى» ، نحو قوله :) (٣)

٧٣ ـ دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط

 ...

والثّاني : ما يفيد في الخبر رجحانا ، وهي : «جعل» ، وفيها زيادة ، وهي الاعتقاد ، ولذلك قال : «وجعل اللذ كاعتقد» ، نحو (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف : ١٩].

و «حجا» ، نحو قول تميم (٥) :

__________________

(١) هو يعقوب بن إسحاق بن السكيت ، أبو يوسف ، إمام في اللغة والنحو والأدب ، عالم بالقرآن والشعر ، ولد سنة ١٨٦ ه‍ ، وتعلم ببغداد ، وصحب الكسائي ، واتصل بالمتوكل العباسي فعهد إليه بتأديب أولاده ، وجعله في عداد ندمائه ، ثم قتله لخمس خلون من رجب سنة ٢٤٤ ه‍ (وقيل : ٢٤٣ ، وقيل : ٢٤٦ ه‍) ، من آثاره : إصلاح المنطق ، القلب والإبدال ، معاني الشعر ، المقصور والممدود ، الأجناس ، شرح شعر الأخطل ، وغيرها.

انظر ترجمته في نزهة الألباء : ٢٣٨ ، معجم الأدباء : ٢ / ٥٠ ، شذرات الذهب : ٢ / ١٠٦ ، روضات الجنات : ٢٣٧ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٢٤٣ ، الأعلام : ٨ / ١٩٥.

(٢) قال يعقوب بن السكيت في إصلاح المنطق (٣٧٨) : «وتقول : «قد علمت أنّ فلانا خارج ، وقد تعلمت أنّ فلانا خارج» ، بمنزلة : علمت». انتهى. وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الصحاح : ٥ / ١٩٩١ (علم) ، اللسان : ٤ / ٣٠٨٣ (علم) ، الهمع : ٢ / ٢١٥ ، حاشية الخضري : ١ / ١٥١.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع التصريح : ١ / ٢٤٧.

٧٣ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

فإنّ اغتباطا بالوفاء حميد

دريت : علمت وتيقنت. عرو : مرخم «عروة». والشاهد في قوله : «دريت» حيث دلت «درى» على اليقين ، ونصبت مفعولين ، الأول منهما التاء ، وهي في موضع رفع على النيابة عن الفاعل ، و «الوفيّ» مفعولها الثاني.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٣ ، شذور الذهب : ٣٦٠ ، شواهد الفيومي : ١١٠ ، الهمع (رقم) : ٥٨١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٢ ، شواهد العدوي : ٨٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٨ ، شواهد الجرجاوي : ٨٨ ، شرح دحلان : ٦٢ ، المطالع السعيدة : ٢٣٩ ، أوضح المسالك : ٧٢ ، البهجة المرضية : ٦٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٣.

(٤) هو تميم بن أبي بن مقبل ، من بني العجلان ، من بني عامر بن صعصعة ، أبو كعب ، شاعر جاهلي ، أدرك الإسلام وأسلم ، فكان يبكي أهل الجاهلية ، عاش نيفا ومئة سنة ، وعد من المخضرمين ، وكان يهاجي النجاشي الشاعر ، توفي بعد سنة ٣٧ ه‍ ، له ديوان شعر.

انظر ترجمته في الإصابة : ١ / ١٩٥ ، سمط اللآلئ : ٦٦ ، الخزانة : ١ / ٢٣١ ، الأعلام : ٢ / ٨٧.

٢٨٣

٧٤ ـ (قد) (٢) كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

 ...

و «عدّ» ، نحو قول النّعمان (٣) :

٧٥ ـ فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

 ...

و «هب» ، نحو قول ابن همّام (٥) :

__________________

٧٤ ـ من البسيط ، لتميم (وليس في ديوانه) ، وقيل : هو لأبي شنبل الأعرابي ، وعجزه :

حتّى ألمّت بنا يوما ملمّات

أحجو : أظن. ألمت : نزلت. الملمات : جمع «ملمة» ، وهي النازلة من نوازل الدنيا.

والشاهد في قوله : «أحجو» حيث دلت «حجا» على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٦ ، شذور الذهب : ٣٥٧ ، شواهد الفيومي : ١٠٩ ، الهمع (رقم) : ٥٧١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٣ ، شواهد العدوي : ٩١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٠ ، شرح ابن الناظم : ١٩٩ ، شواهد الجرجاوي : ٩١ ، شرح دحلان : ٦٢ ، البهجة المرضية : ٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٢ ، المطالع السعيدة : ٢٣٧ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٧.

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر المصادر المتقدمة.

(٢) هو النعمان بن بشير بن سعيد بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري ، أبو عبد الله ، أمير شاعر خطيب من الصحابة الأجلاء ، نزل الشام ، وشهد صفين مع معاوية ، وولي القضاء بدمشق ، وولي اليمن في عهد معاوية ، ثم استعمله على الكوفة وعزله ، وولاه حمص واستمر فيها إلى أن توفي يزيد بن معاوية ، فبايع الزبير وتمرد أهل حمص فخرج هاربا ، فاتبعه خالد الكلاعي ، فقتله سنة ٦٥ ه‍ ، له ديوان شعر.

انظر ترجمته في الإصابة ترجمة رقم : ٨٧٣٠ ، المحبر : ٢٧٦ ، أسد الغابة : ٥ / ٢٢ ، جمهرة الأنساب : ٣٤٥ ، الأعلام : ٨ / ٣٦ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ١٠٣.

٧٥ ـ من الطويل للنعمان ، وعجزه :

ولكنّما المولى شريكك في العدم

تعدد : تظن. والمراد بالمولى الصاحب. قوله : «في العدم» أي : في حالة الإعسار والفقر.

والشاهد في قوله : «تعدد» حيث دلت على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٨ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٧ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٠ ، الهمع (رقم) : ٥٧٢ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٠ ، شواهد الجرجاوي : ٩١ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٢ ، شواهد العدوي : ٩١ ، شرح ابن الناظم : ١٩٨ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٥ ، شرح دحلان : ٦٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٥ ، البهجة المرضية : ٦٢ ، شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٧٨ ـ مخطوط) ، المطالع السعيدة : ٢٣٨ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٢٢ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٨.

(٣) هو عبد الله بن همام بن نبيشة بن رياح السلولي بن بني مرة بن صعصعة ، شاعر إسلامي ، أدرك معاوية ، وبقي إلى أيام سليمان بن عبد الملك أو بعده نحو سنة ١٠٠ ه‍ ، له أخبار ، يقال له : العطار ، لحسن شعره. ـ ـ انظر ترجمته في الشعر والشعراء : ٢ / ٦٥٥ ، سمط اللآلئ : ٦٨٣ ، الأعلام : ٤ / ١٤٣ ، الخزانة : ٩ / ٣٥.

٢٨٤

٧٦ ـ ...

وإلّا فهبني امرأ هالكا

و «زعم» نحو قول أبي (٢) أميّة الحنفيّ :

٧٧ ـ زعمتني شيخا ولست بشيخ

 ...

والثّالث : ما يرد بالوجهين ، والغالب كونه لليقين ، وهي :

«رأى» ، كقوله جلّ ثناؤه : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً)(٤) ، وَنَراهُ قَرِيباً [المعارج : ٦ ـ ٧] ، الأوّل للرّجحان ، والثّاني لليقين.

و «علم» ، كقوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [محمد : ١٩] ، وقوله تعالى : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) [الممتحنة : ١٠] ، الأولى لليقين ، والثّانية للرّجحان.

__________________

٧٦ ـ من المتقارب ، لابن همام من قصيدة له مدح بها عبد الله بن زياد بن أبيه ، وصدره :

فقلت أجرني أبا خالد

ويروى : «أبا مالك» بدل «أبا خالد». وأجرني : أغثني. والمعنى : فقلت أغثني وأمني مما أخاف يا أبا خالد ، وإن لم تفعل فليكن ظنك بي الهلاك. والشاهد في قوله : «فهبني» حيث دلت على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٨ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٨ ، شرح ابن الناظم : ١٩٩ ، الخصائص : ٢ / ١٨٦ ، شذور الذهب : ٣٦١ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠١٨ ، الهمع (رقم) : ٥٧٨ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٤ ، أبيات المغني : ٧ / ٢٦٣ ، شواهد الفيومي : ١١٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٠ ، ١٥١ ، شواهد الجرجاوي : ٩٢ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٧ ، شواهد العدوي : ٩٢ ، المطالع السعيدة : ٢٣٨ ، فتح رب البرية : ١ / ٣١.

(١) في الأصل : أبو.

٧٧ ـ من الخفيف لأبي أمية الحنفي واسمه أوس ، ولم أعثر له على ترجمة ، وهو من قصيدة له ، وعجزه :

إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا

يدب : أي يدرج في المشي رويدا. والشاهد في قوله : «زعمتني» حيث دلت «زعم» على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٨ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٩ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠١٦ ، شذور الذهب : ٣٥٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٢ ، شواهد الفيومي : ١٠٩ ، أبيات المغني : ٧ / ٢٦٠ ، شواهد المغني : ٢ / ٩٢٢ ، شرح دحلان : ٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٢ ، المطالع السعيدة : ٢٣٧ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٩.

(٢) في الأصل : بعيد. انظر التصريح : ١ / ٢٤٨.

٢٨٥

والرّابع : ما يرد بهما ، والغالب كونه للرجحان ، وهي :

«ظنّ» ، كقوله :

٧٨ ـ ظننتك إن شبّت لظى الحرب صاليا

 ...

وقوله تعالى : (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) [البقرة : ٤٦] ، الأوّل للرجحان ، والثّاني لليقين.

و «حسب» (٢) ، كقول زفر (٣) :

٧٩ ـ وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة /

 ...

وقول لبيد :

__________________

٧٨ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

فعرّدت فيمن كان عنها معرّدا

شبت : أوقدت. لظى الحرب : نارها. صاليا : من صلى يصلي إذا دخل. قوله : «فعردت» من عرد الرجل إذا انهزم وترك القصد. والمعرد : المنهزم. والشاهد في قوله : «ظننتك» حيث جاءت بمعنى الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٨ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢١ ، أوضح المسالك : ٧٣ ، فتح رب البرية : ١ / ٢١.

(١) في الأصل : وحسبت. راجع التصريح : ١ / ٢٤٨.

(٢) هو زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاذ الكلابي أبو الهذيل ، شاعر ، أمير من التابعين ، وسيد قيس في زمانه ، شهد صفين مع معاوية أميرا على أهل قنسرين ، وشهد وقعة مرج راهط مع الضحاك بن قيس الفهري ، ثم هرب إلى قرقيسيا (عند مصب نهر الخابور في الفرات) ، ولم يزل فيها حتى مات حوالي سنة ٧٥ ه‍ في خلافة عبد الملك بن مروان.

انظر ترجمته في المؤتلف والمختلف : ١٢٩ ، الخزانة : ٢ / ٣٧٢ ، الأعلام : ٣ / ٤٥ ، شواهد المغني : ٢ / ٩٣١ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨٢.

٧٩ ـ من الطويل ، لزفر من قصيدة له قالها يوم مرج راهط (موضع كانت لهم فيه وقعة بالشام) ، وعجزه :

عشيّة لاقينا جذام وحميرا

قوله : «كل بيضاء شحمة» ، أراد : كنا نطمع في أمر فوجدناه على خلاف ما كنا نظن ، وهذا من قولهم : «ما كل بيضاء شحمة وما كل سوداء تمرة» ، وهو من أمثال العرب. جذام وحمير : قبيلتان لم ينصرفا للعلمية والتأنيث. ويروى : «ليالي قارعنا» بدل «عشية لاقينا».

والشاهد في قوله : «حسبنا» حيث دلت على الرجحان ، ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨٢ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠٧٨ ، شرح ابن الناظم : ١٩٧ ، شواهد المغني : ٢ / ٩٣٠ ، أوضح المسالك : ٧٣ ، شرح الحماسة للمرزوقي : ١٥٥.

٢٨٦

٨٠ ـ حسبت التّقى والجود خير تجارة

 ...

الأوّل للرجحان ، والثّاني لليقين.

و «خال» ، كقوله :

٨١ ـ إخالك إن لم تغضض الطّرف ذا هوى

 ...

وقوله :

٨٢ ـ ما خلتني زلت بعدكم ضمنا

 ...

الأوّل للرجحان ، والثاني لليقين.

فهذه ثلاثة عشر فعلا ، ولم يرتّبها المؤلف في النّظم ، بل ذكرها على

__________________

٨٠ ـ من الطويل من قصيدة للبيد في ديوانه (١٤٦) ، وعجزه :

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

حسبت : بمعنى : تيقنت وعلمت هاهنا. ثاقلا : أراد : ميتا ، لأن الأبدان تخف بالروح ، فإذا مات الإنسان صار ثقيلا كالجماد. ويروى : «والحمد» بدل «والجود». والشاهد في قوله : «حسبت» حيث دلت على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨٤ ، شرح التسهيل لابن مالك : (١ / ٧٨ ـ مخطوط) ، الهمع (رقم) : ٥٨٣ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢١ ، شواهد العدوي : ٨٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٩ ، شواهد الجرجاوي : ٨٩ ، شرح ابن الناظم : ٢٠٠ ، شرح دحلان : ٦٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٣ ، أوضح المسالك : ٧٣ ، شرح الفريد : ٣٠٠ ، اللسان (ثقل) ، المطالع السعيدة : ٢٤١ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٥.

٨١ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

أخالك : أظنك. قوله : «إن لم تغضض الطرف» أراد : إن لم تنم. يسومك : يكلفك. الوجد : شدة العشق. والشاهد في قوله : «إخالك» حيث دلت على الرجحان ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨٥ ، الهمع (رقم) : ٥٨٤ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٠ ، أوضح المسالك : ٧٣ ، فتح رب البرية : ٢٤٠.

٨٢ ـ من المنسرح ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

أشكو إليكم حموّة الألم

الضمن : المريض. حموة الألم : سورته وشدته. والشاهد في قوله : «ما خلتني» حيث دلت فيه «خال» على الرجحان ، ونصبت مفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٨٦ ، اللسان والصحاح (ضمن) ، أوضح المسالك : ٧٣ ، شرح الفريد : ٣١٥ ، شرح بانت سعاد لابن هشام : ١٥٩.

٢٨٧

حسب ما سمح به الوزن ، ولهذه الأفعال معان أخر لم أنبّه عليها ، لأنّها ليست من هذا الباب.

ثمّ أشار إلى القسم الثّاني بقوله :

 ... والّتي كصيّرا

أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا

يعني : انصب بالأفعال التي بمعنى «صيّر» المبتدأ والخبر ، كما تنصب بالقلبية ، وإنّما قيل لها : أفعال التّصيير ، لدلالتها على التّحوّل والانتقال من حالة إلى أخرى ، ولم يذكر ألفاظها كما ذكر القلبية ، وهي :

«جعل ، وردّ ، وترك ، واتّخذ ، (وتخذ) (١) ، وصيّر ، ووهب».

قال الله تعالى : (فَجَعَلْناهُ)(٢) هَباءً مَنْثُوراً [الفرقان : ٢٣] ، (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) [البقرة : ١٠٩] ، (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي (بَعْضٍ)(٣) [الكهف : ٩٩] ، (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النّساء : ١٢٥] ، وقال أبو جندب (٤) :

(٥) ـ تخذت غراز إثرهم دليلا

 ...

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٥١.

(٢) في الأصل : فجعلنا. انظر التصريح : ١ / ٢٥٢.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٥٢.

(٤) في الأصل : أبو جندل. انظر ديوان الهذليين : ٣ / ٩٠. وهو أبو جندب بن مرة القردي الهذلي ، أحد عشرة إخوة بينهم أبو خراش الهذلي ، وهو معاصر لأبي مزاحم الثمالي ، كان أحد الفرسان الموهوبين والشعراء سليطي اللسان في الجاهلية وصدر الإسلام ، عرف عنه الإباء الشديد والوفاء.

انظر تاريخ التراث العربي لسزكين (المجلد الثاني ، الجزء الثاني) : ٢٥٩ ، معجم الشعراء في لسان العرب للأيوبي : ١٠٥ ، الخزانة : ١ / ٢٩٣ ، ديوان المعاني لأبي هلال العسكري : ١ / ٨٢ ـ ٨٣.

(٨٣) ـ من الوافر ، لأبي جندب (وفي التصريح : هو جندب) من قصيدة له في ديوان الهذليين (٣ / ٩٠) ، وعجزه :

وفرّوا في الحجاز ليعجزوني

وروي في اللسان (عجز) :

جعلت غران خلفهم دليلا

وفاتوا في الحجاز ليعجزوني

تخذت : بكسر الخاء وفتحها لغتان. غراز : اسم واد ، والمعنى : جعلت ذلك الوادي دليلا عليهم. قال العيني : «وقد فسره بعضهم بأنّه اسم رجل وهو خطأ ، وضبطه بعضهم بالنون في آخره ثم قال : وهو موضع بناحية عمان ، وهو أيضا ليس بصحيح». إثرهم : عقبهم. و «في»

٢٨٨

وقال رؤبة :

(١) ـ ...

وصيّروا مثل كعصف مأكول

وقالوا : «وهبني الله فداك» (٢).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وخصّ بالإلغاء والتّعليق ما

من قبل هب والأمر هب قد ألزما

كذا تعلّم ولغير الماض من

سواهما اجعل كلّ ما له زكن /

يعني : الأفعال المذكورة قبل «هب» تختصّ دون سائر أفعال هذا الباب بالإلغاء والتّعليق.

__________________

بمعنى : إلى. والشاهد في قوله : «تخذت» حيث نصبت مفعولين ، لأنّه من أفعال التصيير التي تنصبهما.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٢ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٠٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥ ، شرح الفريد : ٣٠٣ ، أوضح المسالك : ٧٤ ، اللسان (عجز ، حجز) ، شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٧٨ ـ مخطوط).

٨٤ ـ من السريع لرؤبة في ملحقات ديوانه (١٨١) ، وصدره :

ولعبت طير بهم أبابيل

ونسب في الكتاب لحميد الأرقط. ويروى : «فصيروا» و «فأصبحوا» بدل «وصيروا» ، كما يروى : «فأصبحت» بدل «وصيروا». العصف : بقل الزرع ، وقيل في قوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) أي : كزرع قد أكل حبه وبقي نبته. والشاهد في قوله : «وصيروا» حيث نصب مفعولين ، لأنه من أفعال التصيير التي تنصب المفعولين.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٢ ، ٢ / ١٧٢ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٠٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥ ، الكتاب : ١ / ٢٠٣ ، المقتضب : ٤ / ١٤١ ، ٣٥٠ ، سر الصناعة : ١ / ٢٩٦ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣٢٤ ، الخزانة : ١٠ / ١٨٤ ، معاني الأخفش : ٣٠٣ ، الهمع (رقم) : ٥٨٧ ، اللسان (عصف) ، الجنى الداني : ٩٠ ، كاشف الخصاصة : ١٦٧ ، التبصرة والتذكرة : ٣١٣ ، أوضح المسالك : ٧٤ ، المطالع السعيدة : ٢٤١ ، ٤٠٥ ، الإفصاح : ٢٦٤ ، الأصول : ١ / ٤٣٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٣٩.

(١) أي : صيرني. حكاه ابن الأعرابي عن العرب ، وهو قليل ، فياء المتكلم مفعوله الأول و «فداك» مفعوله الثاني. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥ ، الهمع : ٢ / ٢١٧ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٨ ، اللسان : ٦ / ٤٩٣٠ (وهب) ، شرح الفريد : ٣٠٢ ، المصباح المنير : ٢ / ٦٧٣ (وهب) ، المطالع السعيدة : ٢٤١ ، شرح دحلان : ٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٤.

٢٨٩

والإلغاء : إبطال العمل لفظا ومحلا ، لضعف العامل (١) ، والتّعليق : إبطال العمل لفظا لا محلا لمجيء ما له صدر الكلام بعده (٢).

ولا يدخل الإلغاء والتعليق في شيء من أفعال التصيير ، لقوّتها ، ولا في قلبيّ جامد ، لعدم تصرّفه ، وهو اثنان : «هب ، وتعلّم» ، فإنّهما يلزمان الأمر ، وإلى ذلك أشار بقوله :

 ...

والأمر هب قد ألزما

كذا تعلّم ...

 ...

واعترض بأنّ «تعلّم» قد يكون (٣) بمعنى : الماضي ـ كما تقدّم (٤) ـ.

وفهم منه أنّه يجوز إسنادهما إلى الضّمير المفرد المذكّر والمؤنّث ، وإلى المثنّى والمجموع ، فتقول : «هب وتعلّم يا زيد ، وهبي وتعلّمي يا هند ، ويا زيدان هباني قائما (٥) ، وتعلّماني قائما ، ويا زيدون هبوني قائما ، وتعلّموني قائما» ، فإنّ فعل الأمر صالح لذلك كلّه.

وما عداهما من أفعال هذا الباب ـ فإنّه متصرّف إلّا «هب» من أفعال التّصيير ، فإنّه ملازم للمضيّ ، ولتصاريفهنّ ما لهنّ من الإعمال والإلغاء والتّعليق من المضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر.

__________________

(١) وذلك بتوسطه بين معموليه ، فلم ينصبهما ، نحو «زيد ظننت قائم» ، أو بتأخره عن معموليه نحو «محمد قائم ظننت». وقال المرادي : الإلغاء هو ترك العمل لفظا ومعنى لغير مانع.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٨ ، الهمع : ٢ / ٢٢٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٠٣ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٦٨.

(٢) وذلك كأن يقع العامل قبل «ما» النافية نحو قوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) أو قبل قسم ملفوظ أو مقدر نحو «علمت والله إن زيدا قائم» ، و «علمت أن زيدا قائم» ، أو قبل لام الابتداء ، أو لام جواب القسم نحو «ولقد علموا لمن اشتراه» ، وكقول لبيد :

ولقد علمت لتأتينّ منيّتي

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

أو قبل استفهام نحو (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ.) وقال المرادي : التعليق ترك العمل لفظا لا معنى لمانع.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، الهمع : ٢ / ٢٣٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٥٥ ، معجم مصطلحات النحو : ٢١٤.

(٣) في الأصل : يكو. انظر التصريح : ١ / ٢٥٧.

(٤) انظر ص ٢٨٣ من هذا الكتاب.

(٥) في الأصل : قائمان. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٦.

٢٩٠

وإلى ذلك أشار بقوله : «ولغير الماض من سواهما ـ يعني : هب ، وتعلّم ـ اجعل كلّ ما له زكن» ـ أي : علم ـ.

تقول في الإعمال للمضارع : «أظنّ زيدا قائما» وللأمر «ظنّ عمرا صالحا» / ، ولاسم الفاعل «أظانّ زيد عمرا منطلقا» ، ولاسم المفعول «أنت مظنون زيدا (١) جالسا» ، وللمصدر «أعجبني ظنّ زيد عمرا ذاهبا».

وأمّا أمثلة الإلغاء والتّعليق فستأتي.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وجوّز الإلغاء لا في الإبتدا

وانو ضمير الشان أو لام ابتدا

في موهم إلغاء ما تقدّما

 ...

قد تقدّم أنّ الإلغاء إبطال العمل لفظا ومحلا ، لضعف العامل ، وضعفه إمّا بتوسّطه (٢) أو تأخّره.

وفهم من قوله : «لا في الابتدا» ثلاث صور :

ـ أن يتأخّر الفعل عنهما ، نحو «زيد قائم ظننت».

ـ أو يتوسّط بينهما ، نحو «زيد ظننت فاضل».

ـ أو يتقدّم على المفعولين ، ويتقدّم عليه غيره ، نحو «متى ظننت زيد قائم».

وفي جواز الإلغاء في هذه الصّورة الثّالثة خلاف ، وظاهر كلامه جوازه (٣) ، لأنّ الفعل ليس في الابتداء (٤).

__________________

(١) في الأصل : زيد.

(٢) في الأصل : بتوسط. انظر التصريح : ١ / ٢٥٣.

(٣) قال الناظم في شرح الكافية (٢ / ٥٥٦) : «فإن كان الفعل متقدما على جزأي الإسناد لم يجز الإلغاء إلّا إذا تقدم ما يتعلق بهما أو بالفعل الداخل عليهما نحو «في المسجد أظن زيد معتكف» ، و «أين خلت جعفر مقيم» ، و «للندى أرى الفتى مديم». انتهى. وقال في التسهيل (٧١) : «وتختص متصرفاتها بقبح الإلغاء في نحو «ظننت زيد قائم» ، وبضعفه في نحو «متى ظننت زيد قائم» ، و «زيد أظن أبوه قائم».

(٤) وقيل : يمتنع الإلغاء. وعلى رأي الجواز قال المرادي : «فهذه يجوز فيها الأمران ، والإعمال أرجح». وقال الأشموني : «والإعمال حينئذ أرجح ، وقيل : واجب».

انظر شرح المرادي : ١ / ٣٨٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨ ، الهمع : ٢ / ٢٣٢.

٢٩١

ومثال الإلغاء مع التّوسّط للمضارع : «زيد أظنّ قائم» ، ومع التأخّر له : «زيد قائم أظنّ» ، وقس على ذلك باقي المتصرّفات (١).

وأجاز الكوفيون والأخفش الإلغاء مع التقدّم (٢) ، واستدلّوا بقوله :

٨٥ ـ ...

أني وجدت ملاك الشّيمة الأدب

برفع «ملاك» على الابتدائيّة ، و «الأدب» على الخبريّة.

وأجيب عنه : بأنّا لا نسلّم أنّ هذا ليس من الإلغاء ، بل هو منه ، لأنّ التّوسّط المبيح للإلغاء ليس هو التّوسّط بين المعمولين فقط ، بل توسّط العامل في الكلام مقتض أيضا للإلغاء ـ كما قدّمناه ـ.

نعم الإلغاء للتّوسّط بين المعمولين أقوى من الإلغاء مع التقدّم عليهما ، والعامل هنا / وهو «وجدت» قد سبق بـ «أنّي».

__________________

(١) فتقول مع التوسط للوصف : «زيد أنا ظان قائم» ، ومع التأخر له : «زيد قائم أنا ظان» فألغى الوصف فيهما مع اعتماده على المبتدأ. والمصدر في ذلك كالفعل فيما ذكر من الإلغاء ، والتعليق ، كما قال الجزولي. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٨٠.

(٢) وتبعهم أبو بكر الزبيدي ، نحو «ظننت زيد قائم» برفعهما ومنعه البصريون ، لكن الإعمال عند الكوفيين أرجح ، وقد أجازه ابن مالك في التسهيل بقبح ، حيث قال : «وتختص متصرفاتها بقبح الإلغاء في نحو «ظننت زيد قائم».

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٨ ، الهمع : ٢ / ٢٣٢ ، شرح المكودي : ١ / ١١٧ ، التسهيل : ٧١ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٨٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، ١٥٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٧.

٨٥ ـ من البسيط لبعض بني فزارة في ديوان الحماسة للمرزوقي (١١٤٦) ، وصدره :

كذاك أدّبت حتّى صار من خلقي

ويروى : «رأيت» بدل «وجدت» ، ويروى «الأدبا» بدل «الأدب». قوله : «كذاك» إشارة إلى ما ذكره في البيت الذي قبله ، وهو :

أكنيه حين أناديه لأكرمه

ولا ألقّبه والسّوأة اللقب

ملاك الأمر : ما يقوم به. الشيمة : الخلق. والشاهد في قوله : «إنّي وجدت ... الخ» حيث ألغى «وجدت» وهو متقدم على مفعوليه ، مع أنّه من الأفعال القلبية ، وبذلك استدل الكوفيون والأخفش ، ويسقط استدلالهم بهذا على رواية من روى البيت بنصب «ملاك والأدب».

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٨ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤١١ ، الخزانة : ٩ / ١٣٩ ، المقرب : ١ / ١١٧ ، الهمع (رقم) : ٥٩٤ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٩ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، شواهد الجرجاوي : ٩٥ ، البهجة المرضية : ٦٣ ، فتح رب البرية : ٢ / ٩٧ ، شواهد العدوي : ٩٥ ، شرح ابن الناظم : ٢٠٦ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٢ ، شرح دحلان : ٦٣ ، كاشف الخصاصة : ٩٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٨ ، أوضح المسالك : ٧٦ ، الجامع الصغير : ٧٢.

٢٩٢

ولو سلّم أنّه من الإلغاء (١) فهو مؤول عند البصريين على أنّ المفعول الأوّل محذوف ، وهو ضمير الشّأن ، والأصل : أنّي وجدته ، فيكون الفعل باقيا على عمله ، والجملة في موضع المفعول الثّاني ، أو على (٢) تقدير لام الابتداء ، والأصل : لملاك ، ثمّ حذف اللام ، وبقي التّعليق بحاله ، وهذا ممّا نسخ لفظه وبقي حكمه (٣).

وإلى هذين التأويلين أشار النّاظم (بقوله) (٤) :

 ...

(وانو ضمير) (٥) الشّان أو لام ابتدا

في موهم إلغاء ما تقدّما

 ...

والتّأويل الأخير أولى ، لأنّ حذف اللام قد عهد في الجملة ، كقوله تعالى :

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) [الشمس : ٩] ، والأصل : لقد أفلح ، بخلاف الأوّل ، فإنّ ضمير الشّأن يستعمل في مواطن التّفخيم ، والحذف مناف لذلك.

ولم يتعرّض النّاظم إلى الأرجح في الإلغاء ، والأرجح الإلغاء مع التّأخير (٦) ، والإعمال مع التّوسّط بين المفعولين (٧) ، وقيل : هما في التّوسّط سواء (٨).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

والتزم التّعليق قبل نفي ما

وإن ولا لام ابتداء أو قسم

كذا والاستفهام ذا له انحتم

__________________

(١) أي : من الإلغاء الذي ذهب إليه الكوفيون في البيت ، وهو الإلغاء مع التقدم.

(٢) في الأصل : وعلى.

(٣) قاله ابن هشام في المغني. انظر مغني اللبيب : ٣١٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٨.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ٥٣.

(٦) وذلك بلا خلاف لضعفه بالتأخر. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، الهمع : ٢ / ٢٢٨ ، شرح المكودي : ١ / ١١٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨.

(٧) وذلك لأنّ العامل اللفظي أقوى من الابتداء. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، الهمع : ٢ / ٢٢٨ ، حاشية الصبان : ٢ / ٢٨ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢.

(٨) لأنّ ضعف العامل بالتوسط سوغ مقاومة الابتداء له. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٦ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٠ ، الهمع : ٢ / ٢٢٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٨٠.

٢٩٣

قد تقدّم أنّ التعليق إبطال العمل لفظا لا محلا ، لمجيء ما له صدر الكلام بعده ، وهو أحد الأشياء السّتّة التي ذكرها النّاظم :

الأوّل : «ما» النّافية ، كقوله تعالى : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) [فصلت : ٤٨].

الثّاني : «إن» النّافية ، نحو (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٥٢].

الثالث : «لا» النّافية الواقعة / في جواب قسم ملفوظ به ، أو مقدّر ، نحو «علمت والله لا زيد في الدّار ولا عمرو» ، و «علمت لا زيد في الدّار ولا عمرو».

الرّابع : لام الابتداء ، نحو (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ) [البقرة : ١٠٢].

الخامس : لام القسم ، كقول (١) لبيد :

٨٦ ـ ولقد علمت لتأتينّ (٣) منيّتي

 ...

السّادس : الاستفهام ، وله صورتان :

إحداهما : أن يعترض (٤) حرف الاستفهام (٥) بين العامل والجملة ، نحو (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩].

__________________

(١) في الأصل : كقوله.

٨٦ ـ من الكامل ، وعجزه :

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

قال العيني : «أقول قائله هو لبيد بن عامر الجعفري ، هكذا قالت جماعة ، ولكني لم أجد في ديوانه إلا الشطر الثاني حيث يقول :

صادفن منها غرّة فأصبنه

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

وهذا في وصف بقرة صادفتها الذئاب فأصبن ولدها». انتهى. وما ذكره العيني بيت من معلقة لبيد المشهورة التي أولها :

عفت الدّار محلّها فمقامها

بمنى تأبد غولها فرجامها

والاستشهاد فيه على أنّ لام القسم في قوله : «لتأتين منيتي» علقت «عملت» عن العمل ، لأنّ ما له صدر الكلام لا يصح أن يعمل ما قبله فيما بعده.

انظر شرح القصائد العشر للتبريزي : ٢٢٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٩ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٠٥ ، الكتاب : ١ / ٤٥٦ ، شذور الذهب : ٣٥٦ ، شواهد الأعلم : ١ / ٤٥٦ ، الهمع (رقم) : ٦٠١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٠ ، الخزانة : ٩ / ١٥٩ ، ١٠ / ٣٣٤ ، مغني اللبيب (رقم) : ٧٤٧ ، ٧٥٤ ، شواهد الفيومي : ١١١ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٨ ، شرح ابن الناظم : ٢٠٧ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٣ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٥٨ ، ٥٣١ ، المقتصد : ١ / ٦٠٩ ، المطالع السعيدة : ٢٤٥ ، تذكرة النحاة : ٤٧٢ ، فتح رب البرية : ٢ / ٩٩.

(٢) في الأصل : لتأتيني. انظر المراجع المتقدمة.

(٣) في الأصل : يتعرض. انظر التصريح : ١ / ٢٥٦.

(٤) في الأصل : الاسفها. انظر التصريح : ١ / ٢٥٦.

٢٩٤

والثّانية (١) : أن يكون في الجملة اسم استفهام ، عمدة كان نحو (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) [الكهف : ١٢] ، أو فضلة ، نحو (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧].

ومثال التّعليق في المضارع : «أظنّ ما زيد قائم» ، وقس على ذلك بقيّة التّصاريف.

ثمّ قال رحمه‌الله :

لعلم عرفان وظنّ تهمه

تعدية لواحد ملتزمه

يعني : أنّ «علم» إذا كانت بمعنى «عرف» ، وهو أن يكون معناها متعلّقا بالمفرد ـ تتعدّى إلى مفعول واحد ، كقوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) [النحل : ٧٨].

وأنّ «ظنّ» إذا كانت بمعنى «أتّهم» تتعدّى إلى مفعول واحد ، نحو (وما هو على الغيب بظنين) [التكوير : ٢٤] ـ بالظّاء المشالة (٢) ـ وليستا حينئذ من أفعال هذا الباب.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ولرأى الرّؤيا انم ما لعلما

طالب مفعولين من قبل انتمى

يعني : أنّ «رأى» الحلميّة ينسب لها من العمل ما انتسب لـ «رأى» العلميّة / من التّعدّي لمفعولين ، لأنّها شبيهة بها في كونها فيها إدراك بالحسّ (٣) ، كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) [يوسف : ٣٦] ، وكقول عمرو الباهليّ (٤) :

__________________

(١) في الأصل : والثاني. انظر التصريح : ١ / ٢٥٦.

(٢) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو الكسائي ورويس ، وقرأ الباقون «بضنين» بالضاد أي : ببخيل.

انظر النشر في القراءات العشر : ٢ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩ ، حجة القراءات : ٧٥٢ ، المبسوط في القراءات العشر : ٤٦٤ ، إتحاف فضلاء البشر : ٤٣٤.

(٣) وذهب بعضهم إلى أنّ «رأى» الحلمية لا تنصب مفعولين ، وأنّ ثاني المنصوبين حال.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٠ ، إرشاد الطالب النبيل (١٥١ / ب) ، الأشموني مع الصبان : ٢ / ٣٤.

(٤) هو عمرو بن أحمر بن العمرد بن عامر الباهلي ، أبو الخطاب ، شاعر مخضرم ، كان يكثر الغريب في شعره ، عاش نحو ٩٠ عاما ، أسلم وغزا مغازي في الروم ، ونزل بالشام مع خيل خالد بن الوليد ، ثم سكن الجزيرة وأدرك أيام عبد الملك بن مروان ، له مدائح في عمر وعثمان وعلي وخالد ، ولم يلق أبا بكر ، وهجا يزيد بن معاوية ، فطلبه يزيد ففرّ منه ، وتوفي في حدود سنة ٦٥ ه‍ ، له ديوان شعر.

٢٩٥

٨٧ ـ أراهم رفقتي ...

 ...

وأضاف «رأى» للرّؤيا ليعلم أنّها الحلميّة ، لأنّ الأشهر أنّ مصدرها «الرّؤيا» ، نحو قوله تعالى : (هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ) [يوسف : ١٠٠] ، ومصدر البصريّة «رؤية» (٢) ، وقد يكون «الرّؤيا» ، خلافا للحريريّ (٣) ، والنّاظم (٤) ، بدليل :

__________________

انظر ترجمته في معجم الشعراء : ٢١٤ ، الأغاني : ٨ / ٢٣٤ ، جمهرة أشعار العرب : ١٥٨ ، سمط اللآلئ : ٣٠٧ ، الخزانة : ٦ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، الأعلام : ٥ / ٧٢.

٨٧ ـ قطعة بيت من الوافر لعمرو بن أحمر الباهلي من قصيدة له يذكر فيها جماعة من قومه لحقوا بالشام فصار يراهم في منامه إذا أتى الليل ، وتمامه :

أراهم رفقتي حتّى إذا ما

تجافى الليل وانخزل انخزالا

ويروى : «تولى» بدل «تجافى. رفقتي : جمع رفيق. تجافى الليل : انطوى وارتفع. انخزل : انقطع من «الخزل» وهو القطع. والشاهد في قوله : «أراهم رفقتي» حيث نصبت «أرى» الحلمية مفعولين ، وهما الضمير ، وقوله : «رفقتي».

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٠ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٢١ ، شواهد الجرجاوي : ٩٥ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٤ ، الهمع (رقم) : ٥٨٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٤ ، شواهد العدوي : ٩٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٨ ، شرح ابن الناظم : ٢١٠ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٧ ، المطالع السعيدة : ٢٤٧.

(١) انظر أوضح المسالك : ٧٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١ ، اللسان : (رأى) ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٤ ، تهذيب اللغة : ٣١٥ (رأى) ، إرشاد الطالب النبيل (١٥١ / ب) ، كتاب الأفعال لابن القطاع : ٢ / ٧٣ ، المصباح المنير : ١ / ٢٤٧ ، ديوان الأدب للفارابي : ٤ / ٢٠٧ ، الصحاح : ٦ / ٢٣٤٩ (رأى) ، كتاب الأفعال للسرقسطي : ٣ / ٤٩ ، المشكاة الفتحية للدمياطي : ٢٦٠.

(٢) هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الشافعي ، أبو محمد ، الأديب الكبير ، صاحب المقامات الحريرية ، عالم بالنحو واللغة ، ناظم وناثر ، ولد في حدود سنة ٤٤٦ ه‍ ، وتوفي بالبصرة سنة ٥١٦ ه‍ (وقيل : ٥١٥ ه‍) ، من آثاره : درة الغواص في أوهام الخواص ، منظومة ملحة الإعراب في النحو وشرحها ، وديوان شعر ، وغيرها.

انظر بغية الوعاة : ٣٧٨ ، نزهة الألباء : ٤٥٣ ، معجم الأدباء : ١٦ / ٢٦١ ، الأعلام : ٥ / ١٧٧ ، معجم المؤلفين : ٨ / ١٠٨ ، ١٣ / ٤١٢ ، مرآة الجنان : ٣ / ٢١٣ ، هدية العارفين : ٢ / ٤٦٢.

(٣) حيث ذهبا إلى أن «الرؤيا» لا تكون إلا مصدرا للحلمية. وفي اللسان : «قال ابن بري : وقد جاء «الرؤيا» في اليقظة ، وعليه فسر قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً).

انظر أوضح المسالك : ٧٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٥١ / ب) ، حاشية الصبان : ٢ / ٣٤ ، اللسان : ٣ / ١٥٤١ (رأى) ، حاشية الخضري : ١ / ١٥٤ ، المشكاة الفتحية للدمياطي : ٢٦١.

٢٩٦

(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ)(١) [الإسراء : ٦٠] ، قال (٢) ابن عبّاس (٣) : هي رؤياعين (٤).

واحترز بقوله : «طالب مفعولين» من «علم» العرفانيّة.

و «انم» بمعنى : انسب ، و «انتمى» بمعنى : انتسب.

و «رأى» الحلميّة لا يدخلها إلغاء ولا تعليق ، خلافا للشّاطبي (٥).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ولا تجز هنا بلا دليل

سقوط مفعولين أو مفعول

يعني : أنّ المفعولين في هذا الباب لا يجوز حذفهما (٦) معا عند سيبويه (٧) وجماعة (٨) ، واختاره النّاظم (٩) ، ولا حذف أحدهما بالإجماع (١٠) ، من غير أن

__________________

(١) في الأصل : ريناك. انظر التصريح : ١ / ٢٥١.

(٢) في الأصل : وقال. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١.

(٣) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس حبر الأمة الصحابي الجليل ، ولد بمكة سنة ٣ ق. ه ، ونشأ في عصر النبوة ، فلازم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه الأحاديث الصحيحة ، وشهد مع علي الجمل وصفين ، وكف بصره في آخر عمره ، فسكن الطائف وتوفي بها سنة ٦٨ ه‍ ، له في الصحيحين وغيرهما ١٦٦٠ حديثا ، وأخباره كثيرة.

انظر ترجمته في الإصابة ترجمة رقم : ٤٧٧٢ ، صفة الصفوة : ١ / ٣١٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٣١٤ ، المحبر : ٢٨٩ ، الأعلام : ٤ / ٩٥.

(٤) قال الخازن في تفسير قوله تعالى (٤ / ١٦٦) : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) «قال ابن عباس : هي رؤيا عين أريها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة المعراج وهي ليلة أسري به إلى بيت المقدس».

وانظر تفسير القرطبي : ١٠ / ٢٨٢ ، تفسير البغوي : ٣ / ١٢١ ، أوضح المسالك : ٧٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥١ ، إرشاد الطالب النبيل (١٥١ / ب) ، المشكاة الفتحية : ٢٦١.

(٥) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٠.

(٦) في الأصل : حذفها. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٩.

(٧) انظر الكتاب : ١ / ١٨ ، ١٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٣.

(٨) وهم الأخفش والجرمي وابن خروف وابن طاهر والشلوبين والصيمري ، سواء في ذلك أفعال الظن والعلم ، وذلك لعدم الفائدة.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، التبصرة والتذكرة للصيرمي : ١ / ١١٣ ، الهمع : ٢ / ٢٢٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٨٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩١ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، حاشية الصبان : ٢ / ٣٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٠١.

(٩) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٥٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩١.

(١٠) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٤.

٢٩٧

يدلّ على الحذف دليل ، وهذا هو الحذف على جهة الاقتصار (١) لأنّهما في الأصل مبتدأ وخبر.

وعن الأكثرين (٢) : إجازة حذفهما لمجيء ذلك في أفعال العلم ، كقوله تعالى : (فَهُوَ يَرى) [النجم : ٣٥] ، أي : يعلم ما نعتقده حقا ، و (٣) في أفعال الظّن نحو (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) [الفتح : ١٢].

وعن الأعلم / (٤) : يجوز في أفعال الظّنّ دون أفعال العلم (٥).

وفهم من ذلك أنّه يجوز حذفهما أو حذف أحدهما إذا دلّ على الحذف دليل ، وهو الحذف على جهة الاختصار.

فمن حذفهما معا قوله تعالى : (أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [القصص : ٦٢] ، أي : تزعمونهم شركائي ، وهذا مجمع عليه (٦).

ومن حذف الأوّل : (وَلا يَحْسَبَنَ)(٧) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ (بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ

__________________

(١) الحذف لدليل يسمى : اختصارا ، ولغير دليل يسمى : اقتصارا. انظر الهمع : ٢ / ٢٢٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٤ ـ ٣٥ ، النكت الحسان : ٩١.

(٢) منهم ابن السراج والسيرافي ، وصححه ابن عصفور لوروده. انظر الأصول لابن السراج : ١ / ١٨١ ، الهمع : ٢ / ٢٢٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٩ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٨٣.

(٣) في الأصل : الواو. ساقط. انظر التصريح : ١ / ٢٥٩.

(٤) هو يوسف بن سليمان بن عيسى ، الشنتمري ، الأندلسي ، أبو الحجاج ، كان مشقوق الشفة العليا فاشتهر بالأعلم ، عالم بالأدب والنحو واللغة ، ولد في شنتمرية الغرب سنة ٤١٠ ه‍ ، ورحل إلى قرطبة ، وكف بصره في آخر عمره ، ومات في إشبيلية سنة ٤٧٦ ه‍ ، من مؤلفاته :

شرح جمل الزجاجي ، النكت على الكتاب ، شرح شواهد الكتاب ، شرح الحماسة لأبي تمام ، وغيرها.

انظر ترجمته في معجم الأدباء : ٢٠ / ٦٠ ، الأعلام : ٨ / ٢٣٣ ، مرآة الجنان : ٣ / ١٥٩ ، شذرات الذهب : ٣ / ٤٠٣ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٣٠٢.

(٥) واستدل بحصول الفائدة في الأول دون الثاني ، والإنسان قد يخلو من الظن ، يفيد قوله «ظننت» أنه وقع منه ظن ، ولا يخلو من علم ، إذ له أشياء يعلمها ضرورة كعلمه أن الاثنين أكثر من الواحد فلم يفد قوله : «علمت شيئا». ورد : بأنه يفيد وقوع علم ما لم يكن يعلم.

وذهب أبو العلا إدريس إلى منع الحذف قياسا ، والجواز في بعضها سماعا ، فلا يتعدى الحذف في «ظننت وخلت وحسبت» لوروده فيها.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٠ ، الهمع : ٢ / ٢٢٥ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩٠ ، الأشموني : ٢ / ٣٥.

(٦) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٥.

(٧) في الأصل : تحسبن. انظر التصريح : ١ / ٢٦٠.

٢٩٨

فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ) [آل عمران : ١٨٠] ، تقديره : ولا يحسبنّ الذين يبخلون ، ما يبخلون) (١) به هو خيرا لهم.

ومن الثّاني قول عنترة (٢) :

٨٨ ـ ولقد نزلت فلا تظنّي غيره

منّي بمنزلة المحبّ المكرم

أي : فلا تظنّي غيره منّي (واقعا) (٤).

وهذا أجازه الجمهور ، ومنعه ابن ملكون (٥).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٦٠.

(٢) هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية العبسي ، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ، أمه حبشية اسمها زبيبة ، سرى إليه السواد منها ، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا ، وكان مغرما بابنة عمّه عبلة ، شهد داحس والغبراء وعاش طويلا وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي في حدود سنة ٢٢ ق. ه وينسب إليه ديوان شعر.

انظر المؤتلف والمختلف : ١٥١ ، الأغاني : ٨ / ٢٣٧ ، كشف الظنون : ٨٠٣ ، الأعلام : ٥ / ٩١ ، الخزانة : ١ / ١٢٨ ، شواهد المغني : ١ / ٤٨١ ، معجم المؤلفين : ٨ / ١٤.

٨٨ ـ من الكامل ، من معلقة عنترة المشهورة في القصائد العشر (٢٧٠) التي أولها :

هل غادر الشعراء من متردّم

أم هل عرفت الدّار بعد توهّم

المحب : بمعنى المحبوب. المكرم : من الإكرام. والمعنى : لقد حللت ـ أيتها المحبوبة ـ من قلبي في محل من هو حبيب مكرم فتيقني ذلك ، ولا تظني غيره واقعا. والشاهد في قوله : «فلا تظني غيره» حيث حذف مفعول «تظن» اختصارا لدلالة المقام عليه ، والتقدير : فلا تظني غيره واقعا ، وهو جائز عند الجمهور ، ومنعه ابن ملكون من المغاربة وجماعة ، وأجابوا عن هذا البيت بأن قوله : «مني» متعلق بمحذوف لا بـ «نزلت» مفعول ثان لـ «تظن» أي : فلا تظني غيره كائنا مني.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٠ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤١٤ ، الخزانة : ٣ / ٢٢٧ ، ٩ / ١٣٦ ، الخصائص : ٢ / ٢١٦ ، المحتسب : ١ / ٧٨ ، الهمع (رقم) : ٥٩١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١١٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٤ ، شرح الأشموني : ١ / ٣٥ ، شواهد العدوي : ٩٧ ، شرح المرادي : ١ / ٣٨٩ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، شواهد الجرجاوي : ٩٧ ، المطالع السعيدة : ٢٤٨ ، فتح رب البرية : ١ / ٨ ، المقرب : ١ / ١١٧ ، شذور الذهب : ٣٧٨ ، شواهد الفيومي : ١١٦.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٦٠.

(٤) منع ابن ملكون حذف أحد المفعولين اختصارا ، وإليه ذهب طائفة منهم ابن الحاجب ، وصححه ابن عصفور ، وحجتهم أن المفعول في هذا الباب مطلوب من جهتين ، من جهة العامل فيه ، ومن جهة كونه أحد جزأي الجملة ، فلما تكرر طلبه امتنع حذفه. وما قالوه منتقض بخبر «كان» فإنه مطلوب من جهتين.

انظر شرح الأشموني : ٢ / ٣٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٠ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٥٢ / أ) ، أوضح المسالك : ٧٧ ، الهمع : ٢ / ٢٢٦.

٢٩٩

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وكتظنّ اجعل تقول إن ولي

مستفهما به ولم ينفصل

بغير ظرف أو كظرف أو عمل

وإن ببعض ذي فصلت يحتمل

وأجري القول كظنّ مطلقا

عند سليم نحو قل ذا مشفقا

أصل القول وما اشتقّ (١) منه أن يدخل على الجملة الفعليّة ، وكذا الاسميّة عند بعضهم (٢) ، فتحكى به ، وقد ينصب المفرد إذا كان في معنى الجملة كقولك : «قلت خطبة».

ثمّ إنّه قد يضمّن معنى الظّنّ ، فينصب مفعولين ، وذلك بشروط :

الأوّل : أن يكون مضارعا ، وسوّى به السّيرافيّ «قلت» ـ بالخطاب (٣) ، والكوفيّ «قل» (٤).

الثّاني : أن يكون المضارع مفتتحا بتاء المخاطب.

وهذان الشّرطان مفهومان من قوله : «تقول».

__________________

وابن ملكون هو إبراهيم بن محمد بن منذر ، أبو إسحاق ابن ملكون الحضرمي ، نحوي لغوي من أهل إشبيلية مولدا ، وتوفي بها سنة ٥٨١ ه‍ ، من كتبه : إيضاح المنهج ، شرح الجمل للزجاجي ، النكت على التبصرة للصيرمي وغيرها.

انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٨٨ ، إيضاح المكنون : ١ / ١٥٨ ، كشف الظنون : ٣٣٩ ، ٦٩٢ ، الأعلام : ١ / ٦٢ ، معجم المؤلفين : ١ / ١٠٨.

(١) في الأصل : أشفق. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٩.

(٢) فلا يعمل القول في جزأيها شيئا ، كما يعمل الظن ، لأن الظن يقتضي الجملة من جهة معناها ، فجزآها معه كالمفعولين في باب «أعطيت» ، فصح أن ينصبهما ، وأما القول فيقتضي الجملة من جهة لفظها فلا يصح أن ينصب جزأيها مفعولين ، لأنه لم يقتضها من جهة معناها ، فلم يشبه باب «أعطيت» ولا أن ينصبها مفعولا واحدا ، لأن الجملة لا إعراب لها فلم يبق إلا الحكاية.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦١ ، شرح ابن الناظم : ٢١١ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ١١٩.

(٣) فيجوز على قوله إعمال الماضي المسند إلى تاء المخاطبة ، نحو «أقلت زيدا منطلقا» ، وذلك بشروط المضارع.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، حاشية الصبان : ١ / ٣٦.

وفي الهمع (٢ / ٢٤٧) : «وذهب السيرافي إلى جواز إعمال الماضي بشروط المضارع».

وانظر شرح الرضي : ٢ / ٢٨٩.

(٤) فيجوز على قول الكوفيين إعمال فعل الأمر نحو «قل زيدا منطلقا». وفي الهمع : «وذهب الكوفيون إلى جواز إعمال الأمر بشروطه ـ أي بشروط المضارع ـ أيضا».

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٢ ، أوضح المسالك : ٧٧ ، الهمع : ٢ / ٢٤٧ ، حاشية الصبان : ٢ / ٣٦.

٣٠٠