دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم - ج ١

دكتور محمد بيومي مهران

دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم - ج ١

المؤلف:

دكتور محمد بيومي مهران


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر
المطبعة: دار النهضة العربية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٠

يعرف الطريق إلى هدف هذا الجيش ، ثم وهل كانت الكعبة مجهولة إلى هذا الحد ، وهي التي بنى أبرهة كنيسته القليس ليصرف الناس عنها ، وأخيرا ، أما كانت القبائل العربية التي انضمت إلى أبرهة تعرف الطريق إلى الكعبة المشرفة ، وبخاصة «نفيل بن حبيب» الذي قاوم الحملة ـ بادئ ذي بدء ـ ثم رضي بعد ذلك أن يكون دليلا لها في مقابل إطلاق سراحه.

(٤) أسباب الحملة الاقتصادية والسياسية

لا ريب في أن حملة أبرهة الحبشي على مكة المكرمة ، إنما كانت لأسباب سياسية واقتصادية في الدرجة الأولى ، وربما كانت دينية في الدرجة الثانية ، وحتى هذه فقد كانت في خدمة العوامل السياسية والاقتصادية ، ذلك لأن اليمن ، بعد الاحتلال الحبشي ، قد فقدت دورها التقليدي في نقل التجارة العالمية ، يوم أن كانت تسيطر على باب المندب ، وتملك أسطولا ضخما ينقل البضائع من الهند والصين وسوقطرة إلى موانيها مثل عدن وقنا ، بحيث كان ذلك شبه احتكار في يدها (١).

وزاد الطين بله ، أن النزاع بين الفرس والروم قد أدى إلى اغلاق الطريق التجاري الشرقي المار ببلاد العراق إلى الشام ، كما أن البحرية الحبشية لم تنجح في سد الفراغ الذي تركته البحرية الرومية في البحر الأحمر ، ربما لظروف جغرافية أكثر منها سياسية ، ومن ثم فقد أصبح الطريق البري ، عبر تهامة والحجاز ، هو الطريق الوحيد المفتوح أمام التجارة ، وكان لا بد ـ بعد زوال النشاط اليمني ـ أن يوجد من يسد هذا الفراغ ، ويقوم بدور الوسيط المحايد بين المتنازعين ، لنقل التجارة ، وقد

__________________

(١) عبد المنعم ماجد : المرجع السابق ص ٧٤ ، وكذاW. Schoff, The Periplus of the Erythraean Sea, P. P. ٠٣. ٢٣

٤٠١

وجد هذا الوسيط ممثلا في مدينة مكة (١) ، التي حظيت منذ منتصف القرن الخامس الميلادي بمكانة سامية بين عرب الشمال ، فضلا عن طرفي الصراع الدولي (الفرس والروم) في تلك الفترة ، وساعد على ذلك رغبة الفريقين المتنازعين في وجود مثل هذا الوسيط المحايد من ناحية ، وبعد مكة وصعوبة الوصول إليها من ناحية أخرى.

غير أن الحبشة ـ بتأثير من الروم على ما يبدو ـ لم تكن ترى هذا الرأي ، إذ كانت حريصة على ان تحتكر هذا المصدر الاقتصادي الهام لنفسها ، ومن ثم كانت حملة أبرهة للاستيلاء على مكة (٢) ، وبالتالي السيطرة على التجارة القادمة من الجنوب إلى الشمال ، عن طريق مكة ، ولعل ذلك قد حدث بعد فشل مشروع تحويل العرب من الكعبة إلى القليس ، وما كان يرجى من وراء ذلك من مكاسب مادية ودينية وأدبية.

وأما الأسباب السياسية ، فلعل أهمها أن الاستيلاء على مكة ، إنما يعني إزاحة عقبة كئود ، كانت تقف حائلا بين اتصال الأحباش في اليمن بحلفائهم البيزنطيين في الشمال ، وربما كانت بيزنطة تقف بكل قوتها وراء هذا المشروع الخطير ، بل أن هناك ما يشير إلى أن ذلك إنما كان كذلك ، فنجاح هذا المشروع يجعل العربية الغربية كلها تحت نفوذ النصرانية ، كما أن أبرهة يستطيع ، بعد فتح مكة ، أن يزحف نحو الشرق ، ومن ثم يمكنه إلى حد كبير أن يقضي على النفوذ الفارسي في العربية الشرقية ، وبالتالي طرد الفرس من بلاد العرب وجعل النفوذ الأجنبي فيها مقصورا على النفوذ الحبشي الرومي.

__________________

(١) احمد إبراهيم الشريف : مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول ، القاهرة ١٩٦٥ ص ١٥٤ S. A. Huzayyin, Arabia and the Far East, Cairo, ٢٤٩١, P. P. ٢٤١ ـ ٣٤١

(٢) احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٥٥ ، جواد علي ٣ / ٥١٨.

٤٠٢

وهكذا فإن نجاح المشروع سوف يحقق للأحباش والروم أهدافهم في بلاد العرب ، يحقق للأحباش أهدافهم الدينية بالقضاء على المركز الديني العربي الأساسي وتحويلهم نحو القليس ـ مكرهين أو راغبين ـ ويحقق لهم أهدافهم الاقتصادية عن طريق سيطرتهم على الطريق التجاري البري بين جنوب بلاد العرب وشمالها ، فضلا عن الفوائد الاقتصادية التي يجنيها الأحباش من تحويل الحجيج من مكة إلى صنعاء ، ويحقق للروم أهدافهم عن طريق بسط نفوذهم على بلاد العرب ، والقضاء على النفوذ الفارسي فيها ، بل وتقديم المساعدة لهم في الوقت المناسب في الصراع القائم بينهم وبين الساسانيين ، بل إن «بركوبيوس» ليرى أن «ايراموس» (أبرهة) عند ما بسط نفوذه في العربية الجنوبية ، وأمّن ملكه ، وعد الإمبراطور «جستينان» ان يغزو الفرس ، وأنه قد بدأ مشروعه هذا بالفعل ، إلا أنه سرعان ما تردد في تنفيذه بعد ذلك.

ولعل أهم الشواهد التي تؤيد أهداف الحملة السياسية والاقتصادية ما يرويه المؤرخون المسلمون أنفسهم من أن أبرهة قد كتب للنجاشي بعد بناء القليس ـ وقبل تدنيسها ـ بأنه ليس منته حتى يصرف إليها حج العرب (١) ومنها كذلك (ثانيا) حملة أبرهة على «معد» وفرض نفوذه عليها (٢) ، وهناك من يذهب الى أن هذه خطة كان المراد منها إقامة قيس على معد ، ثم تكوين جيش من هؤلاء وأولئك لغزو فارس ، ولم يكن أبرهة ذلك الرجل الذي يزهد في مثل هذه الفرصة ، لمد نفوذه على بلاد العرب (٣).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٢ / ١٣٠ ، تفسير الطبري (٣٠ / ١٩٣ ، تفسير القرطبي ٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨ (طبعة دار الكتب) ، ص ٧٢٧٧ (طبعة الشعب) ، تفسير ابن كثير ٨ / ٥٠٤ (طبعة الشعب) ، البداية والنهاية ١ / ١٧٠ ، ابن هشام ١ / ٤٣.

(٢) جواد علي ٣ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ ، Le Museon, ٣ ـ ٤, P. P. ٧٧٢ ـ ٩٧, ٦٩٤ ـ ٤٩٤ / ٣, ٣٥٩. ٣ ـ ٤, p. p. ٧٧٢ ـ ٩٧

(٣).Procopius ,I ,XX ,٩ ـ ٢١ P.٣٩١.

٤٠٣

ومنها (ثالثا) إن الروم إنما كانوا يسعون إلى توحيد القبائل العربية تحت نفوذهم ، ومن ثم فقد حاولوا من قبل تكوين حلف منهم ومن «السميفع أشوع» ـ ملك اليمن بعد ذي نواس وقبل أبرهة ـ ضد الفرس (١) ، بل إن أوليري» ليرى أن بعض تجار الروم في مكة ، إنما كانوا يقومون بأعمال التجسس لحساب بلادهم (٢).

(٥) مقاومة العرب للحملة

بدأ أبرهة يعدّ العدة لغزو مكة ، وهدم البيت الحرام. ومن ثم فقد جهز جيشا ضخما ، وإن كان المؤرخون الإسلاميون قد بالغوا في عدده ، حتى ذهب بعضهم إلى أنه كان ما بين ٤٠ ، ٦٠ ألفا ، وقد اشترك في هذا الجيش من قبائل عرب الجنوب ، خولان والأشعريون وخندف وحميس بن أد (٣).

هذا وتذهب المصادر العربية إلى أن العرب حينما سمعت بهذا الأمر عظمته ، ورأوا أن جهاده حقا عليهم ، وذلك لمكانة الكعبة عند العرب ، فضلا عن مكانة مكة نفسها ، ذلك لأن المدينة المقدسة ، إنما كانت ـ كما اشرنا من قبل (٤) ـ تتمتع عند القوم بمكانة لا تتطاول إليها مكانة بلد آخر في شبه الجزيرة العربية ، فمن المعروف أنه رغم وجود «البيوت الحرام» كبيت الأقيصر وبيت ذي الخلصة وبيت نجران ، وغيرهما من البيوت

__________________

(١) E.Glaser ,in MVG ,II ,P.٧٣٤ وكذا Procopius, I. XIX, ٨ ـ ٦١, P. ٠٨١ R, Bell, op - cit, P. ٠٤.

(٢) De LacyO\'Leavy ,op - cit ,P.٤٨١

(٣) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٩٣ ، البيهقي : دلائل النبوة ١ / ٥٧ ، روح المعاني ٣٠ / ٢٣٤ ، جواد علي ٣ / ٥١٩ ، وكذاLe Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ P.٣٣٤.

(٤) راجع هنا الفصل الخاص بالكعبة المشرفة.

٤٠٤

الحرام (١) ، فإن واحدا من هذه البيوت لم يجتمع له ما أجتمع لبيت مكة ، لأن مكة ملتقى القوافل بين الجنوب والشمال وبين الشرق والغرب ، وكانت لازمة لمن يحمل تجارة اليمن إلى الشام ، ولمن يعود من الشام بتجارة يحملها إلى شواطئ الجنوب ، وكانت القبائل تلوذ منها بمثابة مطروقة تتردد عليها ، ولم تكن فيها سيادة قاهرة على تلك القبائل في باديتها أو في رحلاتها (٢).

وكانت مكة كذلك عربية لجميع العرب ، ولم تكن كسروية ولا قيصرية ، ولا تبعيّة ولا نجاشية ، كما عساها كانت تكون لو استقرت على مشارف الشام أو عند تخوم الجنوب ، ولهذا تمت لها الخصائص التي كانت لازمة لمن يقصدونها يجدون فيها من يبادلهم ويبادلونه على حكم المنفعة المشتركة ، لا على حكم القهر والإكراه (٣).

هذا بالاضافة إلى أن كعبة مكة ـ دون غيرها من البيوت الحرام ـ إنما هي من بناء أبيهم إبراهيم وولده إسماعيل ، عليهما‌السلام ، فضلا عن إنها إنما كانت تضم أصناما لكل قبيلة عربية ، حتى زاد عدد الأصنام في الكعبة على ثلاثمائة صنم (٤) ، وأخيرا فإن الكعبة إنما أصبحت آخر الأمر ، المفخرة القومية ، والحرام الإلهي عند العرب ، ثم غدت بعد حين من الدهر ،

__________________

(١) ياقوت ١ / ٢٣٨ ، ٣ / ٤٢٧ ، ٤ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ ، ٥ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، بلوغ الأرب ١ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، ٢ / ٢٠٢ ، ٢٠٧ ـ ٢٠٩ ، كتاب الأصنام ص ٣٨ ، البكري ٢ / ٦٠٣ ، كتاب المحبر ص ٣١٧ ، ابن حزم : جمهرة أنساب العرب ص ٤٩٣ ، الروض الآنف ١ / ٦٦.

(٢) عباس العقاد ، مطلع النور ص ١١٢ ـ ١١٣.

(٣) نفس المرجع السابق ص ١١٣.

(٤) الازرقي ١ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، اليعقوبي ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، الروض الآنف ٢ / ٢٧٦ ، كتاب الأصنام ص ٢٧ ـ ٢٨ ، جوستاف لوبون : حضارة العرب ص ١٢٤ ، جرجي زيدان : تاريخ التمدن الاسلامي ١ / ٣٧ وكذاE ,Gibbon ,op - cit ,P.٥٢٢.

٤٠٥

الجوار الوحيد الذي يشعر العرب عنده ، بشعور العروبة الموحدة ، عالية الرأس ، غير مستكينة لأجنبي ، كائنا من كان.

ولعل هذا كله إنما كان سببا في أن يرى العرب أن مقاومة حملة أبرهة ، إنما هو الواجب المفروض عليهم ، ومن ثم فقد تعرض للحملة شريف يمني يدعى «ذو نفر» ، لم يكتب له النجاح في مهمته ، وأخذ اسيرا ، والأمر كذلك بالنسبة إلى «نفيل بن حبيب الخثعمي» ، وهكذا استمرت الحملة في طريقها ، حتى إذا ما وصلت إلى الطائف ، تقدم زعيمها «مسعود بن معقب» إلى الطاغية الحبشي ، يعلن له الخضوع ، ثم بعث معه «أبا زغال» ليدله على الطريق إلى مكة ، فأنزله «المغمس» ـ على مبعدة ثلثي فرسخ من مكة في طريق الطائف ـ وهناك هلك أبو رغال ، ورجمت العرب قبره بعد ذلك (١).

ويصل أبرهة إلى أرباض مكة ، ويرسل «الأسود بن مقصود» على فرسانه ، فيسوق إليه أموال تهامة من قريش وغيرها ، ومن بينها مائتا أو أربعمائة بعير لسيد مكة ، عبد المطلب بن هاشم ، ثم يبعث برجل من العرب يدعى «حقاطة» يبلغ سيد مكة أن أبرهة لم يأت لقتالهم ، وإنما لهدم البيت الحرام ، فإن لم يمنعوه ، فهم في أمان من حربه.

ويلقى رسول أبرهة سيد مكة ، ويبلغه رسالة أبرهة ، فيقول له عبد المطلب : «والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، وهذا بيت الله الحرام ، وبيت إبراهيم خليله عليه‌السلام ، فإن يمنع منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبنيه ، فو الله ما عندنا دفع عنه».

__________________

(١) ابن الأثير ١ / ٤٤٣ ـ ٤٤٥ ، تفسير الطبري ٣٠ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ ، تفسير القرطبي ص ٧٢٧٨ ـ ٧٢٧٩ (طبعة الشعب) ، ص ١٨٨ ـ ١٨٩ (طبعة دار الكتب) ، تفسير ابن كثير ٨ / ٥٠٤ ـ ٥٠٥ (طبعة الشغب) ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٢٣٤ ، في ظلال القرآن ٨ / ٦٦٥ ، مروج الذهب ٢ / ٥٣ ، ياقوت ٣ / ٥٣ ـ ٥٤ ، ٥ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، الأزرقي ١ / ١٤١ ـ ١٤٢.

٤٠٦

وتستمر الرواية بعد ذلك ، فتذهب إلى أن الرسول إنما أخذ معه عبد المطلب إلى أبرهة ، وكان عبد المطلب رجلا عظيما مهيبا وسيما ، فنزل أبرهة عن سريره وأجلسه معه ، وسأله عن طلبه ، فقال عبد المطلب : الإبل التي ساقها جندك ، وهنا يذهب الرواة إلى أن أمر عبد المطلب قد هان في نظر أبرهة ، وقال له : «أتسأل عن البعير ، وتترك البيت الذي هو دين آبائك ، ودينك من بعدهم» ، فقال عبد المطلب : «أنا رب الإبل ، وللبيت رب يحميه» ، وهنا أمر أبرهة برد إبل عبد المطلب دون غيرها (١) ، فأخذها عبد المطلب وقلدها النعال ، وساقها هديا إلى الحرم ، وهناك وقف على باب الكعبة يقول :

[يا رب لا أرجو لهم سواكا

يا رب فامنع منهم حماكا]

[إن عدو البيت من عاداكا

فامنعهم أن يخربوا قراكا]

[لا هم إن العبد يمنع رحله

فامنع حلالك] لا يغلبن صليبهم

ومحالهم غدرا محالك]

[وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك] (٢)

ويعلق الاستاذ العقاد ـ طيب الله ثراه ـ على موقف عبد المطلب هذا ، بأنه كان موقفا حكيما ، يتفق وما عرف عن صفات هذا السيد العظيم ، لا تهور مع القوة الطاغية ، ولكن لا خضوع لها ، بل وضع لها في موضعها ،

__________________

(١) هناك رواية تذهب إل أن عبد المطلب صحب معه نفاثة بن عدي سيد بكر ، وخويلد بن واثلة سيد هذيل ، فعرضا على أبرهة ثلث أموال تهامه على أن يرجع ولا يهدم البيت ، فرفض (أنظر : الازرقي ١ / ١٤٥ ، روح المعاني ٣٠ / ٢٣٥ ، تفسير الطبري (٣٠ / ٣٠٢)

(٢) تاريخ الطبري ٢ / ١٣٣ ـ ١٣٦ ، تفسير الطبري ٣٠ / ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ، الازرقي ١ / ١٤٣ ـ ١٤٥ ، ابن الأثير ١ / ٤٤٤ ، تفسير الفخر الرازي ٣٢ / ٩٦ ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، في ظلال القرآن ٨ / ٦٦٥ ـ ٦٦٦ ، مروج الذهب ٢ / ١٠٤ ـ ١٠٦ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ،؟؟؟؟ دلائل النبوة ١ / ٥٨ ـ ٥٩ ، ابن هشام ١ / ٤٨ ـ ٥٢ ، ابن سعد ١ / ٥٥ ـ ٥٦ ، تفسير ابن كثير ٨ / ٥٠٤ ـ ٥٠٦ ، حياة محمد ص ١٠١ ـ ١٠٢ ، تفسير القرطبي ص ٧٢٧٩ ـ ٧٢٨٢ (طبعة الشعب) ، العقاد : مطلع النور ص ١٢١ ـ ١٢٢ ، عبد المجيد عابدين المرجع السابق ص ٦٤ ـ ٦٥ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٦٢.

٤٠٧

وقول يناسب كل مقام ، فإذا خامر الظن أحدا لا يفهم معنى هذه الأنفة التي تأنف من التهور ، لما تأنف من الجبن ، فهناك الجواب الفعال الذي يغني ما ليس يغنيه المقال : ما سألت عن الإبل لأنني اضن بأثمانها ، فإنني قد وهبتها بعد ذلك للبيت ، ولكني سألت عنها لأنها موضع سؤالي ، وتركت السؤال عن البيت لأن استجداء الرحمة من أبرهة لبيت الله ينفي الثقة بالبيت وبالله (١) ، فضلا عن أن أبرهة ما كان ليرجع عن عزمه ، إن سأله عبد المطلب أن يكف عن البيت ، وهو الذي أعد كل ذلك من أجل أن يهدم هذا البيت ، ومن ثم فإن طلب عبد المطلب من أبرهة الرحمة بالبيت ، طلب لا موضع له ، في هذه الظروف ، وإزاء كل هذه التجهيزات العسكرية.

وهنا تروي المصادر العربية أن عبد المطلب قد انطلق ومن معه من قريش إلى شعاب الجبال ، فتحرزوا فيها ينتظرون ما يفعل أبرهة بمكة إذا دخلها ، غير أن هناك رواية أخرى ـ نرجحها ونميل إلى الأخذ بها ـ تذهب إلى أن عبد المطلب ، بعد أن لم يفلح في تعبئة قريش لقتال الأحباش ، لم يفارق الكعبة حين تفرقت قريش في شعاب مكة وجبالها خوفا من الغزاة ، وإنما أخذ يستعد لمقاومة الغزو بمن أطاعه من قومه ، وهو مع ذلك كان دائم الدعاء لربه ، ليرد كيد المغير عن بيته الحرام ، ومن ثم فإن المرض حين تفشى في جيش أبرهة وارتد عن مكة ، علت مكانة عبد المطلب فوق علوها (٢). ولعل مما يرجح مقاومة عبد المطلب أن العرب حين سمعت بحملة أبرهة على الكعبة ، رأوا جهاده حقا عليهم ، ومن ثم فقد خرج رجل من أشراف اليمن دعوه «ذو نفر» ، فدعا قومه ومن أجابه من سائر

__________________

(١) عباس العقاد : مطلع النور ص ١٢٢.

(٢) ابن هشام (١ / ٤٩ ـ ٥٠ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، دلائل النبوة ١٥ / ٥٧ ، المعارف ص ٣١٢ ، الازرقي ١ / ١٤٥ ، احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٣٨.

٤٠٨

العرب إلى حرب أبرهة وجهاده ، ورغم أن «ذا نفر» قد فشل في مهمته ، فإنه قد أثبت أن العرب لم يخنعوا لأبرهة ، ولم يستكينوا لرغبته في هدم كعبتهم الشريفة ، أضف إلى ذلك أن «البيهقي» يذهب إلى أن الأشعريين وخثعم ، حينما وصلوا إلى الحرم الشريف كسروا رماحهم وسيوفهم ، وبرءوا إلى الله تعالى من أن يعينوا على هدم البيت الحرام (١).

(٦) نتائج الحملة

منيت حملة أبرهة بفشل ذريع ، ذلك لأن إرادة الله أرادت غير ما أراد الطاغية الحبشي ، «وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول» ، وسواء أكانت هذه الطير الأبابيل ، طيرا من البحر رمتهم بحجارة مثل الحمص والعدس ، لا تصيب الواحد منهم إلا هلك ، أو أنها أشباه اليعاسيب رمتهم بحجارة من سجيل ، وهو طين خلط بحجارة خرجت من البحر ، أو أنها مثل صغار العصافير السوداء ، أو أن المراد بها جراثيم الوباء ، أو أنه وباء لا ندري عنه شيئا ، فتلك بجيش أبرهة ، أو أنه بالتحديد مرض الجدري قد فتك بالجنود وقائدهم ، أو أنه الجدري والحصبة معا (٢) ، فالنتيجة واحدة لا تتغير

__________________

(١) البيهقي : دلائل النبوة ١ / ٥٩ ، ابن هشام ١ / ٤٥ ـ ٤٦ ، تفسير القرطبي ص ٧٢٧٨ ، تفسير ابن كثير ٨ / ٥٠٤.

(٢) ابن هشام ١ / ٥٩ ومروج الذهب ٢ / ١٠٥ ، تفسير الفخر الرازي ٣٢ / ٩٦ ـ ٩٧ ، تفسير الجلالين (نسخة على هامش البيضاوي) ٢ / ٥٧٦ ـ ٥٧٧) ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٢٣٥ ـ ٢٣٧ ، تفسير الطبري ٣٠ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، ٣٠٤ ، تفسير النيسابوري ٣٠ / ١٦٥ ، تفسير القرطبي ص ٧٢٨٢ ـ ٧٢٨٣ ـ ٧٢٨٦ ـ ص ٧٢٩٠ (طبعة الشعب) ، ٢٠ / ١٩٦ ـ ١٩٩ (طبعة دار الكتب) ، تفسير في ظلال القرآن ٨ / ٦٦٦ ـ ٦٧٥ ، تفسير ابن كثير ٨ / ٥٠٧ ـ ٥٠٩ ، تفسير جزء عم للامام محمد عبده ص ١٢١ ـ ١٢٢ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٥٧٦ ، الأزرقي ١ / ١٤٦ ـ ١٤٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٣٦ ـ ١٣٩ ، البداية والنهاية ٢ / ١٦٩ ، وهب ابن منبه : المرجع السابق ص ٣٠٣ ، يوسف احمد : المحمل والحج ص ٧٧ ، الرحلة الحجازية ص ١٢٩ ، ابن سعد ١ / ٥٦ ، حياة محمد ص ١٠٢ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٦٢

٤٠٩

بصحة سبب من هذه الأسباب ، وعدم صحة آخر ، فشل ذريع لحملة ظلوم من طاغية غشوم ، أراد بالبيت الحرام سوءا ما بعده سوء ، فحمى الله بيته ، وأهلك عدوه ، حتى أن المراجع تكاد تجمع على أن أبرهة لم يبلغ صنعاء ، إلا بعد جهد جهيد ، وهناك مات مشيعا بلعنات العرب من كل أنحاء شبه الجزيرة العربية ، ومقدما في الوقت نفسه العبرة لكل ظالم جبار تسول له نفسه أن يفكر في الاعتداء على بيت الله الحرام وآله.

وكان من نتائج الحملة أن علت مكانة عبد المطلب الدينية والأدبية علوا كبيرا ، حتى كانت قريش تقول بعد ذلك «عبد المطلب إبراهيم الثاني» ، كما علت ، في الوقت نفسه ، مكانة قريش بين القبائل العربية ، وقالت العرب عنهم «أهل الله قاتل عنهم كفاهم مئونة عدوهم» (١).

هذا وقد اشار القرآن الكريم إلى هذا الحادث الجلل في سورة كاملة ، هي سورة الفيل ، يقول عزّ من قال : «ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ، ألم يجعل كيدهم في تضليل ، وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول».

وأخيرا فإن هذا النصر العظيم الذي أعطاه الله للعرب على أبرهة ، إنما كان ارهاصا بدعوة المصطفى (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) وشرفه العظيم ، فضلا عن دلالة واضحة على شرف البيت الحرام ، وحماية الله له من كل ظالم غشوم ، وإجابة لدعوة الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ «رب أجعل هذا بلدا آمنا (٢)».

__________________

(١) ابن هشام ١ / ٥٧ ، الازرقي ١ / ١٤٨ ، تفسير القرطبي ٢٠ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، ٢٠٠

(٢) سورة البقرة آية ١٢٦ ، وانظر : تفسير الفخر الرازي ٣٢ / ٩٧ ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٢٣٣ ، تفسير القرطبي ٢ / ٥٠٢ ـ ٥٠٥ ، تفسير ابن كثير ١ / ٢٤٧ ـ ٢٥٣ ، تفسير المنار ١ / ٣٨٣ ـ ٣٨٦ ، تفسير الطبري ٣ / ٤٤ ـ ٥٦ (دار المعارف) ، تفسير الكشاف ١ / ١٨٦

٤١٠

وهكذا كانت حملة أبرهة ـ كما يقول براون ـ فاتحة عصر جديد ، في تاريخ حياة العرب القومية (١) ، حتى أنهم اعتبروها مبدأ تقويم يؤرخون به الأحداث ، ومن ثم فقد كانت قريش تؤرخ بعد ذلك بعام الفيل (٢) ، كما أن هذه الهزيمة المنكرة لأبرهة جعلت الحبشة لا تفكر بعد هذا الحادث أبدا في أن تقوم بعمل عسكري ضد مكة ، بخاصة وأن القوم في اليمن سرعان ما استعانوا بالفرس ، وطردوا الأحباش من بلادهم ـ وإلى الأبد إن شاء الله ـ ومن ثم فإننا نرى أن العلاقات بين الحبشة والعرب في مكة إنما كانت طيبة على أيام البعثة النبوية الشريفة ، بل إننا نعرف أن رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان على علاقة طيبة بالنجاشي ، الذي يرى فيه المؤرخون المسلمون «عم أصحمة» ، بينما يرى المؤرخون المحدثون أنه «أرماح الثاني» أو «أرمحة» ، ومن ثم فإنهم يذهبون إلى أن «عم أصحمة» هذا ، إنما كان حاكما على إقليم من أقاليم الحبشة ، وعلى أي حال ، فإن النجاشي قد أكرم وفادة المسلمين الذين هاجروا إلى بلاده فرارا من اضطهاد قريش لهم ، والأمر كذلك بالنسبة إلى علاقة النجاشي بقريش التي أرسلت له سفارة فأوصته في رد هؤلاء المهاجرين (٣).

بقي أن نشير إلى أن تاريخ حملة أبرهة هذه ما يزال موضع خلاف بين

__________________

(١) حسن إبراهيم : تاريخ الإسلام السياسي ١ / ٧٦

(٢) الازرقي ١ / ١٤٨ ، هيكل : حياة محمد ص ١٠٢

(٣) ابن هشام ١ / ٣٢١ ـ ٣٤١ (طبعة الحلبي الثانية ـ القاهرة ١٩٥٥) ، الطبقات الكبرى ١ / ١٣٦ ـ ١٣٩ ، ابن الأثير ٢ / ٧٦ ـ ٨٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٢٨ ، ٣٣٥ ، زاد المعاد ٢ / ٧٥ (طبعة عام ١٩٢٨) ، احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٥٩ ، عبد المجيد عابدين : المرجع السابق ص ٧١ ـ ٨١ ، رحلة صادق باشا المؤيد إلى الحبشة ، ترجمة رفيق العظم ص ١٨٦ وكذاP.P.٧٣١ ,٠٧٢ ـ ١٧ وكذا DE Lecy o\'Leavy, op - cit, P. ٤٨١ E, N, W. Budge, A History of Ethiopia, Nubia, and Abyssinia, London, ٨٣٩١

٤١١

المؤرخين ، فهو عام ٥٥٢ م على رأي (١) ، وهو عام ٥٦٣ م على رأي آخر (٢) ، وكلاهما يخالف المعهود من أن الحملة إنما كانت في عام ٥٧٠ ـ ٥٧١ م ، وهو ما نرجحه ونميل إلى الأخذ به ، طبقا للدراسة التي قام بها «محمود باشا الفلكي» (٣) ، وأثبت فيها أن مولد المصطفى (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ـ وقد كان في عام الفيل (٤) ـ إنما كان في يوم الاثنين ، التاسع من ربيع الأول ، الموافق ٢٠ أبريل من عام ٥٧١ م (٥).

__________________

(١) Le Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.P.٧٢٤ ـ ٨٢

(٢) جواد علي ٣ / ٤٩٦ وكذاLe Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.٧٢٤

(٣) محمود باشا الفلكي : التقويم العربي قبل الاسلام ، وتاريخ ميلاد الرسول وهجرته ، القاهرة ١٩٦٩ ص ٣٣ ـ ٤٤

(٤) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٢٣٣

(٥) راجع ما قدمناه هنا في هذه الدراسة من قبل عن الآراء التي دارت حول المولد النبوي الشريف.

٤١٢

المصادر والمراجع العربية

١ ـ القرآن الكريم

كتب الحديث

٢ ـ البخارى ، الامام ابو عبد الله محمد بن اسماعيل : صحيح البخارى ، ٢٥ جزءا دار أحياء الكتب العربية ، القاهرة (بدون)

٣ ـ ابن حنبل ، الامام احمد : مسند الامام احمد بن حنبل ، المكتب الاسلامي ، بيروت (بدون)

٤ ـ ابو داود ، الامام الحافظ السجستاني الازدي : سنن ابي داود ، نشر وتوزيع محمد علي السيد ، حمص ، ١٣٨٨ ه‍ ١٩٦٩ م

٥ ـ ابن ماجة ، الحافظ ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني : سنن ابن ماجة : جزءان ، عيسى البابي الحلبي ، القاهرة (بدون)

٦ ـ مسلم ، الامام ابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري : صحيح مسلم ، الطبعة الثانية ، تحقيق محمد ناصر الدين ، بيروت ١٣٩٢ ه‍ ـ ١٩٧٢ م

كتب التفسير

٧ ـ الألوسي ، السيد محمد شكري : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، بيروت (بدون)

٨ ـ البيضاوي ، ابو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، دار صادر ، بيروت (بدون)

٩ ـ لخازن ، ابي محمد الحسين الفراء البغوي : لباب التأويل في معاني التنزيل ، دار الفكر ، بيروت (بدون)

٤١٣

١٠ ـ الرازي ، الفخر : التفسير الكبير ، دار الكتب العلمية ، طهران (بدون)

١١ ـ الزمخشري ، الامام جار الله محمود بن عمر : الكشاف على حقائق التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التأويل ، بيروت (بدون)

١٢ ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر : الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ، بيروت (بدون)

١٣ ـ الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير : جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، دار المعرفة ، بيروت ١٣٩٢ ه‍

١٤ ـ القرطبي ، ابو عبد الله محمد بن احمد الانصاري : الجامع لأحكام القرآن ، ٢٠ جزءا الطبعة الثالثة ، دار الكاتب العربي ، القاهرة ١٣٨٧ ه‍ ١٩٦٧

١٥ ـ قطب ، سيد : في ظلال القرآن ، الطبعة الثانية ، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة (بدون)

١٦ ـ ابن كثير ، اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي : تفسير القرآن العظيم ، مطبعة الاستقامة ، القاهرة ١٣٧٣ ه‍ ١٩٥٤ م

١٧ ـ المنار ، دار المنار : تفسير القرآن الحكيم ، الطبعة الرابعة ، دار المنار ، القاهرة ١٣٧٣ ه‍

١٨ ـ النسفي ، ابو البركات عبد الله بن احمد بن محمود : مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، المكتبة الأموية ، بيروت (بدون)

١٩ ـ النيسابوري ، نظام الدين بن محمد بن حسين القمي : غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، الطبعة الاولى ، بولاق مصر ١٣٢٣ ه‍

* * *

٢٠ ـ الكتاب المقدس : العهد القديم والعهد الجديد ، دار الكتاب المقدس ، القاهرة ١٩٦٩

* *

٤١٤

٢١ ـ ابن الأثير ، عز الدين ابو الحسن علي الشيباني : الكامل في التاريخ ـ الجزء الأول والثاني ـ بيروت ١٩٦٥

٢٢ ـ ابن العبري ، ابو الفرج جريجورس بن هارون : تاريخ مختصر الدول ، بيروت ١٩٥٨

٢٣ ـ ابن الكلبي ، ابو المنذر هشام بن محمد : كتاب الأصنام ، القاهرة ١٩٦٥

٢٤ ـ ابن النديم ، ابو الفرج محمد بن اسحاق : كتاب الفهرست ، القاهرة ١٣٤٨ ه‍

٢٥ ـ ابن بكار ، الزبير : جمهرة نسب قريش ، القاهرة ١٣٨١ ه‍

٢٦ ـ ابن بلهيد ، محمد بن عبد الله : صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار ـ خمسة أجزاء ، القاهرة ٥١ ـ ١٩٥٣

٢٧ ـ ابن تيمية ، احمد بن عبد الحليم : مقدمة في أصول التفسير ، دمشق ١٩٣٦

٢٨ ـ ابن تيمية ، احمد بن عبد الحليم : اقتضاء الصراط المستقيم ، القاهرة ١٩٥٠

٢٩ ـ ابن تيمية ، احمد بن عبد الحليم : مجموع فتاوى ابن تيمية ، الرياض ٨٢ ـ ١٣٨٣ ه‍

٣٠ ـ ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي : الموضوعات ، القاهرة ١٣٨٦ ه

٣١ ـ ابن حبيب ، ابو جعفر محمد : كتاب المحبّر ، حيدرآباد ١٩٤٢

٣٢ ـ ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي : فتح الباري بشرح البخاري ، القاهرة ١٣٨٠ ه‍

٣٣ ـ ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي : الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف ، القاهرة ١٣٥٤ ه

٤١٥

٣٤ ـ ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي : لسان الميزان ، حيدرآباد ١٣٢٩ ه‍

٣٥ ـ ابن حزم ، ابو محمد علي بن احمد : جمهرة أنساب العرب ، القاهرة ١٩٦٢

٣٦ ـ ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد : تاريخ ابن خلدون ـ الجزء الثاني ، بيروت ١٩٦٥

٣٧ ـ ابن دريد ، ابو بكر محمد بن الحسن : الاشتقاق ـ جزءان ، القاهرة ١٩٥٨

٣٨ ـ ابن رستة ، ابو علي احمد بن عمر : الأعلاق النفيسة ، ليدن ١٨٩

٣٩ ـ ابن سعد ، ابو عبد الله محمد بن سعد : الطبقات الكبرى ـ الجزء الأول ، القاهرة ١٩٦٨

٤٠ ـ ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله : جامع بيان العلم وفضله ، القاهرة (بدون)

٤١ ـ ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله : الاستيعاب في اسماء الأصحاب ، القاهرة ١٩٣٩

٤٢ ـ ابن عبد ربه ، ابو عمر احمد بن محمد الاندلسي : العقد الفريد ، القاهرة ١٩٥٣

٤٣ ـ ابن عبد الوهاب ، الامام محمد : مختصر زاد المعاد ، بيروت ١٣٩١ ه‍

٤٤ ـ ابن عراق ، علي بن محمد : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ، القاهرة (بدون)

٤٥ ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبد الله بن سالم : المعارف ، القاهرة ١٩٣٤

٤٦ ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبد الله بن سالم : تأويل مشكل القرآن ،

٤١٦

القاهرة ١٩٥٤

٤٧ ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبد الله بن سالم : الشعر والشعراء (جزءان) ، القاهرة ١٩٦٤

٤٨ ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبد الله بن سالم : عيون الأخبار ، القاهرة ١٩٦

٤٩ ـ ابن قتيبة ، ابو محمد عبد الله بن سالم : تأويل مختلف الحديث ، القاهرة ١٩٦٦

٥٠ ـ ابن كثير ، عماد الدين ابو الفداء اسماعيل : البداية والنهاية في التاريخ ـ الجزء الاول والثاني ، الرياض ١٩٦٦.

٥١ ـ ابن كثير ، عماد الدين ابو الفداء اسماعيل : فضائل القرآن ، بيروت ١٩٦٦

٥٢ ـ ابن كثير ، عماد الدين ابو الفداء ، اسماعيل : قصص الأنبياء ـ الجزء الاول والثاني ، القاهرة ١٩٦٨

٥٣ ـ ابن منبه ، وهب : كتاب التيجان في ملوك حمير ، حيدرآباد ، ١٣٤٧ ه‍

٥٤ ـ ابن منظور ، ابو الفضل محمد عبد الملك : لسان العرب ، بيروت ١٩٦٥

٥٥ ـ ابن هشام ، أبو محمد عبد الملك : سيرة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، القاهرة ١٩٥٥

٥٦ ـ أبو ريه ، محمود : أضواء على السنة المحمدية ، القاهرة ١٩٦٠

٥٧ ـ أبو زهرة ، محمد : المعجزة الكبرى : القرآن ، القاهرة ١٩٧٠

٥٨ ـ ابو شهبة ، محمد محمد : دفاع عن السنة ، القاهرة ١٩٦٧

٥٩ ـ ابو العلا ، محمود طه : جغرافية شبه الجزيرة العربية (الجزء الثالث والرابع) ، القاهرة ١٩٧٢

٦٠ ـ ابو الفداء ، الملك المؤيد عماد الدين اسماعيل : المختصر في أخبار البشر ، القاهرة ١٣٢٥ ه‍

٦١ ـ الارياني ، مطهر علي ، في تاريخ اليمن ، القاهرة ١٩٧٣

٤١٧

٦٢ ـ الأزرقي ، ابو اليد محمد بن عبد الله : أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ـ (جزءان) بيروت ١٩٦٩

٦٣ ـ الأسد ، ناصر الدين (دكتور) : مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية ، القاهرة ١٩٦٦

٦٤ ـ الاصفهاني ، حمزة : تاريخ سني ملوك الارض والأنبياء ، برلين ١٣٤٠ ه‍

٦٥ ـ الألوسي ، السيد محمود شكري : بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ، (٣ أجزاء) ، القاهرة ٢٤ ـ ١٩٢٥

٦٦ ـ الأنصاري ، عبد الرحمن (دكتور) : لمحات عن القبائل البائدة في الجزيرة العربية ، الرياض ١٩٦٩

٦٧ ـ الأنصاري ، عبد الرحمن (دكتور) : لمحات عن بعض المدن القديمة في شمال غربي الجزيرة العربية ، الرياض ١٩٧٥

٦٨ ـ الباقوري ، احمد حسن : مع القرآن ، القاهرة ١٩٧٠

٦٩ ـ البتنوني ، محمد لبيب : الرحلة الحجازية ، القاهرة ١٣٢٩ ه‍

٧٠ ـ البغدادي ، ابو بكر احمد بن علي : تقييد العلم ، دمشق ١٩٤٩

٧١ ـ البكري ، ابو عبيد عبد الله بن عبد العزيز : معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع ، (أربعة أجزاء) ، القاهرة ٤٥ ـ ١٩٥١

٧٢ ـ البلاذري ، احمد بن يحيى : كتاب فتوح البلدان (٣ أجزاء) ، القاهرة ٥٦ ـ ١٩٥٧

٧٣ ـ البلاذري ، احمد بن يحيى : أنساب الأشراف ، القاهرة ١٩٥٩.

٧٤ ـ البوطي ، محمد سعيد رمضان (دكتور) : من روائع القرآن ، دمشق ١٩٧٢

٧٥ ـ البيهقي ، ابو بكر احمد بن الحسين : دلائل النبوة ـ الجزء الأول ، القاهرة ١٩٧٠

٤١٨

٧٦ ـ الجاحظ ، ابو عثمان عمر بن بحر : البيان والتبيين ، القاهرة ١٩٤٨

٧٧ ـ الجارم ، محمد نعمان : أديان العرب في الجاهلية ، القاهرة ١٩٢٣

٧٨ ـ الجبوري ، ابو اليقظان عطية : مباحث في تدوين السنة المطهرة ، القاهرة ١٩٧٢

٧٩ ـ الحربي ، ابو اسحاق إبراهيم : كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة ، الرياض ١٩٦٩ ٧٩ ـ الجمحي ، محمد بن سلام : طبقات فحول الشعراء ، القاهرة ١٩٥٢

٨٠ ـ الحربي ، ابو اسحاق إبراهيم : كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة ، الرياض ١٩٦٩

٨١ ـ الحيمي ، الحسن بن احمد : سيرة الحبشة ، القاهرة ١٩٥٨

٨٢ ـ الخربوطلي ، علي حسني (دكتور) : الكعبة على مر العصور ، القاهرة ١٩٦٧

٨٣ ـ الخطيب ، عبد الكريم : القصص القرآني ، القاهرة ١٩٦٤

٨٤ ـ الخطيب ، محب الدين وآخرون : دفاع عن الحديث النبوي ، القاهرة ١٩٥٨

٨٥ ـ الديار بكري ، حسين بن محمد الحسن : تاريخ الخميس ، القاهرة ١٣٠٢ ه‍

٨٦ ـ الدميري ، كمال الدين : حياة الحيوان الكبرى ـ طبعة صبيح ، القاهرة (بدون)

٨٧ ـ الدينوري ، ابو حنيفة احمد بن داود ، الأخبار الطوال ، القاهرة ١٩٦٠

٨٨ ـ الذهبي ، محمد بن احمد : ميزان الاعتدال ، القاهرة (بدون)

٤١٩

٨٩ ـ الذهبي ، محمد ابن احمد : تذكرة الحفاظ ، حيدرآباد ١٩٥٦

٩٠ ـ الذهبي ، محمد بن احمد : سير أعلام النبلاء ، القاهرة ١٩٥٥

٩١ ـ الذهبي ، محمد السيد حسين : التفسير والمفسرون ، القاهرة ١٩٦١

٩٢ ـ الذهبي ، محمد السيد حسين : الإسرائيليات في التفسير والحديث ، القاهرة ١٩٧١

٩٣ ـ الزبيدي ، ابو الفيض مرتضى بن محمد : تاج العروس ، الكويت (بدون)

٩٤ ـ الزركشي ، بدر الدين محمد بن عبد الله : البرهان في علوم القرآن ، القاهرة ١٩٥٧

٩٥ ـ الزنجاني ، ابو عبد الله : تاريخ القرآن ، القاهرة ١٩٣٥

٩٦ ـ السباعي ، مصطفى : السنة ومكانتها في التشريع الاسلامي ، القاهرة ١٩٦١

٩٧ ـ السجستاني ، ابو بكر عبد الله بن ابي داود : كتاب المصاحف ـ نشره آرثر جفري ، القاهرة ١٩٣٦

٩٨ ـ السهيلي ، عبد الرحمن بن عبد الله : الروض الآنف ، القاهرة ١٩٧١

٩٩ ـ السمهودي ، نور الدين علي بن جمال الدين : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، (جزءان) ، القاهرة ١٣٢٦ ه‍

١٠٠ ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر : المزهر في علوم اللغة ، القاهرة ١٩٤٢

١٠١ ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر : الاتقان في علوم القرآن (جزءان) ، القاهرة ١٢٧٨ ه‍

١٠٢ ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر : تاريخ الخلفاء أمراء المؤمنين ، القاهرة ١٣٥١ ه

٤٢٠