انشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، ودعي الناس لفصل القضاء ؛ فوضعت في الميزان ، فان أرجح ، فأنا شريف كريم ، وان انقص الميزان ؛ فانا اللئيم الذليل ، فهذا حسبي ، وحسب الجميع ، فقال النبي ّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : صدق سلمان ، من اراد أن ينظر إلى رجل نوّر قلبه ، فلينظر إلى سلمان (١).
ويلاحظ هنا : أن هذه القضية تشبه كثيراً ، ما سيأتي في سبب قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منّا أهل البيت ، لكن هذه العبارة لم تذكر فيها .. والمناسب ذكرها ، فان من الطبيعي أن يغضب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من كلام ذلك القرشي الجافي ، وينتصر لسلمان بأكثر من هذه الكلمة الهينة اللينة ، المذكورة في آخر الرواية ..
٣ـ « وأخرج أيضاً من طريق البيهقي ، وعبدالرزاق ، عن قتادة ، قال :
كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان شيء؛ فقال سعد ، وهم في مجلس : انتسب يا فلان ، فانتسب ، ثم قال : للآخر : أنتسب. فانتسب .. حتى بلغ سلمان. فقال : انتسب يا سلمان ، فقال : ما أعرف لي أبا إلا الاسلام ، ولكن سلمان بن الاسلام ، فنمي ذلك إلى عمر. فقال عمر لسعد : انتسب. فقال : انشدك الله يا أمير المؤمنين ، وكأنه عرف. فأبى أن يدعه حتى انتسب ، ثم قال للآخر ، حتى بلغ سلمان ، فقال : انتسب ، فقال : انعم الله علي بالاسلام ؛ فأنا ابن الاسلام.
فقال عمر : قد علمت قريش : أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية ، وأنا عمر بن الاسلام ، أخو سلمان بن الاسلام أما والله ، لولاه لعاقبتك عقوبة يسمع بها اهل الامصار .. إلخ » (٢).
٤ ـ وثمة نص يفيد: ان سلمان المحمدي قد تعرض لمحاولة تحقير وامتهان من
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢٠٠ وراجع البحار ج ٢٢ ص ٣٥٥ عن أمالي الصدوق.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢٠٥ والمصنف ج ١ ص ٤٣٨.