مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

( قمم )

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُبْقُوا الْقُمَامَةَ فِي بُيُوتِكُمْ » هو بالضم : الكناسة والجمع قُمَامٌ.

وقَمَ البيت قَمّاً من باب قتل : كنسه. والْقِمَّةُ بالكسر : أعلى الرأس.

ومنه الْحَدِينثَ « الْحُمْرَةُ الَّتِي تَرْفَعُ مِنْ الْمَشْرِقِ إِذَا جَاوَزَتْ قِمَّةَ الرَّأْسِ » أي أعلاه.

والْقِمَّةُ أيضا : قامة الرجل.

والْقُمْقُم بضم القافين : آنية من النحاس يسخن فيها الماء. وقد جاء فِي الْحَدِيثِ « الْقُمْقُمَةُ مِثْلُهُ ».

والْقُمْقُمَةُ : وعاء من صفر يستصحبه المسافر.

والْقَمْقَام : السيد ، رومي معرب ، والجمع قَمَاقِم.

( قنم )

الْأُقْنُوم : لفظ سرياني يستعمله النصارى ، ومعناه بالعربية : الأصل ، وقد مر في ( ثلث ) : ما زعمته النصارى من الْأَقَانِيم.

( قوم )

قوله تعالى ( أَقِمِ الصَّلاةَ ) [ ١٧ / ٧٨ ] قيل هي تعديل أركانها وحفظها من أن يقع زيغ في أفعالها ، من أَقَامَ العود إذا قَوَّمَهُ.

وقيل : المواظبة عليها ، من أَقَامَت السوق إذا نفقت ، وأَقَمْتُهَا إذا جعلتها نافقة ، فإنها إذا حوفظ عليها كانت كالنافق الذي يرغب فيه ، وإذا ضيعت كانت كالكاسد المرغوب عنه.

وقيل : التشمير لأدائها من غير فتور ولا توان ، من قولهم : قَامَ بالأمر : إذا جد فيه وتجلد ، وضده قعد فيه وتقاعد.

وقيل : أداؤها ، عبر عنه بِالْإِقَامَة لاشتمالها على الْقِيَام ، كما عبر عنها بالركوع والسجود والقنوت.

قوله ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) [ ٢ / ١٢٥ ] الْمَقَام بالفتح : موضع الْقِيَام ومَقَامُ إبراهيم عليه‌السلام هو الحجر الذي أثر فيه قدمه ، وموضعه أيضا. وَكَانَ لَازِقاً بِالْبَيْتِ فَحَوَّلَهُ عُمَرُ.

١٤١

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ مَشْحُونٌ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ آدَمَ عليه‌السلام لَفِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى ».

والْمُقَام بالضم : موضع الْإِقَامَة.

قوله ( وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) [ ٣٧ / ١٦٤ ] قال المفسر : هذا قول جبرئيل عليه‌السلام. وقيل : إنه قول الملائكة.

قوله ( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) [ ٤ / ٣٣ ] الآية أي لهم عليهن قِيَامُ الولاء والسياسة ، وعلل ذلك بأمرين :

« أحدهما » ـ موهبي من الله تعالى وهو أن الله فضل الرجال عليهن بأمور كثيرة من كمال العقل ، وحسن التدبير وتزائد القوة في الأعمال والطاعات. ولذلك خصوا بالنبوة ، والإمامة ، والولاية وإِقَامَة الشعائر والجهاد ، وقبول شهادتهم في كل الأمور ، ومزيد النصيب في الإرث وغير ذلك.

و « ثانيهما » ـ كسبي وهو أنهم ينفقون عليهن ، ويعطونهن المهور مع أن فائدة النكاح مشتركة بينهما. والباء في قوله ( بِما ) وفي قوله ( وَبِما أَنْفَقُوا ) للسببية ، وما مصدرية أي بسبب تفضيل الله ، وبسبب إنفاقهم. وإنما لم يقل : بما فضلهم عليهن ، لأنه لم يفضل كل واحد من الرجال على كل واحدة واحدة من النساء ، لأنه كم امرأة أفضل من كثير من الرجال. كذا قرره بعض المفسرين.

و ( الْقَيُّومُ ) من أسمائه تعالى ، أي الْقَائِمُ الدائم الذي لا يزول ، أو الذي به قِيَامُ كل موجود ، والْقَيِّم على كل شيء بمراعاة حاله ودرجة كماله.

قوله : ( قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ ) [ ١٣ / ٣٣ ] أي رقيب عليها.

قوله ( دِيناً قَيِّماً ) [ ١٨ / ٢ ] هو فَعِيل من قَامَ ، كسيد من ساد (١) ، وهو أبلغ من الْمُسْتَقِيم ، باعتبار الزنة.

__________________

(١) أصله : سيود ـ بسكون الياء وكسر الواو. وكذا « قيم » أصله قيوم ، فقلبت الواو ياء ثم أدغمت.

١٤٢

وقَيِّم : قَائِم.

قوله ( وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ) [ ٩ / ٨٤ ] أي لا تقف على قبره للدفن أو الزيارة.

قوله ( وَأَقامُوا الصَّلاةَ ) [ ٢ / ٢٧٧ ] أداموها في مواقيتها من قولهم أَقَامَ الشيء أي أدامه ( وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ) [ ٢ / ٢ ] مثله. ويقال إِقَامَتُهَا : أن يؤتى بها بحقوقها كما فرض الله عزوجل. من قَامَ بالأمر وأَقَامَ : إذا جاء معطى حقوقه.

قوله ( وَإِقامَ الصَّلاةِ ) [ ٢٤ / ٣٧ ] أي إدامتها ، فالتاء في الْإِقَامَةِ عوض عن العين الساقطة ، إذ الأصل : إِقْوَامٌ. فلما أضيفت ، أُقِيمَتِ الإضافة مَقَامَ حرف التعويض وأسقطت. وفي المحذوف من الألفين : الزائدة أو الأصلية؟ قولان مشهوران « الأول » قول سيبويه و « الثاني » قول الأخفش.

( وَإِقامَ الصَّلاةِ ) : نادى لها.

قوله ( وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ ) [ ٤ / ١٦٢ ] قال الشيخ أبو علي : ( الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ ) نصب على المدح ، لبيان فضيلة الصلاة. وقيل : هو عطف على ما أنزل إليك أي يؤمنون بالكتب ، وبِالْمُقِيمِينَ الصلاة وهم الأنبياء ، ( وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ ) بالنصب على تقدير النون ، وإنما حذفت تخفيفا ، وقرأ ابن مسعود : والْمُقِيمِينَ على الأصل.

قوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ) [ ٤ / ٣٣ ] أي ولو كان ذلك بإقرار على أنفسكم.

قوله ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) [ ٢٦ / ٢١٨ ] قَالَ الْمُفَسِّرُ : الْمُرَادُ حِينَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِكَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ « سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ » وَكَذَلِكَ وَرَدَ مَرْفُوعاً « أَنَّهُ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ ». وَعَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى فَلْيَقُلْ فِي آخِرِ كَلَامِهِ فِي مَجْلِسِهِ : سُبْحَانَ رَبِّكَ ».

قوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) [ ٥ / ٦ ] الآية. قال بعض المفسرين : قِيَامُ الصلاة قسمان ، قِيَامُ

١٤٣

الدخول فيها ، وقِيَامُ التهيؤ لها ، والمراد هنا الثاني وإلا لزم تأخير الوضوء عن الصلاة ، وهو باطل إجماعا ، فلذلك قيل : إذا أردتم الْقِيَامَ كقوله تعالى ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) [ ١٧ / ٤٥ ] عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها ، فهو من إطلاق المسبب على السبب ، كقولهم كما تدين تدان.

وقيل : المراد إذا قصدتم الصلاة ، لأن الْقِيَامَ إلى الشيء والتوجه إليه يستلزم القصد إليه ، فيكون من إطلاق الملزوم على اللازم.

وقيل : كل ذلك يخرج ( إلى ) عن موضعها الحقيقي ، وهو كونها للغاية الزمانية أو المكانية ، والحقيقة أولى وذلك مستلزم لتقدير زمان هي موضوعة لغايته ، فيكون التقدير : إذا أَقَمْتُمْ زمانا ينتهي إلى الصلاة ، فيكون الْقِيَامُ على حقيقته ، والمقدر هو الزمان الذي يقتضيه لفظ إلى والفعل معا ـ انتهى.

قوله ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ ) [ ٧ / ١٣٧ ] الآية. قال الشيخ أبو علي : الْقَوْمُ هم بنو إسرائيل كان يستضعفهم فرعون وقَوْمُهُ ، والأرض : أرض مصر والشام ، ملكها بنو إسرائيل بعد العمالقة والفراعنة فتصرفوا في نواحيها الشرقية والغربية كيف شاءوا.

قوله ( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) [ ٣٠ / ٢٥ ] أي قِيَام السماوات والأرض واستمساكها بغير عمد بأمره أي بقوله كونوا قَائِمِينَ.

قوله ( دارَ الْمُقامَةِ ) [ ٣٥ / ٣٥ ] بالضم أي دار الْإِقَامَةِ ، والْمَقَامَة بالفتح : المجلس.

قوله ( لا مُقامَ لَكُمْ ) [ ٣٣ / ١٣ ] أي لا موضع لكم ، وقرىء بالضم أي لا إِقَامَةَ لكم.

قوله ( مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ) [ ٢٥ / ٧٦ ] أي موضعا.

وقِوَام الأمر : نظامه وعماده ، يقال فلان قِوَام أهل بيته وقِيَامُهُمْ ، وهو الذي

١٤٤

يُقِيمُ شأنهم.

ومنه قوله تعالى ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) [ ٤ / ٤ ].

قوله ( إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ) [ ٣ / ٧٥ ] أي تطالبه بإلحاح.

قوله ( أُمَّةٌ قائِمَةٌ ) [ ٣ / ١١٣ ] مُسْتَقِيمَةٌ عادلة ، والِاسْتِقَامَة : الاعتدال في الأمر.

وقوله ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ ) [ ٤١ / ٦ ] يعني في توجه دون الآلهة.

قوله ( لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ )(١) أي على الطاعة. وقيل : لم يشركوا به شيئا.

قوله ( جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ ) [ ٥ / ٩٧ ] قال المفسر : قرأ ابن عباس قيما ، والباقون ( قِياماً ) ، مصدر كالصيام والعياذ. والمعنى : أن الله جعلها لِيَقُومَ الناس بالتوجه إليها في متعبداتهم ومعاشهم ، أما في متعبداتهم فواضح ، وأما في معاشهم فأمنهم عندها من المخاوف وأذى الظالمين ، وتحصيل الرزق عندها بالمعاش والاجتماع العام عندها بجملة الخلق الذي هو أحد أسباب انتظام معاشهم إلى غير ذلك.

قوله ( عَذابٌ مُقِيمٌ ) [ ٥ / ٣٧ ] أي دائم كعذاب النار ، أو عذاب مُقِيم معهم في العاجل لا ينفكون منه.

قوله ( وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) [ ٢٥ / ٦٧ ] الْقَوَامُ بالفتح : العدل والاعتدال.

قوله ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) [ ٥٥ / ٤٦ ] المراد بِالْمَقَام على ما قيل : موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب ، أو هو مصدر بمعنى قِيَامِهِ على أحوالهم ومراقبته لهم ، والمراد مَقَام الخائف عند ربه.

__________________

(١) والآية من سورة الجن : « وأن لو ( استقاموا ) على الطّريقة لأسقيناهم ماء غدقا » [ ٧٢ / ١٦ ] وليست فيها ( ثم ). نعم في سورة فصلت : ٣٠ وسورة الأحقاف : ١٣ « ثمّ ( استقاموا ) » ولكن بعدها في الأولى : ( تتنزّل عليهم ) وفي الثانية : ( فلا خوف عليهم ).

١٤٥

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْهُ عليه‌السلام « قَالَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ ، وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذَلِكَ عَنِ الْقُبْحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذَلِكَ الَّذِي ( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ) ».

قيل : والمراد بالجنتين جنة يستحقها العبد بعقائده الحقة ، وأخرى بأعماله الصالحة. أو إحداهما بفعل الحسنات ، والأخرى باجتناب السيئات. أو جنة يثاب بها ، وأخرى يتفضل بها عليه ، أو جنة روحانية وأخرى جسمانية.

قوله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) [ ٩٥ / ٤ ] أي منتصب الْقَامَة ، وسائر الحيوان مكب على وجهه. أو أراد أنه خلقهم على كمال في أنفسهم واعتدال في جوارحهم ، وأمازهم (١) عن غيرهم بالنطق والتمييز والتدبير إلى غير ذلك ، مما يختص به الإنسان.

قوله تعالى ( يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٨٣ / ٦ ] يعني يوم يَقُومُ الناس به من قبورهم لأمر رب العالمين في الجزاء والحساب.

وَفِي الْحَدِيثِ « يَقُومُونَ رَشْحُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ » وَفِي آخَرَ « يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ إِلَى أَطْرَافِ آذَانِهِمْ ».

قوله ( وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [ ٩٨ / ٥ ] يعني الذي تقدم ذكره. قال الشيخ أبو علي : وقيل دين الملة الْقَيِّمَة. والشريعة الْقَيِّمَة. قال النضر بن شميل سألت الخليل عن هذا؟ فقال « الْقَيِّمَة جمع الْقَيِّم ، والْقَيِّم والْقَائِم واحد فالمراد وذلك دين الْقَائِمِينَ لله بالتوحيد ، ثم قال : وفي الآية دلالة على بطلان مذهب أهل الجبر لأن فيها تصريحا بأنه تعالى إنما خلق الخلق ليعبدوه ».

واستدل بهذه الآية أيضا على وجوب النية في الطهارة وأنه أمر تعالى بالعبادة على وجه الإخلاص ولا يمكن الإخلاص إلا بالنية والقربة والطهارة عبادة ، فلا يجزي بغير نية.

قوله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً ) [ ١٨ / ١ ] قال الطبرسي : انتصب قَيِّماً

__________________

(١) أي ميزهم.

١٤٦

بمضمر ، وليس بحال من الكتاب لأن قوله ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) معطوف على ( أَنْزَلَ ) فهو داخل في حيز الصلة فمن جعله حالا من الكتاب يكون فاصلا بين الحال وذي الحال ببعض الصلة ، وذلك غير جائز ، والتقدير : ولم يجعل له عوجا جعله قَيِّماً ، لأنه إذا نفى عنه العوج فقد ثبت له الِاسْتِقَامَة ، وجمع بينهما للتأكيد.

والْقَوْمُ في كلام المحققين من اللغويين : الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال زهير :

وما أدري وسوف إخال أدري

أقَوْمٌ آل حصن أم نساء

 قال تعالى ( لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ ) [ ٤٩ / ١١ ].

وجمع الْقَوْم : أَقْوَام ، وجمع الجمع : أَقَاوِم. نص على ذلك الجوهري وغيره. سموا بذلك لِقِيَامِهِمْ بالعظائم والمهمات.

وعن الصنعاني وربما دخل النساء تبعا لأن قَوْمَ كل نبي رجال ونساء.

وقَوْمُ الرجل : أقرباؤه والذين يجتمعون معه في حد واحد. وقد يعم الرجل من الأجانب فيسميه قَوْمَهُ توسعا للمجاورة.

وقوله ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) [ ٣٦ / ٢٠ ] قيل كان مُقِيماً بينهم ، ولم يكن منهم. وقيل كانوا قَوْمَهُ.

ويذكر الْقَوْم ويؤنث ، يقال قَامَ الْقَوْمُ وقَامَتِ الْقَوْمُ. قال في المصباح : وكذلك اسم كل جمع لا واحد له من لفظه كرهط ونحوه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » يريد بذلك التهجد وعبادة الله تعالى.

ومنه الدُّعَاءُ « طَالَ هُجُوعِي » أي نومي « وَقَلَ قِيَامِي » أي طاعتي لك وعبادتي إياك. وهذا قِوَام الأمر بالفتح والكسر أي عماده الذي يَقُومُ به وينتظم. وتقلب الواو ياء جوازا مع الكسرة ، بل منهم من يقتصر على الكسر.

ومنه قوله تعالى ( جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) [ ٤ / ٤ ].

وَفِي الدُّعَاءِ « أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ

١٤٧

وَالْأَرْضِ » قال في المجمع الْقَيَّام والْقَيُّوم : الْقَائِمُ بأمور الخلائق ، والمدبر للعالم بجميع أحواله.

والْقِوَام بالكسر : ما يُقِيمُ الإنسان من القوت.

وقَوَام الرجل بالفتح : قَامَتُهُ وحسن طوله. وقَامَ : خلاف قعد.

وقَامَ على باب داره أي وقف.

وقَوْلُهُ « أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَالْكُرْسِيُّ » أي ثبت واستقر. ومثله « مَا قَامَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ سُوقٌ ».

وقَامَ بالأمر يَقُومُ به قِيَاماً فهو قَوَّام وقَائِم.

واسْتَقَامَ الأمر : تم.

وأَقَامُوا حروف الكتاب : أثبتوها وصدقوا بها.

وقَامَ يَقُومُ قِيَاماً : انتصب ، واسم الموضع : الْمَقَام بالفتح.

وأَقَامَ بالبلد إِقَامَةً : اتخذه وطنا ، فهو مُقِيم. والهاء عوض عن عين الفعل (١).

وقَامَ المتاع بكذا أي تعدلت قِيمَتُهُ به وقَوَّمْتُهُ فَتَقَوَّمَ : عدلته فتعدل.

وقَوَّمْتُ المتاع : جعلت له قِيمَةً.

والْقِيمَةُ : الثمن الذي يُقَاوِمُ المتاع أي يَقُومُ مَقَامَهُ ، والجمع الْقِيَم ، مثل سدرة وسدر.

ومنه الْحَدِيثُ « قِيمَةُ الْمَرْءِ مَا يُحْسِنُهُ » والمراد محله عند الناس ، والغرض : الترغيب في إعلاء ما يكتسب من الكمالات.

وشيء قِيمِيٌ : نسب إلى الْقِيمَة على لفظها ، لأنه لا وصف له ينضبط ، بخلاف ما له وصف ينضبط به ، كالحبوب والحيوان

__________________

(١) أصله : إقوام على وزان إكرام ، نقلت حركة الواو إلى القاف ، فقلبت الواو ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين فصار إقام. وقد جاء في القرآن بهذا اللفظ : ( وإقام الصّلاة ) [ ٢٤ / ٣٧ ]. ولكن الغالبية تعوض عن الواو المحذوفة بتاء في آخر الكلمة فيقال : إقامة ، قال تعالى : ( ويوم إقامتكم ) [ ١٦ / ٨٠ ].

١٤٨

فإن له مثلا وشكلا وصورة فيقال مثلي (١).

وقَامَتِ الدابة : وقفت من الكلال.

ومنه حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله حِينَ سَأَلَ « مَا فِي قُدُورِكُمْ؟ فَقَالُوا حُمُرٌ لَنَا كُنَّا نَرْكَبُهَا ، فَقَامَتْ فَذَبَحْنَاهَا ».

وقَامَتِ السوق : كسدت.

وسنة قَائِمَةٌ أي ثابتة مستمرة معمول بها لم تنسخ ، من قولهم : قَامَ فلان على الشيء إذا ثبت.

وقَائِمَةُ العرش هي كالعمود للعرش.

والْقَائِمَةُ واحدة قَوَائِم الدابة.

وقَائِم السيف وقَائِمَتُهُ : مقبضه.

وقَائِم الظهيرة : نصف النهار وهو استواء حال الشمس ، سمي قَائِماً لأن الظل لا يظهر حينئذ فكأنه قَائِمٌ واقف.

والشيء قَائِم بعينه أي غير تالف.

والْقَيِّمُ على الشيء : المستولي عليه. ومنه قَيِّمُ الخان والحمام.

ومِنْهُ « أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ » أي الذي تَقُومُ بحفظها ومراعاتها ، وحفظ من أحاطت به واشتملت عليه ، تؤتي كل شيء ما به قِوَامُهُ وتَقُومُ على كل شيء بما تراه من تدبيره من خلقك.

والْقَائِم : يكنى به عن صاحب الأمر محمد بن الحسن العسكري الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فهو يَقُومُ بأمر الله.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام « أَنَ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ ، نَادَى مُنَادِيهِ أَلَا لَا يَحْمِلْ أَحَدُكُمْ طَعَاماً وَلَا شَرَاباً ، وَيَحْمِلُ حَجَرَ

__________________

(٢) الفرق بين القيمي والمثلي ـ وفق مصطلح الفقهاء ـ : أن المثلي هو ما تساوى كل جزء منه سائر أجزائه كالحبوب والأثواب فإن كل حبة من صبرة حنطة تساوى سائر الحبات منها. وكذلك كل ذرع من الثوب بالقياس إلى سائر أذرعه.

وأما القيمي فهو ما لم يكن كذلك كالحيوان فإن كل جزء منه مثل رأسه أو رجله لا يتساوى مع سائر أجزاءه.

وعلى ذلك فتمثيل المصنف للمثلي بالحيوان خلاف الاصطلاح.

١٤٩

مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَهُوَ وِقْرُ بَعِيرٍ ، فَلَا يَتْرُكُ مَنْزِلاً إِلَّا انْبَعَثَ عَيْنٌ مِنْهُ ، فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَمَنْ كَانَ ظَامِئاً رَوِيَ فَهُوَ زَادَهُمْ حَتَّى يَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ ».

وَعَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « أَنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ ، فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى ».

وَفِي الْحَدِيثِ « قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَ اسْتَقِمْ » أي اشهد بوحدانيته وصدقه بجميع ما أخبر عنه وأمر به ونهى عنه ، ثم الزم الْقِيَامَ بحقيقة قولك. واسْتِقَامَةُ الإنسان : ملازمته للمنهج. ويوم الْقِيَامَةِ : معروف.

( قهرم )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « لَا تُمَلِّكُ الْمَرْأَةَ مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ ».

الْقَهْرَمَانُ : الذي إليه الحكم بالأمور كالخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده ، والقائم بأمور الرجل ، بلغة الفرس.

باب ما أوله الكاف

( كتم )

قوله تعالى ( يَكْتُمُ إِيمانَهُ ) [ ٤٠ / ٢٨ ] أي يستره يقال : كَتَمْتُ زيدا الحديث.

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلِيُّ بْنُ الحسين عليه‌السلام وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام يَخْتَضِبُونَ بِالْكَتَمِ ».

قال في القاموس : الْكَتَمُ بالتحريك والْكُتْمَانُ بالضم : نبت يخلط بالحناء ويختضب به الشعر فيبقى لونه. وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد الكتابة.

وعن الأزهري : الْكَتَمُ نبت فيه حمرة ويقال الْكَتَمُ من شجر الجبال ، ورقه كورق الآس يختضب به وله ثمر كقدر الفلفل ، ويسود إذا نضج ، وقد يعتصر منه دهن يستصبح به في البوادي ، وقيل هو الوسمة.

وعن أبي عبيدة : الْكَتَّمُ مشددة التاء

١٥٠

والمشهور التخفيف.

وَتُكْتَمُ : اسْمُ بِئْرِ زَمْزَمَ سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ انْدَفَنَتْ بَعْدَ جُرْهُمَ ، وَصَارَتْ مَكْتُومَةً حَتَّى أَظْهَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ.

وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ رَأَى فِي الْمَنَامِ « احْفِرْ تُكْتَمَ ».

وَتُكْتَمُ : أُمُّ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه‌السلام ، اشترتها حَمِيدَةُ أُمُّ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، وَوَهَبَتْهَا لِمُوسَى عليه‌السلام ، فَلَمَّا وَلَدَتْ لَهُ الرِّضَا عليه‌السلام سَمَّاهَا الطَّاهِرَةَ. وَرُوِيَ أَنَّ أُمَّ الرِّضَا عليه‌السلام ( سَكَنَ ) النُّوبِيَّةَ ، وَسُمِّيَتْ أَرْوَى وَسُمِّيَتْ نَجْمَةَ ، وَسُمِّيَتْ سَمَانَةَ ، وَتُكَنَّى أُمَّ الْبَنِينَ.

واسْتَكْتَمْتُ زيدا سري : سألته أن يَكْتُمَهُ.

ورجل كُتَمَةٌ مثل همزة : إذا كان يَكْتُمُ سره.

وَالْكَتُومُ : اسْمُ قَوْسٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سُمِّيَتْ بِهِ لانخفاض صَوْتِهَا إِذَا رُمِيَ بِهَا.

وابن أم مَكْتُومٍ : مؤذن ، اسمه عمرو وقيل عبد الله ، واختلف في اسم أبيه ، والأكثرون على أنه قيس بن زائدة بن أطم القرشي العامر بن العامر بن لؤي ، وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عنبسة المخزومية.

( كثم )

كَثِمَ كَثَماً من باب تعب : شبع وأيضا عظم بطنه فهو أَكْثَمُ وبه سمي.

ومنه يحيى بن أَكْثَم تولى قضاء البصرة وهو ابن إحدى وعشرين سنة قاله في المصباح.

( كدم )

فِي حَدِيثِ الْجِهَادِ « وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْمُكَادَمَةِ » الْكَدْمُ : العض بأدنى الفم ، كما يَكْدُمُ الحمار ، يقال كَدَمَ الحمار كَدْماً من باب قتل وضرب : عض بأدنى فمه فهو كُدَمٌ.

ومنه قَوْلُهُ « فِي وَجْهِهِ كُدُومٌ » أي أثر بين.

ومسعد بن كِدَام بكسر أوله وتخفيف ثانيه نقل أنه من السابقة مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين.

١٥١

( كرم )

قوله تعالى ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) [ ٥٦ / ٧٧ ] أي حسن مرضي في جنسه ، وقيل : كثير النفع لاشتماله على أصول العلوم المهمة في المعاش والمعاد.

والْكَرِيم : صفة لكل ما يرضى ويحمد

ومنه وجه كَرِيمٌ أي مرضي في حسنه وبهائه.

و ( كِتابٌ كَرِيمٌ ) : مرضي في معانيه.

قوله ( أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ ) [ ١٧ / ٦٢ ] أي أخبرني عن هذا الذي كرمت علي أي فضلته واخترته علي وأنا خير منه.

قوله ( وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) [ ١٧ / ٢٣ ] قال : القول الْكَرِيمُ أن يقول لهما : غفر الله لكما.

قوله ( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) [ ٧١ / ٧٠ ] يعني كَرَّمْنَاهُمْ بالنطق ، والعقل ، والتمييز والصورة الحسنة ، والقامة المعتدلة ، وأمر المعاش والمعاد ، وتسليطهم على ما في الأرض ، وتسخير سائر الحيوانات لهم.

قوله ( وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) [ ٢٢ / ١٨ ] وقرأ بعضهم فَما لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ بفتح الراء أي إِكْرَام وهو مصدر مثل مخرج ومدخل.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَاجْعَلْ نَفْسِي أَوَّلَ كَرِيمَةٍ تنتزعها مِنْ كَرَائِمِي » أي أول كل كَرِيمٍ وعزيز أي إذا أردت أن تسترد مني بعض أعضائي ، فقبل أن تنتزع عقلي وبعض جوارحي التي عليها اعتماد بدني وقوامه وزينته فانزع نفسي.

وَفِي الْحَدِيثِ « خَيْرُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنِ » أي بين أبوين مؤمنين.

وَفِيهِ « مَنْ كَرُمَ أَصْلُهُ لَانَ قَلْبُهُ ».

والزوجة الْكَرِيمَة الأصل ، فسرت بالتي يكون أبواها مؤمنين صالحين.

والْكَرِيم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل ، ووصف يوسف عليه‌السلام به لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والعدل ورئاسة الدنيا.

والْكَرَم : إيثار الغير بالخير.

والْكَرَمُ لا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة ، ولا يقال كَرِيم حتى يظهر منه ذلك.

١٥٢

والْكَرَمُ : نقيض اللؤم.

وقد كَرُمَ الرجل فهو كَرِيمٌ.

وكَرُمَ الشيء كَرَماً : نفس وعز ، فهو كَرِيمٌ ، والجمع كِرَامٌ وكُرَمَاءُ ، والأنثى كَرِيمَةٌ ، وجمعها كَرِيمَاتٌ.

وكَرَائِمُ الأموال : نفائسها وخيارها.

والْكُرَّام بالضم والتشديد : أَكْرَمُ من الْكَرِيمِ.

والتَّكْرِيمُ والْإِكْرَامُ بمعنى ، والاسم منه الْكَرَامَةُ.

ودار الْكَرَامَةِ : الجنة.

والْمَكْرُمَةُ بضم الراء : واحدة الْمَكَارِمِ اسم من الْكَرَمِ ، ومِنْهُ « الْوَلِيمَةُ يَوْماً وَيَوْمَيْنِ مَكْرُمَةٌ ».

وفعل الخير : مَكْرُمَةٌ أي سبب لِلْكَرَمِ والتَّكُرِيمِ.

قال الجوهري : ولم يجيء مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما مَكْرُم ، ومعون.

وكَرَّمْتُهُ تَكْرِيماً ، والاسم التَّكْرِمَةُ.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَكْرِمُوا الضَّيْفَ ».

وذكر من جملة إِكْرَامِهِ : تعجيل الطعام ، وطلاقة الوجه ، والبشاشة ، وحسن الحديث حال المؤاكلة ، ومشايعته إلى باب الدار.

وَمَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ الَّتِي حَضَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بِهَا عَشَرَةٌ : الْيَقِينُ ، وَالْقَنَاعَةُ ، وَالصَّبْرُ ، وَالشُّكْرُ ، وَالْحِلْمُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالسَّخَاءُ ، وَالْغَيْرَةُ ، وَالشَّجَاعَةُ ، وَالْمُرُوَّةُ.

وَفِي الْحَدِيثِ « امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، فَإِنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللهَ تَعَالَى ، وَإِلَّا تَكُنْ فِيكُمْ فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ فِيهَا » ثُمَّ إِنَّهُ عليه‌السلام ذَكَرَ الْعَشَرَةَ السَّالِفَةَ.

وَفِيهِ ـ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ـ فَقَالَ « الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَصِلَةُ مَنْ قَطَعَكَ وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ ، وَقَوْلُ الْحَقِّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ ».

وكَرَّام بفتح الكاف والتشديد : والد أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المشبه الذي أطلق اسم الجوهر على الله تعالى ، وأنه استقر على العرش ، والْكَرَّامِيَّةُ منسوبون إليه.

والْكَرْمُ كفلس : العنب ، قيل : وإنما

١٥٣

سمت العرب العنب كَرْماً ، ذهابا إلى أن الخمر يكتسب شاربها كَرَماً ، وإلى هذا يلتفت قول الشعراء في تسمية الخمر بابنة الْكَرَمِ بالتحريك.

ومنه قول قائلهم « فيا ابنة الْكَرْم لا بل يا ابنة الْكَرَم » فلما جاء الله بالإسلام وحرم الخمر نهاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قولهم ذلك وَقَالَ : « لَا تَقُولُوا الْكَرْمُ فَإِنَّ الْكَرْمَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّهُ مَعْدِنُ التَّقْوَى ».

وكَرْمَانُ كسكران ، وقيل كَرْمَانُ بفتح الكاف وكسرها ، وهو المستعمل عند أهلها : بلد معروف بين خراسان وبحر الهند ، وبين عراق العجم وسجستان.

( كركم )

بضم الكافين ، قيل هو أصل الورس ، وقيل يشبهه ، وقيل الزعفران.

( كسم )

ابن يَكْسُومَ الحبشي : صاحب الفيل

( كشم )

فِي الْحَدِيثِ « خُذْ شَيْئاً مِنْ كَاشِمٍ » الكاشم : دواء يستف مع السكر.

وفي القاموس : نبات يقاوم السموم ، جيد لوجع المفاصل ، جاذب ، مدر ، محدر للطمث.

( كظم )

قوله تعالى ( وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ) [ ٣ / ١٣٤ ] أي الحابسين غيظهم المتجرعينه ، من كَظَمَ غيظه كَظْماً إذا تجرعه وحبسه ، وهو قادر على إمضائه.

والْكَظِيمُ : الحابس غيظه.

والْمَكْظُومُ : المملؤ كربا.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ كَظَمَ غَيْظاً أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ ».

قيل : ظاهره ينافي ما اشتهر مِنْ أَنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ أَحْمَزُهَا.!

وربما يجاب بأن الشهيد وكل فاعل حسنة أجره مضاعف بعشر أمثاله للآية فلعل أجر كَاظِمِ الغيظ مع المضاعفة مثل أجر الشهيد لا بدونها.

وأخذوا بِكَظَمِهِمْ أي لم يبق من أكثرهم خبر ولا أثر أي ماتوا.

والْكَظَمُ بالتحريك : مخرج النفس من الحلق.

١٥٤

وَفِي الْخَبَرِ « لَهُ التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤْخَذُ بِكَظَمِهِ » أي عند خروج نفسه ، وانقطاع نفسه.

وَفِي وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « كَظَّامٌ بَسَّامٌ » أي كَظَّامٌ غيظه بسام في وجوه الناس من إخوانه المؤمنين.

وَالْكَاظِمُ : مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‌السلام سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَنْ يَجْحَدُ بَعْدَهُ إِمَامَتَهُ ، وَيَكْظِمِ غَيْظَهُ عَلَيْهِمْ ، وَقَدْ سُقِيَ السَّمَّ فِي سَبْعِ تَمَرَاتٍ ، وَمَاتَ فِي حَبْسِ سِنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ مِنْ عُمَّالِ هَارُونَ الرَّشِيدِ.

( كعم )

فِي حَدِيثِ أَوْلِيَاءِ اللهِ « فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَاءٍ ، وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ ، وَسَاكِتٍ مَكْعُومٍ ».

الْكِعَام : شيء يجعل في فم البعير ، عند الهياج ، استعير للإنسان الممنوع من التكلم ، يقال كَعَمْتُ الوعاء إذا شددت رأسه.

( كلم )

قوله تعالى ( يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ) [ ٣ / ٤٦ ] أي يُكَلِّمُهُمْ صبيا في المهد آية ، ويُكَلِّمُهُمْ كهلا بالوحي والرسالة.

قوله ( بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ ) [ ٣ / ٣٩ ] هو عيسى عليه‌السلام ، سمي بذلك لأنه وجد بأمره من دون أب فشابه البدعيات (١) ومثله ( كَلِمَتُهُ أَلْقاها ) [ ٤ / ١٧١ ] قيل هي كَلِمَةُ الله ، لأنه وجد في قول كن.

قوله ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) [ ٤٣ / ٢٨ ] يعني إبراهيم عليه‌السلام جعل كَلِمَةَ التوحيد التي تَكَلَّمَ بها كَلِمَةً باقية في ذريته ، فلا تزال فيهم من يوحد الله ، ويدعو إلى توحيده.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَقَدْ سُئِلَ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِهِ ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قَالَ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِمَامَةَ ، جَعَلَهَا اللهُ فِي عَقِبِ الحسين عليه‌السلام إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللهُ فِي صُلْبِ الحسين عليه‌السلام دُونَ الْحَسَنِ عليه‌السلام لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ، وَهُمْ يُسْئَلُونَ ). [ ٢١ / ٢٣ ].

__________________

(١) أي الأمور المبدعة التي أوجدها الله من غير سابقة بمجرد قوله : ( كن ).

١٥٥

قوله ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ) [ ٦ / ١١٥ ] أي بلغت الغاية أخباره ، وأحكامه ، ومواعيده صدقا وعدلا.

قوله ( فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ ) [ ٣٩ / ١٩ ] هي قوله ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) [ ٣٨ / ٨٥ ].

قوله ( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ) [ ١٠ / ١٩ ] في تأخير العذاب عن قومك وهي قوله ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ) [ ٥٤ / ٤٦ ].

قوله ( كَلِمَةَ التَّقْوى ) [ ٤٨ / ٢٦ ] قيل هي « الإيمان ». وقيل « لا إله إلا الله محمد رسول الله » وقيل ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وأضافها إلى التقوى ، لأنها سبب لها ، وأساسها.

وَفِي الْحَدِيثِ فِي مَعْنَى كَلِمَةَ التَّقْوَى عَنْ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ « إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيَّ فِي عَلِيٍّ عليه‌السلام هْداً ، قُلْتُ يَا رَبِّ بَيِّنْهُ لِي ، قَالَ : اسْتَمِعْ! قُلْتُ سَمِعْتُ ، قَالَ : إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام آيَةُ الْهُدَى ، وَإِمَامُ أَوْلِيَائِي ، وَنُورُ مَنْ أَطَاعَنِي ، وَهُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ ، مَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّهُ ، وَمَنْ أَطَاعَنِي أَطَاعَهُ ».

قوله كَلِمَة ربك العليا (١) هي دعوته إلى الإسلام.

قوله ( كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى ) [ ٩ / ٤٠ ] هي دعوتهم إلى الكفر.

قوله ( وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ ) [ ٢ / ١٧٤ ] قال الزمخشري تعريض بحرمانهم حال أهل الجنة في تكرمة الله إياهم بِكَلَامِهِ ، وتزكيتهم بالثناء عليهم.

وقيل نفي الْكَلَام عبارة عن غضبه عليهم كمن غضب على صاحبه فصرمه ، وقطع كَلَامَهُ. وقيل : لا يُكَلِّمُهُم بما يحبون ، ولكن بنحو قوله ( اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ ) [ ٢٣ / ١٠٨ ]

قوله ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ) [ ١٠ / ٦٤ ] أي لا خلف لوعده.

قوله ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها ) [ ٦٦ / ١٢ ] يعني أم عيسى عليه‌السلام.

قوله ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ )

__________________

(١) الآية هكذا : « و ( كَلِمَةُ ) الله هي العليا » [ ٩ / ٤١ ] ولعل المصنف أخذ بالمعنى.

١٥٦

[ ٣٥ / ١٠ ] الْكَلِمُ بكسر اللام : جنس لا جمع ، كتمر وتمرة. وقيل جمع حيث لا يقع إلا على الثلاثة فصاعدا.

والْكَلِمُ الطيب يؤول ببعض الْكَلِم الطيب وهو « تمجيد الله ، وتقديسه ، وتحميده » وقيل : هو « كَلِمَةُ الشهادة » وَعَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : ( الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) هُوَ قَوْلُ الْمُؤْمِنِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ ، وَخَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ) : الِاعْتِقَادُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ لَا شَكَّ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».

وكَلَمْتُهُ كَلْماً من باب قتل : جرحته ، ومن باب ضرب لغة.

وفي قراءة بعضهم أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تَكْلِمُهُمْ [ ٢٧ / ٨٢ ] أي تجرحهم وتسمهم.

والتَّكْلِيمُ : التجريح.

وَفِي الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ » قيل : هي أسماؤه الحسنى وكتبه المنزلة ، وقيل : علمه أو كَلَامُهُ أو القرآن. وقد مر وجه وصفها بالتمام (١).

قَوْلُهُ « أَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ » يحتمل أن يكون القوة والقدرة ، ويحتمل أن يكون الحجج والبراهين.

والْكَلِمَةُ التامة يحتمل أن يراد بها الاسم الأعظم ، أو الإمامة ، ويحتمل القرآن ، ويحتمل آل محمد صلى الله عليه وآله.

والْكَلِمَةُ : تقع على الاسم والفعل والحرف وتقع على الألفاظ المنظومة ، والمعاني المجموعة تحتها ، ولهذا تقول العرب لكل قضية : كَلِمَةٌ. ويقال للحجة : كَلِمَةٌ.

ومنه ( وَيُحِقُّ الْحَقَ بِكَلِماتِهِ ) [ ٤٢ / ٢٤ ] أي بحججه.

والْكَلَامُ في أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة ، لمعنى مفهوم ، وفي عرف النحاة « اسم لما تركب من مسند ومسند إليه » وليس هو عبارة عن فعل الْمُتَكَلِّمِ ، وربما جعل كذلك نحو « عجبت من كَلَامِكَ زيدا » وهو على ما صرح به الجوهري : اسم جنس يقع على القليل

__________________

(١) في تمم.

١٥٧

والكثير ، وقد يقع على الْكَلِمَةِ الواحدة ، وعلى الجماعة ، بخلاف الْكَلِمِ فإنه لا يكون أقل من ثلاث كَلِمَاتٍ.

هذا إذا لم يستعمل استعمال المصدر كقولك « سمعت كَلَامَ زيد ».

فإن استعمل استعماله كقولك كَلَّمْتُهُ كَلَاماً ، ففيه خلاف قيل : إنه مصدر لأنهم أعملوه ، فقالوا كَلَامِي زيدا حسن. وقيل : إنه اسم مصدر ، ونقله ابن الخشاب عن المحققين.

ومما يدل على أنه اسم مصدر : أن الفعل الماضي المستعمل من هذه المادة أربعة : كَلَّمَ ، ومصدره التَّكْلِيمُ.

وتَكَلَّمَ ، ومصدره التَّكَلُّمُ بضم اللام.

وتَكَالَمَ ومصدره تَكَالُماً بضم اللام.

فظهر أن الْكَلَامَ ليس مصدرا.

والفرق بين المصدر واسم المصدر : أن المصدر مدلوله الحدث ، واسم المصدر مدلوله : لفظ. وذلك اللفظ يدل على الحدث (١).

وهل يطلق الْكَلَامُ على المعاني النفسانية إطلاقا حقيقيا أم هو مجاز؟ قولان أصحهما الثاني.

والله تعالى مُتَكَلِّمٌ ، والمراد بِالْكَلَامِ : الحروف المسموعة المنتظمة. ومعنى كونه مُتَكَلِّماً : أنه أوجد الْكَلَامَ في بعض الأجسام كما في الشجرة التي كَلَّمَتْ موسى.

وما زعمه الأشعريون من أنه مُتَكَلِّمٌ بلسان وشفتين! فبطلانه بديهي ، فإنه لو كان كذلك لكان ذا حاسة ، ولو كان ذا حاسة لكان جسما ولو كان جسما لكان محدثا ، وهو محال.

وكذا ما زعمه بعضهم من أن الْكَلَامَ معنى قائم بالنفس ، ليس بأمر ولا نهي ولا خبر ، ولا استخبار ، فإن ذلك لا دليل عليه ، وليس هو معقولا.

ورتب بعضهم غير ذلك بأن للباري

__________________

(١) والفرق الواضح بينهما : أن مدلول المصدر كالتوضي هو الحدث. أما مدلول اسم المصدر هو الحاصل من الحدث كالوضوء الحاصل من التوضي ، وفرق آخر : أن المصدر يجاري فعله في حروفه كالاغتسال من اغتسل ، أما اسم المصدر فيخالفه أغلبيا ، كالغسل بالنسبة إلى الاغتسال.

١٥٨

تعالى صفة قديمة تسمى الْكَلَامَ ، غير القدرة والعلم والإرادة ، وهو باطل أيضا ببطلان المعاني والأحوال ، وثبوت أمر زائد على الذات.

وكَلَامُ الله حادث بدليل قوله تعالى ( ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ ) [ ٢٦ / ٥ ] والذكر هو القرآن بدليل قوله تعالى ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) [ ٤٣ / ٤٤ ].

( كلثم )

الْكَلْثَمَةُ : اجتماع لحم الوجه يقال امرأة مُكَلْثَمَةٌ أي ذات وجنتين.

ومنه أم كُلْثُومٍ : كنية امرأة.

( كمم )

قوله تعالى ( وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ) [ ٥٥ / ١١ ] الْأَكْمَامُ جمع كِمَامَة بكسر الكاف وهي غلاف الطلع.

والْكِمُ بالكسر : مثله ، وغلاف كل شيء : كِمُّهُ.

وكلما غطى شيئا فهو كِمَام.

وكَمَمْتُ الشيء : غطيته.

والْكُمُ : الردن.

وأَكْمَمْتُ الثوب : جعلت له كُمَّيْنِ.

والْكُمَّةُ بالضم : القلنسوة المدورة يقال لبس ثيابا بيضا وكُمَّةً بيضاء.

وكَمْ : اسم ناقص مبهم ، مبني على السكون قال الجوهري : وله موضعان الاستفهام ، والخبر. تقول إذا استفهمت « كم رجلا عندك » بنصب ما بعده على التمييز ، وتقول إذا أخبرت « كم درهم أنفقت » تريد التكثير ، تخفض ما بعده كما تخفض برب ، لأنه في التكثير نقيض رب في التقليل ، وإن شئت نصبت.

والْكَمُ مطلقا : عرض يقبل التجزي لذاته.

والْكَمُ المتصل : أن يكون لأجزائه جزء مشترك يتلاقى عنده ، فيخرج العدد. والْكَمُ المتصل القار الذات هو المقدار ، فيكون جسما ، وسطحا ، وخطا ، بالاعتبار كذا حقق في محله.

( كوم )

فِي الْحَدِيثِ فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي قَالَ « يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ كُومَةٌ مِنْ تُرَابٍ » الْكُومَةُ بالضم : القطعة من التراب ، وهي

١٥٩

الصبرة ، وتلك بمنزلة السترة تحول بينه وبين المارة.

والْكَوْمَاء من الإبل : الضخمة السنام ومنه حَدِيثُ الْمُحْرِمِ « عَلَيْهِ جَزُورٌ كَوْمَاءُ » أي سمينة.

والبعير أَكْوَمُ ، والجمع كُومٌ ، من باب أحمر ، قاله في المصباح.

والْكِيمِيَاءُ شيء معروف.

والْكِيمِيَاءُ الأكبر : الزراعة.

باب ما أوله اللام

( لأم )

اللَّئِيمُ : الدني الأصل ، الشحيح النفس وقد لَؤُمَ الرجل بالضم لُؤْماً على فعل ، ومَلْأَمَة على مفعلة ، ولَآمَة على فعالة ، فهو لَئِيم.

واللَّأْم جمع اللَّأْمَة على وزن فعلة ، وهي الدروع.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام لِأَصْحَابِهِ فِي صِفِّينَ « وَأَكْمِلُوا اللَّأْمَةَ » قيل وإكمالها بالبيضة ، ويحتمل أن يريد جميع آلة الحرب ، والغرض شدة التحصن.

واسْتَلْأَمَ الرجل أي لبس اللَّأْمَةَ أعني الدرع.

وأَلْأَمُت بين القوم مُلَاءَمَة إذا أصلحت وجمعت.

وإذا اتفق الشيئان فقد الْتَأَمَا.

( لثم )

فِي الْحَدِيثِ « الرَّجُلُ يَقْرَأُ وَهُوَ مُلْتَثِمٌ » أي متنقب واضع اللِّثَامَ على فيه.

يقال لَثِمَتِ المرأة من باب تعب لَثْماً كفلس وتَلَثَّمَتْ.

والْتَثَمَتْ أي تنقبت وشدت اللِّثَامَ.

واللِّثَامُ ككتاب : ما وضع على الفم من النقاب ويغطى به الشفة ، واللِّفَامُ بالفاء ما كان على الأرنبة.

ولَثَمْتُ الفم لَثْماً من باب ضرب :

١٦٠