مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

ورجل زَمِنٌ أي مبتلى بين الزَّمَانَةِ.

وأَزْمَنَهُ اللهُ فهو زَمِنٌ.

والزَّمَنُ بالتحريك والزَّمَانُ : اسم لقليل الوقت وكثيره ويجمع على أَزْمَانٍ كسبب وأسباب وأَزْمِنَةٌ أيضا وأَزْمُنٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَذْرُ صَوْمِ الزَّمَانِ يُحْمَلُ عَلَى خَمْسَةِ أَشْهُرٍ ».

( زون )

الزِّوَانُ بالكسر : حب يخالط البر. والزُّوَانُ بالضم مثله.

( زين )

قوله تعالى ( وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أي مشركي العرب ( قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ ) [ ٦ / ١٣٧ ].

قال المفسر يعني الشياطين الذين زَيَّنُوا لهم البنات ووأدهن خيفة العيال والفقر والعار ( لِيُرْدُوهُمْ ) أي ليهلكوهم واللام للعاقبة ( وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ) [ ٦ / ١٣٧ ] أي يخلطوا عليهم الشبهات فيه.

قوله ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) [ ٧ / ٣١ ] أي ثيابكم لمواراة عوراتكم عند كل صلاة وطواف ، وذلك أن الجاهلية كانوا يطوفون بالبيت عراة ، الرجال بالنهار ، والنساء بالليل ، إلا قريشا ، ومن دان بدينهم كانوا يطوفون بثيابهم ، وكانت المرأة تتخذ نسائج من ستور فتعلقها على حقويها ، وفي ذلك تقول العامرية :

اليوم يبدو بعضه أو كله

فمن رأى شيئا فلا أحله

 وَرُوِيَ « أَنَّ الْحَسَنَ عليه‌السلام كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ ، لَبِسَ أَجْوَدَ ثِيَابِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله لِمَ تَلْبَسُ أَجْوَدَ ثِيَابِكَ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، فَأَتَجَمَّلُ لِرَبِّي ، وَهُوَ يَقُولُ ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) [ ٧ / ٣١ ] فَأُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَ أَجْوَدَ ثِيَابِي ».

وقيل المراد بأخذ الزِّينَةِ : التمشط عند كل صلاة ، وبه رواية عنهم عليهم‌السلام.

وقيل المراد بها : التمسك بأهل البيت عليهم‌السلام ، وبالكيفية المسموعة

٢٦١

عنهم عند كل عبادة.

قوله ( مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ) [ ٢٠ / ٥٩ ] قيل هي يوم العيد.

والزِّينَةُ : ما يُتَزَيَّنُ به الإنسان من حلي ولبس وأشباه ذلك.

قوله ( زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ ) قيل : الإضافة بيانية ، وعلى تقدير تنوين الزِّينَةِ ، فالكواكب بدل منها.

وما اشتهر من أن الثوابت بأسرها مركوزة في الفلك الثامن ، وكل واحد من السبعة الباقية منفردة بواحدة من السيارات السبع لا غير ، فلم يقم على ثبوته دليل ، واشتمال فلك القمر على كواكب واقعة في غير مجرى السيارات ، وغير الثوابت دليل على امتناعه ، ولو ثبت لم يقدح في تَزَيُّنِ فلك القمر بتلك الأجرام المشرقة ، لرؤيتها فيه ، وإن كانت مركوزة فيما فوقه.

وزَانَ الشيءُ صاحبَه زَيْناً من باب سار وأَزَانَهُ إِزَانَةً مثله ، والاسم : الزِّينَةُ ، ومنه الدُّعَاءُ فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ « وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا » أي نباتها الذي يُزَيِّنُهَا.

والزَّيْنُ : نقيض الشَّيْنِ.

وَفِي الْخَبَرِ « إِيَّاكُمْ وَزِيَّ الْعَجَمِ » بكسر الزاي ، قيل يريد الحث على جشوبة العيش ، ومحافظة طريق العرب.

باب ما أوله السين

( سجن )

قوله تعالى ( إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) [ ٨٣ / ٧ ] سِجِّينٌ من السِّجْنِ وهو الحبس ، يقال سَجَنْتُهُ سَجْناً من باب قتل إذا حبسته ، وجمع السِّجْنِ سُجُونٌ ، كحمل وحمول.

وفي التفسير : هو كتاب جامع ديوان الشر ، دون الله فيه أعمال الكفرة والفسقة من الجن والإنسان ، وهو ( كِتابٌ مَرْقُومٌ ) [ ٨٣ / ٩ ] بين الكتابة ، وهو

٢٦٢

فعيل.

ويقال سِجِّينٌ : صخرة تحت الأرض السابعة ، يعني أن أعمالهم لا تصعد إلى السماء ، مقابل لقوله تعالى ( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) [ ٨٣ / ١٨ ] أي في السماء السابعة.

وَفِي الْخَبَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ « قَالَ : جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى كَعْبِ الْأَحْبَارِ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) [ ٨٣ / ٧ ] قَالَ : إِنَّ الرُّوحَ الْفَاجِرَةَ يُصْعَدُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَأْبَى السَّمَاءُ أَنْ تَقْبَلَهَا ، فَيَهْبِطُ بِهَا إِلَى الْأَرْضِ فَتَأْبَى الْأَرْضُ أَنْ تَقْبَلَهَا ، فَتَدْخُلُ سَبْعَ أَرَضِينَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى سِجِّينٍ ، وَهُوَ مَوْضِعُ جُنْدِ إِبْلِيسَ ».

وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ » وذا في جنب ما أعد له من المثوبة « وَجَنَّةُ الْكَافِرِ » وذا في جنب ما أعد له من العقوبة.

وقيل : المؤمن يَسْجُنُ نفسه عن الملاذ ويأخذها بالشدائد ، والكافر بعكسه.

وقيل : لأنه ممنوع من الشهوات المحرمة والمكروهة ، مكلف بالطاعات ، فإذا مات انقلب إلى النعيم الدائم ، والكافر بعكسه.

( سخن )

السُّخْنُ بالضم : الحار.

وسَخُنَ الماء وغيره ، مثلث الخاء سَخَانَةً وسُخُونَةً فهو سَاخِنٌ وسَخِينٌ ، ومنه « ماء مُسَخَّنٌ وسَخِينٌ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَاءُ الَّذِي تُسَخِّنُهُ الشَّمْسُ لَا تَتَوَضَّأْ بِهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ».

قال بعض الأفاضل : النهي هنا للتحريم ، وإن قيل باشتراكه بينه وبين الكراهة ، فإن تعليله بكونه يورث البرص قرينة دالة عليه ، لوجوب اجتناب الضرر المظنون وجمهور المتأخرين على الكراهية ، وهو محل بحث.

ويوم سَخِنٌ وسَاخِنٌ : إذا كان حارا.

وليلة سَخِنَةٌ وسَاخِنَةٌ.

سَخِنَةُ العين : نقيض قرتها.

وأَسْخَنَ الله عينه : أبكاه.

( سدن )

السَّادِنُ بكسر الدال : خادم الكعبة ،

٢٦٣

والجمع سَدَنَةٌ مثل كافر وكفرة.

وسَدَنْتُ الكعبة سَدْناً من باب قتل : خدمتها.

والسَّدَانَةُ بالكسر : الخدمة.

قَالَ الْجَوْهَرِيُ : وَكَانَتِ السَّدَانَةُ وَاللِّوَاءُ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَقَرَّهَا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الْإِسْلَامِ.

( سرجن )

السِّرْجِينُ بالكسر : الزبل ، كلمة أعجمية ، وأصلها سركين بالكاف (١) فعربت إلى الجيم ، والقاف فقالوا سرقين أيضا.

قال في المصباح : وعن الأصمعي « لا أدري كيف أقوله ، وأنا أقول روث ».

وإنما كسر أوله لموافقته لأبنية العرب لفقد فعلين بالفتح.

( سطن )

الْأُسْطُوَانَةُ بضم الهمزة والطاء : السارية

قال في المصباح : والنون عند الخليل أصلية فوزنها ( أفعوالة ) وعند بعضهم زائدة والواو أصل فوزنها ( أفعلانة ).

والجمع أَسَاطِينُ وأُسْطُوَانَاتٌ على لفظ الواحد.

وجبل أُسْطُوَانٌ أي مرتفع

( سفن )

قوله تعالى ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ ) [ ١٨ / ٧٩ ] السَّفِينَةُ : معروفة.

والسَّفَّانُ : صاحبها.

والسَّفِينُ جمع سَفِينَةٍ.

وجمع السَّفِينِ : سُفُنٌ بضمتين.

وفي كلام الجوهري : قال ابن دريد : سَفِينَةُ ( فعيلة ) بمعنى فاعلة لأنها تَسْفُنُ الماء أي تقشره ، يقال سَفَنْتُ الشيء سَفْناً : قشرته.

وسَفِينَةُ نوح عليه‌السلام قيل « كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ثمانمائة ذراع ، وطولها في السماء مائتين ذراعا ».

وسَفِينَةُ : مولى رسول الله صلى الله

__________________

(١) بالكاف الفارسية.

٢٦٤

عليه وآله ، ويكنى أبا ريحانة.

والسَّوَافِنُ : الرياح ، الواحدة : سَافِنَةُ.

وأبو سُفْيَانَ : قرشي حارب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعاوية ابنه قاتل عليا عليه‌السلام ، ويزيد بن معاوية قتل الحسين عليه‌السلام.

وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُ (١) كَانَ فِي زَمَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام وَكَانَ ضَالًّا ، وَقَدِ اتَّضَحَ لَهُ الْهُدَى مِنَ الضَّلَالَةِ ، فَلَمْ يَعْبَأْ بِهِ وَالْحَدِيثُ الَّذِي سَمِعَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله بَعْدَ أَنْ اسْتَكْتَبَهُ مِنَ الصَّادِقِ عليه‌السلام خَرَقَهُ وَمَزَّقَهُ ، فَهَذَا حَالُهُ الَّذِي مَاتَ عَلَيْهِ.

والسُّفْيَانِيُ المشهور يظهر قبل ظهور القائم عليه‌السلام.

( سكن )

قوله تعالى ( وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ ) [ ٦ / ١٣ ] قيل : إنما ذكر السَّاكِنَ دون المتحرك ، لأنه أعم وأكثر ، ولأن عاقبة المتحرك السُّكُونُ ، ولأن النعمة في السُّكُونِ أكثر والراحة فيه أعم.

وقيل : أراد السَّاكِنَ والمتحرك ،

__________________

(١) هو : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، من بني ثور بن عبد مناة ، من مضر. ولد في الكوفة ( ٩٧ ه‍ ) ونشأ بها. وخرج منها ( ١٤٤ ه‍ ) فسكن مكة والمدينة ثم انتقل إلى البصرة فمات بها ( ١٦١ ه‍ ).

له كتب ، منها ( الجامع الكبير ، والجامع الصغير ، وكتاب الفرائض ).

مدحه أصحاب التراجم من العامة مدحا بالغا ، ولابن الجوزي في مناقبه كتاب.

وهو عند علمائنا مذموم غاية الذم ، كان يفتري على الأئمة ، ويختلق أحاديث ينسبها إليهم ، كلها كذب وزور.

وكان يحاول تبكيت أئمة الدين من أهل البيت عليهم‌السلام بتوجيه أسئلة معنتة إليهم ، غير أن الله تعالى كان يفضحه فيرجع خائبا. وقد نهره الإمام الصادق عليه‌السلامفي مواقف كثيرة ، وحاول تبصيره فلم يتبصر. راجع ترجمته في ( تنقيح المقال ) للعلامة المامغاني ، وغيره من كتب التراجم.

٢٦٥

وتقديره وله ما سَكَنَ وتحرك ، لأن العرب قد تذكر أحد وجهي الشيء وتترك الآخر ، لأن المذكور ينبه على المحذوف كقوله ( سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) [ ١٦ / ٨١ ] والمراد الحر والبرد.

قوله ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) [ ٦ / ٩٦ ] أي يَسْكُنُ فيه الناس سُكُونَ الراحة.

قوله ( إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) [ ٩ / ١٠٣ ] أي دعواتك يَسْكُنُونَ إليها وتطمئن قلوبهم بها.

قوله ( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) [ ٩ / ٤٠ ] هي ما ألقي في قلبه من الأمنة التي سَكَنَ إليها ، وأيقن أنهم لا يصلون إليه.

قَالَ الْمُفَسِّرُ : وَقَرَأَ الصَّادِقُ عليه‌السلام عَلَى رَسُولِهِ (١).

قوله ( فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) [ ٤٨ / ١٨ ] قال المفسر : هي العطف المقوي لقلوبهم والطمأنينة.

والسَّكِينَةُ : فعيلة من السُّكُونِ الذي هو الوقار ، لا الذي هو قبل الحركة.

والسَّكِينَةُ في قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) [ ٤٨ / ٤ ] هي الإيمان.

قوله ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ ) [ ٢ / ٢٤٨ ] أي يودع فيه ما تَسْكُنُونَ إليه وهو التوراة ، وَكَانَ مُوسَى عليه‌السلام إِذَا قَاتَلَ قَدَّمَهُ فَتَسْكُنُ نُفُوسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلَا يَفِرُّونَ. وقِيلَ صُورَةٌ كَانَتْ فِيهِ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَوْ يَاقُوتٍ فِيهَا صُوَرُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ آدَمَ عليه‌السلام إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله.

ويُقَالُ السَّكِينَةُ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ ، فِيهَا طُمَأْنِينَةٌ وَرَحْمَةٌ ، لَهَا وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ الْإِنْسَانِ ، وَرَأْسٌ مِثْلُ رَأْسِ الْهِرِّ ، وَذَنَبٌ وَجَنَاحَانِ فَتَأْتِي وَتَصُوتُ فَيَنْزِفُ التَّابُوتُ نَحْوَ الْعَدُوِّ يَعْنِي يُسْرِعُ وَهُمْ يَتَّبِعُونَهُ ، فَإِذَا اسْتَقَرَّ ثَبَتُوا وَسَكَنُوا وَنَزَلَ النَّصْرُ.

وَفِي الْحَدِيثِ » السَّكِينَةُ هِيَ رِيحٌ تَخْرُجُ مِنَ الْجَنَّةِ طَيِّبَةٌ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ

__________________

(١) راجع في ذلك تفسير ( نور الثّقلين ج ٢ ص ٢٢٠ ) للشّيخ عبد عليّ بن جمعة العروسي.

٢٦٦

الْإِنْسَانِ ، تَكُونُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَهِيَ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلامحِينَ بَنَى الْكَعْبَةَ ، فَأَخَذَتْ هَكَذَا وَهَكَذَا ، وَبَنَى الْأَسَاسَ عَلَيْهَا ».

والسَّكِينَةُ عند أهل التحقيق : هيئة جسمانية تنشأ من استقرار الأعضاء وطمأنينتها وثباتها.

قوله ( فِي مَسْكَنِهِمْ ) [ ٣٤ / ١٥ ] أي في بلدهم الذي يَسْكُنُونَ فيه.

واسْتَكَانَ : خضع وذل.

وتَمَسْكَنَ الرجل : تشبه بِالْمَسَاكِينِ وتَمَسْكَنَ : خضع وأخبت.

وَفِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « اللهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً ، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ ».

قيل : المراد بِالْمَسْكَنَةِ : الخضوع ، والخشوع ، وعدم التكبر ، والرضا باليسير وحب الفقراء ، وسلوك طريقهم في المعاش ونحو ذلك ، وليس المراد به ما يرادف الفقر الصوري.

وسَكَنْتُ الدار وفي الدار سَكَناً من باب طلب ، والاسم السُّكْنَى ، فأنا سَاكِنٌ والجمع سُكَّانٌ.

ويتعدى بالألف فيقال أَسْكَنْتُهُ الدار.

وجاء السُّكْنَى ، والرقبى ، والعمرى ، فإن كانت المنفعة المشترطة مقرونة بِالْإِسْكَانِ فهي السُّكْنَى ، أو بمدة فهي الرقبى ، أو بالعمر فهي العمرى ، والعبارات مختلفة والمقصد واحد ، وقد تقدم الكلام في ذلك (١).

والْمَسْكَنُ بفتح الكاف وكسرها : المنزل والبيت ، والجمع مَسَاكِنُ ، وَقَدْ جَاءَ « وَلَا بَأْسَ بِالْمَسَاكِنِ ».

وفسرت بما يختص الإمام عليه‌السلام من الأراضي ، وباستثناء مَسْكَنٍ فما زاد بحسب العادة من الأرباح.

والسَّكَنُ بالتحريك : ما يُسْكَنُ إليه من أهل ومال وغير ذلك ، وهو مصدر سَكَنْتُ إلى الشيء من باب طلب.

والسِّكِّينُ : معروف قيل سمي به لأنه

__________________

(١) في ( رقب ) و ( عمر ).

٢٦٧

يُسَكِّنُ حركة المذبوح.

وحكي فيه عن ابن الأنباري : التذكير والتأنيث.

وعن الأصمعي وغيره : التذكير ، وإنكار التأنيث.

واختلف فيه فقيل : نونه أصلية ، فوزنه ( فعيل ) من التَّسْكِينِ.

وقيل : زائدة فوزنه ( فعلين ) مثل غسلين فيكون من المضاعف.

( سمن )

السَّمْنُ بالفتح فالسكون : ما يعمل من لبن البقر والغنم ، والجمع على سِمْنَانٍ ، مثل عيد وعيدان وظهر وظهران.

وسَمِنَ يَسْمَنُ من باب تعب ـ وفي لغة من باب قرب ـ : إذا كثر لحمه وشحمه ويتعدى بالهمزة والتضعيف.

واسْتَسْمَنَهُ : عده سَمِيناً.

والسِّمَنُ كعنب : اسم منه فهو سَمِينٌ وجمعه سِمَانٌ أيضا.

والسَّمِينُ : خلاف المهزول.

والسُّمَانَى : طائر معروف ، قال تغلب : ولا تشدد الميم والجمع سُمَانَيَاتٌ.

وسُمَيْنِيَةُ بضم السين وفتح الميم مخففة : فرقة تعبد الأصنام ، وتقول بالتناسخ وتنكر حصول العلم بالأخبار.

قيل : نسبة إلى سُومَنَاتٍ ، بلدة من الهند على غير قياس ، قاله في المصباح.

وَسَمَانَةُ : أُمُّ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي عليه‌السلام ، أُمُّ وَلَدٍ.

( سنن )

قوله تعالى ( وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ) [ ١٥ / ١٣ ] أي طريقتهم التي سَنَّهَا الله في إهلاكهم حين كذبوا رسله وهو وعيد.

قوله ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا ) [ ١٧ / ٧٧ ] يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من نبيهم فَسُنَّةُ الله أن يهلكهم.

وانتصابه بأنه مصدر مؤكد أي سَنَ الله ذلك سُنَّةً.

والسُّنَّةُ في اللغة : الطريقة والسيرة والجمع سُنَنٌ كغرفة وغرف.

وفي الصناعة هي طريقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قولا وفعلا وتقريرا أصالة أو نيابة.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ ، وَالتَّشَهُّدُ

٢٦٨

سُنَّةٌ ، وَلَا تَنْقُضُ السُّنَّةُ الْفَرِيضَةَ » وفيه دلالة على أن الاستدلال على وجوب السورة بآية ( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ) [ ٧٣ / ٢٠ ] غير تام (١) كما نبه عليه بعض الأفاضل.

والسِّنُ من الفم مؤنث والجمع أَسْنَانٌ كحمل وأحمال ، قال الجوهري : ويجوز أن يجمع الْأَسْنَانُ على أَسِنَّةٌ ، ومنه الْخَبَرُ « إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا » أي أمكنوها من المرعى.

قال في المصباح ويقال للإنسان اثنان وثلاثون سِنّاً ، أربع ثنايا ، وأربع رباعيات ، وأربع أنياب ، وأربع نواجذ ، وأربع ضواحك ، واثنا عشر رحى.

وسَنَانُ : الرمح يجمع على أَسِنَّةٍ.

وسَنَنْتُهُ سَنّاً من باب قتل : أحددته.

وسَنَنْتُ الماء على وجهي : أرسلته إرسالا من غير تفريق ، فإذا فرقته في الصب قلت بالشين المعجمة.

وامض على سُنَّتِكَ أي على وجهك.

واسْتَنَ الرجل : استاك.

ومَسَانُ الطرق : المسلوك منها ، وَمِنْهُ « نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسَانِ الطُّرُقِ ».

والْمُسَنَّاةُ : حائط يبنى على وجه الماء ويسمى السد.

وأَسَنَ الْأَسْنَانُ وغيره : إذا كبر فهو مُسِنٌ ، والأنثى مُسِنَّةٌّ.

والْمَسَانُ من الإبل : خلاف الأفتاء.

وأحمد بن سُنْسُنٍ ، بسينين مضمومتين بينهما نون ساكنة ، وفي الآخر نون أيضا : رجل من رواة الحديث.

( سين )

قال الشيخ البهائي : قال الشيخ العارف مجد الدين البغدادي : قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام فقلت ما تقول في حق ابن سِينَا؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله « هو رجل أراد أن يصل إلى الله بلا وساطتي فحجبته هكذا بيدي ، فسقط في النار ».

__________________

(١) لأن المستفاد من الحديث : أن القراءة سنة أي لم يثبت وجوبها من القرآن وإلا كانت فريضة.

٢٦٩

باب ما أوله الشين

( شأن )

قوله تعالى ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) [ ٥٥ / ٢٩ ] أي كل وقت وحين يحدث أمورا ، ويجدد أحوالا من إهلاك ، وإنجاء وحرمان ، وإعطاء ، وغير ذلك.

كما رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَقَدْ قِيلَ وَمَا ذَلِكَ الشَّأْنُ؟ فَقَالَ « مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْباً ، وَيُفَرِّجَ كَرْباً ، وَيَرْفَعَ قَوْماً ، وَيَضَعَ آخَرِينَ ».

والشَّأْنُ : الأمر والحال. وقيل نزلت في اليهود حين قالوا : إنه لا يقضي شيئا يوم السبت.

قوله ( وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ ) [ ١٠ / ٦١ ] الآية قال الشيخ أبو علي : ما نافية والخطاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والشَّأْنُ الأمر وهو من شَأَنْتُ شَأْنَهُ ومعناه قصدت قصده ، وضمير منه لِلشَّأْنِ ، لأن تلاوة القرآن شَأْنُ من معظم شَأْنِ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو للتنزيل أي وما تتلو من التنزيل من قرآن ، وهو إضمار قبل الذكر للتفخيم (١).

والشَّأْنُ : واحد الشُّئُونِ ، وهي مواصل قبائل الرأس وملتقاها ، ومنها تجيء الدموع.

وعن ابن السكيت : الشَّأْنَانِ عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين.

وماء الشُّئُونِ : الدموع.

واشْأَنْ شَأْنَكَ : اعمل ما تحسنه ، فَشَأْنَكَ منصوب علي المصدرية.

وما شَأَنْتُ شَأْنَهُ لم أكثرت به.

( شبن )

شبان ـ بشين معجمة ثم باء موحدة وفي الآخر نون بعد الألف على ما صح في النسخ ـ هو ابن نزلة الحوراء زوجة

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع ص ١٩٦.

٢٧٠

شِيثُ بنُ آدم.

( شثن )

فِي وَصْفِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله « شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ » بمفتوحة فساكنة أي إنهما يميلان إلى الغلظ والقصر ، وقيل هو في أنامله غلظ بلا قصر ، ويحمد في الرجال لأنه أشد لقبضهم ، ويذم في النساء.

وقد شَثِنَتِ الأصابع من باب تعب إذا غلظت.

( شجن )

فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ لِعَلِيٍّ وَالْحَسَنَيْنِ عليهم‌السلام وَبَعْضِ الصَّحَابَةِ « مَا لِي شَجَنٌ وَلَا سَكَنٌ غَيْرُكُمْ ».

الشَّجَنُ محركة : الهم والحزن ، والعضو المشتبك ، والشعبة من كل شيء.

والشَّجَنُ أيضا : الحاجة والجمع شُجُونٌ كأسود ، وأَشْجَانٌ كأسباب.

والشَّجَنُ : الحزن والجمع أَشْجَانٌ.

وقد شَجِنَ بالكسر فهو شَاجِنٌ ، وأَشْجَنَهُ غيره.

( شحن )

قوله تعالى ( فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [ ٢٦ / ١١٩ ] أي المملو من الناس والأحمال خوفا من نزول العذاب.

وشَحَنْتُ البيت شَحْناً من باب نفع ملأته.

وشَحَنَهُ شَحْناً : طرده.

والشَّحْنَاءُ : العداوة والبغضاء.

وشَحِنْتُ عليه شَحَناً من باب تعب : حقدت وأظهرت العداوة ، ومن باب نفع لغة.

وشَاحَنْتُهُ مُشَاحَنَةً.

وتَشَاحَنَ القوم.

وعدو مُشَاحِنٌ.

( شدن )

الشَّادِنُ : ولد الظبية.

وشَدَنَ الغزال يَشْدُنُ شُدُوناً : قوي وطلع قرناه واستغنى عن أمه

( شطن )

قوله تعالى ( وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ ) [ ٢ / ١٤ ] أي مردتهم من الشَّطَنِ وهو البعد فكأنهم تباعدوا عن الخير ، وطال مكثهم في الشر.

وعن ابن عرفة : هو من الشَّطَنِ وهو

٢٧١

الحبل الطويل المضطرب.

قال الزمخشري : وقد جعل سيبويه نون الشَّيْطَانِ في موضع من كتابه أصلية وفي آخر زائدة ، والدليل على أصالتها قولهم تَشَيْطَنَ ، واشتقاقه من شَطَنَ إذا بعد ، لبعده من الصلاح والخير ، ومن شَاطَ إذا بطل ، إذا جعلت نونه زائدة.

قوله ( كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) [ ٣٧ / ٦٥ ] أي في الشين والقبح.

وعن الفراء قال : فيه من العربية ثلاثة أوجه :

« أحدها » ـ أن يشبه طلعها في قبحه برءوس الشَّيَاطِينِ لأنها موصوفة بالقبح.

و « الثاني » ـ أن العرب تسمي بعض الحيات شَيْطَاناً وهو ذو العرف ، قبيح الوجه.

و « الثالث » ـ يقال إنه نبت قبيح يسمى رءوس الشَّيَاطِينِ.

والشَّيْطَانُ : معروف ، وكل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شَيْطَانٌ

والْأَشْطَانُ جمع شَطَنٍ وهو الحبل وقد جاء في الحديث.

( شقن )

فِي الْحَدِيثِ « أَرْبَعَةُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِمُ التَّقْصِيرُ ، وَعَدَّ مِنْهُمُ الِاشْتِقَانَ ».

بالألف والشين المعجمة والتاء المثناة من فوق والقاف ، قيل هو الأمير الذي يبعثه السلطان على حفاظ البيادر.

وقيل الِاشْتِقَانُ : البريد.

وفي الذكرى : أمير البيدر ، والبيدر : الموضع الذي يداس فيه الطعام.

( شنن )

الشَّنُ : القربة الخلق.

والشَّنَّةُ كأنها القربة الصغيرة ، والجمع شِنَانٌ ، ومنه قول النابغة : (١)

__________________

(١) اسمه : ( زياد بن معاوية من ذبيان من قيس ) ، هو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء ، وكان من الأشراف الذين غض الشعر منهم كما غض من إمرىء القيس وكان يفد على النعمان صاحب الحيرة فيمدحه ، فوقعت بينه وبين المنخل الشاعر عداوة

٢٧٢

كأنك من جمال بني أقيس

يقعقع بين رجليه بشن

 وشَنَ الماء على الشراب : فرقه عليه.

وشَنَ عليهم الغارة : فرقها عليهم من كل وجه.

والشَّنَانُ بالفتح لغة في الشَّنَآنِ.

والشُّنَانُ بالضم معروف وقد تقدم في ( حرز ) أنه أُشْنَانٌ أيضا بضم الهمزة.

قال في القاموس : هو نافع للجرب والحكة.

والشَّنِينُ : قطرات الماء.

( شين )

الشَّيْنُ : خلاف الزين يقال شَانَهُ يَشِينُهُ شَيْناً من باب باع : عابه.

والشَّيْنُ : ما يحدث في ظاهر الجلد من الخشونة يحصل به تشويه الخلقة.

والشِّينُ : حرف من حروف المعجم.

باب ما أوله الصاد

( صبن )

الصَّابُونُ : معروف ، وهو الذي يغسل به الثياب ويزال به الوسخ.

( صحن )

صَحْنُ الدار : وسطها.

والصَّحْنُ : طست يؤكل به والجمع أَصْحُنٌ مثل فلس وأفلس.

وصَحْنُ الفلاة : ما اتسع منها.

والصِّحْنَاءُ بالكسر : إدام يتخذ من السمك ، يمد ويقصر.

( صفن )

قوله تعالى ( الصَّافِناتُ الْجِيادُ )

__________________

فوشى به إلى النعمان فهرب النابغة إلى بني غسان ونزل بعمرو بن الحارث الأصغر ملك الغساسنة فمدحه. وما زال مقيما عنده حتى مات عمرو وخلفه النعمان أخوه فمكث معه حتى اصطلح مع النعمان صاحب الحيرة فعاد إليه ، توفي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله.

٢٧٣

[ ٣٨ / ٣١ ] الصَّافِنُ من الخيل : القائم على ثلاث قوائم ، وقد أقام الرابعة على طرف الحافر ، من قولهم صَفِنَ الفرس يَصْفَنُ صُفُوناً ، والجياد السريعة المشي الواسعة الخطو.

والصَّافِنُ : الذي يصف قدميه قائما. والصَّافِنُ : عرق الساق.

( صنن )

فِي الْحَدِيثِ « نِعْمَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ ، يَذْهَبُ بِالصَّنَّةِ » والصِّنَّةُ والصِّنَانُ : رائحة معاطن الجسد إذا تغيرت ، وهي من أَصَنَ اللحم إذا أنتن.

والصِّنَانُ : زفر الإبط.

وقد أَصَنَ الرجل : صار له صِنَانٌ.

والصَّنُ شبه السلة المطبقة ، يجعل فيها الخبز.

ومنه « صِنَانُ الحمالين ».

( صون )

فِي الْحَدِيثِ « اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ » هو بلد معروف.

وفي شمس العلوم : الصِّينُ جيل ، والهند : جيل.

والصِّينُ : موضع بالكوفة ، ومملكة بالمشرق منها الأواني الصِّينِيَّةُ ، قاله في القاموس.

وَفِيهِ « الْحَدِيدُ الصِّينِيُ مَا أُحِبُّ التَّخَتُّمَ بِهِ ».

وفِيهِ « اسْتَوْصُوا بِالصِّينِيَّاتِ خَيْراً » وكأن المراد بها الطويرات (١) التي تأوي البيوت المكناة ببنات السند والهند.

وصُنْتُ الشيء صَوْناً وصِيَاناً وصِيَانَةً فهو مَصُونٌ ، وثوب مَصُونٌ ومَصْوُونٌ.

باب ما أوله الضاد

( ضأن )

قوله تعالى ( مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ ) [ ٦ / ١٤٣ ] هو خلاف المعز من ذوات الصوف من الغنم ، الواحدة : ضَأْنَةٌ ،

__________________

(١) مصغر طائرات ، أي الطيور الصغار.

٢٧٤

والذكر ضَائِنٌ.

وعن ابن الأنباري : الضَّأْنُ مؤنثة ، والجمع أَضْؤُنٌ مثل فلس وأفلس ، وجمع الكثرة ضَئِينٌ مثل كريم. وأَضْأَنَ الرجل : كثر ضَأْنُهُ.

( ضجن )

ضَخْنَانٌ بالفتح فالسكون : جبل بناحية مكة ، ممنوع من الصرف.

( ضغن )

قوله تعالى ( يُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ ) [ ٤٧ / ٣٧ ] الضِّغْنُ والضَّغِينَةُ : الحقد ، وهو ما في القلوب مستكن من العداوة.

وقد ضَغَنَ عليه ضَغْناً.

وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا : انطووا على الأحقاد.

( ضمن )

فِي الْخَبَرِ « نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَضَامِينِ » أي ما في أصلاب الفحول.

وضَمِنْتُ الشيء ضَمَاناً : كفلت به ، فأنا ضَامِنٌ وضَمِينٌ.

وضَمِنْتُ المال : التزمته ، ويتعدى بالتضعيف فيقال ضَمَّنْتُهُ المال أي ألزمته إياه.

قال بعض الأعلام : الضَّمَانُ مأخوذ من الضم ، وهو غلط من جهة الاشتقاق لأن نونه أصلية ، والضم لا نون فيه.

ومن هذا الباب قَوْلُهُ عليه‌السلام « مَنْ كَفَّنَ مُؤْمِناً ضَمَّنَ كِسْوَتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».

وَفِي الْخَبَرِ « الْوَضِيعَةُ : بَعْدَ الضَّمِينَةِ حَرَامٌ » المراد بالوضيعة الحط من الثمن ، والضَّمِينَةُ : إيقاع عقد البيع الذي يوجب ضَمَانَ الثمن.

( ضنن )

قوله تعالى ( وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) [ ٨١ / ٢٤ ] أي ببخيل ، والضَّنِينُ : البخيل الشحيح.

والمعنى لا يبخل بالوحي بأن يسأل تعليمه فلم يعلمه أو يروي بعضه فلا يبلغه.

قال الشيخ أبو علي : قرأ أهل البصرة وابن كثير والكسائي بِظَنِينٍ بالظاء ، والباقون بالضاد ، والحجة : الظنين المتهم ، من قولهم ظننت أي اتهمت ، لا من ظننت المتعدي

٢٧٥

إلى مفعولين ، إذ لو كان منه لكان لا بد من ذكر المفعول الثاني ، ومن قرأ ( بِضَنِينٍ ) فهو من الضَّنِ البخل (١).

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَ ضَنَائِنَ يَضَنُ بِهِمْ عَنِ الْبَلَاءِ ، يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ وَيُمِيتُهُمْ فِي عَافِيَةٍ ».

الضَّنَائِنُ : الخصائص من الضَّنِ ، وهو ما يختصه ويُضَنُ به ، أي يبخل به لمكانه منه ، وموقعه عنده.

وَفِي حَدِيثِ الدُّنْيَا « لَمْ يُصْفِهَا لِأَوْلِيَائِهِ وَلَمْ يَضَنَ بِهَا عَلَى أَعْدَائِهِ » أي لم يبخل بها عليهم.

وَفِي حَدِيثِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ « ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ » أي لا يسرع إلى صداقة كل أحد ، لقلة إخوان الصدق ، وانقطاعه عن الخلق إلى الله تعالى ، وروي بفتح الخاء أي يَضَنُ بحاجته أي لا يذكرها لأحد.

وَمِنْ كَلَامِهِ عليه‌السلام بَعْدَ التَّحْكِيمِ « حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ ، وَضَنَ الزَّنْدُ بِقَدَحِهِ » قيل هو مثل يضرب لمن يبخل بفائدة.

باب ما أوله الطاء

( طجن )

الطَّجِينُ كزبيب والطَّاجَنُ بفتح الجيم وقد تكسر : الطابق يقلى عليه ، وكلاهما معرب قيل لأن الطاء والجيم لا يتفقان في أصل كلام العرب.

( طحن )

الطَّاحُونَةُ : الرحى.

والطَّوَاحِنُ : الأضراس ، الواحدة طَاحِنَةٌ والهاء للمبالغة.

وطَحَنْتُ البر طَحْناً من باب نفع فهو طَحِينٌ ومَطْحُونٌ.

والطَّحْنُ بالكسر : الْمَطْحُونُ.

( طعن )

فِي الْخَبَرِ « فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ » الطَّعْنُ : القتل بالرماح ، والطَّاعُونُ : المرض العام والوباء.

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٤٥.

٢٧٦

قال بعض الشارحين : الطَّاعُونُ الموت الكثير.

وقيل هو بثر وورم مؤلم جدا يخرج من لهيب ويسود ما حوله ، أو يخضر ويحصل منه خفقان القلب والقيء ، ويخرج في المرافق والآباط.

وَفِي الْحَدِيثِ « فَسَأَلْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَنْ مَسْأَلَةٍ فَمَا طَعَنَ فِيهَا وَلَا قَارَبَ » أي لم يتكلم فيها بكلمة بعيدة ، ولا قارب.

وَفِيهِ « الْمُؤْمِنُ لَا يَكُونُ طَعَّاناً » أي وقاعا في أعراض الناس بالذم والغيبة ونحوها ، من طَعَنَ عليه بالقول إذا عابه. ومنه « الطَّعْنُ في النسب ».

وطَعَنْتُ عليه من باب قتل ومن باب نفع لغة : قدحت فيه وعبته.

والطَّعْنُ يكون مصدرا ، ويكون موضع الطَّعْنِ قاله في المصباح.

من ابتدء الشيء أو دخله فقد طَعَنَ فيه.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ قَوْماً يَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ » أي يأتون الخلافة.

وطَعَنَهُ بالرمح طَعْناً بالفتح فيهما ويقال من باب قتل.

وطَعَنَ في المفازة : ذهب.

وطَعَنَ في السن يَطْعَنُ بالضم طَعْناً.

وطُعِنَ الإنسان ـ بالبناء للمفعول ـ : أصابه الطَّاعُونُ ، فهو مَطْعُونٌ.

( طمن )

قوله تعالى ( وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها ) [ ١٠ / ٧ ] أي سكنوا إليها مقصرين ميلهم على لذائذها وزخارفها.

قوله ( فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ ) [ ٤ / ١٠٣ ] أي أقمتم ، يقال اطْمَأَنَ بالموضع : أقام به واتخذه وطنا ومُطْمَئِنِّينَ [ ١٧ / ٩٥ ] ساكنين في الأرض.

واطْمَأَنَ الرجل اطْمِئْنَاناً وطُمَأْنِينَةً بضم الطاء : سكن ولم يقلق ، والاسم الطُّمَأْنِينَةُ ، والِاطْمَانِينَةُ ، بكسر همزة وسكون طاء وبعد الميم ألف بعدها نون مكسورة ثم نون مفتوحة بعد الياء.

وطَأْمَنَ الرجل ظهره بالهمزة على فاعل ، ويجوز تسهيل الهمزة أي حناه وخفضه.

٢٧٧

( طنن )

الطُّنُ بالضم : حزمة من حطب أو قصب ، الواحدة طُنَّةٌ والجمع أَطْنَانٌ مثل قفل وأقفال.

والطَّنِينُ : صوت الذباب وغيره ، من باب ضرب طَنِيناً : صوت.

« وَضَرَبَهُ فَأَطَنَ سَاقَهُ » أي قطعها.

( طين )

الطِّينُ : معروف.

والطِّينَةُ : أخص منه.

وطَانَ الرجل البيت يَطِينُهُ من باب باع : طلاه بِالطِّينِ.

وطَيَّنَهُ بالتثقيل لغة وتكثير.

والطِّينَةُ : الخلقة.

وطَانَهُ الله على الخير جبله عليه.

باب ما أوله الظاء

( ظعن )

قوله تعالى ( يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ) [ ١٦ / ٨٠ ] أي سيركم وارتحالكم ، يقال ظَعَنَ ظَعْناً وظَعَناً بالإسكان والتحريك من باب نفع أي سار وارتحل ، وقرئ بهما قوله تعالى ( يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ).

والاسم : ظَعَنٌ بفتحتين.

ويتعدى بالهمزة والحرف فيقال أَظْعَنْتُهُ وظَعَنْتُ به.

والفاعل ظَاعِنٌ.

والمفعول مَظْعُونٌ به لكن حذفت الصلة لكثرة الاستعمال.

وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ (١) قُرَشِيٌّ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ ، أَسْلَمَ بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ وَشَهِدَ بَدْراً وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَقَالَ أَشْرَبُ مَا يُضْحِكُ بِي مَنْ دُونِي ، قِيلَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، وَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ أَهْلِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إِبْرَاهِيمُ

__________________

(١) هو من زهّاد الصّحابة المرضيّين.

٢٧٨

ابْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله.

( ظنن )

قوله تعالى ( إِنْ نَظُنُ إِلَّا ظَنًّا ) [ ٤٥ / ٣٢ ] أي ما نَظُنُ إلا ظَنَّاً لا يؤدي إلى اليقين.

وقد جاء الظَّنُ بمعنى العلم قال تعالى ( أَلا يَظُنُ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ) [ ٨٣ / ٤ ]

وعن بعضهم أنه قال : يقع الظَّنُ لمعان أربعة.

منها معنيان متضادان ، أحدهما الشك ، والآخر اليقين الذي لا شك فيه فأما معنى الشك فأكثر من أن يحصى شواهده.

وأما معنى اليقين فمنه قوله تعالى ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً ) [ ٧٢ / ١٢ ] ومعناه علمنا.

وقال تعالى ( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) [ ١٨ / ٥٤ ] ومعناه فعلموا بغير شك ، قال الشاعر :

رب أمر فرجته بغريم

وغيوب كشفتها بِظَنُونٍ

ومعناه كشفتها بيقين وعلم ومعرفة وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الْمُتَّقِينَ « وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا ، وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ » يعني أيقنوا أن الجنة معدة لهم بين أيديهم.

والمعنيان اللذان ليسا بمتضادين ( أحدهما ) الكذب و ( الآخر ) التهمة ، فإذا كان بمعنى الكذب قلت ظَنَ فلان أي كذب ، وقال تعالى ( وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) [ ٢ / ٧٨ ] ومعناه إن هم إلا يكذبون ، ولو كان بمعنى الشك لاستوفى منصوبيه أو ما يقوم مقامهما.

وأما بمعنى التهمة فهو أن تقول : ظَنَنْتُ فلانا ، فيستغنى عن الخبر لأنك تريد التهمة.

وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ » قال الشارح : وذلك لصفاء سرائرهم وتلقيهم السوانح الإلهية بأفكارهم الصافية وحدوسهم الصائبة فلا تنطق ألسنتهم إلا بالحق ، وعن أمارات صادقة.

وَفِيهِ « أَنَّ اللهَ عِنْدَ ظَنِ عَبْدِهِ » ومثله « أَنَا عِنْدَ ظَنِ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ » أي عند يقينه بي في الاعتماد على الاستيثاق بوعدي

٢٧٩

والرهبة من وعيدي ، والرغبة فيما عندي والاستغناء بي « أُعْطِيهِ إِذَا سَأَلَنِي وَأَسْتَجِيبُ لَهُ إِذَا دَعَانِي » كل ذلك على حسب ظنه وقوة يقينه.

وعن بعض الأفاضل : إن قلت هذا مناف لما ذكر من تساوي الخوف والرجاء بالنسبة إلى المؤمن. قلت : غير مناف لأن المراد أنه ينبغي أن يكون اجتناب المؤمن عن المحرمات اجتناب من أشرف على النار ، وأن يكون اشتغاله بالعبادات اشتغال من علم أنه من أهل الجنة.

وبالجملة ما تقدم ناظر إلى العمل ، وما تأخر ناظر إلى الاعتقاد ، والاعتماد على أن كرمه تعالى ورحمته أزيد من تقصيرات العبد بمراتب.

وعن بعض الأفاضل : سوء الظَّنِ بالله ينشأ عن عدم معرفته تعالى بما هو أهله ، فالجاهل به لا يعرفه من جهة ما هو جواد فياض بالخيرات لمن استعد لذلك فيسوء ظَنُّهُ ، ولا يثق بأنه مخلوع عليه عوض ما يبذله فيمنعه ذلك عن البذل.

والظَّنُ : مصدر من باب قتل.

والظِّنَّةُ بالكسر : التهمة وهو اسم من ظَنَنْتُهُ من باب قتل : اتهمته فهو ظَنِينٌ فعيل بمعنى مفعول والجمع [ جمع الظِّنَّة ] ظِنَنٌ.

ومَظِنَّةُ الشيء بفتح الميم وكسر الظاء : موضعه ومألفه الذي يُظَنُ كونه فيه والجمع مَظَانٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤْمِنُ لَا يُمْسِي وَلَا يُصْبِحُ إِلَّا وَنَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ » أي متهمة لديه بالخيانة والتقصير في طاعة الله تعالى.

باب ما أوله العين

( عثنن )

الْعُثْنُونُ : شعيرات طوال تحت حنك البعير ، يقال بعير ذو عَثَانِينَ.

وقد تستعار لذي اللحية الطويلة ،

٢٨٠