مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

وفي الصحاح : حَيْزُومُ فرس من خيل الملائكة

( حسم )

قوله : ( ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ) [ ٦٩ / ٧ ] أي تباعا متوالية ، واشتقاقه من حَسْمِ الداء وهو أن تتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ فجعل مثلا فيما يتابع ، فَحُسُوماً : جمع حَاسِم ، كجلوس جمع جالس. وقيل : حُسُوماً مصدر حَسَمْتُهُمْ حُسُوماً أي قطعتهم وتقديره ذات حسوم وقيل الحُسُومُ : الشؤم ، وحُسُوماً نحوسا وشؤما ، ومنه دُعَاءُ الِاسْتِسْقَاءِ « لَا تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً ».

والحَسْمُ : قطع الدم بالكي ، ومنه حَدِيثُ السَّارِقِ « فَاقْطَعُوهُ ثُمَ احْسُمُوهُ » أي اقطعوا يديه ثم اكووهما لينقطع الدم.

وحَسَمَهُ حَسْماً من باب ضرب : قطعه. والحُسَامُ بالضم : السيف القاطع.

( حشم )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام مَعَ السَّارِقِ « إِنِّي لَأَحْتَشِمُ أَنْ لَا أَدَعَ لَهُ يَداً » أي أستحي من الاحْتِشَامِ ، وهو افتعال من الحِشْمَةِ بالكسر بمعنى الانقباض والاستحياء.

ويَحْتَشِمُهُمْ ويَحْتَشِمُونَهُ جاء في الحديث وهو بهذا المعنى.

( حصرم )

الحِصْرِمُ : أول العنب ما دام حامضا

( حضرم )

فِي الْحَدِيثِ « حَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ».

حَضْرَمَوْتُ : وَادٍ دُونَ الْيَمَنِ أَرْسَلَ اللهُ فِيهَا سَيْلاً عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْفِيلِ ، أَفْلَتُوا مِنْ طَيْرٍ أَبَابِيلَ فَهَلَكُوا فَسُمِّيَ حَضْرَمَوْتَ حِينَ مَاتُوا ، كَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ

وحَضْرَمَوْتُ : موضع فيه بئر يقال لها « بئر برهوت » تردها هام الكفار (١).

( حطم )

قوله تعالى : ( لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ

__________________

(١) الهام : جمع الهامة وهي رأس كل شيء ، ليكون المراد ـ والله أعلم ـ : أن رؤس الكفار تطرح في تلك البئر. أو المقصود : رؤساء الكفر وطواغيتهم.

٤١

حُطاماً ) [ ٥٦ / ٦٥ ] أي فتاتا والحُطَامُ : ما يحطم من عيدان الزرع إذا يبس.

قوله : ( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ ) [ ٢٧ / ١٨ ] أي لا يحطمنكم جنود سليمان ، فجاء بما هو أبلغ. والوجه في قولها ذلك مع أن الريح كانت تحملهم احتمال إرادتهم النزول عند منقطع الوادي لأنهم ما دامت الريح تحملهم في الهواء لا يخاف حطمهم. ويمكن أن يكون جنود سليمان كانوا ركبانا ومشاة في ذلك الوقت ولم تحملهم الريح.

قوله : ( وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ ) [ ١٠٤ / ٥ ] الْحُطَمَةُ : اسم من أسماء النار ، وهي التي تحطم العظم وتأكل اللحم حتى تهجم على القلوب.

وَفِي الْحَدِيثِ « زَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَاطِمَةَ عليها‌السلامعَلَى دِرْعٍ حُطَمِيَّةٍ تَسْوَى ثَلَاثِينَ دِرْهَماً » وَفِيهِ « أَيْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ » قيل سميت بذلك لأنها تَحْطِمُ السيوف أي تكسرها. وقيل : هي العريضة الثقيلة وهي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم « حُطَمَةُ بن حارث » كانوا يعملون الدروع.

وفي الحديث تكرر ذكر « الحَطِيم » وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود ، وبين الباب ، كما جائت به الرواية. سمي حَطِيماً لأن الناس يزدحمون فيه على الدعاء ، ويحطم بعضهم بعضا. وقيل : لأن من حلف هناك عجلت عقوبته.

وتسمية الحِجْر بِالْحَطِيمِ من أوضاع الجاهلية ، كان عادتهم أنهم إذا كانوا يتحالفون بينهم كانوا يَحْطِمُونَ أي يدفعون فعلا أو سوطا أو قوسا إلى الحجر ، علامة لعقد حلفهم ، فسموه به لذلك. وقيل : سمي بذلك لما حطم من جداره فلم يسو ببناء البيت وترك خارجا.

وحَطِمَ الشيءُ حَطَماً من باب تعب إذا انكسر وحَطَمْتُهُ حَطْماً من باب ضرب فَانْحَطَمَ.

وحَطَمَ دينَه ، وهو لدينه حَاطِمٌ أي كاسر.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَحْطِمْهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ » قيل في

٤٢

تعليله : هو أن مسح الوجه بهما في خاتمة الدعاء نظرا إلى أن كفيه ملئت من البركات السماوية والأنوار الإلهية ، فهو يفيض منها على وجهه الذي هو أولى الأعضاء بالكرامة.

والحَطِمُ هو بفتح الحاء وكسر الطاء : الذي ينكسر من الهزال. ومنه الْحَدِيثُ « لَا سَهْمَ لِلْحَطِمِ ».

( حكم )

قوله تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) [ ٥ / ٤٧ ] قال المفسر : معناه يحكم بها النبيون الذين أذعنوا بحكم الله وأقروا به ، ونبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله داخل فيهم ، وهذا لا يدل على أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان متعبدا بشرع موسى عليه‌السلام ، لأن الله هو الذي أوجب ذلك بوحي أنزله عليه بالرجوع إلى التوراة فصار ذلك شرعا له وإن وافق ما في التوراة ، ونبه بذلك اليهود على صحة نبوته من حيث إنه أخبر عما في التوراة من غامض العلم الذي قد التبس على كثير منهم ، وقد عرفوا جميعا أنه لم يقرأ كتابهم ولم يرجع في ذلك إلى علمائهم ، فكان من دلائل صدقه عليه‌السلام وقيل : يريد بالنبيين الذين كانوا بعد موسى عليه‌السلام فمعناه ( يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) من وقت موسى عليه‌السلام إلى وقت عيسى عليه‌السلام ، وصفهم بالإسلام لأن الإسلام دين الله فكل نبي مسلم وليس كل مسلم نبيا.

قوله ( مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) [ ٣ / ٧ ] المُحْكَمَات جمع المُحْكَم وهو في اللغة : المضبوط المتقن وفي الاصطلاح ـ على ما ذكره بعض المحققين ـ : يطلق على ما اتضح معناه وظهر لكل عارف باللغة ، وعلى ما كان محفوظا من النسخ أو التخصيص ، أو منهما معا ، وعلى ما كان نظمه مستقيما خاليا عن الخلل ، وعلى ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا. قال : ويقابله بكل من هذه المتشابه.

إذا تقرر هذا فاعلم أن المُحْكَمَ خلاف المتشابه ، وبالعكس إذ لا واسطة

٤٣

بينهما ، وقد نص اللغويون على أن المُتَشَابِهَات هي المتماثلات. يقال هذا شبه هذا أي شبيهه ومثله يقال أيضا بينهما شبه. وشبه بالتحريك أي مماثلة ، وفسروا الشَّبَهَ بكل لون يخالف معظم لون صاحبه ومن هذا يتبين أن الظواهر ليست من المتشابه ، إذ ليس فيها شيء من هذه المعاني ، وإن احتملت ـ ضعفا ـ خلاف المعنى الظاهري ، على أن ذلك الاحتمال منها من حيث الإرادة لا من حيث الدلالة (١)

وينقسم المُحْكَم إلى « النَّصِ » وهو الراجح المانع من النقيض كقوله تعالى ( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [ ٢ / ٢٩ ] و « الظَّاهِر » هو الراجح الغير المانع من النقيض كقوله تعالى ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ) [ ٩ / ٥ ] ونحوه (٢).

وفي تفسير الشيخ أبي علي ( آياتٌ مُحْكَماتٌ ) أي أحكمت عبارتها ، بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه ( هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) أي أصل الكتاب ، تحمل المتشابهات عليها وترد إليها ، ولو كان القرآن كله مُحْكَماً لتعلق الناس به لسهولة أخذه وأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى النظر والاستدلال ، ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي يتوصل به إلى معرفة الله تعالى وتوحيده وكان لا يتبين فضل العلماء والذين يتبعون القرائح في استخراج معاني المتشابه ـ انتهى.

والمُحْكَمُ كما جائت به الرواية

__________________

(١) يعني أن اللفظ بما هو لفظ لا يدل عليه ، غير أن الاحتمال جاء من ملابسات خارجة عن إطار المفهوم الكلامي وهو بحاجة إلى قرينة ، وإلا فالمحكم هي دلالة اللفظ فقط.

(٢) هكذا في النسخ ، لكن الآية ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ « ) وعلى أي حال فالاستشهاد بالآية هنا يرجع إلى ظهور الأمر في الوجوب مع احتمال إرادة غيره كالترخيص والإباحة مثلا ، لأنه وارد بعد انقضاء الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال فهو أمر عقيب الحظر.

٤٤

ليس بشيئين إنما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من الله تعالى ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فقد حكم بحكم الطاغوت.

قوله : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) [ ٢ / ٢٦٩ ] أي : يعطي الله الحكمة أي العلم ويوفق للعمل وقيل : الحِكْمَةُ القرآن والفقه. وقرئ « مَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ » بكسر التاء أي « مَنْ يُؤْتِهِ اللهُ الحِكْمَةَ. » و ( خَيْراً كَثِيراً ) تنكير تعظيم. والحِكْمَةُ : العلم الذي يرفع الإنسان عن فعل القبيح ، مستعار من حِكْمَةِ اللجام وهي ما أحاط بحنك الدابة يمنعها الخروج.

والحِكْمَةُ : فهم المعاني ، وسميت حكمة لأنها مانعة من الجهل. قيل : ومنه الآية ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ).

وَفِي الْحَدِيثِ « قَوْلُهُ : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) ، قَالَ : هِيَ طَاعَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ الْإِمَامِ ».

قوله : ( بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [ ١٦ / ١٢٥ ] قيل ( بِالْحِكْمَةِ ) أي بالنبوة وقوله : ( وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ، أي القرآن.

قوله ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) [ ٣ / ٤٨ ] قيل أي الفقه والمعرفة. قوله ( فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها ) [ ٤ / ٣٥ ] الحَكَمُ بفتحتين : تحاكم القاضي بالشيء فيختار الرجل رجلا وتختار المرأة رجلا فيجتمعان على فرقة أو على صلح ، فإن أرادا الإصلاح أصلحا من غير أن يستأمرا ، وإن أرادا أن يفرقا فليس لهما أن يفرقا إلا بعد أن يستأمرا ، الزوج والمرأة.

قوله ( وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) [ ٣٦ / ٢ ] أي المحكم قاله أبو عبيدة نقلا عنه. قوله ( أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) [ ١١ / ١ ] أي أُحْكِمَتْ بالأمر والنهي ثم فصلت بالوعد والوعيد. أو أُحْكِمَتْ عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه.

قوله ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً ) [ ٢٦ / ٨٣ ] قيل : أراد به الحُكْمُ بين الناس بالحق فإنه من أفضل الأعمال

٤٥

وأكملها.

قوله ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ ٥ / ٤٥ ] وفي آية أخرى ( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) [ ٥ / ٤٧ ] وفي أخرى ( فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) [ ٥ / ٤٤ ] قيل في توجيهه : إن الحَاكِمَ بغير ما أنزل الله إن كان لا مع الاعتقاد فهو إما ظالم أو فاسق ، وإن حكم بذلك مع اعتقاد أنه غير ما أنزل الله فهو كافر.

قوله ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ) [ ٢١ / ٧٨ ] جمع الضمير لأنه أراد داود وسليمان والمتحاكمين إليهما (١).

ومن أسمائه تعالى « الحَكَمُ » والمراد به الحَاكِم ، وذلك لمنعه الناس عن المظالم.

قَوْلُهُ ( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ) [ ٣١ / ١٢ ] قَالَ عليه‌السلام : « الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ ».

وفلان صاحب الحِكْمَة : إذا كان متقنا للأمور.

والحِكْمَةُ : علم الشريعة.

وَفِي حَدِيثِ أَوْلِيَاءِ اللهِ « نَطَقُوا فَكَانَ نُطْقُهُمْ حِكْمَةً » أراد بها صلاح أمور الآخرة والأولى ، من المعارف والعلوم لا الدنيا.

وَفِي حَدِيثِ الْحَقِّ تَعَالَى « لَيْسَ كُلَّ كَلَامِ الْحِكْمَةِ أَتَقَبَّلُ ، إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ هَوَاهُ وَهَمَّهُ ، فَإِنْ كَانَ هَوَاهُ وَهَمُّهُ فِي رِضَايَ جَعَلْتُ هَمَّهُ تَقْدِيساً وَتَسْبِيحاً » قال بعض الشارحين : كأنه ناظر إلى الواعظ الغير العامل ، والمراد من الهوى والهمة النية وأنه يكتب ثواب الأعمال بالنيات.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُكْماً » أي كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه ، وينهى عنهما كالمواعظ والأمثال.

والحُكْمُ : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُمُ.

وَيُرْوَى « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً » وهي بمعنى الحُكْمِ.

__________________

(١) استدل بعض الأصوليين بهذه الآية على أن أقل الجمع اثنان ، حيث المراد من ضمير الجمع. « داود وسليمان » ، غير أن المفسرين وسائر الأصوليين أجابوا بأن المراد : « داود وسليمان والمتحاكمين إليهما » والمصنف جرى على نمطهم في توجيه الآية.

٤٦

ومن أسمائه تعالى ( الْحَكِيمُ ) وهو القاضي. فَالحَكِيم فعيل بمعنى فاعل ، أو هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها ، فهو فعيل بمعنى مفعل ، أو ذو الحِكْمَةِ وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.

ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويتقنها حَكِيمٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « ادْعُ اللهَ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبِي عِلْماً وَحُكْماً » أي حكمة ويحتمل أن يقرأ وحِكَماً بكسر الحاء وفتح الكاف جمع حِكْمَة.

والحِكْمَةُ العملية : ما لها تعلق بالعمل كالعلم بأحوال أصول الموجودات الثمانية : الواجب ، والعقل ، والهيولى والصورة ، والجسم ، والعرض ، والمادة (١)

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَفِي رَأْسِهِ حَكَمَةٌ ، وَمَلَكٌ يُمْسِكُهَا ، فَإِذَا تَكَبَّرَ قَالَ لَهُ اتَّضِعْ ، وَإِذَا تَوَاضَعَ قَالَ انْتَعِشْ ، فَلَا يَزَالُ أَصْغَرَ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ وَأَرْفَعَ النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ ».

الحَكَمَةُ : حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس تمنعه عن مخالفة راكبه ولما كانت الحَكَمَةُ تأخذ بفم الدابة ، وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه ، كما تمنع الحكمة الدابة.

وَفِيهِ « الْكَلِمَةُ الْحَكِيمَةُ ضَالَّةُ الْحَكِيمِ » قيل أراد بالكلمة الجملة المفيدة ، وبالحكيمة التي أحكمت مبانيها بالعلم والعقل ، مصونة معانيها عن الاختلاف والتهافت.

والحَكِيمُ : المتقن للأمور ، والمعنى : أن الكلمة الحكيمة ربما تكلم بها من ليس لها بأهل فيلتقطها الحكيم فإنه أهل لها وأولى بها من الذي قالها ، كصاحب الضالة الذي يجدها فإنه أحق بها من غيره

__________________

(١) قال الشيخ البهائي : هم أحد عشرحكيما ومنهم انتشر أكثر العلم وهم أساطين الحكمة « أفلاطون » في الإلهيات « أبو الحسن » و « بطليموس » في الرصد والهيئات والمجسطي « بقراط » و « الجالينوس » بالطب « أرشميدس » و « أقليدس » و « بلينوس » في الرياضي بأصنافه « أرسطو » في الطبيعي والمنطق « سقراط » و « فيثاغورث » في الأخلاق.

٤٧

وَفِيهِ « الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ » أي أصل علم الدين ومسائل الشرع ثلاثة « آيَةٌ مُحْكَمَةٌ » أي غير منسوخة « أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ » أي غير منسوخة من الحديث « أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ » أي غير متروكة. وفي النهاية القائمة : الدائمة المستمرة التي يعمل بها.

والحُكْمُ الشرعي : طلب الشارع الفعل أو تركه مع استحقاق الذم بمخالفته وبدونه أو تسويته. وعند الأشاعرة : هو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ بِكَ حَاكَمْتُ » أي رفعت الحكم إليك فلا حكم إلا لك « وَبِكَ خَاصَمْتُ مَنْ نَازَعَنِي فِي الدِّينِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « فِي أَرْشِ الْجِرَاحَاتِ الْحُكُومَةُ » يريد بالجراحات التي ليس فيها دية مقدرة ، وذلك أن يجرح في موضع من بدنه جراحة تشينه فيقيس الحاكم أرشها ، بأن يقول : لو كان هذا المجروح عبدا غير مشين بهذه الجراحة كانت قيمته مثلا مائة ، وقيمته بعد الشين تسعون ، فقد نقص عشر قيمته ، فيجب عشر دية الحر لأن المجروح حر. وحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ كان رجلا من قريش ، وكان إذا دخل الطعامُ المدينةَ اشتراه كله ، فَمَرَّ عَلَيْهِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقَالَ لَهُ « يَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ إِيَّاكَ أَنْ تَحْتَكِرَ » قال في القاموس حَكِيم كأمير ابن حزام ككتاب : صحابي.

وأُمُ الحَكَمِ بالتحريك : أخت معاوية عليه ما يستحقه.

ويكره التسمية بِحَكِيم أو حَكَم أو خالد أو مالك أو ضرار ـ كذا في الحديث قيل لأنها كانت أسماء الجاهلية. وقيل لأنها أسماء إبليس لعنة الله عليه.

( حلم )

قوله تعالى ( إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) [ ١١ / ٨٧ ] الْحَلِيمُ : الذي لم يعاجل بالعقوبة. قيل : هو كناية عن أنهم قالوا : أنت السفيه الجاهل. وقيل : إنهم قالوه استهزاء. وقيل : هذا من أشد سباب العرب ومثله ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) [ ٤٤ / ٤٩ ].

٤٨

والحِلْمُ : العقل والتؤدة ، وضبط النفس عن هيجان الغضب. والجمع أَحْلَام وحُلُوم.

ومنه قوله : ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) [ ٥٢ / ٣٢ ] وتفسيره بالعقل ليس على الحقيقة ، لكن فسروه بذلك لكونه مقتضى العلم. والحَلِيمُ : من أسمائه تعالى وهو الذي لا يستفزه الغضب.

وحَلُمَ يَحْلُمُ حِلْماً ـ بضمتين وإسكان الثاني للتخفيف ـ إذا صفح وستر ، فهو حَلِيم.

وذوو الأَحْلَام والنهى : ذوو الأناة والعقول.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « حُلُومُهُمْ كَحُلُومِ الْأَطْفَالِ » شبه عقولهم بعقول الأطفال الذين لا عقل لهم.

والحُلُمُ بالضم : واحد الأَحْلَام في النوم ، وحقيقته على ما قيل : أن الله تعالى يخلق بأسباب مختلفة في الأذهان عند النوم صورا علمية ، منها مطابق لما مضى ولما يستقبل ، ومنها غير مطابق (١) وقد مر في « رأي » أن منها ما يكون من الشيطان.

وَفِي الْحَدِيثِ » لَمْ تَكُنِ الْأَحْلَامُ قَبْلُ وَإِنَّمَا حَدَثَتْ ، وَالْعِلَّةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ بَعَثَ رَسُولاً إِلَى أَهْلِ زَمَانِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَطَاعَتِهِ فَقَالُوا : إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ فَمَا لَنَا؟ فَقَالَ : إِنْ أَطَعْتُمُونِي أَدْخَلَكُمُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ عَصَيْتُمْ أَدْخَلَكُمُ النَّارَ! فَقَالُوا : وَمَا الْجَنَّةُ وَمَا النَّارُ؟ فَوَصَفَ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : مَتَى نَصِيرُ إِلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ : إِذَا مِتُّمْ ، فَقَالُوا : لَقَدْ رَأَيْنَا أَمْوَاتَنَا صَارُوا عِظَاماً وَرُفَاتاً!

__________________

(١) فِي حَدِيثٍ الصَّادِقِ عليه‌السلام لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ « فَكَّرَ يَا مُفَضَّلِ في الأحلام كَيْفَ دُبُرِ الْأَمْرِ فِيهَا فمزج صادقها بكاذبها فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ كُلِّهَا تَصَدَّقَ لَكَانَ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَنْبِيَاءَ! وَلَوْ كَانَتْ كُلِّهَا تَكْذِبْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَنْفَعَةً بَلْ كَانَ فَضْلاً لَا مَعْنَى لَهَا فَصَارَتْ تَصَدَّقَ أَحْيَاناً فَيَنْتَفِعُ بِهَا النَّاسِ فِي مَصْلَحَةِ يَهْتَدِي بِهَا أَوْ مَضَرَّةً يَتَحَرَّزُ مِنْهَا ، وَتَكْذِبْ كَثِيراً لِئَلَّا يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا كُلِّ الِاعْتِمَادِ ».

٤٩

وَازْدَادُوا تَكْذِيباً وَبِهِ اسْتِخْفَافاً فَأُحْدِثَتِ الْأَحْلَامُ فِيهِمْ فَأَتَوْهُ وَأَخْبَرُوهُ بِمَا رَأَوْا وَمَا أَنْكَرُوا مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِهَذَا ، هَكَذَا تَكُونُ أَرْوَاحُكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَأُزِيلَتْ أَبْدَانُكُمْ تَصِيرُ الْأَرْوَاحُ إِلَى عِقَابٍ حَتَّى تُبْعَثَ الْأَبْدَانُ.

ويستفاد من هذا الحديث أمور : « منها » أن الأَحْلَامَ حادثة ، و « منها » أن عالم البرزخ يشبه عالم الأَحْلَام ، و « منها » أن الأرواح تعذب قبل أن تبعث الأبدان.

وحَلَمَ ـ بالفتح ـ واحْتَلَمَ.

والاحْتِلَامُ : رؤية اللذة في النوم ، أنزل أم لم ينزل.

ومنه « احْتَلَمَتْ » أي رأت في النوم أنها تجامع.

والحَلَمُ ـ بالتحريك ـ : القراد الضخم. الواحدة حَلَمَة ، كقصب وقصبة. ومنه قيل لرأس الثدي حَلَمَة على التشبيه بقدرها ، وهما حَلَمَتَانِ.

وحَلِيمَةُ السَّعْدِيَّة : مرضعة النبي صلى الله عليه وآله.

( حلقم )

قوله تعالى ( إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) [ ٥٦ / ٨٣ ] هو بضم الحاء : الحلق ، وميمه زائدة ، والجمع حَلَاقِيم بالياء ، وحذفها تخفيف.

وحَلْقَمَهُ : إذا قطع حلقومه. قال الزجاج ـ نقلا عنه ـ : الحُلْقُومُ بعد الفم وهو موضع النفس ، وفيه شعب تنشعب وهو مجرى الطعام والشراب.

( حمم )

قوله تعالى ( وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ) [ ٧٠ / ١٠ ] أي قريب قريبا.

والحَمِيمُ : القريب في النسب.

والحَمِيمُ : الماء الحار الشديد الحرارة يسقى منه أهل النار أو يصب على أبدانهم.

والحَمِيمَةُ : مثله. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « لَوْ سَقَطَتْ مِنْهُ نُقْطَةٌ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَأَذَابَتْهَا ».

قوله ( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) [ ٥٦ / ٤٣ ] اليَحْمُومُ : الدخان. واليَحْمُومُ : الأسود البهيم

والحَمَّات ـ بالفتح والتشديد ـ : جمع حَمَّة ـ بالفتح والتشديد أيضا : العيون الحارة

٥٠

التي يستشفى بها الأعلاء والمرضى.

وما ذكر فِي الْحَدِيثِ « أَنَّ مَاءَ الْحَمَّامَاتِ نَهَى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يُسْتَشْفَى بِهَا ». فلا يبعد أن يراد بها الحَمَّات كما دل عليه قَوْلُ الصَّدُوقِ : « وَأَمَّا مَاءُ الْحَمَّاتِ فَإِنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نَهَى أَنْ يُسْتَشْفَى بِهَا ». ويكون في الكلام تصحيف.

والحُمَةُ بالتخفيف : السم. وقد تشدد. ونقل عن الأزهري : إنكاره.

وحُمَةُ كل دابة : سمها. وتطلق الحُمَةُ على إبرة العقرب للمجاورة ، لأن السم يخرج منها. وأصله : حمو أو حمي بوزن صرد والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة أو الياء. وَمِنْهُ « أَنَّهُ كَرِهَ أَكْلَ كُلِّ ذِي حُمَةٍ ».

والحُمَمَةُ كرطبة : الفحمة. وجمعها حُمَم.

ومنه حَدِيثُ الْمُخْتَارِ « فَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حُمَمَةً » ومثله « عادوا حُمَماً » أي صاروا فحما.

والحَمَامُ كسحاب : جنس الحَمَامَة كسحابة أيضا. يقال للذكر والأنثى. والهاء فارقة بينه وبين الجنس. وقال الجوهري : الحَمَامُ عند العرب : ذوات الأطواق كالفواخت والقماري بضم القاف وتشديد الياء وساق حر (١) والقطا بالفتح والوراشين وأشباه ذلك. وجمع الحَمَامَة : حَمَام وحَمَامَات وحَمَائِم. ونقل عن الأصمعي أن كل ذات طوق فهو حَمَامٌ. والمراد بالطوق الخضرة أو الحمرة أو السواد المحيط بعنق الحمامة. وعن الأزهري عن الشافعي : أن الحَمَام كل ـ ما عَبَّ وهدر وإن تفرقت أسماؤه.

والحِمَامُ بالكسر والتخفيف : الموت. وبالفتح والتشديد : الموضع المعد للاغتسال والحَمَّامَات جمعه. وهي ما اتخذته الشياطين لبلقيس ، وكذلك النورة وأرحية الماء.

وَقَوْلُهُ عليه‌السلام « مَاءُ الْحَمَّامِ سَبِيلُهُ سَبِيلُ الْمَاءِ الْجَارِي إِذَا كَانَ لَهُ مَادَّةٌ »

__________________

(١) ساق حر ـ بضم الحاء المهملة وتشديد الراء ـ مركب من كلمتين : اسم لذكر القماري.

٥١

يريد ما في حياضه الصغار دون الكر ، وهي التي تجري عليها أحكام الطهارة والنجاسة.

واسْتَحَمَ الرجل : اغتسل بالماء الحميم ومثله « لَا بَأْسَ أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ الْحَارِّ » أي المتناهي في الحرارة. وكأنه أراد بالرجل الشخص وإلا فلا خصوصية.

ويطلق الحَمِيمُ أيضا على البارد كما نص عليه جمع من أهل اللغة ، فهو من الأضداد.

وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ عليه‌السلام وَقَدْ قِيلَ لَهُ : طَابَ اسْتِحْمَامُكَ ـ فَقَالَ : « وَمَا تَصْنَعُ بِالاسْتِ (١) هَاهُنَا؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمَّامُكَ فَقَالَ : إِذَا طَابَ الْحَمَّامُ فَمَا رَاحَةُ الْبَدَنِ؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمِيمُكَ! قَالَ : وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَ الْحَمِيمَ الْعَرَقُ ».

وسورة من آل حم أي سورة أولها حم.

وحَمَ لقائه أي قُدِّرَ.

وحُمَ الرجلُ بالضم من الحُمَّى وأَحَمَّهُ اللهُ فهو مَحْمُومٌ. وهو من الشواذ قاله الجوهري.

والحُمَّةُ بالضم : السواد.

وحُمَّةُ الحر : معظمه.

والحَامَّةُ بتشديد الميم : الخاصة ، يقال كيف الحَامَّة والعامة.

وحَامَّةُ الرجل : أقرباؤه. وَمِنْهُ « هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ».

وحَمْحَمَةُ الفرس : صوته لطلب العلف دون الصهيل. ومنه « التَّحَمْحَم ».

( حنتم )

فِي الْحَدِيثِ « نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله عَنِ الدَّبَا وَالمُزَفَّتِ مِنَ الظُّرُوفِ وَزِدْتُمْ أَنْتُمُ الْحَنْتَمَ ». الحَنْتَمُ جرار خضر كانت يحمل فيها الخمر إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حَنْتَم ، واحدة : حَنْتَمَة. قالوا : وإنما نهى عن الإنباذ فيها لأنه تسرع الشدة فيها لأجل دهنها. وقيل : إنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر ، فنهى عنها ليمتنع من عملها ، قال في النهاية : والوجه :

__________________

(١) الاست : حلقة الدبر.

٥٢

الأول.

وحَنْتَمَةُ : أم عمر بن الخطاب وهي بنت هشام ابنة عم أبي جهل ، وهي من المشهورات المستعلنات بالزنا ، هي وسارة والرباب وممن كن يغنين بهجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جاء فِي الْحَدِيثِ « ابْنُ حَنْتَمَةَ وَصَاحِبُهُ » يعني بهما أبا بكر وعمر

( حوم )

فِي حَدِيثِ وَصْفِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله « فِي حَوْمَةِ الْعِزِّ مَوْلِدُهُ » أي في معظم العز مولده ومثله « حَوْمَةُ الْبَحْرِ وَالرَّمْلِ وَالْقِتَالِ » أي معظمه أو أشد موضع فيه.

وحَامَ الطائرُ حول الشيء حَوْماً إذا دار.

وَمِنْهُ « مَنْ حَامَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ » أي من قارب المعاصي ودنا منها قرب وقوعه فيها.

والحَائِمَةُ في حديث الاستسقاء : التي تحوم حول الماء أي تطوف فلا تجد ماء ترده

وحَامٌ : أحد أولاد نوح وهو أبو السودان.

باب ما أوله الخاء

( ختم )

قوله تعالى : ( وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) [ ٣٣ / ٤٠ ] أي آخرهم ليس بعده نبي.

قوله ( خِتامُهُ مِسْكٌ ) [ ٨٣ / ٢٦ ] أي خمر صافية من كل غش مختوم في الآنية بالمسك وهو غير الخمر الذي يجري في الأنهار ، وقيل مَخْتُوم أي ممنوع من أن تمسه يد أحد حتى يفك ختمه للأبرار ثم فسر المَخْتُوم. بقوله ( خِتامُهُ مِسْكٌ ) أواخره ريح المسك إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه ريح المسك. ويقال خِتامُهُ : مزاجه. وقيل : طعمه. وَقرئ خَاتَمُهُ مِسْكٌ وَهِيَ قِرَاءَةُ

٥٣

عَلِيٍّ عليه‌السلام ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ (١)

قوله : ( خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ) [ ٢ / ٧ ] أي طبع الله على قلوبهم ومثله ( يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) [ ٤٢ / ٢٤ ] من الخَتْمِ وهو الشد وهو الطبع حتى لا يوصل إلى الشيء المختوم عليه.

ومنه خَتَمَ البابَ والكتابَ ومعناه : أنه ختم على قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارها على الكفر.

وَعَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام « سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ فَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ ، لِيُوَافِقَ قَضَاؤُهُ عَلَيْهِمْ عِلْمَهُ فِيهِمْ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ ( وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ ) [ ٨ / ٢٣ ] ».

والخَاتَمُ بفتح التاء ، وكسرها أشهر كما نص عليه البعض : واحد الخَوَاتِيم ، وهو حلقة ذات فص من غيرها ، فإن لم يكن لها فص فهي فَتَخَة ـ بالفاء والتاء والخاء المعجمة ـ كقصبة.

ومحمد خَاتَمُ النبيين يجوز فيه فتح التاء وكسرها ، فالفتح بمعنى الزينة مأخوذ من الخَاتَم الذي هو زينة للابسه. والكسر اسم فاعل بمعنى الآخر.

وتَخَتَّمَ إذا لبس الخاتم.

والخَاتَمُ : الطين الذي يختم به على رءوس الآنية والشمع الذي يختم به الكتاب. وخَتَمْتُ الكتابَ خَتْماً من باب ضرب.

وخَاتِمَةُ العمل : آخره.

وَمِنْهُ الدُّعَاءُ « اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ خَاتِمَةَ عَمَلِي ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَامِ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ».

وخَتَمْتُ القرآن : حفظت خاتمه وهو آخره ، والمعنى حفظته جميعه.

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ دَرَاهِمَ فِي خَمْسَةِ مَخَاتِيمَ حِنْطَةٍ أَوْ شَعِيرٍ » كأنه يريد بِالْمَخَاتِيم ما ختم عليه من صبر الطعام المعلومة الخاتم وهو ما يختم به الطعام من الخشب وغيره.

وَفِي الْخَبَرِ « أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ. يعني القرآن كله.

وَفِيهِ « فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ ». أي

__________________

(١) هو الشيخ أبو علي الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٥٤.

٥٤

شيء يدل على أنه لا نبي بعده. وَرُوِيَ أَنَّهُ مِثْلُ التُّفَّاحَةِ. وَذَكَرَتْ أُمُّهُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ غَمَسَهُ الْمَلَكُ فِي مَاءٍ أَتْبَعَهُ ثَلَاثَ غَمَسَاتٍ ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّةً مِنْ حَرِيرٍ أَبْيَضَ فَإِذَا فِيهَا خَاتَمٌ فَضَرَبَ بِهِ عَلَى كَتِفِهِ كَالْبَيْضَةِ الْمَكْنُونَةِ تُضِيءُ كَالزُّهَرَةِ » وقيل كان المكتوب فِيهِ « تَوَجَّهْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ مَنْصُورٌ ».

وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِخَاتَمِ شَبَهٍ : « مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الْأَصْنَامِ؟ » لأنها كانت تتخذ من الشبه وَقَالَ لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِحَدِيدٍ : « مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ؟ » لأنه من زي الكفار الذين هم أهل النار.

وَفِيهِ « التَّخَتُّمُ بِالْيَاقُوتِ يَنْفِي الْفَقْرَ » قيل : وذلك أنه إذا افتقر باعه ووجد غنى. وفي المجمع : الأصح ـ إن صح الحديث ـ أن تكون لخاصية فيه. وهو جيد.

( خثعم )

أبو قبيلة من اليمن ، وهو خَثْعَمُ بن أنمار ، قال الجوهري : وهم من معد ، وصاروا باليمن.

( خدم )

فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ عليها‌السلاممَعَ عَلِيٍّ عليه‌السلام « لَوْ سَأَلْتِ أَبَاكِ خَادِماً يَقِيكِ حَرَّ مَا أَنْتِ فِيهِ » الخَادِمُ : واحد الخَدَمِ ، وهو الذي يخدم القوم ويخرج معهم ، يقع على الذكر والأنثى ، قال في المغرب : إلا أنه كثر في كلامهم بمعنى الجارية. يقال خَدَمَهُ يَخْدِمُهُ خِدْمَةً. وأَخْدَمَهُ : أعطاه خادما ، وكذلك أَخْدَمْتُهَا ، بالألف. وقوم مُخْدَمُونَ يراد به كثرة الخدم. والخِدْمَةُ : مصدر من خَدَمَهُ يَخْدِمُهُ بالضم والكسر.

( خذم )

الْمِخْذَمُ ـ بِالْخَاءِ وَالذَّالِ المعجمتين ـ : سَيْفٌ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله سُمِّيَ بِهِ لقطعه.

والمِخْذَمُ : القاطع.

وخَذَمَهُ خَذْماً : قطعه. والتَّخْذِيمُ : التقطيع.

٥٥

( خرم )

فِي الْحَدِيثِ « نَهَى فِي الْأُضْحِيَّةِ عَنِ الْخَرْمَاءِ » وهي التي تقطع وترة أنفها أو طرف أنفها قطعا. لا يبلغ الجذع.

والأَخْرَمُ أيضا : مشقوق الأذن.

وخَرَمْتُ الشيءَ خَرْماً من باب ضرب ثقبته.

والخَرْمُ : أنف الجبل

وانْخَرَمَ ثقبُهُ أي انشق.

والمُخْتَرَمُ : الهالك. وَمِنْهُ الدُّعَاءُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي مِنَ السَّوَادِ الْمُخْتَرَمِ » أي لم يجعلني هالكا.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَأْمَنُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُخْتَرَمَ » أي يهلك بأن يموت أو يقتل.

واخْتَرَمَهُمُ الدهرُ وتَخَرَّمَهُمْ أي اقتطعهم واستأصلهم.

وَفِيهِ « مَنْ مَاتَ دُونَ الْأَرْبَعِينَ فَقَدِ اخْتُرِمَ » من قولهم اخْتَرَمَتْهُ المنيةُ أي أخذته.

وتَخَرَّمَ الرجلُ أي دان بدين الخُرَّمِيَّة وهم أصحاب التناسخ والإباحة (١).

( خرطم )

قوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) [ ٦٨ / ١٦ ] هو بضم الخاء : الأنف. وهو أكرم موضع في الوجه ، كما أن الوجه أكرم موضع في الجسد.

وخَرَاطِيمُ القوم : سادتهم.

( خرزم )

خُوارِزْمُ هي جرجانية (٢) وهو اسمها الأصلي. والخُوارِزْمِيَّة منسوب إلى

__________________

(١) نشأ مذهب الخرمية في خراسان ، وقويت شوكتها بعد مقتل أبي مسلم الخراساني ، وثار زعيمها ( بابك ) على الحكومة العباسية قاتلهم الأفشين أحد قواد المعتصم ، وظفر ببابك ( ٨١٦ ـ ٨٣٧ ).

(٢) قال ياقوت جرجانية اسم لقصبة إقليم خوارزم : مدينة عظيمة على شاطىء جيحون ، وأهل خوارزم يسمونها ( كركانج ) فعربت إلى الجرجانية. وكان يقال لمدينة خوارزم في القديم ( فيل ) ثم قيل لها ( منصورة ) وكانت في شرقي جيحون

٥٦

خوارزم.

( خزم )

في الحديث ذكر « الخُزَامَى » هي بألف التأنيث كحبارى : نبت من نبات البادية أطيب الأزهار نفحة ، لها نور كنور البنفسج. قال في القاموس والتبخر به يذهب كل رائحة منتنة.

وخَزَمْتُ البعيرَ خَزْماً من باب ضرب ثقبت أنفه ، ويقال لكل مثقوب الأنف مَخْزُوم.

والخِزَامَة : ما يعمل من الشعر كالحلقة تجعل في أحد جانبي منخري البعير. والجمع خِزَامَات وخَزَائِم.

وكانت بنو إسرائيل تَخْزِمُ أنوفها ونحو ذلك من أنواع العذاب فأبطلها الإسلام.

وبنو مَخْزُوم : بطن من قريش. قيل كان لمخزوم ريح كالخزامى ولون كلون الخزامى وهما غالبان في ولده. ولذلك سمي هذا البطن بريحانة قريش.

وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ـ بِالتَّصْغِيرِ ابْنُ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْخَطْمِيُّ ـ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ أَبُو عُمَارَةَ الْمَدَنِيُّ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ : مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ شَهِدَ بَدْراً وَقُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ عليه‌السلام بِصِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ. وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَنَّهُ قَالَ : « يَا خُزَيْمَةُ شَهَادَتُكَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ ».

( خشم )

فِي حَدِيثِ الْعَالِمِ الْمُمَارِي « فَدَقَّ اللهُ مِنْ هَذَا خَيْشُومَهُ » الخَيْشُومُ أقصى الأنف قال في المصباح : ومنهم من يطلقه على الأنف

وعن الصدوق رحمه‌الله : الخَيْشُومُ : الحاجز بين المنخرين ، ووزنه فعلول ، والجمع خَيَاشِيم. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ « الْخِضَابُ يُلَيِّنُ الْخَيَاشِيمَ ».

__________________

فخربها ، وكانت كركانج هذه مدينة صغيرة في مقابلة المنصورة من الجانب الغربي فانتقل أهل خوارزم إليها وبنوا بها المساكن ونزلوها ، فخربت منصورة جملة حتى لم يبق لها أثر ، وعظمت الجرجانية. ( معجم البلدان : مادة ـ جرج ).

٥٧

( خصم )

قوله تعالى : ( هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ) [ ٢ / ٢٠٤ ] قال الخليل : الخِصَامُ هنا مصدر. وقال أبو حاتم : جمع خَصْم.

والخَصْمُ بفتح الخاء : الخَصِيمُ ، وأصله مصدر. والذكر والأنثى والجمع فيه سواء ، وقد يثنى ويجمع.

قال تعالى : ( وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ) [ ٣٨ / ٢١ ] وقال ( خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ ) [ ٣٨ / ٢٢ ] وقوله تعالى : ( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ )

[ ٢٢ / ١٩ ] أي في دين ربهم قِيلَ : نَزَلَتْ فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ تَبَارَزُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ ، وَهُمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَعَلِيٌّ عليه‌السلامقَتَلَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ وَالْوَلِيدُ خَالُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَعُتْبَةُ جَدُّهُ لِأُمِّهِ ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ.

والخَصِمُ ـ بكسر الصاد ـ : الشديد الخصومة قال تعالى : ( هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) [ ٤٣ / ٥٨ ].

قوله : يَخِصِّمُونَ [٣٦ / ٤٩ ] بالتشديد أي يَخْتَصِمُون فأدغمت التاء في الصاد ثم ألقيت حركتها على الخاء ، وقرئ بسكون الخاء وتخفيف الصاد.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى أَنْ يُضَافَ الْخَصْمُ إِلَّا وَمَعَهُ خَصْمُهُ ».

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ بِكَ خَاصَمْتُ » أي بما آتيتني من الدليل والبرهان خاصمت المعاندين.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذْ خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ فَخَاصِمُوهُ بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى ».

وخَصَمْتُ الرجلَ : خَاصَمْتُهُ. وخَاصَمْتُهُ مُخَاصَمَةً وخِصَاماً ، والاسم الخُصُومَة.

واخْتَصَمَ القومُ : تَخَاصَمُوا.

( خضرم )

يقال رجل مُخَضْرَم النسب أي دعي قاله الفراء ، نقلا عنه.

ولحم مُخَضْرَمٌ لا يدرى أهو من ذكر أو أنثى.

والمُخَضْرَمُ : الشاعر الذي أدرك الجاهلية والإسلام.

٥٨

( خضم )

فِي الْحَدِيثِ « يَخْضِمُونَ مَالَ اللهِ خَضْمَ الْإِبِلِ نَبْتَةَ الرَّبِيعِ » أي يأكلون الدنيا أكل الإبل نبات الربيع وفي نباته ما يهلك. ويحتمل أن يكون كناية عن كثرة توسعهم في أكل مال المسلمين.

وَمِثْلُهُ « يَأْكُلُونَ مَالَ اللهِ خَضْماً بِجَمِيعِ أَفْوَاهِهِمْ ».

والفرق بين الخضم والقضم هو أن القَضْمَ الأكل بأطراف الأسنان ، والخَضْم بالفم كله وذلك بالأشياء اللينة الرطبة

( خطم )

فِي الْحَدِيثِ « غَسْلُ الرَّأْسِ بِالْخَطْمِيِ يَنْفِي الْفَقْرَ » هو بفتح الخاء وتشديد الياء لغة في الخِطْمِيِ بكسر الخاء ، وهو ورق معروف يغسل به الرأس.

والخِطَامُ بالكسر : زمام البعير ، لأنه يقع على الخَطْمِ وهو الأنف وما يليه ، وجمعه خُطُم ككتاب وكتب. ومنه الْحَدِيثُ « كَانَ خِطَامُ جَمَلِهِ عليه‌السلام مِنْ لِيفٍ ».

ومِنْهُ « تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ (١) سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتَّى أَتَى بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ بِقُبَا فَرَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهُ ».

وخَطْمَة من الأنصار : بنو عبد الله بن مالك بن أوس ، قال الجوهري : وبنو خَطَامَة كيمامة : حي من الأزد.

وَفِي حَدِيثِ دَابَّةِ الْأَرْضِ « تَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ » أي تسمه بها.

والمَخْطِمُ : الأنف يجمع على مَخَاطِم كمسجد ومساجد.

( خمم )

تكرر في الحديث « غدير خُمٍ » خُمٌ بضم الخاء وتشديد الميم اسم لما بين مكة والمدينة فيه غدير (٢) خطب عنده رسول الله صلى الله عليه وآله.

وخُمٌ ، أو خُمُ البلاد : ماء وهواء.

__________________

(١) عفير ـ مصغرا تصغير ترخيم لأعفر من العفرة وهي الغبرة لون التراب ـ : اسم حمار كان لرسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

(٢) وهي حفرة واسعة في الصحراء يجتمع فيها الماء ، وربما يجيف ماؤها ، ولذلك تسمى ب ( خم ).

٥٩

وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : لَمْ يُولَدْ بِغَدِيرِ خُمٍ أَحَدٌ فَعَاشَ إِلَى أَنْ يَحْتَلِمَ إِلَّا أَنْ يَتَحَوَّلَ مِنْهَا.

ولحم مُخِمٌ أي منتن.

( خوم )

فِي الْحَدِيثِ « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَخَامَةِ الزَّرْعِ تَكْفَؤُهَا الرِّيَاحُ كَذَا وَكَذَا ، وَكَذَا الْمُؤْمِنُ تَكْفَؤُهُ الْأَوْجَاعُ وَالْأَمْرَاضُ » الخَامَةُ بتخفيف الميم : الغضة الطرية من الثياب. وألفها منقلبة عن واو.

وَفِيهِ « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ مُؤْمِنٌ صَدَقَ بِعَهْدِ اللهِ وَوَفَى بِشَرْطِهِ ، وَمُؤْمِنٌ كَخَامَةِ الزَّرْعِ يَعْوَجُّ أَحْيَاناً وَيَقُومُ أَحْيَاناً » كذا صح في بعض نسخ الحديث ، وَفِي بَعْضِهَا « كَخَافَةِ الزَّرْعِ » بالفاء بدل الميم وقد مر الكلام فيه (١). ومسجد الخوامين : مسجد بنواحي المدينة. والخَامُ : جلد لم يدبغ.

( خيم )

في الحديث ذكر « الخَيْمَة » هي كبيضة ، وجمعها خَيْمَات كبيضات ، وخِيَم كقصع.

والخَيْم بحذف الهاء لغة. والجمع خِيَام كسهم وسهام. قال ابن الأعرابي ـ نقلا عنه ـ : لا تكون الخَيْمَةُ عند العرب من ثياب بل من أربعة أعواد ثم تسقف.

وخَيَّمْتُ بالمكان بالتشديد إذا أقمت فيه.

باب ما أوله الدال

( دأم )

دَأَمْتُ الحائطَ أي دفعته.

( درم )

فِي حَدِيثِ النِّسَاءِ « إِنْ دَرِمَ كَعْبُهَا

__________________

(١) فِي ( خَوْفٍ ).

٦٠