مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

أبي جعفر المنصور (١) ومع ذلك كان يتشيع ، ويقول بالإمامة.

وعلي بن يَقْطِينٍ كان من الثقات مع أنه كان وزيرا لبني العباس وقد مر له قصة في ( وفا ) تدل على جلالة حاله.

( قمن )

يقال : أنت قَمَنٌ أن تفعل كذا ، بفتحتين أي خليق وجدير ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، قاله الجوهري ، فإن كسرت الميم ، أو قلت : قَمِينٌ ، ثنيت وجمعت.

( قنن )

الْقِنُ : العبد إذا مُلِك هو وأبواه ، ويستوي فيه الاثنان والمؤنث والجمع.

قال الجوهري : وربما قالوا : عبيد أَقْنَانٌ ، ثم يجمع على أَقِنَّةٍ.

والْقُنَّةُ بالضم : أعلا الجبل مثل القلة ومنه الْحَدِيثُ فِي عَلِيٍّ عليه‌السلام « كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً » وهو على الاستعارة « وَقُنَّةً رَاسِياً ، وَحِصْناً ».

والجمع قِنَانٌ مثل برمة وبرام وقُنَنٌ وقُنَاتٌ.

والْقَوَانِينُ : الأصول ، قاله الجوهري.

والواحد : قَانُونٌ ، وليس بعربي.

( قين )

فِيهِ « لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ ، وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ ».

الْقَيْنَاتِ : الإماء المغنيات ، ويجمع على قِيَانٍ أيضا. والْقَيْنَةُ : الأمة مغنية كانت أو غير مغنية ، وقيل الأمة البيضاء ، والجمع قِيَانٌ.

وبعضهم يقصر الْقَيْنَةُ على المغنية خاصة قال الجوهري : وليس هو كذلك.

__________________

(١) الدوانيقي : ثاني الخلفاء العباسيين بويع له بعد أخيه السفاح ( ١٣٦ ه‍ ) توفي ( ١٥٨ ه‍ ).

٣٠١

باب ما أوله الكاف

( كفن )

الْكَفَنُ بالتحريك : معروف.

ويقال كَفَّنْتُ الميت تَكْفِيناً ، وكَفَنْتُهُ كَفْناً من باب ضرب لغة ، والجمع أكفان مثل سبب وأسباب.

( كمن )

كَمَنَ كُمُوناً من باب قعد : توارى واستخفى ، ومنه الْكَمِينُ في الحرب.

وكَمَنَ الغيظ في الصدر.

وأَكْمَنْتُهُ أخفيته.

والْكَمُّونُ بالتشديد : حب معروف.

( كنن )

قوله تعالى ( كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) [ ٣٧ / ٤٩ ] أي مصون ومثله ( فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ ) أي مصون ومستور عن الخلق

قوله ( تُكِنُ صُدُورُهُمْ ) [ ٢٧ / ٧٤ ] أي تخفي. قوله ( وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ) [ ٦ / ٢٥ ] أي أغطية ، واحدها : كِنَانٌ.

والْكِنَانُ : الغطاء وزنا ومعنى ، والجمع أَكِنَّةٌ.

والْأَكْنَانُ : جمع كِنٍ وهو ما كَنَ وستر من الحر والبرد.

والْكِنُ : السترة.

وأَكْنَنْتُهُ في نفسي : أسررته.

واكْتَنَ واسْتَكَنَ أي استتر.

وكَنَنْتُهُ أَكُنُّهُ من باب قتل : سترته في كِنِّهِ.

قال أبو زيد ـ نقلا عنه ـ : الثلاثي والرباعي لغتان في الستر.

والْكِنَانَةُ بالكسر : التي يجعل فيها السهام من أدم ، وبها سميت قبيلة من مضر ، وهو كِنَانَةُ بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وهو كِنَانَةُ أيضا ابن تغلب بن وائل ، قاله الجوهري.

والْكَانُونُ والْكَانُونَةُ : الموقد.

وكَانُونُ الأول ، وكَانُونُ الآخر ـ بلغة أهل الروم ـ : شهران في قلب

٣٠٢

الشتاء ، و ( المربعانية ) المشهورة في وسطهما.

( كون )

قوله تعالى ( مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) [ ١٩ / ٢٩ ] كَانَ زائدة للتوكيد ، وكذا في قوله ( وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) [ ٢٥ / ٧٠ ] أي هو غفور رحيم.

وكان في قوله ( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ) [ ٢ / ٢٨٠ ] تامة وكذا في قوله ( كُنْ فَيَكُونُ ) [ ٢ / ١١٧ ] أي احدث فيحدث.

قال في الكشاف : وهذا مجاز من الكلام ، وتمثيل ، ولا قول ثم ، وإنما المعنى : أن ما قضاه من الأمور فأراد كَوْنَهُ فإنما يَتَكَوَّنُ ، ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ، ولا توقف ، كالمأمور المطيع الذي يؤمر فيمتثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يَكُونُ منه الإباء.

قوله تعالى : ( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ ) [ ٦٣ / ١٠ ] بالجزم عطف على محل ( فَأَصَّدَّقَ ) فإن محله الجزم بتقدير عدم دخول الفاء ، فكأنه قال : إن أخرتني أصدق ، فإن الفعل ينجزم في جواب التحضيض لتضمنه معنى الطلب.

قوله ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ ) [ ٤٠ / ٨٥ ] الآية أصله : يكون فلما دخل عليها ( لم ) جزمتها ، فالتقى ساكنان فحذفت الواو ، فبقي لم يَكُنْ ، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفا ، فإذا تحرك أثبتوها كقوله تعالى ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ٩٨ / ١ ].

وأجاز يونس مع الحركة حذفها ، وأنشد عليه شعرا :

إذا لم تَكُ الحاجات من همم الفتى

فليس بمغن عنك عقد الرقائم

 قوله ( فَمَا اسْتَكانُوا ) [ ٢٣ / ٧٦ ] أي خضعوا والِاسْتِكَانَةُ الخضوع وهي افتعل من السَّكِينَةُ (١) ، أشبعت حركة عينه.

__________________

(١) الاستكانة كالاستقامة : مصدر باب الاستفعال ، فلو كانت من باب الافتعال لوجب في الماضي أن يكون بلا ألف : « استكنوا » مثلا. وقوله : أشبعت حركة العين ، لا وجه له. ثم التاء في آخر المصدر دليل على ذلك ، حيث إنها عوض عن العين

٣٠٣

والْمَكَانَةُ : المنزلة.

والْمَكَانَةُ : الموضع قال تعالى ( وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ ) [ ٣٦ / ٦٧ ] ولما كثر لزوم الميم توهمت أصلية.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ اللهَ كَانَ إِذْ لَا كَانَ » أي إذ لم يَكُنْ شيء من الممكنات « فَخَلَقَ الْمَكَانَ » أي الممكن الْكَائِنَ ، كذا عن بعض الشارحين.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « قَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله الْكَلَامُ لَهُ وَجْهَانِ ».

قيل فيه اسم كَانَ ضمير الشأن ، ويَكُونُ تامة ، وهي مع اسمها الخبر ، وله وجهان : نعت للكلام لأنه في حكم النكرة أو حال منه ، وإن جعلت ناقصة ، فهو خبرها.

والْكَوْنُ : الوجود.

والْكَوْنَانِ : الوجودان في الدنيا والآخرة.

والْكَيْنُونَةُ والْكَائِنَةُ : الحادثة.

وكَوَّنَهُ : أحدثه ، والأشياء : أوجدها.

ومنه فِي وَصْفِ الصَّانِعِ تَعَالَى « كَانَ بِلَا كَيْنُونَةٍ » أي نسبة إلى زمان.

ومثله « كَانَ بِلَا كَيْفٍ » وكيف هي التي يسأل بها عن الوصف.

وَفِي كَلَامِ الْحَقِّ تَعَالَى لِآدَمَ عليه‌السلام « رُوحُكَ مِنْ رَوْحِي وَطَبِيعَتُكَ عَلَى خِلَافِ كَيْنُونَتِي ».

وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ » الحديث.

قال بعض الشارحين : كأنه يريد بالأمر : أمر الخلافة والإمامة ، وما حصل فيه من التغيير والتبديل على خلاف ما أمر الله عزوجل ورسوله « فَأَبَى اللهُ تَعَالَى إِلَّا إِخْفَاءَهُ لِحِكْمَةٍ اقْتَضَتْ ذَلِكَ الْإِخْفَاءَ ».

وكان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر ، لأنه دل على

__________________

المحذوفة ، ولا يعرف ذلك في باب الافتعال.

٣٠٤

الزمان فقط.

وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر ، لأنه دل على معنى وزمان ، تقول كان الأمر وأنا أعرفه مذ كَانَ ، أي مذ خلق.

وَفِي حَدِيثِ الْمَوْعِظَةِ « فَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ » هي مخففة من المثقلة أي « كَأَنَّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ » ، يعني كَأَنَّ الأمر والشأن متم كما ماتوا.

وقولهم « جاءوني لا يَكُونُ زيدا » هو على الاستثناء ، كأنك قلت : لا يَكُونُ الآتي زيدا.

والْمَكَانُ : موضع كَوْنِ الشيء وحصوله ويذكر ويؤنث ويجمع على أَمْكِنَةٍ وأَمْكِنٍ قليلا ، ويؤنث قليلا فيقال مَكَانَةٌ : والجمع مَكَانَاتٌ.

( كهن )

فِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ حُلْوَانِ الْكَاهِنِ ».

الْكَاهِنِ هو الذي يتعاطى الخبر عن الْكَائنات في مستقبل الزمان ، ويدعي معرفة الأسرار قيل : وكان في العرب كَهَنَةٌ كشق وسطيح وغيرهما (١) فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ، وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ، ومكان الضالة ونحوهما ـ كذا قاله في النهاية.

وفي المغرب ـ نقلا عنه ـ : الْكَاهِنُ أحد الْكُهَّانِ ، وأَنَ الْكِهَانَةَ في العرب : قبل المبعث ، يُرْوَى « أَنَّ الشَّيَاطِينَ كَانَتْ تَسْتَرِقُّ السَّمْعَ فَتُلْقِيهِ إِلَى الْكَهَنَةِ ، وَتَقْبَلُهُ الْكُفَّارُ مِنْهُمْ فَلَمَّا بُعِثَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ بَطَلَتِ الْكِهَانَةُ » وجمع الْكَاهِنِ كُهَّانٌ وكَهَنَةٌ ككافر وكفار وكفرة.

__________________

(١) حاك الخيال حول هذين حكايات أشبه بالخرافات منها إلى الحقائق ، فزعموا أن الأول كان شق إنسان أي نصفه. بيد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة. وأن سطيحا كان لحما يطوي كما يطوي الثوب لأعظم فيه غير الجمجمة ، ووجهه في صدره. وزعموا أن هذين الكاهنين عاشا بضعة قرون.

٣٠٥

يقال كَهَنَ يَكْهُنُ كِهَانَةً بالكسر من باب قتل مثل كتب يكتب كتابة.

قال الجوهري : وإذا أردت أنه صار كَاهِناً ، قلت كَهُنَ بالضم كَهَانَةً بالفتح. والْكِهَانَةُ بالكسر : الصناعة.

قال بعض الشارحين : الْكِهَانَةُ : عمل يوجب طاعة بعض الجان له فيما يأمره به ، وهو قريب من السحر أو أخص منه وفي الصحاح : الْكَاهِنُ الساحر.

( كين )

قوله تعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ ) [ ٣ / ١٤٦ ] ونحوها ، ومعناه معنى ( كم ) الخبرية والاستفهامية ـ قال الجوهري وفيها لغتان ( كَأَيْنْ ) مثل كعين و ( كَائِنٌ ) مثل كاعن.

وإدخال ( من ) بعد ( كَأَيِّنْ ) أكثر من النصب بعدها وأجود.

باب ما أوله اللام

( لبن )

فِي الْحَدِيثِ « مَضْغُ اللُّبَانِ يَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ » واللُّبَانُ بالضم : الكندر.

واللُّبَانَةُ : الحاجة والجمع لبانات.

واللَّبَنُ كحمل : ما يعمل من الطين ويبنى به ، الواحدة : لَبِنَةٌ بفتح اللام وكسر الباء ، ويجوز كسر اللام وسكون الباء.

واللَّبَنُ بفتحتين من الآدمي والحيوانات جمع أَلْبَانٍ مثل سبب وأسباب.

ورجل لَابِنٌ : ذو لبن.

واللَّبُونُ بالفتح : الناقة ، والشاة ذات اللبن ، غزيرة كانت أم لا ، والجمع لُبْنٌ بضم اللام والباء ساكنة ، وقد تضم للإتباع.

وابن اللَّبُونِ : ولد الناقة ، استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة ، والأنثى بنت لبون ، سمي بذلك لأن أمه ولدت غيره فصار لها لبن ، وجمع الذكور كالإناث بنات لبون.

وَفِي الْحَدِيثِ « كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ

٣٠٦

اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ » أراد التشبيه في الفتنة بابن اللبون في عدم انتفاع الظالمين بك ، بوجه لا نفع فيه بظهر ولا ضرع.

والتَّلْبِينُ : حساء يعمل من دقيق أو نخالة ، وربما جعل فيها عسل. سميت تشبيها باللبن لبياضها ودقتها.

وَفِي الْحَدِيثِ « التَّلْبِينُ الْحَسْوُ بِاللَّبَنِ ».

( لجن )

اللُّجَيْنُ : الفضة ، جاء مصغرا. وتَلَجَّنَ الشيء : تلزج.

( لحن )

قوله تعالى ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) [ ٤٧ / ٣٠ ] أي في فحوى القول ، ومنه الْحَدِيثُ « نَحْنُ نَعْرِفُ شِيعَتَنَا فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ».

وقِيلَ : لَحْنُ الْقَوْلِ : بُغْضُ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وَعَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ

وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ الصَّلْتِ « كُنَّا نُؤَدِّبُ أَوْلَادَنَا عَلَى حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، فَإِذَا رَأَيْنَا أَحَداً لَا يُحِبُّهُ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِغَيْرِ رِشْدَةٍ » وقيل : اللَّحْنُ أن تلحن بكلامك ، أي تميله إلى تجوز ، ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية ، قال شاعرهم :

ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا

واللحن يعرفه ذووا الألباب

 كذا ذكره الشيخ أبو علي (١).

واللَّحْنُ : الميل عن جهة الاستقامة ، يقال لَحَنَ فلان في كلامه : إذا مال عن صحيح النطق. واللَّحْنُ : واحد الْأَلْحَانِ.

واللُّحُونُ : اللغات ، ومنه الْخَبَرُ « اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ ».

واللَّحَنُ بالتحريك : الفطنة ، وهو مصدر من باب تعب ، ومنه الْخَبَرُ « وَلَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ » أي أفطن إليها.

ولَاحَنْتُ الناس : فاطنتهم.

وفي النهاية : اللُّحُونُ والْأَلْحَانُ جمع لَحْنٍ ، وهو التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة ، والشعر والغناء.

واللَّحْنُ : الخطأ في الإعراب ، يقال فلان لَحَّانٌ أي يخطئ.

__________________

(١) جوامع الجامع ص ٤٥٠ وفي المصدر : « لكيما تفقهوا ».

٣٠٧

( لخن )

لَخِنَ السقاء بالكسر : أنتن ، ومنه قولهم « أمة لَخْنَاءُ » قال الجوهري : ويقال اللَّخْنَاءُ للتي لم تختن.

( لدن )

قوله تعالى ( مِنْ لَدُنِّي ) [ ١٨ / ٧٦ ] اللَّدُنُ : أقرب من عند ، تقول : عندي مال لما غاب عنك ، ولا تقول لَدُنِّي إلا لما يليك.

وفيه لغات : لدن ولدى ولد. قاله في ( الغريبين ) الهروي.

ولَدُنْ : ظرف مكان غير متمكن بمنزلة عند ، وقد أدخلوا عليها ( من ) وحدها من حروف الجر ، قال تعالى ( مِنْ لَدُنَّا ) [ ٤ / ٦٧ ] و ( مِنْ لَدُنِّي ) [ ١٨ / ٧٦ ] وجاءت مضافة يخفض ما بعدها

( لسن )

قوله ( لِسانَ صِدْقٍ ) [ ١٩ / ٥٠ ] أي ثناء حسنا ، ولما كان اللسان جارحة الكلام جاز أن يكنى به عنه ، ومنه قوله ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ) [ ١٤ / ٤ ] قوله ( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [ ٢٦ / ١٩٥ ].

فِي الْحَدِيثِ « قَالَ يُبِينُ الْأَلْسُنَ وَلَا تُبِينُهُ الْأَلْسُنُ » لعل المراد يبين ألسن العرب ولغاتهم ولا تبينه ألسن العرب وإنما بيانه عند أهل الذكر عليهم‌السلام. واللِّسَانُ يذكر ويؤنث ، فمن ذكر قال في الجمع : ثلاثة ألسنة ، ومن أنثه قال ثلاث ألسن ، مثل ذراع وأذرع ، لأن ذلك قياس ما جاء على فعال من المذكر والمؤنث.

قال أبو حاتم ـ نقلا عنه ـ : والتذكير أكثر ، وهو في القرآن كله مذكر.

واللَّسَنُ بالتحريك : الفصاحة.

وقد لَسِنَ بالكسر فهو لَسِنٌ وأَلْسَنٌ.

وقوم لُسْنٌ وفلان لِسَانُ القوم : إذا كان المتكلم عنهم.

واللِّسَانُ : لسان الميزان.

واللِّسْنُ بكسر اللام : اللغة.

يقال لكل قوم لسن أي لغة يتكلمون بها.

ولِسَانٌ فصيحة وفصيح أي لغة فصيحة ونطق فصيح.

٣٠٨

( لعن )

قوله تعالى ( كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ ) [ ٤ / ٤٦ ] أي مسخناهم قردة ، قاله في ( غريب القرآن ).

واللَّعْنُ : الطرد من الرحمة ، ومنه قوله تعالى ( أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا ) [ ٤ / ٤٧ ] أي نطردهم من الرحمة بالمسخ قوله ( لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ ) [ ٢ / ٨٨ ] أي أبعدهم وطردهم من الرحمة.

واللَّعْنُ : الإبعاد ، وكانت العرب إذا تمرد الرجل منهم أبعدوه منهم وطردوه لئلا تلحقهم جرائره فيقال لعن بني فلان.

قوله ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) [ ١٧ / ٦٠ ] جعلها ملعونة لأنه لعن أهلها ، والعرب تقول لكل كريه ملعون.

قوله ( وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) [ ٢ / ١٥٩ ] قيل إن الاثنين إذا تلاعنا ، وكان أحدهما غير مستحق اللعن ، رجعت اللعنة على المستحق لها ، فإن لم يستحق لها أحد رجعت إلى اليهود.

والرجل : لَعِينٌ ومَلْعُونٌ.

والمرأة لَعِينٌ أيضا.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام « قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَلْعُونٌ كُلُّ جَسَدٍ لَا يُزَكَّى وَلَوْ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّةً. ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَتَدْرُونَ مَا عَنَيْتُ؟ قَالُوا : لَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : الرَّجُلِ يُخْدَشُ الْخَدْشَةَ وَيُنْكَبُ النَّكْبَةَ ، وَيَعْثِرُ الْعَثْرَةَ ، وَيَمْرَضُ الْمَرَضَ ، وَيُشَاكُ الشَّوْكَةَ ، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا » فقوله : مَلْعُونٌ أي ملعون صاحبه أي مطرود مبعد عن رحمة الله.

والْمُلَاعَنَةُ : المباهلة ، ومنه « اللِّعَانُ ».

وهو في اللغة : الطرد والبعد ، فإن أحدهما لا بد أن يكون كاذبا فيلحقه الإثم ، ويتحقق عليه الإبعاد والطرد.

وشرعا : المباهلة بين الزوجين في إزالة حد أو ولد بلفظ مخصوص.

وَعَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، وَقَدْ سُئِلَ كَيْفَ الْمُلَاعَنَةُ؟ « قَالَ : يَقْعُدُ الْإِمَامُ يَجْعَلُ ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَيَجْعَلُ الرَّجُلَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْمَرْأَةَ وَالصَّبِيَّ عَنْ يَسَارِهِ ».

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى « ثُمَّ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَحْلِفُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ( بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) ،

٣٠٩

فِيمَا رَمَاهَا بِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ الْإِمَامُ لَهُ : اتَّقِ اللهَ فَإِنَّ لَعْنَةَ اللهِ شَدِيدَةٌ ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّجُلُ : لَعْنَةُ ( اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) فِيمَا رَمَاهَا بِهِ. ثُمَّ تَقُومُ الْمَرْأَةُ فَتَحْلِفُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ( بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ ) فِيمَا رَمَاهَا بِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهَا الْإِمَامُ : اتَّقِي اللهَ فَإِنَّ غَضَبَ اللهِ شَدِيدٌ ، ثُمَّ تَقُولُ الْمَرْأَةُ إِنَ ( غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، فِيمَا رَمَاهَا بِهِ ، فَإِنْ نَكَلَتْ رُجِمَتْ وَيَكُونُ الرَّجْمُ مِنْ وَرَائِهَا » ـ الحديث.

والْمَلْعَنَةُ : قارعة الطريق ، وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ » هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة اللعن ، وهي أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق ، أو ظل الشجرة ، أو جانب النهر ، فإذا مر بها الناس لعنوا صاحبها.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ » ووجهه : أن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا ، وهذا يقطعه عن منافع الآخرة.

وقيل هو كقتله في الإثم.

ورجل لُعَنَةٌ : يلعن الناس.

ولُعْنَةٌ بالتسكين : يلعنه الناس.

( لقن )

فِي الْحَدِيثِ « لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ » أي ذكروا من حضره الموت « لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ » وكرهوا الإكثار لئلا يضجر لضيق حاله ، فيكرهه بقلبه.

قيل : وسبب التلقين أيضا أن الشيطان يحضره ليفسد عليه عقيدته.

ومثله قَوْلُهُ عليه‌السلام « إِنَّكُمْ تُلَقِّنُونَ مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَنَحْنُ نُلَقِّنُ مَوْتَانَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله » أي بعد لا إله إلا الله ، ولعل المعنى : أن المأخوذ علينا ، أشق من المأخوذ عليكم فهو من قبيل نحن نأمر صبياننا بكذا ، وأنتم تأمرون صبيانكم بكذا.

والتَّلْقِينُ كالتفهيم ، ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ لَقِّنِّي حُجَّتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ » والمراد من طلب العباد تَلْقِينَ الحجة : أن يلهمهم الله تعالى ما يحتجون به لأنفسهم يوم القيامة ، ويسعى كل منهم في فكاك رقبته ، كما قال تعالى ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ

٣١٠

عَنْ نَفْسِها ) [ ١٦ / ١١١ ] والله سبحانه يلقن من يشاء بحجته ، كما قالوا في قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) [ ٨٢ / ٦ ] إن ذكر الكريم تلقين للعبد وتنبيه له على أن يحتج ، ويقول : غرني كرمك.

وغلام لَقِنٌ أي سريع الفهم.

والاسم اللَّقَانَةُ ، ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام « أَنْ هَاهُنَا عِلْماً جَمّاً وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلْ أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ » أي فهما غير ثقة.

واللَّقِنُ بفتح اللام وكسر القاف ، من لقنته الحديث : فهمته.

ولَقِنَ الرجل من باب تعب فهو لَقِنٌ.

ويتعدى بالتضعيف ، فيقال لَقَّنْتُهُ الشيء فَتَلَقَّنَهُ : إذا أخذه من فيك مشافهة.

وفي المصباح : لَقَّنَ الشيء وتَلَقَّنَهُ فهمه قال : وهذا يصدق على الأخذ مشافهة وعلى الأخذ من الصحف.

( لكن )

قوله تعالى ( لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي ) [ ١٨ / ٣٨ ] يقال أصله ( لكن أنا ) فحذفت الألف فالتقت النونان ، فجاء التشديد لذلك.

و ( لَكِنْ ) خفيفة وثقيلة : حرف عطف للاستدراك والتحقيق ، يوجب بها بعد نفي إلا أن الثقيلة تعمل عمل ( إن ) تنصب الاسم وترفع الخبر.

ويستدرك بها بعد النفي والإيجاب ، تقول : ما جائني زيد لكن عمرا قد جاء.

والخفيفة لا تعمل ، لأنها تقع على الأسماء والأفعال ، وتقع أيضا بعد النفي إذا ابتدأت بما بعدها تقول : جائني القوم لكن عمرو لم يجيء ، فترفع ولا يجوز أن تقول : لكن عمرو ، فتسكت حتى تأتي بجملة تامة.

فأما إذا كانت عاطفة اسما مفردا على اسم لم يجز أن تقع إلا بعد نفي ، ويلزم الثاني مثل إعراب الأول ، تقول : ما رأيت زيدا لكن عمروا ، وما جائني زيد لكن عمرو ، كذا قاله الجوهري وغيره.

٣١١

واللُّكْنَةُ : عجمة في اللسان وعي ، يقال رجل أَلْكَنُ بين اللكن وفي المصباح اللَّكْنُ : العي وهو ثقل اللسان.

ولَكِنَ لَكَناً من باب تعب : صار كذلك.

فالذكر أَلْكَنُ ، والأنثى لَكْنَاءُ ، مثل أحمر وحمراء ، ويقال للذي لا يفصح بالعربية.

( لن )

حرف لنفي الإستقبال يعمل النصب قال تعالى ( لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ ) [ ٢٠ / ٩١ ].

( لون )

قوله تعالى ( اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ ) [ ٣٠ / ٢٢ ] الْأَلْوَانُ جمع لون ، وهو هيئة كالسواد والحمرة.

رُوِيَ « أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ جَمَعَ تَعَالَى مِنْ حَزْنِ الْأَرْضِ وَسَهْلِهَا وَسَبْخِهَا تُرْبَةً » إلى آخر الحديث.

ونبه باختلاف الأجزاء المركبة منها صورة الإنسان على كون ذلك مبادئ اختلاف الناس في ألوانهم وأخلاقهم كما روي في الخبر ، فجاء منهم الأسود والأحمر.

قوله ( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) [ ٥٩ / ٥ ] الآية ، أي من نخلة.

والنخلة كله ما خلا البرني والعجوة يسميها أهل المدينة ( الألوان ).

وأصل لينة لونة قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وجمع اللين ليان مثل ذئب وذئاب قاله الجوهري.

وفي الغريبين : اللَّوْنُ الدقل وجمعه الألوان.

ولَوَّنْتُهُ فَتَلَوَنَ.

وفلان مُتَلَوِّنٌ : إذا كان لا يثبت على خلق واحد.

ولَوَّنَ البسر تَلْوِيناً : إذا بدا فيه أثر النضج.

( لين )

قوله تعالى ( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) [ ٤٣ / ١٠ ] الضمير في ( لَهُ ) لداود عليه

__________________

(١) حرف لنفي الاستقبال يعمل النصب.

٣١٢

السلام يقال « لَيَّنْتُ الشيء وأَلَنْتُهُ » أي صيرته لينا.

رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « أَنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى داود عليه‌السلام : نِعْمَ الْعَبْدُ أَنْتَ لَوْ لَا أَنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا تَعْمَلُ بِيَدِكَ شَيْئاً ، قَالَ : فَبَكَى داود عليه‌السلام فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى الْحَدِيدِ أَنْ لِنْ لِعَبْدِي دَاوُدَ فَأَلَانَ اللهُ تَعَالَى الْحَدِيدَ فَكَانَ يَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ دِرْعاً فَيَبِيعُهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَعَمِلَ عليه‌السلام ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ دِرْعاً ، فَبَاعَهَا بِثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفاً ، فَاسْتَغْنَى عَنْ بَيْتِ الْمَالِ » (١).

واللِّينُ : ضد الخشونة ، يقال لَانَ الشيء يَلِينُ لِيناً وشيء لَيِّنٌ ، ولَيْنٌ مخفف منه.

وفلان لَيِّنُ الجانب أي سهل القرب ، ومِنْهُ « سِلَاحُ الْعِلْمِ لِينُ الْكَلِمَةِ » ومِنْهُ « مَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَحَبَّةَ » أراد بالحاشية جوارحه ولسانه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ لَانَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ » قال الشارح هو كالمثل يضرب لمن يتواضع للناس فيألفونه ويحبونه فيكثر بهم ويتقوى باجتماعهم عليه.

وقوم لَيْنُونَ ، وأَلْيِنَاءُ ، إنما هو جمع ليّن مشددا ، وهو فعيل لأن فعلاء لا يجمع على أفعلاء.

واللَّيَانُ بالفتح : المصدر من اللين ، تقول هو في لَيَانٍ من العيش أي في نعيم وخفض.

واللِّيَانُ بالكسر : الملاينة.

باب ما أوله الميم

( مأن )

الْمَئُونَةُ تهمز ولا تهمز وهي فعولة.

وقال الفراء هي مفعلة من الأين وهو التعب والشدة.

ويقال مفعلة من الَأْوَنُ وهو الخرج والعدل ، لأنه ثقل على الإنسان ، كذا

__________________

(١) تفسير ( نور الثقلين ج ٤ ص ٣١٨ ) للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي.

٣١٣

قال الجوهري.

ومَأَنْتُ القوم أَمْأَنُهُمْ مِآناً : إذا احتملت مؤنتهم ، ومن ترك الهمزة قال : منتهم أمونهم وسيجيء في مون.

( متن )

قوله تعالى ( ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) [ ٥١ / ٥٨ ] المتين من أسمائه تعالى ، وهو الشديد القوي الذي لا يعتريه وهن ولا يمسه لغوب ، والمعنى في وصفه بالقوة والمتانة : أنه قادر بليغ الاقتدار على كل شيء.

ومَتُنَ الشيء بالضم مَتَانَةً : اشتد وصلب فهو مَتِينٌ.

ومَتْنَا الظهر : مكتنفا الصلب عن يمين وشمال من عصب ولحم يذكر ويؤنث.

ورجل مَتْنٌ من الرجال أي صلب.

والْمَتْنُ من الأرض : ما صلب وارتفع. والجمع متان مثل سهم وسهام.

( مثن )

الْمَثَانَةُ بالفتح : موضع البول من الإنسان والحيوان ، وموضعها من الرجل فوق المعاء المستقيم ، ومن المرأة فوق الرحم ، والرحم فوق المعاء المستقيم.

ومَثِنَ مَثْناً من باب تعب : لم يستمسك بوله في مثانته ، فهو أَمْثَنُ ، والمرأة مَثْنَاءُ كأحمر وحمراء ، وهو مثن بالكسر وممثون إذا كان يشتكي مثانته.

( مجن )

فِي الْحَدِيثِ « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَجَنَّبَ مُؤَاخَاةَ الْمَاجِنِ ».

الْمَاجِنُ : الذي يزين لك فعله يحب أن تكون مثله.

والْمَاجِنُ : الذي لا يبالي قولا ولا فعلا ، ومثله المجون.

وقد مَجَنَ بالفتح من باب قعد يَمْجُنُ مُجُوناً ومَجَاناً ، فهو مَاجِنٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « خَيْرُ نِسَائِكُمْ الْمَجُونُ لِزَوْجِهَا الْحِصَانُ مَعَ غَيْرِهِ ، قُلْنَا وَمَا الْمَجُونُ؟ قَالَ : الَّتِي لَا تَمْتَنِعُ ».

وقولهم أخذه مَجَّاناً بالتشديد : أي بلا بدل.

والْمَنْجَنُونُ : الدولاب ، مؤنث على فنعلول ، والميم من نفس الكلمة ، ويقال الْمَنْجَنُونُ : المحللة يستقى عليها.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام فِي مُعَاتَبَةِ

٣١٤

ابْنِ عَبَّاسٍ « فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَّمَانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ » أَيْ اشْتَدَّ بِهِ « قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِ » هو مثل يضرب به ، ويكنى به عن الحرب.

( محن )

قوله تعالى ( امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) أي أخلصها ، وقيل اختبرها.

يقال امْتَحَنْتُ الذهب والفضة : إذا أذبتهما لتختبرهما ، ومثله قوله تعالى فَامْتَحِنُوهُنَ [ ٦٠ / ١٠ ] أي اختبروهن وكأن المراد بالإيمان.

يقال مَحَنْتُهُ مَحْناً من باب نفع وامْتَحَنْتُهُ أي اختبرته.

والاسم : الْمِحْنَةُ ، والجمع مِحَنٌ مثل سدرة وسدر.

( مدن )

قوله تعالى ( وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ) [ ٧ / ٨٥ ] أراد أولاد مدين بن إبراهيم عليه‌السلام ، أو أهل مدين ، وهو بلد بناه فسماه باسمه. ومَدْيَنُ : قرية على طريق الشام كما تقدم (١).

وَمَدْيَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ، وَشُعَيْبُ بْنُ بُوَيْبَ بْنِ مَدْيَنَ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ الْأَنْبِيَاءِ لِحُسْنِ مُرَاجَعَةِ قَوْمِهِ ، وَهُمْ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ.

وَعَنْ قَتَادَةَ « أُرْسِلَ شُعَيْبٌ مَرَّتَيْنِ : إِلَى مَدْيَنَ مَرَّةً ، وَإِلَى أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ أُخْرَى ».

ومَدَنَ الرجل بالمكان : أقام به ، ومنه سمي « الْمَدِينَةُ » وهي فعيلة من مدن وقيل مفعلة من دان. والجمع : مدائن بالهمزة على القول بأصالة الميم ، ووزنها فعائل.

وعلى القول بزيادتها : مفاعل.

ويجمع أيضا على مدن ومدن بالتخفيف والتثقيل.

وإذا نسب إلى مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت مَدَنِيٌ ، وإلى مدينة منصور قلت مَدِينِيٌ ، وإلى مدائن كسرى قلت مَدَائِنِيٌ ، للفرق بين النسب لئلا تختلط قاله الجوهري.

__________________

(١) في ( دين ).

٣١٥

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « وَمَدِينُونَ مُقْتَضَوْنَ » أراد عليكم دين لأنكم مكلفون بأمور تقضى منكم ، وتطلب وهي أوامر الله تعالى.

( مرن )

الْمَارِنُ : ما دون ، قصبة الأنف ، وهو ما لان ، من قولهم : مرن الشيء يمرن مرونا إذا لان ، والجمع موارن.

والْمَرَانَةُ : اللين.

ومَرَنْتُ على الشيء مُرُونًا من باب قعد : اعتدته وداومته ، وَمِنْهُ « الْوَلِيُ يَمُرِّنُ الصَّبِيَّ عَلَى الصَّلَاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ » أي يعوده.

ومَرَنَتْ يده على العمل : إذا صلبت.

ومَرَّانُ : موضع على ليلتين من مكة على طريق البصرة ، وبه قبر تميم بن مر.

( مزن )

قوله تعالى ( أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ) [ ٥٦ / ٦٩ ] الْمُزْنُ : السحاب الأبيض ، جمع مُزْنَةَ وهي السحابة البيضاء.

وَفِي الْحَدِيثِ « خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مُزَيْنَةَ » مُزَيْنَةُ : قبيلة من مضر ، والنسبة إليه مزني بحذف ياء التصغير.

ومَازِنٌ : أبو قبيلة من تميم.

( مشن )

الْمُشَانُ : نوع من التمر قاله الجوهري.

( معن )

قوله تعالى ( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) [ ١٠٧ / ٧ ] الماعون : اسم جامع لمنافع البيت كالقدر ، والدلو ، والملح ، والماء ، والسراج ، والخمرة ، ونحو ذلك مما جرت العادة بعاريته.

وعن أبي عبيدة : الْمَاعُونُ في الجاهلية كل منفعة وعطية ، والْمَاعُونُ في الإسلام : الطاعة والزكاة.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْخُمُسُ وَالزَّكَاةُ ».

وفيه عَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « هُوَ الْقَرْضُ يُقْرِضُهُ ، وَالْمَعْرُوفُ يَصْنَعُهُ ، وَمَتَاعُ الْبَيْتِ يُعِيرُهُ ، وَمِنْهُ الزَّكَاةُ » قَالَ الرَّاوِي : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ لَنَا جِيرَاناً إِذَا أَعَرْنَاهُمْ مَتَاعاً كَسَرُوهُ ، فَعَلَيْنَا جُنَاحٌ بِمَنْعِهِمْ؟ فَقَالَ عليه‌السلام : « لَيْسَ عَلَيْكَ جُنَاحٌ بِمَنْعِهِمْ إِذَا كَانُوا كَذَلِكَ ».

٣١٦

وأصل الْمَاعُونِ : معونة والألف عوض الهاء المحذوفة.

قوله تعالى ( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) [ ٦٧ / ٣٠ ] أي ظاهر جار ، يقال مَعَنَ الماء يَمْعَنُ بفتحتين جرى فهو مُعِينٌ ، وقيل هو مفعول من عنت الماء إذا استنبطته.

( مكن )

قوله تعالى ( اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ ) [ ٦ / ١٣٥ ] ومَكَانَاتِكُمْ بمعنى « على غاية تمكنكم واستطاعتكم » أو على ناحيتكم وجهتكم التي أنتم عليها.

وقال الشيخ أبو علي : الْمَكَانَةُ مصدر من مَكَنَ مَكَانَةً فهو مَكِينٌ ، أو اسم المكان يقال مكان ومكانة ، والمعنى اعملوا قارين على مكانتكم الذي أنتم عليه من الشرك والعداوة لي ، واعملوا متمكنين في عداوتي مطيقين لها.

قوله ( مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) [ ٦ / ٦ ] أي ثبتناهم وملكناهم يقال مَكَّنْتُكَ ، ومَكَّنْتُ لك بمعنى.

قوله ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) [ ٤٦ / ٢٦ ] ، قال الشيخ أبو علي : إن نافية أي فيما ما مكناكم فيه من قوة الأجسام وطول الأعمار وكثرة المال ، إلا أن ( إن ) أحسن من ( ما ) في اللفظ لما في تكرير ما ، من البشاعة (١)

قوله ( فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) [ ٢٣ / ١٣ ] يعني خاص المنزلة.

قوله ( نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً ) [ ٢٨ / ٥٧ ] أي نسكنهم ونجعله حرما لهم ، ومكانا.

ومَكَّنَهُ الله من الشيء ، وأَمْكَنَهُ منه بمعنى.

ومَكُنَ فلان عند السلطان وزان ضخم عظم عنده وارتفع ، فهو مَكِينٌ.

ومَكَّنْتُهُ من الشيء تَمْكِيناً : جعلت له عليه سلطانا ، وقدرا ، فتمكن منه.

واسْتَمْكَنَ الرجل من الشيء ، وتَمَكَّنَ منه بمعنى أي قدر عليه.

وله مُكْنَةٌ أي قوة وشدة.

والناس على مَكَانَتِهِمْ أي استقامتهم.

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع ص ٤٤٦.

٣١٧

ومعنى قول النحاة في الاسم « إنه متمكن » قال الجوهري : أي إنه معرب « كعمر وإبراهيم » فإذا انصرف مع ذلك فهو « المتمكن الأمكن » كزيد وعمرو وغير الْمُتَمَكِّنُ هو المبني كقولك « كيف » و « أين ». ومعنى قولهم في الظرف : إنه مُتَمَكِّنٌ أي إنه يستعمل مرة ظرفا ، ومرة اسما ، كقولك « جلست خلفك » و « مجلسي خلفك » وغير الْمُتَمَكِّنِ هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح أن يكون ظرفا إلا ظرفا ، كقوله « لقيته صباحا ».

( منن )

قوله تعالى ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِ وَالْأَذى ) [ ٢ / ٢٦٤ ] الْمَنُ هو أن يقول : ألم أعطك؟ ألم أحسن إليك؟ وشبه ذلك. والأذى : أن يقول أراحني الله منك ، أو يعبس في وجهه أو يجبهه بكلام ، أو يتناقص به.

وبالجملة المن والأذى يشتركان في كل ما ينقص الصنيعة ويكدرها ، وإنما كانا مبطلين للصدقة لأن صدورهما يكشف عن كون الفعل لم يقع خالصا لله ، وهو معنى بطلانه كذا قرره بعض المفسرين لغريب القرآن.

قوله ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) [ ٧٤ / ٦ ] قال المفسر : أي لا تعط حالكونك تعد ما تعطيه كثيرا.

قوله ( وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَ وَالسَّلْوى ) [ ٢ / ٥٧ ] قيل الْمَنُ : شيء حلو ، كان يسقط من السماء على شجرهم فيجتنونه ، ويقال كان ينزل عليهم من الفجر إلى طلوع الشمس.

ويقال ما من الله به على العباد بلا تعب ولا عناء ، نحو الكمأة.

وَفِي الْخَبَرِ « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِ أَنْزَلَهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَهُوَ شِفَاءٌ الْعَيْنِ ».

قوله ( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ) [ ٤٧ / ٤ ] قيل هو من قولك : مَنَنْتُ على الأسير : أطلقته.

يقال مَنَ عليه بالعتق وغيره من باب قتل : أنعم عليه.

والاسم : الْمِنَّةُ ، والجمع مِنَنٌ مثل سدرة وسدر.

٣١٨

قوله ( أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) [ ٤١ / ٨ ] من المن : القطع أي غير مقطوع.

والْمُنَّةُ بالضم : القوة يقال فلان ضعيف المنة.

والْمَنُونُ : الدهر.

والْمَنُونُ : المنية لأنها تقطع المدد ، وتنقص العدد.

والْمَنَانُ : الذي يكال به السمن وغيره

والْمَنَّانُ بالتشديد هو الله تعالى ، وهو من أسمائه تعالى. وقد مر الفرق بينه وبين الحنان (١).

والْمِنَنُ : النعم.

والْمَنُ : المنا ، وهو رطلان ، والجمع أَمْنَانُ ، وجمع المنا أمناء.

وفلان مني وأنا منه ، قال الجحدري : يراد به غاية الاختصاص ، وكمال الاتحاد من الطرفين.

ولعل من هذا القبيل قَوْلُهُ عليه‌السلام فِي وَصْفِ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام « قُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ ، وَآثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ » (٢) ونحو ذلك.

ومَنْ بالفتح فالسكون : تكون شرطية كقوله تعالى ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) [ ٤ / ١٢٣ ].

واستفهامية كقوله تعالى ( مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا ) [ ٣٦ / ٥٢ ].

وموصولة كقوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) [ ٢٢ / ١٨ ].

ونكرة موصوفة ، وتضمن معنى النفي كقوله تعالى ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ ) [ ٢ / ١٣٠ ].

ومِنْ بالكسر فالسكون : حرف جر ولها معان :

تكون لابتداء الغاية ، فيجوز دخول المبدإ إن أريد الابتداء بأول الحد.

ويجوز أن لا يدخل ، إن أريد بالابتداء استيعاب ذلك الشيء.

ويجوز أن لا يدخل ، إن أريد الاتصال بأوله.

وكل ذلك موقوف علي السماع.

__________________

(١) في ( حنن ).

(٢) من زيارة الجامعة الكبيرة.

٣١٩

وتكون للتبعيض كقوله تعالى : ( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ ) [ ٢ / ٢٥٣ ] وللتعليل نحو قوله تعالى ( مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا ) [ ٧١ / ٢٥ ].

وللبدل نحو قوله تعالى ( أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ ) [ ٩ / ٣٩ ]. وبمعنى ( عن ) نحو قوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) [ ٣٩ / ٢٢ ].

وبمعنى الباء نحو قوله تعالى ( يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ ) [ ٤٢ / ٤٥ ] وبمعنى ( في ) نحو قوله تعالى ( إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) [ ٦٢ / ٩ ].

وبمعنى ( عند ) نحو قوله تعالى ( لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً ) [ ٣ / ١٠ ].

وبمعنى ( على ) نحو قوله تعالى : ( وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ ) [ ٢١ / ٧٧ ] أي على القوم.

وتكون مفصلة ، وهي الداخلة على ثاني المتضادين نحو قوله تعالى ( وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) [ ٢ / ٢٢٠ ].

ومفسرة نحو قوله تعالى ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) [ ٢٤ / ٤٣ ] وقوله ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) [ ٢٢ / ٣٠ ].

وكثيرا ما تقع بعد ما ومهما نحو قوله تعالى ( ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ) [ ٣٥ / ٢ ] وقوله ( مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ ) [ ٧ / ١٣٢ ].

وعن الأخفش في قوله تعالى ( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) [ ٣٩ / ٧٥ ] وقوله تعالى ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) [ ٣٣ / ٤ ] إنما أدخل ( من ) توكيدا كما تقول « رأيت زيدا نفسه ».

قال الجوهري : وتقول العرب : ما رأيته من سنة أي مذ سنة ، قال تعالى ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) [ ٩ / ١٠٨ ].

( مون )

مَانَهُ يَمُونُهُ مَوْناً : إذا احتمل مؤنته

٣٢٠