مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

هذا هو الأصل فيه لغة وشرعا وعرفا. وكثيرا ما يطلق على الاعتقاد الراجح المستفاد من سند ، سواء كان يقينا أو ظنا.

ومنه قوله تعالى ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَ مُؤْمِناتٍ ) [ ٦٠ / ١٠ ] الآية. قال المفسر : أراد الظن المتآخم لِلْعِلْم لا الْعِلْم حقيقة ، فإنه غير ممكن ، وعبر عن الظن بِالْعِلْم إيذانا بأنه كهو في وجوب العمل به ـ انتهى.

ومثله قوله تعالى ( إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) [ ٢٤ / ٣٣ ].

وجاء الْعِلْم بمعنى المعرفة كما جاءت بمعناه ، لاشتراكهما في كون كل منهما مسبوقا بالجهل ، لأن الْعِلْم وإن حصل عن كسب فذلك الكسب مسبوق بالجهل.

وفي التنزيل ( مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ ) [ ٥ / ٨٣ ] أي عَلِمُوا.

وقال ( لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ ) [ ٨ / ٦٠ ] أي لا تعرفونهم الله يعرفهم.

قال في المصباح : وأطلقت المعرفة على الله ، لأنها أحد الْعِلْمَيْنِ. والفرق بينهما اصطلاح وهو تعالى منزه عن سابقة الجهل ، وعن الاكتساب ، لأنه تعالى يَعْلَمُ ما كان وما يكون ، كيف يكون ، وعِلْمُهُ صفة قديمة ذاتية له. قال : وإذا كان الْعِلْمُ بمعنى اليقين تعدى إلى مفعولين ، وإذا كان بمعنى المعرفة تعدى إلى واحد ـ انتهى ،

وقد يضمن الْعِلْم معنى شعر ، فتدخل الباء ، يقال عَلِمْتُهُ وعَلِمْتُ به.

والْعَالِم بكسر اللام : من اتصف بِالْعِلْم ، وقد يطلق ويراد به أحد الأئمة عليهم‌السلام من غير تعيين.

والله تعالى عَالِمٌ بكل مَعْلُومٍ على ما هو عليه ، من كونه واجبا وممكنا وممتنعا ، وكليا وجزئيا ، لنسبة ذاته إلى جميع الممكنات بالسوية. وما زعمه الفلاسفة من عدم عِلْمِهِ بالجزئيات الزمانية باطل ، وشبههم ضعيفة لا تستحق أن تذكر.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّمَا سُمِّيَ اللهُ عَالِماً لِأَنَّهُ لَا يَجْهَلُ شَيْئاً ، وَسُمِّيَ اللهُ تَعَالَى بِالْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ حَادِثٍ ، عَلِمَ بِهِ الْأَشْيَاءَ وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى حِفْظِ مَا يَسْتَقْبِلُ مِنْ أَمْرِهِ ، كَمَا لَوْ رَأَيْنَا عُلَمَاءَ الْخَلْقِ إِنَّمَا سُمُّوا بِالْعِلْمِ

١٢١

الْحَادِثِ إِذْ كَانُوا قَبْلَهُ جَهَلَةً وَرُبَّمَا فَارَقَهُمُ الْعِلْمُ فَعَادُوا إِلَى الْجَهْلِ ».

وَفِيهِ أَيْضاً « لَمْ يَزَلِ اللهُ تَعَالَى عَالِماً وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلَا مَعْلُومَ ، وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلَا مَسْمُوعَ ، وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلَا مُبْصَرَ ، وَالْقُدْرَةُ ذَاتُهُ وَلَا مَقْدُورَ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْيَاءَ وَكَانَ الْمَعْلُومُ ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَى الْمَعْلُومِ وَالسَّمْعُ عَلَى الْمَسْمُوعِ ، وَالْبَصَرُ عَلَى الْمُبْصَرِ وَالْقُدْرَةُ عَلَى الْمَقْدُورِ ».

قال بعض الشارحين : قوله وقع الْعِلْمُ على الْمَعْلُومِ ، لا بمعنى أن التعلق لم يكن بالفعل في الأزل ، بل الانطباق على الْمَعْلُومِ الخارجي ليس في الأزل.

ونقل عن ابن سينا شبهة في بحث عِلْمِهِ تعالى بِالْمَعْلُومَاتِ عجز عن جوابها وهو « أن عِلْمَهُ تعالى في الأزل متعلق بكل مفهوم فلا بد للمفهومات من وجود خارجي أو ذهني ، وعلى التقديرين هي قائمة بأنفسها أو بغيرها ، وعلى تقدير قيامها بغيرها فهي قائمة بذاته ، أو بغيره تعالى ، والكل محال ».

ويمكن أن يقال : إن منشأ هذه الشبهة من الحصر المذكور في قوله لا بد للمفهومات من وجود خارجي أو ذهني ، وهذا الحصر وإن ثبت في حق المخلوق لكن لا يلزم ثبوت مثله في حق الخالق تعالى هذا.

وقد نقل عن صاحب المحاكمات احتمال القيام بالوجود الذهني من غير قيام الوجود الذهني بشيء.

وَفِيهِ « أَنْ لِلَّهِ تَعَالَى عِلْمَيْنِ عِلْمٌ مَبْذُولٌ نَحْنُ نَعْلَمُهُ ، وَعِلْمٌ مَكْفُوفٌ هُوَ الَّذِي عِنْدَهُ تَعَالَى فِي أُمِّ الْكِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ » كأنه يريد اللوح المحفوظ.

وَفِيهِ « الْعِلْمُ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ».

والْعِلْمُ عِلْمَانِ مسموع ومطبوع كما وردت الرواية بذلك عَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام حَيْثُ قَالَ :

رَأَيْتُ الْعِلْمَ عِلْمَيْنِ فمسموع وَمَطْبُوعٌ

فَلَا يَنْفَعُ مَسْمُوعٌ إِذَا لَمْ يَكُ مَطْبُوعٌ

كَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَيْنِ مَمْنُوعٌ

قال بعض الشارحين : الْعِلْمُ المسموع

١٢٢

هو الْعِلْمُ بالشرعيات ، والْعِلْمُ المطبوع : الْعِلْمُ بأصول الدين.

ورُوِيَ هَكَذَا « رَأَيْتُ الْعَقْلَ عَقْلَيْنِ فَمَوْهُوبٌ وَمَكْسُوبٌ » « فَلَا يَنْفَعُ مَكْسُوبٌ إِذَا لَمْ يَكُ مَوْهُوبٌ » « كَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَيْنِ مَحْجُوبٌ ».

ولا منافاة بين الروايتين ، فإن الأولى في الْعِلْمِ ، والثانية في العقل.

والْعَلَمُ بالتحريك : عَلَمُ الثوب من طراز وغيره ، وهو الْعَلَامَةُ ، وجمعه أَعْلَام مثل سبب وأسباب ، وجمع الْعَلَامَة : عَلَامَات.

وعَلَّمْتُ له عَلَامَةً بالتشديد : وضعت له أمارة يعرفها.

والْعَلَم : الراية.

والْأَعْلَم : مشقوق الشفة العليا ، يقال عَلَمَ الرجل يَعْلِمُ عَلْماً : إذا صار أَعْلَم ، والمرأة عَلْمَاء ، مثل أحمر وحمراء.

وأَعْلَمَ الفارس : جعل لنفسه عَلَامَةَ الشجعان ، فهو مُعْلِمٌ.

والْمَعْلَمُ : الأثر ، يستدل به على الطريق

وَالْمَعْلُومُ : اسْمُ لِوَاءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله.

وفي الحديث ذكر « الْأَعْلَام والمنار » فَالْأَعْلَام : جمع عَلَم وهو الجبل الذي يُعْلَمُ به الطريق ، والْمَنَار بفتح الميم : المرتفع الذي يوقد في أعلاه النار لهداية الضلال ونحوه.

وأَعْلَام الأزمنة : هم الأئمة عليهم‌السلام لأنهم يهتدى بهم.

ومنه حديث يوم الغدير « وهو الذي نصب فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام عَلَماً للناس ».

والْعَلَّامَة : الْعَالِمُ جدا ، والهاء للمبالغة كأنهم يريدون به داهية. والْعَلَّامَة الحلي : الحسن بن يوسف بن مطهر ، له كثير من التصانيف ، وعن بعض الأفاضل : وجد بخطه خمسمائة مجلد من مصنفاته غير خط غيره من تصانيفه ، قال الشيخ البهائي : من جملة كتبه قدس‌سره كتاب شرح الإشارات. ولم يذكره في عداد الكتب المذكورة هنا ، يعني في الخلاصة. قال : وهو موجود عندي بخطه.

١٢٣

ومدة عمره : سبع وسبعون سنة وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما ، توفي في ليلة الحادي عشر من المحرم سنة ستة وعشرين وسبعمائة ، ومولده تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة.

( علقم )

الْعَلْقَمُ ـ بفتح العين فالسكون ـ : شجر مر ، ويقال للحنظل : عَلْقَم ، ولكل شجر مر.

وعَلْقَمَة اسم رجل.

والْعَلْقَمَة : المرارة.

( عمم )

قوله تعالى : ( عَمَ يَتَساءَلُونَ ) [ ٧٨ / ١ ] أصله عَمَّا فحذف منه الألف في الاستفهام.

والْعَمُ : أخو الأب. والْعَمُّةُ أخته ، والجمع أَعْمَام ، وعُمُومَة وعَمَّات.

وبيني وبين فلان عُمُومَة كما يقال أبوة وخئولة.

وفي « يا ابن عَمَ » ثلاث لغات : ذكر الياء ، وحذفها مع فتح الميم ، وكسرها قاله الجوهري.

والْعِمَامَة بكسر العين : واحد الْعَمَائِم

واعْتَمَ بِالْعِمَامَة وتَعَمَّمَ بمعنى.

والْعِمَّة بالكسر : الِاعْتِمَام.

ومِنْهُ « لَا تَعُمَّهُ عِمَّةَ الْأَعْرَابِيِّ ».

وتَعَمَّمْتُ : كورت الْعِمَامَة على الرأس.

والْعَامُ : خلاف الخاص.

ومنه الْحَدِيثُ « سَهْمُ الْمُؤَلَّفَةِ وَالرِّقَابِ عَامٌ وَالْبَاقِي خَاصٌّ ».

أراد بقوله عَامٌ : لمن يعرف ولمن لا يعرف ، وأراد بقوله خاص : لمن يعرف لا غير.

والْعَامَّة : خلاف الخاصة ، والجمع عَوَامُ ، مثل دابة ودواب ، وَمِنْهُ « نَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ عَوَامِ خَطَايَانَا ».

والنسبة إلى الْعَامَّة : عَامِّيٌ ، والهاء في عَامَّة للتأكيد.

وَقَوْلُهُ « لَا يُعَذِّبُ اللهُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ » أي لا يعذب الأكثر بعمل الأقل.

وَفِي الْحَدِيثِ « خُذْ مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ ».

يعني أهل الخلاف. وقد ذهب عَامَّةُ النهار أي جميعه.

وعَمَ الشيء يَعُمُ عُمُوماً من باب قعد : شمل.

١٢٤

وَمِنْهُ « عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ » و « عَمَّهُمُ الْمَطَرُ ».

( عوم )

الْعَامُ (١) الحول ، ويجمع على أَعْوَام مثل سبب وأسباب.

ونبت عَامِيٌ إذا أتى عليه حول.

والْعَامُ : السنة ، قال في المصباح : وعن بعضهم ، لا يفرق عَوَامُ الناس بين الْعَامِ والسنة ، ويجعلونهما بمعنى ، وهو غلط ، بل السنة : من أول يوم عددته إلى مثله ، والْعَامُ : لا يكون إلا شتاء وصيفا وعلى هذا فَالْعَامُ أخص من السنة ، فكل عَامٍ سنة ، وليس كل سنة عَاماً.

( عيم )

الْعَيْمَة : شهوة اللبن (٢) ، وقد عَامَ الرجل يَعِيمُ عَيْمَة فهو عَيْمَان ، وامرأة عَيْمَاء.

باب ما أوله الغين

( غرم )

قوله تعالى : ( إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ) [ ٢٥ / ٦٥ ] أي هلاكا ويقال غَرَاماً : ملازما.

ومنه الْغَرِيم وهو الذي عليه الدين ، لأنه يلزم الذي عليه الدين به.

قوله ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) [ ٥٦ / ٦٦ ] أي معذبون من قولهم ( إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ) وقيل معناه « إنا لمولع بنا ».

قوله ( وَالْغارِمِينَ ) [ ٩ / ٦٠ ] يعني الذين علاهم الدين ولا يجدون القضاء.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْغَارِمُونَ مِنْ أَهْلِ الزَّكَاةِ وَهُمْ قَوْمٌ قَدْ أَنْفَقُوهَا فِي طَاعَةِ اللهِ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ فَيَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُمْ وَيَكْفِيهِمْ مِنْ بَابِ الصَّدَقَاتِ ».

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ » الْمَغْرَمُ : مصدر ، وضع موضع

__________________

(١) بتخفيف الميم على وزان ( عاد ).

(٢) أي الاشتهاء إلى شربه.

١٢٥

الاسم ، ويريد به مَغْرَم الذنوب والمعاصي وقيل : الْمَغْرَم كَالْغُرْم وهو الدين ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله تعالى ، ثم عجز عن أدائه.

والْغَرِيم : الذي عليه الدين يقال خذ من غَرِيم السوء ما سنح.

وقد يكون الْغَرِيم أيضا : الذي له الدين ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ (١).

قضى كل ذي دين فوفى غَرِيمَهُ.

وعزة ممطول معنى غَرِيمُهَا

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ » والمراد من الْمَغْرَمِ : ما يلزم به الإنسان من غَرَامَةٍ ، أو يصاب به في ماله من خسارة ، وما يلزمه كالدين ، وما يلحق به من المظالم. والْمَأْثَمُ : مصدر كالإثم ، وهو الوقوع في الذنب.

والْغَرَامَة : ما يلزم أداؤه كَالْغُرْم بالضم وَمِنْهُ « يُسْتَحَبُ غَرَامَةُ الصَّبِيِّ لِيَكُونَ حَلِيماً فِي كِبَرِهِ ».

وغَرِمْتُ الدية والدين وغير ذلك أَغْرَمُ من باب تعب إذا أديته غُرْماً.

ويتعدى بالتضعيف فيقال غَرَّمْتُهُ ،

__________________

(١) كثير ـ مصغرا ـ صاحب عزة ـ بفتح العين وتشديد الزاي. وكثير هو : ابن عبد الرحمن ، من خزاعة ، ويعرف ب ( كثير عزة ) نسبة إلى عشيقته التي كان يشبب بها. وكان يدخل على عبد الملك وينشده ، وكان شيعيا شديد التعصب لآل أبي طالب. وكان عبد الملك يعرف ذلك فيه فلا ينكره ، فإذا أراد أن يصدقه في شيء حلفه بعلي عليه‌السلام. وكان له صديق اسمه ( خندف ) الأسدي شديد التشيع مثله ، وبلغ من جرأة خندف هذا أنه وقف مرة في الموسم والناس مزدحمون ، وقال : « أيها الناس إنكم على غير حق ، وقد تركتم بيت نبيكم والحق لهم وهم الأئمة » فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه. أما معشوقته عزة فهي بنت حميل بن وقاص من ضمرة ، وكانت من أجمل النساء وآدبهن وأعقلهن. ويقال إنه لم يرها وجها إلا أنه استهام بها قلبه لما ذكر له عنها. وأخبارهما كثيرة تجدها في الأغاني ج ١١ / ٤٦ وج ٧ / ٧٨ وج ٨ / ٢٧.

١٢٦

وأَغْرَمْتُهُ بالألف أي جعلته غَارِماً.

وغَرِمَ في تجارته مثل خسر ، خلاف ربح.

والْغَارِم : من يلتزم ما ضمنه وتكفل به وفلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له ومولع به

( غلم )

قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ ) [ ١٨ / ٨٢ ] الآية. الْغُلَامُ : الابن الصغير ، وتصغيره غُلَيْم ، ويجمع في القلة على غِلْمَة بالكسر. وَمِنْهُ « فَدَعَوْتُ الْغِلْمَةَ » وفي الكثرة على غِلْمَان.

قال في المصباح : ويطلق الْغُلَام على الرجل الكبير مجازا ، باسم ما كان عليه كما يقال للصغير شيخا مجازا باسم ما يئول إليه.

وعن الأزهري : وسمعت العرب يقولون للمولود حين يولد ذكرا : غُلَام وسمعتهم يقولون للكهل : غُلَام ، وهو فاش في كلامهم.

( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) [ ٥٢ / ٢٤ ] أي يطوف عليهم للخدمة غِلْمَانٌ لهم كأنهم لؤلؤ في الحسن والصباحة والصفاء والبياض. و ( مَكْنُونٌ ) أي مخزون. قِيلَ : إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْغِلْمَانِ مَشَقَّةٌ فِي خِدْمَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، بَلْ لَهُمْ فِي ذَلِكَ اللَّذَّةُ وَالسُّرُورُ ، إِذْ لَيْسَ تِلْكَ الدَّارُ دَارَ مِحْنَةٍ.

والْغُلْمَة كغرفة : شدة الشهوة.

وَمِنْهُ « خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْعَفِيفَةُ الْغَلِمَةُ ».

والْغُلْمَة : هيجان شهوة النكاح من المرأة والرجل وغيرهما.

واغْتَلَمَ البعير إذا هاج من شدة شهوة الضراب.

ومنه الْحَدِيثُ « سُئِلَ عَنْ بُخْتِيٍ (١) اغْتَلَمَ ، فَخَرَجَ مِنَ الدَّارِ فَقَتَلَ رَجُلاً ».

وفِيهِ « نَهَى عَنْ أَكْلِ لَحْمِ الْبَعِيرِ وَقْتَ اغْتِلَامِهِ ».

( غلصم )

الْغَلْصَمُ (٢) : رأس الحلقوم ، وهو

__________________

(٤) بباء مضمومة ثم خاء ساكنة : الإبل الخراسانية.

(٥) وزان جعفر.

١٢٧

الموضع الناتي في الحلق ، قاله الجوهري وغيره ، والجمع : غَلَاصِم.

وغَلْصَمَهُ (١) قطع غَلْصَمَتَهُ.

( غمم )

قوله تعالى : ( لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ) [ ١٠ / ٧١ ] أي لا يكن قصدكم إلى إهلاكي مستورا عليكم ، وليكن مكشوفا مشهورا تجاهروني فيه. والْغُمَةُ : السترة ، من غَمَّهُ يَغُمُّهُ : ستره. ومنه

الْحَدِيثُ « لَا غُمَّةَ فِي فَرَائِضِ اللهِ ».

أي لا تستروها ، ولكن تجاهروا فيها. والْغُمَّةُ بالضم أيضا : الكربة. وهو في غُمَّةٍ أي في حيرة ولبس. والجمع غُمَمٌ ، كغرفة وغرف.

والْغُمَّةُ والْغَمُ بمعنى واحد كالكربة والكرب.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام « فُطِرْتَ وَاللهِ بِغِمَائِهَا » أي بكربها ودواهيها. و « فُزْتَ بِحِبَائِهَا ». أي بعطائها.

والْغَمَامُ : السحاب الأبيض سمي بذلك لأنه يَغُمُ السماء أي يسترها.

والْغَمَامَةُ : واحدة الْغَمَامِ.

وقد أَغَمَّتِ السماء أي تَغَيَّمَتْ.

يقال غَمَّهُ الشيء من باب قتل : غطاه.

ومنه قيل للحزن غَمٌ لأنه يغطي السرور والحلم.

وَفِي حَدِيثِ الْهِلَالِ « فَإِنْ غُمَ عَلَيْكُمْ فَكَذَا » يقال غُمَ علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ « فَإِنْ عُمَّ » بالعين المهملة ، وهو بهذا المعنى.

وَفِي الْحَدِيثِ « اغْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَأَمَرَهُ جبرئيل عليه‌السلام فَغَسَلَ رَأْسَهُ بِالسِّدْرِ ».

وغَمِمَ الشخص غَمّاً من باب تعب : سال شعر رأسه حتى ضاقت جبهته وقفاه.

ومنه « رجل أَغَمُ الوجه ».

والْغَمْغَمَة : أصوات الأبطال في القتال.

والتَّغَمْغُم والتَّغَمُّمُ : الكلام الذي لا يتبين.

( غنم )

قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ) [ ٨ / ٤١ ]

__________________

(٦) فعل رباعي وزان دحرج.

١٢٨

الآية. الْغَنِيمَةُ في الأصل هي الفائدة المكتسبة ، ولكن اصطلح جماعة على أن ما أخذ من الكفار ، إن كان من غير قتال فهو فيء ، وإن كان مع القتال فهو غَنِيمَةٌ ، وإليه ذهب الإمامية ، وهو مروي عن أئمة الهدى عليهم‌السلام كذا قيل. وقيل هما بمعنى واحد.

ثم اعلم أن الفيء للإمام خاصة ، والْغَنِيمَةُ يخرج منها الخمس ، والباقي بعد المؤن للمقاتلين ومن حضر ، هذا. وقد عمم فقهاء الإمامية مسألة الخمس ، وذكروا أن جميع ما يستفاد من أرباح التجارات والزراعات والصناعات زائدا عن مئونة السنة ، والمعادن ، والكنوز ، والغوص والحلال المختلط بالحرام ولا يتميز عند المالك ولا يعرف قدر الحرام ، وأرض الذمي إذا اشتراها من مسلم ، وما يغنم من دار الحرب ، جميعه يخرج منه الخمس هذا.

وقد تقدم في ( خمس ) كيفية التقسيم للخمس.

قوله ( مَغانِمُ كَثِيرَةٌ ) [ ٤ / ٩٤ ] هي جمع مَغْنَمٍ ، والْمَغْنَمُ والْغَنِيمَةُ : ما أصيب من المحاربين من أهل الشرك عنوة.

والفيء : ما نيل منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها.

واغْتَنَمَهُ وتَغَنَّمَهُ : عده غَنِيمَةً ، وجمع الْغَنِيمَةِ غَنَائِمُ.

والْغَنَمُ بالتحريك : اسم مؤنث موضوع للجنس ، يقع على الضأن ، والمعز الذكور والإناث ، وعليهما جميعا ، ويجمع على أَغْنَامٍ. وعن الأزهري : الْغَنَمُ الشاء ، الواحدة شاة.

( غيم )

الْغَيْمُ : السحاب يقال غَامَتِ السماء من باب سال ، وأَغَامَتْ وأَغْيَمَتْ وتَغَيَّمَتْ إذا أطبق بها السحاب.

١٢٩

باب ما أوله الفاء

( فأم )

فِي الْخَبَرِ « مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَشْفَعُ فِي الْفِئَامِ » الْفِئَامُ بالكسر والهمز : الجماعة الكثيرة من الناس لا واحد له من لفظه.

قال الجوهري وغيره : والعامة تقول الْفَامُ بلا همز.

وَفِي الْحَدِيثِ « قُلْتُ : وَمَا الْفِئَامُ؟ قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ ».

( فحم )

فِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتُهُ يُصَلِّي إِذَا أَقْبَلَتِ الْفَحْمَةُ مِنَ الْمَشْرِقِ » يعني السواد والظلمة.

وفَحْمَةُ العشاء : ظلمته.

والْفَحْمُ بالفتح فالسكون وقد يحرك : معروف ، الواحدة فَحْمَةٌ.

وشعر فَاحِمٌ أي أسود.

وكلمته حتى أَفْحَمْتُهُ إذا أسكته في خصومة أو غيرها.

ومنه الدُّعَاءُ « رَبِ أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي » أي أسكنتني عن سؤالك والطلب منك.

وفَحَمَ الصبي فُحُوماً وفُحَاماً بالضم : بكى حتى انقطع صوته.

( فخم )

مِنْ صِفَاتِهِ عليه‌السلام « كَانَ فَخْماً مُفَخَّماً » ومعناه كان عظيما معظما في الصدور والعيون ولم يكن خلقة في جسمه الضخامة وكثرة اللحم.

والتَّفْخِيمُ : التعظيم.

وتَفْخِيمُ الحرف : خلاف ترقيقه وإمالته.

( فدم )

فِي الْحَدِيثِ « الْحِلْمُ فِدَامُ السَّفِيهِ » الْفِدَامُ : ما يوضع في فم الإبريق ليصفى ما فيه ، والخرقة التي يشد بها المجوسي فمه للحلم عن السفه باعتبار أنه يسكنه كَالْفِدَامِ.

والثوب الْمُفْدَمُ بإسكان الفاء : المصبوغ بالحمرة صبغا مشبعا كأنه لتناهي حمرته كالممتنع من قبول زيادة الصبغ ، وَمِنْهُ

١٣٠

« أَنَّهُ كُرِهَ الْمُفْدَمُ لِلْمُحْرِمِ ».

( فصم )

قوله تعالى : ( لَا انْفِصامَ لَها ) [ ٢ / ٢٥٦ ] أي لا انقطاع لها ، أخذا من الْفَصْمِ وهو الانصداع ولا يبين ، يقال فَصَمْتُهُ فَصْماً من باب ضرب : كسرته من غير إبانة.

( فطم )

الْفَطِيمُ ككريم هو الذي انتهت مدة رضاعه. وفُطِمَ عن الديس (١) يقال فَطَمْتُ الرضيع من باب ضرب : فصلته عن الرضاع ويجمع الْفَطِيمُ على فُطُمٍ بضمتين.

قال بعض العارفين : وجمع فعيل في الصفات على فعل قليل في العربية.

وفَاطِمَةُ : بنت رسول الله صلى الله عليه وآله. رُوِيَ « أَنَّهَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فَطَمَتْ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ » وَفُطِمَ أعداؤها عَنْ حُبِّهَا.

وُلِدَتْ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِينَ ، وَتُوُفِّيَتْ وَلَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ يَوْماً ، وَعَاشَتْ بَعْدَ أَبِيهَا خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً ، لَا تُرَى كَاشِرَةً وَلَا ضَاحِكَةً.

وَعَنِ الرِّضَا عليه‌السلام « دُفِنَتْ فَاطِمَةُ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي الْمَسْجِدِ ».

والْفَاطِمِيُ : الذي ينتسب إلى فَاطِمَةَ بالولادة. والعلوي : الذي ينتسب إلى علي عليه‌السلام ، وكذلك الحسني والحسيني ونحو ذلك.

وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ : أُمُّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى فَطَمَهَا بِالْعِلْمِ ، وَمِنَ الطَّمْثِ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى قَدَمَيْهَا ، وَكَانَتْ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله.

رُوِيَ « أَنَّهَا لَمَّا مَاتَتْ أَلْبَسَهَا رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله قَمِيصَهُ وَاضْطَجَعَ فِي قَبْرِهَا ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ بِهَذِهِ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرَّ بِي مِنْهَا ، وَإِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتَكْتَسِيَ مِنْ حُلَلِ

__________________

(١) الديس : الثّدي. قال صاحب القاموس : الكلمة عراقيّة وليست بعربية.

١٣١

الْجَنَّةِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا ».

وَفِي الْحَدِيثِ « قَدْ وَلَّدَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ » أراد فَاطِمَةَ بنت عمران بن عائذ ، وفَاطِمَةَ بنت أسد ، وفَاطِمَةَ بنت زائد بن الأصم.

( فعم )

الْفَعْمُ : الممتلىء ، وقد فَعُمَ بالضم فَعَامَة وفُعُومَة ، وأَفْعَمَ المسك البيت : ملأه بريحه.

وأَفْعَمْتُ الإناء : ملأته.

( فقم )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ » فُقْمَاهُ : لحياه. والمعنى : من حفظ لسانه وفرجه دخل الجنة.

وَفِي الْحَدِيثِ « حَرَمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذُبَابٍ إِلَى فَاقِمٍ » هو اسم موضع كالعريض والنقيب من قبل مكة.

( فم )

الْفَمُ : معروف ويقال بالحركات الثلاث ، ولكن فتح الفاء أفصح منهما ، أي من الضم والكسر ، وأصله فُوهُ ، نقصت الهاء ، وعوض عنها بالميم ، فإذا صغرته أو جمعته رددته إلى الأصل فقلت فُوَيْه وأَفْوَاه ولا يقال أَفْمَاء

.( فوم )

قوله تعالى ( وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها ) [ ٢ / ٦١ ] قِيلَ : الْفُومُ الْحِنْطَةُ. وَالْخُبْزُ أَيْضاً ، يقال فُومُوا لنا أي اختبزوا.

ويقال الْفُومُ : الحبوب ، ويقال الثوم المعروف ، وقرأ البعض بإبدال الثاء من الفاء كما يقال جدث وجدف للقبر.

( فهم )

قوله تعالى ( فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ ) [ ٢١ / ٧٩ ] الضمير للحكومة أو الفتوى حيث حَكَمَ دَاوُدُ بِالْغَنَمِ لِصَاحِبِ الْحَرْثِ ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ أَحَدَ عَشَرَ سَنَةً : غَيْرُ هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ أَرْفَقُ بِالْفَرِيقَيْنِ! قَالَ : وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ : تَدْفَعُ الْغَنَمَ إِلَى صَاحِبِ الْحَرْثِ فَيَنْتَفِعُ بِهَا وَالْحَرْثَ إِلَى صَاحِبِ الْغَنَمِ فَيَقُومُ عَلَيْهِ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ! فَقَالَ : الْقَضَاءُ مَا قَضَيْتَ وَأَمْضَى الْحُكْمَ بِذَلِكَ. والصحيح على ما قيل : أنهما جميعا حكما بالوحي إلا أن حكومة

١٣٢

سليمان نسخت حكومة داود ، لأن الأنبياء لا يجوز أن يحكموا بالظن والاجتهاد ، ولهم طريق إلى العلم.

وفي قوله تعالى ( وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) [ ٢١ / ٧٩ ] دلالة على هذا.

والْفَهْمُ : ضد الغباوة ، يقال فَهِمْتُهُ فَهْماً وفَهَامَةً من باب تعب ـ وتسكين المصدر لغة ـ إذا علمته ، وقيل الساكن اسم المصدر.

وفلان فَهِمَ ، وقد اسْتَفْهَمَنِي الشيء ، وأَفْهَمْتُهُ وفَهَّمْتُهُ تَفْهِيماً.

وَفِي حَدِيثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ » أي مَفْهُوماً ، أطلق عليه لفظ الْفَهْمِ مجازا ، إطلاقا لاسم المسبب على السبب ، وهو مسبب (١) من فَهِمَ عنه وعقل مقاصده.

وحروف الِاسْتِفْهَام : هل ، وهي سؤال عن الوجود. ومن وهي سؤال عن الشخص ومتى وهي سؤال عن الحال. وما وهي سؤال عن المهية. وكم وهي سؤال عن العدد. وأين وهي سؤال عن المكان. وأي وهي سؤال عن التفسير والعدد. ولم وهي سؤال عن العلة.

وفهم : قبيلة.

باب ما أوله القاف

( قتم )

الْقَتَامُ كسحاب : الغبار الأسود. ومنه « وقَاتِمُ الأعماق ... » (٢) أي مغبر النواحي.

( قثم )

قُثَمُ بن عباس : أخو عبد الله بن عباس ، كان عامل علي عليه‌السلام بمكة.

__________________

(١) في نسخة : سبب.

(٢) من بيت شعر ( لرؤبة بن العجاج التميمي ) يصف مفازة وأفراسا. وتمامه :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

١٣٣

( قحم )

الِاقْتِحَامُ : الدخول في الشيء بشدة وقوة. يقال اقْتَحَمَ عقبة أو وهدة : رمى بنفسه فيها.

قال تعالى ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) [ ٩٠ / ١١ ] أي لم يَقْتَحِمْهَا أي لم يجاوزها ولا في الماضي بمعنى لم مع المستقبل.

وعن ابن عرفة : لم يَقْتَحِمْ الأمر العظيم في طاعة الله. وقد تقدم الكلام في ( عقب ).

قوله ( مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) [ ٣٨ / ٥٨ ] أي داخلون معكم بكره.

والْقُحْمَةُ بالضم : المهلكة. والجمع قُحَم كغرفة وغرف.

ويَقْتَحِمُونَ في النار : يقعون فيها وقوع مُقْتَحِمٍ.

والْمُقْتَحِمَات : الذنوب العظام التي يستحق بها صاحبها دخول النار.

وَفِي حَدِيثِ الْغَنَائِمِ « وَلَا سَهْمَ لِلْقَحْمِ » بفتح القاف وسكون الحاء ، وهو الكبير الهرم.

( قدم )

قوله تعالى ( لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) [ ٤٩ / ١ ] معناه : لا تَتَقَدَّمُوا ، من قَدَّمَ بين يديه أي تَقَدَّمَ. وقيل : لا تعجلوا بأمر ونهي قبله.

وقَدَمَ بالفتح يَقْدُمُ قَدْماً أي تَقَدَّمَ ، قال تعالى ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ) [ ١١ / ٩٨ ].

وقوله « مُقَدَّمُون » أي معجلون إلى النار.

قوله ( قَدَمَ صِدْقٍ ) [ ١٠ / ٢ ] يعني عملا صالحا قَدَّمُوهُ. وقيل : المنزلة الرفيعة.

قوله ( مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا ) [ ٣٨ / ٦١ ] أي من سنه.

قوله ( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) [ ١٥ / ٢٤ ] أي ولقد علمنا من اسْتَقْدَمَ ولادة وموتا ، ومن استأخر من الأولين والآخرين. أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج.

وَفِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ « خَرَجَ مَعَ الْمُؤْمِنِ مِثَالٌ يُقْدِمُهُ » قوله يُقْدِمُهُ يجوز أن يقرأ على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه من

١٣٤

الْإِقْدَام في الحرب وهي الشجاعة وعدم الخوف ، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر ، وماضيه قَدَمَ كنصر أي يَتَقَدَّمُهُ ، كما قال تعالى ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ ) [ ١١ / ٩٨ ] وأمامه تأكيد كذا ذكره بعض الأفاضل. والْمُقَدَّمُ ـ بفتح الدال والتشديد ـ : نقيض المؤخر ، وَمِنْهُ « مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِي ».

والْمُقَدِّمُ بكسر الدال : نقيض المؤخر بالكسر أيضا.

ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَّ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ » أي أنت الذي تُقَدِّمُ من تشاء من خلقك إلى رحمتك بتوفيقك ، وأنت الذي تؤخر من تشاء عن ذلك بخذلانك ، وهما من أسمائه تعالى ، ومعناه فيهما : تنزيل الأشياء منازلها ، وترتيبها في التكوين والتفضيل وغير ذلك مما تقتضيه الحكمة.

والجمع بين هذين الاسمين أحسن من التفرقة.

والْقَدَمُ من الرجل : ما يطأ عليه الإنسان من لدن الرسغ إلى ما دون ذلك ، والجمع أَقْدَام كسبب وأسباب.

وقولهم : هذا تحت قَدَمِي ، عبارة عن الإبطال والإهدار. قاله في المغرب.

والْقَدَمُ أيضا : السابقة في الأمر ، يقال لفلان « قَدَمُ صدق » أي أثرة حسنة

وَفِي الدُّعَاءِ « أَثْبِتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ « فِي الْهِجْرَةِ ».

وقَدُمَ الشيء قِدَماً وزان عنب فهو قَدِيم ، وتَقَادَمَ : مثله.

وعيب قَدِيمٌ أي سابق ، وزمانه مُتَقَدِّم الوقوع على وقته.

والْقَدِيم : من أسمائه تعالى وهو الموجود الذي لم يزل ، وإن شئت فسرته بالموجود الذي ليس لوجوده ابتداء.

وأصل الْقَدِيم في اللسان : السابق فيقال « الله قَدِيم » بمعنى أنه سابق الموجودات كلها.

وعن جماعة من المتكلمين : يجوز أن يشتق اسم الله تعالى مما لا يؤدي إلى نقص أو عيب. وزاد بعض المحققين على ذلك أنه إذا دل على الاشتقاق الكتاب أو السنة أو الإجماع ، فيجوز أن يقال « الله القاضي »

١٣٥

أخذا من قوله ( يَقْضِي بِالْحَقِ ) [ ٤٠ / ٢٠ ] إلى أن قال : فيحمل قولهم « أسماؤه تعالى توقيفية » على واحد من الأصول الثلاثة ، فإنه تعالى يسمى جوادا وكريما ، ولا يسمى سخيا لعدم سماع قوله. وقد تَقَدَّمَ البحث في تحقيق ذلك في ( سما ).

و « مضى قُدُماً » بضم الدال. لم يعرج ولم ينثن ، ومثله « ومضوا قُدُماً » أي مضوا ولم يعرجوا على شيء ، وكانوا على الطريقة المستقيمة وغير ناكل عن قُدُمٍ أي غير جبان ضعيف عن التَّقَدُّم يقال نكل فلان عن العدو ، إذا جبن.

وَفِي حَقِّ الْأَئِمَّةِ « مَاضٍ عَلَى نُصْرَتِهِمْ قُدُماً غَيْرَ مُوَلٍّ دُبُراً ».

والْقِدَمُ بالكسر : خلاف الحدوث ، ومنه يقال : قِدَماً كان كذا وكذا ، وله في العلم قِدَمٌ أي سبق.

وأَقْدِم : زجر للفرس ، كأنه يؤمر بِالْإِقْدَام. وَمِنْهُ « أَقْدِمْ حَيْزُومُ » بفتح الهمزة.

والْمِقْدَامُ بكسر الميم : الرجل الكثير الْإِقْدَام على العدو ، ومثله الْمِقْدَامَة بالكسر أيضا.

ومُقْدِمُ العين بكسر الدال : مما يلي الأنف كمؤخرها (١) مما يلي الصدغ

وقَوَادِم الطير : مَقَادِيم ريشه ، قاله الجوهري وغيره. وهي عشرة في كل جناح.

وَمِنْهُ « كَانَ النِّسَاءُ الْأَوَّلُ يَمْشُطْنَ الْمَقَادِيمَ » يعني من شعر الرأس.

ومَقَادِيم الأسنان : ضد مآخيرها.

وقَادِمُ الإنسان : رأسه والجمع قَوَادِم.

وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ بمعنى.

ومنه « مُقَدِّمَة الجيش » بكسر الدال والتشديد : أوله وهم الذين يَتَقَدَّمُونَهُ. ومُقَدِّمَةُ الكتاب : مثله.

وقَدِمَ الرجل البلد من باب تعب قُدُوماً ومَقْدَماً بفتح الميم والدال.

وقَدَّمْتُ الشيء : خلاف أخرته. وقَدَمْتُ القوم قَدْماً من باب قتل :

__________________

(١) كلاهما على وزان مكرم اسم فاعل من باب الإفعال.

١٣٦

مثل تَقَدَّمْتُهُمْ.

وتَقَدَّمْتُ إليه بكذا : أمرته به.

وقَدَّمْتُهُ إلى كذا : قربته إليه.

وقُدَّام بضم القاف : نقيض وراء ، وهما يؤنثان ويصغران بالهاء.

والْقَدُوم كرسول : الآلة التي ينحت بها النجار ، مؤنثة وعن ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم ، بالتشديد. وعن الزمخشري والمطرزي : التشديد لغة.

وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ » مخففة.

قال أبو الزناد : والْقَدُوم موضع.

( قرم )

فِي الْحَدِيثِ « الْبَيْضُ يَذْهَبُ بِقَرَمِ اللَّحْمَ » الْقَرَمُ بالتحريك : شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه.

ومنه حَدِيثُ النَّصْرَانِيِ « مَرِضْتُ فَقَرِمْتُ إِلَى اللَّحْمَ » يقال قَرِمْتُ إلى اللحم بالكسر إذا اشتهيته.

( قرطم )

الْقُرْطُم : حب العصفر قاله الجوهري

( قسم )

قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) [ ٥١ / ٤ ] يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ تُقَسِّمُ أَرْزَاقَ بَنِي آدَمَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَمَنْ نَامَ فِيمَا بَيْنَهُمَا نَامَ عَنْ رِزْقِهِ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ

وَعَنِ الرِّضَا عليه‌السلام وَعَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام « تُقْسَمُ الْأُمُورُ مِنْ الْأَمْطَارِ وَالْأَرْزَاقِ وَغَيْرِهَا ».

ويُقَالُ يَتَوَلَّى تَقْسِيمَ أَمْرِ الْعِبَادِ جبرئيل عليه‌السلام لِلْغَضَبِ ، وَمِيكَائِيلُ لِلرَّحْمَةِ ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ ، وَإِسْرَافِيلُ لِلنَّفْخِ.

قوله ( وَقاسَمَهُما ) [ ٧ / ٢٠ ] أي حلف لهما.

قوله تعالى ( تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ ) [ ٢٧ / ٤٩ ] أي حلفوا بالله لنهلكنه ليلا الْمُقْتَسِمِينَ [ ١٥ / ٩٠ ] (١) أي متحالفين على غضب رسول الله صلى الله

__________________

(١) في الآية « ( المقتسمين ) ».

١٣٧

عليه وآله ، وقيل على تكذيبه. وقِيلَ الْمُقْتَسِمِينَ هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ : تَفَرَّقُوا عَلَى أَعْقَابِ مَكَّةَ حَيْثُ يَمُرُّ بِهِمْ أَهْلُ الْمَوَاسِمِ فَإِذَا سَأَلُوكُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلْيَقُلْ بَعْضُكُمْ : هُوَ كَاهِنٌ ، وَبَعْضُكُمْ : هُوَ مَجْنُونٌ. فَمَضَوْا فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ. وَسُمُّوا مُقْتَسِمِينَ ، لِأَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا طَرِيقَ مَكَّةَ.

والْقِسْمُ كحمل : الحظ والنصيب.

وقَسَمْنَا له قِسْمَةً أي فرضنا له فيما بيننا شيئا ، وقسطنا على أنفسنا.

وفي الحديث تكرر ذكر « الْقَسَامَة » بالفتح وهي الأيمان ، تُقْسَمُ على أولياء القتيل إذا ادعوا الدم. يقال قتل فلان بِالْقَسَامَةِ إذا اجتمعت جماعة من أولياء القتيل وادعوا على رجل أنه قتل صاحبهم ، ومعهم دليل دون البينة ، فحلفوا خمسين يمينا أن المدعى عليه قتل صاحبهم ، فهؤلاء الذين يُقْسِمُونَ على دعويهم يسمون قَسَامَة أيضا ـ كذا في المصباح.

قال بعض المحققين : والْقَسَامَة تثبت مع اللوث ، وقدرها خمسون يمينا بالله تعالى في العمد إجماعا ، وفي الخطإ على الأشهر ، وقيل خمسة وعشرون. فإن كان للمدعي قوم حلف كل واحد منهم يمينا إن كانوا خمسين ، ولو زادوا عنها اقتصر على حلف الخمسين ، والمدعي من جملتهم ، ولو نقصوا عن الخمسين كررت عليهم أو على بعضهم حسبما يقتضيه العدد ، ولو لم يكن له قَسَامَةٌ أي قوم يُقْسِمُونَ أو امتنع المدعي عن اليمين ، وإن بذلها قومه أو بعضهم ، حلف المنكر وقومه خمسون (١) يمينا ببراءته فإن امتنع المنكر ألزم الدعوى. ولا يكون فيهم صبي ولا امرأة ولا مجنون ولا عبد ـ انتهى.

وقَاسَمُوا الشيء. أخذ كل قِسْمَتَهُ.

ومنه حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « أَنَّهُ قَاسَمَ رَبَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى نَعْلاً وَنَعْلاً ».

والتَّقْسِيمُ : التفريق.

والْقَسَمُ بالتحريك : اليمين ، وهو اسم من أَقْسَمَ بالله إِقْسَاماً : إذا حلف.

__________________

(١) كذا في النسخ : والصحيح « خمسين ».

١٣٨

ومنه حَدِيثُ التَّقْبِيلِ « فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رِجْلَاكَ! فَقَالَ : أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ ، وَبَقِيَ شَيْءٌ وَبَقِيَ شَيْءٌ وَبَقِيَ شَيْءٌ » لعل المراد بقوله أَقْسَمْتُ أي حلفت لا أعطي رجلي للتقبيل ، والتكرار للتأكيد ، وقوله بقي شيء لعل المراد منه التقبيل بين العينين ، كما وردت به الرواية ، والتكرار للتأكيد كسابقه ، والله أعلم.

والْقَسْمُ بفتح القاف : مصدر ، يقال قَسَمْتُهُ قَسْماً من باب ضرب : فرزته أجزاء فَانْقَسَمَ ، والموضع مَقْسِم كمسجد ، والفاعل قَاسِم ، وقَسَّام للمبالغة ، والاسم الْقِسْم بالكسر ، ثم أطلق على الحصة والنصيب ، يقال هذا قِسْمِي ، والجمع أَقْسَام كحمل وأحمال.

ومنه الدُّعَاءُ « وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تَحْبِسُ الْقِسْمَ » وَهِيَ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ عليهم‌السلام : إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ وَالنَّوْمُ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ ، وَعَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَاسْتِحْقَارُ النِّعَمِ وَشَكْوَى الْمَعْبُودِ تَعَالَى.

( قصم )

قوله تعالى ( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ ) [ ٢١ / ١١ ] أي حطمناها وهشمناها ، وذلك عبارة عن الهلاك. يقال قَصَمْتُ الشيء قَصْماً من باب ضرب : كسرته حتى يبين.

وفِي الدُّعَاءِ « قَصَمَهُ اللهُ » أي أهانه وأذله.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنَ الْقَوَاصِمِ الْفَوَاقِرِ الَّتِي تَقْصِمُ الظَّهْرَ جَارُ السَّوْءِ ».

و « قَاصِم الجبارين » أي مهلكهم.

وَفِي الْخَبَرِ « اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ قَصْمِ السِّوَاكِ » يعني ما انكسر منه إذا استيك به.

والْقَيْصُوم : فيعول ، وهو نبت بالبادية معروف. قيل وهو أنثى وذكر. قال في القاموس : والنافع أطرافه وظهره ، وشرب سحيقه نافع لعسر النفس والبول.

ويقال الْقَصْمُ بالقاف : القطع المستطيل وبالفاء : المستدير.

ومنه قوله تعالى ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ

١٣٩

بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها ) [ ٢ / ٢٥٦ ]

( قضم )

الْقَضْمُ : الأكل بأطراف الأسنان ، إذا أكل يابسا. يقال قَضِمَتِ الدابة شعيرها من باب تعب ، ومن باب ضرب لغة : كسرته بأطراف أسنانها.

( قطم )

الْقُطَامِيُ بالضم : اسم رجل. وقَطَامِ : اسم امرأة.

( قلم )

قوله تعالى ( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) [ ٩٦ / ٤ ] أي علم الكاتب أن يكتب بِالْقَلَمِ ، أو علم الإنسان البيان بِالْقَلَمِ. امتن سبحانه على خلقه بما علمهم من كيفية الكتابة بِالْقَلَمِ لما في ذلك من كثرة الانتفاع ، فيما يتعلق بالدين والدنيا.

وقِيلَ أَرَادَ سُبْحَانَهُ آدَمَ عليه‌السلام لِأَنَّهُ أَوَّلُ مِنْ كَتَبَ بِالْقَلَمِ. وقِيلَ : أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ إِدْرِيسُ عليه‌السلام.

قوله ( يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ ) [ ٣ / ٤٤ ] أي سهامهم التي كانوا يجيلونها عند العزم على الأمر ، وقيل اقترعوا بِأَقْلَامِهِم التي كانوا يكتبون بها التوراة : تبركا.

والْقُلَامَة بالضم هي : الْمَقْلُومَة من طرف الظفر.

ومنه الْحَدِيثُ « كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِ قُلَامَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ».

وقَلَمْتُهُ قَلْماً من باب ضرب : قطعته.

وقَلَمْتُ الظفر : أخذت ما طال منه.

وقَلَّمْتُ بالتشديد : مبالغة وتكثير ، والْقَلْمُ : فعل بمعنى مفعول كالحفر والنقص.

والْقَلَمُ بالتحريك : الذي يكتب به ولا يسمى قَلَماً إلا بعد البري ، وقبله قصبة.

والْمِقْلَمَةُ بالكسر : وعاء الْأَقْلَام.

والْإِقْلِيم : معروف مأخوذ من قُلَامَة الظفر لأنه قطعة من الأرض. واختلف في كونه عربيا.

والْأَقَالِيمُ عند أهل الحساب : سبعة كل إِقْلِيمٍ يملأ من المغرب إلى نهاية المشرق طولا. وفي العرف : ما يختص باسم ويتميز به عن غيره. فمصر إِقْلِيمٌ والشام إِقْلِيمٌ. واليمن إِقْلِيمٌ.

وإذا أطلق الْإِقْلِيمُ ، حمل على العرفي.

١٤٠