مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

وعن ابن الأعرابي : يقال لما فيه الولد : المَشِيمَةُ والكيس والغلاف والجمع مَشِيمٌ بحذف الهاء ومَشَايِم كمعيشة ومعايش. ويقال لها من غيره : السلى.

باب ما أوله الصاد

( صدم )

فِي الْحَدِيثِ مَنْ ذَكَرَ الْمُصِيبَةَ فَقَالَ : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) و ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) اللهُمَّ أْجُرْنِي عَلَى مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ عَلَيَّ أَفْضَلَ مِنْهَا ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا كَانَ أَوَّلَ صَدْمَةٍ » الأصل في الصَّدْمِ : ضرب الشيء بمثله ، يقال صَدَمَهُ صَدْماً من باب ضرب : ضربه بجسده استُعِير لأول رَزِيَّة تحل في الإِنْسان.

ومنه صَادَمْتُهُ فَتَصَادَمَا واصْطَدَمَا.

وأبو صِدَام ـ بالصاد والدال المهملتين وميم بعد الألف ـ كنية رجل.

( صرم )

قوله تعالى ( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [ ٦٨ / ٢٠ ] أي سواد محترقة كالليل ، والصَّرِيم : الليل المظلم ، ويقال قد أصبحت وذهب ما فيها من الثمر فكأنه قد صرم وجذ.

يقال صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً من باب ضرب : قطعته.

وصَرَمْتُ الرجل صَرْماً إذا قطعت كلامه ، والاسم الصُّرْمُ بالضم.

وَمِنْهُ « الدُّنْيَا آذَنَتْ بِصَرْمٍ » أي بانقطاع وانقضاء.

وَفِي الْخَبَرِ « لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَادِمَ رَجُلاً مُسْلِماً فَوْقَ ثَلَاثٍ » أي يهجُره ويقطع مكالمته.

والانْصِرَامُ : الانقطاع.

وانْصَرَمَ اللّيلُ وتَصَرَّمَ : ذهب.

وَمِنْهُ « الدُّنْيَا تَصَرَّمَتْ وَآذَنَتْ بِانْقِطَاعٍ » ومثله « تَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضَانَ ».

والصَّرَامُ : جَداد النخل. وهذا أول الصَّرَام ، بالفتح والكسر.

والصِّرْمَة : القطعة من النخل نحوا من ثلاثين.

١٠١

والصُّرُومَة : جمع صِرْمَة وهي القطعة من الإبل نحوا من ثلاثين.

وصَرُمَ السيف : احتدّ.

وسيف صَارِمٌ : أي قاطع.

( صلم )

الِاصْطِلَام : الاستيصال ، وهو افتعال من الصَّلْم وهو القطع المستأصل.

وَمِنْهُ « عَدُوٍّ يُصْطَلَمُ فَيُؤْخَذُ مَالُهُ ». ومثله « فَمَا كَانَ مجروحا دُونَ الِاصْطِلَامِ فَيَحْكُمُ بِهِ ».

وصَلَمَت الأذن من باب ضرب : استأصلتها قطعا.

وصَلِمَ الرجل من باب تعب : استوصلت أذنه.

وجدي مُصْطَلَم الأذنين أي مقطوعهما

والصَّيْلَم : الداهية ، ويسمى السيف صَيْلَماً.

( صمم )

قوله تعالى ( صُمٌ بُكْمٌ ) [ ٢ / ١٨ ] الصُّمُ كمُرٍّ جمع أَصَمّ مثل أحمر وحمر ، وهو من لا يسمع. والمراد هنا من لا يهتدي ولا يقبل الحق ، من صمم العقل لا الأذن.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي ، وَلَوْ شِئْتَ لَأَصْمَمْتَنِي ». أي جعلتني أصم الأذن لا أسمع شيئا.

يقال صَمِمَت الأذن صَمَماً من باب تعب : بطل سمعها. وقد يسند الفعل إلى الشخص أيضا فيقال صَمَ يَصَمُ صَمَماً.

قال الشاعر :

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به

وإن ذكرت بشر عندهم أذن

 والمراد : صغوا بآذانهم ، وأعطوا الأذن.

ويتعدى بالهمزة فيقال : أَصَمَّهُ الله. وربما استعمل الرباعي لازما (١) على قلة ولا يستعمل الثلاثي متعديا. فلا يقال صَمَ الله الأذن.

ويسمى شهر رجب : الْأَصَمَ ، لأنه كان لا يسمع فيه حركة قتال ولا نداء مستغيث.

والحجر الْأَصَمُ : الصلب المصمت.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ »

__________________

(١) أي الثلاثي المزيد من باب الإفعال.

١٠٢

قال الأصمعي : اشتمال الصَّمَّاء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه ، فيجلل به جسده كله ، ولا يرفع منه جانبا ، فيخرج منه يده. وأما الفقهاء فإنهم يقولون : هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره ، ولم يرفعه من أحد جانبيه ، فيضعه على منكب ، يبدو منه فرجه. كذا ذكر في معاني الأخبار.

وفي الصحاح قال أبو عبيدة واشتمال الصَّمَّاء : أن تجلل جسدك بثوبك نحو شملة الأعراب بأكسيتهم ، وهو أن يرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر ، ثم يرده ثانية من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن فيعطفهما جميعا.

وَعَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « هُوَ أَنْ يَدْخُلَ الرَّجُلُ رِدَاءَهُ تَحْتَ إِبْطَيْهِ ، ثُمَّ يَجْعَلَ طَرَفَيْهِ عَلَى مَنْكِبٍ وَاحِدٍ ». وهذا هو الأرجح ، فالأخذ به أولى.

والخلخال الأصم : الذي لا صوت له.

وَفِي حَدِيثِ الْجِمَارِ « لَا تَأْخُذِ الْجِمَارَ الصُّمَ وَخُذِ الْبُرْشَ » يعني خذ الجمرة الرخوة البرشاء.

وصِمَام القارورة ونحوها ـ بالكسر ـ هو ما يجعل في فمها سدادها.

وصَمِيم القلب : وسطه.

والصَّمِيم ككريم : الخالص.

وصَمَّمَ في الأمر بالتشديد : مضى فيه.

والصِّمَّة بالكسر : الأسد ، ثم سمي به الرجل. ومنه « دريد بن الصِّمَّة ».

وصَمِيم الحر والبرد : أشده. والصَّمْصَام : السيف القاطع الصارم الذي لا ينثني.

( صنم )

الْأَصْنَام : التي تعبد من دون الله ، واحدها صنم. قيل هو ما كان مصورا من حجر أو صفر أو نحو ذلك والوثن من غير صورة ، وقيل هما واحد.

( صوم )

قَوْلُهُ تَعَالَى ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً ) [ ١٩ / ٢٦ ] أَيْ صَمْتاً ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : كُلُّ مُمْسِكٍ عَنْ طَعَامٍ أَوْ كَلَامٍ فَهُوَ صَائِمٌ.

١٠٣

وفي الشرع : هو الكف عن المفطرات مع النية.

وفي الحديث ذكر « الصُّوّام » بالضم والتشديد هو طائر أغبر اللون ، طويل الرقبة أكثر ما يبيت في النخل. وفي التحرير في الجبل.

باب ما أوله الضاد

( ضخم )

الضَّخْم : الغليظ من كل شيء. يقال ضَخُمَ الشيء بالضم ضِخَماً وضَخَامَة أي عظم فهو ضَخْم ، والجمع ضِخَام. مثل سهم وسهام.

وامرأة ضخمة والجمع ضَخْمَات بالسكون لأنه صفة ، وإنما يحرك إذا كان اسما ، مثل جفنات وتمرات.

( ضرم )

فِي الْحَدِيثِ « الْفُوَيْسِقَةُ تُضْرِمُ الْبَيْتَ عَلَى أَهْلِهِ » أي تحرقه عليهم ، من الضِّرَام بالكسر ، وهو اشتعال النار في الحلفاء ونحوها ، يقال ضَرِمَت النار من باب تعب ، وتَضَرَّمَت واضْطَرَمَت إذا التهبت.

وأضْرَمَ النار : أوقدها.

وأضرمتها أنا إِضْرَاماً ، وضَرَّمْتُها شدد للمبالغة.

وضَرِمَ الشيء بالكسر : اشتد حره.

والضَّرَم بالحركة : النار.

والضَّرَمَة أيضا : حشيش يحترق سريعا

( ضرغم )

الضِّرْغام : الأسد ، ويستعار للرجل الشجاع.

( ضمم )

فِي الدُّعَاءِ « وَتُضَامُ بِهِ مَلَائِكَتَكَ الْمُقَرَّبِينَ » أي تجمع ، من قولهم ضَمَمْتُهُ ضَمّاً : جمعته جمعا.

وتَضَامَ القوم إذا انْضَمَ بعضهم إلى بعض.

وَفِيهِ « اللهُمَّ هَبْ لِي وُقِيَّةً مِنْ ضَمَّةِ

١٠٤

الْقَبْرِ » أي من ضغطته.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَنَا أَضَامِيم مِنْ هُنَا وَهَاهُنَا » أي جماعات ليس أصلهم واحدا كان بعضهم ضُمَ إلى بعض.

( ضيم )

الضَّيْم : الظلم ، وقد ضَامَهُ يَضِيمُهُ واسْتَضَامَ فهو مُضِيم ومُسْتَضَام أي مظلوم.

وقد ضُمْتُ أي ظلمت ـ على ما لم يسم فاعله ـ قال الجوهري : وفيه ثلاث لغات : ضِيمَ الرجل وضُيِمَ الرجل وضُومَ كما في بيع (١).

باب ما أوله الطاء

( طعم )

قوله تعالى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) [ ٧٦ / ٨ ] الطَّعَامُ : ما يؤكل ، وربما خص بالبر.

قال تعالى : ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) [ ٨٠ / ٢٤ ] وَفِي الْخَبَرِ ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) أَيْ إِلَى عِلْمِهِ الَّذِي يَأْخُذُهُ عَمَّنْ يَأْخُذُهُ ».

قَوْلِهِ : وَطَعَامُهُ حِلٌّ لَكُمْ (٢) قَالَ : الْعَدَسُ وَالْحِمَّصُ وَغَيْرُ ذَلِكَ.

وَفِي خَبَرٍ آخَرَ « ( وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ ) ، قَالَ عَنَى بِطَعَامِهِمْ هَاهُنَا الْحُبُوبَ وَالْفَاكِهَةَ غَيْرَ الذَّبَائِحِ الَّتِي يذبحونها فَإِنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ خَالِصاً عَلَيْهَا ».

وعن الشيخ أبي علي : اختلف في الطَّعَامِ المذكور في الآية ، قيل : المراد ذبائح أهل الكتاب ، نقلا عن أكثر المفسرين وأكثر الفقهاء ، وبه قال جماعة من أصحابنا ثم اختلفوا ، منهم من قال : أراد به ذباحة

__________________

(١) بكسر الفاء وإشمامها وضمها.

(٢) لعل المؤلف أخذ بالمعنى. وإلا فالآية : ( وطعام الّذين أوتوا الكتاب حلّ لكم ) [٥ / ٦].

١٠٥

كل كتابي ممن أنزل عليه التوراة والإنجيل ومن دخل في ملتهم ودان بدينهم وإن لم يكن منهم ، ثم نقل غير ذلك ، إلى أن قال : وقِيلَ الْمُرَادُ بِالطَّعَامِ ذَبَائِحُهُمْ وَغَيْرُهَا مِنْ الْأَطْعِمَةِ. وقِيلَ : إِنَّهُ يَخْتَصُّ بالحبوب وَمَا لَا يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى التَّذْكِيَةِ ، وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١).

وطَعِمَ يَطْعَمُ : إذا أكل.

قال تعالى : ( فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ) [ ٣٣ / ٥٣ ].

وطَعِمْتُهُ أَطْعَمُهُ من باب تعب طَعْماً بفتح الطاء ، ويقع على كل ما يساغ حتى الماء ، وذوق الشيء. وفي التنزيل ( وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ) [ ٢ / ٢٤٩ ] أي من لم يذقه (٢).

والطَّعْمُ ـ بفتح فسكون ـ : ما يؤديه الذوق ، يقال طَعْمُهُ مر أو حلو أو نحو ذلك.

واسْتَطْعَمَهُ : سأله أن يُطْعِمَهُ قال تعالى ( حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها ) [ ١٨ / ٧٧ ].

واسْتَطْعَمْتُ الطَّعَامَ : ذقته لأعرف طَعْمَهُ ، وتَطَعَّمْتُهُ كذلك.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطْعِمَ » بضم تاء وكسر عين أي حتى يبدو صلاحها ، يقال أَطْعَمَتِ الشجرة : إذا أثمرت ، وأَطْعَمَتِ الثمرة : إذا أدركت.

وَفِيهِ « إِنِّي لَا أَمْتَنِعُ مِنْ طَعَامٍ طَعِمَ مِنْهُ السِّنَّوْرِ » أي ذاقه وأكل منه.

وَفِيهِ « لَا تَدْخُلُوا الْحَمَّامَ حَتَّى تَطْعَمُوا شَيْئاً » أي حتى تأكلوا.

وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ « أَنَّهُ طَعَامُ طُعْمٍ » بالضم أي يشبع منه الإنسان. قاله في المصباح.

والطُّعْمُ بالضم : الطَّعَامُ.

والطُّعْمُ أيضا : الحب الذي يلقى للطير.

والطُّعْمَةُ : الرزق ، وجمعها طُعَم مثل

__________________

(٤) تلخيص من مجمع البيان ج ٣ ص ١٦٢.

(٥) قال تعالى : ( فلمّا فصل طالوت بالجنود قال إنّ الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنّه منّي ) فاستعمل الطّعم هنا في تناول الماء.

١٠٦

غرفة وغرف.

وَمِنْهُ « لَا مِيرَاثَ للجدات إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ » أي يحفظ قواهم ويمدهم بما يفيد فائدة الطَّعَامِ والشراب في الروح وتقويم البدن.

( طلسم )

المشهور في معنى الطِّلَسْمِ على ما نقل أقوال ثلاثة : « الأول » ـ الطل بمعنى الأثر فالمعنى أثر اسم « الثاني » ـ أنه لفظ يوناني ومعناه عقد لا ينحل « الثالث » ـ أنه كناية عن مقلوب أعني مسلط.

( طمم )

قوله تعالى ( فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى ) [ ٧٩ / ٣٤ ] يعني القيامة.

والطَّامَّةُ : الداهية لأنها تَطُمُ على كل شيء أي تعلوه ، من طَمَ الأمر : علاه.

وطَمَ الشعر : جزه أو قصه ، ولعل منه الْحَدِيثُ « ثَلَاثَةٌ مَنِ اعْتَادَهُنَّ لَمْ يَدَعْهُنَ طَمُ الشَّعْرِ وَتَشْمِيرُ الثَّوْبِ وَنِكَاحُ الْإِمَاءِ ».

وطَمُ البئر طما من باب قتل : ملأها حتى استوت مع الأرض.

وطَمُّهَا التراب : فعل بها ذلك.

ورجل طِمٌ بالكسر وطُمْطُمَانِي أي في لسانه عجمة لا يفصح.

ومنه الْخَبَرُ « لَيْسَ فِيهِمْ طُمْطُمَانِيَّة حَمِيرٍ ». شبه بكلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم.

( طهم )

فِي وَصْفِهِ عليه‌السلام « لَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلَا بِالْمُكَلْثَم ». أي لم يكن بالمدور الوجه ولا بالمجتمع لحم الوجه ، ولكنه مستوي الوجه. وفي النهاية الْمُطَهَّمُ : المنتفخ الوجه.

وقيل الفاحش في السمن. وقيل النحيف الجسم وهو من الأضداد.

١٠٧

باب ما أوله الظاء

( ظلم )

قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ ) [ ٢ / ١١٤ ] الآية. قِيلَ : نَزَلَتْ فِي الرُّومِ لِمَا خربوا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَطَرَحُوا الْأَذَى فِيهِ ، وَمَنَعُوا مِنْ دُخُولِهِ وَأحرقوا التَّوْرَاةَ. وقِيلَ نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ لِمَا مَنَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ.

قَوْلُهُ ( فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ) [ ٣٩ / ٦ ] قِيلَ هِيَ ظُلْمَةُ الْمَشِيمَةِ ، وَظُلْمَةُ الرَّحِمِ ، وَظُلْمَةُ الْبَطْنِ.

قوله ( أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) [ ٢٤ / ٤٠ ] الآية قال المفسر : هذا تشبيه بأن أعمال الكفار في خلوها عن نور الحق وظُلْمَتِهَا لبطلانها بِظُلُمَاتٍ متراكمة هي ظُلْمَةُ الموج وظُلْمَةُ البحر وظُلْمَةُ السحاب.

وَرُوِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( أَوْ كَظُلُماتٍ ) قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ، ( يَغْشاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ ، ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ... ظُلُماتٌ ) : الثَّانِي ، ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ ( إِذا أَخْرَجَ ) الْمُؤْمِنُ ( يَدَهُ ) فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ ( لَمْ يَكَدْ يَراها ) » (١).

__________________

(١) روى ولد المؤلف هذا الحديث عن الكافي وعن تفسير علي بن إبراهيم هكذا « محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن صالح بن سهل قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل ( أو كظلمات ) فلان وفلان ( في بحر لجّيّ يغشاه موج ) يعني نعثل و ( من فوقه موج ) يعني طلحة والزبير ( ظلمات بعضها فوق بعض ) معاوية وفتن بني أمية ( إذا أخرج ) المؤمن ( يده ) في ظلمة فتنتهم ( لم يكد يراها ) ». وفي تفسير الصافي زيادة ( ومن لم يجعل الله له نورا ) إماما من ولد فاطمة عليها‌السلام ( فما له من نور ) إمام يوم القيامة.

١٠٨

قوله ( فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ) [ ٢١ / ٨٧ ] جمعت الظُّلُمَاتُ لشدة تكاثفها ، فإنها ظُلْمَةُ بطن الحوت ، وظُلْمَةُ الليل ، وظُلْمَةُ البحر. قِيلَ : وَظُلْمَةُ الْحُوتِ الَّذِي الْتَقَمَ الْحُوتَ الْأَوَّلَ.

وَاخْتُلِفَ فِي مُدَّةِ مَكْثِهِ فِي بَطْنِهِ ، فَقِيلَ : سَبْعَ سَاعَاتٍ ، وَقِيلَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ ، وَقِيلَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَقِيلَ : أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً ، وَقِيلَ أَرْبَعِينَ ، يَتَرَدَّدُ بِهِ فِي مَاءِ دِجْلَةَ.

وَفِي الدُّعَاءِ « سُبْحَانَ اللهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ » أي الليل والنهار والجنة والنار ، وإنما قدم الظُّلُمَاتُ لأن الله تعالى خلقها قبل النور.

والظلمة : خلاف النور. والظُّلُمَةُ ـ بضم اللام ـ لغة فيه ، والجمع ظُلَم كغرفة وغرف. وظُلُمَات كغرفات.

وقد أَظْلَمَ الليل ، والظَّلَام : أول الليل

والظَّلْمَاء : الظُّلْمَةُ.

وليلة ظَلْمَاء أي مُظْلِمَة.

وظَلِمَ الليل بالكسر وأَظْلَمَ بمعنى

وأَظْلَمَ القوم : دخلوا في الظَّلَام.

ومنه قوله تعالى ( فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ) [ ٣٦ / ٣٧ ] أي داخلون في الظَّلَام.

وَفِي صِفَاتِهِ تَعَالَى « الَّذِي صَدَقَ فِي مِيعَادِهِ وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ ».

قال ابن أبي الحديد في شرح هذه العبارة : هذا هو مذهب أصحابنا المعتزلة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أخذوه ، وهو أستادهم وشيخهم في العدل والتوحيد ، فأما الأشعرية فإنها وإن كانت تمنع عن إطلاق القول بأن الله يَظْلِمُ العباد إلا أنها تعطي المعنى في الحقيقة لأن الله عندهم يكلف العباد ما لا يطيقون ، وذلك لأن القدرة عندهم مع الفعل ، فالقاعد عندهم غير قادر على القيام ، وإنما يكون قادرا على القيام عند حصول القيام ويستحيل عندهم أن يوصف الباري تعالى بإقدار العبد القادر على القيام وهو مع ذلك مكلف له أن يقوم. وهذا غاية ما يكون من الظُّلْم سواء أطلقوا هذه اللفظة عليه أم لم يطلقوها.

والاسم : ظُلْم من ظَلَمَهُ ظُلْماً من باب ضرب.

والظَّالِم : من يتعد حدود الله تعالى بدليل قوله تعالى ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ

١٠٩

فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ ٢ / ٢٢٩ ].

وَفِي الْحَدِيثِ « أَلَا وَإِنَ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ : ظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ ، وَظُلْمٌ لَا يُتْرَكُ ، وَظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا يُطْلَبُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللهِ تَعَالَى ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ ، يَعْنِي الصَّغِيرَةَ مِنْ الزَّلَّاتِ ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ».

والظُّلَامَة والظَّلِيمَة والْمَظْلِمَة بفتح اللام ، والكسر أشهر : ما تطلبه عند الظَّالِم وهو اسم ما أخذ منك بغير حق.

ومنه حَدِيثُ أَهْلِ الْبَيْتِ عليهم‌السلام « النَّاسُ يَعِيشُونَ فِي فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلِمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ » وذلك كأن يقتل دون أهله أو دون ماله أو نحو ذلك.

والظَّلِيم : الذكر من النعام.

ومنه الْحَدِيثُ « فأدلفت ـ يَعْنِي الرَّاحِلَةَ كَالظَّلِيم » يعني في سرعته.

باب ما أوله العين

( عتم )

في الحديث ذكر « الْعَتَمَة » هي بفتحتين : وقت صلاة العشاء. ونقل عن الخليل أنه الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق.

والعتمة : صلاة العشاء أو وقت صلاة العشاء الآخرة. قيل : والوجه في تسمية صلاة العشاء بِالْعَتَمَة ، لأن الأعراب يَعْتِمُونَ بالإبل في المرعى فلا يأتون بها إلا بعد العشاء الآخرة فيسمون ذلك الوقت : عَتَمَةً.

وعَتَمَةُ الليل : ظلام أوله عند سقوط نور الشفق.

وأَعْتَمَ : دخل في الْعَتَمَةِ ، مثل أصبح.

والْمُعْتَام : المختار.

( عثم )

عَثَمَ العظم المكسور : إذا انجبر من غير استواء.

وَمِنْهُ « عَثَمْتُ يَدَهُ فَعَثَمَتْ » إذا جبرتها

١١٠

على غير استواء وبقي فيها شيء. وعُثْمَان بضم : اسم رجل (١). وعثميشا ـ بالعين المهملة والثاء المثلثة والشين المعجمة بينهما ميم وياء على ما صح في النسخ ـ : من الأوصياء السابقين على إدريس عليه‌السلام وهو الذي أوصى إلى إدريس عليه‌السلام.

( عجم )

قوله تعالى ( وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ) [ ٢٦ / ١٩٨ ] الآية الْأَعْجَم الذي في لسانه عُجْمَةٌ بضم العين وهي لكنة وعدم فصاحة.

يقال عَجُمَ بالضم عُجْمَة فهو أَعْجَم ، والمرأة عَجْمَاء وجمع الْأَعْجَم أَعْجَمُونَ ، وجمع الْأَعْجَمِيِ أَعْجَمِيُّونَ على لفظه ، فلو قال العربي : يا أَعْجَمِيُ بالألف لم يكن قذفا لأنه نسبة إلى الْعُجْمَة وهي موجودة في العرب فكأنه قال يا غير فصيح

قوله ( أَعْجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ ) [ ٤١ / ٤٤ ] أي أ قرآن أَعْجَمِيٌ ونبي عربي؟!

والْأَعْجَمِيُ : كل لغة خالصة من العربية.

والْعَجَمِيُ : منسوب إلى الْعَجَم بفتحتين وهم الفرس وإن أفصح بِالْعَجَمِيَّةِ والأعجمي : من لا يفصح وإن كان عربيا.

وَفِي الْحَدِيثِ « جَرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ ». يريد بِالْعَجْمَاء التي جرحها جبار الدابة المفلتة من صاحبها ليس لها قائد ولا راكب يسلك بها سواء السبيل فما أجرحته أو أتلفته لا دية فيه ولا غرامة ، وسميت عَجْمَاءَ لأنها لا تتكلم ، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أَعْجَمُ. ومُسْتَعْجِم.

والحيوانات الْعُجْم بالضم فالسكون : جمع أَعْجَم وهو من لا يقدر على الكلام.

وَمِنْهُ « اتَّقُوا اللهَ فِي الْعُجْمِ مِنْ أَمْوَالِكُمْ قِيلَ وَمَا الْعُجْمُ؟ قَالَ : الشَّاةُ وَالْبَقَرَةُ وَالْحَمَامُ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ ».

وصلاة النهار عَجْمَاء أي إخفاتية لا يسمع فيها قراءة.

والكتاب الْمُعْجَم أي المنقط ، يقال : أَعْجَمَ الكتاب أي نقطه كعَجَمَهُ.

__________________

(١) هو ابن عفان ثالث القوم.

١١١

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ رَطَانَةِ الْأَعَاجِمِ » كأنه يريد بذلك ما عدا العرب كما يفهم من حديث التعويذ « اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ».

وينسب إلى الْعَجَمِ بالياء فيقال هو عَجَمِيٌ أي منسوب إليهم.

وَفِيهِ « حُرُوفُ الْمُعْجَمِ وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ حَرْفاً ا ب ت ث إِلَخْ » قيل سميت بذلك من التَّعْجِيم وهي إزالة الْعُجْمَةِ بالنقط. يقال أَعْجَمْتُ الحرف بالألف : أزلت عُجْمَتَهُ بما يميزه عن غيره بنقط وشكل ، فالهمزة للسلب.

وأَعْجَمْتُهُ : خلاف أعربته.

وعن الخليل : الحروف الْمُعْجَمَة هي الحروف المقطعة ، لأنها أَعْجَمِيَّة ، يعني أن الحرف الواحد لا يدل على ما يدل عليه الحروف الموصلة ، فكأن أمرها مُسْتَعْجِمٌ فإذا وصلت أعربت وبينت.

وفي الصحاح : حروف الْمُعْجَم هي الحروف المقطعة التي يختص بالنقط من بين سائر الحروف ، ومعناه حروف الخط الْمُعْجَم كما تقول مسجد الجامع.

واسْتَعْجَمَ عليه الكلام أي استبهم. وَفِي حَدِيثِ الرِّضَا عليه‌السلام « وَلَكِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَهَلُمَّ جَرّاً يَمُنُّ بِهَذَا الدِّينِ عَلَى أَوْلَادِ الْأَعَاجِمِ وَيَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَةِ نَبِيِّهِ فَيُعْطِي هَؤُلَاءِ وَيَمْنَعُ هَؤُلَاءِ » كأنه يريد بأولاد الْأَعَاجِم ما عدا القرابة من العلماء ، ويريد بالقرابة من عدا الأئمة عليهم‌السلام كإبراهيم وأخيه العباس وكبني العباس ونحوهم.

وَفِي حَدِيثِ التِّينِ « لَوْ قُلْتُ إِنَّ فَاكِهَةً نَزَلَتْ مِنَ الْجَنَّةِ لَقُلْتُ هَذِهِ ، لِأَنَّ فَاكِهَةَ الْجَنَّةِ بِلَا عَجَمٍ ـ يَعْنِي لَا نَوَى فِيهَا ـ فَكُلُوهَا فَإِنَّهَا تَقْطَعُ الْبَوَاسِيرَ ».

( عدم )

فِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَدَمِ » يعني الفقر.

وأَعْدَمَ الرجل : افتقر فهو مُعْدِمٌ وعَدِيمٌ ، ومنه الْحَدِيثُ « وَصُولٌ مُعْدِمٌ خَيْرٌ مِنْ جَافٍ مُكْثِرٍ ».

١١٢

وعَدِمْتُهُ عَدَماً من باب تعب : فقدته ، والاسم : الْعُدْم ويتعدى بالهمزة فيقال لا أَعْدَمَنِي فضله.

وعن أبي حاتم ـ نقلا عنه ـ : عَدِمَنِي الشيء وأَعْدَمَنِي : فقدني وأَعْدَمْتُهُ فَعُدِمَ مثل أفقدته ففقد ، ببناء الرباعي للفاعل والثلاثي للمفعول

والْعَنْدَم هو البقم ، وقيل دم الأخوين وقد جاء في الحديث.

( عرم )

قوله تعالى : ( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ) [ ٣٤ / ١٦ ] الْعَرِم جمع عَرِمَة مثل كلم وكلمة. قيل هو الجرذ الذي نقب السكر (١). وقيل غير ذلك وقد ذكر في ( سيل ).

وصبي عَارِم : بين الْعُرَام بالضم أي شرس.

وقد عَرَمَ يَعْرِمُ من باب ضرب وقتل عَرَامَة بالفتح فهو عَارِم.

والْعَرِم والْعَارِم والْأَعْرَم : الذي فيه سواد وبياض قاله الجوهري.

( عزم )

قوله تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) [ ٢٠ / ١١٥ ] أي رأيا مَعْزُوماً عليه. يقال : عَزَمْتُ عَزْماً وعُزْماً ـ بالضم ـ وعَزِيمَة : إذا أردت فعله وقطعت عليه.

وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام قَالَ : « عَهِدَ اللهُ إِلَيْهِ فِي مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذَا ».

والْعَزْم والْعَزْمَة : ما عقد عليه قلبك أنك فاعله.

ومنه قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) [ ٤٦ / ٣٥ ] وهم خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن كلا منهم أتى بِعَزْمٍ وشريعة ناسخة لشريعة من تقدمه.

وقيل : هم ستة نوح صبر على أذى قومه ، وإبراهيم صبر على النار ، وإسحق صبر على الذبح ، ويعقوب صبر على فقد

__________________

(١) السكر ـ بكسر السين وسكون الكاف ـ : ما سد به النهر من نحو المسناة.

١١٣

الولد وذهاب البصر ، ويوسف صبر في البئر والسجن ، وأيوب صبر على الضر.

وفي القاموس : هم نوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى ومحمد صلى الله عليه وآله.

وقيل سموا أولي الْعَزْم لأنه عهد إليهم في محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده والقائم وسيرته فأجمع عَزْمَهُمْ على أن ذلك كذلك والإقرار به. وَرُوِيَ لِأَنَّهُمْ بُعِثُوا إِلَى مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا ، وَجِنِّهَا وَإِنْسِهَا.

وفي تفسير الشيخ أبي علي : أولوا الْعَزْم أولو الجد والثبات والصبر ، وقيل إن من للتبيين والمراد جميع الرسل والأظهر أن من للتبعيض (١).

قوله ( فَإِنَّ ذلِكَ ) أي الصبر والمغفرة ( لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [ ٤٢ / ٤٣ ] أي من مَعْزُومَات الأمور التي يجب الْعَزْم عليها.

وعَزَمَ عَزْماً وعَزِيمَة : اجتهد وجد في أمره.

وعَزَائِم السجود : فرائضه التي فرض الله تعالى السجود فيها وهي : الم تنزيل ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ. كذا في المغرب ـ نقلا عنه ـ وهو المروي أيضا وَفِي الْفَقِيهِ : سَجْدَةً لُقْمَانُ بَدَلَ الم تَنْزِيلٌ ، ولعله أراد بسجدة لقمان السجدة المجاورة للقمان.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنْ عَزَائِمِ اللهِ كَذَا » عَزَائِم الله : موجباته ، والأمر المقطوع عليه لا ريب فيه ولا شبهة ولا تأويل فيها ولا نسخ.

وَفِيهِ « عَرَفْتُ اللهَ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ وَحَلِّ الْعُقُودِ » أي نظرت في أحوال نفسي وأني ربما أَعْزِمُ وأعقد قلبي على أمر ثم ينحل العقد من غير تجدد موجب لذلك ، فأعلم بهذا النظر من هذين الأمرين أن هذا ممن يقلب القلوب والأبصار ، وبيده أزمتها وكل مسخر له ، فنحو هذا هو الطريق لمعرفة الله تعالى.

وَفِيهِ « أَنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّةٌ وَلَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْعَزِيمَةُ ، يَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ » أراد نفي ذلك عنهم لعدم قوة تميزهم.

__________________

(١) جوامع الجامع : الطبرسي ص ٤٤٧.

١١٤

وَفِي حَدِيثِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ « فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ » أي عقيدته المطلوبة لله من خلقه ، وما زاد عليها كمال لها.

والْعَزِيمَة : هي إرادة الفعل والقطع عليه ، والجد في الأمر.

ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ».

أي عقد القلب على إمضاء الأمر. وقدم الثبات على الْعَزِيمَة وإن تقدمت هي عليه ، إشارة إلى أنه المقصود بالذات لأن الغايات مقدمة في الرتبة.

وعَزَمَ الله لي أي : خلق الله في قوة وصبرا.

وعَزَمَ الله لي : أي خلق الله لي عَزْماً.

وَفِي الْحَدِيثِ « الزَّكَاةُ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَات اللهِ تَعَالَى » أي حق من حقوقه وواجب من واجباته.

والْعَزَائِم : الرقى (١).

وعَزَمْتُ عليكم : أي أقسمت عليكم.

ومنه الدُّعَاءُ عَلَى الْأَسَدِ « عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزِيمَةِ اللهِ وَعَزِيمَةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَزِيمَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَعَزِيمَةِ أمير المؤمنين عليه‌السلام » (٢).

وعَزَائِم المغفرة : محتماتها ، والمراد ما يجعلها حتما.

والْعَوَازِم : جمع عَازِمَة وهي التي جرت بها السنة من الفرائض والسنن من قوله تعالى ( فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ) [ ٤٧ / ٢١ ] أي لزم فرض الجهاد. وتلخيصها : أن الْعَوَازِم هي الأمور الثابتة بالكتاب والسنة وعَوَازِم الأمر : ما أمر الله فيها.

والِاعْتِزَام : القصد في المشي.

ومنه قَوْلُهُ عليه‌السلام « أَرْسَلَهُ ( عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ) وَاعْتِزَامٍ مِنْ الْفِتَنِ ».

( عسم )

عَسِمَ الكف والقدم من باب تعب : يبس مفصل الرسغ حتى تعوج الكف والقدم. يقال رجل أَعْسَمُ وامرأة عَسْمَاءُ.

والْعَسْمُ : الطمع في الشيء ، وهذا الأمر لا يُعْسَمُ فيه أي لا يطمع في مغالبته وقهره.

__________________

(١) كغرف : جمع رقية كغرفة وهي العوذة يتعوذ بها الصبيان.

(٢) يقرأ عند مقابلته والخوف منه.

١١٥

( عصم )

قوله تعالى ( لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ) [ ١١ / ٤٣ ] أي لا مانع أُعْصِمَ به. وقال الجوهري : يجوز أن يراد لا مَعْصُومَ أي لا ذا عِصْمَةٍ ، فيكون فاعل بمعنى مفعول.

قوله ( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) [ ٦٠ / ١٠ ] قرىء بالتخفيف والتشديد. وعِصَمُ الكوافر هو ما يُعْتَصَمُ به من عقد وسبب أي لا تتمسكوا بنكاح الكافرات ، سواحر كن أو لا. ويسمى النكاح : عِصْمَةً لأنها لغة : المنع ، والمرأة بالنكاح ممنوعة من غير زوجها.

قوله ( وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ ) أي اسألوا أهل مكة أن يردوا عليكم مهور النساء التي يخرجن إليكم من نسائهم.

قوله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ) [ ٣ / ١٠٣ ] أي التجئوا إلى الله بطاعته ، وحبل الله هو القرآن. وقيل بعهد الله. قوله فَاسْتَعْصَمَ [ ١٢ / ٣٢ ] أي امتنع طالبا لِلْعِصْمَةِ. واعْتَصَمَ أي تمسك واستمسك.

قوله ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [ ٥ / ٦٧ ] أي يمنعك منهم فلا يقدرون عليك. وعِصْمَةُ الله للعبد : منعه من المعصية.

وعَصَمَهُ الله من المكروه من باب ضرب : حفظه ووقاه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ يَدَيْهِ وَأَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ » قال بعض الشارحين : هاتان الفقرتان كناية عن الخيبة والخسران.

وَفِيهِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ » وَهِيَ كَمَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام : شُرْبُ الْخَمْرِ ، وَاللَّعِبُ بِالْقِمَارِ ، وَفِعْلُ مَا يُضْحِكُ النَّاسَ مِنْ الْمِزَاحِ وَاللهْوِ ، وَذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ ، وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْبِ.

والْمَعْصُومُ : الممتنع من جميع محارم الله ، كما جاءت به الرواية.

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين عليه‌السلام « الْإِمَامُ مِنَّا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً ، وَلَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَتُعْرَفُ ، قِيلَ :

١١٦

فَمَا مَعْنَى الْمَعْصُومِ؟ قَالَ : الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللهِ ، وَحَبْلُ اللهِ هُوَ الْقُرْآنِ ، لَا يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالْإِمَامُ يَهْدِي إِلَى الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) [ ١٧ / ٩ ] ».

وَفِي الدُّعَاءِ « إِنَ عِصْمَةَ أَمْرِي كَذَا » أي وقايتي وحافظي من الشقاء المخلد.

واعْتَصَمْتُ بالله : امتنعت به.

وَفِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ فِي نُورِ اللهِ الْأَعْظَمِ وَعَدَّ ، مِنْهَا : مَنْ كَانَ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ » أي ما يَعْصِمُ من المهلك يوم القيامة. والمعنى : من كانت الشهادتان ، ويعني بهما الإيمان ، عِصْمَة ووقاية له من المعاصي تحجزه وتمنعه من اقتراف ساخط الله وساخط رسوله.

ومنه قول أبي طالب « ثمال اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل » أي حفظ لهم ووقاية يمنعهم من الضياع والحاجة.

والغراب الْأَعْصَم : الذي في جناحه ريشة بيضاء.

والْأَعْصَم من الظباء والوعول : الذي في ذراعيه أو إحدى يديه بياض.

والْمِعْصَمُ كمقود : موضع السوار من الساعد ، والجمع مَعَاصِمُ.

والْعِصَامُ : رباط القربة وسيرها الذي يحمل به ، والجمع عُصُمٌ ككتاب وكتب.

( عظم )

قوله تعالى ( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) [ ٩ / ١٢٩ ] وصفه بِالْعَظَمَةِ من جهة الكمية والكيفية ، فهو ممدوح ذاتا وصفة ، وخصه بالذكر لأنه أَعْظَمُ الأجسام ، فتدخل تحته الجميع. قوله ( نَجْمَعَ عِظامَهُ ) [ ٧٥ / ٣ ] هي جمع عَظْمٍ ، والتاء لتأنيث الجمع.

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « لَا يَتَعَاظَمُنِي ذَنْبٌ أَنْ أَغْفِرَهُ » أي لا يَعْظُمُ علي.

والْعَظِيمُ : الذي قد جاوز قدره وجل عن حدود العقول حتى لا يتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته. وقد مر في ( جلل ) الفرق بينه وبين الجليل والكبير.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ

١١٧

يَلْقَى اللهَ تَعَالَى غَضْبَانَ » التَّعَظُّمُ في النفس : الكبر والنخوة والزهو.

والاسم الْأَعْظَمُ : معناه الْعَظِيمُ ، إذ ليس بعض الأسماء أَعْظَمُ من بعض ، لأن جميعها عَظِيمٌ. وقيل : بل كل اسم أكثر تَعْظِيماً فهو أَعْظَمُ مما قل.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ يَوْمُ النَّحْرِ » أي من أَعْظَمِ الأيام ، فلا ينافي « إِنَّ أَفْضَلَهَا يَوْمُ عَرَفَةَ ».

وعَظُمَ الشيء عِظَماً ـ وزان عنب ـ وعَظَامَة بالفتح أيضا : كبر ، فهو عَظِيم.

وعُظْمُ الشيء بالضم فالسكون : أكثره ومُعْظَمُهُ.

وتَعَظَّمَ واسْتَعْظَمَ : تكبر.

واسْتَعْظَمَهُ : عده عَظِيماً.

وأَعْظَمْتُهُ بالألف وعَظَّمْتُهُ تَعْظِيماً : وقرته توقيرا وفخمته.

والتَّعْظِيم : التبجيل.

والْعَظَمَةُ : الكبرياء.

وعَظْمٌ كسهم : قصب الحيوان الذي عليه اللحم ، الجمع أَعْظُم وعِظَام وعِظَامَة.

وَفِي الْحَدِيثِ « سَجَدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ » أي أعضاء ، سمي العضو عَظْماً وإن كان من عِظَام ، وجعلها سبعة بناء على أن الجبين والأنف واحد.

وَفِيهِ « السُّنَّةُ فِي الْحَلْقِ أَنْ يَبْلُغَ الْعَظْمَيْنِ » المراد بهما الْعَظْمَانِ اللذان في أسفل الصدغ تحاذيان وتد الأذنين. قال بعض الشارحين : وهما الهنتان اللتان في مقدمهما.

( عظلم )

الْعِظْلِمُ : نبت يصبغ به ، وهو بالفارسية ( نقل ). ويقال هو الوسمة.

والْعِظْلِمُ : الليل المظلم وهو على التشبيه جميع ذلك قاله في الصحاح.

( عقم )

قوله تعالى ( أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) [ ٢٢ / ٥٥ ] قيل هو عذاب يوم القيامة وسماه عَقِيماً لأنه لا ليلة له. أو لأنه لا يوم بعده. وقيل : هو يوم بدر ، وصف بذلك لأن أولاد النساء يقتلون فيه ، فيصرن كأنهن عُقُمٌ لم يلدن.

والريح الْعَقِيم : ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات ، وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السابعة.

١١٨

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ الْبَاقِرِ عليه‌السلام ـ فِي الرِّيحِ الْعَقِيمِ ـ قَالَ « مَا يَخْرُجُ مِنْهَا شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَى قَوْمِ عَادٍ ، حِينَ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ فَأَمَرَ الْجِنَّ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْهَا مِثْلَ سَعَةِ الْخَاتَمِ ، فَعَصَفَتْ عَلَى الْخَزَنَةِ فَخَرَجَ مِنْهَا بِمِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ تَغَيُّظاً مِنْهَا عَلَى قَوْمِ عَادٍ ، فَأَهْلَكَتْهُمْ ».

والْعَقِيم : الذي لا يولد له ، يطلق على الذكر والأنثى.

ومنه « المرأة الْعَقِيم » يقال : عَقِمَتِ الرحم عُقْماً من باب تعب ، والْعُقْمُ وزان قفل.

قال في المصباح : ويجمع الرجل على عُقَمَاء وعِقَام ككريم وكرام وكرماء. وتجمع على عِقَام وعُقُم بضمتين.

وقولهم : « الملك عَقِيم » أي لا ينفع في طلبه نسب ولا صداقة ، فإن الرجل يقتل أباه وابنه على الملك ، فكأنه سد باب الرعاية والمحافظة.

و ( يَوْمٍ عَقِيمٍ ) : لا هواء فيه ، فهو شديد الحر.

( عكرمة )

عِكْرِمَة : أبو قبيلة. ولعل منه الْحَدِيثُ « لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ (١) عِنْدَ الْمَوْتِ لَنَفَعْتُهُ ».

( علم )

قوله تعالى : ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) [ ٥٨ / ١١ ] لا يخفى ما في الآية من الترغيب في الْعِلْم ومثلها كثير.

قَوْلُهُ ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) [ ٢٧ / ٤٠ ] قِيلَ هُوَ وَزِيرُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَابْنُ أُخْتِهِ ، وَهُوَ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا ، وَكَانَ يَعْرِفُ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ « يَا إِلَهَنَا وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ » وَقِيلَ هُوَ « يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ » وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ « آهيا وَشراهيا » وَقِيلَ هُوَ « يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ».

وقِيلَ : هُوَ مَلَكٌ أَيَّدَ اللهُ بِهِ سُلَيْمَانَ وَقِيلَ : هُوَ جَبْرَئِيلُ.

وَالْكِتَابُ : اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ.

__________________

(١) وهو عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

١١٩

قوله ( وَأُولُوا الْعِلْمِ ) [ ٣ / ١٨ ] أي المتصفون به.

قوله ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) [ ١٢ / ٧٦ ] أي أرفع منه درجة حتى ينتهي إلى الله تعالى.

قوله ( هُدىً لِلْعالَمِينَ ) [ ٣ / ٩٦ ] الْعَالَمُونَ بفتح اللام : أصناف الخلق ، كل صنف منهم عَالَمٌ ، جمع لا واحد له من لفظه.

وقيل الْعَالَمُ : يختص بمن يعقل ، وجمعه بالواو والنون.

وذهب أكثر المتكلمين إلى أن الْعَالَمَ إنما هو الجسماني المنحصر في الفلك العلوي ، والعنصري السفلي.

وعن بعض العارفين : المصنوع اثنان عَالَمُ الماديات ، وعَالَمُ المجردات ، والكائن في الأول هو الجسم والفلك والفلكيات والعنصر والعنصريات والعوارض اللازمة له ، وفي الثاني هم الملائكة المسماة بالملإ الأعلى ، والعقول والنفوس الفلكية ، والأرواح البشرية المسماة بالنفوس الناطقة.

قوله ( لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا ) [ ٢ / ٣٢ ] ونحوها من الآيات فيها دلالة على أن الصور الإدراكية كلها فائضة من الله ، كما هو قول الحكماء وعُلَمَاء الإسلام.

قوله ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ) [ ٢ / ١٤٣ ] الآية ضمن الْعِلْم معنى التمييز أي ليتميز بِالْعِلْم ، فإن الْعِلْمَ صفة تقتضي تمييز الْعُلُوم ، فيتميز لك الناس التابعون لك والناكصون عنك.

قوله ( أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) [ ٢ / ١٩٧ ] هي عشر ذي الحجة.

قوله ( فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ) [ ٤٢ / ٣٢ ] أي كالجبال الطوال ، واحدها : عَلَمٌ.

قَوْلُهُ ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) [ ١٦ / ١٦ ] قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْعَلَامَاتُ هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَاءُ كُلُّهُ طَهُورٌ إِلَّا مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَذِرٌ » وقد ذكر في ( قذر ).

والْعِلْم اليقين : الذي لا يدخله الاحتمال

١٢٠