مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

قبلته ، ومن باب تعب لغة ، قال قائلهم : « فَلَثِمْتُ فاها آخذا بقرونها » قال ابن كيسان : سمعت المبرد ينشده بفتح الثاء وكسرها.

( لجم )

فِي حَدِيثِ الْمُسْتَحَاضَةِ « اسْتَثْفِرِي وَتَلَجَّمِي » أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم تشبيها بِاللِّجَامِ في فم الدابة.

ومثله حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ « تَلَجَّمِي وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً » قال في المغرب : التَّلَجُّمُ شد اللِّجَامِ.

واللُّجْمَةُ وهي خرقة عريضة تشدها المرأة ، ثم تشد بفضل من إحدى طرفيها ما بين رجليها إلى الجانب الآخر ، وذلك إذا غلب سيلان الدم.

واللِّجَامُ ككتاب : ما يوضع في فم الفرس ، يقال أَلْجَمْتُ الفرس إِلْجَاماً أي جعلت اللِّجَامَ في فمه.

قيل هو عربي ، وقيل معرب والجمع لُجُمٌ ككتب.

وَقَوْلُهُ « أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ » أي سال منهم إلى أن يصل إلى قرب أفواههم فكأنما أَلْجَمَهُمْ.

( لحم )

الْمَلَاحِمُ جمع الْمَلْحَمَة وهي الوقعة العظيمة في الفتنة.

واللَّحْمُ من الحيوان : معروف ويجمع على لُحُومٍ ، ولُحْمَان بالضم ، ولِحَام بالكسر.

واللَّحَام : الذي يبيع اللَّحْمَ.

ولَاحَمْتُ الشيء بالشيء إذا لصقته به. ومنه الْحَدِيثُ « الْوَلَاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ ». وقد مر في ( ولأ ).

والْمُتَلَاحِمَةُ : الشجة التي أخذت في اللحم ولا تصدع العظم ثم تَلْتَحِمُ بعد شقها ومنه الْحَدِيثُ « فِي الْمُتَلَاحِمَةِ ثَلَاثَةُ أَبْعِرَةٍ ».

واللَّحِمُ : السمين المتبختر في مشيه ، المختال.

( لخم )

لَخْم : حي من اليمن ، قال الجوهري منهم كانت ملوك العرب في الجاهلية.

( لدم )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « وَاللهِ لَا أَكُونُ كَالسَّبُعِ تَنَامُ عَلَى طُولِ اللَّدْمِ

١٦١

حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا وَيَخْتِلَهَا » اللَّدْمُ بسكون الدال : ضرب الحجر أو غيره على الأرض ليس بالقوي.

ويحكى أن الضبع تستغفل بمثل ذلك لتسكن حتى تصاد.

واللَّدْمُ : ضرب الوجه والصدر ونحوه. واللَّدِيمُ : الثوب الخلق.

ولَدَمْتُ الثوب لَدْماً : رقعته.

ولَدِيم : مرقع مصلح.

وأم مِلْدَم بكسر الميم : كنية الحمى.

( لزم )

فِي الْحَدِيثِ « خَرَجَ إِلَى دَبْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْمُلْتَزَمِ فَالْتَزَمَ الْبَيْتَ » الْمُلْتَزَمُ بفتح الزاء دبر الكعبة سمي به لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم.

والِالْتِزَامُ : الاعتناق.

ولَزِمْتُ الشيء أَلْزَمُهُ لُزُوماً وَمِنْهُ « أَيَلْتَزِمُ الرَّجُلُ أَخَاهُ؟ قَالَ : نَعَمْ ».

ولَزِمَ الشيء يَلْزَمُ لُزُوماً : ثبت ودام.

( لطم )

فِي الْحَدِيثِ « أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ ، فَقَالَ عِفَّ صَوْمَكَ ، إِنَّ بَدْوَ الْقِتَالِ اللِّطَامُ » هو من اللَّطْم : الضرب على الوجه بباطن الراحة.

يقال لَطَمَتِ المرأة وجهها لَطْماً من باب ضرب : ضربته بباطن كفها.

واللِّطَامُ في الحديث على التشبيه.

واللَّطِيمُ الذي يموت أبواه ، والْعَجِيُ : الذي تموت أمه ، والْيَتِيمُ الذي يموت أبوه. كذا ذكره الجوهري.

والْتَطَمَتِ الأمواج : ضرب بعضها بعضا.

( لعثم )

تَلَعْثَمَ الرجل في الأمر إذا تمكث فيه وتأنى ، وعن الخليل نكل عنه وتبصر

( لقم )

قوله تعالى ( وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ ) [ ٣١ / ١٣ ] الآية قال الجوهري : لُقْمَانُ صاحب النسور ، وتنسبه الشعراء إلى عاد ، وعن الشيخ أبي علي : الأظهر أن لُقْمَانَ لم يكن نبيا وكان حكيما ، وقيل كان نبيا ، وقيل خير بين النبوة والحكمة ، فاختار الحكمة ، وكان ابن أخت أيوب أو ابن خالته ، قيل إنه عاش ألف سنة ،

١٦٢

وأدرك داود عليه‌السلام ، وأخذ منه العلم (١).

وَفِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتُ دَايَةَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام تُلْقِمُهُ الْأَرُزَّ » أي تطعمه.

وَفِي حَدِيثِ الرُّكُوعِ « تُلْقِمُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِكَ عَيْنَ الرَّكِيَّةِ » أي تجعلها كَاللُّقْمَةِ لها.

واللُّقْمَةُ من الخبز : اسم لما يُلْقَمُ في مرة كالجرعة اسم لما يجرع في مرة.

ولَقِمْتُهُ الشيء لَقْماً من باب تعب ، والْتَقَمَهُ : أكله بسرعة.

والْتَقَمْتُ اللُّقْمَةَ إذا ابتلعتها.

ويعدى بالهمزة والتضعيف ، فيقال لَقَّمَهُ الطعام تَلْقِيماً ، وأَلْقَمَهُ إِلْقَاماً.

وأَلْقَمْتُهُ الحجة : أسكتته عن الخصام

( لمم )

قوله تعالى ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ) [ ٥٣ / ٣٢ ] قال ابن عرفة : اللَّمَمُ عند العرب أن يفعل الإنسان الشيء في الحين لا يكون له عادة ويقال اللَّمَمُ هو ما يُلِمُ به العبد من ذنوب صغار ، بجهالة ثم يندم ويستغفر ويتوب فيغفر له.

وَفِي الْحَدِيثِ « اللَّمَمُ مَا بَيْنَ الْحَدَّيْنِ حَدِّ الدُّنْيَا وَحَدِّ الْآخِرَةِ » وفسر حد الدنيا بما فيه الحدود كالسرقة والزنا والقذف ، وحد الآخرة بما فيه العذاب كالقتل ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، فأراد أن اللَّمَمَ : ما لم يوجب عليه حدا ولا عذابا.

وقيل الاستثناء منقطع ، ويجوز أن يكون اللَّمَمُ صفة أي كبائر الإثم والفواحش غير اللَّمَمِ.

وأَلَمَ بالمكان إذا قل فيه لبثه.

وأَلَمَ بالطعام : إذا قل منه تناوله.

قوله ( وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا ) [ ٨٩ / ١٩ ] أي أكلا شديدا ، يقال « لَمَمْتُ الشيء أجمع » إذا أتيت على آخره.

قوله ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها

__________________

(١) جوامع الجامع ص ٣٦٢ ، قيل إنه دخل على داود عليه‌السلام وهو يسرد الدرع ، وقد لين الله له الحديد ، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت. فلما أتمها لبسها وقال : نعم لبوس الحرب أنت! فقال لقمان : الصمت حكم.

١٦٣

حافِظٌ ) [ ٦٨ / ٤ ] أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، إن قرئت مشددة ، ولعليها حافظ ، إن قرئت مخففة ، وتكون ما زائدة.

قال الشيخ أبو علي : قرأ جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة : ( لَمَّا عَلَيْها ) بتشديد الميم ، والباقون بالتخفيف. وحجة من خفف : أن إن عنده هي المخففة من المثقلة واللام معها هي التي تدخل مع هذه المخففة لتخليصها من إن النافية ، وما صلة كالتي في قوله ( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ ) [ ٣ / ١٥٩ ] و ( عَمَّا قَلِيلٍ ) [ ٢٣ / ٤٠ ] وتكون إن متلقية. وحجة من ثقل لما كانت إن عنده إن النافية كالتي في قوله ( فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) [ ٤٦ / ٢٦ ] ولَمَّا في المعنى بمعنى إلا وهي متلقية للقسم ـ انتهى (١).

والمعنى : ما كل نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها وفعلها وقولها ويحصي ما تكسبه من خير وشر.

ومن قرأ بالتخفيف فالمعنى : إن كل نفس لعليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها ورزقها وأجلها.

وأما قوله ( إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ) [ ١١ / ١١١ ] بالتشديد فقال الجوهري : قال الفراء : أصله « لمن ما » فلما كثرت فيه الميمات حذفت منها واحدة ، قال وقرأ الزهري لَمّاً بالتنوين أي جميعا.

ويحتمل أن يكون أصله لمن من (٢) فحذفت منها إحدى الميمين.

وقول من قال لَمَّا بمعنى إلا فليس يعرف في اللغة.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ لَمَّا أَدْخَلْتَنِي الْجَنَّةَ » قيل لَمَّا هنا بمعنى إلا أي إلا أدخلتني ، كما في قولك « عزمت عليك لَمَّا فعلت » أي إلا فعلت. والمعنى

__________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٧٠.

(٢) هذا التوجيه الثاني أولى من الأول ، لأنه إذا اعتبرت « لما » مركبة من لام التأكيد وحرف الجر واسم الموصول. فتقدير الموصول « من » أولى من تقديره ( ما ) نظرا إلى أن المراد : ما يعقل.

١٦٤

ما أسألك إلا فعلك.

وَفِي الْخَبَرِ « لِابْنِ آدَمَ لَمَّتَانِ لَمَّةٌ مِنَ الْمَلَكِ ، وَلَمَّةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ » اللَّمَّةُ من الْإِلْمَامِ وهي كالحضرة والزورة والأتية ، ومعناه النزول به والقرب منه. وقيل : اللَّمَّةُ : الهمة تقع في القلب فما كان من خطرات الخير فهو من الملك ، وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان.

وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام« فَخَرَجَتْ فِي لُمَّةٍ مِنْ نِسَائِهَا » أي في جماعة منهن ، من غير حصر في عدد ، وقيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة ، والهاء عوض عن همزة في وسطه (١) وهي فعلة من الْمُلَاءَمَة : الموافقة.

واللِّمَّةُ بكسر اللام وتشديد الميم : الشعر المتدلي الذي يجاوز شحمة الأذنين فإذا بلغ المنكبين فهو جُمَّة ، والجمع لِمَم ولِمَام.

ولَمَمْتُ شعثه لَمّاً من باب قتل : أصلحت من حاله ما تشتت وتشعث ، ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ الْمُمْ بِهِ شَعْثَنَا ».

ولَمَمْتُ الشيء لَمّاً : ضممته.

واللَّمَمُ : طرف من الجنون ، يَلُمُ بالإنسان ، من باب قتل. يقال « أصابه من الشيطان لَمَمٌ » و « أصابته من الجن لَمَّةٌ » أي مس.

والعين اللَّامَّةُ أي الْمُلِمَّة. وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ سَامَّةٍ ، وَمِنْ عَيْنٍ لَامَّةٍ ». أي ذات لَمَمٍ ، وهي التي تصيب بسوء وأما قَوْلُهُ « أُعِيذُهُ مِنْ حَادِثَاتِ اللَّمَّةِ ». فيقال هو الدهر ، ويقال الشدة.

والْمُلِمَّة : النازلة من نوازل الدهر والْمُلِمَّات ـ بضم الميم الأولى وتشديد الثانية وكسر اللام بينهما ـ : الشدائد. ومنه الْحَدِيثُ الْقُدْسِيُ « يَا مُوسَى اتَّخِذْنِي حِصْناً لِلْمُلِمَّاتِ ».

والْإِلْمَام : النزول ، وقد أَلَمَ به أي نزل به ، وَفِي الْحَدِيثِ « فَإِنِّي مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِنَاقَةٍ مُلَمْلِمَة ».

الْمُلَمْلِمَة المستديرة سمنا.

ويَلَمْلَم وأَلَمْلَم : موضع وهو ميقات أهل اليمن.

__________________

(١) في الأصل : ( لأم ).

١٦٥

ولَمْ : حرف نفي لما مضى من الزمان وهي جازمة ، وحروف الجزم : « لَمْ ولَمَّا »

وعن بعض المحققين : اختلف النحويون في لَمَّا الرابطة دون الجازمة والتي بمعنى إلا نحو « لَمَّا جائني أكرمته » فقيل : إنها حرف وجود (١) ، وقيل ظرف بمعنى حين ، ورد بقوله تعالى ( فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ ) [ ٣٤ / ١٤ ] الآية لانتفاء عامل النصب هنا فيها على تقدير ظرفيتها ، لأنه إما قضينا وهو باطل لأن المضاف إليه لا يكون عاملا في المضاف (٢) ، ولا دلهم لأن ما بعد النفي لا يعمل في متقدمه (٣) ، فثبتت الحرفية.

ولِمَ بالكسر (٤) حرف يستفهم به والأصل ( لِمَا ) قال الله تعالى ( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) [ ٩ / ٤٤ ] ولك أن تدخل الهاء عليها في الوقف فتقول لِمَهْ.

( لوم )

قوله تعالى : ( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) [ ٧٥ / ٣ ] قيل : النفس الأمارة التي رذائلها ثابتة ، فإن لم تكن ثابتة بل تكون مائلة إلى الشر تارة وإلى الخير أخرى وتندم على الشر وتَلُومُ عليه فهي اللَّوَّامَةُ ، يقال ما من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تَلُومُ نفسها يوم القيامة ، إن كانت عملت خيرا ، هلا ازدادت منه ، وإن كانت عملت شرا ، لم عملته.

قوله ( مَلُوماً مَحْسُوراً ) [ ١٧ / ٢٩ ] ذكر في ( حسر ).

ومُلِيم من أَلَامَ الرجل : أتى بما يُلَامُ عليه.

قوله ( لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ )

__________________

(١) أي ربط وجود بوجود ، ليكون مفاد قوله « لما جائني أكرمته » : أن الإكرام مني وجد بوجود المجيء منه.

(٢) لأنه على تقدير ظرفية ( لما ) تكون مضافة إلى الجملة بعدها.

(٣) نظرا إلى أن حروف النفي ملتزمة الصدرية.

(٤) أي بكسر اللام وفتح الميم : مركب من لام التعليل وما الاستفهامية محذوفة الألف.

١٦٦

[ ١٥ / ٧ ] أي هلا تأتينا بهم يشهدون بصدقك ، أو هلا تأتينا بالعقاب على تكذيبنا إياك.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « قَدْ خُلِّيتُمْ وَالطَّرِيقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ » أَيْ الدَّاخِلِ « وَالْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ » أي المنتظر المتمكث.

والتَّلَوُّمُ : التمكث.

واللَّامَات من حروف الزيادة ، وهي على أقسام :

« منها » ـ لَامُ الابتداء نحو قوله تعالى ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً ) [ ٥٩ / ١٣ ].

والواقعة في خبر إن المثقلة نحو ( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ) [ ١٤ / ٣٩ ].

والمخففة نحو ( وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً ) [ ٢ / ١٤٣ ].

ولَامُ جواب لو نحو قوله تعالى ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ٤٨ / ٢٥ ].

ولَامُ جواب لولا نحو ( لَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) [ ٢ / ٢٥١ ]. و

لام جواب القسم نحو قوله تعالى : ( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا ) [ ١٢ / ٩١ ].

وقد تدخل هذه على أداة الشرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على الشرط ، ومن ثم تسمى اللَّامَ المؤذنة والموطئة لأنها وطأت الجواب للقسم ومهدته ، نحو قوله تعالى ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) [ ٥٩ / ١٢ ].

قال الأزهري : وجميع لَامَات التوكيد تصلح أن تكون جوابا للقسم. كقوله تعالى : ( وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ ) [ ٤ / ٧٢ ] فَاللَّامُ الأولى للتوكيد ، والثانية جواب لأن القسم جملة ، توصل بأخرى ، وهي المقسم عليه لتوكيد الثانية بالأولى.

قال ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جواب القسم ، وهي :

إن المكسورة المشددة ، واللَّامُ المعترض بها وهما بمعنى واحد كقولك : والله إن زيدا خير منك والله لزيد خير

١٦٧

منك ، وقولك والله ليقومن زيد.

إذا أدخلوا لَام القسم على فعل مستقبل أدخلوا في آخره النون شديدة أو خفيفة لتأكيد الاستقبال وإخراجه عن الحال لا بد من ذلك. ومنها أن الخفيفة المكسورة ، وما ، وهما بمعنى كقولك والله ما فعلت وو الله إن فعلت بمعنى.

ومنها لا كقولك والله لا أفعل ، ولا يتصل الحلف بالمحلوف إلا بأحد الحروف الخمسة (١) وقد تحذف وهي مرادة ـ انتهى.

ومنها لَام التعريف (٢) وهي لَام وضعت ساكنة مبالغة في الخفة ، ولذلك أدخل عليها ألف الوصل ليصح النطق بها ، فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الألف ، نحو ( وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ ) [ ٢ / ٢٣٣ ]

ومنها اللَّامُ اللاحقة لأسماء الإشارة ، وأصلها السكون أيضا كما في تلك ، وإنما كسرت في ذلك لالتقاء الساكنين.

واللَّامُ في جميع ما تقدم مهملة غير عاملة.

ومنها لَامُ الأمر ، وهي الموضوعة للطلب ومقتضاها : الجزم سواء كان مدخولها أمرا نحو قوله تعالى ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) [ ٦٥ / ٧ ] أو دعاء نحو قوله ( لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ ) [ ٤٣ / ٧٧ ] أو التماسا نحو قولك « ليفعل كذا » إذا كان مساويا ، ولم يقصد الاستعلاء ، أو بمعنى الخبر نحو قوله تعالى ( مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) [ ١٩ / ٧٥ ] أو بمعنى التهديد نحو قوله ( وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) [ ١٨ / ٢٩ ].

ومنها لام الإضافة وهي التي تجر الأسماء ، ولها أقسام كثيرة.

تكون للاستحقاق ، وهي الواقعة بين معنى وذات نحو قوله تعالى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) [ ١ / ٢ ] ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) [ ٨٣ / ١ ]

__________________

(١) التي ذكرها : إن ، إن ، لام ، لا ، ما.

(٢) رجوع إلى ما ذكره المصنف من اللامات الزائدة.

١٦٨

( لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ) [ ٢ / ١١٤ ].

وللاختصاص نحو ( الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) [ ٢٦ / ٩٠ ].

وللملك نحو قوله تعالى ( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) [ ٢ / ٢٨٤ ].

وللتمليك نحو وهبت لزيد دينارا ولشبهه نحو ( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) [ ١٦ / ٧٢ ].

وللتعليل نحو قول إمرىء القيس :

ويوم عقرت للعذارى مطيتي

ولتوكيد النفي وهي التي يسميها الأكثر : لام الجحود ، نحو قوله تعالى : ( وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ) [ ٣ / ١٧٩ ] ( لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) [ ٤ / ١٣٧ ].

وللتبيين نحو « ما أحبني لزيد » (١) و « ما أبغضني لعمرو » فأنت (٢) فاعل الحب والبغض وهما (٣) مفعولاه ، واللَّامُ تبينت الفاعل من المفعول. قال ابن مالك نقلا عنه : ولو قلت إلى بدل اللَّام فالأمر بالعكس.

وبمعنى إلى نحو قوله تعالى ( أَوْحى لَها ) [ ٩٩ / ٥ ] ( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ) [ ١١٣ / ٢ ] ( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) [ ٦ / ٢٨ ].

وبمعنى الاستعلاء ، إما حقيقيا نحو قوله تعالى ( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ) [ ١٧ / ١٠٧ ] ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) [ ٣٧ / ١٠٣ ] أو مجازيا نحو قوله تعالى ( وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ) [ ١٧ / ٧ ] ومنه خَبَرُ عَائِشَةَ نَحْوُ « اشْتَرِطِي لَهُمْ الْوَلَاءَ ».

وبمعنى في نحو قوله تعالى ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) [ ٢١ / ٤٧ ] ( لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ) [ ٧ / ١٨٧ ] ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام « حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ ، فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ».

وبمعنى بعد نحو ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) [ ١٧ / ٧٨ ].

ومنه الْحَدِيثُ « صُومُوا لِلرُّؤْيَةِ ، وَأَفْطِرُوا لِلرُّؤْيَةِ ».

__________________

(١) ما أحب : فعل التعجب. وكذلك : ما أبغض.

(٢) يعني المراد بياء المتكلم.

(٣) يعني زيدا وعمرا.

١٦٩

وبمعنى عند نحو « كتبته لثلاث خلون من كذا » وسماها الجوهري « لَامَ التأريخ » وجعلها بمعنى بعد. وبمعنى مع ، قاله البعض ، وأنشد عليه قول الشاعر :

فلما تفرقنا كأني ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

 والأظهر : كونها فيه بمعنى بعد.

وبمعنى من نحو « سمعت له صراخا ». وللتبليغ وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه نحو « قلت له » ، و « أذنت له » و « فسرت له ».

وبمعنى عن نحو قوله تعالى ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ ) [ ٤٦ / ١١ ] وقيل هي للتعليل ، وقيل للتبليغ.

وللصيرورة وتسمى لام العاقبة ولَامَ المآل ، نحو قوله تعالى ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) [ ٢٨ / ٨ ] ومنه قول الشاعر :

لدوا للموت وابنوا للخراب (١)

وللتعجب مع القسم ، وهو مختص باسم الله نحو قول الشاعر :

لله لا يبقى على الأيام ذو حيد (٢).

وللتعجب المجرد عن القسم نحو « يا للماء » و « يا للغيث » إذا تعجبوا من كثرتهما. وللتعدية نحو قوله ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) [ ١٩ / ٥ ]. وللمستغاث به ، والمستغاث له ، نحو قول الشاعر :

يا للرجال لعظم هول مصيبة

فتحوا اللَّامَ الأولى ، وكسروا الثانية فرقا بين المستغاث به والمستغاث له.

قال الجوهري : فإن عطفت على المستغاث به بِلَامٍ أخرى كسرتها لأنك قد أمنت اللبس بالعطف قال الشاعر :

يا للكهول وللشبان للعجب (٣)

__________________

(١) أوله :

له ملك ينادي كل يوم

ونسب البيت الى امير المؤمنين عليه‌السلام

(٢) عجزه « بمشمخر به لظيان والآس » وهو ( لعبد مناة الهذلي ).

(٣) أوله : يبكيك ناء بعيد الدار مغترب.

١٧٠

وللزيادة وهي إما معترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله ، نحو قول الشاعر :

وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد

 وجعل المبرد ـ على ما نقل عنه ـ من ذلك قوله تعالى ( رَدِفَ لَكُمْ ) [ ٢٧ / ٧٢ ].

وقال غيره : ضمن ردف معنى اقترب فهو مثل قوله تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ ) [ ٢١ / ١ ].

واختلف في اللام من قوله تعالى ( يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ) [ ٤ / ٢٦ ] وقوله ( وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٦ / ٧١ ] فقيل : زائدة ، وقيل : للتعليل.

وإما مقحمة بين المتضايفين تقوية للاختصاص ، نحو قول الشاعر :

يا بؤس للحرب التي

وضعت أراهط فاستراحوا

وهل الاسم بعدها مجرور بها أم بالمضاف؟ قولان.

وإما مزيدة لتقوية عامل ضعف بتأخره نحو قوله تعالى ( هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) [ ٧ / ١٥٤ ] وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) [ ١٢ / ٤٣ ] أو بكونه فرعا في العمل نحو قوله ( مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ ) [ ٢ / ٩١ ] ( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) [ ١١ / ١٠٧ ] ( نَزَّاعَةً لِلشَّوى ) [ ٧٠ / ١٦ ].

وقد اجتمع التأخر والفرعية في قوله تعالى ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ) [ ٢١ / ٧٨ ]

( لهم )

قوله تعالى ( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) [ ٩١ / ٨ ] قال : بين لها ما تأتي وما تترك.

والْإِلْهَامُ : ما يلقى في الروع. يقال « أَلْهَمَهُ الله خيرا » أي ألقنه وفي القاموس أَلْهَمَهُ الله خيرا : ألقمه الله إياه.

وَفِي حَدِيثِ الْمُجَاهِدِينَ مَعَ عَلِيٍّ عليه‌السلام « أَنْتُمْ لَهَامِيمُ الْعَرَبِ » أي ساداتهم جمع لُهْمُومٍ ، وهو الجواد من الناس والخيل

( لهذم )

اللهْذَمُ ـ بالذال المعجمة ـ : القاطع الماضي من الأسنة من لَهْذَمَهُ : قطعه.

١٧١

( لهزم )

اللِّهْزِمَتَان : عظمان ناتئان في اللحيين تحت الأذن ، الواحدة لِهْزِمَة ، والجمع اللهَازِم.

باب ما أوله الميم

( مثم )

مِيثَمٌ التَّمَّارُ. صَاحِبُ عَلِيٍّ عليه‌السلام

قَالَ « أَتَيْتُ بَابَ عَلِيٍّ عليه‌السلام فَقِيلَ لِي : نَائِمٌ ، فَنَادَيْتُ : انْتَبِهْ أَيُّهَا النَّائِمُ فوالله لَتُخْضَبَنَّ لِحْيَتُكَ مِنْ رَأْسِكَ ، فَقَالَ : صَدَقْتَ وَاللهِ ، لَتُقْطَعَنَّ يَدَاكَ وَرِجْلَاكَ وَلِسَانُكَ ، وَلَتُصْلَبَنَّ ، فَقُلْتُ : وَمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ : لَيَأْخُذَنَّكَ الْعُتُلُّ الزَّنِيمُ ابْنُ الْأَمَةِ الْفَاجِرَةِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ » وَكَانَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ عليه‌السلام.

قَالَ صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ : فَأَرْسَلَ إِلَى جِذْعٍ مِنْ نَخْلَةٍ صُلِبَ أَبِي عَلَيْهِ ، قَالَ : وَكَانَ أَخْبَرَهُ عَلِيٌّ عليه‌السلامعَنْهُ ، فَأَخَذَ أَبِي مِسْمَاراً وَكَتَبَ عَلَيْهِ اسْمَهُ فَسَمَرَهُ فِي الْجِذْعِ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِهِ بِلَا عِلْمِ النَّجَّارِ ، فَلَمَّا أُتِيَ بِالْخَشَبَةِ رَأَيْتُ الْمِسْمَارَ عَلَى قَامَتِهِ مِنْهُ ، عَلَيْهِ اسْمُهُ رَحِمَهُ اللهُ.

ومِيثَمُ بن علي بن مِيثَمٍ البحراني : شيخ صدوق ثقة ، له تصانيف : « منها » شرح نهج البلاغة ، لم يعمل مثله ، وله كتاب القواعد في أصول الدين وله كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر لم يعمل مثله ، وله كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة ، حسن جدا ، وله رسالة في آداب البحث ، وهو شيخ نصير الدين في الفقه ، وله مجلس عند المحقق الشيخ نجم الدين رحمه‌الله ومباحثة له ، وأقر له بالفضل ، وشيخه : أبو السعادات رضوان الله عليهم أجمعين.

( موم )

فِي الْحَدِيثِ « أَنْزَلَ اللهُ الْمُومَ وَهُوَ الْبِرْسَامُ ، ثُمَّ أَنْزَلَ بَعْدَهُ الدَّاءَ » وقد مر تفسيره (١).

والْمِيمُ من حروف المعجم : معروف

__________________

(١) في برسم.

١٧٢

باب ما أوله النون

( نجم )

قوله تعالى ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) [ ٥٣ / ١ ] قِيلَ كَانَ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله نُجُوماً أي نَجْماً نَجْماً ، فأقسم الله بِالنَّجْمِ إذا نزل ، وقيل هو قسم في النَّجْم إذا هوى أي سقط في الغرب.

قوله ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) [ ٥٥ / ٦ ] قيل المراد بِالنَّجْمِ : ما تنبت الأرض ولم يكن له ساق كالعشب والبقل من نَجَمَ إذا طلع. والشجر : ما قام على ساق. وسجودهما : استقبالهما الشمس إذا طلعت ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء.

قوله ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ) [ ٣٧ / ٨٨ ] قيل ليوهم أنه ينظر فيما ينظرون ، وقيل النُّجُومُ : ما نَجَمَ من الرأي. وقيل : رأى [ ٣٧ / ٨٩ ] أي سأسقم وقد تقدم القول بذلك (١).

ونَجَمَ الشيء يَنْجُمُ بالضم نُجُوماً : ظهر وطلع.

والنَّجْمُ : زمان يحل بانتهائه أو ابتدائه قدر معين من مال الكتابة أو مال الكتابة كله ، ومنه الْحَدِيثُ « إِنْ عَجَزَ الْمُكَاتَبُ أَنْ يُؤَخِّرَ النَّجْمَ إِلَى النَّجْمِ الْآخَرِ ».

وكانت العرب توقت بطلوع النَّجْمِ ، لأنهم ما كانوا يعرفون الحساب ، وإنما كانوا يحفظون أوقات السنة بالأنواء ، وكانوا يسمون الوقت الذي يحل فيه الأداء نَجْماً ، ثم توسعوا حتى سموا الوظيفة نَجْماً.

قال ابن فارس : النَّجْمُ وظيفة كل شيء ، وكل وظيفة نَجْمٌ.

والنَّجْمُ : الثريا ، قال الجوهري : وهو اسم علم لها.

__________________

(١) في سقم.

١٧٣

والنَّجْمُ : الكوكب وجمعه أَنْجُم ونُجُوم مثل فلس وأفلس وفلوس.

وَفِي حَدِيثِ مَنِ ادَّعَى مَعْرِفَةَ عَلْمِ النُّجُومِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ عليه‌السلام : « كَيْفَ دَوَرَانُ الْفَلَكِ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ : فَأَخَذْتُ الْقَلَنْسُوَةَ مِنْ رَأْسِي فَأَدَرْتُهَا! فَقَالَ : إِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ ، فَمَا بَالُ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ لَا يَدُورُونَ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ » الحديث ، وفيه إنكار على من يدعي معرفة علم النُّجُومِ كما لا يخفى.

قال بعض العارفين : ومما يستفاد من فحوى الحديث ، أن هذه الكواكب لها حركات خفية غير واضحة عند الحس ، والْمُنَجِّمُونَ بنوا قواعدهم في ضبط الحركات وفي رصد الكواكب ، وفي قدر الأبعاد ، وقدر الأجرام على مقتضى رؤية العين منه ونصب الآلات الرصدية ، وبالعين إنما تدرك الأمور الجليلة الواضحة ، لا الدقائق الخفية ، فعلم من ذلك أن القواعد النُّجُومِيَّةَ المبنية على الحس غير تحقيقية.

وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِشْفَاءِ « خُذْ سُكَّرَةً وَنِصْفاً فَصَيِّرْهَا فِي إِنَاءٍ وَصُبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ، حَتَّى يَغْمُرَهَا وَضَعْ عَلَيْهَا حَدِيدَةً وَنَجِّمْهَا » الحديث ، أي ضع على رأس الإناء حديدة كالسكين وغيره من الأشياء مما لا يغطي رأس الإناء جميعا لأجل التَّنْجِيمِ ، بدل الغطاء لئلا تشمها الشياطين ، والأجنة (١) لأنهم ينفرون من الحديد.

وَنَجْمَةُ : أُمُّ الرِّضَا عليه‌السلام ، وَكَانَتْ تَسْمَعُ فِي مَنَامِهَا تَسْبِيحَهُ وَتَهْلِيلَهُ وَتَحْمِيدَهُ فِي بَطْنِهَا.

( نخم )

النُّخَامَةُ بالضم : النخاعة ، يقال تَنَخَّمَ الرجل إذا تنخع ، والنُّخَاعَة : ما يخرجه الإنسان من حلقه من مخرج الخاء.

( ندم )

فِي الْحَدِيثِ « النَّدَمُ تَوْبَةٌ » وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ » وَهِيَ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ : قَتْلُ النَّفْسِ ( الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ) ، وَتَرْكُ صِلَةِ الرَّحِمِ حِينَ

__________________

(١) يقصد بالأجنة جمع الجنّ وهو سهو ، فإن الأجنّة جمع الجنين. وإنّما جمع الجنّ : الجانّ.

١٧٤

يَقْدِرُ ، وَتَرْكُ الْوَصِيَّةِ ، وَرَدِّ الْمَظَالِمِ (١) وَمَنْعُ الزَّكَاةِ حَتَّى يَحْضُرَ الْمَوْتُ.

والنَّدَمُ : ضرب من الغم ، وهو أن يغم على ما وقع منه ، يتمنى أنه لم يقع يقال نَدِمَ على فعل نَدَامَةً فهو نَادِمٌ : إذا حزن. وتَنَدَّمَ : مثله.

ورجل نَادِمٌ ونَدْمَان بمعنى ، وامرأة نَدْمَانَة ، ونسوة نَدَامَى كسكارى بالفتح.

والنَّدِيمُ : الْمُنَادِمُ على الشرب ، وجمعه نِدَام بالكسر ونُدَمَاء ككريم وكرماء ، ويقال فيه أيضا نَدْمَان ، والمرأة نَدْمَانَة ، وجمعها نِدَام.

( نسم )

النَّسِيم : نفس الريح ، والنَّسَمَةُ : مثله ، سميت بها النفس ، والجمع نَسَمٌ مثل قصبة وقصب ، وَمِنْهُ « سُبْحَانَ اللهِ بَارِئِ النَّسَمِ ». أي خالق النفوس.

والنَّسَمَةُ : الإنسان ، وتطلق على المملوك ، ذكرا كان أو أنثى

وَفِي الْخَبَرِ عَنْهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله « بُعِثْتُ فِي نَسِيمِ السَّاعَةِ » أي في أولها ، وهو مأخوذ من نَسِيمِ الريح : أولها.

وأصل النَّسِيم : الضعيف ولذلك سمي العبد والأمة : نَسَمَةً ، لضعفهما.

والنَّسِيم : الريح الطيبة ، يقال نَسَمَتِ الريح نَسِيماً ونَسَمَاناً.

وتَنَسَّمَ : تنفس.

والتَّنَسُّم : وجدان النَّسِيم.

والْمَنْسِم : خف البعير والجمع الْمَنَاسِم.

( نشم )

مَنْشِم بكسر الشين : اسم امرأة كانت بمكة عطارة (٢) وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها ، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم ، وكان يقال « أشأم من عطر مَنْشِم » فصارت مثلا (٣) كذا في الصحاح.

__________________

(١) أي وترك رد المظالم.

(٢) أي بياعة العطور.

(٣) وقيل : إنها كانت امرأة تنتجع العرب ، تبيعهم عطرها ، فأغار عليها قوم من العرب فأخذوا عطرها ، فبلغ ذلك قومها ، فاستأصلوا كل من شموا عليه ريح عطرها ، فجاء المثل المذكور.

١٧٥

ومنه قول زهير :

تفانوا ودقوا بينهم عطر مَنْشِم (١).

( نظم )

النِّظَام بالكسر : الخيط الذي يُنْظَمُ به اللؤلؤ.

ويقال نَظَمْتُ الخرز من باب ضرب : جمعته في سلك وهو النِّظَام ، وَمِنْهُ « أَنْتَ أَسَاسُ الشَّيْءِ وَنِظَامُهُ ».

ونَظَمْتُ الأمر فَانْتَظَمَ أي أقمته فاستقام.

وهو على نِظَامٍ واحد أي على نهج واحد غير مختلف.

ونَظْمُ القرآن : تأليف كلماته مترتبة المعاني متناسقة الدلالات ، بحسب ما يقتضيه العقل (٢)

( نعم )

قوله تعالى ( نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) [ ٤ / ٥٧ ] أي نِعْمَ شيئا يعظكم به ، فتكون ما نكرة منصوبة (٣) موصوفة ب ( يَعِظُكُمْ ). أو نِعْمَ الشيء الذي يعظكم به ، فتكون مرفوعة (٤) موصولة ، والمخصوص بالمدح محذوف أي نِعْمَ ما يعظكم به ذاك ، وهو المأمور به ، من أداء الأمانات ، والحكم بالعدل.

قوله ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ) [ ٢ / ٢٧١ ] أي نِعْمَ شيئا هي ( وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [ ٢ / ٢٧١ ] قال بعض المفسرين : دلت الآية على أن إظهار الصدقة حسن في نفسه ، وأن إخفائها أفضل لأنه لا معنى للخيرية إلا الأفضلية عند الله. قيل : هي للعموم لكل صدقة لأنه جمع معرف باللام ، وهي للعموم بلا خلاف ، وبذلك جاء الْحَدِيثُ « صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَتَدْفَعُ الْخَطِيئَةَ ، وَتَدْفَعُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الْبَلَاءِ »

__________________

(١) أوله : تداركتم عبسا وذبيان بعد ما.

(٢) ويستسيغه الذوق السليم.

(٣) بناء على أنها تميز للضمير المبهم المستتر.

(٤) فاعلا لنعم.

١٧٦

ونحو ذلك.

قوله ( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) [ ٦٨ / ٢ ] قال المفسر : تقديره « ما أنت بمجنون ، مُنْعَماً عليك بذلك » وهو جواب لقولهم ( يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) [ ١٥ / ٦ ] فيكون ( بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ) في محل النصب على الحال (١).

قوله ( وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ ) [ ٢ / ٢١١ ] أي الدين والإسلام.

قوله ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) [ ١٦ / ٨٣ ].

وقوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) [ ١٤ / ٢٨ ]

قَالَ الصَّادِقُ عليه‌السلام : « نَحْنُ وَاللهِ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ ، وَبِنَا فَازَ مَنْ فَازَ ».

قوله ( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) [ ١٠٢ / ٨ ] قيل يعني كفار مكة ، كانوا في الدنيا في الخير والنِّعْمَةِ ، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ، إذ لم يشكروا رب النَّعِيم ، حيث عبدوا غيره.

وقال الأكثرون : المعنى « لتسألن يا معاشر المكلفين عن النَّعِيم ».

قَالَ قَتَادَةُ « إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَيْهِ » وقِيلَ « الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » وقِيلَ هُوَ « الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ » وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ع

وقِيلَ « يُسْأَلُ عَنْ كُلِ نِعْمَةٍ إِلَّا مَا خَصَّهُ الْحَدِيثُ وَهُوَ ثَلَاثَةٌ ، لَا يُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ : خِرْقَةٌ تُوَارِي عَوْرَتَهُ ، وَكِسْرَةٌ تَسُدُّ جَوْعَتَهُ ، وَبَيْتٌ يَكُنُّهُ عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ ».

وَرَوَى الْعَيَّاشِيُّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ : « سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا النَّعِيمُ عِنْدَكَ يَا نُعْمَانُ؟ قَالَ : القُوتُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ! فَقَالَ : لَئِنْ أَوْقَفَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى سَأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا ، وَشَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَيَطُولَنَّ وُقُوفُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ! قَالَ : فَمَا النَّعِيمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ : نَحْنُ ـ أَهْلَ

__________________

(١) جوامع الجامع ص ٥٠٣. النّقل من قوله : قال المفسّر ، يعني به الشّيخ الطّبرسيّ.

١٧٧

الْبَيْتِ (١) النَّعِيمُ الَّذِي أَنْعَمَ اللهُ بِنَا عَلَى الْعِبَادِ ، وَبِنَا ائْتَلَفُوا بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُخْتَلِفِينَ ، وَبِنَا أَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَجَعَلَهُمْ إِخْوَاناً بَعْدَ أَنْ كَانُوا أَعْدَاءً ، وَبِنَا هَدَاهُمُ اللهُ لِلْإِسْلَامِ ، وَهُوَ النِّعْمَةُ الَّتِي لَا تَنْقَطِعُ ، وَاللهُ سَائِلُهُمْ (٢) عَنْ حَقِ النَّعِيمِ الَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ، وَهُوَ النَّبِيُّ وَعِتْرَتُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣).

قوله ( خَوَّلَهُ نِعْمَةً ) [ ٣٩ / ٨ ] يعني العافية.

والنَّعْمَةُ بالفتح : اسم من التَّنَعُّمِ. ومنه قوله ( أُولِي النَّعْمَةِ ) [ ٧٣ / ١١ ] أي التَّنَعُّمِ في الدنيا ، وهم صناديد قريش كانوا أهل ثروة وترفه.

والنَّعْمَاء بالفتح والمد هي : النِّعَمُ الباطنة. والآلاء هي : النِّعَمُ الظاهرة.

قوله ( وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ ) [ ٤٤ / ٢٧ ] أي تَنَعُّمٍ وسعة في العيش.

قوله ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ) [ ٨٨ / ٨ ] أي مُنَعَّمَةٌ في أنواع اللذات ، ظاهر عليها آثار النِّعَمِ والسرور مضيئة مشرقة ( لِسَعْيِها راضِيَةٌ ) [ ٨٨ / ٩ ] حين أعطيت الجنة بعملها. والمعنى « لثواب سعيها وعملها من الطاعات راضية » قال الشيخ أبو علي : كما يقال « عند الصباح يحمد القوم السرى ».

وَفِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ مَعَ مَلَائِكَةِ الْقَبْرِ « نَمْ نَوْمَةَ الشَّابِ النَّاعِمِ » قال بعض الشارحين في النَّاعِمِ ، هو من النِّعْمَةِ بالكسر ، وهو ما يَتَنَعَّمُ به الإنسان من المال ونحوه. أو بالفتح ، وهي النفس الْمُتَنَعِّمَة ، قال : ولعل الثاني أولى ، فقد قيل « كم ذي نِعْمَةٍ لا نَعْمَةَ له ».

والنَّعَمُ (٤) : بقر وغنم وإبل ، وهو جمع

__________________

(١) منصوب على الاختصاص.

(٢) برفع ( الله ) مبتدأ. و ( سائلهم ) خبر.

(٣) من قوله : قتادة ـ إلى هنا ـ منقول عن الشيخ الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٣٤ ـ ٥٣٥ ـ مع تصرف يسير.

(٤) بفتحتين على وزن ( فرس ).

١٧٨

لا واحد له من لفظه ، وجمع النَّعَمِ أَنْعَام يذكر ويؤنث ، قال تعالى في موضع ( مِمَّا فِي بُطُونِهِ ) [ ١٦ / ٦٦ ] وفي موضع ( مِمَّا فِي بُطُونِها ) [ ٢٣ / ٢١ ].

والَنِّعْمَةُ : اليد والصنيعة والمنة. وما أَنْعَمَ الله به عليك. وكذلك النُّعْمَى فإن فتحت النون مددت ، وقلت : النَّعْمَاء.

وجمع النِّعْمَةِ نِعَم كسدرة وسدر.

وأَنْعُم أيضا كأفلس ، وجمع النَّعْمَاء ، أَنْعُم أيضا.

وفلان واسع النِّعْمَة أي واسع المال.

قال الجوهري : وقولهم « إن فعلت ذاك فبها ونِعْمَتْ » يريدون نِعْمَت الخصلة ، والتاء ثابتة للوقف.

ونَعُمَ الشيء بالضم نُعُومَةً أي صار نَاعِماً لينا.

والنَّعَام : اسم جنس ، واحده : نَعَامَة كحمام وحمامة.

والنَّعَامَة من الطير يذكر ويؤنث.

والنَّعَائِم : منزل من منازل القمر ، قال الجوهري : وهي ثمانية أنجم ، كأنها سرير معوج ،

ونُعْمَان بن المنذر : ملك العرب نسبت إليه شقائق لأنه حماه.

والنُّعْمَان بالضم : اسم من أسماء الدم

ونَعْمَان بالفتح : واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات.

والتَّنْعِيم : موضع قريب من مكة ، وهو أقرب إلى أطراف الحل إلى مكة. ويقال بينه وبين مكة أربعة أميال ، ويعرف بمسجد عائشة.

ونَعَم فيه لغات : نَعِم بالفتح وكسر العين وهي الأصل ، ونَعْم بالفتح فالسكون ونِعْم بالكسر فالسكون ، ونِعِم بكسرتين.

قال الشريف في حواشيه : هذه اللغات جائزة فيما إذا قصد به الإخبار. أما الإنشاء فَنِعْم ، بكسر الفاء وسكون العين متعين.

قالوا : وهذه اللغات جارية في كل اسم وفعل مكسور العين وعينه حرف حلق.

ونَعَمْ : جواب في التصديق إذا وقعت بعد الماضي مثل هل قام زيد ، والوعد إن وقعت بعد المستقبل نحو هل يقوم زيد ،

١٧٩

وهي تبقي الكلام على ما كان عليه ، من إيجاب ونفي ، ولم تبطل النفي كما تبطله بلى ، وفي التنزيل ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) [ ٧ / ١٧٢ ] ولو قالوا نَعَمْ لكفروا إذ معناه : لست بربنا ، لأنها لا تزيل النفي بخلاف بلى.

( نقم )

قوله تعالى ( نَقَمُوا ) [ ٨٥ / ٨ ] أي كرهوا غاية الإكراه. ومثله قوله ( تَنْقِمُونَ مِنَّا ) [ ٥ / ٦٢ ] أي تكرهون منا وتنكرون.

قوله ( وَما تَنْقِمُ مِنَّا ) [ ٧ / ١٢٥ ] أي ما تعيب منا إلا الإيمان بآيات الله ، وهو أصل كل منفعة وخير

وانْتَقَمَ منه أي عاقبه ، والاسم منه النَّقْمَة ، وهي الأخذ بالعقوبة. والجمع نَقَمَات.

ونَقِمَة ككلمة وكلمات وكلم ، قال الجوهري : وإن شئت سكنت القاف ونقلت حركتها إلى النون ، فقلت نِقْمَة والجمع نِقَم كنعمة ونعم.

ونَقَمْتُ على الرجل بالفتح أَنْقِمُ بالكسر ، فأنا نَاقِم : إذا عتبت عليه.

وعن الكسائي : نَقِمْتُ بالكسر لغة.

( وَما تَنْقِمُ مِنَّا ) أي يعيبونه علينا.

( نمم )

قوله تعالى ( مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) [ ٦٨ / ١١ ] أي قتات نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد.

يقال نَمَ الحديث يَنِمُّهُ ويَنُمُّهُ من بابي ضرب وقتل : سعى به ليوقع فتنة أو وحشة. فالرجل : نَمٌ بالمصدر ، ونَمَّام مبالغة ، والاسم النَّمِيمَة والنَّمِيم.

ونَمَ الحديث : إذا ظهر ، وهو متعد ولازم.

والنَّمَمُ [ النَّمْنَم ] : خطوط متقاربة.

وثوب مُنَمَّمٌ [ مُنَمْنَم ] أي موشى.

( نوم )

قوله تعالى ( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً ) [ ٨ / ٤٣ ] أي في نَوْمِكَ ويقال في مَنَامِكَ أي في عينك ، والعين موضع النَّوْمِ.

والنَّوْمُ : معروف ، وهو على ما قيل :

١٨٠