مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

١
٢

كتاب الميم

٣
٤

باب ما أوله الألف

( اتم )

في الحديث « ذكر المأتم » هو على مفعل بفتح الميم والعين ، وهو ـ عند العرب ـ : اجتماع النساء في الخير والشر ، و ـ عند العامة ـ : المصيبة. تسمية للحال باسم المحل ، يقال : « كنا في مَأْتَمِ فلان » قال الجوهري : والصواب « في مناحة فلان » وقيل المَأْتَمُ : مجتمع الرجال والنساء في الغم والفرح ، ثم خصص به اجتماع النساء للموت. وقيل هو للثواب منهن.

وأَتِمَ بالمكان يَأْتَمُ أُتُوماً من باب تعب ـ لغة ـ : أقام.

واسم المصدر والزمان والمكان : « مَأْتَم » على مفعل ، والجمع : مَآتِم.

( اثم )

قوله تعالى : ( يَلْقَ أَثاماً ) [ ٢٥ / ٦٨ ] أي عقوبة والأَثَامُ جزاء الإثم.

قوله : ( كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) [ ٢ / ٢٧٦ ] أي متحمل للإثم.

والأَثِيمُ : الإثم قوله : ( طَعامُ الْأَثِيمِ ) [ ٤٤ / ٤٤ ] الأَثِيمُ هنا : الكافر

قوله : ( وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ ) [ ٧ / ٣٢ ] قيل الإِثْم ما دون الحسد وهو ما يأثم الإنسان بفعله. والبَغْيُ الاستطالة على الناس ، وقيل الإِثْمُ الخمر ، والبَغْيُ الفساد ، يقال « شربت الإِثْمَ حتى ضل عقلي ».

وأَثَّمَهُ : نسبه إلى الإثم ، قال تعالى : ( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً ) [ ٥٦ / ٢٥ ].

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَتَأَثَّمُ وَلَا يَتَحَرَّجُ ». هو من قبيل عطف التفسير ، أي لا يجعل نفسه آثما بكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والمَأْثَمُ : الأمر الذي يأثم به الإنسان

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام لِلْحَسَنِ عليه‌السلام فِي ابْنِ مُلْجَمٍ « ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَلَا تَأْثَمْ ». أي لا إثم عليك بذلك ، فإن القصاص حق أمر الله تعالى به.

٥

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَنْزِلُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ : لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ » يعني فيوقعه في الإثم.

( اجم )

فِي الْحَدِيثِ « الرَّجُلُ دَخَلَ الأُجُمَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ » الأَجَمَةُ كقصبة : الشجر الملتف ، والجمع أَجَمَات كقصبات ، وأُجُم كقصب والآجَام جمع الجمع.

( أدم )

فِي الْخَبَرِ « نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ » الأُدُم جمع إِدَام بالكسر مثل كتب وكتاب ، ويسكن.

وَرُوِيَ « سَيِّدُ إِدَامِكُمْ » لأنه أقل مئونة وأقرب إلى القناعة ، ولذا قنع به أكثر العارفين.

وفي بعض كتب أهل اللغة الأَدَام فَعَال بفتح الفاء ما يؤتدم به مائعا كان أو جامدا ويجمع على آدَام كقفل وأقفال ، يقال : أَدَمَ الخبزَ يَأْدِمُهُ بالكسر ، وأَدَمْتُ الخبزَ وأَدِمْتُهُ باللغتين : إذا أصلحت إساغته بالإدام.

والأُدْمَةُ من الإبل بالضم : البياض الشديد مع سواد المقلتين. وفي الناس : السمرة الشديدة.

وآدَمُ : أبو البشر ، كرر الله قصته في سبع سور : في « البقرة » و « الأعراف » و « الحجر » و « بني إسرائيل » و « الكهف » و « طه » و « ص » لما تشتمل عليه من الفوائد. وأصله بهمزتين لأنه أفعل إلا أنهم لينوا الثانية. قال الجوهري : فإذا احتجت إلى تحريكها جعلتها واوا في الجمع ، لأنها ليس لها أصل في الياء معروف ، فجعلت الغالب عليها الواو. وقيل : سمي آدَم من اللون. وقيل لأنه خلق من أُدْمَةِ الأرض ، وهو لونها. وجمعها آدَمُون. وفي معاني الأخبار « معنى آدَم : لأنه خلق من أديم الأرض الرابعة ».

وقد تقدم مدة عمره وموضع قبره ووقت النفخ فيه في « صلل » ونقل أنهعليه‌السلام لم يمت حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفا.

وأَدِيمُ السماء : وجهها. وأَدِيمُ الأرض صعيدها وما ظهر منها.

والأَدِيمُ : الجلد المدبوغ ، والجمع أَدَم

٦

بفتحتين وَفِي الْخَبَرِ « كَانَتْ مِخَدَّتُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ أَدَم » أي من الجلود وَفِي آخَرَ « كَانَتْ مِرْفَقَتُهُ مِنْ أَدَم ».

( ارم )

قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ) [ ٨٩ / ٦ ] إِرَم كعنب غير منصرف ، فمن جعله اسما لقبيلة قال إنه عطف بيان لعاد ، ومن جعله اسما لبلدتهم التي كانت إرم فيها أضافه إلى عاد ، تقديره بعاد أهل إرم. و ( ذاتِ الْعِمادِ ) إذا كانت صفة للقبيلة ، والمعنى أنهم كانوا بدويين أهل عمد أو طوال الأجسام (١) على تشبيه مدودهم بالأعمدة ، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى أنها ذات أساطين.

وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لِعَادٍ ابْنَانِ : شُدَيْدٌ وَشَدَّادٌ ، فَمَلَكَا وَقَهَرَا ثُمَّ مَاتَ شُدَيْدٌ وَخَلُصَ الْأَمْرُ لِشَدَّادٍ ، فَمَلَكَ الدُّنْيَا ، وَسَمِعَ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : أَبْنِي مِثْلَهَا فَبَنَى إِرَمَ فِي بَعْضِ صَحَارِي عَدْنٍ فِي ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ ، وَكَانَ عُمُرُهُ تِسْعَمِائَةٍ ، وَهِيَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ قُصُورُهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَأَسَاطِينُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ ، وَفِيهَا أَصْنَافُ الْأَشْجَارِ وَالْأَنْهَارُ الْمُطَّرَدَةُ ، وَلَمَّا تَمَّ بِنَاؤُهَا وَسَارَ إِلَيْهَا بِأَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً مِنَ السَّمَاءِ فَهَلَكُوا.

والإِرَمُ : حجارة تنصب في المفاوز يهتدى بها ، يجمع على آرَام وأُرُوم كأضلاع وضلوع.

وَفِي حَدِيثِ الشِّيعَةِ « وَيَنْقُضُ بِهِمْ طَيَّ الْجَنَادِلِ مِنْ إِرَمَ » قيل فيه إشارة إلى استيلاء الشيعة على دمشق وحواليها وعلى من كان فيها من بني أمية.

والأَرُوم بفتح الهمزة : أصل الشجرة والقرن. قاله الجوهري : والأَرُومَة زنة أكولة : الأصل.

( ازم )

المَأْزِمُ وزان مسجد : الطريق الضيق بين الجبلين ، متسع ما وراءه ، والميم زائدة كأنه من الأَزْمِ : القوة والشدة. ويقال للموضع الذي بين عرفة والمشعر : مَأْزِمَانِ وأَزَمَ علينا الدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً من باب

__________________

(١) في نسخة : طوال الأجسام.

٧

ضرب : اشتد وقل خيره ، والأَزْمَةُ : اسم منه وهي الشدة والقحط.

وأَزِمَ من باب تعب لغة وأَزَمَ القومُ أمسكوا عن الطعام.

قال بعض أهل اللغة : والمشهور أَرَمَّ القوم بالراء المهملة والميم المشددة.

والأَزَمُ : الصمت. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام « ثُمَ أَزَمَ سَاكِتاً طَوِيلاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ».

( اسم )

أُسَامَةُ : اسم رجل. وأبو أُسَامَةَ : كنية زيد ، متبنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قاله في المغرب.

ويقال للأسد : أُسَامَةُ قال الجوهري : وهو معرفة

( اطم )

فِي الْخَبَرِ « كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى أُطُمِ الْمَدِينَةِ ».

الأُطُمُ بضمتين ، وقد يسكن الثاني ، والإِطَامُ بكسر الهمزة وفتحها مع مد : جمع. وأَطَمَةُ كأكمة : واحدة ، وهي : حصون لأهل المدينة

( اكم )

في الحديث « ذِكْرُ الأَكَمَة والأَكَمَات والآكَام ».

والأَكَمَةُ كقصبة : تل صغير ، والجمع أَكَمٌ كقصب وأَكَمَات كقصبات ، وجمع أَكَم : إِكَام كجبل وجبال ، وجمع الإِكَام أُكُم ككتاب وكتب ، وجمع الأُكُم آكَام كعنق وأعناق كذا في كتب اللغة.

( ألم )

قوله تعالى : ( الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) [ ٢ / ١ ـ ٢ ] الآية.

قال بعض المحققين : ( الم ) وسائر الحروف الهجائية في أوائل السور كـ ( ن ) و ( ق ) و ( يس ) ، كان بعض المفسرين يجعلها أسماء للسور لتعرف كل سورة بما افتتحت به وبعضهم جعلها أقساما أقسم الله تعالى بها لشرفها وفضلها ، ولأنها مباني الكتب المنزلة ، ومباني أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا

وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله ، كَقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ( كهيعص ) إِنَّ الْكَافَ مِنْ كَافٍ ، وَالْهَاءَ مِنْ هَادٍ ،

٨

وَالْيَاءَ مِنْ حَكِيمٍ ، وَالْعَيْنَ مِنْ عَلِيمٍ وَالصَّادَ مِنْ صَادِقٍ.

وَنَقَلَ الزَّجَّاجُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَ ( الم ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ » و ( المر ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَرَى » و ( المص ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَعْلَمُ وَأَفْصِلُ ».

وأما ( ق ) فقيل مجازها مجاز سائر الحروف الهجائية في أوائل السور. وَيُقَالُ ( ق ) جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا.

وَأَمَّا ( ن وَالْقَلَمِ ) فَقِيلَ : هُوَ نُونُ الْحُوتِ. وَقِيلَ هُوَ الْحُوتُ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ. وَقِيلَ النُّونُ الدَّوَاةُ. وقِيلَ هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ كُنْ مِدَاداً فَجَمَدَ ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ ، فَقَالَ لِلْقَلَمِ : اكْتُبْ فَكَتَبَ الْقَلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام.

وأما ( يس ) فقيل : معناه « يا إنسان » وقيل « يا رجل » وقيل « يا محمد » وقيل كسائر الحروف الهجائية في أوائل السور. وأما ( المر ) فقيل : هو حرف من حروف الاسم الأعظم المتقطع في القرآن فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعى به أجيب.

قوله : ( وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) [ ٢ / ١٠ ] أي مؤلم موجع كالسميع بمعنى المستمع إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء يهون العذاب. قوله : ( يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ ) [ ٤ / ١٠٣ ] أي يجدون ألم الجراح ووجعها كما تجدون ذلك.

وآلَمَهُ : أوجعه.

والتَّأَلُّمُ : التوجع.

والإِيلَامُ : الإيجاع.

( أمم )

قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِ الْكِتابِ ) [ ٤٣ / ٤ ] الآية يعني في أصل الكتاب ، يريد اللوح المحفوظ. وأُمُ الكتاب أيضا : فاتحة الكتاب ، وسميت أُمّاً لأنها أوله وأصله ولأن السورة تضاف إليها ولا تضاف هي إلى شيء ، وقيل سميت أُمّاً لأنها جامعة لأصل مقاصده ومحتوية على رءوس مطالبه ، والعرب يسمون ما يجمع أشياء متعددة : أُمّاً ، كما يسمون الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أُمَ الرأس ، ولأنها كالفذلكة لما

٩

فصل في القرآن المجيد ، لاشتمالها على المعاني في القرآن من الثناء على الله بما هو أهله ، ومن التعبد بالأمر والنهي والوعد والوعيد فكأنه نشأ وتولد منها بالتفصيل بعد الإجمال ، كما سميت مكة أُمَ القرى لأن الأرض دحيت منها.

قوله : ( هُنَ أُمُ الْكِتابِ ) [ ٣ / ٧ ] ولم يقل أمهات الكتاب لأنه على الحكاية وهي كما يقول الرجل : ليس لي معين ، فتقول نحن معينك فتحكيه ، وكذلك قوله ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) [ ٢٥ / ٧٤ ]

وَعَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) قَالَ « إِيَّانَا عَنَى » ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ : « هَذِهِ فِينَا ». وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَصِيرٍ أَنَّهُ قَالَ ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ) فَقَالَعليه‌السلام : « سَأَلْتَ رَبَّكَ عَظِيماً إِنَّمَا هِيَ وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِمَاماً ».

قوله : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) [ ٢ / ١٢٤ ] أي يأتم بك الناس فيتبعونك ويأخذون عنك ، لأن الناس يَأُمُّونَ أفعاله أي يقصدونها فيتبعونها ويقال للطريق إِمَامٌ ، لأنه يُؤَمُ أي يقصد ويتبع.

قوله : ( وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ) [ ١٥ / ٧٩ ] أي لبطريق واضح.

والإِمَامُ : الكتاب أيضا ، قال تعالى ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) [ ١٧ / ٧١ ] أي بكتابهم ، ويقال بدينهم ، ويقال بمن ائْتَمُّوا به من نبي أو إمام أو كتاب وَفِي حَدِيثِ الشِّيعَةِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُمُ الصَّادِقُ عليه‌السلام « أَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ تَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَدَعَا كُلَّ قَوْمٍ إِلَى مَنْ يَتَوَلَّوْنَهُ وَفَزِعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَفَزِعْتُمْ إِلَيْنَا ، أَيْنَ تَرَوْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ؟ إِلَى الْجَنَّةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ » قَالَهَا ثَلَاثاً.

قوله : ( يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ) [ ٧٥ / ٥ ] أي ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات ، وفيما يستقبله من الأزمان لا ينزع منه ، وقيل معناه يقدم الذنب ويؤخر التوبة ، يقول سوف أتوب سوف أتوب إلى أن يأتيه الموت على أسوإ حالة.

قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) [ ٢١ / ٧٣ ] أي حكمنا لهم بالإمامة ومثله ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) [ ٢٨ / ٤١ ].

١٠

وأصل أَئِمَّة : أءممة فألقيت حركة الميم الأولى على الهمزة وأدغمت الميم في الميم ، وخففت الهمزة الثانية ، لئلا تجتمع همزتان في حرف واحد مثل آدم وآخر ، فمن القراء من يبقي الهمزة مخففة على الأصل ومنهم من يسهلها والقياس « بين بين » وبعضهم يعده لحنا ويقول : لا وجه له في القياس.

قوله : ( وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً ) [ ٧ / ١٦٨ ] أي فرقناهم في الأرض بحيث لا يكاد يخلو قطر منهم.

قوله : أُمِّيُّونَ [ ٢ / ٧٨ ] هو جمع الأُمِّيِ والأُمِّيُ في كلام العرب : الذي لا كتاب له من مشركي العرب. قيل : هو نسبة إلى الأُمِ ، لأن الكتابة مكتسبة فهو على ما ولدته أمه من الجهل بالكتابة. وقيل : نسبة إلى أُمَّةِ العرب لأن أكثرهم أميون ، والكتابة فيهم عزيزة أو عديمة ، فهم على أصل ولادة أمهم.

قوله : ( آمِّينَ الْبَيْتَ ) [ ٥ / ٣ ] أي عامرين البيت.

والأُمُ : الوالدة ، قيل أصلها أُمَّهَة ، ولهذا تجمع على أُمَّهَات ، وإن الأصل أمات. ويقال : إن الأُمَّهَات للناس والأُمَّات للبهائم. قال في البارع ، نقلا عنه : فيها أربع لغات « أُمّ » بضم الهمزة وكسرها « وأُمَّة » و « أُمَّهَة » فالأُمَّات والأُمَّهَات لغتان ، ليس إحديهما أصلا للأخرى.

قوله : ( وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) [ ٣٣ / ٦ ] أي في تحريم النكاح كما قال : ( وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [ ٣٣ / ٥٣ ] ولسن بأمهات على الحقيقة

وجائت الأُمَّةُ في الكتاب العزيز على وجوه :

أُمَّة بمعنى جماعة ، ومنه قوله تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) [ ٢٨ / ٢٣ ] أي جماعة ، وسميت بذلك لأن الفرق تأمها. قال تعالى : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِ أُمَّةٍ شَهِيداً ) [ ١٦ / ٨٤ ] و ( تَرى كُلَ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا ) [ ٤٥ / ٢٧ ].

وأُمَّة : رجل جامع للخير يقتدى به ، ومنه قوله ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً

١١

لِلَّهِ ) [ ١٦ / ١٢٠ ].

وأُمَّة : دين ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ ) [ ٤٣ / ٢٢ ]

وأُمَّة : حين وزمان ، ومنه قوله تعالى ( إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) [ ١١ / ٨ ] وقوله ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) [ ١٢ / ٤٥ ] وقوله ( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) [ ٢ / ٢١٣ ] أي كانوا مذهبا واحدا قبل نوح متفقين على الفطرة فاختلفوا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ ) ، بدلالة قوله : ( لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) وقيل : ( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) كفارا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ ) فاختلفوا عليهم. قوله : ( وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) [ ٤٣ / ٣٣ ] أي لو لا أن يجتمعوا على الكفر لجعلنا ـ الآية.

والواحد قد سماه الله أُمَّة كما في إبراهيم عليه‌السلام. ويقال لجميع أجناس الحيوان : أُمَّة ، وهو قوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) [ ٣٥ / ٢٤ ] ومنه أُمَّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قوله ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) [ ٣ / ١١٠ ]

قال بعض الأفاضل : استدل بعض مخالفينا بالآية على كون الإجماع حجة ، من حيث إن اللام في المعروف والمنكر للاستغراق أي تأمرون بكل معروف وتنهون عن كل منكر ، فلو أجمع على الخطإ لم يتحقق واحدة من الكلمتين وهو المطلوب.

والجواب : منع كون اللام في اسم الجنس للاستغراق. وإن سلم فنحمله على المعصومين لعدم تحقق ما ذكرتم في غيرهم ، وبذلك ورد النقل أيضا عَنْ أَئِمَّتِنَا عليهم‌السلام قَالُوا : « وَكَيْفَ تَكُونُ ( خَيْرَ أُمَّةٍ ) وَقَدْ قُتِلَ فِيهَا ابْنُ بِنْتِ نَبِيِّهَا » (١).

وقد أطنب الشيخ الطوسي رحمه‌الله في البحث عن هذه الآية في كتاب العدة.

قوله : ( أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ ) [ ١٣ / ٣٠ ] هي أُمَّةُ محمد صلى الله عليه وآله.

والأُمَّةُ : الخلق كلهم.

__________________

(١) تفسير العياشي : ذيل الآية. والصافي ج ١ ص ٢٨٩.

١٢

وأُمَّةُ كل نبي : أتباعه. ومن لم يتبع دينه ـ وإن كان في زمانه ـ فليس من أمته.

وقد جائت الأُمَّةُ في غير الكتاب بمعنى القامة ، يقال فلان حسن الأُمَّةِ أي حسن القامة. وبمعنى الأُمِ أيضا يقال هذه أُمَّةُ زيد.

والأُمَّةُ : كل جماعة يجمعهم أمر ، إما دين واحد ، أو دعوة واحدة ، أو طريقة واحدة ، أو زمان واحد ، أو مكان واحد ،

ومنه الْحَدِيثُ « يُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ وَسِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ ».

ويقال لكل جنس من الحيوان أُمَّة.

ومنه الْخَبَرُ « لَوْ لَا أَنْ يَكُونَ الْكِلَابُ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ».

قوله : ( وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ) [ ٦ / ٣٨ ] أي في الخلق والرزق والحياة والموت والحشر والمحاسبة والاقتصاص لبعضها من بعض. وقيل غير ذلك وقد مر في « طير ».

وأَمَ الشيءَ أَمّاً من باب قتل : قصده.

ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ أَمَ هَذَا الْبَيْتَ فَكَذَا » يعني البيت الحرام.

وأُمُ الخير للتي تجمع كل الخير.

وأُمُ الشر للتي تجمع كل الشر.

وأُمُ الصبيان : ريح تعرض لهم.

وأُمُ فروة : أم جعفر الصادق عليه‌السلام، وقد تقدم ذكرها (١).

وقولهم : « لا أُمَ لك » ذم وسب أي أنت لقيط لا تعرف لك أم. وقيل : قد يقع مدحا بمعنى التعجب منه ، قال في النهاية : وفيه بعد.

وأَمْ منقطعة تقدر ببل والهمزة في الخبر والاستفهام.

قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ) [ ٢ / ٢١٤ ] ومعناها بل أحسبتم. والهمزة فيها للتقرير.

وأَمْ المتصلة بمعنى أو في مواضع منها : إذا كان أَمْ معادلا لهمزة الاستفهام.

قال تعالى : ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [ ٤٤ / ٣٧ ] وهو على التفريع والتوبيخ من

__________________

(١) في ( فرا ).

١٣

الله ، لأنه عالم بمن هو خير ، والمعنى ليسوا بخير ، كقوله ( أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ) [ ٤١ / ٤٠ ].

ويكون للتسوية من غير استفهام كقوله ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ) [ ٢ / ٦ ].

قال بعض المحققين من أهل العربية : أَمْ في الكلام حرف عطف في الاستفهام ولها موضعان :

« أحدهما » ـ أن تقع معادلة لألف الاستفهام بمعنى أي ، تقول : « أزيد في الدار أَمْ عمرو » والمعنى أيهما فيها ، وتسمى متصلة ، لأن ما قبلها وما بعدها كلام واحد ، ولا تستعمل في الأمر والنهي ، ويجب أن يعادل ما قبلها في الاسمية ، فإن كان الأول اسما أو فعلا كان الثاني مثله ، نحو « أزيد قائم أَمْ قاعد » و « أقام زيد أَمْ قعد » لأنها لطلب تعيين أحد الأمرين ، ولا يسأل بها إلا بعد ثبوت أحدهما ، ولا يجاب إلا باليقين ، لأن المتكلم يدعي وجود أحدهما ، ويسأل عن تعيينه.

و « الثاني » ـ أن تكون منقطعة مما قبلها خبرا كان أو استفهاما ، تقول في الخبر : « إنها لإبل أَمْ شاة » وذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهمته إبلا فقلت ما سبق إليك ، ثم أدركك الظن بأنه شاة فانصرفت عن الأول فقلت أَمْ شاة ، بمعنى بل ، فهو إضراب عما كان قبله ، إلا أن ما يقع بعد بل يقين ، وما بعد أم مظنون وتقول في الاستفهام : « هل زيد منطلق أَمْ عمرو » فَأَمْ معها ظن واستفهام وإضراب.

والآمَّةُ من الشجاج وهي بالمد : اسم فاعل ، وبعض العرب يقول : مَأْمُومَة ، وهي الشجة التي بلغت أم الرأس ، وهي الشجة التي تجمع أم الدماغ ، وهي أشد الشجاج وتجمع الأولى على أمام [ أَوَامّ ] مثل دابة على دواب ، والثانية على لفظها مَأْمُومَات.

والإِمَامُ بالكسر على فعال للذي يؤتم به وجمعه أَئِمَّة.

وَفِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ : سُمِّيَ الْإِمَامُ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ تَعَالَى مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَى الْعِبَادِ.

١٤

وأَمَامُ الشيء : مستقبله ، وهو ضد خلف وهو ظرف ، ولهذا يذكر ويؤنث على معنى الجهة.

والإِمَامَةُ : هي الرئاسة العامة على جميع الناس ، فإذا أخذت لا بشرط شيء تجامع النبوة والرسالة ، وإذا أخذت بشرط لا شيء لا تجامعهما.

وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ : أُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ عليه‌السلاموَكَانَ قَدْ أَمَرَ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَرْثِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بَعْدَهُ ، لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِيرَةُ فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَهَلَكَتْ عِنْدَهُ.

أُمَامَةَ الأنصاري الخزرجي غلبت كنيته واشتهر بها وكان عقبيا نقيبا شهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما وكانت البيعة الأولى في ستة نفر أو سبعة ، والثانية في اثني عشر رجلا ، والثالثة في سبعين رجلا.

( انم )

الأَنَامُ بفتح الفاء : الجن والإنس. وقيل الأَنَامُ : ما على وجه الأرض من جميع الخلق

( اوم )

الأُوَامُ بالضم : حر العطش

( ايم )

قوله تعالى : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيامى ) [ ٢٤ / ٣٢ ] أي الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء : جمع أَيِّم.

قال ابن السكيت : أصل أَيَامَى أيائم فنقلت الميم إلى موضع الهمزة ثم قلبت الهمزة ألفا وفتحت الميم تخفيفا.

وَفِي الدُّعَاءِ : « وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ بَوَارِ الْأَيِّمِ » فيعل مثل كيس : المرأة التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب أحد في تزوجها.

والأَيِّمُ فيما يتعارفه أهل اللسان : الذي لا زوج له من الرجال والنساء ، يقال : رجل أَيِّم سواء كان تزوج من قبل أو لم يتزوج.

وامرأة أَيِّم أيضا بكرا كانت أو ثيبا

١٥

وإنما قيل للمرأة أَيِّم ولم يقل أيمة لأن أكثر ذلك للنساء فهو كالمستعار.

وايْمُ الله بفتح الهمزة وكسرها : اسم موضوع للقسم ، لا جمع يمين خلافا للكوفيين ، مثل لعمرو الله. وفيها لغات كثيرة. وهمزتها للوصل وقد تقطع.

وَمِنْهُ « وَايْمُ اللهِ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ » ـ الحديث.

باب ما أوله الباء

( برم )

قوله تعالى : ( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً ) [ ٤٣ / ٧٩ ] أي أحكموا أمرا ، من قولهم أَبْرَمَ الأمرَ أي أحكمه ، وأَبْرَمَ الحبلَ : إذا أحكم فتله ، ومنه القضاء المُبْرَم.

وَفِي حَدِيثِ وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ « غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً » هو بالتحريك مصدر بَرِمَ بالكسر ، يقال بَرِمَ بَرَماً فهو بَرِمٌ مثل ضجر ضجرا فهو ضجر وزنا ومعنى : إذا سئمه ومله.

ومنه حَدِيثُ وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « لَا يَتَبَرَّمُ وَلَا يَتَسَخَّطُ » أي لا يسأم ولا يتضجر من أعمال الخير ، ويقال أَبْرَمَهُ أي أَمَلَّهُ وأضجره.

وأَبْرَمْتُ إِبْرَاماً أي أحكمته فَأُبْرِمَ.

وأَبْرَمْتُ الشيءَ ودبَّرته.

وَفِي الدُّعَاءِ « يَا مُدَبِّرَ الْإِبْرَامِ وَالنَّقْضِ » الإِبْرَامُ في الأصل : فتل الحبل. والنقض بالضاد المعجمة نقيضه ، والكلام استعارة والمراد تدبير أمور العالم على ما تقتضيه حكمته البالغة من الإبقاء والإفناء والإعزاز والإذلال والتقوية والإضعاف وغير ذلك.

والبُرْمَةُ : القدر من الحجر ، والجمع بُرَم كغرفة وغرف وبِرَام ككتاب.

( برجم )

البُرْجُمَةُ بالضم : واحدة البَرَاجِم وهي مفاصل الأصابع التي بين الأشاجع والرواجب وهي رءوس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض القابض كفه نشرت وارتفعت.

١٦

( برسم )

فِي الْحَدِيثِ « خَرَجَ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام مُعْتَمِراً ، وَقَدْ سَاقَ بَدَنَةً حَتَّى انْتَهَى إِلَى السُّقْيَا فَبَرْسَمَ ». هو من البِرْسَام بالكسر : علة معروفة يهذي فيها ، يقال بَرْسَمَ الرجلُ فهو مُبَرْسَمٌ.

وَفِيهِ « كَانَ النَّاسُ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ يَعْتَبِطُونَ اعْتِبَاطاً ، وَلَكِنْ بِدَعْوَةٍ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَنْزَلَ اللهُ الْمُومَ وَهُوَ الْبِرْسَامُ ثُمَّ أَنْزَلَ بَعْدَهُ الدَّاءَ ».

والإِبْرِيسَمُ : معروف معرب.

( برهم )

فِي الْحَدِيثِ « مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَلَهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْراً فَأَتَمَّ اللهُ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ ». إِبْرَاهِيمُ اسم أعجمي قال الجوهري : وفيه لغات : إِبْرَاهَام ، وإِبْرَاهَم ، وإِبْرَاهِم ، بحذف الياء.

وفي معاني الأخبار معنى إِبْرَاهِيم : أنه هَمَّ فَبَرَّ.

وَفِي الْحَدِيثِ تَكَرَّرَ « سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام» ...

والمراد به موسى عليه‌السلام (١) والبَرَاهِمَةُ : قوم لا يُجَوِّزُون على الله بعثة الرسل.

( بسم )

قوله تعالى : ( فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ) [ ٢٧ / ١٩ ] التَّبَسُّمُ دون الضحك وهو أوله بلا صوت.

يقال : بَسَمَ بالفتح يَبْسِمُ بالكسر بَسْماً فهو بَاسِمٌ وابْتَسَمَ وتَبَسَّمَ.

والمَبْسِمُ كمجلس : الثغر.

ورجل بَسَّام ومِبْسَام : كثير التبسم.

وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه‌السلام فِي تَفْسِيرِ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قَالَ : « الْبَاءُ بَهَاءُ اللهِ ، وَالسِّينُ سَنَاءُ اللهِ ، وَالْمِيمُ مَجْدُ اللهِ. وَفِي رِوَايَةٍ مُلْكُ اللهِ ـ وَاللهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ الرَّحْمَنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً ».

( برطم )

البَرْطَمَةُ : الانتفاخ من الغضب. ورجل مُبَرْطِمٌ : متكبر.

( بشم )

بَشِمَ الحيوانُ بَشَماً من باب تعب :

__________________

(١) أي ابن جعفر بن محمد عليه‌السلام.

١٧

اتخم من كثرة الأكل.

( بغم )

بُغَامُ الظبية : صوتها.

( بقم )

البَقَّمُ بالفتح فالتشديد : صبغ معروف وهو العَنْدَم. قيل : هو عربي ، وقيل : معرب.

( بكم )

قوله تعالى : ( صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ ) [ ٢ / ١٨ ] البُكْمُ : الخُرْس. والأَبْكَمُ : الذي لا يفصح ، والمعنى : ( صُمٌّ ) عن استماع الحق ، ( بُكْمٌ ) عن النطق به ، ( عُمْيٌ ) عن إبصاره ، وإن لم يكن لهم تلك الصفات هناك.

وبَكِمَ يَبْكَمُ من باب تعب فهو أَبْكَمُ أي أخرس وقيل : الأَخْرَسُ : الذي خلق ولا نطق له. والأَبْكَمُ : الذي له نطق ولا يعقل الجواب ، والجمع : بُكْمٌ

( بلم )

البَلَمُ محركة : صغار السمك ، قال بعض المحققين : الإِبْلَامِيُ من السمك : البُنِّيّ

( بلعم )

البُلْعُومُ بالضم والبَلْعَمُ : مجرى الطعام في الحلق وهو المريء.

وبَلْعَمُ : اسم رجل من أحبار اليهود.

وفي الحديث « بَلْعَمُ بْنُ بحورا [ بَاعُورَا ] » وله قصة تقدم ذكرها (١).

والبَلْعَمُ : الكثير الأكل الشديد البلع للطعام ، والميم زائدة

( بلغم )

فِي الْحَدِيثِ « السِّوَاكُ يَذْهَبُ الْبَلْغَمَ ». البَلْغَمُ : طبيعة من طبائع الإنسان الأربع ، وهو بارد ورطب.

وَفِيهِ « دَوَاءُ الْبَلْغَمِ الْحَمَّامُ ».

( بنيم )

بِنْيَامِينُ بن يعقوب : أخو يوسف عليه‌السلام ، رُوِيَ » أَنَّهُ لَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ بِنْيَامِينُ نَادَى يَا رَبِّ أَمَا تَرْحَمُنِي ، أَذْهَبْتَ ابْنَيَّ. فَأَوْحَى إِلَيْهِ لَوْ أَمَتُّهُمَا لَأَحْيَيْتُهُمَا لَكَ ، وَلَكِنْ تَذْكُرُ الشَّاةَ الَّتِي ذَبَحْتَهَا وَشَوَيْتَهَا وَأَكَلْتَ ، وَفُلَانٌ إِلَى جَانِبِكَ صَائِمٌ

__________________

(١) فِي ( سَلْخِ ).

١٨

لَمْ تُنِلْهُ مِنْهَا شَيْئاً!.

( بوم )

البُومُ والبُومَةُ بالضم فيهما : طائر معروف ، ويقع على الذكر والأنثى ، نقل المسعودي عن الجاحظ أن البُومَةَ لا تظهر بالنهار خوفا من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها ، ولما تصور في نفسها أنها أحسن الحيوان ، لم تظهر إلا بالليل.

( بهرم )

فِي الْحَدِيثِ « صِبْغُنَا الْبَهْرَمَانُ ، وَصِبْغُ بَنِي أُمَيَّةَ الزَّعْفَرَانُ » البَهْرَمُ كجعفر : العصفر ، كالبَهْرَمَان والحنا.

والبَهْرَمَةُ : زهرة النور.

وبَهْرَمَ لحيتَه : حناها.

وتَبَهْرَمَ الرأسُ : احمر.

( بهم )

قوله : ( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ) [ ٥ / ٢ ] البَهِيمَةُ واحدة البَهَائِم ، وهي كل ذات أربع من دواب البر والبحر ، وكل ما كان من الحيوان لا يميز فهو بَهِيمَةٌ.

و ( بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ) هي الإبل والبقر والضأن ، الذكر والأنثى سواء ، والجمع البَهَائِم.

سميت بَهِيمَة لإبهامها من جهة نقص نطقها وفهمها ، وعدم تمييزها ، ف ( بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ) من قبيل إضافة الجنس إلى ما هو أخص منه.

وعن الشيخ أبي علي : اختلف في تأويله على أقوال :

« أحدها » ـ أن المراد به الأنعام وإنما ذكر البهيمة للتأكيد كما يقال : نفس الإنسان فمعناه أحلت لكم الأنعام والإبل والبقر والغنم.

و « ثانيها » ـ أَنَّ الْمُرَادَ أَجِنَّةُ الْأَنْعَامِ الَّتِي تُوجَدُ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا إِذَا أُشْعِرَتْ وَقَدْ ذَكَّيْتَ الْأُمَّهَاتِ وَهِيَ مَيْتَةٌ ، فَذَكَاتُهَا ذَكَاةُ أُمَّهَاتِهَا ، وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَأَبِي جَعْفَرٍ ع

و « ثالثها » ـ ( بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ) : وحوشها كالظباء وبقر الوحش وحمار الوحش. ثم قال : والأولى حمل الآية على الجميع.

ويطلق البَهَائِم على أولاد الضأن والمعز إذا اجتمعت من باب التغليب.

١٩

وَفِي الْحَدِيثِ « يُكْرَهُ الْحَرِيرُ الْمُبْهَمُ لِلرِّجَالِ » أي الخالص الذي لا يمازجه شيء.

ومنه فرس بَهِيمٌ أي مصمت وهو الذي لا يخالط لونه شيء سوى لونه ، ومنه الأسود البَهِيم.

وَفِيهِ « يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً بُهْماً » يعني ليس فيهم من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا ، كالعور والعرج.

والبُهْمُ بالضم : جمع البُهْمَة وهو المجهول الذي لا يعرف.

ومنه الْحَدِيثُ « شِيعَتُنَا الْبُهْمُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مُبْهَمَةٌ عَلَى الْإِيمَانِ » أي مصمتة مثل قولهم : « فرس بَهِيمٌ » أي مصمت كأنه أراد بقوله مُبْهَمَة أي لا يخالطها شيء سوى الإيمان.

وهذه الآية مُبْهَمَة أي عامة أو مطلقة.

وأمر مُبْهَمٌ أي مفصل لا مأتي له.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ كَشَفَهَا ». يريد مسألة معضلة مشكلة ، سميت مُبْهَمَة لأنها أبهمت عن البيان فلم يجعل عليها دليل.

والمُبْهَمُ من المحرمات كمكرم : ما لا يحل بوجه ، كتحريم الأم والأخت والجمع : بُهْم بالضم ، وبضمتين قاله في القاموس.

والأسماء المُبْهَمَة عند النحويين هي أسماء الإشارة نحو هذا وهؤلاء وذلك وأولئك.

والإِبْهَامُ : أكبر أصابع اليد والرجل في الطرف ، وهو مؤنث ، وقد يذكر. والجمع أَبَاهِم.

باب ما أوله التاء

( تأم )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام « الْوَفَاءُ تَوْأَمُ الصِّدْقِ » التَّوْأَمُ من أَتْأَمَتِ المرأةُ فهي مُتْئِمٌ : إذا وضعت اثنين من بطن

٢٠