مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

قوله ( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) [ ١٤ / ٢٥ ] أي كل ستة أشهر.

قوله ( تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ) [ ٥١ / ٤٣ ] أي إلى وقت الموت.

قال أبو حاتم ـ نقلا عنه ـ : وغلط كثير من العلماء فجعلوا ( حِينَ ) بمعنى ( حيث ) والصواب أن يقال ( حيث ) بالثاء المثلثة : ظرف مكان.

و ( حِينٌ ) بالنون : ظرف زمان.

يقال « قمت حيث قمت » أي في الموضع الذي قمت فيه ، « واذهب حيث شئت » أي إلى أي موضع شئت.

وأما حِينٌ فيقال « قم حِينَ قمت » أي في ذلك الوقت ، ولا يقال « حيث خرج الخارج » بالثاء المثلثة (١)

وضابطه : أن كل موضع حسن فيه ( أين ) و ( إذا ) اختصت به ( حيث ) بالثاء.

وكل موضع حسن فيه ( إذا ) و ( لما ) و ( يوم ) و ( وقت ) وشبهه اختص به ( حِينٌ ) بالنون.

وقولهم : « حِينَئذ » بتبعيد الآن كانوا إذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإذ فقالوا « حِينَئذٍ » وتبدل الهمزة ياء للتخفيف فقالوا « حِينَيذ ».

وحَانَ له أن يفعل كذا يَحِينُ أي آن له.

وحَانَ حِينُهُ أي قرب وقته ، ومثله « حَانَتِ الصلاةُ ».

والْحِينُ بالفتح : الهلاك. ومنه الْحَدِيثُ « الْبَغْيُ سَائِقٌ إِلَى الْحِينِ » (٢).

باب ما أوله الخاء

( خبن )

خَبَنْتُ الثوب أَخْبُنُهُ خَبْناً : إذا عطفته وخطته ليقصر قاله الجوهري.

( ختن )

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ » الْخِتَانُ بالكسر وقد يؤنث بالهاء :

__________________

(١) أي في الثاء من ( حيث ) ثلاثة أوجه : الضم والفتح والكسر.

(٢) البغي : الظلم. أي إن الظلم يسوق بالظالم إلى الهلاك.

٢٤١

موضع القطع من الذكر. وقد يطلق على موضع القطع من الفرج.

فالمراد من التقاء الْخِتَانَيْنِ : تقابل موضع قطعهما.

قَالَ بَعْضُ الْأَعْلَامِ : وَجَدْتُ فِي كُتُبِ الْعِلْمِ بِالرِّوَايَةِ « أَنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وُلِدُوا مَخْتُونِينَ ، وَهُمْ : آدم عليه‌السلام ، وَشِيثٌ ، وَنُوحٌ ، وَهُودٌ ، وَصَالِحٌ ، وَلُوطٌ ، وَشُعَيْبٌ ، وَيُوسُفُ ، وَمُوسَى ، وَسُلَيْمَانُ ، وَزَكَرِيَّا ، وَعِيسَى ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ نَبِيُّ أَصْحَابِ الرَّسِّ ، وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وفِي الْحَدِيثِ « يَقَعُ الْإِمَامُ مَخْتُوناً » يعني من بطن أمه. وقد مر في ( قدم ) حديث « خَتْنِ إِسْحَاقَ ».

وخَتَنَ الْخَاتِنُ الغلام من باب ضرب : فعل به ذلك ، فهو مَخْتُونٌ ، والجارية مَخْتُونَةٌ.

والْخَتَنُ بفتحتين : كل من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ وهم الْأَخْتَانُ ، هكذا عند العرب.

وأما العامة فَخَتَنُ الرجل عندهم : زوج ابنته ، كذا قاله الجوهري.

( خدن )

في الكتاب الكريم ذكر « الْأَخْدَانُ » (١) وهم الأصدقاء في السر للزنا ، واحدها ( خِدْنٌ ) بالكسر.

والْخِدْنُ والْخَدِينُ : الصديق ، يقال خَادَنْتُ الرجل أي صادقته.

( خزن )

قوله تعالى ( اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ ) [ ١٢ / ٥٥ ] قال بعض المتبحرين استدل الفقهاء بهذه الآية على جواز الولاية من قبل الظالم إذا عرف المتولي من حال نفسه أنه يتمكن من العدل ، كحال يوسف عليه‌السلام مع ملك مصر.

ثم قال : والذي يظهر لي أن نبي الله تعالى أجل قدرا من أن ينسب إليه طلب

__________________

(١) في قوله تعالى : ( محصنات غير مسافحات ولا متّخذات أخدان ) سورة النساء : ٢٥. وقوله تعالى : ( محصنين غير مسافحين ولا متّخذي أخدان ) سورة المائدة : ٥.

٢٤٢

الولاية من الظالم ، وإنما قصد إيصال الحق إلى مستحقه ، لأنه وظيفته.

قوله ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ ) [ ١٥ / ٢١ ] قال المفسر : أخبر تعالى أنه ما من شيء من الأشياء الممكنة من جميع الأنواع إلا وهو قادر على إيجاده ، فَخَزَائِنُ الله كناية عن مقدوراته ، ومفتاح هذه الْخَزَائِنِ هي كلمة كن ، وكلمة كن مرهونة بالوقت ، فإذا جاء الوقت قال له كن فيكون ، وإنما جمع خَزَائِنَ ، مع أن إفرادها كان يفيد العموم ، لأن مقدوراته غير متناهية ، فلو أفرد لتوهم تناهيها.

و ( خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) : ما خَزَنَهُ الله فيهما من الأرزاق ومعايش العباد.

و ( خَزائِنُ اللهِ ) : غيوب الله ، سميت ( خَزَائِنَ ) لغيوبها واستتارها.

وخَزْنُ المال : غيبه ، يقال خَزَنْتُ المال واخْتَزَنْتُهُ من باب قتل : كتمته ، وجعلته في الْمَخْزَنِ ، وكذا خَزَنْتُ السر أي كتمته.

وجمع الْمَخْزَنِ : مَخَازِنُ ، كمجلس ومجالس.

والْخِزَانَةُ بالكسر مثل الْمَخْزَنِ يُخْزَنُ به الشيء.

( خشن )

الْخُشُونَةُ ضد النعومة (١) وهي كيفية تحصل عن كون بعض الأجزاء أخفض ، وبعضها أرفع ، يقال خَشُنَ الشيء بالضم خُشُونَةً : خلاف نعم ، فهو خَشِنٌ.

ورجل خَشِنٌ : قوي شديد ، ويجمع على خُشُنٍ بضمتين ، كتمر وتمر.

والأنثى خَشِنَةٌ.

وأرض خَشِنَةٌ : خلاف سهلة.

( خمن )

التَّخْمِينُ : القول بالحدس والظن ، يقال خَمَّنْتُهُ تَخْمِيناً : إذا رأيت فيه شيئا بالوهم والظن.

وعن أبي حاتم : هذه كلمة أصلها فارسي معرب.

( خنن )

فِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « أَنَ

__________________

(١) في نسخة : « ضدّ الملامسة ».

٢٤٣

أَبِي أَبْطَأَ عَلَيَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فِي طَلَبِهِ فَإِذَا هُوَ فِيهِ سَاجِدٌ ، فَسَمِعْتُ خَنِينَهُ وَهُوَ يَدْعُو » الْخَنِينُ : ضرب من البكاء ، دون الانتحاب ، وأصله خروج الصوت من الأنف كالحنين من الفم.

وقد خَنَ الرجل يَخِنُ.

والْخَنْخَنَةُ : أن لا يبين كلامه فَيَتَخَنْخَنَ في خياشيمه.

( خون )

قوله تعالى ( يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ) [ ٤٠ / ١٩ ] خَائِنَةُ الأعين : صفة للنظرة أي يعلم النظرة المسترقة إلى ما لا يحل.

والْخَائِنَةُ : مصدر مثل الْخِيَانَةِ.

قوله ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) [ ٦٦ / ١٠ ] الآية.

قوله ( فَخانَتاهُما ) أي بالنفاق ، والتظاهر على الرسولين ، فامرأة نوح قالت لقومه : إنه لمجنون ، وامرأة لوط دلت على ضيفانه.

وَقِيلَ خَانَتَاهُمَا بِالنَّمِيمَةِ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِمَا أَفْشَتَاهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ.

ولا يجوز أن يراد بِالْخِيَانَةِ : الفجور ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا زَنَتْ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّنْفِيرِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَإِلْحَاقِ الْوَصْمَةِ بِهِ.

قال المفسر : في طي التمثيلين تعريض بزوجتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المذكورتين في أول السورة ، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا أن تكونا مؤمنتين مخلصتين ، والتعريض بحفصة أكثر ، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

قوله ( يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ ) [ ٤ / ١٠٧ ] أي يَخُونُ بعضهم بعضا ، يقال اخْتَانَ نفسه

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع : ص ٥٠٠.

٢٤٤

أي خَانَهَا.

ورجل خَائِنٌ وخَائِنَةٌ أيضا ـ والهاء للمبالغة ـ مثل علامة ونسابة.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ » هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، وهي نقيض الأمانة.

والْخَانُ : الذي للتجارة.

والْخِوَانُ : الذي يؤكل عليه. معرب قاله في المصباح.

وفيه ثلاث لغات : كسر الخاء ، وهو الأكثر ، وضمها ، وإِخْوَانٌ بهمزة مكسورة ، وجمع الأولى خُوْنٌ مثل كتب ولكن يسكن تخفيفا ، وفي القلة أَخْوِنَةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا أَكَلَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَى خِوَانٍ قَطُّ » وقيل كان تواضعا لله تعالى لئلا يفتقر إلى التطاول في الأكل.

باب ما أوله الدال

( دجن )

فيه ذكر « الدَّوَاجِنِ » وهي على ما قاله أهل اللغة : الشاة التي تعلفها الناس في منازلهم ، وكذلك الناقة والحمام البيوتي.

والأنثى : دَاجِنَةٌ ، والجمع دَوَاجِنُ ، يقال دَجَنَ في بيته إذا ألفه ولزمه.

والْدُّجْنَةُ بالضم : الظلمة ، والجمع دُجَنٌ ودُجَنَاتٌ.

والدُّجْنَةُ من الغيم : المطبق تطبيقا الريان المظلم الذي لا مطر فيه.

ودَجَنَ بالمكان دَجْناً من باب قتل ودُجُوناً : أقام فيه.

وأَدْجَنَ مثله.

وأبو دُجَانَةَ : كنية سماك بن خرشة الأنصاري (١) قاله الجوهري.

( دخن )

قوله تعالى ( يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ

__________________

(١) وهو من صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخيار.

٢٤٥

مُبِينٍ ) [ ٤٤ / ١٠ ] هو بالتخفيف.

وقد اختلف فيه.

فَقِيلَ إِنَّهُ دُخَانٌ يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ ، يَدْخُلُ فِي أَسْمَاعِ الْكَفَرَةِ وَيَعْتَرِي الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ ، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كُلُّهَا كَبَيْتٍ أُوقِدَ فِيهِ ، لَيْسَ فِيهِ فُرْجَةٌ ، وَيَمْتَدُّ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْماً. رُوِيَ ذَلِكَ ـ عَلَى مَا نُقِلَ ـ عَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ (١)

ويُقَالُ إِنَّهُ الْجَدْبُ وَالسَّنَوَاتُ الَّتِي دَعَا فِيهَا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَى مُضَرَ فَكَانَ الْجَائِعُ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَاناً مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ ويقال للجدب دُخَانٌ ، ليبس الأرض وارتفاع الغبار ، فشبه ذلك بِالدُّخَانِ ، وربما وضعت العرب الدُّخَانَ في موضع الشر إذا علا ، فيقال « في بيتنا أمر ، ارتفع له دُخَانٌ ».

قوله تعالى ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ ) [ ٤١ / ١١ ]. قال بعض المفسرين : المراد بخار الماء ، وذهب إلى مثله. بعض الحكماء من القدماء. قال : وهذا الظاهر لا ينافي كلام المتكلمين من أن الأجسام مؤلفة من الأجزاء التي لا تتجزى ، لجواز أن يخلق الله تعالى أول الأجسام من تلك الجواهر ، ثم تتكون باقي الأجسام عن الأجسام الأول. وأما الحكماء فلما لم تكن تلك الظواهر موافقة لمقتضى أدلتهم لتأخر وجود العناصر عندهم عن وجود السماوات لا جرم احتاجوا إلى تأولها توفيقا بينها وبين آرائهم في ذلك. وعن بعض العلماء أنه جاء في السفر الأول من التوراة « أن الله خلق جوهرا ثم نظر إليه نظر الهيبة ، فذابت أجزاؤه فصارت ماء ، ثم ارتفع منه بخار كَالدُّخَانِ فخلق منه السماوات ، فظهر على وجه الماء زبد خلق منه الأرض ، ثم أرساها بالجبال ». ودَخَنَتِ النارُ تَدْخِنُ من بابي ضرب وقتل دُخُوناً : ارتفع دُخَانُهَا. ودَخِنَتِ النارُ بالكسر من باب تعب

__________________

(١) عن الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع ص ٤٣٨.

٢٤٦

إذا ألقيت عليها حطبا وأفسدتها حتى يهيج لذلك دُخَانٌ.

والدُّخْنُ : حب معروف ، والحبة دُخْنَةٌ.

والدُّخْنَةُ كَالذُّرَيْرَةِ يُدَخَّنُ بها البيوت.

والدُّخْنَةُ في الألوان : كُدْرة في سواد.

( درن )

الدَّرَنُ بالتحريك : الوسخ.

وقد دَرِنَ الثوب بالكسر دَرَناً فهو دَرِنٌ ، مثل وسخ فهو وسخ وزنا ومعنى.

ودَارَيْنِ (١) اسم فرضة بالبحرين ، ينسب إليها المسك ، والنسبة دَارِيٌ.

( دفن )

فِي الْخَبَرِ « قُمْ عَنِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفِينَ » أي الداء المستتر الذي قهرته الطبيعة.

ودَفَنْتُ الشيء دَفْناً من باب ضرب : أخفيته تحت أطباق التراب ، فهو دَفِينٌ ومَدْفُونٌ. وَمِنْهُ « دَفَنْتُ الْمَيِّتَ بِالتُّرَابِ ».

ودَفَنْتُ الحديث : كتمته وسترته.

والْمِدْفَانُ : السقاء البالي.

وَفِي الدُّعَاءِ « إِنْ رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا » أي غطاها وسترها.

وقولهم « ادْفِنُوا كلامه تحت أقدامكم » أي أخفوه ولا تظهروه.

( دكن )

فِي الْحَدِيثِ « أَوْقَدَتْ فاطمة عليها‌السلام الْقِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا » أي اغبرت.

يقال دَكِنَ الثوب دَكَناً من باب تعب مال إلى الغبرة ، وهو بين الحمرة والسواد وَمِنْهُ « ثَوْبٌ أَدْكَنُ ».

والدُّكَّانُ : واحد الدَّكَاكِينِ ، وهي الحوانيت فارسي معرب.

والدُّكَّانُ أيضا : الدَّكَّةُ

( دمن )

فِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ » (٢) قد ذكر في ( خضر ) كلام الصدوق في شرح الحديث.

__________________

(١) بكسر الراء.

(٢) الصدوق : من لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٢٤٨.

٢٤٧

ونقول هنا : الدِّمْنَةُ هي المنزل الذي ينزل فيه أخيار العرب ، ويحصل فيه بسبب نزولهم تغير في الأرض بسبب الأحداث الواقعة منهم ومن مواشيهم ، فإذا أمطرت أنبتت نبتا حسنا شديد الخضرة والطراوة ، لكنه مرعى وبيء للإبل مضر بها ، فشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المرأة الجميلة إذا كانت من أصل رديء بنبت هذه الدِّمْنَةُ في الضر والفساد ، والنهي للتنزيه.

وفلان يَدْمُنُ كذا أي يديمه.

وفلان مُدْمِنُ خمر أي مداوم شربها.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَيْسَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ الَّذِي يَشْرَبُهَا كُلَّ يَوْمٍ ، وَلَكِنْ يُوَطِّنُ نَفْسَهُ إِذَا وَجَدَهَا شَرِبَهَا ».

والدَّمْنُ كحمل : ما يتلبد من السرجين ، والجمع دِمَنٌ كسدرة وسدر.

وأَدْمَنَ فلان على كذا إِدْمَاناً : إذا واظبه ولازمه

( دنن )

الدَّنُ : واحد الدِّنَانُ ، وهي الحباب والدَّنْدَنَةُ أن تسمع من الرجل نغمة ولا يفهم ما يقول

( دون )

دُونَ : نقيض فوق ، وهو تقصير عن الغاية ، تكون ظرفا ، وتكون بمعنى عند.

ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ » أي عنده.

وبمعنى قبل ، وبمعنى غير ، وبمعنى قدام.

وَمِنْهُ « مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ » أي قدامه.

وتكون بمعنى الرديء. ومنه قَوْلُهُ « أَنْفَقَ عَلَيْهَا نَفَقَةَ دُونٍ ».

وفِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَيْسَ دُونَهُ مُنْتَهًى » فَدُونَ هنا تقصير للغاية ، تقول هُوَ دُونَ ذَلِكَ أي أقرب منه أي ليس للقرب منه نهاية تدرك إذا أريد القرب منه ، لأنه تعالى منزه عن الابتداء والنهايات.

ويحتمل كونه بمعنى سوى أي ليس سواه سبحانه ينتهي إليه أمل الآملين.

ويكون بمعنى خذ ، نحو دُونَكَهَا

٢٤٨

أي خذها.

قال بعض العارفين فلا تكاد تخرج عن هذه المعاني.

والدِّيوَانُ بفتح الدال وكسرها : الكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطية.

ويستعار لصحائف الأعمال. وَمِنْهُ « إِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ فِي النِّفَاسِ لَمْ يُنْشَرْ لَهَا دِيوَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

وَمِنْهُ « الدَّوَاوِينُ ثَلَاثَةٌ ». أي صحائف الأعمال.

ويُقَالُ إِنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ فِي الْعَرَبِ أَيْ أَوَّلُ مَنْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْعُمَّالِ وَغَيْرِهِمْ (١).

والأصل في الديوان : دوان فأبدل من إحدى الواوين ياء للتخفيف بدليل جمعه على دَوَاوين.

( دهن )

قوله تعالى ( تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ) [ ٢٣ / ٢٠ ] أي تنبت ومعها الدُّهْنُ لأنها تغذي بِالدُّهْنِ ، وقيل الباء زائدة والمعنى تنبت الدهن ، لأن ما يعصرون منها دُهْنٌ.

قوله ( فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ) [ ٥٥ / ٣٧ ] أي كَدُهْنِ الزيت أي تمور كَالدُّهْنِ ، وقيل الدِّهَانُ : الأديم الأحمر أي صارت حمراء كالأديم.

والْإِدْهَانُ : المصانعة كَالْمُدَاهَنَةِ.

__________________

(١) تأسس ديوان الجند بالمدينة ، أسسه عمر بن الخطاب ودون فيه أسماء الرجال وفرض أعطياتهم ، ولم يكن يومئذ هذا الديوان يعرف بديوان الجند لكنه كان يسمى « الديوان » فقط. وكان يشمل أسماء المسلمين من المهاجرين والأنصار ومن تابعهم ، ومقدار أعطياتهم ، تبعا للنسب النبوي والسابقة في الإسلام. وكان لكل مسلم راتب يتناوله لنفسه ، ورواتب لأهله وأولاده ، فكأنه ديوان المسلمين ، باعتبار أن المسلمين كانوا كلهم جندا في ذلك الحين. وظل العطاء باعتبار النسب والسابقة ، حتى انقرض أهل السوابق ، وصار الجند فئة قائمة بنفسها ، فترتب الجند باعتبار الشجاعة والبلاء في الحرب. التمدن الإسلامي ج ١ ص ١٧٩.

٢٤٩

قال تعالى ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) [ ٦٨ / ٩ ].

ومنه حَدِيثُ الْحَقِّ تَعَالَى لِعيسى عليه‌السلام « قُلْ لِمَنْ تَمَرَّدَ عَلَيَّ بِالْعِصْيَانِ ، وَعَمِلَ بِالْإِدْهَانِ لِيَتَوَقَّعْ عُقُوبَتِي ».

ومثله فِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام حَيْثُ قَالَ : « أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ عليه‌السلام أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ ، أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ ، وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ ، فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي ، وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي ».

والْإِدْهَانُ : النفاق وترك المناصحة والصدق.

والْمُدَاهَنَةُ : المساهلة.

والدُّهْنُ بالضم : معروف.

ودُهْنُ : حي من اليمن ينسب إليهم عمار الدُّهْنِي.

والدَّهْنَاءُ : موضع ببلاد تميم.

( دهقن )

فِي الْحَدِيثِ « فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِمَاءِ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ » الدِّهْقَانُ بتثليث الدال ـ وإن كان الضم أشهر الثلاثة ـ : رئيس القرية ومقدم أصحاب الزراعة ، يصرف ويمنع من الصرف ، ونونه أصلية لقولهم « تَدَهْقَنَ » و « له دَهْقَنَةً موضع كذا ».

وقيل زائدة من الدَّهْقِ : الامتلاء.

فعلى الأول وزنه فعلال مصروفا ، وعلى الثاني فعلان غير مصروف.

( دين )

قوله تعالى ( إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ ٢ / ٢٨٢ ] أي تعاملتم بِالدَّيْنِ إما بالسلم أو النسيئة أو الإجارة أو كل معاملة أحد العوضين فيها مؤجل إلى أجل مسمى ( فَاكْتُبُوهُ ).

ويفهم من الآية أنَ الدَّيْنَ لغة هو القرض ، وثمن المبيع ، فالصداق أو الغصب ونحوه ليس بِدَيْنٍ لغة بل شرعا على التشبيه ، لثبوته واستقراره في الذمة.

إن قيل : قوله ( بِدَيْنٍ ) غير محتاج إليه لأن الدَّيْنَ معلوم من لفظ ( تَدايَنْتُمْ )! قيل : ذكره تأكيدا كقوله ( طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ) ،

٢٥٠

وقيل ليرفع احتمال التَّدَايُنِ من المجازاة ، كقولهم « كما تَدِينُ تُدَانُ » كذا عن بعض المفسرين.

قوله ( ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) [ ١٢ / ٧٦ ] أراد بالملك : ملك مصر ، لأن دِينَهُ الضرب ، وتغريم ضعف ما أخذ ، دون الاسترقاق الذي هو شرع يعقوب عليه‌السلام.

والدِّينُ هو وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول والفروع ، قال تعالى ( إِنَ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) [ ٣ / ١٩ ] قوله ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [ ١٠٩ / ٦ ].

قال الشيخ أبو علي رحمه‌الله : قرأ نافع وابن كثير وحفص عن عاصم ( لِيَ ) بفتح الياء ، والباقون بسكونها ، والقراءتان سائغتان (١).

والدِّينُ : الطاعة ، ومنه قوله تعالى ( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) [ ١٦ / ٥٢ ] وقوله ( لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ ) [ ٩ / ٢٩ ] أي لا يطيعون طاعة حق.

والدِّينُ : الجزاء ، ومنه قوله تعالى ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) [ ١ / ٣ ] قوله ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ) [ ٣٩ / ٣ ] أي التوحيد.

قوله ( يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ ) [ ٢٤ / ٢٥ ] أي جزاءهم الواجب.

قوله ( إِنَ الدِّينَ لَواقِعٌ ) [ ٥١ / ٦ ] أي الجزاء.

قوله ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) [ ٩ / ٣٦ ] أي الحساب المستقيم.

قوله ( لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) [ ٢٤ / ٢ ] أي حكمه الذي حكم به على الزاني.

قوله ( فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها ) [ ٥٦ / ٨٦ ] أي غير مملوكين من دَانَ السلطان الرعية إذا ساسهم ، والضمير في ( تَرْجِعُونَها ) للنفس ، وهي الروح وفي ( أَقْرَبُ إِلَيْهِ ) [ ٥٦ / ٨٥ ] إلى المحتضر.

المعنى : فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن ، بعد بلوغها الحلقوم ، إن لم يكن ثم قابض ، ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ).

قوله لَمَدِينُونَ [ ٣٧/٥٣ ] أي

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥١ بتصرف يسير.

٢٥١

لمجزيون ، من الدِّينِ الذي هو الجزاء ، أو محاسبون.

قوله ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) [ ٢٨ / ٢٣ ] مَدْيَنُ : اسم مَدِينَةٍ في طريق القدس (١) كأنها بلد لشعيب عليه‌السلام ، ووزنه : مفعل ، وإنما كانت الميم زائدة لفقد ( فعيل ) في كلامهم.

والدَّيْنُ بفتح الدال : واحد الدُّيُونِ ، تقول دِنْتُ الرجل : أقرضتُه ، فهو مَدِينٌ بفتح الدال (٢) ومَدْيُونٌ.

ودَانَ فلان يَدِينُ دَيناً : استقرض ، وصار عليه دَيْنٌ.

ورجل مِدْيَانٌ (٣) : إذا كان من عادته أن يأخذ بِالدَّيْنِ ، ويستقرض.

واسْتَدَانَ : استقرض.

ودَايَنْتُ فلانا : إذا عاملته بِالدَّيْنِ.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ دَيْناً » أي غير حال حاضر في المجلس.

وَفِيهِ « الْكَيِّسُ لَمَنْ (٤) دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ » أي ساسها وحاسبها وأذلها واستعبدها ، من قولهم : دَانَهُ إذا أذله واستعبده.

وَفِي حَدِيثِ الْمُسَافِرِ « أَسْتَوْدِعُ اللهُ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ » أي اجعلهما من الودائع ، فإن السفر مظنة المشقة والخوف فيتسبب لإهمال بعض أمور الدين ، فدعا له بالمعونة والتوفيق ، وأراد بالأمانة : أهله وماله ومن يخلفه.

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « ابْنَ آدَمَ! كُنْ كَيْفَ شِئْتَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ » أي كما تجازي تجازى وبفعلك وبحسب ما عملت ، وسمي الأول جزاء ، للازدواج كما في قوله تعالى ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ ) [ ٢ / ١٩٤ ] وإن كان الثاني في الآية مجازا عكس ما في الحديث.

__________________

(١) هي بلدة في مصر ، تقع على البحر الأحمر ، محاذية لتبوك.

(٢) هكذا في النسخ ، والظاهر : « بفتح الميم ».

(٣) بكسر الميم.

(٤) بفتح اللام ـ حرف تأكيد ـ وفتح ميم « من » الموصولة.

٢٥٢

وهذا المثال من كلام الحق ، والأصل فيه : أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ عَلَى عَهْدِ داود عليه‌السلام يَأْتِيهَا رَجُلٌ يَسْتَكْرِهُهَا عَلَى نَفْسِهَا فَأَلْقَى اللهِ تَعَالَى فِي قَلْبِهَا ، فَقَالَتْ لَا تَأْتِينِي مَرَّةً إِلَّا وَعِنْدَ أَهْلِكَ مَنْ يَأْتِيهِمْ ، قَالَ : فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلاً ، فَأَتَى بِهِ داود عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ أَتَى إِلَيَّ مَا لَمْ يُؤْتَ إِلَى أَحَدٍ فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ : وَجَدْتُ هَذَا الرَّجُلَ عِنْدَ أَهْلِي ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى داود عليه‌السلام قُلْ لَهُ : « كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « الْعِلْمُ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ » أي طاعة يطاع الله بها.

ودَانَ فلان بالإسلام دِيناً بالكسر : تعبد به وتَدَيَّنَ به كذلك.

وَفِيهِ « دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ إِذَا جَالَسْتُمُوهُمْ ».

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ » أي حقوق الله ، وحقوق العباد من جميع الأنواع.

والدَّيَّانُ بفتح الأول وتشديد الثاني من أسمائه تعالى وهو القهار ، وقيل الحاكم وقيل القاضي ، وهو فعال من دَانَ الناس أي قهرهم فأطاعوه من دِنْتُهُمْ فَدَانُوا أي قهرتهم فأطاعوا ، ومنه فِي وَصْفِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله « يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلامدَيَّانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ».

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام مَعَ الْيَهُودِيِ « نَشَدْتُكَ بِالسَّبْتِ الدَّيَّانِ » وهو من هذا الباب.

وَفِي الْحَدِيثِ « يَهُودِيٌّ مَاتَ وَأَوْصَى لِدَيَّانِهِ » كأن المراد من يقتدي به في دِينِهِ ، وفي بعض النسخ « لِأَدْيَانِهِ » جمع دَيِّنٍ ، يعني من يقتدى بهم في دِينِهِمْ.

ومَدْيَنُ بنُ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام: تزوج بنت لوط فولدت حتى كثر أولادها.

٢٥٣

باب ما أوله الذال

( ذعن )

قوله تعالى مُذْعِنِينَ [ ٢٤/٤٩ ] أي مقرين منقادين غير مستكرهين ، يقال أَذْعَنَ له إِذْعَاناً أي انقاد وخضع وذل ولم يستعص.

ومنه « ناقة مِذْعَانٌ » أي منقادة.

( ذقن )

قوله تعالى ( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ ) [ ١٧ / ١٠٧ ] الْأَذْقَانُ : جمع قلة الذَّقَنِ ، كسبب وأسباب ، وجمع الكثرة ذُقُونٌ كأسد وأسود.

والذَّقَنُ : مجمع اللحيين.

( ذهن )

الذِّهْنُ : الفطنة والذكاء ، والجمع أَذْهَانٌ

باب ما أوله الراء

( رجن )

رَجَنَ بالمكان يَرْجُنُ رُجُوناً : أقام به.

والرَّاجِنُ : الآلف مثل الداجن قاله الجوهري.

( ردن )

الرُّدْنُ : أصل الكم ومنه « قميص واسع الرُّدْنِ ».

قال الجوهري : والرمح الرُّدَيْنِيُ زعموا أنه منسوب إلى امرأة تسمى رُدَيْنَةً.

والْأُرْدُنُ : نهر معروف تحت طبرية (١)

والْأَرْدَنُ : ضرب من الخز الأحمر.

__________________

(١) الأُرْدُن : نهر في فلسطين له منبعان ( الحاصباني لبنان ) و ( البانياسي سوريا ) يجتاز بحيرة ( الحولة ) وبحيرة ( طبرية ) ويصب في بحر ( لوط ـ بحر

٢٥٤

( رزن )

رَزُنَ الرجل بالضم فهو رَزِينٌ أي وقور.

وامرأة رَزَانٌ إذا كانت رَزِينَةً في مجلسها.

وشيء رَزِينٌ أي ثقيل.

والْأَرْزَنُ : شجر صلب يتخذ منه العصا قاله الجوهري.

( رسن )

الرَّسَنُ : الحبل والجمع أَرْسَانٌ. والْمَرْسِنُ بفتح الميم وكسر السين : موضع الرَّسَنِ من أنف الفرس ثم كثر استعماله حتى قيل مَرْسِنُ الإنسان.

( رشن )

الرَّوَاشِنُ : جمع رَوْشَنٍ وهي أن تخرج أخشابا إلى الدرب ، وتبني عليها ، وتجعل لها قوائم من أسفل.

( رصن )

الرَّصِينُ : المحكم الثابت ، وقد رَصُنَ الشيء بالضم رَصَانَةً وأَرْصَنْتُ الشيء : أحكمته.

ومنه فِي صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ « رَصِينُ الْوَفَاءِ قَلِيلُ الْأَذَى ».

( رضن )

الرَّضِينُ بالضاد المعجمة : حزام القتب.

( رطن )

فِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ رَطَانَةِ الْأَعَاجِمِ فِي الْمَسَاجِدِ » الرَّطَانَةُ : الكلام بالأعجمية.

ورَاطَنْتُهُ إذا كلمته بها.

وتَرَاطَنَ القوم فيما بينهم.

( رعن )

قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا ) [ ٢ / ١٠٤ ] قِيلَ مَعْنَاهُ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا أَلْقَى إِلَيْهِمْ شَيْئاً مِنْ الْعِلْمِ : رَاعِنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَيْ رَاقِبْنَا وَانْتَظِرْنَا حَتَّى نَفْهَمَهُ وَنَحْفَظَهُ ، وَكَانَ لِلْيَهُودِ كَلِمَةٌ يَتَسَابُّونَ بِهَا ، وَهِيَ « رَاعِنَا » فَلَمَّا سَمِعُوا بِقَوْلِ الْمُسْلِمِينَ :

__________________

الميت ). وشرقي الأردن المملكة الأردنية ـ منسوبة إليه. وانضمت إليها أخيرا ( فلسطين الشرقية ).

٢٥٥

رَاعِنَا ، افْتَرَضُوهُ وَخَاطَبُوا الرَّسُولَ بِهِ وَهُمْ يَعِيبُونَ تِلْكَ اللَّفْظَةَ عِنْدَهُمْ فَنُهِيَ الْمُؤْمِنُونَ عَنْهَا وَأُمِرُوا بِمَا هُوَ فِي مَعْنَاهَا وَهُوَ ( انْظُرْنا ).

والرُّعُونَةُ : الحمق والاسترخاء. ورجل أَرْعَنُ ، وامرأة رَعْنَاءُ : بينة الرُّعُونَةِ.

( ركن )

قوله تعالى ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) [ ١٧ / ٧٤ ] الآية ، أي قاربت أن تميل إليهم أدنى ميل ، قال الصدوق رحمه‌الله : كلما كان في القرآن مثل قوله تعالى ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) [ ٣٩ / ٦٥ ] ومثل قوله ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) [ ٤٨ / ٢ ] ومثل قوله ( لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ) [ ١٧ / ٧٤ ] وما أشبه ذلك فاعتقادنا فيه أنه نزل على « إياك أعني واسمعي يا جارة » ـ انتهى.

وقريب منه ما مر في ( ضعف ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مَعْصُومٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْوِيفٌ لِئَلَّا يَرْكَنَ مُؤْمِنٌ إِلَى مُشْرِكٍ ».

قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) [ ٥١ / ٣٩ ] قيل بجانبه ، وقيل بقومه.

قوله ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) [ ١١ / ١١٣ ] أي لا تطمئنوا إليهم وتسكنوا إلى قولهم ، وتظهروا الرضا بفعلهم ومصاحبتهم ومصادقتهم ومداهنتهم.

وَفِي الْكَافِي فِي بَابِ الْمَعِيشَةِ فِي بَابِ عَمَلِ السُّلْطَانِ عَنْهُ عليه‌السلام « أَنَّهُ قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَأْتِي السُّلْطَانَ فَيُحِبُّ بَقَاءَهُ إِلَى أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي كِيسِهِ فَيُعْطِيَهُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ فِي أَرْضِهِ ».

ورَكَنْتُ إلى زيد : اعتمدت عليه.

قال في المصباح فيه لغات : أحدها من باب تعب وعليه قوله ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) [ ١١ / ١١٣ ].

٢٥٦

ورَكَنَ رُكُوناً (١) من باب قعد ، قيل وليست بالفصيحة.

والثالثة رَكَنَ يَرْكَنُ بفتحتين ، وليست بأصل بل من باب تداخل اللغتين.

ورُكْنُ الشيءِ : جانبه والجمع أَرْكَانٌ مثل قفل وأقفال.

والْمِرْكَنُ بكسر الميم : الإجانة التي يغسل فيها الثياب ، وقد جاء في الحديث

ورُكَانَةُ بضم الراء والتخفيف : اسم رجل من الصحابة من أهل مكة.

( رمن )

قوله تعالى ( فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) [ ٥٥ / ٦٨ ] الرُّمَانُ : معروف. والواحدة رُمَّانَةٌ ، ووزنه فعال ، ونونه أصلية ، ولهذا ينصرف فإن سمي به امتنع ، حملا على الأكثر وفي الصحاح : قال سيبويه : سألته يعني الخليل عن الرُّمَّانِ إذا سمي به ، فقال : لا أصرفه في المعرفة ، وأحمله على الأكثر إذ لم يعرف له معنى يعرف به أي لا يدرى من أي شيء اشتقاقه.

وهو في الآية من عطف الخاص على العام.

ورَمَّانُ بفتح الراء : جبل لطيىء.

وإِرْمِينِيَةُ ـ بكسر الهمزة والميم وبعدها ياء آخر الحروف (٢) ساكنة ، ثم نون مكسورة ، ثم ياء آخر الحروف أيضا مفتوحة لأجل هاء التأنيث ـ : كورة بناحية الروم (٣) ، والنسبة إليها أَرْمَنِيٌ (٤).

__________________

(١) هذه هي اللغة الثانية.

(٢) أي بعد الميم ( ياء ) التي هي آخر حروف الهجاء.

(٣) ارمينيا بلاد في آسيا الصغرى جنوب القفقاز بين ايران شرقا والأناضول غربا. تحتوي على جبال ـ ذروتها آرارآت ـ ، يجتازها نهر ( آراس ). وارمينيا اليوم منطقتان : تركية وروسية.

(٤) الأرمن : شعب آري ، موطنه الأصلي بلاد إرمينيا. وهم طائفة من النصارى رفضوا الخضوع للبابا وأسسوا لأنفسهم كنيسة مستقلة يعرفون اليوم بالأرامنة

٢٥٧

( رنن )

فِي حَدِيثِ وَصْفِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله « لَا سَبَّابٌ وَلَا مُتَرَنِّنٌ بِالْفُحْشِ وَلَا قَوْلِ الْخَنَا ».

الْمُتَرَنِّنُ بنونين من الرَّنَّةِ بالفتح والتشديد أعني الصوت ، والخنا : مرادف للفحش.

يقال رَنَّتِ المرأة تَرِنُّ من باب ضرب رَنِيناً : صوتت.

وأَرَنَّتْ كذلك.

وأَرَنَّتِ القوس : صوتت.

( رهن )

قوله تعالى ( فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ) [ ٢ / ٢٨٣ ] هي جمع رَهْنٍ كسهم وسهام وهي في اللغة : الثبات والدوام ، وَمِنْهُ « نِعْمَةٌ رَاهِنَةٌ ».

وفي عرف الفقهاء : وثيقة لدين الْمُرْتَهِنِ.

يقال : رَهَنْتُ الشيء عنده رَهْناً ورَهَنْتُهُ الشيء وأَرْهَنْتُهُ الشيء بمعنى ، وأنكر الأصمعي الثاني.

قوله ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) [ ٥٢ / ٢١ ] أي محبوس بعمله.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَأَنْفُسُكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ ».

قال بعض الشارحين : قد يفسر تشبيه توقف خلاص النفس من العقاب على العمل الصالح ، بتوقف تحصيل الرَّهْنِ على أداء الدين ، ليكون الكلام استعارة بالكناية ، مع التخييل. والصحيح : أنه تشبيه بليغ لا استعارة بالكناية ، لأن الطرفين مذكوران.

وكفرسي رِهَانٍ ، قال الفارسي : أراد استواء الأمرين كاستواء فرسي السباق.

وكان أبو عمرو يجعل الرِّهَانَ في الخيل خاصة ، ولذلك قرأ فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَفُكَ رِهَانِي » فك الرَّهْنِ : تخليصه.

والرهان مثله.

وأكثرهم أن الرِّهَانَ يختص بما

__________________

منتشرون في البلاد المختلفة ، لهم طقوسهم وآدابهم المذهبية الخاصة. وعددهم قليل جدا بالنسبة إلى سائر طوائف النصارى.

٢٥٨

يوضع في الأخطار ، وأراد بِالرِّهَانِ هاهنا : نفس الإنسان لأنها مَرْهُونَةٌ بعملها.

قال تعالى ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) [ ٥٢ / ٢١ ].

والرَّهِينَةُ : الرَّهْنُ ، والهاء للمبالغة ، ثم استعمل بمعنى الْمَرْهُونِ ، ومنه الْخَبَرُ « كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ » أي العقيقة لازمة له لا بد منها ، فشبهه في اللزوم بِالرَّهْنِ في أيدي الْمُرْتَهِنِ.

ويطلق الرَّهْنُ على الْمَرْهُونِ ، وجمعه رُهُونٌ كفلس وفلوس.

ورَاهَنْتُ فلانا على كذا من باب قاتل وتَرَاهَنَ القوم : أخرج كل واحد منهم رهنا ليفوز بالجميع إذا غلب.

والْمُرْتَهِنُ : الذي يأخذ الرَّهْنَ.

والإنسان رَهِينٌ موت ، هو فعيل بمعنى مفعول أي إنك مَرْهُونُ الموت وماله ، وهو رَهْنُكَ في هذه الدنيا مدة قليلة ، ثم عن قريب يفك رَهْنُهُ ويتصرف في ماله.

( رين )

قوله تعالى ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [ ٨٣ / ١٤ ] أي غلب على قلوبهم كسب الذنوب كما يَرِينُ الخمر على عقل السكران.

يقال رَانَ على قلبه ذنبه ، من باب باع يَرِينُ رَيْناً أي غلب.

والرَّيْنُ : الحجاب الكثيف.

ورَانَتْ نفسه تَرِينُ : خبثت.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام « قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي تِلْكَ النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ ، وَإِذَا تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى خَيْرٍ أَبَداً ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [ ٨٣ / ١٤ ].

٢٥٩

باب ما أوله الزاء

( زبن )

قوله تعالى ( سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) [ ٦٩ / ١٨ ] هي الملائكة واحدهم زَبْنَي مأخوذ من الزَّبْنِ وهو الدفع كأنهم يدفعون أهل النار إليها.

قال الجوهري : والزَّبَانِيَةُ عند العرب : الشرطة ، وسمي به بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إليها.

قيل : والملائكة الموكلون بالنار هم الغلاظ الشداد الذين ذكرهم الله تعالى في كتاب العزيز (١).

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ » وهي بيع الرطب في رءوس النخل بالتمر ، وأصله من الزَّبْنِ وهو الدفع كأن كل واحد من المتبايعين يدفع صاحبه عن حقه بما يزداد منه ، والنهي عن ذلك لما فيه من الغبن والجهالة.

والزِّبِّينُ كسكين : مدافع الأخبثين البول والغائط.

( زفن )

فِي الْحَدِيثِ « أَنْهَاكُمْ عَنِ الزَّفْنِ وَالْمِزْمَارِ ».

الزَّفْنُ : الرقص واللعب.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَتْ تُزَفِّنُ الْحَسَنَ عليه‌السلام ».

أي تُرَقِّصُهُ ، وأصله اللعب والدفع.

( زمن )

فِي الْحَدِيثِ « الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَ بِهَا زَمَانَةٌ ، لَا يَرَاهَا الرِّجَالُ أُجِيزَتْ شَهَادَةُ النِّسَاءِ عَلَيْهَا » الزَّمَانَةُ : العاهة ، وآفة في الحيوان.

يقال زَمِنَ الشخص زَمَناً وزَمَانَةً فهو زَمِنٌ من باب تعب وهو مرض يدوم زَمَاناً طويلا.

__________________

(١) في سورة التحريم آية (٦) قوله تعالى : ( يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ).

٢٦٠