مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

وقد جاءت في الحديث.

( عجن )

الْعَجِينُ معروف ، فعيل بمعنى مفعول.

وقد عَجَنَتِ المرأة تَعْجَنُ عَجْناً من باب ضرب.

واعْتَجَنْتُ : اتخذت الْعَجِينَ.

والْعِجَانُ ككتاب : ما بين الخصية وحلقة الدبر ، وقد جاء في الحديث.

والْعِجَانُ : الأحمق.

( عدن )

قوله تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ ) [ ١٣ / ٢٣ ] أي جنات إقامة ، يقال : عَدَنَ بالمكان عَدْناً وعُدُوناً من باب ضرب وقعد : إذا أقام به ، ومنه سمي « الْمَعْدِنُ » كمجلس لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء.

ومركز شيء : مَعْدِنُهُ.

والْمَعْدِنُ : مستقر الجوهر ، وَفِي الْحَدِيثِ « النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ » والمعنى : أن الناس يتفاوتون في مكارم الأخلاق ، ومحاسن الصفات ، وفيما يذكر عنهم من المآثر على حسب الاستعداد ، ومقدار الشرف تفاوت الْمَعَادِنِ فيها الرديء والجيد.

وعَدَنُ بفتحتين : بلد باليمن (١).

وعَدْنَانُ بن أُدٍّ : أبو مَعَدٍّ قاله الجوهري.

( عرن )

فِي الْحَدِيثِ « ارْتَحَلَ فَضَرَبَ بِالْعَرِينِ » هو كأمير : فناء الدار والبلد.

وعُرَنَةُ : كهمزة وفي لغة بضمتين : موضع بعرفات ، وليس من الموقف ، ومنه الْحَدِيثُ « ارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ ».

__________________

(١) عَدَن : اسم لعدة أمكنة ، منها : عدن مدينة في جنوب غربي جزيرة العرب ، هي مرفأ حر على خليج عدن ومنها : محمية عدن الشرقية ، مركزها ( حضر موت ) ومنها محمية عدن الغربية ، منطقتها بين اليمن وحضرموت ومضيق باب المندب.

وخليج عدن ، هو البحر المنحصر بين شواطىء سومال الشرقية ومناطق عدن ، ينفذ إلى البحر الأحمر غربا عند مضيق باب المندب ، وجزيرة بريم. وتختلط مياهه شرقا بمياه الأقيانوس الهندي.

٢٨١

والْعَرِينُ والْعَرِينَةُ : مأوى الأسد الذي يألفه.

وعُرَيْنَةُ مصغرا : قبيلة ، بطن من بجيلة.

والعِرْنِينُ ، فعلين بكسر الفاء ، من كل شيء : أوله ، ومنه « عِرْنِينُ الأنف » لأوله ، وهو ما تحت مجتمع الحاجبين ، وهو موضع الشم.

وقَوْلُهُ : « وَفَجَّرْنَا يَنَابِيعَ الْعُيُونِ مِنْ عَرَانِينِ أُنُوفِهَا » أضاف الْعَرَانِينَ إلى الأنوف ، مثل كرى النوم.

( عطن )

فِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ » هي جمع مَعْطِنٍ كمجلس : مبارك الإبل عند الماء لتشرب علا بعد نهل ، فإذا استوفت ردت إلى المرعى.

والْعَطَنُ للإبل : المناخ والمبرك ، ولا يكون إلا حول الماء ، فأما مباركها في البرية أو عند الحي فهي : المأوى ، والجمع أَعْطَانٌ مثل سبب وأسباب.

( عفن )

عَفِنَ الشيء عَفْناً من باب تعب : فسد من نداوة أصابته فهو يتمزق عند مسه. وعَفِنَ اللحم : تغيرت ريحه. وتَعَفَّنَ كذلك فهو عَفِنٌ : بين الْعُفُونَةِ ومُتَعَفِّنٌ.

( عكن )

فِي الْحَدِيثِ « كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَبِي وَفِي عُنُقِهِ عُكْنَةٍ » هي بالضم فالسكون ، واحدة الْعُكَنِ كصرد : طي في العنق ، وأصلها الطي في البطن من السمن ، ويقال في الجمع أَعْكَانٌ أيضا.

وتَعَكَّنَ البطن : صار ذا عُكَنٍ.

( علن )

عَلَانِيَةٌ : خلاف السر ، يقال عَلَنَ الأمر عُلُوناً من باب قعد : ظهر وانتشر فهو عَالِنٌ.

وعَلِنَ عَلَناً من باب تعب لغة فهو عَلِنٌ.

والاسم : الْعَلَانِيَةُ ، مخفف.

وأَعْلَنْتُهُ بالألف : أظهرته.

وعُلْوَانُ الكتاب : عنوانه.

٢٨٢

( عمن )

عُمَانُ كغراب : موضع باليمن (١) وأما الذي بالشام (٢) بطرف البلقاء فهو عَمَّانٌ بالفتح والتشديد.

( عنن )

فِي الدُّعَاءِ « يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ عَدَدَ الْعَنَانِ الْمَكْفُوفِ ».

أَعْنَانُ السماء : صفائحها ، وما اعترض من أقطارها كأنها جمع عَنَنٍ.

قال الجوهري والعامة تقول : عَنَانُ السماء ، وهو ما عَنَ لك منها ، أي بدا إذا رفعت رأسك.

وَفِي حَدِيثِ الْعِنِّينِ « يُؤَجِّلُهُ الْحَاكِمُ سَنَةً » وذلك ليتعين الفصول الأربعة المعدة لإصلاح المزاج بحسب غلبة الأخلاط ، فإن الربيع يغلب فيه الدم ، والصيف الصفراء ، والخريف السوداء ، والشتاء البلغم.

فإن كان من يبوسة زال في فصل الرطوبة ، وإن كان من برودة زال في فصل الحرارة ، وإن كان من رطوبة زال في فصل اليبوسة ، وإن كان من حرارة زال في فصل البرودة ، كذا علله الفقهاء نقلا عن الحكماء.

والْعِنِّينُ : الذي لا يقدر على إتيان النساء ، ولا يشتهي النساء.

وامرأة عِنِّينَةٌ : لا تشتهي الرجال.

قال الأزهري : سمي عِنِّيناً ، لأن ذكره يَعِنُ لقبل المرأة ، أي يعترض إذا أراد إيلاجه ، وسمي عِنَانُ الفرس من ذلك لأنه يَعِنُ أي يعترض الفم فلا يلجه.

وعَنَ لي الأمر يَعِنُ عَنّاً إذا اعترض.

وعِنَانُ الفرس جمعه أَعِنَّةٌ.

وشركة الْعِنَانِ بكسر العين وهي شركة الأموال.

قال بعض الشارحين نسبت إلى الْعِنَانِ ، وهو سير اللجام الذي يمسك به الدابة لاستواء الشريكين في الولاية ، والتصرف ،

__________________

(١) عُمَان ـ بضم العين وتخفيف الميم : مملكة في الجزيرة العربية بين خليج عُمان والمشيخات المحمية والربع الخالي وحضرموت وبحر عُمان. عاصمتها ( مسقط ).

(٢) يقصد به : عاصمة المملكة الهاشمية الأردنية.

٢٨٣

واستحقاق الربح على قدر رأس المال ، كاستواء طرفي الْعِنَانِ ، أو تساوي الفارسين فيه إذا تساويا في السير.

وعَنْوَنْتُ الكتاب : جعلت له عُنْوَاناً بضم العين ، وقد تكسر.

وعُنْوَانُ كل شيء : ما يستدل به عليه ، ومنه حَدِيثُ الْمَكْتُوبِ « وَاكْتُبْ عَلَى عُنْوَانِهِ كَذَا » يريد بِالْعُنْوَانِ ظهر الكتاب.

و ( عَنْ ) حرف جر تكون للمجاوزة إما حسا نحو « جلست عَنْ يمينه » أي متجاوزا عَنْهُ مكان يمينه في الجلوس إلى مكان آخر.

وإما حكما نحو « أخذت العلم عَنْهُ » أي فهمته عَنْهُ كأن الفهم تجاوز عَنْهُ.

وتكون للبدل كقوله تعالى ( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ) [ ٢ / ٤٨ ].

وللاستعلاء كقوله تعالى ( وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ) [ ٤٧ / ٣٨ ] وللتعليل كقوله تعالى ( وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ ) [ ٩ / ١١٤ ] ومرادفة من كقوله تعالى ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) [ ٥٣ / ٣ ].

وتكون للظرفية.

وزائدة كقوله تعالى ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) [ ٢٤ / ٦٣ ] والمعنى يخالفون أمره ، وهي عند الخليل وسيبويه غير زائدة ، أي خالفوا بعد ما أمرهم.

وعن سيبويه : ( عن ) و ( على ) لا يفعل بهما ذاك ، أي لا يزدادان.

وتكون اسما مثل « من عن يميني » ومصدرية.

والْعَنْعَنَةُ : جمع عَنْ ، تقول روى فلان عَنْ فلان.

( عون )

قوله تعالى ( وَلا بِكْرٌ عَوانٌ ) [ ٢ / ٦٨ ] الْعَوَانُ بالفتح : النصف من النساء والبهائم ، بين الصغير والكبير ، والجمع عُوْنٌ.

والأصل بضم الواو ، ولكن سكن تخفيفا.

قوله ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )

٢٨٤

[ ٢ / ٤٥ ] أي اسْتَعِينُوا على حوائجكم بالصبر على تكاليف الصلاة من الإخلاص ، ورفع هواجس النفس ، ورعاية الآداب ، وعلى البلاء بالصبر ، والالتجاء إلى الصلاة وقيل الصبر : الصوم وقد مر (١) وهو مروي.

قوله ( تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى ) [ ٥ / ٣ ] قال المفسر : هو استيناف كلام أمر الله عباده أن يعين بعضهم بعضا على البر ، وهو العمل على ما أمر الله به واتقاء ما نهاهم عنه. ونهاهم أن يعين بعضهم بعضا على الإثم ، وهو ترك ما أمرهم به ، وارتكاب ما نهاهم عنه.

والعدوان وهو مجاوزة ما حد الله لعباده في دينهم وفرض لهم في أنفسهم.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ » يعني كسر شهواته في القبائح ، بأن فعل به لطفا اختار عنده الطاعة واجتناب المعصية ، وإن شئت قلت أَعَانَهُ الله على نفسه : إفادته تعالى لعقله قوة قهر نفسه الأمارة بالسوء.

والْعَوْنُ : الظهير على الأمر ، والجمع أَعْوَانٌ.

ويقال أَعَانَ له : إذا صار مِعْوَاناً.

وأَعَانَ عليه : إذا تركه عن الْمَعُونَةِ.

والْعَوْنُ : اسم سيف كان لرسول الله صلى الله عليه وآله.

والْمَعُونَةُ : الْإِعَانَةُ ، وكذا الْمَعَانَةُ بالفتح أيضا ، يقال ما عندك مَعُونَةٌ ولا مَعَانَةٌ ولا عَوْنٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ » وذلك لتكفل الله تعالى بالأرزاق.

وبئر مَعُونَةٍ : بين أرض بني عامر وحرة بني سليم ، قبيل نجد ، ومَعُونَةُ مفعلة بضم العين ، وبعضهم يجعل الميم أصلية مأخوذ من الْمَاعُونُ ، ويقول هي فعولة.

واسْتَعَنْتُ بفلان فَأَعَانَنِي وعَاوَنَنِي.

وَفِي الدُّعَاءِ « رَبِ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ».

وتَعَاوَنَ القوم : عَاوَنَ بعضهم بعضا.

واعْتَوَنُوا مثله ، وإنما صحت الواو

__________________

(١) في ( صبر ).

٢٨٥

لصحتها في تَعَاوَنُوا ، لأن معناهما واحد ، فبني عليه.

والْعَانَةُ : فعلة بفتح العين ، قيل هي منبت الشعر فوق قبل المرأة وذكر الرجل والشعر النابت عليها يقال له الشعرة والإسب ، وهذا في قول الأزهري وجماعة.

وقال الجوهري وغيره : هي شعر الركب وَفِي الْخَبَرِ فِي قِصَّةِ بَنِي قُرَيْضَةَ « مَنْ كَانَ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ » دلالة عليه.

وعَانَةٌ : قرية على الفرات مشهورة (١)

( عهن )

قوله تعالى ( وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) [ ١٠١ / ٥ ] الْعِهْنُ الصوف المصبوغ ، والقطعة منه : عِهْنَةٌ ، شبه الجبال بالصوف المصبغ ألوانه ، وبالمنفوش منها ، لتفرق أجزائه.

( عين )

قوله تعالى ( عَيْنٌ جارِيَةٌ ) [ ٨٨ / ١٢ ] الْعَيْنُ : عَيْنُ الماء سميت عَيْناً لأن الماء يَعِينُ عنها أي يظهر جاريا.

والْعَيْنُ : حاسة الرؤية ، وهي مؤنثة والجمع أَعْيُنٌ.

قال تعالى ( عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ ) [ ٢١ / ٦١ ] أي مُعَايَناً مشاهدا بمرأى من الناس ومنظر.

قوله ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا ) [ ١١ / ٣٧ ] أي اصنع الفلك متلبسا بِأَعْيُنِنَا كأن الله (٢) معه أَعْيُناً تكلؤه أن يزيغ صنعته عن الصواب ، فيكون في موضع نصب على الحال. كذا ذكره بعض المفسرين.

قوله ( حُورٌ عِينٌ ) [ ٥٦ / ٢٢ ] أي واسعات الْعُيُونِ ، الواحدة : عَيْنَاءُ.

يقال امرأة عَيْنَاءُ : حسنة الْعَيْنَيْنِ واسعتهما ، والجمع عِينٌ بالكسر.

قوله ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) [ ٥٦ / ١٨ ] أي من خمر يجري من الْعُيُونِ.

قوله ( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) [ ٦٧ / ٣٠ ] أي الظاهر لِلْعُيُونِ.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا أَبْيَنَ الْحَقَّ لِذِي عَيْنَيْنِ » ما : تعجبية أي ما أظهر الحق

__________________

(١) هي من البلاد العراقية ، واقعة في غربي أوساط العراق.

(٢) هكذا في النسخ. والظاهر ( لله ) بلا همزة.

٢٨٦

لذي بصيرة.

وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ « يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنَيْكَ ».

قيل : إنَّ ( على ) بمعنى الباء ، كما تأتي الباء بمعنى ( على ) والمعنى : انظر إلى المجالس بِعَيْنَيْكَ ، واختر ما تنتفع به.

والْعَيْنُ تقع بالاشتراك لمعان :

منها : الباصرة ، وتجمع على أَعْيُنٍ وأَعْيَانٍ وعُيُونٍ.

وعَيْنُ الماء.

وعَيْنُ الشمس.

والْعَيْنُ الجارية.

وعَيْنُ الشيء : نفسه ، ومنه يقال : أخذت مالي بِعَيْنِهِ ، والمعنى أخذت عَيْنَ مالي.

والْعَيْنُ : ما ضرب من الدنانير ، ويجمع على أَعْيَانٍ.

والْعَيْنُ : النقد ومنه يقال : اشتريت بالدين أو بِالْعَيْنِ.

والْعَيْنُ : من حروف المعجم.

وعَيْنُ المتاع : خياره.

وعَايَنْتُمْ : رأيتم.

وأَعْيَانُ الناس : أشرافهم ، ومنه الْخَبَرُ « أَعْيَانُ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ ، دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ ».

وعَيَّنْتُهُ المالَ تريد جعلته عَيْناً مخصوصة به.

وتَعْيِينُ الشخص : تخصيصه من الجملة.

وتَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بيمينه.

وعَيَّنْتُ النية في الصوم إذا نويت صوما مُعَيَّناً.

وعَايَنْتُ الشيء عيانا إذا رأيته بعينك.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُعَايِنَ فَكَذَا » أَيْ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَلَكَ الْمَوْتِ كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

ويمكن أن يراد بِالْمُعَايَنَةِ : علمه بحلول الموت ، وقطعه الطمع من الحياة ، وتيقنه ذلك ، كأنه يُعَايِنُهُ.

أو يراد : مُعَايَنَةَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام كما روي عنهم عليهم‌السلام.

واعْتَانَ الرجل : إذا اشترى الشيء بنسيئة.

٢٨٧

والْعِينَةُ بالكسر : السلعة ، وقد جاء ذكرها في الحديث.

واختلف في تفسيرها ، فقال ابن إدريس في السرائر : الْعِينَةُ معناها في الشريعة هو : أن يشتري سلعة بثمن مؤجل ، ثم يبيعها بدون ذلك الثمن نقدا ، ليقضي دينا عليه لمن قد حل له عليه ، ويكون الدين الثاني وهو الْعِينَةُ من صاحب الدين الأول ، مأخوذ ذلك من الْعَيْنِ ، وهو النقد الحاضر.

وقال في التحرير : الْعِينَةُ جائزة ، فقال في الصحاح : هي السلف.

وقال بعض الفقهاء : هي أن يشتري السلعة ثم إذا جاء الأجل باعها على بائعها بثمن المثل أو أزيد.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام « وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ زَمِيلٌ لِعُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُعِينُ عِينَةً إِلَى أَجَلٍ ، فَإِذَا جَاءَ الْأَجَلُ تَقَاضَاهُ ، فَيَقُولُ : لَا وَاللهِ مَا عِنْدِي ، وَلَكِنْ عَيِّنِّي أَيْضاً حَتَّى أَقْضِيَكَ قَالَ : لَا بَأْسَ بِبَيْعِهِ » ، ومنه تفهم المغايرة للمعنيين الأولين.

واعْتَانَ لنا فلان أي صار عَيْناً أي ربيئة.

وبعته عَيْناً بِعَيْنٍ أي حاضرا بحاضر.

باب ما أوله الغين

( غبن )

قوله تعالى ( ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ ) [ ٦٤ / ٩ ] أي يوم يُغْبَنُ فيه أهل الجنة أهل النار.

وأهل الْغَبْنِ : أهل النقض في المعاملة والمبايعة والمقاسمة ، فقوله يوم التَّغَابُنِ مستعار من تَغَابَنَ القوم في التجارة.

وَعَنِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ ، لَيَزْدَادُ شُكْراً وَمَا مِنْ عَبْدٍ

٢٨٨

يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لِيَزْدَادَ حَسْرَةً ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ ( ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ ) [ ٦٤ / ٩ ].

وَفِي الْحَدِيثِ « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ».

الْمَغْبُونُ : الذي يبيع الكثير بالقليل ومن حيث اشتغال المكلف أيام الصحة والفراغة بالأمور الدنيوية ، يكون مَغْبُوناً لأنه قد باع أيام الصحة والفراغة التي لا قيمة لها بشيء لا قيمة له من الأمور الحقيرة الفانية المنغضة بشوائب الكدورات.

ومنه حَدِيثُ بَيْعِ الْمَغْبُونِ « لَا مَحْمُودٌ وَلَا مَشْكُورٌ ».

يقال غَبَنَهُ في البيع من باب ضرب غَبْناً ، ويحرك : خدعه.

وقد غُبِنَ في البيع بالبناء للمفعول فهو مَغْبُونٌ.

والْغَبِينَةُ من الْغَبْنِ.

وغَبِنَ رأيه غَبَناً من باب تعب : قلت فطنته وذكاؤه.

ومَغَابِنُ البدن : الأرفاغ والآباط (١) الواحد : مْغِبُن كمسجد ، ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ « فَامْسَحْ بِالْكَافُورِ جَمِيعَ مَغَابِنِهِ ».

( غصن )

الْغُصْنُ بالضم فالسكون : غُصْنُ الشجر ، والجمع : الْأَغْصَانُ والْغُصُونُ والْغَصَنَةُ بالتحريك.

( غنن )

الْغُنَّةُ : صوت في الخيشوم ، قالوا والنون أشد الحروف غُنَّةً ، ومن ذلك الْأَغَنُ وهو الذي يتكلم من قبل خياشيمه ، يقال رجل أَغَنُ وامرأة غَنَّاءُ.

( غين )

فِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ » قال البيضاوي في شرح المصابيح : الْغَيْنُ لغة في الغيم ، وغَانَ على قلبي كذا أي غطاه.

قال أبو عبيدة في معنى الحديث :

__________________

(١) الرفغ ـ بفتح الراء وسكون الفاء ـ : الموضع المنخفض من الجسم. تتجمع فيه الأوساخ. والإبط ـ بكسر الهمزة وسكون الباء ـ : باطن الكتف.

٢٨٩

أي يتغشى قلبي ما يلبسه ، وقد بلغنا عن الأصمعي أنه سئل عن هذا الحديث ، فقال للسائل : عن قلب من يروى هذا؟ فقال عن قلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : لو كان عن غير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكنت أفسره لك.

قال القاضي : ولله در الأصمعي في انتهاجه منهج الأدب ، إلى أن قال : نحن بالنور المقتبس من مشكاتهم نذهب ونقول : لما كان قلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتم القلوب صفاء وأكثرها ضياء ، وأعرفها عرفانا ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله مبينا مع ذلك لشرائع الملة وتأسيس السنة ميسرا غير معسر ، لم يكن له بد من النزول إلى الرخص ، والالتفات إلى حظوظ النفس ، مع ما كان متمتعا به من أحكام البشرية ، فكأنه إذا تعاطى شيئا من ذلك أسرع كدورة ما إلى القلب لكمال رقته ، وفرط نورانيته ، فإن الشيء كلما كان أصفى كانت الكدورة عليه أبين وأهدى وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أحس بشيء من ذلك عده على النفس ذنبا ، فاستغفر منه ـ انتهى.

وقد تقدم مزيد كلام في هذا المقام في ( بكى ).

والْغَيْنُ من حروف المعجم.

والْغَيْنَةُ : الأشجار الملتفة بلا ماء ، فإذا كان بماء فهي ( غيضة ) قاله الجوهري

باب ما أوله الفاء

( فتن )

قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ ) [ ٨٥ / ١٠ ] أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار ، وهم أصحاب الأخدود ، فلهم في الآخرة عذاب جهنم.

قوله ( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ) [ ٦ / ٢٣ ] يعني الكفار أي جوابهم ، وقيل : لم تكن معذرتهم ( إِلَّا أَنْ قالُوا ).

قوله ( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) [ ٦ / ٥٣ ] أي كما ابتلينا قبلك

٢٩٠

الغني بالفقير ، والشريف بالوضيع ، ابتلينا هؤلاء الرؤساء من قريش بالموالي ، فإنهم إذا نظر الشريف إلى الوضيع قد أمن قلبه ، يقول : سبقني هذا إلى الإسلام فلا يسلم.

وإنما قال : فتنا وهو لا يحتاج إلى الإخبار؟ قيل : لأنه عاملهم معاملة المختبر.

قوله ( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) [ ٨ / ٢٨ ] أي بلاء ومحنة وسبب لوقوعكم في الجرائم والعظائم ، يعني أنه سبحانه يختبرهم بالأموال والأولاد ، ليتبين الساخط لرزقه ، والراضي بقسمه ، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب ، لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث ، وبعضهم يحب تثمير المال. كذا نقل عنه عليه‌السلام في تفسير ذلك.

والْفِتْنَةُ في كلام العرب : الابتلاء والامتحان والاختبار ، وأصله من فَتَنْتُ الفضة إذا أدخلتها في النار لتتميز.

قوله ( إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ ) [ ٢ / ١٠٢ ] أي ابتلاء من الله.

قوله ( فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ) [ ٥٧ / ١٤ ] أي محنتموها بالنفاق وأهلكتموها.

قوله ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) [ ٨ / ٢٥ ] أي بلية ، وقيل ذنبا ، وقيل عذابا وقوله ( لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ) لا يخلو إما أن تكون جواب الأمر ، أو نهيا بعد أمر معطوف عليه محذوف الواو ، أو صفة لِفِتْنَةٍ ، فإذا كانت جوابا فالمعنى : إن أصابتكم فِتْنَةٌ ، لا تصيب الظالمين منكم خاصة ، ولكنها تعمكم.

وإنما جاز دخول النون في جواب الأمر؟ لأن فيه معنى النهي.

وإذا كان نهيا بعد أمر فكأنه قال : واحذروا بلية أو ذنبا أو عقابا ، ثم قال : ولا تتعرضوا للظلم فتصيب البلية أو العقاب أو أثر الذنب ووباله من ظلم منكم خاصة.

وكذلك إذا جعل صفة على إرادة القول ، كأنه قيل ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) مقولا فيها ( لا تُصِيبَنَ ).

٢٩١

قوله ( وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ ) [ ٥ / ٤٤ ] قيل الْفِتْنَةُ هي العذاب ، أي من يرد الله عذابه ، وقيل من يرد الله خزيه وإهلاكه وقيل اختباره.

قوله ( وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ) [ ٥ / ٧١ ] قال المفسر : المراد بِالْفِتْنَةِ هنا العقوبة.

قوله ( إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ) [ ٣٧ / ٦٣ ] الضمير للشجرة أي خبرة لهم افْتَتَنُوا بها وكذبوا بكونها ، فصارت فِتْنَةً لهم ، وقيل عذابا أي جعلناها شدة عذاب لهم ، من قولهم ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) [ ٥١ / ٣١ ] أي يعذبون.

قوله ( ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ ) [ ٩ / ٤٨ ] الْفِتْنَةُ : اسم يقع على كل شر وفساد.

قوله ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) [ ٢ / ١٩١ ] قيل : الْفِتْنَةُ هنا عذاب الآخرة كما قال ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) [ ٥١ / ١٤ ] وقيل : الشرك أعظم من القتل في الحرم ، وذلك أنهم كانوا يستعظمون القتل في الحرم.

قوله ( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) [ ٦٨ / ٦ ] أي المجنون ، لأنه فُتِنَ أي محن بالجنون أي بأي الفريقين منكم المجنون أبفريق المؤمنين أم بفريق الكافرين؟ أي في أيهما من يستحق هذا الاسم.

قوله ( وَلا تَفْتِنِّي ) [ ٩ / ٤٩ ] أي لا توقعني في الْفِتْنَةِ وهي الإثم.

قوله ( حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ) [ ٢ / ١٩٣ ] أي شرك.

قوله ( وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ) [ ٢٠ / ٤٠ ] أي خلصناك من الغش والشر إخلاصا.

قوله ( إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ ) [ ٧ / ١٥٥ ] أي ابتلاؤك وهو راجع إلى قوله تعالى ( فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ ) [ ٢٠ / ٨٥ ].

قوله ( ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ ) [ ٣٧ / ١٦٢ ] الخطاب للكفار ، والضمير في ( عَلَيْهِ ) لله تعالى أي لستم تفسدون على الله أحدا بإغوائكم ، واستهزائكم من قولك فَتَنَ فلان امرأة فلان إذا أفسدها عليه. ( إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ ) [ ٣٧ / ١٦٣ ] أي إلا من سبق في علم الله أنه يستوجب الجحيم بسوء أعماله.

قوله ( وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً )

٢٩٢

[ ٢٥ / ٢٠ ] أي ابتلاء ، ومنه ابتلاء الفقير بالأغنياء ، والمرسلين بغيرهم.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) [ ٢٩ / ٢ ] فَقَالَ : « يُفْتَنُونَ يَعْنِي فِي الدِّينِ كَمَا يُفْتَنُ الذَّهَبُ ، ثُمَّ يَخْلُصُونَ كَمَا يَخْلُصُ الذَّهَبُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً » أي ممتحنا ، يمتحنه الله بالذنب يتوب ثم يعود ثم يتوب.

وَفِيهِ « إِنَّ اللهَ يُحِبُ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ » أي الممتحن بالذنب ثم يتوب.

وَفِيهِ « مَنْ دَخَلَ عَلَى السُّلْطَانِ فُتِنَ » وذلك لأنه إن وافقه فيما يأتي ويذر فقد خاطر بدينه ، وإن خالفه خاطر بروحه.

وَفِيهِ « الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ » الْفِتْنَةُ تكون من الله ومن الخلق ، وتكون في الدين والدنيا كالارتداد والمعاصي ، والبلية والمصيبة ، والقتل والعذاب.

ويقال فِتْنَةٌ عمياء صماء أي لا يرى منها مخرج ، والمراد بها صاحبها ، يقع فيها على غير بصيرة ، فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح.

( فدن )

الْفَدَّانُ زنة فَعَّال بالتشديد : آلة الحرث ، وتطلق على الثورين يحرث عليهما في قرن ، والجمع فَدَّادِينَ بالتخفيف وقد تجمع على أَفْدِنَةٍ وفُدُنٍ.

( فرجن )

فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ « يَا حَسَنُ إِنَ الْفَارِيجَانَ [ الْقَارِيجَارَ ] ، إِنَّمَا يُعْطَى أُجْرَتَهُ عِنْدَ فَرَاغِهِ ».

قال بعض الأفاضل : أكثر النسخ التي وقعت إلي من الكافي والفقيه « الْفَارِيجَانُ » وهو الحصاد الذي يحصد بِالْفِرْجُونِ كبرذون أي المحشة بكسر الميم وإهمال الحاء المفتوحة وإعجام الشين المشددة ، وهي آلة حديدية مستعملة في الحصاد ، إلى أن قال : وفي نسخة عندي مصححة معول على صحتها ، وأصلها بخط شيخنا السعيد الفاضل رضي الدين المزيدي « الناريجان » بالنون مكان الفاء ، ولم

٢٩٣

يشخص ما هو ، إلى أن قال : ومن المصحفين في عصرنا من أبدل الفاء بالقاف والنون بالراء ، وزعم أن القاريجار معرب ( كاريكر ) (١) ولم يعلم أن التعريب موقوف على السماع ولم يذكر أحد من علماء العربية القاريجان ـ انتهى كلامه.

وأنا أقول : قد ظفرت بنسخة عتيقة جدا من نسخ الفقيه أطلعني عليها السيد الحسيب النسيب الأمير الحسين بن السيد الأجل الأمجد السيد محمد رحمه‌الله يوم اجتماعنا معه في داره في المشهد الرضوي على مشرفه السلام ، وذكر أنها من زمن المصنف رحمه‌الله فوجدت فيها هذه العبارة لا غير « وهي يا حسن القالحان » باللام والحاء المهملة والنون بعد الألف ولعلها الصواب.

( فرن )

فِي دُعَاءِ السمات « جَبَلِ فَارَانَ » بالفاء والراء المهملة بعد الألف والنون بعد الألف الأخرى : جبل من جبال مكة بينه وبينها على ما روي يوم.

( فطن )

فَطِنَ للأمر يَفْطَنُ من باب تعب وقتل فَطْناً وفِطْنَةً وفِطَانَةً بالكسر في الكل ، فهو فَطِنٌ ، والجمع فُطُنٌ بضمتين. وفَطُنَ بالضم إذا صارت الْفِطْنَةُ سجية له فهو فَطِنٌ أيضا. والْفَطِنُ كالفهم.

( فلن )

قال ابن السراج ـ نقلا عنه ـ : فُلَانٌ كناية عن اسم سمي به المحدث عنه ، خاص غالب. ويقال في النداء « يا فُلُ » بحذف الألف والنون لغير ترخيم ، ولو كان ترخيما لقالوا يا فُلَا.

( فنن )

قوله تعالى ( ذَواتا أَفْنانٍ ) [ ٥٥ / ٤٨ ] أي أغصان واحدها فَنَنٌ ، وتجمع أيضا على أَفَانِينَ.

وقيل : ذواتا ألوان من الثمار ،

__________________

(١) ( كار ) بمعنى العمل. و ( كر ) بالكاف الفارسية ، بمعنى مزاول العمل. ومعنى ( كاركر ) هو ( العامل ).

٢٩٤

الواحد : فَنٌ.

والْفَنُ كفلس : واحد الْفُنُونِ كفلوس وهي الأنواع. ورجل مُتَفَنِّنٌ أي ذو فُنُونٍ.

( فين )

الْفَيْنَةُ : الوقت ، ومنها قَوْلُهُ عليه‌السلام « اعْمَلُوا عِبَادَ اللهِ وَالْخُنَاقُ مُهْمَلٌ ، وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ فِي فَيْنَةِ الْإِرْشَادِ » وأضافها إلى الإرشاد لأن أوقات العمر في الدنيا يوجد فيها الرشاد ، وَرُوِيَ « الِارْتِيَادُ » وهو الطلب.

باب ما أوله القاف

( قبن )

الْقَبَّانُ : القسطاس معرب قاله الجوهري.

( قرن )

قوله تعالى ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) [ ١٨ / ٨٣ ] الآية ذُو الْقَرْنَيْنِ لَقَبُ الْإِسْكَنْدَرِ الرُّومِيِ (١) كَانَ فِي الْفَتْرَةِ بَعْدَ عيسى عليه‌السلام ، وَاخْتُلِفَ فِي شَأْنِهِ فَقِيلَ كَانَ عَبْداً أَعْطَاهُ اللهُ الْعِلْمَ وَالْحِكْمَةَ وَمَلَّكَهُ الْأَرْضَ ، وَقِيلَ كَانَ نَبِيّاً فَتَحَ اللهُ

__________________

(١) جرى المصنّف في ذلك مجرى أكثر المفسّرين ، في حين أن إسكندر المقدوني صاحب الفتوحات الكثيرة لا يصلح لهذا النّعت ، ولا ينطبق عليه الوصف المذكور في القرآن. وفي الحديث ما يظهر أنّه كان معاصرا لنبيّ الله إبراهيم عليه‌السلام. وأنّه كان وليّا من أوليائه تعالى. مع أن المقدوني كان كافرا طاغيا وملحدا في دين الله. وكانت مدّته قبل المسيح ( ٣٥٦ ـ ٣٢٤ ).

وهناك ( إِسْكَنْدَرُ ) آخَرُ هو روماني ( ٢٠٨ ـ ٢٣٥ ) ولد في عرقة من بلاد عكار لبنان ـ ترأّس الإمبراطورية أيضا كالمقدوني في عدم الصّلاح المذكور.

٢٩٥

عَلَى يَدَيْهِ الْأَرْضَ ، وَقِيلَ كَانَتْ أُمُّهُ آدَمِيَّةً وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه‌السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْهُ « أَنَبِيٌّ هُوَ أَمْ مَلِكٌ؟ فَقَالَ : عَبْدٌ صَالِحٌ أَحَبَّ اللهَ فَأَحَبَّهُ ، وَنَصَحَ لِلَّهِ فَنَصَحَ لَهُ ».

قِيلَ : سُمِّيَ بِذِي الْقَرْنَيْنِ ، لِأَنَّهُ لَمَّا بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ ضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْمَنِ فَأَمَاتَهُ اللهُ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْسَرِ فَأَمَاتَهُ اللهُ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَمَلَّكَهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا مِنْ حَيْثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ إِلَى حَيْثُ تَغِيبُ (١).

يُقَالُ : « مَلَكَ الدُّنْيَا مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ الْمُؤْمِنَانِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْكَافِرَانِ هُمَا نُمْرُودُ وَبُخْتُ النَّصَّرِ ».

وفي حديث علي عليه‌السلام ما يؤيد الوجه المذكور في التسمية ، حيث قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ قِصَّةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ « وَفِيكُمْ مِثْلُهُ » ويعني نفسه عليه‌السلام ، لأنه ضرب على رأسه ضربتين : يوم الخندق.

وقِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ ذَا ضَفِيرَتَيْنِ.

وَقِيلَ : لِأَنَّهُ بَلَغَ قُطْرَيِ الْأَرْضِ.

وَقِيلَ : لِأَنَّهُ كَانَ كَرِيمَ الطَّرَفَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ شَرَفٍ ، مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ.

وَقِيلَ : لِأَنَّهُ انْقَرَضَ فِي وَقْتِهِ قَرْنَانِ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ.

وَقِيلَ : لِأَنَّهُ دَخَلَ النُّورَ وَالظُّلْمَةَ.

وَقِيلَ : لِأَنَّهُ أُعْطِيَ عِلْمَ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ.

ومِمَّا يُنْقَلُ « أَنَّ أَبَاهُ كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْأَرْضِ بِعِلْمِ النُّجُومِ ، وَلَمْ يُرَاقِبْ أَحَدٌ الْفَلَكَ مَا رَاقَبَهُ ، وَكَانَ قَدْ مَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْأَجَلِ.

فَقَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِزَوْجَتِهِ : قَدْ قَتَلَنِي السَّهَرُ فَدَعِينِي أَرْقُدْ سَاعَةً وَانْظُرِي فِي السَّمَاءِ فَإِذَا رَأَيْتَ قَدْ طَلَعَ فِي هَذَا الْمَكَانِ

__________________

(١) إن صحّت هذه الأحاديث فهي تتنافى وكون ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني أو الروماني ، وكلاهما ظالمان طاغيان لا يصلحان لهذا المقام.

٢٩٦

نَجْمٌ ، وَأَشَارَ إِلَى مَوْضِعِ طُلُوعِهِ فَأَنْبِهِينِي حَتَّى أَطَأَكِ فَتَعْلَقِينَ بِوَلَدٍ يَعِيشُ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ.

وَكَانَتْ أُخْتُهَا تَسْمَعُ كَلَامَهُ ثُمَّ نَامَ أَبُو الْإِسْكَنْدَرِ فَجَعَلَتْ أُخْتُ زَوْجَتِهِ تُرَاقِبُ النَّجْمَ فَلَمَّا طَلَعَ أَعْلَمَتْ زَوْجَهَا بِالْقِصَّةِ فَوَطِأهَا فَعَلِقَتْ مِنْهُ بِالْخَضِرِ ابْنِ خَالَةِ الْإِسْكَنْدَرِ.

فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أَبُو الْإِسْكَنْدَرِ رَأَى النَّجْمَ قَدْ نَزَلَ فِي غَيْرِ الْبُرْجِ الَّذِي كَانَ يَرْقُبُهُ.

فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ هَلَّا أَنْبَهْتِنِي؟

فَقَالَتْ : اسْتَحْيَيْتُ وَاللهِ.

فَقَالَ لَهَا : أَمَا تَعْلَمِينَ أَنِّي أُرَاقِبُ هَذَا النَّجْمَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَاللهِ لَقَدْ ضَيَّعْتِ عُمُرِي فِي غَيْرِ شَيْءٍ ، وَلَكِنَّ السَّاعَةَ يَطْلُعُ نَجْمٌ فِي أَثَرِهِ فَأَطَؤُكِ فَتَعْلَقِينَ بِوَلَدٍ يَمْلِكُ قَرْنَيِ الشَّمْسِ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ طَلَعَ فَوَطِأَهَا فَعَلِقَتْ بِالْإِسْكَنْدَرِ.

وَوُلِدَ الْإِسْكَنْدَرُ وَابْنُ خَالَتِهِ الْخَضِرُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ».

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : « كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أُحَدِّثُهُ فَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَعَهُمْ مَصَاحِفُ وَكُتُبٌ.

فَقَالُوا : اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَكَانِهِمْ.

فَقَالَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا لِي وَلَهُمْ يَسْأَلُونِّي عَمَّا لَا أَدْرِي إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ وَلَا عِلْمَ لِي إِلَّا مَا عَلَّمَنِي رَبِّي.

ثُمَّ قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابْغِنِي وَضُوءاً فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَسْجِدِ فِي بَيْتِهِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى عَرَفْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ وَالْبِشْرَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ انْصَرِفْ وَأَدْخِلْهُمْ وَمَنْ وَجَدْتَ بِالْبَابِ مِنْ أَصْحَابِي فَأَدْخِلْهُ مَعَهُمْ ، فَأَدْخَلْتُهُمْ.

فَلَمَّا رَفَعُوا حَاجَتَهُمْ إِلَيْهِ ، قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ عَمَّا أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْأَلُونِّي قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا ، وَإِنْ شِئْتُمْ تَكَلَّمُوا بِهِ.

فَقَالُوا : بَلْ أَخْبِرْنَا قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ ، قَالَ : جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَمَّا تَجِدُونَهُ عِنْدَكُمْ مَكْتُوباً :

٢٩٧

إِنَّ أَوَّلَ أَمْرِهِ غُلَامٌ مِنَ الرُّومِ أُعْطِيَ مُلْكاً فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ سَاحِلَ أَرْضِ مِصْرَ ، فَابْتَنَى عِنْدَهُ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ

فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَائِهِ إِيَّاهَا أَتَاهُ مَلَكٌ فَعَرَجَ بِهِ فَوَقَّفَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : انْظُرْ مَا تَحْتَكَ! قَالَ : أَرَى مَدِينَتِي وَأَرَى مَدَائِنَ مَعَهَا ثُمَّ عَرَجَ بِهِ فَقَالَ : انْظُرْ مَا تَحْتَكَ ، قَالَ : أَرَى مَدِينَتِي قَدِ اخْتَلَطَتْ مَعَ الْمَدَائِنِ فَلَا أَعْرِفُهَا.

ثُمَّ زَادَ فَقَالَ : انْظُرْ فَقَالَ : أَرَى مَدِينَتِي وَحْدَهَا لَمْ أَرَ مَعَهَا غَيْرَهَا ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّمَا تَمْلِكُ الْأَرْضَ كُلَّهَا ، وَالَّذِي تَرَى مُحِيطاً بِهَا هُوَ الْبَحْرُ وَإِنَّمَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى بِذَلِكَ أَنْ يُرِيكَ الْأَرْضَ ، وَقَدْ جَعَلَكَ سُلْطَاناً ، وَسَوْفَ يَعْلَمُ الْجَاهِلُ وَيَثْبُتُ الْعَالِمُ.

فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى بَلَغَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ ، ثُمَّ أَتَى السَّدَّيْنِ وَهُمَا جَبَلَانِ لَيِّنَانِ يَزْلِقُ عَنْهُمَا كُلُّ شَيْءٍ فَبَنَى السَّدَّ » ـ الْحَدِيثَ.

قوله ( فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى ) [ ٢٠ / ٥١ ] أي ما حال الأمم الماضية وشأنهم في السعادة والشقاوة. والْقَرْنُ : أهل زمان واحد. قال شاعرهم :

إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم

وخلفت في قرن فأنت غريب

 وقيل : هو مدة أغلب أعمار الناس وهو سبعون سنة ، وقيل ثمانون.

وقيل ثلاثون سنة.

وقيل : الْقَرْنُ أهل عصر فيه نبي أو فائق في العلم قل أو كثر.

واشتقاقه من قَرْنٍ ، لِاقْتِرَانِهِمْ برهة من الزمان.

قوله ( إِنَ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ ) [ ٢٨ / ٧٦ ] الآية ، قَارُونُ : اسم أعجمي يضرب به المثل في الغنى ، كَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مُوسَى عليه‌السلام ، وَكَانَ أَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلتَّوْرَاةِ وَلَمَّا جَاوَزَ بِهِمْ مُوسَى الْبَحْرَ وَصَارَتِ الرِّئَاسَةُ لِهَروُنَ ، وَجَدَ قَارُونُ فِي نَفْسِهِ شَيْئاً ، ( فَبَغى عَلَيْهِمْ ) وقد تقدم في ( خسف ) قصته مع موسى عليه‌السلام.

قوله ( مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ) [ ١٤ / ٤٩ ] هو من قرنت الشيء بالشيء : وصلته ، وقَرَّنْتُ الأسارى في الحبال ، شدد للتكثير.

قوله ( وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) [ ٤٣ / ١٣ ]

٢٩٨

أي مطيقين من أَقْرَنَ له إذا أطاقه.

وقَرَنَ بين الحج والعمرة من باب قتل ، وفي لغة من باب ضرب : جمع بينهما في الإحرام.

والاسم : الْقِرَانُ بالكسر ، مأخوذ من قَرَنَ الشخص للسائل : إذا جمع له بعيرين في قَرَنٍ بفتحتين ، وهو الحبل.

قال الثعالبي ـ نقلا عنه ـ : لا يقال للحبل : قَرَنٌ حتى يُقْرَنَ فيه ، ومنه الْحَدِيثُ « الْإِيمَانُ وَالْحَيَاءُ مَقْرُونَانِ » أي في قَرْنٍ أي في حبل « إِذَا ذَهَبَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ صَاحِبُهُ ».

وقَرْنُ الشاة والبقرة يجمع على قرون كفلس وفلوس.

وشاة قَرْنَاءُ : خلاف جماء.

والْقَرْنُ كفلس : العفلة وهو لحم ينبت في الفرج ، في مدخل الذكر كالغدة الغليظة. وقد تكون عظما.

وعن الأصمعي : سمي قَرْناً لأنه اقْتَرَنَ مع الذكر خارج الفرج.

وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه‌السلام « تُرَدُّ الْمَرْأَةُ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ ، وَعَدَّ مِنْهَا الْقَرَنَ ، وَالْعَفَلَ » وظاهره يعطي أن الْقَرَنَ غير العَفَل ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْحَدِيثِ « الْقَرَنُ وَهُوَ الْعَفَلُ » ولعله الصواب.

وربما ظهر من كلام ابن دريد في الجمهرة : تغايرهما ، فإنه قال : الْقَرْنَاءُ هي التي تخرج قَرْنَةُ رحمها ، قال : والاسم الْقَرَنُ ، وضبطها بالتحريك. وقال في العفل : إنه غلظ في الرحم.

وقَرْنُ الشمس : أعلاها ، وأول ما يبدو منها في الطلوع.

وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ « الشَّمْسُ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ » أي ناحيتي رأسه.

قال بعض الشارحين : هو تمثيل لمن يسجد لها ، فكأن الشيطان سول له ذلك ، فإذا سجد لها ، كان الشيطان يَقْتَرِنُ بها ليكون السجود له.

والْقَرَنُ : موضع ، وهو ميقات أهل نجد ، ومنه أويس الْقَرَنِيُ (١) ويسمى أيضا « قَرْنَ المنازل » و « قَرْنَ الثعالب ».

__________________

(١) هو من التابعين الأخيار ممن كانوا على الهدى وثبتوا عليه. شهد مع علي عليه‌السلام حرب صفين واستشهد في سبيل حقه. ووصفه المؤرخون بأنه من خواص

٢٩٩

والْقَرْنُ : مصدر قولك : رجل أَقْرَنُ : بين الْقَرْنِ ، وهو الْمَقْرُونِ الحاجبين.

والْقَرْنُ : جانب الرأس.

والْقَرْنُ : الخصلة من الشعر.

والْقِرْنُ بالكسر : كفؤك في الشجاعة.

واقْتَرَنَ الشيء بغيره وقَارَنَهُ قِرَاناً : صاحبه.

وكبش أَقْرَنُ أي ذو قرن حسن ، وصف به لأنه أكمل وأحسن صورة. و

الأنثى : قَرْنَاءُ.

وقَرِينَةُ الرجل : امرأته.

والْقَارِنُ في الحج والمفرد ، صفتهما واحدة ، إلا أن الْقَارِنَ يفضل المفرد بسياق الهدي.

( قطن )

قوله تعالى ( وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) [ ٣٧ / ١٤٦ ] وزنه يفعيل ، وهي كل شجرة على وجه الأرض لا تقوم على ساق ، كالقرع ونحوها ، وإن غلب في العرف على الدباء (١).

وقيل هو التين.

وقيل شجرة الموز.

وقَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ من باب قعد : أقام به وتوطنه فهو قَاطِنٌ ، والجمع قَطَّانٌ مثل كافر وكفار ، وقَطِينٌ أيضا وجمعه قُطُنٌ ، مثل بريد وبرد.

والْقُطْنُ : معروف.

والْقُطْنَةُ : أخص منه قاله الجوهري.

ويَقْطِينٌ أبو علي بن يَقْطِينٍ (٢) لم يزل في خدمة أبي العباس (٣) و

__________________

أمير المؤمنين وحوارييه وورد في شأنه مدح كثير وثناء من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصفه : « إنه نفس الرحمن وخير التابعين ».

(١) الدباء : القرع وهو نوع خاص من اليقطين.

(٢) كان يتولى ديوان الكتابة في الحكومة العباسية رئيسا معتمدا.

(٣) السفاح : أول الخلفاء العباسيين ، بويع له بجامع الكوفة ( ١٣٢ ه‍ ) توفي ( ١٣٦ ه‍ ).

٣٠٠