مجمع البحرين - ج ٦

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٦

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٦

قال بعضهم (١) في الزِّمَام : هو الخيط الذي يشد في البرة أو في الخشاش ثم يشد عليه المقود بنفسه ، وهو هنا كناية عما يحصل للقلب من الاعتقاد الذي يصل إلى الحق ، وبه يدوم ثباته عليه.

وَقَوْلُهُ عليه‌السلام « أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ » أي أمكن الكتاب من عقله ، فاستعار لفظ الزمام له فهو قائده وإمامه.

وزَمَ الرجلُ بأنفه : تكبر فهو زَامٌ.

وزَمْزَم كجعفر : اسم بئر بمكة ، سميت به لكثرة مائها ، وقيل : لِزَمِ هاجر ماءها حين انفجرت. وقيل : لِزَمْزَمَةِ جبرئيل وكلامه ، وهو أول من أظهرها سقيا لإسماعيل عليه‌السلام ثم حفرها الخليل ، ثم غاضت بعده حين استخفت جرهم بحرمة الحرم ، ثم حفرها عبد المطلب بعد أن علمت له في المنام ، ولم تزل ظاهرة إلى الآن. ولها أسماء غير ذلك ، منها : ركضة جبرئيل ، وسقيا إسمعيل ، وحفيرة عبد المطلب ، والمصونة وطعام طعم ، وشفاء سقم.

( زنم )

قوله تعالى ( عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ) [ ٦٨ / ١٣ ] الزَّنِيم : الدعي في النسبة المعلق بالقوم وليس منهم ، تشبيها بِالزَّنَمَةِ كقصبة وهي شيء يقطع من أذن الشاذكونة ويترك متعلقا بها ، وقيل : هو الذي له زنمة من الشعر يعرف بها كما تعرف الشاة بزنمتها.

يقال كبش زَنِيمٌ : إذا كان له زنمتان وهما الحلمتان المعلقتان في حلقه.

( زهم )

الزُّهْمُ بالضم : الشحم. والزُّهُومَة : الريح المنتنة.

والزَّهَمُ بالتحريك : مصدر قولك زَهِمَتْ يدي بالكسر فهي زَهِمَةٌ أي دسمة. والزَّهِمُ أيضا : السمين.

__________________

(١) هو الجوهري.

٨١

باب ما أوله السين

( سأم )

قوله تعالى ( وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً ) [ ٢ / ٢٨٢ ] أي لا تملوا. يقال سَئِمْتُ من الشيء من باب تعب أَسْأَمُ سَأَماً وسَآمَةً إذا مللته.

ورجل سَئُومٌ أي ملول.

والسَّآمَة : الملالة ـ وزنا ومعنى ـ ومنه الدُّعَاءُ « أَذْهَبَ عَنِّي فِيهِ السَّآمَةَ وَالْفَتْرَةَ ».

( سجم )

سَجَمَ الدمعُ سُجُوماً وسَجَاماً : سال

وانْسَجَمَ أي سال وانصب.

والانْسِجَامُ : الانصباب وأَسْجَمَتِ السماءُ : صبت.

( سحم )

السُّحْمَةُ كغرفة : السواد.

وسَحِمَ سَحَماً من باب تعب ، وسَحُمَ بالضم لغة ، إذا اسود فهو أَسْحَمُ والأنثى سَحْمَاء ، كأحمر وحمراء. ومنه شريك بن سَحْمَاء.

( سخم )

فِي الْحَدِيثِ « حُسْنُ الْخُلُقِ يَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ ».

هي الحقد في النفس من السُّخْمَةِ وهي السواد.

وَمِنْهُ « اسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي ».

وهي الضغينة الموجدة في النفس. وإضافة السَّخِيمَة إلى الصدر : إضافة الشيء إلى محله ، والمعنى : أخرج من صدري وانزع عنه ما ينشأ ويستكن فيه ويستولي عليه من مساوئ الأخلاق. والسَّخَائِمُ : جمع السَّخِيمَة. ومنه

الْحَدِيثُ « الْهَدِيَّةُ تَسُلُ السَّخَائِمَ ».

والسُّخَامُ كغراب : سواد القدر.

( سدم )

السَّدَمُ : اللهج والولوع بالشيء.

ومنه الْخَبَرُ « مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ وَسَدَمَهُ جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ».

وسَدُوم بالفتح : قرية قوم لوط.

٨٢

ومنه قاضي سَدُوم ، وهو قاض كان في زمن إبراهيم عليه‌السلام.

( سرم )

السُّرْمُ بالضم : مخرج الثفل

( سقم )

قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه‌السلام ( فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) [ ٣٧ / ٨٩ ] أي سأسقم.

ويقال : هو من معاريض الكلام ، وإنما نوى به أن من كان آخره الموت سَقِيمٌ.

وَفِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ عليه‌السلام أَنَّهُمَا قَالا : « وَاللهِ مَا كَانَ سَقِيماً وَمَا كَذَبَ ».

وقيل : استدلال بالنظر في النجوم على وقت حمى كانت تأتيه ، وكان زمانه زمان نجوم.

وقيل : إن ملكهم أرسل إليهم أن غدا عيدنا اخرج معنا ، فأراد التخلف عنهم ، فنظر إلى نجم فقال هذا النجم لم يطلع إلا أَسْقَمُ.

وقيل : أراد أني سَقِيمٌ برؤية عبادتكم غير الله.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّقَمِ » هو بفتحتين ، وبضم السين وإسكان القاف كالحزن والحزن : المرض.

وسَقِمَ سَقَماً من باب تعب : طال مرضه. وسَقُمَ سُقْماً من باب قرب فهو سَقِيمٌ وجمعه سِقَامٌ مثل كريم وكرام. والسَّقَامُ بالفتح : اسم منه.

والسَّقَمُونِيَاءُ ـ بفتح السين والقاف والمد ـ : معروفة قال في المصباح : قيل يونانية ، وقيل سريانية.

( سلم )

قوله تعالى : ( وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ) [ ٢٥ / ٦٣ ] أي قولا يسلمون فيه ليس فيه تعد ولا تأثم.

قوله ( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً ) [ ٥٦ / ٢٦ ] أي يقول بعضهم لبعض سلاما أي يسلمون سلاما مثل قوله ( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) [ ٥٦ / ٩١ ] أي فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوان لك من أصحاب اليمين أي يسلمون عليك أو فمسلم لك ، أنك من أصحاب اليمين.

٨٣

قوله ( قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا ) [ ١١ / ٤٨ ] أي مسلما محفوظا من جهتنا ، أو مسلما عليك مكرما ، كذا ذكره الشيخ أبو علي (١).

قوله : ( لَهُمْ دارُ السَّلامِ ) [ ٦ / ١٢٧ ] أي الجنة. ويقال : دار السَّلَامَة.

وَمِنْهُ « لَبَّيْكَ دَاعِياً إِلَى دَارِ السَّلَامِ لَبَّيْكَ » وسميت الجنة دار السَّلَام ، لأن سكانها سالمون من كل آفة ، ولأنها داره عزوجل ، والسَّلَامُ هو الله. ومنه قوله ( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ).

قال بعض العارفين : معنى « هو السَّلَامُ » أي ذو السلام لأنه هو الذي سلم من كل عيب وآفة ونقص وفناء وقد وجدنا العرب يضعون المصادر موضع الأسماء ، ويصفون بها [ لا ] سيما (٢) إذا أرادوا المبالغة ، والله هو السَّلَامُ : وصف مبالغة في كونه سليما من النقايص.

والسَّلَامُ : التسليم ، يقال سَلَّمْتُ سَلَاماً وتَسْلِيماً.

والتَّسْلِيمِ في قوله تعالى ( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [ ٣٣ / ٥٦ ] قيل المراد به الانقياد له صلى‌الله‌عليه‌وآله كما في قوله تعالى ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [ ٤ / ٦٥ ].

وقيل هو « السَّلَامُ عليك أيها النبي » قاله الزمخشري والقاضي في تفسيريهما وذكره الشيخ (٣) في تبيانه. واستصوبه بعض الأفاضل لقضية العطف (٤) ولأنه المتبادر إلى الفهم عرفا.

__________________

(١) الطبرسي في تفسيره المختصر : ( جوامع الجامع ـ سورة هود : ٤٨ ) ص ٢٠٥.

(٢) لم تكن لفظة ( لا ) موجودة في النسخ.

(٣) أبو جعفر الطوسي.

(٤) يعني في الآية عطف قوله : ( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) على قوله ( صَلُّوا عَلَيْهِ ) فالصلاة عليه هو قول المصلي في تشهده : اللهم صل على محمد وآل محمد ، فيكون قوله ( وَسَلِّمُوا ) إشارة إلى التسليمة المستحبة بعد التشهد : « السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ».

٨٤

قوله ( سُبُلَ السَّلامِ ) [ ٥ / ١٨ ] يعني طريق السلامة من العذاب ، وسبل السَّلَام : دين الله.

قوله ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [ ٩٧ / ٥ ] أي تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى طلوع الفجر

قوله سَلامٌ عَلى آلِ ياسِينَ [ ٣٧ / ١٣٠ ] قال : السَّلَامُ من رب العالمين على محمد وآله ، والسَّلَامَةُ لمن تولاهم في القيامة.

وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام « يس : مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَنَحْنُ آلُ يس ».

قوله ( وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ) [ ٢٠ / ٤٧ ] أي من عذاب الله.

ومثله قوله ( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) [ ٤٣ / ٨٩ ] قوله ( ادْخُلُوها بِسَلامٍ ) [ ٥٠ / ٣٤ ] أي سالمين مسلمين من الآفات.

قوله ( أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ ) [ ٤ / ٩٤ ] أي الاستسلام والانقياد وقرئ السَّلَمَ وهو بمعناه.

قوله ( فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ) [ ٢٤ / ٦١ ] أي فابدءوا بالسلام على أهلها الذين منكم دينا وقرابة. وَرُوِيَ « هُوَ سَلَامُكُمْ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَرَدُّهُمْ عَلَيْكُمْ وَهُوَ سَلَامُكَ عَلَى نَفْسِكَ « وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ بَيْتَهُ فَإِنْ كَانَ فِيهِ أَحَدٌ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا » وقِيلَ إِذَا لَمْ يَرَ الرَّجُلُ أَحَداً يَقُولُ « السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ » يَقْصِدُ بِهِ الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيْهِ.

واسْتَسْلَمَ : انقاد وخضع.

ومنه قوله تعالى ( فَلَمَّا أَسْلَما ) [ ٣٧ / ١٠٣ ] ويقال « اسْتَسْلَمَا » أي سلما لأمر الله تعالى.

قوله ( سَلَماً لِرَجُلٍ ) [ ٣٩ / ٢٩ ] أي لا يشركه فيه أحد. وسَلَماً وسِلْماً : مصدران وصف بهما ، وهو مثل ضربه الله لأهل التوحيد ، فمثل الذي عبد الآلهة : مثل صاحب الشركاء المتشاكسين المختلفين العسرين ، ثم قال ( هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً

٨٥

الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ )(١)

قوله ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) [ ٣ / ٨٣ ] قال المفسر (٢) : انتصب ( طَوْعاً وَكَرْهاً ) على الحال ، أي طائعين ومكرهين وقيل. طوعا لأهل السماوات ، وأما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا بالنظر في الأدلة ومنهم من أسلم كرها بالسيف أو بمعاينة ما يلجئ إلى الإسلام كنتق الجبل فوق بني إسرائيل ، أو عند رؤية البأس بالإشفاء على الموت (٣).

قوله ( قُولُوا أَسْلَمْنا ) [ ٤٩ / ١٤ ] أي دخلنا في السلم والطاعة.

( أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ ) [ ٣ / ٢٠ ] أي أخلصت عبادتي لله عظمت نعمته.

قوله مُسْتَسْلِمُونَ [ ٣٧ / ٢٦ ] معطون كتبهم بأيديهم.

قوله ( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) [ ٣ / ٨٤ ] أي مذعنون لحكمه ، منقادون لأمره ، مخلصون في عبادته ، كما قال المفسرون.

ومثله قوله ( وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ) [ ٢ / ١٢٨ ] أي منقادين لأوامرك ونواهيك.

قوله ( مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها ) [ ٢ / ٧١ ] أي سلمها الله من العيوب.

قوله ( أَوْ سُلَّماً ) [ ٦ / ٣٥ ] أي مصعدا تصعد به إلى السماء فتنزل منها آية.

والسَّلِيمُ : السالم.

ومنه قوله ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) [ ٢٦ / ٨٩ ] يقال سالم من حب الدنيا.

قوله ( إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) [ ٣٧ / ٨٤ ] أي حين صدق الله وآمن به

__________________

(١) لفظ الآية : ( هَلْ يَسْتَوِيانِ ... ) ولعل المصنف أخذ بالمعنى ، حيث الاستفهام هنا إنكاري فقوله : ( هَلْ يَسْتَوِيانِ ) معناه : لا يستويان.

(٢) هو الشيخ أبو علي الطبرسي في ( جوامع الجامع ـ سورة آل عمران : ٨٣ ) ص ٦٣.

(٣) هكذا في النسخ وفي المصدر ، ولعل الصحيح : « بالإشراف على الموت ».

٨٦

قلبه خالصا من الشرك ، بريئا من المعاصي والغل والغش ، على ذلك عاش وعليه مات وقِيلَ : ( بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) مِنْ كُلِّ مَا سِوَى اللهِ تَعَالَى لَمْ يَتَعَلَّقْ بِشَيْءٍ غَيْرِهِ ، كَمَا هُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام.

قوله : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) [ ٣ / ١٩ ] أي لا دين عند الله مرضي سواه.

والإِسْلَامُ ضربان : « أحدهما » ـ دون الإيمان ، وهو الاعتراف باللسان.

و « الثاني » ـ أن يكون مع الاعتراف معتقدا وافيا بالفعل نحو ( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٢ / ١٣١ ].

وَفِي الْحَدِيثِ « قُلْتُ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ : دِينُ اللهِ ، اسْمُهُ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ دِينُ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا وَحَيْثُ كُنْتُمْ ، وَبَعْدَ أَنْ تَكُونُوا ، فَمَنْ أَقَرَّ بِدِينِ اللهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَمَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».

والفرق بين الإِسْلَام والإيمان الذي جاء به الْحَدِيثُ : هُوَ أَنَ الْإِسْلَامَ شَهَادَةُ « أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ » و « التَّصْدِيقُ بِرَسُولِهِ » بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ ، وَعَلَى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ.

وَالْإِيمَانُ : الْهُدَى ، وَمَا ثَبَتَ فِي الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ ، وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ. وَالْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةِ أَنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِي الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَا يُشَارِكُ الْإِيمَانَ فِي الْبَاطِنِ.

وَفِي حَدِيثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ » قال بعض الشارحين : استعار لفظ السِّلْم باعتبار عدم أذاه لمن دخله ، فهو كالمسالم له

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ » أي : أنت المُسَلِّم أولياءك والمُسَلِّم عليهم ، أي منك بدء السَّلَام وإليك عوده في حالتي الإيجاد والإعدام.

واختلفت الأقاويل في معنى « السَّلَامُ عليك » فمن قائل : معناه « الدعاء » أي سَلِمْتَ من المكاره.

ومن قائل معناه « اسْمُ السَّلَامِ عليك » ومن قائل معناه : « اسم الله عليك » أي أنت في حفظه كما يقال « الله معك ».

وإذا قلت « السَّلَامُ علينا » و « السَّلَامُ

٨٧

على الأموات « فلا وجه لكون المراد به الإعلام بالسلامة ، بل الوجه أن يقال : هو دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا ، ومن عذاب الآخرة وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة.

ثم إنه اختار لفظ « السَّلَام » وجعله تحية لما فيه من المعاني ، أو لأنه مطابق لِلسَّلَامِ الذي هو اسم من أسماء الله تعالى تيمنا وتبركا ، وكان يحيى به قبل الإسلام ، ويحيى بغيره ، بل كان السَّلَامُ أقل ، وغيره أكثر وأغلب ، فلما جاء الإسلام اقتصروا عليه ومنعوا ما سواه من تحايا الجاهلية ،

وإيراده على صيغة التعريف أزين لفظا ، وأبلغ معنى.

وأشد ساعات ابن آدم ثلاثة : يوم يولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. وقد سَلَّمَ عيسى عليه‌السلام على نفسه ، فقال ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) [ ١٩ / ٣٣ ].

ووادي السَّلَام : اسم موضع في ظهر الكوفة يقرب من النجف.

وَفِي الْخَبَرِ « قُلْتُ أَيْنَ وَادِي السَّلَامِ؟ قَالَ : ظَهْرُ الْكُوفَةِ ».

وفِي الْحَدِيثِ « إِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ ».

وَفِي خَبَرِ الْجِهَادِ « لَا يُسَالِمُ مُؤْمِنٌ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا عَلَى عَدْلٍ وَسَوَاءٍ » أي لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، أي لا يصالح واحد دون أصحابه ، وإنما يقع الصلح بينهم وبين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك. كذا في النهاية.

وفي الحديث ذكر « السَّلَمِ في البيع » وهو مثل السلف وزنا ومعنى. وأَسْلَمْتُ إليه ، بمعنى : أَسْلَفْتُ وكيفيته : أن يسلم في شيء موصوف إلى أجل معلوم ومحروس من الزيادة والنقصان ، إما بالسنين والأعوام أو الشهور والأيام ، بذكر الصفات المقصودة.

والسَّلَمُ بفتح السين أيضا : شجر الغضا الواحدة سَلَمَة ، كقصبة. وبه كني فقيل أُمُ سَلَمَةَ ، أعني هند المخزومية زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت من حسنها وجمالها كأنها جمان ، وكانت إذا

٨٨

قامت فأرخت شعرها ، جلل جسدها.

وسَلِمَة ـ وزان كلمة ـ : الحجر ، وبها سمي بنو سَلِمَة : حي من الأنصار.

والسِّلْمُ ـ بكسر السين وفتحها ـ : الصلح. ويذكر ويؤنث.

وسَلِمَ المسافرُ من الآفات يَسْلَمُ من باب تعب : خلص منها ، فهو سَالِمٌ.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ سَالِماً » أي من العقاب ، قبل دخولها بأن تعفو عن ذنبي وتدخلنيها. وسَلَامَةُ : شاه زنان أم علي بن الحسين عليه‌السلام بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز. رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين عليه‌السلام سَأَلَهَا مَا اسْمُكِ؟ فَقَالَتْ : جَهَانْشَاهُ. فَقَالَ عليه‌السلام لَهَا : شَهْرَبَانُوَيْهِ.

والسُّلَامَيَاتُ : عروق ظاهر الكف والقدم. وفي الصحاح السُّلَامَيَات : عظام الأصابع ، كذا عن الخليل ، وزاد الزجاج على ذلك فقال : وتسمى القصب أيضا. وأَسْلَمَ فلانٌ فلاناً أي ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه عن عدوه.

وأَسْلَمْتُهُ بمعنى خذلته.

وأَسْلَمَ أمرَه لله ، وسَلَّمَ بالتثقيل لغة. و « أَسْلَمْتُ وجهي إليك » أي انقدت في أوامرك ونواهيك وسلمتها لك ، إذ لا قدرة لي في جلب نفع ولا دفع ضر. والوجه بمعنى الذات.

و « أَسْلِمْ تَسْلَمْ » بكسر اللام الأولى ، وفتحها في الثانية.

وأَسْلَمُ : كوكب صغير تسميه العرب « السُّهَا » قريب من أوسط الكواكب الثلاثة من بنات نعش.

و « اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ » أي انقاد.

وسَلَّمَ الوديعةَ صاحبَهَا ـ بالتثقيل ـ أوصلها إليه. ومنه قَوْلُهُ « وَيُسَلِّمُكَ إِلَى قَبْرِكَ خَالِصاً » يقال أَسْلَمَهُ إليه أي أعطاه فتناوله. وقوله « خالصا » يعني من الدنيا وحطامها ليس معك شيء منها.

وسَلَّمَ الدعوى إذا اعترف بصحتها.

وَفِي حَدِيثِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ وَالرُّكْنِ الْيَمَانِيِ « لِأَنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ

٨٩

تَعَالَى أَنْ يُسْتَلَمَ مَا عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ « ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ « أَنَّ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلامعَنْ شِمَالِ الْعَرْشِ » وَذَكَرَ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ « وَعَرْشُ رَبِّنَا مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ ».

ويمكن أن يقال في توضيحه : إن الحجر الأسود والركن اليماني واقعان في شمال البيت شرفه الله تعالى ، كما هو مشاهد ، ومقام إبراهيم عليه‌السلام واقع عن يمينه ، وقد عرف أن الكعبة بحذاء العرش ، وأن كلا منهما مربع ، وأن العرش مقبل غير مدبر ، يعني أنه تجاه الكعبة ملاق لها ، فتكون الكعبة تجاهه وملاقية له ، فيقع ما عن يمين العرش ملاقيا لشمال البيت. وفيه الركنان المُسْتَلَمَانِ ويقع ما عن شمال العرش ملاقيا ليمين البيت ، وفيه مقام إبراهيم عليه‌السلام.

واسْتَلَمَ الحجرَ أي لمسه إما بالقبلة أو باليد ، وهو افتعل من السَّلَامِ : التحية.

وأهل اليمن يسمون الركن الأسود : المحيى ، لأن الناس يحيونه بِالسَّلَامِ.

وقال ابن السكيت في اسْتَلَمْتُ الحجرَ همزته العرب (١) على غير قياس والأصل اسْتَلَمْتُ لأنه من السِّلَامِ وهي الحجارة.

وعن ابن الأعرابي : الاسْتِلَامُ أصله مهموز من الملامسة (٢) وهي الاجتماع.

وَفِي حَدِيثِ شَهْرِ رَمَضَانَ « وَسَلِّمْهُ لَنَا » أي لا تغمه علينا في أوله وآخره ، فيلتبس الصوم علينا والفطر.

قَوْلُهُ « وَسَلِّمْهُ مِنَّا » أي تعصمنا من المعاصي.

وفيه قَوْلُهُ « وَسَلِّمْنَا فِيهِ » أي لا يصيبنا فيه ما يحول بيننا وبين صومه من مرض أو غيره.

والسَّلْمُ : الدلو لها عروة واحدة. وسَلْمَى : حي من دارم. وسُلَيْم : قبيلة من قيس ، ومن غيرهم أيضا. والسُّلَّمُ ـ بالضم والتشديد ـ واحد السَّلَالِيم : التي يرتقى عليها ويصعد عليها.

__________________

(١) فقالت : استلأمت الحجر.

(٢) هكذا في النسخ. والظاهر : الملائمة.

٩٠

والسِّلْمُ كحمل : المُسَالِم ، يقال : أنا سِلْمٌ لمن سالمني وحرب لمن حاربني.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام « لَا يُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتَّى يُسَلِّمَ لَنَا وَيَكُونَ سِلْماً لَنَا » أي يرضى بحكمنا ولا يكون حربا علينا.

وَفِي حَدِيثِ الْمُتَعَارِضَيْنِ مِنَ الْأَحَادِيثِ « خُذْ بِأَيِّ الْحَدِيثَيْنِ شِئْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ » أي من باب تسليم أمرنا ووجوب طاعتنا على الرعية.

والتَّسَالُمُ : التصافح.

والمُسَالَمَة : المصافحة.

والسَّلِيمُ : الملسوع (١).

وسَلْمَان : اسم جبل.

وسَلْمَانُ الفارسي : صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله.

وسُلَيْمَانُ بن داود : من أنبياء الله تعالى قيل عمر سبعمائة واثنتي عشرة سنة وقيل عمر ثلاثا وخمسين سنة ، وملك وعمره ثلاثة عشر سنة.

والسُّلَيْمَانِيَّة : هم المنسوبون إلى سُلَيْمَان بن جرير ، وهم القائلون بإمامة الشيخين وكفر عثمان (٢).

( سمم )

قوله تعالى : ( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) [ ١٥ / ٢٧ ] قِيلَ لِجَهَنَّمَ سَمُومٌ ، وَلِسَمُومِهَا نَارٌ تَكُونُ بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ الْحِجَابِ ، وَهِيَ النَّارُ الَّتِي تَكُونُ مِنْهَا الصَّوَاعِقُ (٣).

والسَّمُومُ كرسول أيضا : الريح الحارة

__________________

(١) أي الملدوغ.

(٢) كان يقول : إن الإمامة شورى ويصح أن ينعقد برجلين من خيار المسلمين وإنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل ، وأثبت إمامة أبي بكر وعمر باختيار الأمة ، غير أنه طعن في عثمان وأكفره وأكفر عائشة والزبير وطلحة ، وطعن كذلك على الشيعة. تجد تفصيل مذهبه في ( الملل والنحل للشهرستاني ) ج ١ ص ٢٥٩.

(٣) بل الصاعقة : ظاهرة جوية تحدث من تولد الشحنات الكهربائية في السحب من احتكاك الهواء بها عند سيرها في الجو. ولا سيما أثناء العواصف الشديدة ، فإذا كانت شحنة إحدى السحب أكثر من الأخرى التي اقتربت منها حدث التفريغ بينهما والشرارة المكونة أثناء التفريغ تسمى بالبرق. كما أن التمدد الشديد لهذا الهواء الساخن يسبب الفرقعة التي تصحب البرق وتسمى بالرعد. والشرارة إذا أخذت في الهبوط نحو الأرض سميت ( صاعقة ).

٩١

التي تهب بالنار ، وقد تكون بالليل.

والسَّمُ : ما يقتل ، يضم ويفتح ، والفتح أكثر ، وفي المصباح الضم لغة أهل العالية (١) وجمعه سُمُوم كفلس وفلوس وسِمَام كسهم وسهام.

وَفِي حَدِيثِ الدُّنْيَا « غِذَاؤُهَا سِمَامٌ وَأَسْبَابُهَا رِمَامٌ » قوله غذاؤها ، باعتبار ما يلزمها في الآخرة من مرارة العقاب وسوء المذاق ، وأسبابها ما يتعلق به المرء منها ، والرمام البالية ، لأنها في عدم بقائها كالبالية.

وسَمَمْتُ الطعامَ من باب قتل : جعلت فيه السم.

ومَسَامُ البدن : ثقبه التي يبرز عرقه وبخار باطنه منها.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّامَّةِ ».

بتشديد الميم اسم فاعل ، وهو كل ما سم ولا يبلغ أن يقتل بسم كالعقرب والزنبور والجمع سَوَامُ كدابة ودواب.

وَقَوْلُهُ « نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ ».

قيل : السَّامَّةُ هنا خاصة الرجل من سَمَ إذا خص. قال بعض المحققين : إذا قرنت السَّامَّةُ بالعامَّة فَالسَّامَّةُ الخاصة ، وإذا قرنت بالهامَّة فهي ذات السموم. والسِّمْسِمُ : حب معروف. والسَّمْسَمَةُ : النملة الحمراء ، والجمع السَّمَاسِم قاله الجوهري.

( سنم )

قوله ( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) [ ٨٣ / ٢٧ ] أي ومزاج ذلك الشراب الذي وصفناه ، وهو ما يمزج به من تَسْنِيم ، وهو عين في الجنة ، وهو أشرف شراب في الجنة.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ تَسْنِيمٍ ـ فَقَالَ : هَذَا مِمَّا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى ( فَلا تَعْلَمُ

__________________

(١) هِيَ مَا فَوْقَ نَجِدُ إِلَى أَرْضٍ تِهَامَةَ إِلَى مَا وَرَاءِ مَكَّةَ ، وَقُرَى بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ.

٩٢

نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ).

[ ٣٢ / ١٧ ]

وَقِيلَ : هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي فِي الْهَوَاءِ وَيَنْصِبُ فِي أَوَانِي أَهْلِ الْجَنَّةِ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ كَذَا فِي تَفْسِيرِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيِ (١)

و ( عَيْناً ) : مفعول له أو حال. والسَّنَامُ بفتح السين : واحد أَسْنِمَة الإبل ، وهو كالألية للغنم.

وَفِي الْحَدِيثِ « ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَسَنَامُهُ الْجِهَادُ » وذلك على الاستعارة وقد مر الكلام فيه (٢).

وَمِنْهُ « إِنْ أَعِشْ أَكُنْ مَعَكُمْ فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى » أي في الدرجة الرفيعة العالية.

وسَنَّمْتُ القبرَ تَسْنِيماً إذا رفعته عن الأرض ، وهو خلاف التسطيح.

ومنه « قبر مُسَنَّمٌ » أي مرتفع غير مسطح ، وأصله من السَّنَام.

( سوم )

قوله تعالى : ( فِيهِ تُسِيمُونَ ) [ ١٦ / ١٠ ] أي ترعون إبلكم.

قوله : ( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ ) [ ٢ / ٤٩ ] أي يريدونه منكم ويطلبونه و ( يُذَبِّحُونَ ) بيان ( يَسُومُونَكُمْ ) و ( فِي ذلِكُمْ ) أي في صنيعهم ( بَلاءٌ ) أي محنة أو نعمة.

قوله ( تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ ) [ ٢ / ٢٧٣ ] من صفرة الوجوه ورثاثة الحال.

قوله ( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) [ ٤٨ / ٢٩ ] أي علامتهم في وجوههم وهي التي تحدث في جبهة السجادين من كثرة السجود ويفسرها قوله ( مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) أي من التأثير الذي أثره السجود.

وَكَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الحسين عليه‌السلام : « ذُو الثَّفِنَاتِ » لِأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ فِي مَوَاضِعِ سُجُودِهِ أَشْبَاهُ ثَفِنَاتِ الْبَعِيرِ.

والسِّيمَاءُ في أهل النار : سواد الوجه وزرقة العيون. قوله : ( مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ) [ ٢ / ١٢٥ ] أي معلمين بعلامة يعرفون بها في الحرب.

__________________

(١) الطبرسي ، في مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٥٦ سورة المطففين.

(٢) في ( ذرا ).

٩٣

قوله : ( وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ) [ ٣ / ١٤ ] أي المعلمة بعلامة من السيماء ، أو من المرعية من أَسَامَ الدابةَ وسَوَّمَهَا. وقيل : المُسَوَّمَة : المُطَهَّمَة أي المحسنة ، والتَّطَهُّمُ : التحسن.

قوله ( حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً ) [ ٥١ / ٣٤ ] يعني حجارة معلمة عليها أمثال الخواتيم.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ « سَوِّمُوا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ » أي أعلموا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا.

والسُّومَةُ بالضم : العلامة تجعل في الشاة وفي الحرب أيضا.

وَفِي الْحَدِيثِ « سَوِّمْنِي بِسِيمَاءِ الْإِيمَانِ » أي أظهر علامة الإيمان في أقوالي وأفعالي وسائر أحوالي. ومثله « عَلَيْهِ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « فِي سَائِمَةِ الْغَنَمِ زَكَاةٌ » السَّائِمَةُ من الماشية : الراعية.

وَمِنْهُ « السَّائِمَةُ جُبَارٌ » (١) أي الدابة المرسلة في مرعاها إذا أصابت إنسانا كانت جنايتها هدرا.

وسَامَتِ الماشية سَوْماً من باب قال : رعت بنفسها. وتتعدى بالهمزة فيقال أَسَامَهَا راعيها.

وَمِنْهُ « هَلَكَ السَّوَامُ » يعني السائمة. وسَامَ البائعُ السلعةَ من باب قال أيضا : عرضها للبيع.

وأَسَامَهَا المشتري واسْتَامَهَا : طلب بيعها.

وَمِنْهُ « لَا يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ » أي لا يشتري. ويجوز حمله على البائع أيضا قال في المصباح : وصورته أن يعرض الرجل على المشتري سلعة بثمن فيقول آخر : عندي مثلها بأقل من هذا الثمن ، فيكون النهي عاما في البائع والمشتري. أو يقال : هو أن يَتَسَاوَمَ المتبايعان ويتقارب الانعقاد فيجيء آخر فيزيد في الثمن.

والمُسَاوَمَةُ : المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. يقال

__________________

(١) الجبار كشجاع : الهدر. يقال : ذهب دمه جبارا أي لم يؤخذ بثاره.

٩٤

سَامَ يَسُومُ وسَاوَمَ يُسَاوِمُ.

ومنه الْحَدِيثُ « وَقَفَ عَلَى قَطِيعِ غَنَمٍ يُسَاوِمُهُمْ وَيُمَاكِسُهُمْ ».

وبيع المُسَاوَمَة هو البيع بما يتفقان عليه من غير تعرض للإخبار بالثمن

وَفِيهِ « نَهَى عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ » وذلك لأنه وقت ذكر الله تعالى. قيل : وقد يجوز أن يكون من رعي الإبل لأنه إذا رعت قبل طلوعها والمرعى ند ، أصابها منه الوباء ، وربما قتلها ، وهذا معروف عند العرب.

وَفِيهِ « لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ إِلَّا السَّامَ » بتخفيف الميم أي إلا الموت ، وألفه عن واو.

ومنه حَدِيثُ تَسْلِيمِ الْيَهُودِيِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ « السَّامُ عَلَيْكُمْ » ولذا قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله « إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا : وَعَلَيْكُمْ » ردا لما قالوه عليهم.

وسَامٌ : أحد بني نوح عليه‌السلام وهو أبو العرب.

وفي السير : سَامٌ وحام ويافث أولاد نوح عليه‌السلام ، والذي خص به نوح عليه‌السلام بالاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة : سَامٌ دون أخويه.

وأُسَامَة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أمه أم أيمن ، اسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله.

وأَسَامَهُ الخسفَ أي أولاه الذل. ومنه

الْحَدِيثُ « مَنْ تَرَكَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللهُ الذِّلَّةَ وَسِيمَ الْخَسْفَ » أي كلف وألزم وأصله الواو.

( سهم )

قوله تعالى فَساهَمَ [ ٣٧ / ١٤١ ] أي قارع.

وأَسْهَمَ بينهم أي أقرع.

واسْتَهَمُوا أي اقترعوا. وتَسَاهَمُوا : تقارعوا.

ومنه الْحَدِيثُ « سَاهَمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله قُرَيْشاً فِي بِنَاءِ الْبَيْتِ » وفِيهِ « أَوَّلُ مَنْ سُوهِمَ عَلَيْهِ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ثُمَّ يُونُسُ عليه‌السلام ثُمَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ كَانَ عِنْدَهُ تِسْعَةُ بَنِينَ فَنَذَرَ فِي الْعَاشِرَةِ أَنْ يَذْبَحَهُ فَلَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللهِ لَمْ يَكُنْ يَقْدِرُ

٩٥

أَنْ يَذْبَحَهُ ـ وَرَسُولُ اللهِ فِي صُلْبِهِ فَسَاهَمَ عَلَيْهِ فِي الْإِبِلِ ».

والسَّهْمُ : واحد السِّهَام التي يضرب بها في الميسر وهي القداح ، ثم سمي ما يفوز به الفالح أي الغالب في القمار ، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سَهْماً.

وَمِنْهُ « كَانَ لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَهِدَ أَوْ غَابَ ».

والسَّهْمُ : واحد سِهَام النبل. وقيل : السَّهْمُ : نفس النصل. وَفِي الْحَدِيثِ « ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَهُمْ يَرَوْنَ مَوْضِعَ سِهَامِهِمْ ».

والوصية بِالسَّهْمِ ، تحمل على الواحد من الثمانية (١) وروي من ستة.

وسَاهِمُ الوجهِ (٢) : متغيره ، من قولهم سَهَمَ لونه : تغير حاله لعارض.

وَمِنْهُ « إِبِلٌ سَوَاهِمُ » (٣) إذا غيرها السفر.

والسَّاهِمَة : الناقة الضامرة.

وسَهْمٌ : قبيلة من قريش.

وسَهْمٌ أيضا في باهلة (٤) قاله الجوهري.

وَفِي حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ وَقَدْ قَالَ لَهُ : مَرَرْتُ بِقَصَّاصٍ يَقُصُّ وَهُوَ يَقُولُ : هَذَا الْمَجْلِسُ لَا يَشْقَى بِهِ جَلِيسٌ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ الْحُفْرَةَ » قيل في تفسيره : أي مقعدهم حفرة من حفر النيران ، وربما كان المراد غير ذلك ووقع في العبارة تصحيف.

__________________

(١) نظرا إلى أن أقل السهام المقدر هو الثمن سهم الزوجة مع فرض الولد للميت. وأما السدس فلكون الأشياء بطبائعها الأولية تقسم إلى أسداس ، على ما تداول في الاستعمالات العرفية.

(٢) على وزن اسم الفاعل.

(٣) جمع ساهمة مثل طالبة وطوالب.

(٤) أي وقبيلة أيضا من ( باهلة ).

٩٦

باب ما أوله الشين

( شأم )

قوله تعالى : ( أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) [ ٥٦ / ٩ ] قِيلَ : هُمُ الَّذِينَ يُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ بِشِمَالِهِمْ ، وَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ. والعرب تسمي اليد اليسرى : الشُّؤْمَى ، والجانب الأيسر : الأَشْأَم.

ومنه « اليمن والشُؤْم » (١) فاليُمْن كأنه ما جاء عن اليمين ، والشؤم ما جاء عن الشمال.

ومنه « اليَمَن والشَّامُ » (٢) لأنهما عن يمين الكعبة وشمالها.

ويقال ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) أصحاب اليمين (٣) على أنفسهم وأصحاب المَشَائِم على أنفسهم.

وقيل : إن العرب تنسب الفعل المحمود والحسن إلى اليمين ، والشمال ضده ، ويقال ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) أي المنزلة الرفيعة الجليلة ، ومثله ( أَصْحابُ الْيَمِينِ ). و ( أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) ضد ذلك.

والشُّؤْمُ : الشر.

ورجل مَشْئُومٌ : أي غير مبارك.

وَمِنْهُ « نَوْمَةُ الْغَدَاةِ مَشْئُومَةٌ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « يَوْمٌ يَتَشَأَّمُ بِهِ الْإِسْلَامُ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ».

وَمِنْهُ « الشُّؤْمُ لِلْمُسَافِرِ فِي خَمْسَةٍ ».

وَمِنْهُ « الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ » وَرُوِيَ و « الْخَادِمِ ». فَشُؤْمُ الْمَرْأَةِ : سُوءُ خُلُقِهَا ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ : حِرَانُهُ وَشِمَاسُهُ ، وَشُؤْمُ الدَّارِ : ضِيقُهَا وَسُوءُ جَارِهَا. وَرُوِيَ وَبُعْدُهَا عَنِ الْمَسْجِدِ لَا يُسْمَعُ فِيهِ أَذَانٌ وَلَا إِقَامَةٌ. وَشُؤْمُ الْخَادِمِ : سُوءُ خُلُقِهِ وَقِلَّةُ تَعَهُّدِهِ لِمَا فُرِضَ عَلَيْهِ.

وَفِي حَدِيثِ الْإِبِلِ « لَا يَأْتِي خَيْرُهَا إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الْأَشْأَمِ » أي من جانبها

__________________

(١) كلاهما على وزن ( قفل ).

(٢) أي بلاد اليمن وبلاد الشام.

(٣) الظاهر : اليمن بالضم.

٩٧

الأيسر ، أعني الشمال الذي يقال له الوحشي في قول الأصمعي. ويريد بخيرها لبنها ، لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر.

وتَشَأَّمَ القومُ به : تطيروا.

وتَشَأَّمَ الرجلُ : انتسب إلى الشأم.

والشَّامُ : بلاد ، يذكر ويؤنث. يقال رجل شَأْمِيٌ وشَآمِيٌ.

( شبم )

الشِّبَامُ بالكسر : حي من العرب ، وَمِنْهُ « مَرَّ عَلِيٌّ عليه‌السلامبِالشِّبَامِيِّينَ فَسَمِعَ بُكَاءً ».

( شبرم )

فيه ذكر « ابن شُبْرُمَةَ » هو قاض من قضاة الكوفة (١).

( شتم )

الشَّتْمُ : السب ، بأن تصف الشيء بما هو إزراء ونقص ، يقال : شَتَمَهُ شَتْماً من باب ضرب ، والاسم : الشَّتِيمَة.

قال في المصباح : وقولهم « إن شُتِمَ فليقل إني صائم » يجوز أن يحمل على الكلام اللساني ، فيقول ذلك بلسانه. ويجوز حمله على الكلام النفساني ، والمعنى لا يجيبه بلسانه ، بل بقلبه ويجعل حاله حال من يقول ذلك. قال : ومثله قوله تعالى ( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ) [ ٧٦ / ٩ ] الآية وهم لا يقولون ذلك بلسانهم.

وشَاتَمَهُ بمعنى شَتَمَهُ ، قال في المصباح : المفاعلة إذا كانت من اثنين كانت من كل واحد ، وإن كانت بينهما كانت من أحدهما ولا تكاد تستعمل المفاعلة من واحد ولها فعل ثلاثي من لفظها إلا نادرا ، نحو صادمه بمعنى صدمه ، وزاحمه بمعنى زحمه ، وشاتمه بمعنى شتمه.

( شحم )

فِي الْحَدِيثِ « كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ » شَحْمُ الرمان : ما في جوفه سوى الحب.

والشَّحْمُ : من الحيوان : معروف.

__________________

(١) هو عبد الله بن شبرمة كقنفذة بن الطفيل بن حسان ، من بني ضبة كان قاضيا على الكوفة عاصر جماعة من الفقهاء وله أخبار كثيرة ممتعة تجدها في ( أخبار القضاة ) ج ٣ ص ٣٦ ـ ١٢٩.

٩٨

والشَّحْمَةُ أخص منه.

وشَحُمَ جسدُهُ بالضم شَحَامَةً : كثر شحم جسده ، فهو شَحِيمٌ.

وشَحْمَةُ الأذن : ما لان من أسفلها ، وهي موضع القرط.

والشَّحَّامُ : بياع الشحم ، ومنه « زيد الشَّحَّام » من أصحاب الرجال (١)

( شرم )

الشَّرْمُ : شق الأنف ، ويقال قطع الأرنبة ، وهو مصدر شَرَمَهُ من باب تعب [ ضرب ] أي شقه.

ورجل أَشْرَم : بين الشرم ، مشروم الأنف. وامرأة شَرْمَاء.

( شرذم )

قوله تعالى ( إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ) [ ٢٦ / ٥٥ ] الشِّرْذِمَة : الطائفة من الناس ، والقطعة القليلة من الشيء. وقد تستعمل في الجمع الكثير إذا كان قليلا بالإضافة إلى من هو أكثر منه ، ومنه الآية المذكورة. والمعنى أن أتباع موسى عليه‌السلام كانوا ستمائة ألف ، فجعلوا قليلين بالنسبة إلى أتباع فرعون.

( شكم )

فِي الْخَبَرِ « أَنَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله احْتَجَمَ ثُمَّ قَالَ أَشْكِمُوهُ » أي أعطوه أجره. والشُّكْمُ بالضم : العطاء.

وفي اللجام : الحديدة المعترضة في فم الفرس ، والجمع شَكَائِم.

وفلان شديد الشَّكِيمَة : إذا كان لا ينقاد لأحد ، لما فيه من الصلابة والصعوبة على العدو وغيره.

( شلم )

شَلَّمُ كبقم : موضع بالشام ، ويقال هو اسم مدينة بيت المقدس بالعبرانية ، قال الجوهري : هو لا ينصرف ، للعجمة ووزن الفعل.

وفي المجمع : شَلَّمُ ، ويخفف للضرورة بيت المقدس. وروى بعضهم بسين مهملة

__________________

(١) هو أبو أسامة زيد بن يونس الأزدي الشحام الكوفي. روي عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلاموأبي الحسن الكاظم عليه‌السلام له كتاب يرويه جماعة ذكره جامع الرواة ج ١ ص ٣٤٤.

٩٩

وكسر لام ومعناه بالعبرانية : بيت السلام.

( شلجم )

الشَّلْجَمُ : الذي يؤكل ويصنع منه الخل وهو معروف.

( شمم )

فِي الْحَدِيثِ « وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَشَمُ رِيحَهَا » هو بفتح الشين مضارع شَمِمَ كعلم ، وأصله يشمم ، نقلت الفتحة إلى الشين وأدغمت ، والمراد طلب شم رائحة الجنة في الآخرة.

وشَمِمْتُ الشيءَ أَشَمُّهُ شَمّاً من باب تعب ، ومن باب قتل لغة.

والمَشْمُومُ : ما يشم كالرياحين ونحوها.

وتَشَمَّمْتُ الشيءَ : شَمِمْتُهُ في مهلة.

والمُشَامَّةُ : الدنو من العدو حتى يتراءى الفريقان.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه‌السلام مَعَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ « خَرَجَ إِلَيْهِ وَشَامَمَهُ قَبْلَ اللِّقَاءِ » أي اختبره ما عنده.

والشَّمَمُ : ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه ، وإشراف الأرنبة قليلا ، فإن كان فيه احديداب (١) فهو القنا. وهو مصدر من باب تعب. وَمِنْهُ « رَجُلٌ أَشَمُ وَامْرَأَةٌ شَمَّاءُ » مثل أحمر وحمراء.

وإِشْمَامُ الحرف الضمة أو الكسرة ، وهو أقل من روم الحركة ، لأنه لا يسمع وإنما يتبين بحركة الشفة ولا يعتد بها حركة لضعفها ، كذا في الصحاح.

( شهم )

فِي الْحَدِيثِ « الشَّهَامَةُ ضِدُّهَا الْبَلَادَةُ » يقال شَهُمَ الرجلُ بالضم شَهَامَةً فهو شَهْمٌ أي جلد ذكي الفؤاد.

( شيم )

فِي حَدِيثِ وَصْفِهِ عليه‌السلام « شِيمَتُهُ الْحَيَاءُ » الشِّيمَةُ هي الغريزة والطبيعة والجبلة التي خلق الإنسان عليها ، والجمع شِيَمٌ مثل سدرة وسدر.

والشَّامَةُ في الجسد : معروفة ويقال لها الخال ، والجمع شَامٌ وشَامَاتٌ.

والمَشِيمَةُ ـ وزان كريمة ، وأصلها مفعلة بسكون الفاء وكسر العين ، لكن نقلت الكسرة من الياء إلى الشين ـ وهي غشاء ولد الإنسان.

__________________

(١) من احدودب : تقوس.

١٠٠