تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

لا وجه له ، وأ نّه تفويت للعمر من غير داع ، فخرجت لأمضي إلى مشاغلي وأرجع إن شاء الله تعالى بعد أيام العيد عند فراغ هؤلاء من الناس فأحلق الباقي أو الجميع!

يقول الناقل : فلمّا رأيت منه قدّس سرّه ذلك سقط ما في يدي ، وخرجت من الحمّام من دون زجر الحمّامي ولا شكوت منه عند مالك الحمّام (١).

وبالجملة ; فاستقصاء حركاته الحسنة وطبائعه السنية يحتاج إلى كتاب مفصّل ، وغرضنا هنا الإشارة الإجمالية (٢).

__________________

(١) وحكي لي أنّه كان قد نازع يوماً الدّلاك عندما كان يحلق له حيث طالبه بزيادة في الأجرة .. متذرعاً في ذلك بأ نّه أصبح مرجعاً رئيساً تُجبى له الأموال وبيده أموال الفقراء وهو معهم و .. فقام الشيخ في تلك الحاله ونصف رأسه محلوق كي يغسل .. وهو يتمتم مع نفسه : هل إذا أصبحت مرجعاً فمعنى هذا أنّه قد كبر رأسي ، أو أنّي أسرق أموال الفقراء كي أدفعها لمن يرى أنّي رئيس .. وغير ذلك.

ومن حسن المصادفات كان هناك من قام فوراً وأرضى الحلاّق واقنعه بأنّ يكمل حلق رأسه ويدفع له ما يريد .. فرجع للشيخ وقبّل يده واعتذر منه ..

(٢) وقد عرف شيخنا طاب ثراه بالظرافة وسرعة البديهة والنكتة وتحكى له عدّة قضايا :

منها : ما ذكره في أعيان الشيعة ٥/١٥١ أن قال : .. ومن نوادره أنّه كان في مجلس درسه بجامع صاحب الجواهر ، فناقشه بعض الطلبة وجادله ، وإذا بسقّاء ضاع له حمار ينادي في الزقاق : يا من رأى حماراً أبيض! فقال للطالب : اسكت لئلاّ يتوهم أنّك ضالته فيأخذك ، وسكت وضحك الحاضرون ، وكرّرها في الأعيان ١٠/٣٥٣.

ومنها : إنّه دخل عليه رجلاً مدعي للفقر والسيادة مطالباً بإلحاح واصرار المساعدة وحق السادة ، فاستمهله الشيخ رحمه الله ـ وكان من عادته الفحص والتحقيق في نسب مشكوكي السيادة خوفاً من التفريط بحقهم ـ فما كان من ذاك السيّد إلاّ وكررر الاصرار وألحّ بشدة ... فبادر الشيخ لاعطاءه ما أراد ـ من أموال اُخر لعلها كانت شخصية ـ ثمّ بعد خروجه خرّ لله ساجداً ، فسئل عن ذلك فقال : ـ مازحاً ـ : اشكر الله سبحانه أنّ هذا السيّد ألح في طلب ما هو مشروع! وإلاّ لصعب ردّه وصدّه ..!

ومنها : إنّ سيداً فقيراً آخر أصرّ عليه يوماً .. فلما استمهله رحمه الله .. أهان الشيخ ـ

٨١

وأمّا جمعه بين حسن الخلق والغضب :

فإنّه قدّس سرّه كان حسن الخلق مع جلسائه وسائر الناس ما لم يجد ما يخالف الشرع فإذا رأى مخالفاً للشرع من شخص غضب غضباً شديداً ، وكذا كان يغضب على من قطع كلامه في مجلس التدريس ، ومن لم يتكلّم على القاعدة (١).

__________________

ـ وشتمه .. فضحك الشيخ وتبسم قائلاً : ثبتت سيادتك ولاحظنا شجرة نسبك ـ لغضبه وخروجه عن طهوره ـ ثمّ اعطاه ما أراد من مورد آخر ..

ومن ظريف ما ينقل عنه ـ كما في أعيان الشيعة أيضاً ٥/١٥١ ـ أنّه قال : .. وكان في النجف رجل يسمّى الشيخ إبراهيم الكاشي ، فجعل يطوف على مجلس العلماء بالنجف ، ويعطّل الدروس مظهراً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنّما كان به جنون أو قريباً منه ، فجاء إلى درس الميرزا حسين ابن الميرزا خليل وصعد المنبر وجعل يتكلّم ، فترك الميرزا الدرس ، وتفرّق التلاميذ ، فعل ذلك عدّة أيام ، وجاء إلى درس الشيخ محمّد طه نجف ففعل مثل ذلك .. حتّى حمل من مجلس الدرس إلى بيته! ، ثمّ جاء إلى مجلس درس المامقاني ، وفعل كما كان يفعل ، فلم يترك الشيخ الدرس وصاح بأعلى صوته (بكشيد) [أي جرّوه] ، فجرّوه إلى خارج المسجد ولم يعد بعدها .. وكرّرها السيّد الأمين أيضاً في ترجمته لنفسه في الأعيان : ١٠/٣٥٩.

(١) يقول السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائي في تعليقته على كتاب الأنوار النعمانية ـ ما نصه ـ :

ومن الخلق السيّئ هو السؤال عن الأستاذ على سبيل التعنت ; وقد سمعت عن سيدي الوالد الماجد قدّس الله سرّه وعن سائر مشايخنا وأساتذتنا العظام أنّ رجلاً فاضلاً مشهوراً في مدينة العلم ـ النجف الأشرف ـ كان له إلمام بالفحص والتتبع عن العبارات المعضلة والمطالب الغامضة وسؤال حلّها عن [كذا] الشيخ الإمام العالم الرباني الشيخ محمّد حسن المامقاني النجفي التبريزي المرجع الأعلى للشيعة الإماميّة في الأقطار الإسلامية المتوفى سنة ١٣٢٣ هـ ، وكان يسأل حلّ تلك العبارات والمطالب عن [كذا] الشيخ رحمه الله في حشد من الناس ، وفي محافل العلماء والطلاب ومجالسهم ، ولم يكن قصده من عمله هذا إلاّ إساءة الأدب والتعنت وتعجيز الشيخ رحمه الله!! الّذي هو البحر ـ

٨٢

وكان قدّس سرّه منصفاً مع من حسن كلامه (١) ، وكان من إنصافه أنّه كان

__________________

ـ المواج بأنواع العلوم الإسلامية ، والمشهود [كذا] في حلّ العبارات المشكلة ، والمطالب العلمية الغامضة ، والقاموس الناطق في بيان معضلات اللغة ، والعلماء عرفوا نية هذا الشخص ، ونهاه أصدقاؤه عن هذا العمل ونصحوه وزجروه ، وهو لم ينزجر ولم يقبل ، وأصرّ على هذه الصفة الخبيثة ، ولم تطل أيامه وقصر عمره ، وانقضت مدته ، وابتلي بمرض صعب العلاج في مدّة يوم وليلة ومات في أيام شبابه وأوائل نبوغه وأوانه ، ولم يشكّ أحد أنّه لم يكن هذا الأمر إلاّ بسبب إساءة الأدب مع الشيخ قدّس سرّه.

الأنوار النعمانية ٣/٩١ ـ ٩٢

ومن هذا الباب; ما ذكره سيّد الأعيان فيه ١٠/٣٥٣ من أنّه اجتمع به عدّة مرّات ، منها في مسجد الشيخ جعفر وكان يدرس فيه [لا نعلم بتدريسه هناك!] فتكلّم رجل من ضعفاء العرب بعيد عن العلم ، فقال الشيخ : (خدا بيامرزد صاحب شمسية را) أي رحم الله صاحب الشمسية.

وقال في ذلك المجلس : (خطيب اصوليين وشاهزاده شيرين صاحب المعالم فرمود) قال : وامر خطيب الاصوليين والاسد بن الاسود ..!

ومنها : إنّه كنّا في مجلس فيه الشيخ ، فقال : أنا كنت فقيراً ، واذا حصل بيدي خبز وجبن اعدها نعمة كبرى ، فلمّا تزوجت عربية! ـ وكان متزوجاً بعلوية عربية ـ درّت عليّ الأرزاق فصرت آكل شلة الماش!

(١) وممّا يشهد له بذلك ما حدّث به السيّد الأمين في الأعيان ٥/١٥١ أنّه قال : .. جرى يوماً في مجلس هو فيه .. ، وأنا حاضر .. ذكر ابن أبي الحديد ، فقال : يقال : إنّه شيعي وأظهر الاعتزال تقية. فقلت : هذا ما لا يكون ، إذ لم يسمع ولم يعقل أنّ عالماً اتقى في مؤلّفاته فأودعها خلاف عقيدته ، وهو قد صرّح بمذهبه في كتابه وأشعاره .. فقال : هو كذلك.

وكرر هذا في الاعيان أيضاً ١٠/٣٥٣ بقوله : ومنها : إنّه جاء لوداع رجل تركي يريد السفر ـ لنا به علاقة نسائية [كذا] يسمى الشيخ عبدالنبي ـ فجرى ذكر ابن أبي الحديد ، فقال : يقولون إنّه شيعي ، وكان يتستر بالاعتزال! فقال : هذا ما لا يصح; لأ نّه صرّح بالاعتزال في شعره فقال :

ورأيت دين الاعتزال وأنني

اهوى لأجلك كلّ من يتشيع

وفي مؤلفه شرح النهج ، ولم يسمع أنّ أحداً من علماء الشيعة أظهر خلاف معتقده في كتاب أو شعر قد يظهر ذلك من كلامه .. فقال : نعم ، الامر كما قلت!. فتأمّل.

٨٣

يعترف في حقّ كلّ من معاصريه بما يعتقد فيه من العلم والتقوى.

وكان احترامه قدّس سرّه للمتقي ـ وإن قلّ علمه ـ أكثر من العالم النحرير إذا قلّ تقواه.

وكان ينزعج كثيراً من العالم الغير [كذا] المتّقي ، والسيّد المتساهل في فهم أحكام الشريعة.

وكان من سجاياه أنّه كان يتكدر من مدحه بإيصال الحقوق إلى أهلها ، وكان يقول : إنّك تمدحني بأ نّي لم أسرق. وكم في السوق من تجار وصراريف (١) يؤدّون الأمانات إلى أهلها وذلك أوّل درجة الإيمان ، ولا ينبغي أن يمدح به أحد ، وإنّي لا أعطي ما حصّلته بكدي ولا ما ورثته من أبي .. وإنما أعطي ما ائتمنت على إيصاله ، فنهاية ما هناك أنّي لم أسرق .. وعدم السرقة ليس مدحاً.

.. إلى غير ذلك من سجاياه الحميدة الّتي يقصر عن بيانها اللسان .. ويكلّ [كذا] عن تحريرها الأقلام والبنان.

__________________

(١) الاولى : صيارفة.

٨٤

الفصل الخامس

في زوجاته وأولاده

تزوج قدّس سرّه بثلاث نسوة :

الأولى : العلويّة العربية من آل أبي غربان من أهل الهندية قرب طويريج (١) وتزوج بها وهي بكر ، وبقيت عنده كم سنة وولدت منه بنتين ماتت إحداهما وبقيت الأخرى (٢).

والثانية : تركية ثيبة بقيت عنده مدّة ولم يأتلفها ففارقها ، وقد ولدت له حضرة الأخ النبيل الشيخ أبا القاسم أدام الله تعالى بقاءه ، وأيده بتأييداته السامية (٣).

__________________

(١) ولعلّ إليها يشير في ما حكاه عنه السيّد الأمين في الأعيان ٥/١٥١ حيث قال : .. حضرت يوماً في مجلس هو فيه ... وكان قد تزوج علويّة عربية .. وقد سبق أن نقلنا كلامه قريباً.

(٢) وهي زوجة السيّد عليّ آقا بن السيّد محمّد بن السيّد عليّ الرضوي التبريزي المعروف بـ : الداماد ، أي الصهر ، لكونه صهراً لشيخنا الكبير.

وقد توفّي في النجف الأشرف في ٢٢ صفر ١٣٣٦ هـ ، له رسالة عمليّة في العبادات قد طبعت سنة ١٣٢١ هـ ، ذكرها شيخنا الطهراني في الذريعة ١١/٢١٧ برقم ١٣١٢ ، وستأتي ترجمته مفصّلاً في تلامذته قدّس سرّه.

(٣) أقول : مجمل ترجمة شيخنا العمّ الكبير طاب ثراه مع مصادرها هي :

٨٥

__________________

الشيخ أبو القاسم المامقاني

(١٢٨٥ ـ ١٣٥١ هـ)

.. ابن الشيخ الأعظم الشيخ محمّد حسن النجفي.

عالم خبير ، له فضل واسع وتحقيق في جمع الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، وكان ورعاً تقياً ثقة حسن الأخلاق جليلاً ، وهو أكبر من أخيه العالم الرباني الشيخ عبد الله المامقاني ، وسيأتي ذكره الجميل .. قاله الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال ١/٥٢ ـ ٥٣ برقم ٢٣.

وقال الشيخ جعفر محبوبة : .. من أعلام الأفاضل والثقات الأماثل ، فهو على جانب عظيم من الورع والتقوى ... وكان حسن الأخلاق ، لطيف المعاشرة ، صالحاً تقياً ، له خلق عربي! ، عبّر عنه أخوه العلاّمة الشيخ عبد الله بـ : التقي النقي والمهذّب الصفي ..

تتلمذ على الشيخ والده أوّلاً ، ثمّ حضر درس الأخلاق للمولى الشيخ إسماعيل القره باغي ، وأصول الآخوند الخراساني ، ودرسي والده مع فقه شيخ الشريعة الاصفهاني رحمهم الله جميعاً.

وعلى كلّ; فهو من العلماء الأفاضل ، وكان على جانب كبير من الورع والتقوى. كما ذكره في معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام : ٣٩٥.

ومؤلّفاته الّتي ذكرها كلّ من ترجم له هي :

١ ـ مقباس الكرامة في شرح تبصرة العلاّمة ، قال عنها العلاّمة الطهراني في الذريعة (٢٢/١٦ برقم ٥٠٨١) : .. مجلّد ضخم من أوّل الطهارة إلى آخر الخمس بخطّه الشريف عند ولده الشيخ عبد المحسن.

٢ ـ غاية المأمول في علم الأصول ، قال في الذريعة : من مباحث الألفاظ إلى آخر التعادل والتراجيح ، في مجلّدين .. يوجد عند ولده الشيخ عبد المحسن. (الذريعة ١٦/ ١٥ ـ ١٦ برقم ٦٢).

٣ ـ شرح دعاء كميل ، قال في الذريعة : للميرزا أبي القاسم بن الحجّة الشيخ محمّد حسن المامقاني ... يوجد عند ولده الشيخ عبد المحسن ، كما ذكرناه في نقباء البشر : ٦٥. (الذريعة ١٣/٢٥٨ برقم ٩٥٤).

قال الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال ٢/٢١ ـ خلال ترجمته لأخيه ـ

٨٦

والثالثة : العلويّة الحسيبة والعفيفة الجليلة محترم بيكم بنت السيّد الجليل الحسيب السيّد محمود التبريزي قدّس سرّه (*) ، كان من أجلّ سادات آذربايجان وأعظمهم نسباً ، وكان رضي الله عنه ملياً وجيهاً يسكن عند وقوع المصاهرة بلدة كربلاء المشرّفة ، وقد كان له ربط مع الوالد قدّس سرّه يُضَيِّفه غداءً وعشاءً إذا زار كربلاء.

واتفق أنّه أضافه ليلة وطال حديثهما وبات عنده ولم ينزع ثيابه عند النوم ، ففهم الجدّ أنّ ذلك لجهة ، فلمّا أن نام الوالد قدّس سرّه مدّ السيّد الجدّ رضى الله عنه يده ووجد أن ثوب الوالد قدّس سرّه ليس له ظهر ، ومع علمه بفقره إلى هذا

__________________

ـ الشيخ عبد الله رحمهما الله ـ : .. وكان المترجم له أكثر فضلاً وأغزر علماً من أخيه العالم الفاضل الزاهد الشيخ أبي القاسم المتوفّى قبل المترجم له سنة ١٣٥١ هـ ، والّذي دفن في الربع الشرقي الجنوبي من الصحن الغروي في النجف.

توفّي طاب ثراه في عام واحد مع أخيه الأصغر بفاصلة أشهر وهي سنة ١٣٥١ هـ ، وأقبر في الصحن الغروي في محاذاة مقبرة الميرزا النائيني ، كما صرّح به في الذريعة ١٦/١٦ برقم ٦٣ وغيره.

معارف الرجال للشيخ محمّد حرز الدين ١/٥٢ ـ ٥٣ برقم (٢٣) ، معجم رجال الفكر والأدب خلال ألف عام للشيخ محمّد هادي الأميني ، النجف الأشرف مطبعة الآداب : ٣٩٥ (الطبعة الثانية ٣/١١٤٣ ـ ١١٤٤) ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٣/٢٥٨ برقم (٩٥٤) ، ١٦/١٥ ـ ١٦ برقم (٦٢) ، ٢٢/١٦ برقم (٥٨١) ، ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥١ ـ ٢٥٢ برقم (١) ، معجم المؤلّفين ٨/١١٧ وجعل ولادته ووفاته بالسنة الميلادية ١٨٦٨ ـ ١٩٣٢م ، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ١/٦٥. گنجينه دانشمندان ٧/٤٠.

(*) قد انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في طهران رابع ذي الحجّة سنة ١٣٠٤ ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف بعد سنة وعدّة أشهر ، فكان كأ نّه متوفّىً الآن لم يكن به تغيير ولا عفونة ، ودفن خلف مقبرة المرحوم الحاج مولى عليّ نجل المرحوم ميرزا خليل قدّس سرّهما في وادي السلام على يسار طريق الكوفة. [منه (قدّس سرّه)].

٨٧

الحد لما خطب السيّد الأعظم أستاذه الكوه كمري ـ المتقدّم ذكره قدّس سرّه ـ منه بنته للشيخ الوالد قدّس سرّه أجاب بالقبول وزوّجها منه عالماً بفقره وفاقته ، حسبة لله تعالى وطلباً لمرضاته وخدمة لبعض أعوان الشرع الشريف ، وكلّما أرادت جدتي من قبل أمي أن تمتنع من ذلك ألحّ عليها ووعظها ، وقال : إنّ هذا الرجل من الصلحاء والعلماء ومال الدنيا فان وما عند الله تعالى خيرٌ وأبقى ، وأنّ مَثَله مَثَل الجوهرة الثمينة الملفوفة بخرقة ، الضائعة في المزبلة ، وسيأتي زمان يلقاه شخص ويغسله ويجليه وينصبه في ذهب (١).

وقد تزوج قدّس الله سرّه بها رضي الله عنها في سابع ذي الحجّة الحرام سنة ألف ومائتين واثنتين وثمانين ، وقد ولدت رضى الله عنها منه ابناً فمات بعد أربعة أيام ، ثمّ بنتاً ماتت بعد أربع سنين ، ثمّ ولدتني ، ثمّ ولدت أختاً لي موجودة من أخْيَر نساء عصرنا وأنجبهنّ وأعقلهنّ تزوج بها السيّد الفاضل التقي النقي العدل الثقة الأمين على الدنيا والدين السيّد ميرزا جعفر(٢) بن السيّد الجليل العابد العالم السيّد أحمد الميلاني في شهر ربيع الأوّل ألف وثلاثمائة وستّة.

وقد كانت والدتي قدّس سرّها قانعة من الرزق باليسير ، وكانت تملك من الذهب وأثاث البيت جملة فباعتها وصرفتها على والدي ـ قدّس سرّه ونفسها ـ

__________________

(١) كذا ، والظاهر : يلقاها شخص ويغسلها ويجليها وينصبها في ذهب.

(٢) ستأتي ترجمته مفصّلاً ضمن ترجمة تلامذته طاب ثراه ، فراجع.

أقول : سمعت من بعض الأرحام والأعلام إنّ الشيخ قدّس سرّه أعلن قبل شروع درسه بأ نّه قد روي عن المعصومين عليهم السلام ما حاصله إنّ من سعادة المرء أنّ لا ترى بنته الدم في بيته ـ كناية عن المبادرة إلى تزويجها ـ ثمّ قال : لقد أخبرتني العائلة بذلك فمن رغب بالزواج ببنتنا فأنا حاضر .. ثمّ شرع بدرسه ، فتقدّم إليه أحد اصهاره وخطب إليه .. فأخذه معه إلى داره وعقد له في وقته ، وزوجه في ليلته ، ثمّ سخن ماءً ليلاً وايقظ العريسين إلى صلاة الليل ..!!

٨٨

في أيام عسره قدّس سرّه ، وتحملت من الفقر ما شاء الله تعالى ، وخدمت والدي خدمة لا يعقل صدور مثلها من زوجة بالنسبة إلى زوجها ، حتّى أنّها بعد ما صارت صاحبة خدّامات كانت مقيّدة بأن تخدم الشيخ قدّس سرّه بنفسها مخافة أن لا تحسن غيرها خدمته ، وقد كان كلّ منهما كالعاشق بالنسبة إلى الآخر ، ولعمري أنّها كانت أشبه النساء بجدتها خديجة الكبرى سلام الله عليها ، وقد سمعت من والدي قدّس سرّه مراراً أنّه قال : لولا والدتك لكنت الآن عالم مامقان.

وقد كانت رضوان الله عليها حسنة الخلق ، رؤوفة بالفقراء والضعفاء ، منكسرة متواضعة ، تقية متدينة ، غير مستأنسة بالحليّ والثياب الفاخرة ، كثيرة البكاء في التعزية والبقاع المطهرة ، عاشقة لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين ، مواظبة على حفظ مال الزوج ، ذات شفقة خارقة على أولادها وأقاربها ، لم أر فيها خصلة ردية مكروهة شرعاً ، وكانت مستورة إلى الغاية ، متجنبة عن محاورة الأجانب ، وقد نقلت لي أنّها لم تذق أشهر حملها بي وإرضاعها إياي شيئاً من طعام الناس المُهدى إليها.

وقد تمرضت عند مراجعتنا من سفر خراسان عند خروجنا من نيسابور بمرض القولنج ، وبقي المرض معها إلى أن وصلنا إلى أرض قرية تسمّى بـ : (مهر) وهي بعد بلدة سبزوار ممّا يلي طهران بمنزلين ، فتمرضت حين نزولنا بها بعد الفجر بيسير بمرض الوباء ، وكلّما أمكنني من صدقات وختوم ونذور وأدعية ونحوها فعلت ، حتّى أنّي صلّيت ركعتين صلاة الحاجة وطلبت من رب الأرباب جلّ شأنه أن يفديها ببنتين كانتا لي ، فلم يستجب ولم ينفع.

وقد ارتحلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه ظهيرة يوم الأحد عاشر شهر جمادى الأولى من سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وعشرين ، وأمّـنّاها هناك ، ثمّ

٨٩

نقلنا جنازتها إلى المشهد [كذا] الغري ، ودفنّاها في شهر شعبان سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين في مقبرتنا خلف والدي قدّس سرّه بفصل ذراع اتخذته لنفسي قبراً لرؤيا رأيتها بعد فوت الشيخ قدّس سرّه ، حيث إنّي رأيت كأ نّي به قدّس سرّه وهو مستلق في قبره ووجهه الشريف ولحيته المباركة خارجان من الكفن ، فلمّا رآني تبسم وضرب بيده إلى يساره من الأرض وقال : هلاّ تنام معي؟ فإنها من أحسن الأمكنة ، فزعمت (١) أنّه يريد أن يأخذني إليه عاجلاً فاستدرك وقال : ليس غرضي أن تكون معي عاجلا ، بل بعد أزمنة كثيرة كثيرة كثيرة ، وإنّما غرضي أنّ المكان نعم المكان ، وأ نّي مدّخرها (٢) لك ، فلمّا أتي بجنازة والدتي قدّس سرّهما دفنتها خلفي لأكون بينهما ، ولم أحب أن أترك امتثاله قدّس سرّه.

وقد كنت أيام وفاتها أنشدت أبياتاً كنت أكررها وأبكي ومنها هذه :

إنّ الّتي كان عليها وجدي

قد ذهبت وخلّفتني وحدي

يا ليتني متّ ولم ألفها

موضوعة الخدّ على اللحد

لكن ما قضى به ربّنا

يأبى عن التبديل والردّ (٣)

__________________

(١) كذا ، والظاهر : فضنت.

(٢) كذا ، والظاهر : مدخره.

(٣) لا يُعرف الشيخ الجد طاب ثراه بالشعر والشاعريّة ، وقد ارتاد هذا الفنّ بلغتيه العربية والفارسية .. وكان فيه عالماً شاعراً أكثر من كونه شاعراً عالماً .. وله أكثر من ارجوزة فقهية وغيرها ، وعلّق في موسوعته تنقيح المقال ١/٣٦١ ـ ٣٦٢ (الطبعة الحجريّة ذيل ترجمة حكم بن العبّاس الكلبي) وهو القائل :

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة

ولم ار مهدياً على الجذع يصلب

واجيب عليه باجوبة منها :

صلبتم لنا زيداً على جذع نخلة

ومهدينا عمّا قليل سيصلب

سفهتم فما قسنا عليّاً بنعثل

وأ نّى يساوي اخبث الناس أطيب

٩٠

وأنشد الفاضل اللبيب الشيخ محمّد بن شريف الرزوخون (١) النجفي في تاريخ وفاتها قوله :

قضت بطبيب (٢) أم فردالعلماء

لمّا إلى قبر ابن موسى مضت

ماتت فظلّ الفرد من بعدها

عزى فأرخها (بطيب قضت) (٣)

و رثى والدتي ـ هو دام عزه ـ بعد التهنئة بالرجوع من سفر خراسان بقصيدة هي هذه :

سفرت محجته السرور عن غرة القمر المنير

وافترّ ثغر الدهر عن شنب التهاني والحبور

والكون ضمّح (٤) وفرتيه من الهنا بشذا الحبير

والفخر ماسَ من الحبور بمعطف الرشأ الغرير

والسعد طالعه استطال علاعلى الشعرى العبور

وكواكب الإقبال شعّت بالسناء المستنير

__________________

قال الشيخ الجدّ قدّس سرّه : والأحسن أن يقال :

صلبتم لنا زيداً وهاتــيك خزيه

إلى الحشر باق عارها ليس يـذهب

سفهتم فما قسنا عليّاً بنعثل

وأ نّى يسـاوى أخبث الناس أطيب

وأمّا نموذج من شعر الشيخ الجد قدّس سرّه بالفارسية ، ما جاء في الفصل الثاني من وصيته المعروفة بـ : مرآة الرشاد ، من قوله طاب ثراه.

تا تو دارى وقت اى عالى جناب

سوى توبه كن زذنب خود شتاب

تا بشوئى از خودت چرك گناه

واز گناه خويش باشى در پناه

(١) كذا ، والظاهر : الروزخون بمعنى الروضة خوان ، كلمة فارسية بمعنى قارئ التعزية في مصائب أهل البيت عليهم السلام.

(٢) كذا ، والظاهر : بطيب.

(٣) التاريخ فيه زيادة سنة ونقصان سنة بدخول الباء وعدمها.

(٤) قد تقرأ في الاصل : صمخ ، والظاهر : ضمّخ.

٩١

والأنس سال على القلوب بمائه العذب (١) النمير

إذ حلّ في أرض الحمى حسن الفعال أبوالبدور

مولى به حفظ الإله شريعة الهادي البشير

بحر من الحكم البليغة سال بالعلم الغزير

علم الهداية عيلم من بعضه كلّ البحور

قد فاض بالقول البليغ فأثلجت غلل الصدور

طلق المواهب لم يزل ينهلّ بالغيث المطير

قد صاغ بالباع الطويل عُلاً على الجمّ الغفير

بالحبر (عبد الله) طود العلم والسامي الوقور

قد عادت الأيام في علياه باسمة الثغور

إن قال شنّف مسمع العلماء بالدرّ النثير

ومتى طلبت العلم منه فقد سقطت على الخبير

بزغت مناقبه الثواقب كالشموس وكالبدور

من طبعه زهر الرياض وخلقه نشر العبير

زاهي المحيّا الطّلق في اليوم العبوس القمطرير

نال العلاء بهمة منه أجل من الدهور

جلَّى وقد صلّى أخوه فحلّقا مثل الصقور

ياحجّة الإسلام ، بل ياكافل الأيتام في اليوم العسير

نهنه عزاء عن مصابك والمكارم للصبور

واصبر وإن جلّ المصاب لرزء صائمة الهجير

__________________

(١) في الاصل : العذاب.

٩٢

تحيي الليالي بالتهجد والصلاة بلا فتور

قد شاقها حب الرضا فقضت عليه بالمسير

طوبى لها فازت بزورته بجنات وحور

وسقى الحيا الهطّال قبراً ضمّها أبد الدهور

وقال بعض المحقّقين (*) الأخلاّء في تاريخ وفاتها ما هذا لفظه :

قد زارت الضامن أمّ العلا

طوبى لها قد حازت الأجرا

أم فتى أصبح في جوده

يمدّ من راحته البحرا

بحر علوم طافح لم يزل

وارده يلتقط الدرّا

إنسان عين المجد كم قد وطا

في نعله العيّوق والنسرا

ذلك (عبد الله) مولى الورى

في أفق المجد بدا بدرا

قد خصّ فيه الفضل حقّاً كما

عمّ نداه البحر والبرّا

لله أمّ لك نحو الرضا (ع)

سارت فيا سبحان من أسرى

ومذ دعاها الله أرخت قد

(مالت إلى جناتها الحورا) (١)

(١٣٢٢)

__________________

(*) هو الشيخ المحقّق المدقق الثقة الأمين المبرّى من كلّ شين حجّة الإسلام الشيخ عبد الحسين نجل العلاّمة التستري الكاظمي قدّس سرّه.] منه (قدّس سرّه)].

(١) كذا ، وفي حسابه مسامحة جزئية.

٩٣
٩٤

الفصل السادس

في مصنّفاته ومؤلّفاته ومستنسخاته

قدّس سرّه

وهي كثيرة :

فمنها : بشرى الوصول إلى أسرار علم الأصول ، وهو ثمان مجلّدات تزود [كذا] عن مائة وخمسة وعشرين ألف بيت (١) ، حرّر جملة منها من تقرير بحث شيخه العلاّمة الأنصاري قدّس سرّه ، وجملة أخرى من تقرير بحث السيّد قدّس سرّه ، وشطراً منها عن تقرير بحثيهما (٢) ، ثمّ لما استقل بالتدريس راجع

__________________

(١) تحدّث المصنّف رحمه الله في تنقيح المقال ٣/١٠٥ ـ في ترجمة والده قدّس سرّه ـ عن البشرى فقال : .. ثمان مجلّدات ، مجموعها مائة وخمس وعشرون ألف بيت ومائة وستّ وعشرون بيتاً تقريباً.

(٢) قال في الطبقات (الكرام البررة) ١/٤١٠ : .. واستحسنه السيّد الكوهكمري نفسه ، وزاد إعجابه به حتّى استكتب عنه نسخة ، وكان في الدورة الأخيرة من تدريسه يلقيه على تلاميذه فوق منبر الدرس ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وقال الشيخ الطهراني في الذريعة ٣/١٢١ : .. وحدّثني بعض الثقات أنّ هذا الكتاب كان مرجع أستاذه السيّد في تدريسه في الأواخر ، وكان يعتمد عليه لكونه من تقرير دروسه السابقة.

وهو كتاب كثير النسخ جدّاً ، منها نسخة بخط السيّد الكوهكمري ذكرها شيخنا الطهراني في النقباء ٤/١٤٩٤ قال : .. وكان عليه تملك المترجم له ، والمظنون قوياً أنّه ـ

٩٥

وأصلح ونقح وأورد على أكثر ما حكاه عن أستاذه السيّد قدّس سرّه بعد التعبير عنه بـ : بعض من تأخر ، حذراً من كون الإيراد عليه مع التصريح باسمه سوء الأدب ، فصار كتاباً مستقلا لم يصنّف إلى الآن مثله في الأصول من حيث البسط الغير [كذا] المطنب مع حسن التحرير وجودة التقرير ، وسلاسة العبارة ، ومتانة المقالة ، لا يعرف قدره إلاّ من طالعه بعين البصيرة (١).

__________________

ـ كان من تلاميذ المامقاني أيضاً ، وأ نّه استكتب تأليف أستاذه للاستفادة منه ، وليس في آخره اسم كاتبه!

(١) الغريب من صاحب الأعيان ١/١٥١ أن قال : .. وقد كان يمكن الوصول إلى أسرار علم الأصول وإجهاره [كذا] في مجلّد واحد أو مجلّدين بعبارات واضحة سهلة وحذف ما لا لزوم له ، ..! ولكن جماعة من العلماء في عصرنا من الفرس! أطالوا في علم الأصول وبعَّدوا الشقة على الطلاب وبقي كثير من مؤلفاتهم في زوايا الإهمال لم يطبع ولم ينشر ، وإن طبع فهو قليل الفائدة ..

وقال في الأعيان أيضاً ٦/١٤٦ في ترجمة السيّد حسين الترك : .. وأملى تلميذاه الشيخ حسن المامقاني والملا محمّد الشربياني ما سمعاه منه في الأصول فجاء في عشرة مجلّدات! ونحو ذلك في الفقه .. وأي حاجة إلى عشرة مجلّدات في الأصول؟ لقد كان يكفي عنها مجلّد واحد! وهل هذا إلاّ تضييع للعمر وتبعيد لا تعبيد للطريق؟!

وله من أمثال هذه الكلمات الكثير الكثير ، ومنها ما ذكره في ترجمة السيّد حسين الإشكوري تلميذ الشيخ الجدّ قدّس سرّه ٦/٥١ ما نصه : .. وأنت ترى أنّ هؤلاء يصرفون أعمارهم في علمي الأصول والفقه وقليلاً ما يتقنونهما!! وفي تحشية الرسائل والمكاسب والكفاية بما لا يستفيد منه أحد .. والتأليف في الفقه والأصول ما لا يغني عن مؤلّفات السالفين ولا يلحق بها!!

هذا ، مع أنّ الكتاب تقرير لدروس أساتذته أوّلاً ، ومباحث الخارج تقتضي التوسعة والتخصص ثانياً ، وهذا فعل لم يقتصر على الفرس! ثالثاً.

وما أبعد قوله هذا من قول شيخنا الطهراني في نقباء البشر ١/٤١٠ : .. وقد حظي هذا الكتاب [أعني بشرى الوصول] بالقبول عند الأعلام والأفاضل ، فاستكتبه كثير من أفاضل العراق وإيران ، ولتعذر وسائل الطبع وصعوبتها يومذاك ، ـ

٩٦

وتفصيل مجلّداته على ما يسطر :

فالمجلّد الأوّل :

عشرة آلاف بيت تقريباً يشتمل على مسألة تعارض عرف المتكلّم والمخاطب ، ومسألة تعارض العرف واللغة ، ومسألة الحقيقة الشرعية ، ومسألة الصحيح والأعم ، ومسألة استعمال المشترك في أكثر من معنى ، ومسألة استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمجازي معاً ، ومسألـة ما يثبت به اللغـة من التبادر وإخوته ، ومسألة المشتق ، ومسألة أنّ الأمر حقيقة في الوجوب.

والمجلّد الثاني :

خمسة عشر ألف بيت ومائة بيت تقريباً ، يتضمن : مسألة مقدّمة الواجب ، ومسألة اقتضاء الأمر بالشيء النهي عن ضده ، ومسألة أمر الآمر مع العلم بانتفاء شرطه ، ومسألة اجتماع الأمر والنهى (١).

والمجلّد الثالث :

ثلاثة عشر ألف بيت وستّون بيتاً تقريباً ، يشتمل على : مسألة النهي في العبادات والمعاملات ، ومسألة اقتضاء الامتثال الاجزاء ، وباب المنطوق والمفهوم ، وباب العمـوم والخصوص .. إلى آخر مسألة أنّ النيّة تخصّص أم لا.

فرغ قدّس سرّه منه سنة ألف ومائتين وستّ وسبعين.

__________________

ـ حتّى أنّ صداق بنات الأعيان والأشراف كان أقلّ من هذا! وهو اليوم لا يسدّ مصارف يوم واحد لبعض الناس! كذا جاء في الحاشية].

(١) قال الشيخ العلاّمة الطهراني في نقباء البشر ١/٤١٠ : .. وحدّثني الشيخ أسد الله الزنجاني المذكور أيضاً أنّ العلاّمة المؤسس الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي لمّا وصل في تدريسه إلى مبحث مقدّمة الواجب استعار من المترجم المجلّد الخاص به [وهو هذا المجلّد] من تأليفه ، وبعد مدّة طالبه المؤلّف به فقال لتلاميذه ـ وهو على منبر درسه مداعباً ـ إنّ بحثي في مقدّمة الواجب منحصر في هذا الكتاب فلا أردّه!

٩٧

والمجلّد الرابع :

أربعة عشر ألف بيت وتسعمائة وعشرة أبيات [كذا] تقريباً ، يتضمن : مسألة بناء العام على الخاص ، ومسألة عدم كون السبب مخصصاً ، ومسألة تخصيص الأكثر ، ومسألة تعقب جمل متعدّدة العام ، ومسألة أنّ ترك الاستفصال يفيد العموم في المقال ، وباب المطلق والمقيّد ، وباب المجمل والمبين ، ومبحث الإجماع والشهرة.

فرغ قدّس سرّه منه ثاني عشر ربيع الثاني سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين.

والمجلّد الخامس :

خمسة عشر ألف بيت وثلاثمائة بيت تقريباً يشتمل على : مبحثي حجّية القطع والظنّ وفروعهما.

فرغ قدّس سرّه منه في السابع والعشرين من شهر شوال سنة ألف ومائتين وثمان وسبعين.

والمجلّد السادس :

سبعة عشر ألف بيت وتسع مائة وعشرون بيتاً تقريباً ، يشتمل على : مباحث البراءة والاشتغال والتخيير ، وفي خاتمته قاعدة الضرر.

فرغ قدّس سرّه منه في حادي عشر شهر جمادى الأولى سنة ألف ومائتين وثمانين ، وفرغ من إعادة النظر فيه في ثاني عشر شهر ذي الحجّة الحرام سنة ألف وثلاثمائة.

والمجلّد السابع :

في الاستصحاب يتجاوز عن واحد وعشرين ألف بيت.

فرغ قدّس سرّه منه في رابع عشر شهر رجب سنة ألف ومائتين وإحدى وثمانين ، وفرغ من إعادة النظر فيه في ثالث عشر شهر ذي الحجّة سنة ألف وثلاثمائة وثلاث.

٩٨

والمجلّد الثامن :

في مباحث الاجتهاد والتقليد ، والتعادل والتراجيح ، يبلغ سبعة عشر ألف بيت وثمانمائة وستة وثلاثين بيتاً تقريباً (١).

فرغ قدّس سرّه منه في الثاني والعشرين من شهر شوال سنة ألف ومائتين واثنتين وثمانين (٢).

__________________

(١) قال الاوردبادي في المجموعة الكبيرة (الخطيّة) عن البشرى : فصار تأسيساً في (٨) مجلّدات ، تبلغ (١٢٥) ألف بيت.

(٢) أقول : قال في الذريعة ـ عن كتاب بشرى الوصول إلى أسرار علم الأصول ـ :

.. كبير في عدّة مجلّدات ، أوّله : الحمد لله الّذي أسس أساس الدين ، وهدانا لسبيل المهتدين.

وهذا فهرس المجلّدات :

الأوّل : من مبحث تعارض العرف واللغة إلى أوائل النهي.

الثاني : من النهي عن الضد إلى آخر اجتماع الأمر والنهي.

الثالث : من النهي في العبادات إلى بناء العام ، فرغ منه سنة ١٢٧٦.

الرابع : من بناء العام على الخاص ، ثمّ الإجماع إلى آخر الشهرة.

فرغ منه في النجف في يوم الأحد ١٢ ربيع الثاني ١٢٧٧.

الخامس : في القطع والظنّ ، فرغ منه سنة ١٢٧٨.

السادس : في أصل البراءة ، فرغ منه سنة ١٢٨٠.

السابع : في الاستصحاب ، فرغ منه في ١٤ رجب سنة ١٢٨١.

الثامن : في الاجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح ، فرغ منه سنة ١٢٨٢.

صرّح فيه أنّه كلما يعبّر بـ : الأستاذ ، فمراده السيّد حسين الكوهكمري المتوفّى سنة ١٢٩٩ ، إلاّ أنّ في أعيان الشيعة ١/١٥١ قال : .. يعبر فيها] أي مجلّدات البشرى [عن الشيخ مرتضى الأنصاري بـ : شيخنا المحقّق ، وعن السيّد حسين الترك ببعض من تأخر. وانظر معارف الرجال ١/٢٤٤.

قال الشيخ الطهراني في الذريعة ٣/١٢٠ ـ ١٢١ برقم ٤٠٩ : .. رأيت منه نسخاً متفرقة ، ورأيت في النجف مجموعها ، كما وصفت في كتب سيّدنا المعاصر الشهير بـ : السيّد محمّد الحجّة نزيل قم اليوم ابن السيّد عليّ بن السيّد عليّ نقي الّذي هو أخو ـ

٩٩

__________________

ـ السيّد حسين الكوهكمري المذكور.

وانظر ما ذكره الشيخ الطهراني في النقباء ٤/١٤٩٤. والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والالقاب ٣/١٣٣ وغيرهما.

قال عنها في التراث العربي ١/٤٠٠ : .. وهو مستفاد من افادات استاذيه الشيخ مرتضى الانصاري وميرزا محمّد حسن المجدّد الشيرازي بالإضافة إلى مستنبطاته الخاصّة .. وهو بعناوين أصل أصل .. ثمّ قال : والظاهر أنّه اوسع كتاب نعرفه في اُصول الفقه.

أقول : وهو كذلك عند الفريقين ، إلاّ أنّه سها حفظه الله حيث لم يكن الشيخ تلميذاً للمجدّد بل للسيّد حسين الكوهكمري طاب ثراهما.

ثمّ إنّ : له نسخ كثيرة جدّاً ، منها نسخة في مكتبة گوهر شاد ـ كما جاء في فهرستها برقم ٢٢٩ ـ ، نسخ محمّد حسين الاصفهاني في سنة ١٣٠٦ هـ ، في القطع والظنّ.

ونسخة اُخرى منه ، نسخت في سنة ١٢٩٥ هـ ، عليها حواش (منه سلّمه الله) ، وقطعة منه بنسخ محمّد هاشم بن محمّد شبير في سنة ١٣٠٩ هـ.

كما يوجد المجلّد الثالث والرابع والخامس والسابع منه في المكتبة الرضويّة على صاحبها آلاف السلام والتحية كما جاء في فهرست النسخ الخطيّة : ٦١٩.

ونسخة أخرى في مكتبة كلية الإلهيات في مشهد ، كما جاء في فهرستها ٢/٥٨٨ تحت رقم ١٤٣٩ ، وهي القسم السابع من البشرى (الاستصحاب).

وفي فهرست مخطوطات السيّد محمّد باقر الطباطبائي في كربلاء للسيّد سلمان هادي طعمة ذكر خمس نسخ من البشرى صفحة ٢٧ برقم ٢٩ و٣٠ و٣٤ ، الجزء الثالث نسختان ـ من النهي في العبادات إلى بناء العام. فرغ من تحريرها سنة ١٢٧٦ هـ بخطّ محمّد بن ناصر الكرماني في ٥٥٠ صفحة ، وأخرى بخطّ ميرزا محمّد بن شيخ محمّد حسين.

وتوجد منه مجلّدات في مكتبة نمازي في خوي ، كما جاء في فهرستها : ١٦٧ ـ ١٦٨ ، وهي المجلّد الأوّل والثاني والثالث والخامس والسادس والسابع تحت رقم ٣٣٦ ـ ٣٤١ ، والمجلّد السادس منه بخطّ عليّ بن حسن ياسين النجفي سنة ١٢٨٨ هـ ، وهي نسخة مصحّحة ، والمجلّد الأخير نسخ في ١٩ جمادى الثانية سنة ١٢٩٢ هـ.

كما وتوجد في مكتبة السيّد النجفي المرعشي رحمه الله المجلّد الثاني منها تحت ـ

١٠٠