تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

فرغت منه في الخامس والعشرين من ربيع الثاني سنة ألف وثلاثمائة وخمس وثلاثين ، طبع مع الرسالة المذكورة في سنة ١٣٤٢ (١).

__________________

والشهور والسنة ، ثمّ قال : طبع في النجف في ١٣٤٢ ، وفيه جميع الآداب والسنن ، مرتّباً على اثني عشر فصلاً ، ولذا لقبه بـ : الاثنا عشرية.

وقال عنه الشيخ جعفر آل محبوبة في كتابه ٣/٢٥٦ : .. وهو من الكتب النافعة.

وذكره في معجم المطبوعات النجفية : ٣١٢ تحت رقم ١٣٤٦ ، قال : وطبع في المطبعة المرتضويّة على الحجر في حجم الرقع الكبير في مجلّد واحد في ٢٩١ صفحة.

وقال في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ : مرآة الكمال في الآداب والسنن ، نجف ، ١٣٤١ هـ ، وفي فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٨٢٧ ذكره ، وقال : نجف ، ١٣٤٢ ق ، سنگى [حجري] ، ٣٩٥ صفحة ، مع مرآة الرشاد.

(١) في التنقيح : ١٣٤٧ .. وهو سهو.

أقول : وذاك في مجلّد كبير على الحجر وبخطّ نسخ ، وحققه شيخنا الوالد دام ظله ، وطبع المجلّد الأوّل منه في النجف الأشرف سنة ١٣٨٩ هـ ، ثمّ ترك الباقي للظروف القاهرة الّتي حلت على الأسرة في التهجير والتشتت ، ثمّ قمت بطبعه مع ملاحظات وتغييرات عديدة في سنة ١٤١٤ هـ في ثلاثة مجلّدات. وجاء في آخره ما صورته :

وقد انتهى الحال بي إلى هنا في أوائل الثلث الاخير من ليلة الاحد الخامس والعشرين من ربيع الثاني من شهور سنة ألف وثلاثمائة وخمس وثلاثين ، وهي ـ وسنة ونصف قبلها ـ سنتين اشتداد توارد البلايا والمحن ، وتواتر المصائب والفتن ، وشيوع نهب الأموال ، وهتك الاعراض ، واراقة الدماء ، والحرب العمومية بين الدول والامراء ، وسلب الامنية والراحة من عموم بلاد المسلمين والكفار ، وذلّ الاعزة وعزّ الاشرار .. سنتين : (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض إِذَا أَخْرَجَ) المؤمن (يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراهَا) [النور (٢٤) : ٤٠] سنتين لم يجعل الله لها نوراً ولارفاهاً ، سنتين ترى الناس فيها وتحسبهم سكارى : (وَمَاهُم بِسُكَارَى وَلكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج (٢٢) : ٢] ولو قال قائل بعدم وقوع مثلها من لدن خلقة آدم إلى اليوم لكان بالتصديق جديراً.

وقد انقطعت المكاتبات ، واسقطت المناسبات ، واختل النظام ، وعسر العيش على اغلب الأنام ، والحمد لله.

والحمد لله تعالى على بروز صدق قول الإمام الهمام أبي الأئمّة الكرام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام مخاطباً به الكوفة وظهرها : «اذا كان البلاء في سائر الاقطار

١٨١

__________________

إلى شحمة الاذن ، ففيك إلى الخلخال» فاليوم بلدتنا هذه ببركة من حلّ جسده الشريف بها أحسن بقاء الأرض طراً ، وائمنهم كلاّ.

ومن أمعن النظر في حالها في هذه الثلاث سنين عدّ ذلك من أعظم كرامات أمير المؤمنين عليه السلام ، فترى البلدة محفوظة من التعديات ، وقد جعل الامن اليوم باشرارها ، وترى الذئاب يمشي بعضها مع بعض شيء مشي الغنم ، والاعداء يجالس بعضهم بعضاً مجالسة الاخوة والاخلاء ، لكن الغوث إلى الله تعالى وولي العصر ارواحنا فداه من ضيق أمور المعاش وأي ضيق؟! والرجاء أن يجعل الله سبحانه هذه الشدّة مقدّمة قريبة للرخاء الكامل بظهور الإمام العادل ، بقية الله سبحانه في الأرض والسماء عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه ، وجعلنا من أعوانه ومن كلّ مكروه فداه ، آمين يا إله طه وياسين ، ٢٥ ربيع الثاني سنة ١٣٣٥ هـ.

ثمّ قال في آخرها : قد تشرف باستنساخ هذه النسخة الشريفة : أحمد ابن الشيخ محمّد حسين الزنجاني غفر الله لهما ولوالديهما في سنة الألف وثلاثمائة واحدى وأربعين من الهجرة النبويّة عليه وآله الاف الثناء والتحية ، طبعت في المطبعة المباركة المرتضويّة في النجف الأشرف.

ثمّ جاء : وقد بذل الجهد في تنقيحه المنشيء محمّدرضا. وقد خدم الكتاب كربلاء محمّد البنابي ، ويلتمس الدعاء .. ومباشر المقابلة الميرزا يحيى الارومي ، يلتمس الدعاء ، ثمّ كتب

يا ناظراً سل بالله مرحمة

على المصنّف واستغفر لكاتبه

وجاء في آخر جدول الخطأ والصواب (غلطنامه الكتاب!) بخطّ المؤلّف قدّس سرّه ما نصّه : بسم الله خير الاسماء ، قد دعاني للاهتمام بشأن الكتاب وصحّته إلى أنّي قد باشرت المقابلة بنفسي غالباً ، فالمرجو من اخوان الدين اذا عثروا على خطأ أن يصلحوه قربة إلى الله وخدمة للدين المبين. حرّره الفاني عبدالله المامقاني عُفِيَ عنه ، ١٣ صفر الخير سنة ١٣٤٢ هـ.

وقد وشّحت ديباجة كتاب مرآة الرشاد ومرآة الكمال (الطبعة الحجرية المطبوعة سنة ١٣٤٢ هـ) بهذا الأبيات ، إذ قال : .. وخاطبه بهذه الأبيات الّتي نظمها بعض الفضلاء أيده الله تعالى بتأييده ، ولكل خير هداه :

هي الحكمة الغرا أم الآية الكبرى

أم السحر أم تلك التي تبطل السحرا

١٨٢

ومن غريب ما وجدته عند الاشتغال به ; أنّي منذ نشأت كنت عاجزاً في نهار شهر رمضان عن تحرير صفحة ، وكنت أحرّر ليلاً إلاّ عند الاشتغال بهذا الكتاب ، فإنّي كنت أشتغل به ليلاً وأنام بعد صلاة الفجر ، فإذا مضت من الشمس ساعتان لكأ نّي بشخص يحرّكني فأفتح عيني فلا أرى أحداً فاشتغل بالتصنيف ، وكنت أنام بعد صلاة الظهرين ، فإذا مضت ساعة يحركني شخص ، فأفتح عيني فاشتغل بالتحرير إلى قرب الغروب ، وهذا معنى التوفيق.

ومنها : هذه الرسالة ; وهي رسالة : مخزن المعاني في ترجمة المحقّق المامقاني قدّس سرّه(١).

__________________

صحائف لكن تحت كل صحيفة

من الغيب سرّ كنهه يذهل الفكرا

براها الذى لم تلق في الكون مثله

وان كنت قد قلبته البطن والظهرا

وذكّر فيها الناس آداب دينها

وهل يستوي امثالها تنفع الذكرى

جزى الله (عبدالله) خيراً فإنّه

ارانا بـ (مرآة الكمال) الهدى جهرا

فيا فكر صه عن نعت بعض صفاته

فذلك معنى لا تحيط به خُبرا

ثم قال : وقد أنشد بعض الفضلا في مادة تاريخ الفراغ من طبع الكتاب هذه الأبيات

أ (عبدالله) دم للدين كهفاً

لغيرك لم نجد كهفاً مشادا

وعين لا تراك فلم تلمها

فقد فقدت برؤيتك السوادا

فهزّ يراعه الاسلام واحكم

فقد صار القضاء لها مدادا

وجرد سيفك الماضي شباه

فسيف الدين يأبى الاغتمادا

ودونك منبر الاسلام فاتلوا

على أعواده نوناً وصادا

وللعرب الفصيحة كن خطيباً

فانّك أفصح البلغا ضادا

زعيم الدين أوضح بل وأرخ

بـ : مرآة الكمال لي الرشاد

١٣٤٢ ه

(١) قال في الذريعة ٢٠/٢٣٠ برقم ٢٧٢٢ : .. للشيخ عبد الله بن الشيخ محمّد حسن بن محمّد باقر [كذا] المامقاني المولود في النجف ١٢٨٧ [كذا] ، ثمّ قال : .. وطبعه في النجف مرّتين [كذا].

ونصّ في تنقيح المقال ٣/١٠٥ في ترجمة والده : .. رسالتنا مخزن المعاني في

١٨٣

ومنها : رسالة الجمع بين فاطميتين في النكاح (١).

ومنها : رسالة في أحكام العزل عن الحرّة الدائمة وغيرها (٢).

ومنها : رسالة إرشاد المتبصرين :

فقه ، على ترتيب تبصرة العلاّمة ، يزود (٣) عنها بيسير (٤).

ومنها : رسالة المسائل البصرية :

تتضمن السؤال والجواب عن مائتين وخمس وثمانين مسألة من المسائل المهمة (٥).

__________________

ترجمة المحقّق المامقاني المطبوعة مع مقباس الهداية سنة ألف وثلاثمائة وخمس وأربعين.

وذكرها ضمناً شيخنا القمّي في الكنى والالقاب ٣/١٣٤ في ترجمة والده حيث قال : .. وقد كتب ابنه الفاضل الماهر المتبحر الشيخ عبدالله المامقاني صاحب المصنّفات الكثيرة رسالة في ترجمته.

ولخصها المرحوم الاوردبادي في المجموعة الكبيرة لتراجمه (الخطية) في نحو عشرة صفحات ولم يأتي بجديد فيها سوى قصيدة المرحوم الشيخ محمّد الشيخ أسد الله الكاظمي الّتي قالها في رثاء الشيخ محمّد حسن رحمه الله وأوردنا نصها عنه هنا. وعرّف هذا الكتاب عند تعداد مصنّفات الشيخ الجدّ طاب ثراه بقوله : سرد فيه مجاري حالاته وتاريخيات أحواله.

(١) تعرّض لها في الذريعة ٦/١٣٧ برقم ٥٦٧ ، قال : واختار فيه الجواز .. وهي رسالة لم تطبع.

(٢) لم أجدها في الذريعة بما وسعني من البحث ، وهي رسالة لم تطبع.

(٣) في تنقيح المقال : يزيد ، وهو الظاهر.

(٤) لم يتعرّض لها شيخنا الطهراني في الذريعة حسب تتبعي ، نعم ذكرها خانبابا مشار في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٤٣ ، وعدّها رسالة عملية له ، وأنّها طبعت سنة ١٣٤٢ في النجف ، قال : سربى ، خشتى ١٢٨ صفحة ، كما جاء ذكرها في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٢ قال : نجف ١٣٦٣ هـ.

(٥) وهي في الفقه ، قاله في الذريعة ٢٠/٣٣٨ برقم ٣٢٩٣ ، ثمّ قال : طبع في النجف في

١٨٤

ومنها : رسالة وسيلة التقى في حواشي العروة الوثقى (١) :

على ترتيب حسن ابتكرته وأخذ مني بعض المعاصرين ذلك الترتيب (٢).

ومنها : رسالة السيف البتار في دفع شبهات الكفار (٣) :

تتضمن إثبات الأصول الخمسة بأدلة عقلية متقنة ، وجملة من مسائل فروع الأصول.

ومثلها ترجمتها (٤).

__________________

إحدى وأربعين ورقة في سنة ١٣٤٢ هـ ، وهي خمس وثمانون ومائة! مسألة.

وكرّر ذكرها تحت عنوان : جوابات المسائل البصرية في الذريعة ٥/٢١٥ برقم ١٩٢ وقال : وهي مائة وخمس وثمانون مسألة ، طبع في النجف في ١٣٤٢.

(١) فتاوى عملية طبعت سنة ١٣٤٢ هـ ، كما قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ٢٥/٧٦ برقم ٤١١ ، إلاّ أنّه كرّر العنوان في الذريعة ٦/١٤٩ برقم ٨١٣ باسم : حاشية العروة الوثقى ، قال : فتوائية مطبوعة مستقلة في الجداول.

(٢) وقد طبعت على الحجر بحجم وزيري في ٦٦ صفحة في المطبعة المرتضويّة سنة ١٣٤١ هـ ، وتعرّض لها في معجم المطبوعات النجفية : ٣٧٩ برقم ١٧٣١. ومثله في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٤ برقم (٢٠) ، وفيه : في حاشية العروة ..

(٣) أي الطبيعيين والنصارى ، طبعت سنة ١٣٤٣ هـ ، قاله في الذريعة ١٢/٢٨٦ برقم ١٩٢٣. وسمّاها في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ بـ : السيف البتار في الرّد على من يقول أنّ الغيم بخار!! نجف.

وذكرها في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٥٣٠ ـ ٥٣١ ، قال : طهران ١٣٤٣ ق عربي ، رقعي ، ٨٠ صفحة.

(٤) وقد ترجمت إلى الفارسية سنة ١٣٤٣ هـ ، وطبعت في المطبعة المرتضويّة على الحجر بحجم الكف ، بخطّ نسخ ، النجف الأشرف ، سنة ١٣٤٤ ـ وقيل : سنة ١٣٤٥ ـ في ١٣٧ صفحة من قبل الميرزا يحيى بن الميرزا رحيم الأرومي (الرضائي) المتوفّى قبل المؤلّف قدّس سرّه في النجف وكان من تلامذته.

قال في الذريعة ـ بعد ذلك ـ : .. ويقال له : السيف البتار للمسائل البغدادية! المطبوع ١٣٤٦! .. والعبارة مشوشة.

وتعرّض لها في معجم المطبوعات النجفية : ١١٨ برقم ٣١٧. ومعجم المؤلّفين

١٨٥

ومنها : رسالة إزاحة الوسوسة عن تقبيل (١) الأعتاب المقدّسة :

طبعت مع الطبع الأوّل من مخزن اللآلي (٢).

ومنها : تحفة الخيرة في أحكام الحجّ والعمرة (٣) :

فارسية مبسوطة.

ومنها : منهج الرشاد :

سؤال وجواب فارسي في العبادات وبعض مسائل غير العبادات ، طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٤٠(٤).

ومنها : سؤال وجواب :

آخر فارسي مبسوط طبع في تبريز في سنة ١٣٢١.

ومنها : رسالة مناسك الحج :

وسيط عربي وفارسي طبعا في النجف الأشرف في سنة ١٣٤٤.

__________________

العراقيين ٢/٣٣٣ ، قال : (فارسي) نجف ١٣٤٤ هـ.

وقال في ديباجة تنقيح المقال : السيف البتار في دفع شبهات الكفار ، طبع مرّتين كترجمته.

(١) في الذريعة وغيرها : عن جواز تقبيل .. وفي معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ : .. في تقبيل. وقال : نجف ١٣٤٥.

(٢) قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ١/٥٢٨ برقم ٢٥٧٥. وقد طبعت في المطبعة المرتضويّة على الحجر بحجم وزيري في ٢٧٧ صفحة ، كما جاء ذكرها في معجم المطبوعات النجفية : ٧٣ برقم ٧٠. وفي فهرست كتابهاى چاپى عربى : (عمود) ٤٣ ، قال : نجف ١٣٤٥ ق سنگى خشتى ، ٢٧٧ صفحة ، مع مخزن اللآلي.

(٣) ذكرها في الذريعة ٣/٤٣٢ برقم ١٥٦٥ ، وقال : ذكره في فهرس تصانيفه.

(٤) قال عنه في الذريعة ٢٣/١٨٦ برقم ٨٥٧٧ : فارسي في الفقه العملي ، ثمّ قال : قال في فهرست كتبه : إنّه سؤال وجواب وسيط ، وقد طبع في سنة ١٣٤١!.

ومثله في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ برقم (١٧) قال : فتاوى (فارسي) نجف ، ١٣٤١ هـ.

١٨٦

وأخريان صغيرتان ، طبعت الفارسية في تبريز سنة ١٣٣٨ ، والعربية في النجف الأشرف (١).

ولي حواشي على جملة من الرسائل العربية والفارسية كـ : ذخيرة الصالحين (١) ومنتخب المسائل (٢) والجامع العبّاسي (٣) ومجمع

__________________

(١) قال في الذريعة : .. قال في فهرس تصانيفه أنّه أربعة : وسيط وصغير بالعربية ، ومثلهما بالفارسية وكلّها مطبوعات ، ومرّ له : تحفة الخيرة في الحجّ والعمرة. اُنظر : الذريعة ٢٢/٢٦٦ برقم ٧٠٠٤ تحت عنوان : مناسك الحجّ.

وذكر واحد منها بعنوان : مناسك حجّ في معجم المطبوعات النجفيّة : ٣٠٤ برقم ١٥١٢ المطبوعة في المطبعة المرتضويّة على الحجر بحجم الكف في ١١٠ صفحة فارسي.

وفي معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ برقم (١٤) : مناسك الحجّ فارسي ، نجف ، ١٣٤٤هــ.

(٢) بهذا الاسم وما يناسب الموضوع رسالتان كلاهما رسالة عملية ، الأولى فارسية في فتاوى السيّد أبي الحسن الإصفهاني المتوفّى سنة ١٣٦٥ هـ طبعت ثلاث مرات في حياته ، وأخرى رسالة عملية من فتاوى السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي المتوفّى سنة ١٣٣٧ هـ جمعها الشيخ سعيد بن محمّد رضا الحلّي ، وطبعها أوّلاً في بغداد سنة ١٣٢٩ هـ ، ولعلّ هذه هي المرادة هنا.

(٣) وهي رسالة فارسية جمعها السيّد أبو القاسم الاصفهاني من فتاوى حجّة الإسلام! السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي النجفي ـ كما نصّ عليه شيخنا في الذريعة ٢٢/٤٠٥ برقم ٧٦٣٥. وطبع ببغداد سنة ١٣٢٩ و ١٣٣١ هـ ، أمّا الّتي طبعت مع حواشي شيخنا الجدّ طاب ثراه فقد كان ذلك في سنة ١٣٤١ هـ ، وقد ذكر له شيخنا الطهراني في الذريعة ٢٢/٤٠٥ برقم ٧٦٣٧ : منتخب الرسائل ، وقال عنه أنّه فارسي ، وطبع سنة ١٣٤١ ، ولعلّه ما هنا واحد.

وقال في النقباء ٣/١١٩٧ : .. ورجع إليه في التقليد بعض أهالي آذربايجان والعراق وغيرهما ، فعلّق على بعض الرسائل الفتوائية مثل ذخيرة الصالحين ، ومنتخب المسائل ، ومجمع المسائل.

(٤) كتاب في الفقه العملي ، فارسي للشيخ البهائي رحمه الله المتوفّى سنة ١٠٣١ هـ ، خرج منه خمسة أبواب في العبادات إلى آخر الحجّ فأدركه الأجل فتمّمه تلميذه نظام الدين

١٨٧

المسائل () وغيرها (٢).

ولي كراريس في الرجال (٣) وكراريس في الفوائد الطبية (٤) وكراريس في

__________________

الساوجي بإلحاق خمسة عشر باباً إليه.

وقد طبع الجامع سنة ١٣٢٧ وعليه حاشية المرحوم الشيخ الجدّ طاب ثراه ، وذلك بسعي محمّد عليّ بن محمود التبريزي ، في المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف ، وتعرّض له في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٢٧٦ قال : .. نجف ، ١٣٤٦ سنگى قال : (در هامش جامع).

(١) وهو كتاب فارسي في الفقه العملي للشيخ مهدي الخراساني جمع فيه المسائل الفتوائية المستخرجة من رسائل عديدة مطابقة لفتاوى الميرزا محمّد حسن الشيرازي ، طبع سنة ١٣١٠ هـ في إيران ، ثمّ جدّد طبعه مع تعاليق جمع من أعلام وقته كالميرزا محمّد تقي الشيرازي ، والآخوند الخراساني ، والسيّد اليزدي .. وغيرهم ، وقد يقال له : مجمع الرسائل.

(٢) وزاد قدّس سرّه في ما ترجمه عن نفسه في التنقيح ٢/٢١٠ بقوله : .. وصيغ العقود الفارسي للفاضل الزنجاني وغيرها ، قال : ولتسهيل الأمر أدخلت حواشي الجامع العبّاسي في المتن ، وطبع.

وجاء في ديباجة موسعته : تنقيح المقال ـ بعد قوله : وله حواشي ـ : .. وصيغ العقود للقزويني ، ثمّ ادخل حواشي المنتجب وحواشي الجامع العبّاسي في المتن وطبعا.

هذا ، وله حواش على فرائد الأصول للشيخ الأنصاري ، وحاشية على مطارح الأفهام في مباني الأحكام ، كما نصّ عليه غير واحد منهم السيّد النجفي المرعشي رحمه الله في كتاب المسلسلات ٢/٣٥٧.

(٣) ولعلّ هذا هو الّذي عبر عنه في الذريعة ١٦/٣٣٨ برقم ١٥٦٩ بـ : الفوائد الرجاليّة ، وقال هناك : .. ولعلّه بعض كراريسه المسودات الّتي أدرجها في كتابه الرجال أخيراً ..

وقال رحمه الله تحت عنوان : رجال الشيخ عبد الله : .. ذكر في مخزن المعاني في ترجمة الوالد المامقاني أنّه [له] كراريس في الرجال. ثمّ إنّه أخيراً ألّف الرجال الكبير المطبوع في ثلاثة مجلّدات الموسوم بـ : تنقيح المقال .. وتوفّي قبل تمام طبعه ، وتمّ طبعه بعد موته. الذريعة ١٠/١٢٧.

وقد حذف المصنّف طاب ثراه هذا العنوان من ترجمة نفسه في تنقيح المقال ١/٢١٠ ممّا يؤيد نظر شيخنا الطهراني طاب رمسه.

(٤) وقد ذكر شيخنا الطهراني أنّه مجلّد كبير بخطّه في كتبه ، فارسي ، وكأ نّه قد رآه ، اُنظر الذريعة ١٦/٣٤٦ برقم ١٦١٣.

١٨٨

بعض علوم الحروف والأعداد (١).

__________________

(١) أقول : هنا سقط أو استدراك في فهرست الكتب جاء في تنقيح المقال ١/٢٠٩ بعد قوله : ومنها رسالة إزاحة الوسوسة ... مخزن اللآلي ، قال :

ومنها : الدرّ المنضود في صيغ الإيقاعات والعقود.

ومنها : أرجوزة الدرّ المنضودة في صيغ العقود ، نيفاً وألف بيت سمّاها في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٢ بـ : الارجوزة الالفية المسمّاة بـ : الدّرر المنضودة في صيغ العقود والايقاعات ومهمات مسائل الارث ، نجف ١٣٤٦ هـ. وزاد عليه في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٣٤٧ : سنگى ، خطّ أحمد الزنجاني.

ومنها : هذا الكتاب المسمّى بـ : تنقيح المقال في أحوال الرجال ، وفهرسته : نتائج التنقيح ، وفي فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٩٤٤ عبر عنه أيضاً بـ : ملخّص تنقيح المقال ، وقال : نجف ، ١٣٤٩ ق سنگى (حجري) رحلي ، أوّل تنقيح المقال.

وقد ذكرت هذه كلّها في كتاب المسلسلات ٢/٣٥٧ وجاء الاخير في الذريعة ١٢/١٥٧ برقم ١٠٥٩ قال : طبع بالنجف ١٣٤٦ هـ وطهران ١٣٧٤.

أقول : قال في الذريعة عن كتاب تنقيح المقال : هو أبسط ما كتب في الرجال ، حيث إنّه أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمّة وغيرهم من الرواة إلى القرن الرابع ، وقليل من العلماء والمحدّثين ، في ثلاثة مجلّدات كبار لم يزد مجموع مدّة جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وهذا ممّا يعدّ من خوارق العادات والخاصّة من التأييدات ، فللّه درّ مؤلفه من مصنّف ما سبقه مصنّفو الرجال ، ومن تنقيح ما أتي بمثله الأمثال ..

ثمّ قال : وهو العلاّمة المعاصر الشيخ عبد الله ابن العلاّمة الشيخ محمّد حسن بن عبد الله المامقاني ، المولود بالنجف ١٥/ع ١/١٢٩٠ ، والمتوفّى في النصف من شوال ١٣٥١.

كان شروعه في تأليفه أواخر صفر ١٣٤٨ كما كتبه بخطّه على ظهر الكتاب ، وكمل تأليفه وتصحيحه في أقل من سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته ، وكذلك الثالث إلاّ كراريس منه طبعت بعد وفاته ، فتم طبعه في ١٣٥٢.

اُنظر : الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧ برقم ٢٠٧٠ ، ولكلامه رحمه الله تتمة سنرجع لها.

ثمّ إنّه قد أدرج شيخنا الطهراني في موسوعته الرائعة الذريعة إلى تصانيف الشيعة غير هذه الكتب للمصنّف رحمهما الله ، ولعلّها تتداخل مع الّتي سلفت أو جاءت بأسماء

١٨٩

__________________

مختلفة وبعضها غفل عن ذكرها المصنّف قدّس سرّه قطعاً :

منها : سراج الشيعة في آداب الشريعة :

وهي ترجمة إلى الفارسية بتصرف لمرآة الكمال .. طبعت في النجف الأشرف سنة ١٣٤٦ هـ ، على الحجر ، وفي طهران سنة ١٣٧٤ بالحروف ، وكرر طبعها بالأوفست أكثر من عشرة مرّات ، لاحظ : الذريعة ١٢/١٥٧ برقم ١٠٥٩. وقد سلف ذكرها من المصنّف في تنقيح المقال.

ونص عليها في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ ، وزاد (في آداب الشريعة) فارسي ، النجف ، ١٣٤٨ هـ.

ومنها : نجاة المتقين :

قال في الذريعة : .. قال في فهرس مصنّفاته أنّه سؤال وجواب كبير. اُنظر : الذريعة ٢٤/٦١ برقم ٢٩٧.

ولاحظ : معجم المطبوعات النجفية : ١٣٠ برقم (٣٨٥) ، وقال : طبع في المطبعة المرتضويّة سنة ١٣٥٢ حجم كبير.

ومنها : معارج الأفهام في مباني الأحكام :

قال : ذكره في فهارس تصانيفه ، اُنظر : الذريعة ٢١/١٨٠ برقم ٤٥٠٤.

أقول : الظاهر هو مطارح الافهام في الاُصول ، وقد سلف.

ومنها : الدّر المنثور في أجوبة المسائل العشرة :

قاله في الذريعة ٨/١٣٧ برقم ٥١٢.

ومنها : أصالة البراءة :

قال : ذكرها في فهرس تصانيفه ، لاحظ : الذريعة ٢/١١٥ برقم ٤٥٨.

ومنها : نتيجة التنقيح :

قال في الذريعة : هو فهرس لتنقيح المقال في علم الرجال للمامقاني طبع معه ، انظر : الذريعة ٢٤/٤٨ برقم ٢٣٦ ، والصواب أنّه : نتائج التنقيح في تمييز السقيم من الصحيح ، كما نصّ عليه في ديباجة التنقيح وخلاله.

ومنها : منهاج التقوى :

حواش على غاية القصوى ، طبع في تبريز ، ذكره في الذريعة ٢٣/١٥٩ برقم ٨٤٨٩.

ومنها : رسالة في من تزوجت باعتقاد أنّها مطلقة فبان عدم الطلاق ، فهل تحلّ بعد

١٩٠

__________________

الطلاق الأوّل للزوج الثاني أم لا؟

ذكرها في الذريعة ٢٢/٢٢٦ برقم ٦٨٠٣ وقال : مؤلّف مطارح الأفهام ... وترجمناه في النقباء : ١١٩٦ ، وفي مصفى المقال (القائمة ٢٥٠) ، ذكرها في فهرس كتبه.

ومنها : المسائل البغدادية :

قال في الذريعة ٢٠/٣٣٩ برقم ٣٢٩٥ : عشرون مسألة .. ، طبع بالنجف ١٣٤٦ ، ومعه ردّ البابية ، للميرزا يحيى بن محمّد رحيم الأرومي.

وذكرها في ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥٧ وقال : في الفروع ، وجاءت في المسلسلات ٢/٣٥٨ ، وكذا في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ برقم (١٢).

ومنها : جواب المسائل البغدادية :

وهي عشرون مسألة طبع في النجف الأشرف في سنة ١٣٣٦ ، قال في الذريعة ٥/٢١٦ برقم ١٠١٧ ، وكأ نّه غير الأوّل ، فتدبّر.

وذكرها أيضاً في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٢٥٧ ، وذكر سنة التأليف السالفة.

ومنها : رسالة في أكل الأب من مال الابن :

ذكرها في نقباء البشر ١/١١٩٩ ، والمسلسلات ٢/٣٥٧.

ومنها حاشية الرسائل :

ومنها : المواكب الحسينية ، ذكرها في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٤ برقم (١٨) وقال : نجف ، ١٣٤٥.

جاءت في ذيل ترجمته في الطبقات.

ومنها : تقريرات بحث والده العلامة الشيخ محمّد حسن طاب ثراه في الفقه.

ومنها : تقريرات الشيخ الجدّ الأكبر في الأصول.

وكلّها مخطوطات لازالت في مقبرة الأسرة.

قال في نقباء البشر ٣/١١٩٩ في ترجمة الجدّ طاب ثراه بعد أن عدّد المؤلّفات المطبوعة ما نصه :

.. ومن آثاره المخطوطة : منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام ، ورسالة في الجمع بين فاطميتين ، ورسالة في حكم العزل عن الحرّة ، ورسالة في أكل الأب من مال الابن ، وكتاب في أصل البراءة ، وحاشية الرسائل ، وحاشية الجامع العبّاسي ، وغيرها.

١٩١

ولو جمع جميع ما حرّرته لعدل الجواهر ثلاث مرات (١) ، والحمد لله تعالى على هذه النعمة العظمى الّتي هي ببركة مولانا الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده.

وذلك أنّي رأيت ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع عشرة في الطيف ; أنّي في حال المشي في زقاق وصلت إلى دراج (٢) وفي منتهى الدراج (٣) مكان جالس فيه رجل لونه يميل إلى السمرة وعيناه وحاجباه ولحيته المباركة في غاية الحسن والسواد ، قطط الشعر ، في وجهه شامات سود ، فلمّا نظرت إليه ـ نظر غير معتن به ـ نظر إلىّ نظر مغضب علىّ (٤) ، فعند ذلك أُخبرت أنّه سيدي ومولاي الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، فارتعش جسدي وتحيرت في العلاج ، وقلت في نفسي : إن استأذنت في الصعود إليه للاستعفاء ولم يأذن لي لوقعت بين محذورين ، لأ نّي

__________________

وكلّها عند ولده العالم الفاضل الشيخ محيي الدين المامقاني ، زاد الله توفيقه.

ولم يتعرض طاب ثراه في ترجمته إلى كتابنا الحاضر (الا وهو تنقيح المقال في علم الرجال) ، لأ نّه آخر ما جادت به يراعه طاب رمسه ، ولم يتم طبعه كما سلف ويأتي الحديث عنه مفصّلاً فيما بعد ..

(١) ومن هنا قال شيخ الشريعة الحاج شيخ عزيز بنابي رحمه الله ـ كما حكاه الحاج ملا عليّ الواعظ الخياباني في كتابه علماء معاصرين : ١٥٩ ، وعنه في ريحانة الأدب ٣/١٥٩ ـ : .. إنّ له ثمانين جلداً مؤلفاً ..

ويعدّ مترجمنا قدّس سرّه بحقّ من القلة الّتي منت بها السماء على الطائفة ، فهو مكثر مجيد ، شارك في علوم متعدّدة ، وبرز في فنون كثيرة ، فمع أنّه لم يبلغ بعد من العمر التاسعة عشرة بكر في التأليف ، وها هو قد ناهز الستين من عمره يودع الدنيا وقد ترك الكثير من المؤلّفات.

أقول أدرج فهرست كتبه في بعض مصنفاته ، عرضنا بعض صوره في الفصل الأخير من كتابنا هذا (صور وآثار). فلاحظ.

(٢) (٣) كذا ، وهي كلمة عامية ، وفي التنقيح : درج ، وهو الظاهر. ويراد منه : السُلَّم.

(٤) لا توجد : عليّ .. في تنقيح المقال.

١٩٢

إن خالفته كفرت ، وإن أطعته بقيت مذنباً .. فتأمّلت هويناً.

ثمّ خطر ببالي رؤيا لي سابقة ، وأنّ لي معهم قرابة ورحمية ، فصعدت من غير استئذان اعتماداً على الرحمية ، بانياً على العود إن نهاني .. فلم ينهنِ عليه السلام ، فصعدت ووجدته جالساً رافعاً ركبته اليمنى وواضعاً كفه عليها وضامّاً رجله اليسرى إلى فخذه ، فسلّمت عليه ، فردّ علىّ السلام ، فقبّلت يده ، ثمّ أردت أن أقبل رجله فأراد أن يمتنع فالتمسته فأذن لي ، فقبّلت رجله ، ثمّ عرضت بحضرته المباركة باللسان التركي ما ترجمته : يا سيدي! وحقِّك لم أكن أعرفك في النظرة الّتي نظرت إليك غير مؤدّب .. فتبسّم عليه السلام ، وقال : «نعم ; حبك لنا وإخلاصك محرز ..» ، فطلبت منه العفو فعفا.

فلمّا انصرفت ومشيت أقداماً قهقرى تذكرت أنّي منذ سنين كنت عازماً على الإتيان بعمل أمّ داود لأن أرى أحد الأئمّة عليهم السلام في المنام فيتفل بحلقي لينشرح صدري ، وكانت العوائق تمنعني عن الإتيان به بذلك القصد ; لأ نّي عملته سنة لبرء الوالد قدّس سرّه من مرض وجع المعدة الّذي كان مؤذياً له فارتفع ، وسنة لبرء عين الوالدة قدّس سرّها فبرئت ، فقلت في نفسي : هذا الإمام الصادق عليه السلام رئيس الفقه وقد لقيته فأطلب منه حاجتك تلك ، فإن شاء أجاب وإلاّ فلا ، وعلى التقديرين يسقط عنك تعب العمل ، فرجعت إليه وجلست بين يديه والتمست منه أن يتفل بحلقي ، فنظر إليّ وتبسّم ، وقال : «ائتني بشفتيك أقبلهما عوض التفلة».

فقلت : سيدي! أريد أن يدخل ريقك في جوفي لينشرح بذلك صدري.

فقال عليه السلام : «إذا كان لا بد لك من ذلك فهات أضع لساني في فيك فمصّه».

فقلت : سمعاً وطاعة ، فأخرج قليلاً من لسانه فوضعه في فمي ، فاستقللت

١٩٣

ذلك ، فوضع جميع لسانه الشريف في فمي ، فأخذت أمصّه وأنا واضع يديّ إلى الأرض جالس جلسة التشهد تأدّباً ، وكنت أحسّ فى حال المصّ أنّ الريق لا يدخل المعدة وإنّما في داخل حلقومي ثقب يدخل الريق منه في العروق ، وكنت أنظر إلى عروق يدي إلى أن وجدت أنّي قد شبعت ، وأنّ العروق قد امتلأت من ذلك حتّى كادت عروق يدي تشق الجلد ، فأخرجت لسانه الشريف من فمي.

فقال عليه السلام : «شبعت؟».

فقلت : نعم.

فقال : «ائتني بشفتيك لأقبّلهما» ، فقربت شفتي من فيه الشريف فقبلهما ، وقمت.

ومن غاية سروري على نيل المرام انتبهت من النوم ، فوجدت أنّ الصبح قريب ، فحمدت الله تعالى على ذلك وشكرت ، فإنّ ذلك من فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده والله ذوالفضل العظيم.

وممّا وجدت من أثر ذلك ; أنّي إلى تلك الليلة لم أكن أتمكن في تمام اليوم والليلة ـ باستثناء ضروريات المعاش ـ من تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أصنّف في كلّ يوم وليلة ثماني أوراق إلى أسبوع ، ثمّ بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت أصنّف في كلّ يوم وليلة عشر أوراق ـ الّتي هي أربعمائه وخمسون بيتاً تقريباً ـ مع ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه من تحرير أجوبة المكاتيب ومعاونته في المراجعة لتحرير أجوبة الاستفتاءات .. ونحو ذلك ، وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كلّ يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ، كما اتفق لي ذلك كثيراً ، ومن لاحظ تاريخ مجلّدات المنتهى بان له صدق ما قلته ، حيث إنّي

١٩٤

صنّفت جلدي الديات وثلاثة مجلّدات من النكاح في خمس سنين إلاّ عدّة أشهر ، وبعد ذلك في كلّ سنة خمسة مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسعة مجلّدات في سنة و .. هكذا (١).

__________________

(١) ذكر طاب مرقده هنا مؤلفاته ، ولم يتعرّض لمستنسخاته كما فعله في ترجمة والده رحمه الله ، والظاهر أنّها كثيرة وقد سلف منه طاب رمسه في هذا الكتاب [هامش صفحة : ١٤٧] ان قال : قد استنسخت شرح الخلاصة للشيخ هاشم ، وحاشية القطع للاستاذ الدربندي مع حاشيته قطع الروزاري .. وكرر استنساخه لكتاب الأول في هامش صفحة ١٥٠ واستنساخه للكتاب الثاني في هامش صفحة ١٥٦ بقوله : له حاشية على قطع الرسائل لطيفة استنسختها مع عدة رسائل بخط يدي .. إلى آخره.

١٩٥
١٩٦

تـذييـل

من جملة منن الله الباري جلّ شأنه عليّ أنّ حضرة الشيخ الوالد أنار الله برهانه قد شرّفني بإجازة الاجتهاد مراراً ـ مع أنّه قدّس سرّه كان بطيء الجزم باجتهاد شخص لعظم أمر الاجتهاد عنده (١) ـ فكتب قدّس سرّه على مجلّد الصيد والذباحة ما هذه صورته :

بسم الله خير الأسماء

الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى

وبعد ; فهذا أحد المجلّدات الثمانية والثلاثين البارزة إلى الآن من كتاب منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام تصنيف أحبّ الناس إليّ وأقربهم منزلة لديّ ، قرة الناظر ، بهجة الخاطر ، ولدي الأعز الّذي هو سمّي والدي قدّس سرّه أرشد الله أمره ، وأطال عمره ، وحفظه من شر الحاسدين ، ومدّ له في العمر السعيد ، ومتّع له بالعيش الرغيد ..

ولقد جمع هذا الكتاب بين حسن التحقيق ، وجودة التدقيق ،

__________________

(١) قال في تنقيح المقال ٢/٢١٠ بعدما ذكر ما هنا بنصّه : .. وقد أدرجت في مخزن المعاني صورة إجازاته ولا يهمني منها هنا إلاّ إجازته لي في الرواية ليتبين طريقي في الرواية ، قال رحمه الله بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد وآله ما لفظه : فيقول .. وسنذكرها فيما بعد.

١٩٧

وسلاسة العبارة ، ومتانة المقالة ، واستيفاء الأقوال والأدلة ، واستقصاء النكت البديعة ، كما جمع هو ـ حفظه الله تعالى عن كيد الحاسدين ـ الأوصاف الحميدة ، والخصال المرضية ، وكفاه شرفاً أنّ الله تعالى أكمل فيه الملكتين ، وحرّم عليه التقليد في عنفوان الشباب ، والامتحان أقوى شاهد وأصدق دليل على ما سطرنا ، وفقه الله تعالى بحقّ السادات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لإتمام هذا الكتاب.

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتّى أضمّ إليها ألف آمينا

وأنا الأقل محمّد حسن بن عبدالله المامقانى ساكن النجف الأشرف في ذي القعدة الحرام سنة ١٣١٨. انتهى.

وقريب من ذلك ما شرّف به ظهر رسالة هداية الأنام ، وفي آخره قوله قدّس سرّه :

والحمد لله تعالى على أن رزقني مثل هذا الولد العالم العادل البرّ البارّ التقي ، وفقه الله تعالى بحقّ السادات المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين لما يحبّ ويرضى.

وكتب قدّس سرّه في صدر مواريث نجاة العباد المعلَّق عليها حواشي الحقير بأمره قدّس سرّه ما لفظه :

باسمه تعالى

لمّا كانت مسائل الإرث ممّا يبحث فيه عن الحقوق المشتركة الّتي يتعذر أو يتعسّر فيها الاحتياط ، وكان بعض المتدينين مصرّاً علىّ في كتـابة رسالة في ذلك ، وكانت كثرة المشاغل تمنعني

١٩٨

عنها ، وكان الولد الأعزّ قرةّ الناظر وبهجة الخاطر الشيخ عبـدالله أدام الله تعالى تأييده وحفظه من شر الحاسدين قد حرّر مسائل الإرث أمرته بتحرير ما صح عنده في حواشي هذه الرسالة ، فـمن أراد العمل فليرجع إليها إذ المرجـو أن يكون مثاباً ومأجوراً.

حرّره الأقل محمّد حسن المامقاني ساكن النجف الأشرف وقد سئل قدّس سرّه عنّي مراراً بالفارسية فأجاب بما لا بأس بنقله :

فمنها : ما هذه صورة السؤال :

حجّة الأسلاما ; چه مى فرمائيد در خصوص جناب مستطاب مرجع الأنام فخر المحقّقين الأعلام آقاى آقا شيخ عبدالله آقا زاده أدام الله تعالى تأييده .. آيا مجتهد جامع الشرائط عادل است يا نه؟ شما را بحق اهل حق عليهم السلام كه معتقد خودتان را در اين خصوص دو كلمه بدون مضايقه وتأمل ـ نفياً واثباتاً ـ مرقوم به خط مبارك وبه خاتم شريف مزين فرمائيد كه بسيار محل حاجت است. خداوند عالم سايه آن وجود مبارك را از سر أهل اسلام كم وكوتاه نفرمايد ، بمحمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين (١).

من الأقل السيّد عليّ الميلانى في ذي القعدة سنة ١٣١٦

__________________

(١) يعني بذلك ما ترجمته : ما يقول ـ حجّة اسلامنا ـ في خصوص حضرت مرجع الأنام وفخر المحقّقين الاعلام المولى ولدكم الشيخ عبدالله أدام الله تعالى تأييده .. هل هو مجتهد عادل جامع للشرائط أم لا؟ نقسم عليكم بحق أهل البيت عليهم السلام أن تبرزوا عقيدتكم في هذا المجال بكلمتين بدون تحرّج أو تأمّل نفياً واثباتاً وذلك بخطكم الكريم ، وتوشحوه بإمضاءكم الشريف ، وذلك لأ نّه فيه ضرورة ملحّة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم ظلكم المبارك على أهل الاسلام بمحمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

١٩٩

وصورة الجواب بخطّه الشريف هذه :

باسمه تعالى

اگر چه بناى داعى تا به حال ـ به جهت مصالح عديده ـ بر كتمان بود ، ولى چون كه از جناب عالى در بيان مطلب تأكيد واقع شده ، وعلاوه بر اين مى توان گفت كه كتمان حال أو درباره أو ظلم مى شود ، به حكم ضرورت بايد معتقَد خود را عرض كنم : بلى ، بينى وبين الله تعالى داعى ; مشار إليه را ـ أيّده الله تعالى ـ مجتهد جامع الشرائط مى دانم به جهت آنكه بر سعى واهتمام أو در اشتغال ودر تكميل مراتب ليلاً ونهاراً اطلاع دارم ، در فقه چند مجلّد وافي به طريق استدلال نوشته است ، ودر جواب استفتاهائى كه در نزد داعي مى آورندامتحان نموده ام ، هذاماعندىوأسأل الله التوفيق (١).

حرّره الأقل محمّد حسن المامقاني ساكن النجف الأشرف

ومنها : ما هذه صورة سؤاله :

به حضور مبارك حضرت مستطاب قبلة الأنام حجّة الإسلام معروض مى دارد كه سابقاً از عدالت واجتهاد جناب مستطاب الفقهاء العظام عمدة المجتهدين الكرام ملاذ الاسلام آقاى آقا شيخ عبدالله آقازاده أدام الله تاييده سؤال وتأكيد شده بود حضرت مستطاب عالى عدالت واجتهاد ايشان را تصديق فرموده بوديد ،

__________________

(١) وترجمة كلامه طاب رمسه : .. وإن كان تصميمي حتّى الآن ـ ولدواعي عديدة ـ على الكتمان ، إلاّ أنّه حيث طلبتم بإلحاح وتأكيد ، مع أنّه ـ يمكن أن يقال ـ إنّ كتمان ما هو عليه لعله ظلم له .. لذا بحكم الضرورة لزمني ذكر معتقدي فيه : نعم ، إني بيني وبين الله تعالى ـ اعتقد فيه أنّه ايده الله تعالى مجتهد جامع للشرائط من حيث إني على بصيرة واطلاع في اهتمامه وسعيه واشتغاله ليلاً ونهاراً ، وقد كتب في الفقه عدّة مجلّدات وافية مستدلة ، وقد امتحنته في جواب الاستفتاءات الواردة لي .. هذا ما عندي وأسال الله التوفيق.

٢٠٠