تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

أو أحدهما مع فقد الآخر ، ومع فقدهما أيضاً فالتولية للأرشد الأفقه الأتقى الأبرّ من ذكور أولادهما ، ومع فقد الذكور لهما جميعاً ولو نازلاً فللأرشد الأتقى الأفقه الأبرّ من الذكور لإناث ذريتهما ، ومع فقدهم أيضاً فلإناث ذريتهما ، ومع فقدهم أيضاً فللأرشد الأتقى الأبرّ من ذكور الأرحام والأقارب من قبل الأب والأمّ ، ومع فقدهم فللأرشد الأتقى من إناثهم على ترتيب الإرث ، وعلى فرض انقراضهم أيضاً فللأرشد الأفقه الأتقى من علماء آذربيجان الساكنين في هذه البلدة المطهّرة ، ومع فقدهم فللفقيه العدل من الاثني عشرية ، وفي كلّ من الطبقات المتقدّمة إن كان أهل طبقة مختلفين في الصفات بأن كان أحدهم أرشد ، والآخر أفقه ، والثالث أتقى ، والرابع أبرّ بوالديه .. فالتولية للأتقى ، وإن تساووا في التقوى واختلفوا في سائر الصفات فالتولية للأفقه ، ومع التساوي في الفقه أيضاً فالتولية للأرشد ، ومع التساوي في الرشد أيضاً فالتولية للأبرّ بوالديه ، ومع تساوي اثنين أو أزيد من أهل طبقة في جميع الصفات الأربع فالتولية مشتركة ، ولا أريد من المتقي من يكثر من العبادات البدنية بل من كان احتياطه في الماليات المتعلّقة بغيره أزيد وأشدّ ، وإن اتفق متولي عصر على حسب ترتيب الطبقة صغيراً قام المستجمع للأوصاف من الطبقة اللاحقة مقامه وناب عنه إلى أن يبلغ ويرشد ويتفقّه ، وإن كان من في الطبقة فاسقاً ـ والعياذ بالله تعالى ـ فالتولية لمن بعده من أهل الترتيب المزبور وكذا إن كان عاميّاً وكان من بعده فقيهاً.

نعم ، مع فقد الفقيه من ذريتي فالتولية لغير الفقيه منهم على

١٤١

الترتيب المزبور وكذلك بالنسبة إلى ذرية الأخ والأخت المشار إليهما بل والأرحام والأقارب.

وقد أجريت صيغة الوقف على النهج المسطور وحصل القبض منّي بعنوان التولية ولزم الوقف .. فمن بدّل شيئاً ممّا ذكرته كان عليه لعنة الله وملائكته وأنبيائه وأوليائه والناس أجمعين.

حرّره المفتقر إلى الله الغني عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه ، في ظهر يوم الخميس سابع عشر شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين.

هذه صورة ورقة الوقف وقد أشهدت عليها جمعاً من أعاظم العلماء والفضلاء والأجلاّء.

* * *

وهناك أوراق اُخر استصلح درج صورها هنا حفظاً عن الضياع والتغيير مع ارتباط أغلبها بمقبرته قدّس سرّه (١).

فمنها : ورقة وقف القطعة المتصلة بالمقبرة الّتي كانت حال الوقف مفصولة بينها وبين دار المقبرة بحائط والآن قد رفعنا الحائط وصارا في صورة دار واحدة ، وهذه صورتها :

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي

الحمد لله والصلاة على أشرف الرسل وآله الأطهار

وبعد ;

فلمّا وفق الله تعالى عبده الصالح المتقي الحاج عليّ دام عزّه

__________________

(١) وسيأتي بعضها آخر الكتاب ، أدرجها قدّس سرّه في ذيل تنقيح المقال ، ومنها وقف دار الدخلاني [كذا]. انظر الفصل الأخير من الكتاب (الصور والآثار).

١٤٢

نجل المرحوم الساكن في دار السرور الحاج محمود التبريزي رضوان الله عليه للعمل بوصايا أبيه ، وكان من جملتها صرف مبلغ في الصدقات الجارية ، وأحبّ أن يشتري من ذلك المبلغ داري الدخلانية المحدودة قبلة بدار الآغا محمّد عليّ الكرماني وعكساً بدار المرحوم ميرزا جواد الطبيب إلى وفاته ، وشرقاً بدار جناب الورع الزكي والعالم الألمعي الشيخ شيخ باقر القاموسي دام تأييده ، وغرباً بدار مقبرتنا من حد البئر ونصف الحوض ويوقفها في سبيل الله تعالى وطاعته علىّ وعلى من يأتي ذكره ، فلذا قد بعتها بتوابعها ولواحقها مع حق المرور إليها من دار المقبرة منه دام عزه بمبلغ قدره وبيانه مائة وخمسون ليرة عيناً عثمانية مقبوضة ، ثمّ وقفتها حسب وكالّتي عنه في إجراء الصيغة على نفسي بشرط الالتزام بترميتها (١) المتوقف عليه حفظها من الانهدام ومصرف سائر أقسام الحفظ من التلف ، وبعد وفاتي على سكنى من لا مسكن له ملكاً أو وقفاً أو إجارةً ميسورة له من ذريتي ليسكن فيه مع من يتبعه عرفاً من زوجة وأمّ ونحوها دون الأجنبي كزوج الأمّ بشرط الالتزام بمصرف الترميت (٢) والحفظ المزبور.

والمراد بالذرية هنا خصوص الذكور ومن لا زوج لها من الإناث ، ومع فقد الذكور ومن لا زوج لها من الإناث فمن لها زوج منهن ، ومع فقد الذكور والإناث حتّى من الذكور; فالذكور من أولاد بناتي ومن لا زوج لها من بنات بناتي ، ومع كثرتهم يسكن أحوجهم بإذن الباقين وإن كان للذرّية جميعاً مسكن ملك أو وقف

__________________

(١) كذا ، والظاهر : بترميمها.

(٢) كذا ، والظاهر : الترميم.

١٤٣

أو يسهل لهم إجارة مسكن يسكنون فيه أو فقدوا بالمرة ـ والعياذ بالله تعالى ـ فعلى ترميتها (١) المتوقف عليه حفظها وترميت (٢) المقبرة (٣) وأجرة خادمها وقراءة نصف جزء من القرآن كلّ يوم يهدى ثوابه إليَّ ، ومع قصور إجرتها العادية عن ذلك كله يبدأ بالأوّل فالأوّل ، وإن احتاج متولي المقبرة إلى هذه القطعة لمصالح المقبرة من تعزية ونحوها فله أن يبدّلهم عنها بدار تساويها ينتفع بها الموقوف عليهم موقتاً بالسكنى.

وقد جعلت التولية في ذلك حسب وكالّتي عنه لمتولي مقبرتنا على النهج المسطور في ورقة وقفها ، وقد أجريت صيغتي البيع والوقف على النهج المسطور ، ثمّ حصل مني القبض فتمّ الوقف بذلك ولزم ، فمن بدّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الّذين يبدلونه.

حرّر وجرى ليلة السبت السادس والعشرين من شهر محرمّ الحرام من شهور سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين من الهجرة الشريفة.

وقد حرّر ذلك بيمناه الداثرة العبد الفاني عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه وأشهدت على ذلك جمعاً من العلماء والأجلاّء.

* * *

__________________

(١) كذا ، والظاهر : ترميمها.

(٢) كذا ، والظاهر : وترميم.

(٣) كانت مقبرة الاُسرة معروفة في محلة العمارة جنب دار سكنهم الموقوفة ، وقد هدمت المقبرة والدار وحواليها سنة ١٤١٠ هـ لغرض توسعة أطراف الحرم العلوي الطاهر ظاهراً ، ولا محاء المعالم الدينية والاثار المذهبية للبلدة واقعاً ، هدم الله عليهم دورهم ولعنهم.

١٤٤

ومنها : هذه :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على النبيّ وآله.

وبعد ;

فيقول المفتقر إلى الله الغني عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه : إنّي أقرّ وأعترف ـ وأنا ذو شعور واختيار ـ بأنّ ما هو تحت تصرفي من الدار الواقعة في عقد (١) مدرسة الفاضل الإيرواني قدّس سرّه من محلّة العمارة من محلاّت النجف الأشرف الّتي كان يسكنها بالإجارة منا المرحوم المبرور الساكن في دار السرور الشيخ هاشم مقسمنا قدّس سرّه المحدودة قبلة بدار الشيخ إسماعيل الإصفهاني ، وعكساً بالطريق العام الّذي منه شروع الباب وشرقاً بدار محمّد حسن كبَّه .. وغرباً بدار الشيخ أسد بن الشيخ المبرور الحاج ملا عليّ قدّس سرّه الّتي هي الآن برّاني حضرة آية الله الإصفهاني دامت بركاته ليست ملكي وإنّما هي وقف على تعزية حضرة سيّد الشهداء سلام الله عليه فما دمت حياً أمضي فيه على طبق الوقف ، فإذا متّ آجرها متولي مقبرة الشيخ الوالد قدّس سرّه ممّن لم يكن مظنة أن يغصبها وصرف الأجرة أوّلاً في التعمير اللازم للدار المسطورة ومازاد يصرفه في إقامة التعزية في دار المقبرة وما يتبعها ، ويكون تصرفه في ذلك ـ إن لم يكن فقيهاً مجتهداً عدلاً ـ بإذن فقيه مجتهد عدل ، ولا يحسب ذلك من التعزية المشروطة على متولي المقبرة في الأسبوع مرّة في قبال انتفاعه بدار المقبرة.

__________________

(١) بمعنى الزقاق أو الطريق الضيق.

١٤٥

وكذلك أقرّ وأعتـرف بأنّ الدكان الّذي هو فعـلاً بيدي الواقع قبال المسجد في سوق أبي الفضل العبّاس سلام الله عليه من كربلاء المعلّى المحدودة قبلة بدكان عبدالعزيز أفندي والأخباري ، وعكساً بدكان الخباز للسيّد محمّد كاظم البزّاز ، وشـرقاً بالسوق الّذي يدخل إلى صحن مولانا العبّاس عليه السلام من الباب الغربي ، وغرباً بدار الأخباري .. ليس ملكاً لي بل هـو ثلث المرحوم المبرور الحاج عبّاس المرندي يلزم بقاؤه إلى آخر الأبد يؤجره متولي مقبرتنا في كلّ عصر من شخص مأمون ويستأجر من الأجرة في كلّ سنة لقراءة اثني عشر ختماً من القرآن الشريف ويقيم بالباقي ثلاث ليال تعزية مع إطعام الطبيخ والمرق وبذل القهوة والقليان والتتن .. فإن زاد من وجه الإجارة شيء تصدق به على المساكين ويهدي ثواب ذلك إلى روح الموصي المرحوم الحاج عبّاس ويكون تصرف متولي المقبرة في ذلك ـ إن لم يكن فقيهاً مجتهداً عدلاً ـ بإذن فقيه مجتهد عدل.

وقد حرّر ذلك بإملائي وأنا معترف بذلك .. ولكلّ من الدار والدكّان ورقة مستقلة من الواقف والموصي.

والغرض من تحرير هذه الورقة إتقان أمر الموقوفة والثلث وضبطه ، ومن بدّله بعد ما سمعه كان آثماً فاسقاً.

حرّره المفتقر إلى الله الغني عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه في يوم الخميس سابع عشر شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين من الهجرة الشريفة ، وقد أشهدت على ذلك أيضاً جمّاً غفيراً من العلماء والأعاظم.

* * *

١٤٦

ومنها : ورقة وقف ما هو بخطّي وخطّ الوالد والجدّ قدّس سرّهما وهذه صورتها :

بسم الله خير الأسماء

وجه تحريرها هو : أنّه يقول : أقلّ العباد عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه : إنّي قد بعت ـ بالبيع الصحيح الشرعي في حال الصحّة والاختيار من غير كره ولا إجبار ـ تمام ما هو بيدي وملكي وتحت تصرفي ممّا هو بخطي من مصنّفاتي ومؤلّفاتي ومستنسخاتي (*) ـ الآتي ذكرها في الخاتمة إن شاء الله تعالى وما مرّ ذكره ـ ممّا هو بخطّ حضرة الشيخ الوالد العلاّمة أنار الله برهانه من مصنّف ومستنسخ ومؤلّف ، وما هو مستنسخ بخطّ جدّي المبرور قدّس سرّه من العلية العالية والمخدرة الجليلة السامية رقية بيكم بنت المرحوم المبرور الساكن في دار السرور الحاج مير مهدي رضوان الله عليه بمبلغ قدره وبيانه مائة وسبعون ليرة عيناً.

ثمّ إنّها بعد ما صارت ملكها أجريت وكالة عنها صيغة الوقف عليها جميعاً طلباً لمرضاة الله تعالى على نفسي وعلى من أحببت إعارته منه ما دمت حياً ومن بعد وفاتي على متولي مقبرتنا ومن أحب المتولي إعارتها منه من ذرية أو قريب أو أجنبي للاستنساخ والمقابلة والمطالعة بشروط :

فمنهـا : حفظ تلك الكتب في دار المقبرة وردّ المستعار منها بعد رفع الحاجة وضبطها في دار المقبرة.

__________________

() قد استنسخت شرح الخلاصة للشيخ هاشم وحاشية القطع للأستاذ الدربندي مع حاشية قطع الروزاري. [منه (قدّس سرّه)].

١٤٧

ومنهـا : كون من يعار منه شيء منها ممّن يطمئن بعدم تلف النسخة عنده وبعدم سرقته لمطالبها الخاصّة بها ونسبتها إلى نفسه.

ومنهـا : إنّه إن طالت حاجة مستعير شيء منها إليه وزادت على ثلاثة أشهر يحضره عند المتولي ويستعيره منه جديداً.

ومنهـا : إنّها إن احتاجت إلى الصحافة [كذا] المانعة من تجزئتها لا ينتفع بها المحتاج إلاّ بعد إصلاح المتولي إيّاه.

ومنهـا : تقديم المستعير للاستنساخ المأمون على المستعير للمطالعة المأمون.

وقد جعلت التولية لنفسي ولمتولي المقبرة بعدي.

وقد أجريت الصيغة على النهج المسطور وكالة وحصل مني القبض الملزم في عاشر شهر ربيع الأوّل سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين.

* * *

ومنها : ورقة وقف مخلّفات المقبرة وصورتها هذه :

بسم الله خير الأسماء

الحمد لله والصلاة على أحب الخلق إليه محمّد وآله.

وبعد ; فيقول العبد الفاني عبدالله المامقاني عفا عنه ربه ابن الشيخ قدّس سرّه ويقرّ ويعترف في حال الصحّة والرشد والاختيار من غير كره ولا إجبار بأنّ الأعيان المفصّلة في الذيل قد وقفتها وقفاً صحيحاً شرعياً على مقبرة حضرة العلاّمة المبرور الشيخ الوالد قدّس سرّه ولا يخرج من المقبرة وتوابعها إلاّ إذا استصلح المتولي إعارة شيء منها مع الضمان إذا تلف كلاًّ أو بعضاً ، وقد جعلت التولية فيها لمتولي المقبرة على ما حرّر في ورقة وقفها ، والأعيان على ما يسطر :

١٤٨

القرآن المجيد المطبوع له كشف الآيات ، وهما اثنان مجدول بماء الذهب وغير مجدول ، ومائة وعشرون حزباً تاماً مطبوع ، ورحلان خاتمان ، وزولية كبيرة طبق المقبرة طولها خمسة أذرع ، وسجادة زولية طولها ذراع وربع ، وبساط مفروش في الطنبية الحسينية طولها خمسة أذرع ، وزوج سراج أخضر ، وزوج سراج كبير لهما حباب أحمر ، وساعة كبيرة تكوك بالإسبوع مرّة ، وخشب القبر وثوبه الأسود والپردة الترمة على القبر ، وسراج معدن نمرة اثنتان ، وفانوس كبير سراجه نمرة ثلاثة ، وفانوسان في كلّ منهما شمسية ، وسراج نمرة اثنتان ، وشمعدان پرنج ، ومنبر ذو درجتين ، ومنبران كلّ منهما درجة ، وغرشة پرنج ثلاثة أعداد ، وإبريق ماء الورد ، وثلاث ثريات نمرة ثلاثون إحداها ذات فانوس ، وخيمتان إحداهما لدار المقبرة والأخرى للدخلاني السابق المتحد فعلاً صورة مع دار المقبرة ، وحبّ طين مع كرسيه المشبك ، وشيشة النفط.

وقد قبضت الأعيان بعد إجراء صيغة الوقف بعنوان التولية فلزم الوقف وتم.

وقد حرّر ذلك بيمناه الداثرة عبدالله المامقاني عفا عنه ربّه ابن الشيخ قدّس سرّه في خامس شهر جمادى الأولى من شهور سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين .. فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الّذين يبدلونه.

* * *

صورة ما كتبه وأشهدت عليه في خصوص دار ودكاكين كربلاء المشرّفة ، وهذه صورتها :

١٤٩

بسم الله وله الحمد

لا يخفى أنّ الدار والدكاكين الستّة الواقعة قبال سوق الميدان بكربلاء المشرّفة وقف على الذكور من الذرية .. ولكنا لحفظها عن اليد العادية ، وكون وقف الذرية ملكاً في إدارة الطاپو قيدناها باسم حضرة العلاّمة آية الله الوالد قدّس سرّه ، وفي ذلك اليوم كتب قدّس سرّه ورقة وأشهد عليها جمعاً من الأعلام لئلاّ تباع ، ثمّ لمّا عمّرنا الدار من إجاراتها المجتمعة بحسب شرط الواقف كتب قدّس سرّه ورقة أخرى وأشهد عليها جمعاً ونحن ندرج هنا صورة ورقة وقف التعمير لتضمّنها الاعتراف بوقفية الأصل حتّى يشيع ذلك ولا يتمكن الموقوف عليهم من بيعها ، وصورة الورقة هذه :

وجه التحرير ; هو أنّ الدار والدكاكين الستّة الواقعة في محلّة باب النجف من محلاّت كربلاء لمّا كانت موقوفة على والدي المبرور ملا عبدالله طاب ثراه ، ثمّ على أولاده الذكور نسلاً بعد نسل وطبقةً بعد طبقة ، وقد عمّرناها من وجه إجارتها المجتمعة عندنا ، ومبلغ آخر استدنّاه أجريت عليها احتياطاً صيغة الوقف على النهج السابق بحيث لا يستحق أحد من ذكران [كذا] طبقة مادام أحد من ذكران [كذا] الطبقة الّتي قبلها موجوداً.

وقد كان ذلك صبيحة الجمعة ثالث رجب المرجب من شهور سنة ألف وثلاثمائة وستّ عشرة من الهجرة النبويّة على مهاجرها وآله آلاف الصلاة والتحية.

وشهود الأوراق الّتي باعترافه أعلى الله مقامه جمع من حجّج الإسلام وسائر العلماء الأعلام والفضلاء الكرام ، وللورقة سوادان موشّحان بسجلّ جمع ممّن بعده من الآيات والحجّج وسائرالأعلام.

١٥٠

خاتمـة

[الشيخ عبدالله المامقاني]

قدّس سرّه

[١٢٩٠ ـ ١٣٥١ هـ ق]

[١٢٥٢ ـ ١٣١١ هـ ش]

[١٨٧٣ ـ ١٩٣٢ م]

١٥١
١٥٢

في بعض ما يتعلّق بالفقير إلى الله تعالى

مصنّف الرسالة (١)

ولدت بأرض النجف الأشرف ، وتاريخ ولادتي على التحقيق غير معلوم; إلاّ أنّ الّذي استفدته من شهادات جدّتي وخالتي وقرائن أُخر (٢) أنّي ولدت بين الظهرين خامس عشر ربيع الأوّل سنة ألف ومائتين وتسعين (٣) ، وأرضعتني والدتي قدّس سرّها سنة وعدّة أشهر (٤).

__________________

(١) ترجم نفسه طاب ثراه في موسوعته الرجاليّة : تنقيح المقال في علم الرجال ٢/٢٠٨ ـ ٢١١] الطبعة الحجريّة [فقال : عبد الله بن محمّد حسن المامقاني ; مصنّف الكتاب ، أعطاه الله تعالى كتابه بيمينه وحشره مع آل أمينه صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، ثمّ قال : قد ذكرت ترجمتي في خاتمة رسالة : مخزن المعاني في ترجمة الشيخ الوالد المامقاني أنار الله برهانه ، ولكني جرياً على عادة المصنّفين في الرجال من ترجمتهم أنفسهم في باب المسمّين بأسمائهم ، أذكر شطراً ممّا ذكرته هناك ، ليطّلع على إجمال الحال من لم يكن عنده المخزن ، فنقول : .. إلى آخر ما قال رحمه الله ، وهو غالباً عين ما هنا عند المقارنـة بينهما ، إلاّ في موارد قليلة أُثبت المهم منها مزيداً للفائدة ، أو ادرجه في المتن ـ لو سمح ـ بين معقوفتين.

(٢) في التنقيح : .. جدّتي لأمّي وخالتي ووالدتي وقرائن أخر ..

(٣) وفي ريحانة الأدب ٥/١٥٦ : سنة ١٢٩٢ هـ ، وهو غلط قطعاً.

   والغريب ما في المجموعة الكبيرة للشيخ الاوردبادي رحمه الله (الخطية) حيث قال : ولد بعد الظهر ١٥ شهر ربيع الاول سنة ١٢٨٧!

(٤) ويظهر من بعض التراجم أنّ المرحوم الحاج محمود آقا الطسوجي التبريزي المعروف بـ : الهندي كان أخاً رضاعياً للمرحوم الجدّ طاب رمسه.

١٥٣

ثمّ إنّي لما دخلت في السنة الخامسة أخذتني والدتي قدّس سرّها إلى امرأة تركية [زوجة أحد تلامذة حضرة الشيخ الوالد قدّس سرّه] (١) فالتمست منها أن تعلّمني القرآن المجيد فأبت ، فردتّني والدتي رحمة الله عليها إلى دارنا آيسة ، فلمّا كان من الغد جاءت المرأة بين الطلوعين تبكي بكاء شفقة وفرح وقالت : إنّ الصدّيقة الكبرى سلام الله عليها أمرتني في الطيف (٢) بأن أُعلّم عبدالله القرآن الشريف .. فأخذتني معها وأخذت تعلّمني القرآن ، وقد كان من آثار ذلك الطيف أنّها كانت تحبّني حبّاً لم أر مثله حتّى من الأمّ لولدها ، ومن جملة ذلك ; أنّها كانت ـ عجوزة ومع ذلك ـ تجلس في ظهر نهار الصيف وتنوّمني وبيدها مروحة تروّحني بها وهي تنعس من غلبة النوم .. ولذا إلى الآن لم أترك ذكرها بالخيرات والنيابة عنها في الزيارات وقراءة القرآن لها.

ثمّ إنّي لما ختمت القرآن المجيد اشتغلت ببعض الكتب الفارسية ومقدّمات العربية من الصرف والنحو .. [و] لم يوجد لي معلم مُربّي فحار الوالد قدّس سرّه والتجأ إلى أن يباحث لي [كذا] بنفسه .. فباحث لي من باب الإضافة من شرح السيوطي إلى باب الإخبار بـ (الّذي) ، فاطّلع على ذلك أحد تلامذته قدّس سرّه ـ وهو الشيخ التقي النقي الصالح الزاهد الفاضل العالم الشيخ هاشم الأرونقي الكافي الملكي(*) رضوان الله تعالى عليه ـ فالتمس الوالد قدّس سرّه

__________________

(١) الزيادة مزيدة من تنقيح المقال.

(٢) أي في المنام والحلم.

(*) أرونق : صقع من توابع تبريز ، وكافي الملك : قرية ، ولهذا الشيخ شرح لطيف على خلاصة] الحساب للشيخ [البهائي قدّس سرّه استنسختها بيدي ، وشرح للمسائل الحسابية من وصايا التذكرة ، وقد توفي قدّس سرّه في غرة شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين سنة وفاة والدي قدّس سرّه. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : هو الشيخ هاشم بن زين العابدين التبريزي الأرونقي النجفي (نحو ١٢٦٠ ـ

١٥٤

أن يرجع إليه أمر البحث لي وتربيتي فامتنع الوالد قدّس سرّه ـ نظراً إلى جلالته رضوان الله عليه ـ فألحّ عليه فرضي قدّس سرّه ، فحضرت عنده من باب الإخبار بـ (الّذي) من شرح السيوطي فقرأت عنده إلى آخر الشرح ، ثمّ شرح الجامي [في النحو] ، ثمّ الشرح المطول للتفتازاني مع جملة من كتب المنطق ـ كالكبرى والإيساغوجي وحاشية المولى عبدالله على تهذيب المنطق وشرح الشمسية وحاشية المير عليها ـ وخلاصة الحساب كلاًّ منها تماماً.

ثمّ قرأت عنده شرائع الإسلام والروضة .. إلى آخرها ، وفي ضمنها حضرت معالم الأصول على يد الوالد قدّس سرّه.

وفرغت من ذلك كلّه في سنتين وخمسة أشهر تقريباً .. لما كنت ملتزماً به من عدم ترك التدرس دور(١) السنة حتّى أيام الجمعات إلاّ يوم عاشوراء فحسب ، وكنت أتدرّس صبحاً بدرسين من كتابين وأردّهما عليه قدّس سرّه عصراً على ما علّمني حذو النعل بالنعل ، وأتدرّس بدرسين آخرين [منهما] وأردّهما عليه صبح اليوم اللاّحق و .. هكذا.

ثمّ إنّي حضرت لقراءة القوانين عند [أفضل تلامذة والدي قدّس سرّه

__________________

١٣٢٣ هـ).

هاجر إلى بلد العلم والاجتهاد النجف الأشرف وحضر على أعلامها وعلمائها وأصبح من مدرّسيها ومؤلّفيها ، تتلمذ على السيّد حسين الكوهكمري (المتوفّى سنة ١٢٩٩ هـ) وعلى الفاضل الإيرواني النجفي (المتوفّى سنة ١٣٠٦ هـ) ، وسيأتي ذكره في تلامذة الشيخ محمّد حسن المامقاني رحمه الله.

ثمّ إنّ (ارونق) منطقة وسيعة في أطراف مرند تحوي (٤٦) قرية مركزها شبستر من اقليم آذربايجان الشرقية ، لاحظ : جفرافيا سياسي لكيهان : ١٦٠ ، ولغتنامه دهخدا ٥/١٩٣١.

أمّا كافي الملك ; فهي قرية من قرى شرفخانه في أطراف شبستر السالفة ، كما صرّح بذلك في الجزء الرابع من فرهنگ جغرافيا ايران ، وكذا في لغتنامه دهخدا ٣٧/٢٣٠.

(١) بمعنى طوال السنة ودورتها.

١٥٥

وهو] (١) العالم الفاضل المحقّق الصالح التقي الصفي الشيخ مولى غلام حسين الدربند ي (*) قدّس سرّه ، وقرأت عنده في ضمنه طهارة الرياض.

وقد بلغت بالاحتلام في الليلة الرابعة من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة ألف وثلاثمائة وأربع.

ومن ظريف ما اتفق لي عند قراءة القوانين أنّ شركائي في الدرس كان ثاني حضورهم بالقوانين وكان أوّل حضوري ، وكانوا يقرؤون كلّ يوم مقدار ثلاثة أبحاث وكنت أستنقص نفسي في طلب النقصان ، فلمّا كنت أرجع إلى الدار وأطالع كنت أجد أكثر البحث غير منقح عندي وغير منكشف لي ، وكنت أبكي مدّة ثمّ أراجع الكتاب فتنحل لي غوامضه.

ثمّ إنّي لما فرغت من القوانين شرعت في رسائل الشيخ المحقّق الأنصاري قدّس سرّه عند الشيخ المتقدّم ذكره.

وقرأت مكاسب الشيخ طاب رمسه على الشيخ الفقيه المحقّق الماهر الشيخ حسن الخراساني(٢) أصلاً المستعرب النجفي الملقّب بـ : الميرزا

__________________

(١) ما بين المعقوفين مزيد من تنقيح المقال.

(*) له حاشية على قطع الرسائل لطيفة استنسختها مع عدّة رسائل بخطّ يدي ، وله حاشية على طهارة الرياض سمّاها : طرائق الرياض ، وقد توفي رحمه الله : .. في شهر شوال سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وعشرين رضوان الله تعالى عليه. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : ستأتي ترجمته مع مصادرها في ضمن تلامذة الشيخ محمّد حسن المامقاني رحمه الله ، فراجع.

(٢) أقول : الشيخ حسن الخراساني المعروف بـ : الميرزا (ق ١٣ ـ ١٣١٣) ، عالم جليل ، وفقيه نبيه.

دخل إلى كربلاء وهو ابن أربع عشرة سنة ، وحضر على أعلامها وختمهم بصاحب الضوابط المتوفّى سنة ١٢٦٢ هـ ، ثمّ تشرف بالنجف متتلمذاً على الفاضل المولى محمّد الإيرواني المتوفّى سنة ١٣٠٦ هـ ، وغيره.

١٥٦

رضوان الله تعالى عليه (١).

ولما فرغت من الرسائل حضرت بحث الشيخ الوالد العلاّمة قدّس سرّه في الأصول خارجاً في حادي عشر ربيع الأوّل سنة ألف وثلاثمائة وثمان (*).

وحضرت عنده قدّس سرّه في الفقه في خامس عشر محرّم الحرام سنة ألف وثلاثمائة وتسع (**) وكنت أكتب تقرير البحثين إلى أن تعدى من حضوري بحث الفقه ستّة أشهر وقَرب شهر رجب .. (٢)

وحيث إنّي كنت متعوّداً عند قراءة المتون على الاشتغال في تمام السنة من غير استثناء يوم أصلاً إلاّ يوم عاشوراء ، فلمّا حضرت بحث الوالد قدّس سرّه وجدت تعطيل المشتغلين ـ أيام الخميس والجمعة والزيارات المخصوصة والأعياد وعند وفيات العلماء الأوتاد .. وأمثال ذلك ـ تجاوز عن الحد ، وكنت أكلّ عن المطالعة تمام الليل والنهار وينحبس من ذلك طبعي وأبكي ، وتتأذى

__________________

قال في حاشية ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥٦ : الشيخ حسن الميرزا هو والد الشيخ أحمد والشيخ عبود والشيخ حسون ، كان من أهل العلم النابهين ، تخرّج عليه كثير من أهل الفضل ، توفّي سنة ١٣١٣ هـ ، وراجع الكتاب في ترجمته ٢/٥٤.

نقباء البشر ١/٣٦٦ برقم ٧٣٢ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٥٤ ، ٣/٢٥٦.

(١) قال حرز الدين في المعارف ٢/٢١ : قرأ مقدّمات العلوم على والده الحجّة ، وعلى العالم الشيخ هاشم التبريزي الأرونقي المتوفّى سنة ١٣٢٣ هـ ، وقرأ الفقه والأصول على الشيخ غلام حسين الدربندي التركي المتوفّى سنة ١٣٢١ هـ ، والشيخ حسن ميرزا المتوفّى سنة ١٣١٣ هـ ، وحضر أبحاث العلماء المعاصرين وبحث والده الشيخ حسن.

(*) هي السنة الّتي توفّي في حادي عشر من محرمها الشيخ العلاّمة الفقيه الشيخ محمّد حسين الكاظمي صاحب هداية الأنام قدّس سرّه. [منه (طاب رمسه)].

(**) هي السنة الّتي توفّي في الثاني عشر من ذي قعدتها الشيخ الفقيه المحقّق الشيخ الماهر الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري قدّس سرّه. [منه (طاب رمسه)].

(٢) قال الاوردبادي رحمه الله في المجموعة الكبيرة (الخطيّة) في ترجمة الشيخ رحمه الله : .. ثمّ عند والده الخارج في الفقه والاُصول ولم يحضر عند أحد غيره.

١٥٧

من ذلك والدتي قدّس سرّها وتخاف عليّ من المرض ، وتشكو إلى الوالد قدّس سرّه.

فالتجأت إلى عرض الحال إلى شيخي العماد الشيخ حسن الميرزا قدّس سرّه ، فلمّا وصفت له ما كان من أمري أمرني بالتأليف والتصنيف قائلاً : إنّ المطالعة تمام الليل والنهار توجب الكسل وانحباس الطبع بخلاف التحرير.

فقلت : ما أنا والتصنيف؟! ولم أحرر تقرير بحث الأصول إلاّ خمسة عشر شهراً وتقرير الفقه إلاّ ستّة أشهر.

فقال : ليس كلّ من صنّف أوّلاً صنّف كتاباً جميلاً ، خُذ في التحرير يحسن شيئاً فشيئاً فمادام لك هذا الشوق إلى الاشتغال لا يجوز لك التواني خوفاً من عروض الكسل عليك ، فاستشرته فيما أصنّف فيه؟ فأشار إليه [كذا] بالفقه.

فقلت له : من أيّ موضع؟

فقال : من الدّيات ; لأ نّ من المجرّب أنّ من شرع منه تم تصنيفه ; فالتزمت بذلك ، وجمعت العدّة من كتب الوالد قدّس سرّه واستعرت ما لم يكن عنده ، فشرعت في تحرير الديات شرحاً على الشرائع مسمّياً إياه بـ :

منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام (١)

في شهر جمادى الثانية سنة ألف وثلاثمائة وتسع ، وكنت أشتغل بذلك أيام تعطيل المشتغلين وبتحرير تقرير بحثَي الوالد قدّس سرّه أيام البحث.

واتفق لي في سابع عشر شهر رمضان من تلك السنة أن زرت الكاظمين

__________________

(١) ذكره الأميني في معجم مطبوعات النجفية : ٣٤٧ تحت رقم ١٥٤٧ ، قال : وقد طبع في المطبعة المرتضويّة ١٣٤٨ بحجم الوزيري الكبير على الحجر في (١٤٠) صفحة .. وفي كلامه موارد للسهو ، فلاحظ.

وذكره في معجم المؤلّفين العراقيين ٢/٣٣٣ برقم (١٦). وكذا في فهرست كتابهاى چاپى عربى (عمود) : ٩١٩ ، قال : نجف ١٣٤٨ ق. سنگى (حجري).

١٥٨

والعسكريين عليهم الصلاة والسلام ، وأخذت بعد الرجوع في الاشتغال على ذلك النمط إلى أن عثرت في اليوم الثامن من ربيع الأوّل ـ قريب الغروب ـ على عبارة في الجواهر لم أفهم المراد بها ، فقلت في نفسي : دعني أمضي وأزور باب مدينة العلم وأرجع لعلّ الله يسهّل عليّ ، فلمّا رجعت حدّثتني نفسي بأن أسأل الشيخ الوالد قدّس سرّه عن المراد واترك الاشتغال في تلك الليلة لكونها ليلة التاسع من الربيع ، والتزم بالأنس مع العيال! ـ لأ نّي كنت قريب عهد بها ـ ، ولم أكن إلى تلك الليلة سائلاً الوالد قدّس سرّه ولا غيره شيئاً له تعلّق بكتابتي تلك ، فمضيت إليه واستخبرت المراد منه .. فلاحظ يسيراً وقال : ما أدري ما يقول ولا حالة لي للتأمّل ..! وظنّي أنّه قدّس سرّه قال ذلك إلزاماً لي على الجد والجهد بنفسي ، فلمّا قال ذلك ضاقت عليّ الدنيا وأظلمت في عيني ، فقلت في نفسي ـ مخاطباً إياه قدّس سرّه ـ : أنت ما تدري فممّن أستعلم المراد؟ فمضيت إلى الحجرة ـ وكانت ليلة شديدة الحرّ ـ وألزمت نفسي أن لا آكل ولا أنام إلى أن أفهم المراد بنفسي ، فكرّرت النظر ولم أزل على ذلك إلى أن نلت المراد قبل الفجر بساعتين ، فحرّرت ما فهمته وما يقتضي ، ثمّ عزمت من تلك الليلة على الاشتغال بالشرح المذكور خاصّة ليلاً ونهاراً في أيام التعطيل والتحصيل جميعاً ملتزماً بعدم مراجعة أحد حتّى الوالد قدّس سرّه في مطلب أشكل عليّ فهمه ، والحمد لله الّذي وفقني لإتمامه.

والأسف كلّ الأسف على سرقة بعض من لا مروة له نيفاً وعشرين جلداً (١) وإتلافه لها وبقاء النسخة ناقصة ، وانكسار خاطري الموجب لعدم التمكن من تحرير الناقص مرّة أخرى إلاّ مقدار أربع مجلّدات من الصلاة بالاستقلال ويسيراً من تعليق أوّل الطهارة ، ويسيراً من الغصب والحدود ، وعمدة الأسف

__________________

(١) الظاهر : مجلداً .. وكذا في الموارد الاتية في الصفحات القادمة.

١٥٩

على أنّ المسروق من المقامات المهمة ، كتعليقي على كتاب الطهارة والصلاة من ذرايع الوالد العلاّمة قدّس سرّه.

ثمّ لا يخفى عليك أنّي لما فرغت من الدّيات في مجلّدين استشرت الشيخ الوالد قدّس سرّه من خصوص ما أحرّره من المباحث ، فأشار قدّس سرّه إلىّ بكتاب النكاح ، فأخذت في ذلك ، فلمّا برز منه مجلّدان وبلغت إلى باب المتعة رأيت أنّ الشرح المذكور ممّا يطول ، وأنّ الفقه لابدّ له من اختيار مذهب ومبنى في مباحث الأصول ، فاشتغلت تسعة أشهر تقريباً بتحرير كتاب لطيف في الأصول على ترتيب حسن مسمّياً إياه بـ :

مطارح الأفهام في مباني الأحكام

اقتصرت فيه على ما يحتاج إليه في الفقه وأعرضت عن التطويلات الخالية عن الفائدة ، والتشكيكات الّتي ليست لها عائدة ، ثمّ عدت إلى تصنيف النكاح و .. غيره ، وأنا مورد لك ما هو الآن موجود من المجلّدات مرتباً على ترتيب التصنيف (١) ، مؤرخاً بدو كلّ مجلّد غالباً وختامه ، ومشيراً غالباً إلى بدو كلّ مجلّد وختامه ، والله الموفق والمستعان وعليه التكلان :

جلد من أوّل الدّيات :

الشروع : أواخر جمادى الثانية سنة ١٣٠٩.

الختام : ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٣١٠.

جلد ثاني من دية الأسنان .. إلى آخر الدّيات :

الشروع : ١٤ رجب سنة ١٣١٠.

ختام : أواخر ربيع الأوّل سنة ١٣١١.

__________________

(١) إلى هنا بلفظه في تنقيح المقال ١/٢٠٩ ثمّ قال : وقد سطرنا في مخزن المعاني تاريخ بدو كلّ مجلّد ـ غالباً ـ وختامه ، والموجود الآن من منتهى المقاصد ثلاث وستّون مجلّداً ، وقد كنت زمان اشتغالي .. إلى آخره.

١٦٠