تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

شما را قسم مى دهم به حق حضرت صاحب عصر عجل الله تعالى فرجه صراحة مرقوم فرمائيد كه در بعض مسائل احتياطيه حضرت عالى يا مسائلى كه فتواى حضرت عالى در دست نيست رجوع وتقليد به ايشان چه صورت دارد؟ (١)

والجواب قوله قدّس سرّه :

مهما امكن خوش داشتم كه مراتب أو را من بيان ننمايم ، زيرا كه بمنزله نفس خود مى باشد ـ وتزكيه نفس قبيح است ـ ولى چون اصرار از آن جناب صادر شده ، با شبهه لازم گرفتن سكوت تضييع حق او را ، وشبهه كتمان شهادت ملجأ به بيان شدم : بينى وبين الله به فضل وفقاهت واجتهاد وعدالت وتقوى وامانت نور چشمى شيخ عبدالله ـ حفظه الله من كلّ سوء وشر ـ علم وجداني دارم ، فلذا رجوع به أو در موارد إحتياط بلكه در عامه مسائل بنحوى كه مستلزم عدول نباشد جايز وصحيح است ، هذا ما عندي واسأل الله التوفيق(٢).

حرّره الأقل محمّد حسن المامقاني ساكن النجف الأشرف في ١٥ شعبان ١٣١٨. انتهى.

__________________

(١) وحاصل ترجمته : نتقدم إلى حضور حضرت قبلة الأنام حجّة الإسلام أنّه سبق السؤال والتأكيد عن عدالت واجتهاد جناب مستطاب الفقهاء العظام ، عمدة المجتهدين الكرام ملاذ الاسلام المولى ولدكم الشيخ عبدالله ادام الله تأييده ، وقد أقررتم عدالته واجتهاده .. نقسم عليكم بحق صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه بيان ـ وبصراحة أنّه هل يصح الرجوع إليه في بعض المسائل الّتي تحتاطون فيها ، أو في الموارد الّتي لا نعرف فتواكم فيها صريحاً .. فهل يصح رجوعنا أو تقليدنا له ..؟

(٢) وترجمته كنت أودّ ـ قدر الامكان ـ عدم بيان مكانته ومرتبته ، إذ يُعدّ بمنزلة نفسي ـ ويقبح تزكية النفس ـ إلاّ أنّه حيث اصررتم على ذلك التجاءت لبيان ذلك بعد ورود شبهة

٢٠١

وقد استجزت منه قدّس سرّه في الرواية سنة ألف وثلاثمائة وأربع عشرة (١٣١٤) فأجازني بقوله نور الله مرقده :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الّذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالرسالة فصدع بالشريعة القائمة ، وجعل ملته لسائر الملل عن ارتضاع ثدي البقاء فاطمة ، ثمّ أحمده كما هو أهله على أن جعل العلماء ورثة الأنبياء ، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء ، ونصبهم في الخير أئمّة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم ، وتتبع آثارهم ، وعظّم أجر العالم على أجر الغازي في سبيل الله القائم الصائم ، وجعل موته ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة ، وجعل سبحانه وتعالى العلم سلاحاً على الأعداء ، وزينة للأخلاء ، وحياة للقلوب ، ونوراً للأبصار من العمى ، وقوّة للأبدان من الضعف ، وأنزل حامله منازل الأبرار ، ومنحه مجالس الأخيار ، فبالعلم يطاع الله ويعبد ، وبه يعرف الله ويوحّد ، وبه توصل الأرحام ، وبه يمتاز الحلال من الحرام ، وقد نطقت بذلك كلّه الأخبار عن أئمّتنا الكرام ، والصلاة والسلام على رسوله محمّد خير الورى ، خاتم الأنبياء الّذي دنا فتدلّى فكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى حتّى أوحى إليه الجليل ما أوحى ، فبعثه بالشريعة الغرّاء ، وبالحنفيّة البيضاء وعلى آله الطاهرين المعصومين من الزلل والمنزهين من الخلل الّذين

__________________

أنّ الكتمان قد يلزم منه تضييع الحقّ ، وكتمان الشهادة : بيني وبين الله إنّ لي علم وجداني بفضل ونقاهت واجتهاد وعدالت وتقوى وامانت نور عيني الشيخ عبدالله حفظه الله من كلّ سوء وشر ، لذا فالرجوع إليه في موارد الاحتياط ، بل في عموم المسائل بشكل لا يستلزم منه العدول جائز وصحيح ، هذا ما عندي واسأل الله التوفيق.

٢٠٢

أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأشكره تعالى شأنه على أن جعل في الأرض نوّاباً خلفاء عن الأئمّة الأوصياء ، وعلماء صلحاء ينفون عن الدين المبين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ليظهره على الدين كلّه ولو كره الكافرون.

وبعد ; فيقول الجاني الفاني محمّد حسن بن عبدالله المامقاني : إنّه قد استجازني أحبّ الناس إليّ ، وأقربهم منزلة لديّ ، قرة الناظر ، بهجة الخاطر ، ولدي الأعزّ ، الّذي هو سمّي والدي ، أرشد الله تعالى أمره ، وأطال عمره ، ووفّقه لما يحبّ ويرضى ، وجعل مستقبله خيراً ممّا مضى ، وحيث كان مقصده اتصال أسانيد الأخبار المروية عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام ممّا تمسّ إليه حاجته في الاجتهاد والاستدلال به على الأحكام الشرعية ، والاستناد اليه في الأمور المهمة المرعية ، وقد وجدته أهلاً لذلك وصالحاً للتبرك والتشرف بما هنالك.

أجزت له أن يروي عني الكتب الأربعة الّتي عليها المدار في جميع الأعصار والأمصار ـ الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار ـ من مصنّفات المحمّدين الثلاثة الّذين بلغوا في الاشتهار ما بلغته الشمس في رابعة (١) النهار ، وكذلك الكتب الأربعة الجامعة للأخبار ـ الوافي والوسائل وبحار الأنوار [كذا] ـ من مصنّفات المحمّدين الأواخر ، الفائقين جميع المحدّثين بكتبهم الزواهر ، وكتاب العوالم للعالم الفاضل الكامل الشيخ عبدالله

__________________

(١) الظاهر : رائعة وإن اشتهر : رابعة.

٢٠٣

وغيرها من كتب الحديث والتفسير والفقه والاستدلال والأصولين والنحو واللغة والعربية والرسائل وسائر كتب العلوم العقلية والنقلية للخاصّة والعامّة ، وجميع مقروءاتي ومسموعاتي ومصنّفاتي بحقّ إجازاتي من العالم العلم الورع التقي مولانا النبيل وشيخنا الجليل الشيخ ملا عليّ بن ميرزا خليل ـ رحمه الله ـ الطهراني ، عن الشيخ العماد الشيخ جواد ابن الشيخ تقي الشهير بـ : ملا كتاب رحمه الله ، عن شيخه الشريف الأجلّ السيّد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة قدّس سرّه ، عن السيّد العلاّمة السيّد محمّد مهدي المعروف بـ : بحر العلوم قدّس الله تعالى سرّه العزيز ، عن المشايخ العظام الّذين :

منهم : الشيخ الأجل محمّد مهدي الفتوني العاملي الغروي ، عن الشيخ ملا أبي الحسن الشريف رحمه الله ، عن الشيخ العلاّمة محمّد باقر المجلسي ، عن والده النقي الملا محمّد تقي بن مقصود عليّ المجلسي.

ومنهم : المولى المحقّق البهبهاني الآغا محمّد باقر بن محمّد أكمل طاب رمسهما ، عن والده ، عن جماعة من مشايخه الأعلام الّذين منهم المولى المدقّق ملا ميرزا محمّد بن الحسن الشيرواني.

ومنهم : الآغا جمال الدين محمّد الخوانساري ، والشيخ جعفر القاضي ، والشيخ محمّد شفيع الأسترابادي قدّس الله تعالى أسرارهم بحقّ روايتهم عن الشيخ الأجلّ الزكي الملا محمّد تقي بن مقصود عليّ المجلسي.

وهو رحمه الله يروي عن الشيخ الأجلّ الأمجد الشيخ

٢٠٤

بهاء الدين محمّد ، عن والده الماجد الشيخ حسين بن عبدالصمد العاملي ، عن شيخه الأجل الشيخ زين الدين الشهير بـ : الشهيد الثاني رحمه الله ، عن عدّة من مشايخه الأعلام منهم : الشيخ نورالدين عليّ بن عبد العالي الميسي ، عن شيخه الشيخ شمس الدين محمّد بن محمّد بن داود المؤذن الجزيني ، عن شيخه الأجل الشيخ ضياء الدين عليّ ، عن شيخه ووالده الإمام السعيد الشهيد محمّد بن مكي قدّس سرّه ، عن عدّة من مشايخه تلامذة العلاّمة آية الله في العالمين أشهرهم ولده فخر المحقّقين ، عن والده العلاّمة على الإطلاق الحسن بن سديد الدين يوسف بن مطهّر الحلّي ، عن جملة من مشايخه منهم والده السديد المتقدّم ذكره.

ومنهم : شيخه الفريد الشيخ أبوالقاسم جعفر بن سعيد الشهير بـ : المحقّق نجم الدين ، عن شيخه نجيب الدين محمّد بن نما ، عن الشيخ المحقّق فخرالدين أبي عبدالله محمّد بن إدريس العجلي الحلّي ، عن الشيخ عربي بن مسافر العبادي ، عن الشيخ أبي عليّ الحسن بن محمّد ، عن أبيه شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، عن شيخه الأجلّ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد ، عن شيخه أبي القاسم جعفر بن قولويه ، عن الإمام محمّد بن يعقوب الكليني.

وبالسند المذكور إلى الشيخ المفيد ، عن شيخه الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني وعليّ بن أحمد بن موسى ، ومحمّد بن أحمد الشيباني ، عن ثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن

٢٠٥

يعقوب الرازي الكليني ، عن مشايخه المذكورين في كتابه على وجه يتّصل بالأسانيد بأئمّة الهدى سلام الله تعالى عليهم ، عن جدّهم رسول الله صلّى الله عليه وآله ، عن جبرئيل عليه السلام ، عن ربّ العزة تعالى شأنه وجلّ وعلا سلطانه.

وللسيّد العلاّمة الطباطبائي المتقدّم ذكره في صدر الكلام طرق أُخر :

منها : المولى محمّد باقر الهزارجريبي ، عن أستاذه محمّد بن محمّد زمان الكاشاني وآميرزا إبراهيم القاضي باصفهان بحقّ روايتهما ، عن الأمير محمّد حسين بن أمير محمّد صالح ومحمّد طاهر بن مقصود عليّ ، ومحمّد قاسم بن محمّد رضا الهزارجريبي الطبرسي جميعاً ، عن مولانا الشيخ محمّد باقر المجلسي بأسانيده المتصلة إليهم صلوات الله عليهم المذكورة في أربعينه (١).

ومنها : الشيخ يوسف البحراني صاحب كتاب الحدائق ، عن الشيخ حسين الماحوزي البحراني والشيخ عبدالله بن عليّ البلادي ، عن شيخهما الشيخ سليمان [بن] عبدالله الماحوزي ، عن الشيخ سليمان بن عليّ الشاخوري (٢) ، عن الشيخ عليّ بن سليمان المقدمي(٣) البحراني ، عن شيخه الشيخ بهاءالدين ، عن أبيه الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي ، عن الشهيد الثاني ، عمّن عرفت.

وروى الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي ـ المتقدّم المعروف

__________________

(١) الأربعين للشيخ المجلسي : ٤ ـ ٩.

(٢) هذا الاسم ساقط في السلسلة الّتي ذكرها في تنقيح المقال ٢/٢١١.

(٣) كذا ، والظاهر : القدمي.

٢٠٦

بـ : المحقّق البحراني أيضاً ـ ، عن الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد يوسف ، عن أبيه ، عن الشيخ عليّ بن الشيخ سليمان المتقدّم.

وروى الشيخ أحمد ـ المذكور أيضاً ـ ، عن السيّد محمّد مؤمن الأسترابادي صاحب كتاب الرجعة ، عن السيّد نورالدين ، عن أخويه أحدهما لأبيه ـ وهو صاحب المدارك ـ ، والآخر لأمه ـ وهو صاحب المعالم ـ ، عن جماعة منهم المحقّق الورع الأردبيلي.

ومنهم : والد صاحب المدارك السيّد عليّ.

ومنهم : الشيخ حسين بن عبدالصمد.

وللشيخ سليمان الماحوزي طرق أُخر ، مذكورة في إجازة الشيخ يوسف (١).

وللعلاّمة الطباطبائي طرق أخر ـ أيضاً غير ما سطرناه ـ مذكورة في إجازته (٢).

ولشيخنا الشيخ ملا عليّ بن ميرزا خليل ـ المتقدّم ذكره في صدر الكلام ـ طرق أخر إلى العلاّمة الطباطبائي رحمه الله :

أحدها : ما عن الشيخ الأجلّ الأعظم أستاذ الأواخر الشيخ

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٧ ـ ١٢ ، وانظر عنه : أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والاحساء والبحرين : ١٥٠ فله ترجمة مفصّلة هناك. وكذا في مقدّمة كتابه معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال (المقدمة) : ٣٦ ـ ٤٦ عن عدّة مصادر ، وجملة طرقه في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢ (٢٠)/ ٦٧ ـ ٦٩ ، وانظر صفحة : ٧٤ و١٢٣ منه.

(٢) اُنظر المجلّد الأوّل من رجال السيّد بحر العلوم (الفوائد الرجاليّة) المقدّمة المبسوطة هناك : ٤٢ ـ ٦٧ ، وخاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢ (٢٠)/٤٤ وقد عددهم في ٤٧ ـ ٥٣ ولاحظ صفحات : ١٠٥ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، ١٢١ ، ١٣٥ ، وغيرها وغيره.

ولاحظ أيضاً : جنّة المأوى (ضمن بحار الأنوار ٥٣/٢٣٤ ـ ٢٤٠) ، دار السلام ٢/٢٠٦.

٢٠٧

محمّد حسن صاحب الجواهر ، عن شيخه الأكبر الشيخ جعفر ، وشيخه السيّد محمّد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة ، عن العلاّمة الطباطبائي.

ثانيها : ما عن الشيخ الورع التقي الشيخ عبدالعليّ الرشتي ، عن العلاّمة الطباطبائي .. وهو أقرب طرقه إليه.

ثالثها : ما عن الشيخ رضا ، عن جدّه أبي أمّه السيّد جواد العاملي ، عن العلاّمة الطباطبائي.

رابعها : ما عن السيّد محمّد ابن المرحوم السيّد جواد العاملي ، عن أبيه ، عن العلاّمة الطباطبائي.

ولشيخنا المتقدّم ذكره أيضاً طريق آخر إلى المولى المحقّق البهبهاني ، وهو : ما عن الشيخ الأجل العالم العلم العلاّمة الشيخ مرتضى الأنصاري ، عن شيخيه العمادين العلمين السيّد محمّد المجاهد في سبيل الله صاحب المناهل والمفاتيح والشيخ الأجلّ شريف العلماء ، كلاهما عن السيّد السند والحبر المعتمد نادرة الزمان صاحب رياض المسائل ، عن المولى المحقّق البهبهاني.

ونحن نروي بحمدالله تعالى بطريق كلّ متأخر من مشايخنا كتب من تقدّم عليهم في كلّ طبقة ومروياته ومصنّفاته ومجازاته وجملة من كتب المخالفين ورواياتهم وسائر كتب العلوم بالوجه المرسوم.

وقد أجزت لولدي المتقدّم ذكره حفظه الله تعالى عن شر الحاسدين ومدّ له في العمر السعيد ، ومتّع له بالعيش الرغيد ; أن يروي عنّي جميع ما رويته بجميع أنحائه لمن شاء وأحبّ مشترطاً

٢٠٨

عليه ما اشترطه علىّ مشايخي العظام ـ شكر الله تعالى مساعيهم الجميلة ـ من التمسك بحبل الاحتياط ، الّذي هو سبيل النجاة عند المرور على الصراط ، وأن لا ينساني في مظان استجابة الدعوات ، وأسأل الله عزّ شأنه وعلا برهانه أن يجعله من جملة مشيّدي أركان الدين ، ويحرسه من كيد الحاسدين ، ويوفقه لما يحبّ ويرضى ، إنّه لطيف بعباده ، قادر على إنفاذ مراده.

وقد حرّر ذلك بيمناه الداثرة محمّد حسن بن عبدالله المامقاني عفا الله عنهما في ١٤ شهر الله المبارك ١٣١٤.

ولحضرة الشيخ الوالد طريقان آخران :

أحدهما : ما عن شيخه المحقّق الأنصاري رحمه الله عمّن سمعت ، عن شيخيه ، عن سيّد الرياض.

والآخر : ما عن أستاذه السناد والركن العماد السيّد حسين الكوهكمري قدّس سرّه ، عن شيخه الأستاذ شريف العلماء رحمه الله ، عن سيّد الرياض قدّس سرّه (١).

__________________

(١) أقول : الغريب ما عن سيّد الأعيان ١/١٥١ أن عدّ لشيخنا الجدّ الكبير ثمانية مشايخ هم :

١ ـ الشيخ عبد الرحيم ، قال عنه : من وجوه تلاميذ صاحب الفصول.

٢ ـ الشيخ عبد الرحيم البروجردي ، قال : من تلاميذ صاحب الجواهر.

٣ ـ الشيخ مرتضى الأنصاري.

٤ ـ السيّد حسين الترك.

٥ ـ الملا عليّ بن الميرزا خليل.

٦ ـ الشيخ راضي الفقيه النجفي.

٧ و ٨ ـ الشيخ مهدي والشيخ عليّ ولدا الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء.

فهؤلاء هم أساتذته وبعضهم مشايخه. وإنّ الشيخ مهدياً حفيد الشيخ جعفر لا ولده ،

٢٠٩

وللفقير طريقان آخران :

أحدهما : ما عن الشيخ الصفي الشيخ عليّ الشهير بـ : الشيخ علاّوي ابن المرحوم الشيخ محمّد بن الشيخ صاحب الجواهر قدّس سرّه ، عن أستاذه البحر المواج السيّد حسين الكوهكمري قدّس سرّه ، عن شيخه شريف العلماء رحمه الله ، عن صاحب الرياض قدّس سرّه.

والآخر : ما عن شيخي وعمادي ـ الّذي تسبب لتصنيفي منتهى المقاصد بالأمر الأكيد منه رحمه الله ـ وهو الفقيه النبيه الشيخ حسن الخراساني الشهير بـ : الميرزا قدّس سرّه ، عن المحيط بالمعقول والمنقول الشيخ مولى محمّد المعروف بـ : الفاضل الإيرواني قدّس سرّه ، عن شيخه شريف العلماء قدّس سرّه (١) ، عن سيّدنا صاحب الرياض قدّس سرّه (٢).

ولقد أقامني حضرة الوالد العلاّمة أنار الله تعالى برهانه مقامه في طارمة أمير المؤمنين عليه السلام للإمامة بعد رجوعنا من سفر خراسان ، فكنت أصلّي ليلة عدم حضوره قدّس سرّه ، وكنت أصلّي هناك إلى أوائل الحرب

__________________

والّذي درس عنده الشيخ حسن بن الشيخ جعفر كما قيل لا هؤلاء ، فلاحظ.

كما وقد عدّ في المسلسلات ٢/٣٥٧ له أربعة مشايخ : والده ، والشيخ عليّ الجواهري ، والشيخ حسن الميرزا الخراساني ، وثقة الإسلام النوري .. ولم يتعرض هنا للاخير ، ولا أعلم من اين له ذلك.

(١) لم يدرك الفاضل الإيرواني شريف العلماء المتوفّى سنة ١٢٤٥ هـ ، وإنّما أدرك مؤلّف الضوابط المتوفّى سنة ١٢٦٢ هـ ، وذلك مدّة أربع سنوات بعد وروده إلى كربلاء ، وكان له من العمر يوم وروده أربعة عشر عاماً ، وبعد موت مؤلّف الضوابط انتقل إلى النجف الأشرف وحضر عند صاحب الجواهر.

(٢) لقد حكى شيخنا الطهراني في الكرام البررة ٢/٦٠٢ في ترجمة الشيخ محمّد سعيد صد توماني المتوفّى حدود سنة ١٢٥٠ هـ بأ نّه رحمه الله كان يفتخر على المنبر بعلو سنده ، ثمّ قال : كما حكاه العلاّمة الشيخ محمّد حسن المامقاني عنه في إجازته لولده الشيخ عبد الله .. ولم نجده نحن هنا ولا في غيرها.

٢١٠

العمومي (١) ، ثمّ اتفق ما أوجب انتقالي إلى دار مقبرة الشيخ الوالد قدّس سرّه ، كما أنّي كنت أباحث في مسجد المرحوم صاحب الجواهر رحمه الله ، ونقلت البحث أيضاً إلى المقبرة.

ولقد حججت بحمدالله تعالى سنة ألف وثلاثمائة وثمان وثلاثين (٢) فخرجت من النجف الأشرف في اليوم الرابع عشر من شهر شعبان وأنا ناو للحجّ استحباباً ، فلمّا وردت الكاظمية ; وكنت مدعواً إلى ضيافة جناب صاحب المجد والعز والسعادة الحاج حسين التبريزي المقيم في الكاظمية ومتجره في بغداد ـ أعزّه الله تعالى في الدارين ووفقه للسعادات الأبدية ـ فبذل لي الزاد والراحلة وأتى بما هو فوق ما يؤمّل منه من الضيافة ، ووردنا مكّة المشرّفة في ٢٧ شهر رمضان ، وسافرنا إلى المدينة المشرّفة في سابع شوال ، ورجعنا إلى مكة في ثامن ذي القعدة وانعقدت لنا صلاة جماعة على طريقتنا ـ مرسل اليدين والحنك واضعين الترب للسجود ـ في المسجد الحرام في أوّل المغرب في قبال الشافعي (٣) ، وقد نقل أنّ جماعتنا بلغت خمسة عشر ألف نفس ، وذلك ممّا لم يتفق لأحد ، وذلك أيضاً من فضل الله سبحانه يؤتيه من يشاء.

ومن كرامات القرآن المجيد أني تفاءلت به عند رؤية هلال شهر رمضان في الطريق من جهة حال الحجاج وأ نّهم على سلم أم لا ، وإذا في صدر الصفحة : (وَمَا كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٤)

__________________

(١) الظاهر : العمومية.

(٢) يقول عن سفره في معارف الرجال ٢/٢٠ : .. حجّ مكّة المكرّمة ، وكان يكتب في طريقه ، وقد حمل معه مقداراً وافراً من كتب المصادر ، عن خلّص أصحابه [كذا] ..

(٣) في تنقيح المقال هنا : في قبال الأئمّة الثلاثة : الشافعي والمالكي والحنبلي.

(٤) سورة الانفال (٨) : ٣٣.

٢١١

فكانت سنتنا أسلم السنين ، بحيث لم يتوفّ في منى من الحجاج أحد ولم يتمرّض أحد ، وقد كان الحاج تسعين ألفاً على ما كانوا ذاكرين في جريدة القبلة.

وقد خرجنا من مكّة المشرّفة غروب يوم الغدير ووردنا النجف الأشرف قبيل غروب ثاني عشر محرّم الحرام سنة ١٣٣٩ ، والحمد لله تعالى على هذه النعمة (١) الّتي لا تحصى(٢).

إلى هنا فلنختم الرسالة حامداً مصلّياً مسلّماً.

وكان ذلك في شهر رجب سنة ١٣٤٠ هـ (٣).

__________________

(١) كذا ، والظاهر : النعم.

(٢) جاء في ذيل ترجمته في تنقيح المقال ٢/٢١١ بعد ما ذكر ما نصه :

وقد زرت مولانا الرضا عليه السلام مرّتين ; مرّة في سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وثلاثين [كذا والصحيح : وعشرين] بخدمة حضرة العلاّمة الوالد قدّس سرّه ، وقد ذكرنا إجمالاً من شرحها في مخزن المعاني ، وأخرى في أواخر سنة ألف وثلاثمائة وستّ وأربعين ، خرجنا من النجف الأشرف سابع عشر ذي القعدة ورجعنا إليه في السادس والعشرين من ذي الحجّة وبقينا في المشهد المقدّس الرضوي ثلاث عشرة ليلة ، منها ليلة عرفة وليلة الأضحى ، وفي مزار المعصومة الطاهرة صلوات الله عليها ثلاث ليال إحداها ليلة الغدير ، وليلة قبلها ، وليلة الجمعة بعدها ، وللسفر المذكور شرح لا يهمنا نقله ، والله المستعان.

(٣) جاء في ذيل الكتاب ما يلي :

طبع في المطبعة المرتضويّة في النجف الأشرف

حرّره العبد الآثمّ الجاني أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني

في سنة ١٣٤٥

٢١٢

تذييل

ولنُذَيِّل هذه الرسالة النفيسة بجملة من الفوائد الماسّة ، وهي :

أوّلاً ـ بيت المامقاني.

ثانياً ـ بعض ما قيل في الشيخ محمّد حسن المامقاني طاب رمسه.

ثالثاً ـ بعض ما قيل في الشيخ عبدالله المامقاني رحمه الله.

رابعاً ـ بعض تلامذة الشيخ محمّد حسن المامقاني طيب الله مضجعه والمجازون منه رواية ، أو اجتهاداً ، أو هما معاً.

خامساً ـ بعض تلامذة الشيخ الجدّ طاب ثراه ، وجملة ممّن أجازهم.

سادساً ـ مكتبة العلاّمة المصنّف طاب رمسه.

سابعاً ـ مقتطفات من حياة العلاّمة الثاني

٢١٣

المامقاني تغمده الله برحمته.

ثامناً ـ زوجات الشيخ وأصهاره وذريته.

تاسعاً ـ وفاة الشيخ الفقيد المامقاني قدّس سرّه.

عاشراً ـ مجمل حياة محقق التنقيح الشيخ محيي الدين المامقاني دام ظله.

الحادي عشرة ـ صور وآثار.

الثانية عشرة ـ مصادر ترجمة الشيخ الجدّ الأكبر الشيخ محمّد حسن ، والشيخ العلاّمة الشيخ عبدالله المامقاني قدّس سرّهما.

٢١٤

أمّا أوّلاً :

بيت المامقاني

بيت من بيوت العلم النجفية اشتهر وعرف في النجف أواسط القرن الثالث عشر ، هاجر مؤسسه من مامقان وحطّ رحله في النجف في محلّة العمارة ، ولا تزال داره ـ وفيها مرقده المقدّس ـ بارز مشهور يقصده أهل الدين لقراءة الفاتحة (١).

* * *

يحمل رجال هذا البيت الأخلاق الفاضلة ، والخصال الحميدة ، اختلطوا بالعرب وصاهروهم ، لم يكثر رجال هذا البيت بل لم يزالوا أفراداً ، ولم ينقطع العلم عنهم ، فإنّ فيهم بعض أحفادهم يشتغلون بطلب العلم ويجدون في تحصيله .. (٢)

* * *

.. ينحدر آية الله المامقاني [الشيخ عبدالله] من آباء واجداد علماء كلّهم روحانيون يعدّون من أعاظم أعلام عالم التشيّع .. (٣)

__________________

(١) نعم كانت ، إلاّ أنّ أبناء المعتصم وعبدالوهاب هدموا الدار والمقبرة وحوّلوهما إلى أرض جرداء ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

(٢) قاله الشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥١.

(٣) كما جاء في كتاب آينة رستگاري (ترجمة مرآة الرشاد) : ٢١١ ـ ٢١٢ (ما ترجمته).

٢١٥
٢١٦

وأمّا ثانياً :

بعض ما قيل في الشيخ محمّد حسن المامقاني طاب ثراه

١ ـ الشيخ عبدالله المامقاني :

.. وكان طاب رمسه عالماً نحريراً ، وفاضلاً خبيراً ، أصولياً فقيهاً ، أديباً لبيباً ، ولغوياً أريباً ، فهاماً للأخبار والعبارات ، معتدل السليقة ، حسن الطريقة ، عالي الهمة ، ثقة نقة ، عدلاً ثبتاً ، زاهداً متّقياً ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، حافظاً لدينه ، صائناً لنفسه ، دقيقاً في الشرعيات ، خشناً في جنب الله ، ذا خشية غريبة! موصلاً للحقوق إلى أهلها أحسن إيصال ، صبوراً متوكلاً ، عفيفاً عزيز النفس ، حيياً مؤدباً ، منكسر النفس ، ترابي المزاج ، منصفاً ، جامعاً بين حسن الخلق والغضب ..

وقد اتفق ـ في عصره ـ عدوه وصديقه على أنّه واحد دهره ، وفريد زمانه .. وإنّي عاجز عن أداء حقّه في مدحه (١).

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١٠٥ حرف الميم.

٢١٧

٢ ـ الفاضل الشربياني :

.. وردكم من لا أعرف نظير له في المغرب والمشرق .. (١)

٣ ـ السيّد جمال الدين الگلپايگاني :

.. لم يُقدّر لنا أن نحظى بالتشرف بزيارة المعصومين عليهم السلام والتعرّف على سلوكهم وسيرتهم العملية .. إلاّ إنا قد شاهدنا تالي المعصوم المامقاني فاعطانا صورة مصغّرة عنهم عليهم السلام .. (٢)

٤ ـ الشيخ عبّاس القمّي :

الشيخ الأجلّ الفقيه الورع الشيخ محمّد حسن بن المولى عبدالله المامقاني النجفي كان من أعاظم العلماء الإماميّة ، مرجعاً للتقليد ،

__________________

(١) هذا ما جاء في البرقية الّتي بعثها طاب رمسه إلى مظفر الدين شاه عندما سمع بعزم الشيخ للسفر إلى ايران ، وقد حدّثني بذلك الشيخ جعفر السبحاني عن والده رحمه الله ، عن الشيخ هادي الاسكوئي طاب رمسه الّذي هو أحد من صاحبَ الشيح الجدّ قدّس سرّه في سفرته تلك ـ وقد سلفت ـ ولعلّ نص البرقية محفوظاً في مستندات وزارت الخارجية الإيرانية.

(٢) نقلاً عن نجله السيّد عليّ الگلبايگاني سلمه الله الذي سمعه هو وغيره منه أكثر من مرّة.

٢١٨

وكان مروجاً للدين بعلمه وعمله ، وحاله بعد الرئاسة التامة كحاله قبل الرئاسة بدون تغيير في مأكله ومشربه وملبسه ومعاملاته.

وكان في غاية التورع عن الحطام الدنيوية ، لا يقبل من الظلمة شيئاً ، ولا يتصرف في الوجوه (١).

وقال أيضاً بعد قوله : الحسن بن عبدالله المامقاني أصلاً ، الحائري مولداً ومنشأً ، النجفي مسكناً ومدفناً .. :

كان هذا الشيخ من عباد الله الصالحين ، عالماً بالفقه والأصول ومصنّفاً فيهما ، تخرّج على أستاذه سيّد العلماء السيّد حسين الترك النجفي ، وانتهت إليه الرئاسة الشرعية في التقليد والتدريس بعد وفاة حجّة الإسلام السيّد الأستاذ الميرزا الشيرازي رحمه الله لأهل آذربايجان والقفقازية وكثير من بلاد إيران ، وكان من أحسن الناس سلوكاً ، له كتاب ...

وله بقعة عليها قبة عظيمة يزورها المؤمنون .. (٢)

__________________

(١) الكنى والألقاب ٣/١٣٣ ـ ١٣٤.

(٢) الفوائد الرضويّة : ١٠٢ ، أخذه من تكملة السيّد حسن الصدر.

٢١٩

٥ ـ الشيخ عبدالحسين الأميني :

.. شيخنا الفقيه الزعيم الشيخ حسن المامقاني .. (١)

.. أحد الآيات العظام ممّن نهضوا بأعباء العلم والدين ، وتقلدوا الزعامة الدينية ، وخدموا الحنيفة البيضاء ، ولم تأخذهم ـ في كلاءتها والذب عنها ـ لومة لائم ، ودعوا إلى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة (٢).

٦ ـ الشيخ آغا بزرگ الطهراني ـ بعد أن تعرّض إلى مكانته العلميّة مسهباً ـ :

.. وأمّا ما كان من أمر تقواه وتدينه وزهده ; فهو أشهر من أن يذكر ـ أيضاً ـ ، ولا يقلّ عن علمه ، فقد كان مروجاً للدين بقوله وفعله وعلمه وعمله ، وكان لا يرضى أن يحمل أمامه ضياء ، ولم تغير حاله رئاسته التامة ومرجعيته العظمى ـ بعد وفاة المجدّد الشيرازي ـ فقد كان عديم الاهتمام بأكله وشربه ولبسه ومنزله ، داره بالإيجار ، وقباؤه القدك ، وقد كان في غاية التورع عن حطام الدنيا ، لا يقبل من هدايا الظلمة ورجال المملكة شيئاً ، ولا يصرف من

__________________

(١) شهداء الفضيلة : ٣٨٧.

(٢) شهداء الفضيلة : ٣٨٦.

٢٢٠