تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

الحسنة إلى حوزة المرحوم الشيخ عبدالكريم الحائري في قم المقدّسة (١).

وكان رحمه الله من البكّائين جدّاً ، بل كانت تأتيه الهيئات الحسينية صباح عاشوراء وبعض أيام محرم أو الوفيات لتعزيته ، وتقوم بإجراء مراسم العزاء واللطم والتطبير في حضوره ، وكان يباشر ذلك أحياناً بنفسه فيأتيه البعض متبرّكاً .. وهو على كلّ كان من المحبّذين لها والمشجّعين عليها ، والمرتئين ضرورة إحيائها بالشكل المتّبع بين الناس ، فكان أن أسفرت هذه المساجلات بانتصار الحقّ وحزبه حينذاك.

.. ولولا مواقف أمثال الشيخ الجدّ وشريك درسه وجهاده الشيخ محمّد جواد البلاغي والشيخ الجزائري وغيرهم طاب ثراهم وتقدّست أسماؤهم في الوقوف أمام أعداء الشعائر الحسينية والمجالس العزائية لما وجدت في يومك هذا بقية باقية ..

فهم رحمهم الله قد التزموا بها عملاً ، ودافعوا ـ بأقلامهم وأجسادهم طيب الله رموسهم ـ عنها .. فقد قاوموا حملات التبشير بكلّ ما أوتوا من حول وقوة ، ونقد خصومهم ومحاربة أعداء أهل البيت عليهم السلام بلا هوادة ،

__________________

(١) عندما تشرّف لزيارة الإمام الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام في سفرته الثانية الّتي حدّثنا عنها في آخر كتابه هذا ، فعند تشرفه إلى زيارة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام استقبله علماء قم ، وكان زعيم الحوزة العلميّة المقدّسة آنذاك المرحوم الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي رحمه الله وقدّم صلاة جماعته للشيخ الجدّ ، وقيل درسه ، فأوصى الشيخ الجدّ بأ نّك زعيم الحوزة ، وينبغي قبل أن تشرع في التدريس كلّ يوم أن تعظ الطلاب بحديث أخلاقي تربوي وترسل من يقرأ شيء من المصيبة ، فاستجاب الشيخ الحائري طاب ثراه لذلك .. ومن يومها كان يَرْقى من يقرأ التعزية قبل الدرس بضع دقائق ، ثمّ يشرع الشيخ الحائري رحمه الله بالدرس .. هكذا حدثني أكثر من واحد.

٤٠١

والإشادة بذكرهم وإقامة شعائرهم ، فحين ما أفتى بعض علوي الشام وتبعه علوي آخر من البصرة ـ وكم لاقت الشيعة من الشام والبصرة يا للأسف ـ بحرمة هذه الشعائر .. بدعوى تنزيه الطائفة منها .. فكان أن قام هؤلاء الأشاوس أمام هذه الصرخات ، واستقبلوا هذه الأراجيف بكلّ رحابة صدر من المغرضين ـ القاصرين منهم أو المقصرين ـ وكان أن زمّر لها أعداء الدين وطبّل لها بعض المغرضين .. فكان دوره قدّس سرّه وتلك الثلّة الطاهرة واضحاً جليّاً صلباً عتياً .. فبادر أوّلاً بتأليف أوّل كتاب ردّ عليهم ـ وتبعه من تبعه ـ ولم يكتف بذلك بل شوهد هو ـ مع كبر سنه وضعف بدنه وما هو عليه ـ وأصحابه الميامين أمام الحشود الحسينية المتجمهرة للعزاء ، وهم حفاة مطيّنة وجوههم ، مفتوحة صدورهم ، وهم يضربون عليها ويسبلون الدموع ، وأمامهم الطبول وخلفهم الأعلام والمؤمنون .. فكان منظراً مشجياً في يوم عاشوراء أبقى هذه الحركة المباركة إلى سنين متطاولة ، وكان وليد ذلك تأسيس الهيئة النجفية (المشاهدة) في كربلاء المقدّسة والّتي بقيت إلى أيامك القريبة ، إلى أن توسلت السياسة الدولية إلى القتل والسجن والتشريد والتهديد لإطفاء نور الله وتكميم الأصوات .. ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره المشركون ..

وقد شاهدت المراسم الحسينية أمثال هذه العواصف الهوجاء .. والصرخات الحمقاء .. إلاّ أنّها بقيت وستبقى مادام اسم الحسين عليه السلام قد كلّل بالدم.

ثمّ هو رحمه الله يهتم اهتماماً قلّ نظيره بآثار السلف الصالح ومآثرهم ، فهو في الوقت الّذي قد استكتب أو استنسخ أو جمع الكثير الكثير من مؤلّفات الأصحاب والمصادر الأوليّة ، تراه يبذل سهم الإمام عليه السلام للبعض لمجرد استنساخ الكتب الفريدة أو النادرة النسخ وتكثيرها ولو بالاحتفاظ بها عندهم و

٤٠٢

.. لا لشيء إلاّ لمجرد الخوف على ما ابقاه لنا السلف الصالح ، والحرص من تلفها أو فقدها ..

كما وقد قام في هذا السبيل بالاهتمام الكبير بطبع مؤلّفات علمائنا الأبرار ولا سيما القديم والنادر منها ، ولذا قام بتأسيس (الشركة المتحدة) والّتي سندرج بنودها فيما بعد والّتي تبدّلت فيما بعد إلى المطبعة الحيدريّة لصاحبه المرحوم الشيخ صادق الكتبي التبريزي ، ثمّ ولده الشيخ محمّد كاظم .. فدفع رأس مال من سهم الإمام عليه السلام لتأسيسها كي تقوم بنشر الكتب وتكثيرها ..

قال في كتاب آئينه رستگارى (١) : ما ترجمته : .. وكان لآية الله المامقاني ـ عدا التأليف ـ آثار مهمة جداً نعرض عن ذكرها فعلاً ..

* * *

وها نذكر لك واحدة منها فعلاً ; إذ ورد في ديباجة كتاب مرآة الكمال لمن رام درك صالح الأعمال (من طبعته الحجرية سنة ١٣٤٢ هـ) ما نصه : .. ثمّ لا يخفى عليك أنّه لما ورد بطريق صحيح عن أهل البيت عليهم السلام إنّه : إذا مات ابن آدم انقطع عنه [كذا] إلاّ ثلاث : علم ينتفع به ، وولد صالح ، وصدقة جارية .. وكان أحسن الصدقات الجارية طبع كتب العلم لكونها أبعدها فناء ، وأدومها بقاء ، وكون نشرها خدمة للدين المبين ، عقد جمع شركة بدفع كلّ منهم مقداراً لطبع الكتب الدينية .. ولما أحبّوا الجمع بين الخدمة للدين ، والخدمة لجنابه (مدّ ظله) نقلوا مجموع ما جمعوه إليه مد ظلّه العالي بعقد لازم بشرط أن يطبع به الكتب الدينية ويباع [كذا] ويطبع بالثمن كتاب آخر .. وهكذا إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها ، مقدماً مصنفاته ومصنفات حضرة والده الشيخ العلاّمة أنار الله برهانه وأعلى في فراديس الجنان مقرّه ومقامه على غيرها.

__________________

(١) أئينه رستگارى (ترجمة مرآة الرشاد) : ٢٢٣.

٤٠٣

وجعلوا تولية هذا الأمر الشريف بيده مدّ ظله ، ثمّ بيد متولي مقبرتهم في كلّ عصر .. وجعلوا لمن بعده من المتولين نصف عشر المنافع بشرط بذل جهده في حفظ الاصل ، وضبط النماء ، وثبت ذلك كله في دفتر مضبوط. واشترطوا أيضاً في ضمن العقد أن لا تعطى ورقة منها مجاناً حفظاً لمقصد استمرار هذه الخدمة ..

ثمّ قال : وحيث ان الشركاء لم يسلّموا جميع ما التزموا به أخّرنا أدراج أسمائهم ومقدار ما دفعه كلّ منهم إلى ظهر ما يطبع بعد.

وختم قوله بقوله : هذا ويلزم المطالع في هذا الكتاب أن يدعوا لهم ويترحم عليهم وعلى من أعان على طبعه بإقراض ثمن الكاغذ وغيره.

وجاء آخر كتاب مرآة الكمال للمصنف طاب ثراه ـ المطبوع سنة ١٣٤٢ هـ ـ عن هذه الشركة وتأسيسها ما نصه بالفارسية :

بسم الله الرحمن الرحيم

چون در خبر صحيح وارد شده كه بعد از فوت فرزند آدم منقطع مى شود از أو مكر سه چيز : فرزند صالح كه بجهة أو استغفار نمايد ، وعلمي كه مسلمانان بدان منتفع شوند ، وصدقه جاريه .. وبهترين صدقات جاريه طبع كتب علميه بود ، جمعى از صلحاء عقد شركتى نمودند ومبلغى را قرار دادند براى اينكه كتب علميه شرعيه طبع شده وفروخته كتاب ديگر طبع شود ، اين كتاب شريف بآن طريق طبع شده (١) ، بر منتفعي باين كتاب لازم است كه شركاء را

__________________

(١) أقول : يقال ان اول مطبعة أهلية في النجف الأشرف كانت مطبعة الحبل المتين ، وبعدها بأشهر شكلت جماعة من التجار وبعض أهل العلم في النجف مطبعة الحيدرية التي هي في الواقع ـ مطبعة جاءت بها حكومة الاحتلال لطبع المناشير والأعلانات! وبعد انقضاء الحصار واستغنائها [كذا] ابتاعها الشيخ صادق الكتبى التبريزي وأخوه من الحكومة

٤٠٤

بدعاى خير دنيا وآخرت ياد وشاد نمايند ، وچون هنوز شركاء تمام مبلغ را تسليم نكرده اند فلذا ثبت أسماء ايشان تأخير شد تا ظهر كتاب ديگر كه بعد از جمع شدن سهام شركاء طبع خواهد شد انشاء الله تعالى ، وأگر كسى راغب شود كه در اين شراكت داخل شود ممكن است وجه رسانده قبص بگيرد اسمش ثبت مى شود (١)

* * *

__________________

الانگليزية ، وكانت نواة لطبع مجموعة كبيرة من الكتب الدينية بعد أن ادخلت عليها التعديلات الكثيرة ، وانتقلت إلى ورثة الحاج محمّد كاظم الكتبى واخوه الحاج محمّد حسين ، وكان المرحوم الجدّ قدّس سرّه من مؤسسيها وداعميها مادياً ومعنوياً ، وكانت أولاً باسم : الشركة المعتمدة ، ويقال لها قبلاً : المطبعة المرتضوية التي انشأت سنة ١٣٤٠ للشيخ صادق الشيخ محمّد إبراهيم الكتبى ثمّ دمجت مع المطبعة الحيدرية وسمّيت بالأخيرة بعد وفاة الشيخ صادق.

   لاحظ : معجم المطبوعات النجفيّة : ٣٧ و٣٨ ماضي النجف وحاضرها : ١/١٧٤ ـ ١٧٥ وغيرهما.

(١) المقصود من هذا النص هو : حيث ورد في الخبر الصحيح أنّه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ عن ثلاث : ولد صالح يستغفر له ، وعلم ينتفع به الناس ، وصدقة جارية .. ولا شكّ أنّ خير الصدقات الجاريات هو طبع ونشر الكتب العلميّة .. لذا عقد جمع من الصلحاء شركت وقرّروا لها مبلغاً لطبع الكتب العلمية الدينيّة.

   ثمّ تباع بعد ذلك ويطبع بثمنها كتاباً آخر ، وقد طبع هذا الكتاب من هذا الطريق .. ويلزم المنتفعين بهذا الكتاب والمستفيدين منه ان يذكروا الشركاء في دعواتهم لما فيه خير دينهم ودنياهم.

   وحيث لم يسلم الشركاء تمام المبلغ لذا نؤخر درج اسمائهم حين طبعنا لكتاب آخر يطبع بعد أن تجمع سائر الحصص الباقية من السهام انشاء الله تعالى ، ولو رغب أحد في المشاركة في هذه الشركة فليوصل سهمه ويتسلم وصل بذلك وسيثبت اسمه ..

٤٠٥

* كتب لي شيخي الوالد دام ظله (١) قال :

مرضت مرضاً شديداً وانتفخت بطني ولازمتني الحمّى ، فأحضروا أطباء النجف فلم تُجدِ معالجتهم ، فأخذني الشيخ الوالد قدّس سرّه بصحبة صهرنا الشيخ موسى الأسدي وخادم إلى الكاظمية ، وكان هناك طبيب انكليزي للملك فيصل الأوّل يعرف بـ : سندرسن ، فأخذني الشيخ الأسدي ـ صهر الشيخ ـ وعرضني عليه ، وكان جهاز الأشعة قد جلب لأوّل مرّة فأمر بأخذي وتصوير القسم الباطني ، وكان نتيـجة تشخيصه أنّ التهاباً حدث في غطاء المعدة ، وإذا وصل إلى الاحمرار قضى عليه ، ولذلك يجب أن يسافر إلى لبنان ويعيش في منطقة جيّدة الهواء مع استعـمال الأدوية وأعطى بعض الأدوية ، وكان من جملتها أن أنام في الشمس وتدلك بطـني بدهن خاص .. فترك إرسالي إلى لبنان وذهبنا إلى سامراء ، وعند تشرفنا في حرم الإمامين العسكريين ربطني الوالد قدّس سرّه بالضريح وتوسل بهما عليهـما الصلاة والسلام وطلب شفائي ، ثمّ رجع الشيخ الوالد قدّس سرّه إلى النجـف الأشرف وبقيت مع صهرنا والخادم ، وكان صاحب الدار يرى أن طفلاً ينـام في الشمس وتدلك بطنه بشيء وكانت بطني كالزق المنفوخ ، فقال لصهرنـا : إنّ والدتـي يدها فيها البركة ، فهل تأذن أن تأتي وترى هذا الطفل؟ فأذن له وجـاءت أمه ووصفت ضماداً مكوّناً من تمر وملح يجعل على تمام البطن وأرسلت شيـئاً من العلف يهدّر كتهدير الشاي وأشربه.

__________________

(١) رجوت شيخي الوالد حفظه الله واطال بقاه ، أن يسعفني ببعض المعلومات عن الاسرة ، والاجداد ، فاعتذر لي بنسيان البعض وعدم التثبت من آخر ، مع كثرة مشاغله ، ولذا فلم أحصل منه إلاّ على هذه القصة وما بعدها مكتوباً.

٤٠٦

وفي اليوم الثالث ذهب جميع النفخ وانقطعت الحمى .. فأخبر صهرنا هاتفياً سماحة الوالد فأمره أن يذبح شاتين ويوزيع لحمها على الفقراء ومراجعة الدكتور سندرسن في بغداد ، فذهبنا إليه ، فعجب من شفائي وأمر على نفقته تكرار الأشعة ، وكانت النتيجة شفائي التام ، فسأل من صهرنا : ما فعلتم بحيث عوفي المريض؟! فنقل له ما وقع. قال : هذا أمر محال أن يشافَى بوصفة المرأة ، وحينئذ ذكر له أن لنا أئمّة معصومين ـ وهم من أقرب عباد الله إليه تعالى ولا يردّ الله سبحانه وتعالى لهم طلباً ـ وقد توسل أبوه إليهم. قال الدكتور : هذا هو الصحيح ، لأنّ علم الطب عاجز عن شفائه ، وليس شفاؤه إلاّ من الله تعالى. هذا ما جرى وأنا دون الثامنة من سني.

* وكتب لي ـ أبقاه الله ـ أيضاً :

كان قدّس الله سرّه الشريف عند تدريسه الفقه خارجاً .. فبعد أن تجتمع جماعة من التلامذة يرقى المنبر ويلقي عليهم حديثاً أخلاقياً من طريق أهل بيت العصمة والطهارة ويشرح الحديث شرحاً إجمالياً ، ثمّ تُقرأ تعزية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ويستوعب ذلك غايته ربع ساعة ، وفي هذه المدّة يحضر أغلب التلامذة وعندها يشرع بالدرس بقوله : انتهى الكلام بنا إلى المقطع الفلاني من المسألة.

* * *

* حكي عن الفقيد السعيد الشيخ ميرزا كاظم التبريزي قدّس سرّه (١) ـ ما ترجمته : إنّه قال : يروى أنّ الشيخ عبدالله المامقاني طاب رمسه طرح في بحثه : هل يجب ارشاد الجاهل أم لا؟ فاعترض عليه بعض طلابه بعدم وجود

__________________

(١) سيناه معرفت : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.

٤٠٧

دليل على ذلك ، فاجابه رحمه الله متفكها : ألم تقرأ في كتاب گلستان سعدي

اگر بيني كه نابينا وچاه است

اگر خاموش بنشيني گناه است (١)

* * *

* روى لي من أثق به عن المرحوم السيّد يوسف الحلو عن المرجع السيّد حسين الحمامي قدّس سرّهما أنّه قال : طرق بابنا بعد منتصف الليل ـ نحو الساعة الثانية ـ المرحوم الشيخ عبدالله المامقاني ، وسلمني مبلغاً كبيراً وطلب مني توزيعه على مستحقيه فوراً .. فاعتذرت منه بتأخر الوقت و .. ثمّ استغربت من إلحاحه على المبادرة ، فاجابني بان المبلغ وصل تواً ، ولا ضامن لي ببقائي إلى الصباح .. ثمّ قال : المهم أنّه خرج من عهدتي ، وانت تعرف ما يلزمك ..

* * *

* سمعت من بعض الأرحام أنّه عندما كانت ليلة زواجه بجدّتنا بنت المرحوم الخليلي ـ وانتهى مجلس الرجال ، فلم يكن مجلس النساء قد انفضّ بعد ، لذا بادر الشيخ رحمه الله إلى مكتبته منكباً على كتاباته ، وبعد مدة جاءت أخته المرحومة زوجة السيّد الميلاني رحمهما الله تدعوه إلى الدخول على زوجته ، فاستمهلها ، ثمّ جاءت ثانياً ، فكرّر عليها الجواب .. وكان عنده خادم سيّد يحترمه جدّاً ويبجله لسيادته ، فاوقضوه من نومه ثمّ أرسلوه لذلك خوفاً من غضبه ، فقال : سآتي إن شاء الله .. فما كان إلاّ وقد قارب الصبح فصلّى ما كان عليه ثمّ دخل على زوجته ..!

* * *

__________________

(١) أي إذا رأيت اعمى وبئر .. فلو سكت ولم تبادر كنت مذنباً.

٤٠٨

* سمعت من أكثر من واحد أن الشيخ الجدّ قدّس سرّه كانت له غرفة في داره البرّاني بدون سلّم ، وكان لها سلّم متحرك يوضع ويصعد لها ، ثمّ يسحبه من فوق كي لا يشغله أحد ، وقد علّق زنبيلاً يضع كلّ من له حاجة أو سؤال مسألته فيه ثمّ يحركه فيتوجه الشيخ لذلك فيسحب الحبل ويجيب سؤاله ، وإذا علم بحضور شخصية كبيرة ألقى السلّم وأصعده إليه ، ثمّ بعد حديث مختصر يعطيه نسخة أو كتاباً لمقابلة أو تحقيق و .. هكذا دواليك.

* * *

* ويقول الشيخ الطبسي (١) : في صيف حار حظيت بزيارة المرحوم الشيخ عبدالله المامقاني صاحب الرجال ، وكان الهواء حاراً جدّاً بل حارقاً إلاّ أنّ ذلك المرحوم كان قد ائتزر بإزار وجلس في الطبقة الفوقية من داره ، وكان مشغولاً بكتابه تنقيح المقال .. كان ـ وفي ذلك الهواء الحار وعدم وجود وسائل التبريد ـ يسعى بكلّ جد وجهد مستمراً في عمله ولا يحسّ بتعب أو ألم ، ولم يكن أثناء عمله مستعداً لملاقاة أحد ..

والّذي أذكره أنّه كان له زنبيل مشدود بحبل قد علقه من الطابق الفوقاني ولوكان لأحدهم سؤال أو شغل يكتبه في ورقة ويجيبه الشيخ بواسطة ورقة أخرى ..

ثمّ عقّب فقال : وقد زرته ذات يوم لأجل عمل ، فقال المامقاني ـ في ضمن كلام له ـ في ليلة وحين الكتابة : احتجت إلى كتاب الرهن من تهذيب الشيخ الطوسي وكلّما فكرت أنّ في مثل هذا الوقت من الليل من أين لي الحصول

__________________

(١) كما في المقابلة الصحفية الّتي نشرتها مجلة الحوزة في العدد الثالث والأربعين : ٧٠ ـ ٧١ ما ترجمته.

٤٠٩

على هذا الكتاب ..؟! ولم يهتدِ فكري إلى وسيلة ، فانكسر قلبي ورقّ وجرت دموعي وتوسلت بالحجّة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وقلت له : سيدي! إنّي لأجلكم أجهد وأتعب وهذا العمل لكم ولذا فالمفروض أن تساعدوني في ذلك .. وكأ نّي ألهمت أن أنظر بين مجموعة من الكتب الممزّقة والأوراق الباطلة المتراكمة في زاوية الرفِّ من الغرفة .. وقد سبق قبلاً ـ أكثر من مرّة ـ أنّي قد فتّشتها ولم أكن أحتمل أن يكون مطلوبي فيها .. وفعلاً بادرت إليها وبحثت فيها ، وفجأة حصلت على كتاب التهذيب وقد كتب بخطّ جيّد ، فرفعته فوراً واستفدت منه ، وكان الكتاب عندي بضعة أيام ، ونقلت ما احتجته من مطالبه ، وبعد الفراغ من حاجتي منه فقدته! وكلّما بحثت عنه لم أجده .. إلى هنا كلام الشيخ الطبسي رحمه الله.

إلاّ أنّي بعد ذلك وجدت عبارة له قدّس سرّه تنقل القصة نصّاً ، وقد جاءت على الصفحات الأوّلى من تنقيح المقال (١) ـ وسننقلها في محلّها ـ يقول فيها : ومن غريب آثار التوفيق أنّي كلّما أردت وجدان مطلب في كتاب وجدته نصب عيني بمجرد فتحه ، وقلّ ـ بل ندر ـ تعطيلي في الفحص عنه.

ثمّ قال : واتفق لي أوائل اشتغالي به ليلة من الليالي الطوال أنّي احتجت ـ ثلاث ساعات تقريباً قبل الفجر ـ رهن التهذيب ، ولم يكن عندي ، فرأيت بقاء خمس ساعات إلى طلوع الشمس ولا يمكنني أن أتعطل ولا أن أحرّر بغير مراجعة التهذيب ، فحصل لي من ذلك انقطاع غريب إلى مولانا الحجّة المنتظر عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من كلّ مكروه فداه .. وكان عندنا مقدار كتب وقفية قطعات بالخطوط القديمة الرديّة في النحو والصرف والتفسير وغيرها ،

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٣ من الطبعة الحجرية.

٤١٠

وكانت متروكة ، لأ نّا فحصنا عنها [كذا] مراراً فلم نجد فيها ما ينتفع به ، وما كنت أحتمل بوجه وجود التهذيب فيها ، فقمت من حيث لا أشعر ومضيت إلى تلك الكتب ومددت يدي وتناولت كتاباً منها ، وإذا هو قطعة من التهذيب بخطّ جيّد في خصوص الرهن ، فنقلت منه موضع الحاجة.

ثمّ قال : ومن الغريب أنّي فحصت عنه بعد ذلك مراراً عديدة فلم أجده! فعلمت أن ذلك كان لطفاً مخصوصاً منه أرواحنا فداه ..

* * *

* وبعد ذاك ; فالمامقاني رجل ضخم بعلمه ، وعالم فذّ بشخصه ، ورجل مثالي في دينه وسلوكه ومسلكه ، ولا أغالي لو قلت إنّه عبقري يشح الزمن علينا بأمثاله بما له من ذكاء حادّ ، واستعداد فطري ، ونبوغ خاص و .. وشاهده وبرهانه قلمه ودرسه وسلسلة مؤلّفاته ومكتبته ، ممّا يكشف عن تضلّعه في التاريخ والحديث والكلام والعلوم الأدبية والرياضية فضلاً عن الفقه والأصول والرجال والدراية وغيرها .. فقد كان متخصصاً فيها ملمّاً برموزها ونكاتها ، ممّا لفتت إليه أنظار من عاصره ، وحسده جمع ممّن ناوأه! وكانت له مركزية مرموقة علماً وعملاً ، وكمالات نفسانية ومزايا فاضلة.

وهو ـ يعد كلّ هذا ـ صورة صادقة للسلف الصالح في سيره العملي وإخلاصه اللامتناهي في كلّ خطاه العلميّة والعمليّة ، ونكرانه الذات ، وزهده عن حطام الدنيا ، وإعراضه عن زخارف الحياة ومظاهرها الخلاّبة.

فقد قنع بالحقّ من دنياه وتحزب له وجاهد من أجله ، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم.

كما أنّه قد توقّف في الشبهات مع كلّ ما لاقاه من أجل ذلك ، فلذا تجده

٤١١

الوحيد ـ مع صاحبه الشيخ عبّاس القمّي رحمه الله ـ في النجف الأشرف ممّن لم يتعصب إلى المشروطة وكما لم يُعد ولم يعادِ المستبدّة ولا يتّخذ موقفاً قبالهما (١) ، بل لا هذا ولا ذاك ، وكان له في كلّ ذاك نظرته الخاصّة ووجهته المحدّدة .. ولا يبالي ـ مادام على الحقّ ـ أن يقاطع أو يُحرم أو يُحارب .. كما عليه ذووه وبعض ذريته ولله الحمد.

__________________

(١) بل يظهر من كتابنا هذا أنّه كان يخشى الفتنة ويحذر من عواقبها ويتنفر من دعاتها وأصحابها.

٤١٢

وأمّا ثامناً :

زوجات الشيخ المامقاني وأصهاره وذريته

سبق وإن قلنا أنّه طاب رمسه كان له ثلاث زوجات دائمة ، وهنّ :

الأُولى : بنت المولى أحمد بن عبدالله الكوزكناني التبريزي النجفي

العالم الورع ، والفاضل التقي ، كان في النجف الأشرف مشتغلاً على علمائها الأعلام يومذاك ، وله تصانيف كثيرة.

كما وكان يقيم الجماعة في الرواق الحيدري ويقتدي به جمع من الأخيار.

توفّي في الكاظمية يوم السبت خامس ربيع الأوّل سنة ١٣٢٧ هـ وحمل جثمانه إلى النجف.

وقد مرّت ترجمته في تلامذة الشيخ محمّد حسن المامقاني ، حيث كان يُعد من خواصه ، وقد رزق من زوجته هذه ثلاث بنات فقط ومات الباقي ، وهن زوجات السيّد محمّدالهادي الميلاني ، والسيّد ضياء الدين التويسركاني ، والشيخ موسى الأسدي رحمهم الله.

وقد تُوفِّيت رحمها الله فكان إن تزوج زوجته :

الثانية : وكانت امرأة يزدية ، تُوفِّيت ولم تخلف إلاّ بنت واحدة هي زوجة السيّد عليّ نقي التويسركاني.

الثالثة : بنت المرحوم ميرزا صادق الخليلي (١٢٨٠ ـ ١٣٤٣ هـ).

٤١٣

.. ابن الميرزا باقر بن الميرزا خليل الطهراني النجفي ويعرف بـ : الطبيب.

فقيه فاضل كامل حاذق ، طبيب بارع ماهر ، عالم مجتهد جليل شاعر أديب.

ولد في النجف وشارك في حلقاتها الأوّلية الدراسية على فضلاء عصره وحضر درس الشيخ آغا رضا الهمداني وغيره ، وتخرج على الشيخ محمّد حرز الدين ، ودرس الطبّ على والده وغيره حتّى صار من مشاهير رجاله.

توفّي في ١٥ جمادى الثانية ١٣٤٣ هـ ، ودفن في باب الصحن الشريف.

له جملة مؤلّفات كالتحفة الخليلية في الأبحاث النبضية ، والكليات الطبية ، والهديّة الخليلية .. وغيرها ، وديوان شعر و .. (١)

وهي جدّتنا لأبينا ، ورزق منها عدّة بنات لم يبق منهن إلاّ أربعة وبضع ذكور لم يعش منهم إلاّ الشيخ الوالد دام بقاه وظله ، والبنات هن زوجات المرحوم الشيخ محمّد الرشتي والحاج عبدالهادي الصيدلي ، ثمّ زوجة الشيخ عبدالمحسن المامقاني ـ ابن عمهم ـ والسيّد عبدالمطلب الحيدري رحمه الله الماضين منهم وحفظ الباقين.

وبين الأربعة سماحة الشيخ الوالد دام ظله وعلاه.

__________________

(١) انظر : معجم أدباء الأطباء ١/٢٠٠ ، نقباء البشر ٢/٨٦١ برقم ١٣٩٢ ، مكارم الآثار ٤/١٣١٠ ، معجم رجال الفكر ٢/٥٢١ ، معارف الرجال ١/٣٧٢ ، و .. غيرها.

٤١٤

أصهار الشيخ عبدالله المامقاني

أعقب المرحوم الشيخ الجدّ قدّس سرّه ثماني بنات وولد واحد ، وهو شيخنا الوالد دام ظله ، كما سلف.

وكان له من الأصهار ـ مرتباً ـ ما يلي(١) :

السيّد محمّد هادي الميلاني التبريزي النجفي

(١٣١٣ ـ ١٣٩٥)

.. ابن السيّد جعفر بن السيّد أحمد بن السيّد مرتضى الحسيني ولد في السابع من شهر محرّم الحرام في النجف الأشرف من كريمة الحجّة الشيخ محمّد حسن المامقاني. وقد توفّي عنه والده وهو ابن السادسة عشرة من عمره ، فتكفل به وبإخوته خاله الشيخ عبدالله المامقاني رحمهما الله ، وزوجه كبرى بناته ..

نشأ ـ كما قرأ المقدّمات العلمية وأكمل الأبحاث العالية ـ في النجف الأشرف ، حتّى بلغ مرحلة الاجتهاد في العقد الثالث من عمره (٢).

وقد درس على شيخ الشريعة الإصفهاني ، والشيخ آقا ضياء العراقي ،

__________________

(١) ممّا يؤسف أنّ معلوماتي عنهم قليلة جداً ، ولم أشأ ط(الاعتماد على المسموعات خاصة ، ولعلي اوفق بأذن الله لاستدراك ذلك.

(٢) قاله في معارف الرجال ٢/٢٦٥ ذيل ترجمة أستاذه.

٤١٥

والشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني ، والشيخ محمّد حسين النائيني ، والشيخ جواد البلاغي قدس الله أسرارهم.

وله الرواية عن السيّد حسن الصدر ، والشيخ آغا بزرگ الطهراني ، والسيّد محمّد سعيد العبقاتي والمحدّث القمّي .. طاب ثراهم.

كان مولعاً بالتدريس في النجف ، ثمّ هاجر إلى كربلاء .. وفتح باب التدريس هناك على مصراعيه ولقي كلّ ترحيب وإقبال ، وتخرّج عليه جمهرة من الطلاب الأفاضل.

وفي سنة ١٣٧٣ هـ تشرّف بزيارة الإمام الرضا عليه السلام ، وبعد إلحاح من فضلاء الحوزة العلمية هناك ووجهاء البلد بقي فيها لإدارة دفة الحوزة أصولاً وفقهاً ، وكان إماماً في الصحن الجديد ومسجد گوهرشاد ، ومرجعاً لجمع كبير من الخواص في انحاء البلاد الشيعية.

وله جملة مؤلّفات ـ غالبها مخطوطة ـ منها : شرح استدلالي لكتاب الصلاة من شرائع الإسلام إلى صلاة الجماعة ، وكتاب الإجارة ، وكتاب المزارعة والمساقاة ، وكتاب في مبحث الأوامر إلى آخر الاستصحاب ، وكتاب في المضاربة ، وكتاب تفسير لجزء عمّ وبعض السور ، ورسالة في بحث المشتق ، ورسالة في تحقيق صلاة الجمعة ، وأخرى في منجزات المريض و .. غيرها ، كما وله حواش على جملة من المؤلّفات منها : كتاب أستاذه البلاغي : الهدى إلى دين المصطفى ، وعلى وسيلة النجاة ، وعلى العروة الوثقى ..

وطبع بعض أحفاده وأولاده جملة من مؤلّفاته ورسائله العملية والعلمية كـ : خلاصة الأحكام ، والرسالة الوجيزة ، وتوضيح المسائل ، ومنتخب المسائل ، وتوضيح المناسك ، وأحكام سفته وسرقفلي ، وأحكام الكمبيالات ..

٤١٦

وغيرها.

ودوّن بعض ابحاثه الفقهية باسم : محاضرات في فقه الإماميّة ، كما له قصيدة عربية في مدح الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف طبعت في مجلة نور الإسلام.

توفّي رحمه الله يوم الجمعة الثلاثين من شهر رجب في سنة ١٣٩٥ هـ ، ودفن في جوار الروضة الرضوية المباركة على قاطنها آلاف السلام والتحية (١).

السيّد ضياء الدين والسيّد عليّ نقي التويسركاني

أصهار الشيخ على بنته الثانية والرابعة

أولاد المرحوم السيّد محمّد شريف بن السيّد محمّد طاهر الحسيني المتوفّى سنة ١٣٢٢ هـ ، وكان الوالد فقيهاً أصولياً ومجتهداً جليلاً ، ولد في النجف وأخذ المقدّمات فيها ولازم أبحاث الميرزا عليّ الخليلي والشيخ الكاظمي والسيّد عليّ بحر العلوم والسيّد حسين الكوهكمري و .. غيرهم ، وتصدّى للتدريس ، ثمّ انتقل إلى سامراء وتوفّي فيها ولم يعقب غير ولديه هذين.

وقد كان السيّد ضياءالدين من العلماء الأعلام الأجلاّء من تلامذة الميرزا النائيني والسيّد الاصفهاني والآقا ضياء العراقي و .. غيرهم.

__________________

(١) اُنظر : مقدّمة كتاب المحاضرات في فقه الإماميّة (كتاب الزكاة) ١/٤٥ ـ ٤٦ ، ومعلومات خاصّة ، معجم رجال الفكر ٣/١٢٥٦ ، ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٣٦ ، كتابهاى عربى : ٤٨٧ ، المطبوعات النجفية : ٦٨ ، ٣٦١ ، معارف الرجال ٢/٢٦٥ ، معجم المؤلّفين العراقيين ٣/٢٦٠ ، مستدرك أعيان الشيعة ٣/٢٥٣ .. وغيرها.

٤١٧

هاجر من النجف إلى الكاظمين وكان يقيم الجماعة في الصحن الكاظمي وفيها توفّي.

أمّا عن السيّد عليّ نقي فلا أملك ـ فعلاً ـ المعلومات الكافية اذ كان منحازاً عن المجتمع والأسرة ، ذا سلوكية خاصّة ـ كذا أدركته ـ ولم أسمع عنه ما يستحق الذكر ، ولا كانت له ذرية متدينة ترتبط بالأسرة أو نعرف عنها شيئاً. وكما لم أجد لهما ذكراً في المصادر الّتي بأيدينا (١).

الشيخ محمّد الرشتي

(١٣٣٧(٢) ـ ١٣٩٤ هـ)

.. ابن الشيخ عبدالحسين (٣) بن الشيخ عيسى.

عالم جليل ، ومحقّق أديب ، عالم بالرجال والمطبوعات والمخطوطات.

تتلمذ خارجاً على العلاّمة والده والسيّد الحكيم والسيّد عبدالهادي الشيرازي والميرزا باقر الزنجاني .. وغيرهم ، وتصدى لقضايا الحوزة العلمية من الناحية المادية والحقوق الشرعية من قبل السيّد الحكيم قدّس سرّه.

انتقل إلى مشهد الرضا عليه السلام ، ووافته المنيّة في ٢٩ شهر رمضان من سنة ١٣٩٤ هـ ، ودفن في الجانب الخلفي من الروضة الرضويّة المقدّسة (دار الزهد).

__________________

(١) نعم ترجم والدهم في نقباء البشر ٢/٨٣٦ ، ومعجم رجال الفكر ١/٣٢٤ ، ومعجم المؤلّفين ١٠/٦٨ ، وشخصيت شيخ أنصاري : ٣٧٤ و .. غيرها.

(٢) في مستدرك الاعيان : ١٣٣٦ وتوفّى في غرة شوال ١٣٩٣.

(٣) المتولد في كربلاء ١٢٩٢ والمتوفّى في النجف الأشرف عصر الثلاثاء ١٢ جمادى الآخرة سنة ١٣٧٣ هـ ، استاذ الشيخ الوالد دام ظلّه في السطوح العالية والخارج.

٤١٨

له تعليقات على فهرست منتجب الدين ، ومعالم العلماء ، وحاشية على المنطق (١).

الشيخ موسى الأسدي (آل أسد الله)

التستري الكاظمي

ولد في الكاظمية ونشأ في بيت علم وتقى ، وهو من أحفاد المرحوم الشيخ التستري صاحب المقابيس ، ثمّ انتقل إلى النجف بعد أن اتمّ بعض المقدّمات في مسقط رأسه ، ثمّ حضر بحث الخارج فيها على أبي زوجته مع جمع من أعلام وقته ، تزوج بنت الشيخ الجدّ الثالثة وأنجب منها ولداً وابنتين ، وكان ديناً تقياً حسن الخلق متواضعاً ، مع ما كان عليه من فضل وعلم ، وقد نال ثقة الشيخ الجدّ طاب ثراه ، ولذا جعله وصيّاً له في جميع اموره ..

قال في النقباء (٢) ـ في مقام الحديث عن تنقيح المقال ـ : .. وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث إلاّ أنّه توفّي قبل إتمامه ، فأتمه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي .. ويُعد من تلامذته.

وقد حلّت عليه ظروف قاهرة .. ألجأته إلى السفر إلى إيران ، وفي تشرفه للوداع مع مولاه ثامن الحجج عليه آلاف التحية والسلام ، وفي آخر سجدة من صلاة الزيارة اجاب داعي الله سبحانه ودفن في الرواق الرضوي

__________________

) لاحظ عنه : معارف الرجال ٢/٤٩ ، معجم رجال الفكر ٢/٥٩٩ ، نقباء البشر ٣/١٠٦٧ ، نوادر مخطوطات مكتبة السيّد الحكيم ١/٣٣ ، و .. غيرها ، مستدرك أعيان الشيعة ٣/٢٣٣.

) نقباء البشر ٣/١١٩٨.

٤١٩

تغمده الله برحمته.

الحاج عبدالهادي الصيدلي

حدّثني شيخي الوالد إنّه كان من أهل اصفهان ، وهاجر أبوه رحمه الله إلى النجف.

وولد الحاج عبدالهادي فيها ودرس في المدارس الحكومية حتّى نال الإجازة في فتح الصيدلية هناك ، وقد تزوج العمّة المحترمة بعد وفاة الشيخ الجدّ طاب ثراه ، ثمّ انتقل الى بغداد وأصبح مستورداً للأدوية ، كما وفتح معامل هناك ، ثمّ سُفّر إلى إيران ومات غريباً في طهران ، وقد توفّيت زوجته رحمها الله قبله في بغداد. وقد انجب منها أربع ذكور وخمس بنات.

الشيخ عبدالمحسن المامقاني

ابن المرحوم الفقيه الورع الشيخ أبو القاسم المامقاني

عالم فاضل ، ولد في النجف الأشرف ودرس المقدّمات والسطوح فيها ، وحضر بعض أبحاث مراجعها ، وتزوج بابنت عمّه بعد وفاة عمّه ، وله منها خمس ذكور وبنت .. ، ولا تحضرني فعلاً معلومات أكثر من هذا ، وهو يكبر الوالد حفظه الله بأكثر من عشر سنين.

السيّد عبدالمطلب الحيدري

(١٣٢٥ ـ ١٤٠١ هـ)

وقد سلف في تلامذته طاب ثراه. وكان قد تزوج آخر بنات الشيخ الجدّ رحمه الله وله منها ولدان وبنت ..

٤٢٠