تنقيح المقال

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-381-0
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٣٤

١
٢

٣
٤

٥
٦

٧
٨

٩
١٠

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد

الحمد لله حمداً كثيراً كما هو أهله .. والشكر له قدر ما أحاط به علمه .. والصلاة والسلام على سيد رسله ، وخاتم أوصيائه ، وآله وذريته أجمعين .. خاصّة ناموس الدين ، والحجّة على الخلق أجمعين ، عجل الله فرجه وسهل مخرجه ، وجعلنا من خاصّة أنصاره وأصحابه والذابّين عنه ..

وبعد ; واليوم بعد سنين عجاف ، وصبر ومثابرة .. قدّر الله سبحانه وتعالى لهذا السفر العظيم والأثر الخالد ـ أعني الموسوعة الرجاليّة الرائعة : تنقيح المقال في علم الرجال ـ أن يرى النور بحلّته الجديدة ، ويدخل المجاميع العلميّة .. وهو مزان بتعاليقه العلميّة ، وحواشيه التحقيقية ، مع إخراجه الفني و ..

وكان لي ـ في كلّ ذاك ـ شرف المصاحبة ، وفخر الخدمة في كلّ هذه المسيرة الصعبة ابتداءً وإلى يومنا هذا .. مستفيداً أو مُنضّماً ، ومبوباً ومخرجاً و .. كلّ ذلك من لطف ما أولاني به شيخي ومعتمدي ومولاي الوالد المعظم دام ظله الوارف .. حيث جلست على ضفاف هذا المنهل الروّي ، والمشرب

١١

العذب .. ثمّ زادني شرفاً أن أوكل لي تحقيق الفوائد الرجاليّة وترتيب مقدّمة ودراسة عن الكتاب وعن الكاتب ، وما كتب عنهما ، أو يقال ..

وكنت أودّ ـ شهد الله ـ أن يتولاها غيري خوفاً من ملاحقة حاسد ، أو ملاحظة حاقد .. أو تهمة الإفراط ، أو لصقة كوني عضامياً ..! أو تهمة تعصب! أو ما شابه ذلك ، خصوصاً وأنّ الحديث عن الأُسرة وما يمسّ بها ممّا لا أحبّ الإسهاب فيه بذكر أمجاد الآباء .. ومكارم الأجداد .. لذا اغمضت الطرف عن كثير ممّا حصلت عليه من معلومات أو كرامات ممّا لم أجد له مصدراً مطبوعاً ، أو شخصاً معروفاً .. كلّ ذاك مسنداً للخبر أو ناقلاً للمصدر ..

ولا نعرف عن ماضي الأُسرة وتأريخها إلاّ الشيء اليسير ، والنزر القليل .. وما حصلنا عنها غالباً إنّما جاء من هذا الكتاب الرائع (مخزن المعاني) الّذي يُعد أوّلاً ترجمة للشيخ الجدّ الأكبر محمّد حسن رحمه الله بقلم ولده البار الشيخ الجدّ طاب ثراهما .. وثانياً هو دراسة ـ إلى حدّ ما ـ عن الأُسرة وتاريخها .. بعد أن أعوزني المصدر ، وأظلم عليَّ التأريخ .. واقتصرت على كلّ ما تلقفته من بطون السطور والصدور ..

وعليه اتشرف بتحقيق هذه الرسالة وإخراجها ، ثمّ تذييلها بما يناسب المقام ممّا أحسبه ضرورياً لتكميل الرسالة كي يحيا هذا الأثر أوّلاً ، وتصبح محوراً لترجمة الأُسرة ثانياً ، واعدادها مقدّمة للموسوعة الرجاليّة الرائعة (تنقيح المقال) ثالثاً ..

وهي ـ بحقّ ـ دراسة علميّة وعمليّة لنموذج رائع للمرجعيّة الرائدة ، والروحانيّة الواقعيّة الحافظة لحدود الشرع والشريعة .. المبقية لجوهر الشيعة.

واُكرّر أنّه كان سعيّ بعد هذا أن لا اثبت شيءً إلاّ بمصدره ، ولا اتحدّث أو أروي إلاّ باسناده .. إذ قد كانت لي مسموعات كثيرة أعرضت عنها ولم اثبتها بعد فقد الشاهد عليها ..

١٢

وعلى كلّ حال ; فمن المؤسف له هو أنّ الأسرة أصيبت بواقعتين قطعتها عن جذورها ، وأبعدتها عن تأريخها ، ولولا هذه الرسالة الشريفة لما كان لنا أي مستند تأريخي عن كثير ممّا فيها أو نعلمه عنها ..

الأولى : وفاة الجدّ الأكبر الشيخ عبد الله الأوّل وتركه للشيخ محمّد حسن رحمهما الله ـ وهو ابن ثمان سنين ـ ، وعليه فلا يذكر الجدّ شيئاً عن الماضي إلاّ ما كتبه هنا عنه.

والأخرى : وفاة الجدّ الأصغر الشيخ عبد الله الثاني ، والوالد دام ظله آنذاك من أبناء العاشرة. ولذا لا نعرف من أقرباء العائلة النسبيين في إيران وغيرها إلاّ ما كان من ذرية الشيخ عبد الله الأصغر سبباً ، أو أخيه الشيخ أبو القاسم طاب ثراهما ، كما وأنّ المعروف أنّ العائلة تتشرف بالانتساب إلى ذرية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأ نّها أخفت ذلك خوفاً من تطاحن محلّي بينها وبين قرى سنّية مجاورة .. وأمثال ذلك ، وهذا ما يشير له الجدّ في ما سيذكره في قصة رؤيا الإمام الصادق عليه السلام في المنام ، وأيضاً وصيّة تتلقاها العائلة صدراً عن صدر بحرمة أكل الأموال الزكوية والصدقات .. وغير ذلك مع المنع من الأخماس وما تختص به الذرية الطاهرة.

هذا ونستمد العون من الباري عزّ اسمه أن يأخذ بيدنا لمراضيه ، ويسدّد خطانا ، ويغفر لنا ويرحمنا ولوالدينا ومن له حقّ علينا ، ولمن سبقونا بالإيمان .. ويُرضي عنّا موالينا محمّداً وآله صلوات الله عليهم اجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وسلام على المرسلين.

قـمّ ـ محمّد رضا المامقاني

١٤٢١ ه

١٣
١٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نواله والصلاة والسلام على النبيّ وآله.

وبعد ;

فيقول العبد المفتقر إلى رحمة الله الغني

عبدالله المامقاني

عفـا عنه ربّه ، ابن الشيـخ قدّس سرّه ، إنّي لمّا فرغـت من نهايـة المقـال في تكملة غاية الآمال (١) رأيت أن أفرد رسالة في ترجمة حضرة الشيخ المبرور الوالد العلاّمة ـ أنار الله برهـانه وأعـلى في الروضات مقرّه ومقـامه ـ لتكون شبه الخاتمة للنهاية ، وينضبط (٢) لذلك ترجمته أعلى الله تعالى مقامه ، وسمّيتها بــ :

«مخزن المعاني في ترجمة المحقّق المامقاني»

وأقول ـ مستمداً من الملك المأمول ـ : إنّ هذه الرسالة تشتمل على :

__________________

(١) وهي تعليقته على خيارات الشيخ الأنصاري قدّس سرّه ، وسوف يأتي ذكرها مفصّلاً في فهرس مصنًفات شيخنا الجدّ طاب ثراه إن شاء الله ، وسيصرّح هناك أنّه فرغ من المجلّد الثاني منه في سادس شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين.

(٢) الظاهر : تنضبط.

١٥

مقـدّمة وفصــول وخـاتمة

١٦

[الشيخ عبدالله المقامقاني (الكبير) قدس سره]

[المتوفّى ١٢٤٦ هـ]

١٧
١٨

أمّا :

المقدّمـة :

ففي بيان ما استفدته منه قدّس سرّه من شطر من ترجمة الجدّ قدّس سرّه : وهو الشيخ مولى (*) عبدالله بن محمّد باقر (١) بن عليّ أكبر بن رضا المامقاني رضوان الله تعالى عليهم أجمعين (٢).

وقد كان قدّس سرّه أهل أملاك وثروة تورّثها من آبائه (٣) فسعى في طلب العلم وانتقل إلى كربلاء المشرّفة ، وكان فاضلاً تقياً ، وورعاً زكياً ، وكان جيّد الخطّ ، وقد استنسخ الفوائد الحائريّة للمولى الوحيد قدّس سرّه في كربلاء ، وفرغ منها في جمادى الأولى من سنة ألف ومائتين وأربع وعشرين (٤) ،

__________________

(*) قيل : إنذ كلمة معرّب سُلّا ، والأظهر أنّ الأمر بالعكس ، وأنّ سُلّا معجم مولى.

[منه قدّس سرّه]

اُنظر : لغتنامه دهخدا ٤٤ / ١١٢ مادة (مولا) ، وصفحة : ١٢٣ ـ ١٢٤ منها : نقلاً عن عدّة مصادر.

(١) لا نعرف عن والد الجدّ الأكبر المولى محمّد باقر ... وكذا من قبله سوى اليسر جدّاً ، ممّا سمعناه أفواهاً أو اشتهر عند جمع ، والظاهر أنّهم كانوا من أهل العلم مع المفروغية عن أنّهم أصحاب أملاك وضياع ، كما سيأتي.

(٢) قد كرّر الشيخ الجدّ طاب رمسه ترجمة والده رحمه الله في تنقيج المقال ٢ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ (من الطبعة الحجريّة) بما يقارب ما ذكره هنا ، وفيها زيادات ادرجناها ، وفروق جزئية أهملناها.

(٣) جاء في التنقيح : قد كان الشيخ مولى عبدالله هذا جدّي لأبي ، وكان صاحب عقار وثروة ورثها من آبائها ... إلى آخره.

(٤) قال فی الکرام البررة ٢ / ٧٧٣ : ... وكتب عليه أنّ تأريخ ولادة ابنه العلّامة الشيخ محمّد حسن ٢٢ شعبان ١٢٣٨ هـ ... وستأتي عبارته.

١٩

واستنسخ شرح اللمعة في كربلاء أيضاً ، وفرغ منه في شهر رجب سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين (٤).

وقد اشتغل برهة من الزمان في كربلاء ، وحضر على يد المولى الأجلّ الأعظم صاحب الرياض قدّس سرّه (٢) ، وامتاز من بين أقرانه (٢) وصارت له وجاهة في كربلاء فعاد إلى وطنه ـ أعني مامقان الّتي هي قصبة معروفة في الطرف الجنوبي ممّا يلي تبريز بفصل خمسة فراسخ (٤) ـ لجلب عياله إلى

__________________

(١) وكلا الكتابيين عندنا في مكتبتنا في قمّ ، انتقلا سهواً مع كتب الشيخ الوالد دام ظله إلى إيران ، وهما وقف مقبرة العائلة ، وقد أدرجنا صور أوّلهما وآخرهما في كتابنا هذا.

(٢) أقول : وقد تتلمذ أيضاً على السيّد محمّد المجاهد المتوفّى سنة ١٢٤٢ ه ـ ، وشريف العلماء المازندراني الحائري المتوفّى سنة ١٢٤٦ ه. قاله في المعارف ٢ / ١٤ ، ثمّ قال : وكان مجازاً من السيّد عليّ صاحب الرياض المتوفّى سنة ١٢٣١ ه.

وقال في معارف الرجال ١ / ٢٤٤ ـ في ترجمة الشيخ محمّد حسن ـ : ... وحدّتنا الحجّة الشيخ عبد الله نجله أنّ جدّه الشيخ عبدالله الأوّل كان مجازً من السيّد عليّ صاحب الرياض.

(٣) وأضاف هنا في تنقيح المقال ما نصه : ما نصه : ولما توفّى صاحب الرياض (قدس سره) وكان قد أوصى بحضور تلامذته عند ولده السيّد المجاهد ، أطاله من أطاع ، وأمّا من لم تمكنه الاطاعة : فمنهم من خالفه وبقي واستقل بالتدريس ـ كشريف العلماء ـ فقصر عمره ومات قبل أوانه ، ومنهم من أختار السفر ـ ومنهم الشيخ الجليل الشيخ عبد الكريم الإيرواني حيث انتقل إلى قزوين واشتغل فيه [كذا] بالتدريس ، وله تلامذة معروفون انتقلوا بعده إلى النجف الأشرف ، منهم آية الله تعالى [كذا] الفاضل المولى محمّد الإيرواني ، والحاج ميرزا حبيب الله الرشتي أنار الله برهانهما وأعلى في الجنان مقامهما و .. غيرهما.

ثمّ قال : وممّن سافر يومئذ جدّس (قدس سره) ، انتقل إلى وطنه ـ اعني مامقان ـ .. إلى آخره.

(٤) قال فی ریحانة الأدب ٣ / ٤٣٠ ـ ما ترجمته ـ : مامقان بفتح الثلاث ـ ناحية كبيرة ومعمورة على بُعد ثمانية فراسخ عن تبريز ، يتميز أهلها نوعاً بالذكاء والفطنة ، برز فيها جمع من الأكابر والأعاظم ..

٢٠