• الفهرس
  • عدد النتائج:

نحن بما عندنا وأنت بما عن

دك راض والرأي مختلف

وليس يذهب في ذلك إلى مكان. وإذا ثبت ذلك قلنا : إنّ كلّ لفظة تتصرف على وجوه من المعاني (١) ، فليس لأحد أن يقتصر منها دون سائر ما تحتمله إلّا بدليل ، وقد دلّت الأدلة من الكتاب والعقل وإجماع المسلمين على أنّ الله تعالى ليس في مكان فبطل ما ذهبوا إليه. وهكذا الجواب عما يعترضون به في قوله تعالى : (لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ) [البقرة : ٧٦] وكذلك قوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) [النحل : ٩٦] وأمثال ذلك من الآيات. ويدل على ذلك من السنة ما روي عن قتادة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء عند الدعاء ، لينتهنّ أو لتخطّفنّ أبصارهم» (٢).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله عند لسان كلّ قائل (٣)» ، وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فيما رواه محمد بن يزيد المبرّد (٤) : أنّ رجلا قال : يا أمير المؤمنين أين كان ربّنا قبل خلق السموات والأرض؟ فقال علي عليه‌السلام أين : سؤال عن

__________________

(١) في هامش الأصل ، و (ه) : بعد من المعاني على معنى. وفي (ه) : أو شيء.

(٢) البخاري ١ / ٢٦١ برقم ٧١٧ ، باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة ، ومسند أحمد ٤ / ٢٢٥ رقم ١٢١٠٥ ، وسنن أبي داود رقم ٩١٣ ج ١ ص ٥٦١ ، وسنن النسائي ٣ / ٧. رقم ١١٩٣ ، ونص الحديث : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم ، فاسند قوله : في ذلك ، حتى قال : لينتهن عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم.

(٣) تاريخ الخطيب للبغدادي : ٩ / ٣٢٩. تمامه : فلينظر عبد ما ذا يقول.

(٤) ولد بالبصرة ١٢٠ ه‍ ، إمام العربية ببغداد في زمانه ، وأحد أئمة الأدب والأخبار ، توفي ٢٨٦ ه‍ ، وله مؤلفات كثيرة منها : الكامل ، والمقتضب وغيرهما. ينظر الأعلام ٧ / ١٤٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٤٨٤.