ومن مثالب معاوية : أنّه أول من تكلم بالجبر (١) في هذه الامة ، وأول من اختطب به فيمن يعتزي إلى الإسلام ، كما روينا أنه اختطب بالشام فقال : إنما أنا خازن من خزّان الله أعطي من أعطاه الله ، وأمنع من منعه الله ، فقام أبو ذر رحمهالله فقال : كذبت يا معاوية إنك لتعطي من منعه الله ، وتمنع من أعطاه الله ، فقال : عبادة بن الصامت رحمهالله : صدق أبو ذر ، وقال أبو الدرداء رحمهالله : صدق عبادة (٢). وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يقنت بلعن خمسة وهم : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وأبو الأعور السلمي ، وأبو موسى الأشعري ، وبسر بن أرطاة (٣).
__________________
(١) الجبر قول العاصي بأنه مجبر من الله على فعل المعصية ، كقول إبليس : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي).
(٢) رواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليهالسلام في الشافي ١ / ١٣١ ، ٤ / ١٢٧. وأبو طالب في شرح البالغ المدرك ص ٩٩ ، والاساس ٢ / ٢٨.
(٣) لا شك لدى علماء المسلمين أن عليّا عليهالسلام خليفة راشد ، وكبير الصحابة ، وله من السابقة والجهاد والزلفة من الله ما يجعله جديرا بالحديث الشريف : «لعنتك من لعنتي» ، مجموع الإمام زيد ٤٠٤ ، فمن لعنه عليّ فكأنما لعنه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا مسوغ لاستثناء الصحابة من هذا الحكم فحكم الإسلام جار على الجميع ، ولا شأن لنا بمن يضفي التعديل على جميع الصحابة حتى غير العدول ذهابا إلى سد الطريق أمام الروافض كما يقال : فخيار الأمور أوسطها لئلا نظلم بريئا أو نبرئ ظالما. والله أعلم. وزادوا الوليد بن عقبة ، وكان شديد البغض لعلي عليهالسلام وهو الفاسق المذكور في الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ ..) الآية ، وأبوه عقبة بن أبي معيط قتله الإمام علي عليهالسلام في غزوة بدر ، وقد جلد الإمام علي عليهالسلام الوليد في خلافة عثمان حدّا ، وعزله عثمان عن الكوفة. والضحاك بن قيس. وحبيب بن مسلمة. ومروان بن الحكم. أخرج ذلك الإمام الهادي في الأحكام ١ / ١٠٩. والإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ٤ / ٤٨ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١ / ٢٨٩ عن نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص ٥٥٢. والطبري في تاريخه ٥ / ٧١. وابن كثير في البداية والنهاية ، وذكر أنه لما بلغ ذلك معاوية قنت وكان يلعن عليّا وحسنا وحسينا والأشتر وابن عباس. ينظر ابن الأثير في الكامل ٣ / ١٦٨ ، وهو خبر مشهور.