• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولا يبغضك إلا منافق» (١) إلى غير ذلك من الآيات فإنها أكثر من أن نحصيه هاهنا. ولم نذكر ما ذكرناه من الآيات النازلة في أمير المؤمنين عليه‌السلام إلا لكونها أقوى في الحجة ، وأبلغ في إيضاح المحجة ، إذ ما يتعلق بالقرآن هو شفاء كلّ سقيم ، وهو الدواء من الداء العقيم. وإذ قد ذكرنا طرفا مما يتعلق بالقرآن فلنذكر طرفا مما يتعلق بالسنة. فمن ذلك قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب» (٢).

ومنها كسره للأصنام : كما فعل إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، قال الله تعالى في إبراهيم : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) [الأنبياء : ٥٨] ، وعن علي عليه‌السلام أنه قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أتى الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله صلي الله عليه وآله على منكبي ، ثم قال لي : انهض فنهضت ؛ فلما رأى ضعفي تحته قال لي : اجلس فجلست ، فنزل وقال : يا عليّ اصعد على منكبي فصعدت على منكبه ، ثم نهض بي ، فلمّا نهض خيّل إليّ أني لو شئت نلت أفق السّماء ، فصعدت فوق الكعبة ، وتنحّى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ائت صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتدا بأوتاد حديد إلى

__________________

(١) هو حديث متواتر رواه الأئمة ، رواه المرشد بالله ١ / ١٣٥. وابن المغازلي الشافعي ص ١٣٧ رقم ٢٢٥ ص ١٣٨ رقم ٢٢٩ ـ ٢٣١. والترمذي ٥ / ٦٠١ رقم ٣٧٣٦. أحمد بن حنبل في مسنده ١٠ / ١٧٦ رقم ٢٦٥٦٩. والنسائي في السنن ٨ / ١١٦ رقم ٥٠١٨ في الخصائص بثلاث طرق ص ١٠٢ رقم ٩٩ ، ومسلم بلفظ : «لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ..» ، ١ / ٨٦ رقم ٧٨ ، وغيرهم كثير.

(٢) المرشد بالله في أماليه ١ / ١٣٣ بلفظ : من أراد أن ينظر إلى موسى في بطشه ، ومن أراد أن ينظر إلى نوح في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب. وذخائر العقبى ص ٩٣ ، ولوامع الأنوار ٢ / ٦٣٨.