• الفهرس
  • عدد النتائج:

قالوا لإبراهيم بعد الموت : كيف وجدت الموت؟ قال : شديدا كأنما أدخل في كلّ عرق مني وعظم ومفصل السّلاء ، ثم استلّ استلالا ، قالوا : أما إنه قد يسّر عليك (١).

وأما الفناء : فهو معلوم على الجملة قال تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص : ٨٨] ، وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) [الرحمن : ٢٦ ـ ٢٧] ، وغير ذلك من السنة المعلومة تركناه للاختصار.

والفصل الثاني : في عذاب القبر وثوابه

أهل البيت (ع) مختلفون فيه. منهم من يثبته ، ومنهم من ينفيه ، وكذلك علماء سائر العدليّة مختلفون فيه كما تقدم. والعقل يجوّزه ؛ فإنه مقدور لله تعالى ، وجائز في الحكمة ؛ إذ لا وجه يقتضي قبحه ، فجاز وقوعه. وقد احتج من يثبته بآيات وأخبار ؛ فالآيات محتملة ، تركنا إيرادها ، وإيراد الأجوبة عنها للاختصار. وأما الأخبار فنورد طرفا منها.

فنقول وبالله التوفيق : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «القبر أوّل روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار» (٢). وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه مرّ بقبرين ، فقال : «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبير : أحدهما كان لا يستبري ، أو قال : لا يستنزه من البول. والآخر كان يمشي بالنميمة» (٣). وقوله : وما يعذبان في كبير يعني عند كثير من الناس لكثرة لهجهم به ، وإلا فالعذاب لا يستحقّ إلا على الكبائر. وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «ليس من يوم إلا يعرض على أهل القبور

__________________

(١) أخرج ما يوافق ذلك في شمس الأخبار ٢ / ٣٣٣.

(٢) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ٣ / ٢٣١ رقم ٤٦٨٢. بلفظ : القبر روضة من رياض الجنة .. إلخ». والكنز ١٥ / ٦٠٣ رقم ٤٢٣٩٧.

(٣) أخرجه المرشد بالله ٢ / ٣٠٣. والبخاري ١ / ٨٨ رقم ٢١٣. والترمذي ١ / ١٠٢ رقم ٧٠. والنسائي ٤ / ١٠٦ رقم ٢٠٢٩. وابن ماجة ١ / ١٢٤ رقم ٣٤٧١.