رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

الشيخ أحمد آل طوق

رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد آل طوق


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
المطبعة: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٢

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليِّ العظيم ، وصلّى الله على محمَّد : وآله الطيّبين ، والحمد لله ربِّ العالمين.

وبعد : فيقول أقلّ الورى بضاعة ، وأكثرهم إضاعة ، أحمد بن صالح بن طوق : إن من أنفس ما تصرف فيه الأعمار معرفة صفات الإمامة وخصائصها التي من جملتها أن أهل البيت يرجعون إلى الدنيا بعد انصرافهم وانتقالهم بالموت عنها ، وذلك بعد قيام القائم ، عجّل الله فرجه. فربّما اشتبه دليلها على شاذّ نادر ، فأحببت أن أجمع بعض ما يمنّ به أرحم الراحمين من الأدلّة على رجعتهم ، على شدّة استعجال ، وتراكم الهموم والبلبال ، ونزور الاطّلاع مع كثرة ما ضاع ، فأقول وعلى الله التكلان ـ : الدليل على رجعة أهل البيت : أجمع له طريقان : الأخبار والاعتبار.

٨١
٨٢

الأدلّة النقليّة

أمّا الأخبار فكثيرة جدّاً بأنواع شتّى ، وطرق مختلفة :

فمنها ما رواه الشيخ حسن بن سليمان الحلّي : في كتاب ( الرجعة ) بسنده المتّصل عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال ما من نبيٍّ ولا وصيٍّ إلّا شهيد (١).

فدلّ على أن القائم عليه‌السلام : سيفوز بمكرمة الشهادة كما فاز بها آباؤه الذين جمعوا مراتب الكمال ؛ إذ لو لم يكونوا بأجمعهم شهداء لسبقهم بعض رعاياهم إلى هذا العُلا ، وهو محال يأباه منصب الإمامة. فإذا ثبتت شهادته فلا بدّ حينئذٍ من إمام يقوم بحجج الله ؛ إذ لا تخلو الأرض من حجّة لله بالنصّ المستفيض (٢) من غير معارض ، والإجماع ، والبرهان الذي تعرف العقول عدله يلي أمر القائم عليه‌السلام : إذا قتل ؛ إذ لا يلي أمر الإمام إلّا إمام بالنصّ المستفيض (٣) والإجماع. وهذا كلّه غير ممكن إلّا برجعة أحد آبائه.

ومنها ما رواه أيضاً بسنده المتّصل عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنه قال ما من مؤمن إلّا وله قَتْلة وموتة ، إنه من قُتل نُشِر حتّى يموت ، ومَنْ مات نُشِر حتّى يقتل.

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٥ ، بحار الأنوار ١٧ : ٤٠٥ / ٢٥.

(٢) كمال الدين ١ : ٣١٩ / ٢ ، علل الشرائع ١ : ٢٣٤ / ٢١ ، الاحتجاج ٢ : ١٥٢ ، مختصر بصائر الدرجات : ٨.

(٣) الكافي ١ : ٣٨٤ ـ ٣٨٥.

٨٣

ثمّ تلوتُ على أبي جعفر عليه‌السلام ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) (١) ، فقال هو عليه‌السلام ومنشورة (٢). قلت : قولك ومنشورة ما هو؟ فقال هكذا انزل بها جبرئيل عليه‌السلام : على محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) ومنشورة.

ثمّ قال ما في هذه الأُمَّة أحد برٌّ ولا فاجر إلّا فينشر ، أمّا المؤمنون فينشرون إلى قرَّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، ألم تسمع أن الله تعالى يقول ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ) (٣) ، وقوله ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ ) (٤) يعني بذلك محمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله : قيامه في الرجعة ينذر فيها ، وقوله ( إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ. نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) (٥) يعني محمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله : نذيراً للبشر في الرجعة ، وقوله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (٦) قال : يظهرها الله في الرجعة. وقوله ( حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ ) (٧) هو عليٌّ بن أبي طالب صلوات الله عليه إذا رجع في الرجعة.

قال جابر : قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : في قوله عزوجل ( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) (٨) قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي ، وخرج عثمان بن عفّان وشيعته ، فنقتل بني أمية ، فعندها يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين (٩).

ومنه بسنده عن موسى الحنّاط : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول أيّام الله ثلاثة ، يوم القائم عليه‌السلام ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (١٠).

ومنه بسنده عن المعلّى بن خُنَيس ، وزيد الشحّام : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قالا

__________________

(١) آل عمران : ١٨٥.

(٢) أي بالعطف على « ذائقة ».

(٣) السجدة : ٢١.

(٤) المدّثّر : ١ ـ ٢.

(٥) المدّثر : ٣٥ ـ ٣٦.

(٦) التوبة : ٣٣.

(٧) المؤمنون : ٧٧.

(٨) الحجر : ٢.

(٩) مختصر بصائر الدرجات : ١٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٤ / ٥٥.

(١٠) مختصر بصائر الدرجات : ١٨ ، وفيه : « يوم يقوم القائم » ، ٤١ ، وفيه : « يوم قيام القائم » ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٣ / ٥٣ ، وفيه : « يوم يقوم القائم ».

٨٤

سمعناه يقول إن أوّل من يكرُّ في الرجعة الحسين بن علي عليهما‌السلام ، ويمكث في الأرض أربعين ألف سنة (١) الخبر.

ومنه عن إبراهيم بن المستنير : عن معاوية بن عمّار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : يقول الله تعالى ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) (٢)؟ فقال هي والله للنصّاب.

قلت : فقد رأيناهم في دهرهم الأطول في الكفاية حتّى ماتوا ، فقال والله ذلك في الرجعة ، يأكلون العذرة (٣).

ومنه عن جميل بن دَرّاج : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال : قلت له : قول الله عزوجل ( إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (٤)؟ قال ذلك والله في الرجعة ، أما علمت أن أنبياء الله كثيراً لم يُنصروا في الدنيا وقتلوا ، وأئمّة قد قتلوا ولم ينصروا؟ فذلك في الرجعة.

قلت ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ. يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (٥)؟ قال هي الرجعة (٦).

ومنه بسنده عن زرارة : قال : كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه‌السلام ، فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي ، قلت : أخبرني عمّن قتل ، مات؟ قال لا ، الموت موت ، والقتل قتل.

فقلت : [ ما أحد يقتل إلّا مات. فقال يا زرارة ، قول الله أصدق من (٧) ] قولك ، قد فرّق بين القتل والموت في القرآن ، فقال ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ ) (٨) ، وقال ( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ ) (٩) الآية فليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت ، والقتل قتل ، وقد قال الله عزوجل ( إِنَّ اللهَ

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٤ / ٥٤.

(٢) طه : ١٢٤.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٥١ / ٢٨ ، ورواه في تفسير القمي ٢ : ٢٦٢ ، باختلاف.

(٤) غافر : ٥١.

(٥) ق : ٤١ ـ ٤٢.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ١٨ ـ ١٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧.

(٧) من تفسير العيّاشي وقد أُضيف إلى نسخة ( بحار الأنوار ) التي في أيدينا من العياشي أيضاً. وفي المخطوط : ( ما أجد قولك .. ).

(٨) آل عمران : ١٤٤. (٩) آل عمران : ١٥٨.

٨٥

اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا ) (١).

قال : فقلت : إن الله عزوجل يقول ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) (٢) ، أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ قال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إن من قتل لا بدّ أن يرجع إلى الدنيا حتّى يذوق الموت (٣).

ومنه بسنده عن صفوان بن يحيى : عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام : قال : سمعته يقول في الرجعة

من مات من المؤمنين قتل ، ومن قتل منهم مات (٤).

ومنه بسنده عن أبي بصير : عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى ) (٥) الآية قال في الرجعة (٦).

ومنه بسنده عنه قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام : عن قول الله تعالى ( إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ) (٧) الآية ، فقال ذلك في الميثاق.

ثمّ قرأت ( التّائِبُونَ الْعابِدُونَ ) (٨) ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : لا تقرأ هكذا ، ولكن اقرأ : التائبون العائدون.

ثمّ قال إذا رأيت هؤلاء فهم الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ، يعني : الرجعة.

ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام ما من مؤمن إلّا وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتّى يقتل ، ومن قتل بعث حتّى يموت (٩).

ومنه بسنده عن أبي بصير : قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت

__________________

(١) التوبة : ١١١. (٢) الأنبياء : ٣٥.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٥ ـ ٦٦ / ٥٨ ورواه في تفسير العياشيّ ١ : ٢٢٥ ـ ٢٢٦ / ١٦٠.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ١٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٦ / ٥٩. (٥) الإسراء : ٧٢.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٢٠ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٧ / ٦١.

(٧) التوبة : ١١١.

(٨) التوبة : ١١٢.

(٩) مختصر بصائر الدرجات : ٢١ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٧١ / ٧٠ ، وفيهما : « ولكن اقرأ : التائبين العابدين ».

٨٦

نعم. قال أما يقرءون القرآن ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) (١) الآية (٢).

ومنه بسنده عن جابر بن يزيد : عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال : سئل عن قول الله عزوجل ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ ) (٣) ، فقال يا جابر ، أتدري ما سبيل الله؟ قلت : لا والله إلّا إذا سمعت منك. فقال عليه‌السلام القتل في سبيل عليٍّ عليه‌السلام : وذرِّيَّته ، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، وليس أحد يؤمن بهذه الآية إلّا وله قتلة وميتة ، إنه من قتل يُنشر حتّى يموت ، ومن مات يُنشر حتّى يقتل (٤).

ومنه بسنده عن أبي بصير : عن أبي شيبة : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول وتلا هذه الآية ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ) (٥) الآية قال ـ ليؤمنن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولينصرن عليّاً أمير المؤمنين عليه‌السلام. قال نعم ، والله من لدن آدم عليه‌السلام : فهلمّ جرّاً ، فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلّا ردّ جميعهم إلى الدنيا حتّى يقاتلوا بين يدي عليِّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦). ومنه بسنده عن الثمالي : عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنه قال كفى بعليٍّ عليه‌السلام : أن يقاتل أهل الكرَّة ، ويزوِّج أهل الجنَّة (٧).

ومنه بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول إن إبليس : قال ( أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (٨) فأبى الله ذلك عليه ، فقال ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (٩) ، فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس : لعنه

__________________

(١) النمل : ٨٣.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٢٥ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٠ / ٦.

(٣) آل عمران : ١٥٧.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٢٥ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٠ / ٨.

(٥) آل عمران : ٨١.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٢٥ ـ ٢٦ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤١ / ٩.

(٧) مختصر بصائر الدرجات : ٢٦ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٥٠ / ٢٢.

(٨) الحجر : ٣٦.

(٩) الحجر : ٣٧ ـ ٣٨.

٨٧

الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرُّها أمير المؤمنين عليه‌السلام. فقلت : وإنها لكرّات؟ قال نعم ، إنها لكرّات وكرّات ، ما من إمام في دين إلّا ويكرُّ معه البرُّ والفاجر في دهره ، حتّى يديل الله المؤمن على الكافر ، وإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين عليه‌السلام : في أصحابه ، وجاء إبليس : في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها الروحاء ، قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يُقتَتَل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب عليٍّ : م أمير المؤمنين عليه‌السلام : قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات ، فعند ذلك يُهبط الجبّارُ عزوجل في ظلل من الغمام الملائكة (١) وقضي الأمر ورسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إمامهم (٢) بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس : رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول ( إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ ) (٣) الآية فيلحقه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيطعنه طعنة بين كتفيه تكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يُعبد الله عزوجل ولا يشرك به شيئاً ، ويملك أمير المؤمنين عليه‌السلام : أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتّى يلد الرجل من شيعة عليٍّ عليه‌السلام : ألف ولد من صلبه ذكراً في كلِّ سنة ذكراً ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله (٤).

ومنه بسنده عن يونس بن ظبيان : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال إن الَّذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فأمّا يوم القيامة ، فإنّما هو بعث إلى الجنة ، وبعث إلى النار (٥).

__________________

(١) في المخطوط : ( والملائكة ).

(٢) في المصدر : « فعند ذلك يُهبط الجبار عزوجل في ظل من الغمام والملائكة وقضي الأمر رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده حرية من نور .. ».

(٣) الأنفال : ٤٨.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٢٦ ـ ٢٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٢ / ١٢.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٢٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٣ / ١٣.

٨٨

ومنه بسنده عن حمران بن أعيَن : عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنه قال إن أوّل من يرجع لجاركم الحسين بن عليّ عليه‌السلام ، فيملك حتّى يقع حاجباه على عينيه من الكبر (١).

ومنه بسنده عن أبي عبد الله عليه‌السلام : في قول الله عزوجل ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ ) (٢) قال عليه‌السلام يكرّون في الكرّة كما يكرّ الذهب ، حتّى يرجع كلّ شي‌ء إلى شبهه (٣).

يعني : حقيقته.

ومنه بسنده عن جابر بن يزيد : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال إن لعليٍّ عليه‌السلام : في الأرض كرّة مع الحسين : ابنه عليهما‌السلام ، يُقبل برايته حتّى ينتقم له من بني أُميَّة : ومعاوية : وآل معاوية : ومن شهد حربه ، ثمّ يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً ، فيلقاهم بصفّين مثل المرّة الأُولى حتّى يقتلهم ولا يبقى منهم مخبر الخبر.

إلى أن قال ثمّ كرّة اخرى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى يكون خليفة في الأرض ويكون الأئمّة عليهم‌السلام عمّاله ، وحتّى يُعبد الله علانية ، فتكون عبادته علانية في الأرض كما عُبد الله سرّاً في الأرض.

ثمّ قال إي والله ، وأضعاف ذلك ثم عقد بيده أضعافاً ، يعطي الله نبيَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الدنيا إلى يوم يفنيها ، حتّى ينجز له موعوده في كتابه ، كما قال ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (٤) (٥).

ومنه نقلاً من كتاب ( الواحدة ) بسنده عن أبي حمزة الثمَاليّ : عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد الخبر.

إلى أن قال وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا ، وذلك قوله عزوجل ( وَإِذْ أَخَذَ

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٢٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٣ ـ ٤٤ / ١٤.

(٢) الذاريات : ١٣.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٢٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٤ / ١٥ ، وفيهما : « يكسرون في الكرّة » بدل : « يكرون في الكرة ».

(٤) التوبة : ٣٣.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٢٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٧٤ ـ ٧٥ / ٧٥.

٨٩

اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) (١) ، يعني : لتؤمنن بمحمَّد : ولتنصرنّ وصيَّه وسينصرونه جميعاً ، وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : بالنصرة بعضنا لبعض ، فقد نصرت محمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجاهدت بين يديه ، وقتلت عدوَّه ، ووفيت لله بما أخذ عليَّ : من الميثاق والعهد والنصرة لمحمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله ؛ وذلك لما قبضهم الله إليه ، وسوف ينصرونني ، ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها ، وليبعثهم الله أحياء من آدم عليه‌السلام : إلى محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : كلّ نبيٍّ مرسل ، يضربون بين يديَّ بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعاً.

فيا عجباه! وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية : لبيك لبيك يا داعي الله ، قد أحاطوا بسكاك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، ليضربوا بها هام الكفرة وجبابرتهم ، وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين ، حتّى ينجز لهم ما وعدهم في قوله عزوجل ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) (٢) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً في عبادتي ، ليس عندهم تقيَّة ، وأن لي الكرَّة بعد الكرة ، والرجعة بعد الرجعة ، وأنا صاحب الرجعات والكرّات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات العجيبات الخبر.

إلى أن قال سلام الله عليه ـ وأنا دابّة الأرض.

إلى أن قال عليه سلام الله ـ وأنا صاحب العصا والمِيسَم (٣) (٤) الخبر.

ومنه بسنده إلى سعد بن عبد الله ، بسنده عن عبد الله بن سنان : قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أسرى بي ربّي عزوجل ، وأوحى إليَّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلَّمني بما كلَّم به ، وكان ممّا كلَّمني به.

__________________

(١) آل عمران : ٨١.

(٢) النور : ٥٥.

(٣) المِيسَم : الحديدة التي يُكوى بها. لسان العرب ١٥ : ٣٠٢ وسم.

(٤) مختصر بصائر الدرجات ٣٢ ـ ٣٤ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٦ ـ ٤٨ / ٢٠ ، باختلاف فيهما.

٩٠

إلى أن قال (١) يا محمَّد ، عليٌّ : أوّل من (٢) أُخذ ميثاقه (٣) من الأئمَّة. يا محمَّد ، عليٌّ : آخر من أقبض روحه من الأئمَّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم (٤).

ومنه نقلاً من كتاب ( الخرائج ) (٥) لسعد بن عبد الله الراوندي : بسنده عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال قال الحسين عليه‌السلام : لأصحابه قبل أن يقتل : والله (٦) لئن قتلونا فإنّا نردُّ على نبيِّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ أمكث ما شاء الله فأكون أوّل من تنشقُّ الأرض عنه ، فأخرج خَرْجة توافق خَرْجة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقيام قائمنا عليه‌السلام ، وحياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثمّ لينزلنَّ عليَّ وفد من السماء من عند الله عزوجل لم ينزلوا إلى الأرض قطّ ، لينزلنَّ عليَّ جبرئيل : وميكائيل : وإسرافيل : وجنود من الملائكة ، ولينزلنَّ محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعليّ عليه‌السلام : وأنا وأخي عليه‌السلام وجميع مَن مَنَّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ ، خيلٍ بلقٍ من نور لم يركبها مخلوق.

ثمّ ليهزنَّ محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : لواءه وليدفعنَّه إلى قائمنا عليه‌السلام : مع سيفه ، ثمّ إنا نمكث بعد ذلك ما شاء ثمّ الله إن الله يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن ، وعيناً من لبن وعيناً من ماء ، ثمّ إن أمير المؤمنين عليه‌السلام : يدفع إليَّ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيبعثني إلى الشرق والغرب (٧) ، فلا آتي على عدوٍّ لله (٨) إلّا هرقت (٩) دمه ، ولا أدع صنماً إلّا أحرقته ، حتّى أقع إلى الهند وأفتحها (١٠) ، وإن دانيال م : ويوشع عليهما‌السلام (١١) : يخرجان مع (١٢) أمير المؤمنين عليه‌السلام : يقولان : صدق الله ورسوله. ويبعث [ الله (١٣) ] معهما [ إلى البصرة (١٤) ] سبعين رجلاً فيقتلون [ مقاتلتهم (١٥) ] ، ويبعث بعثاً إلى الروم

__________________

(١) في المخطوط بعده : ( الخبر إلى قوله ). (٢) في المصدر : « مَا ».

(٣) في المصدر : ( بميثاقه ).

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٣٦ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٨ / ٦٥.

(٥) الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٨ ـ ٨٤٩ / ٦٣. (٦) في المصدر : ( فو الله ).

(٧) في مختصر بصائر الدرجات : « المشرق والمغرب ».

(٨) في الخرائج والجرائح : « على عدوٍّ » وفي مختصر بصائر الدرجات : « على عدوّ الله ».

(٩) في الخرائج والجرائح : « أهرقت ».

(١٠) في المصدر : « فأفتحها ».

(١١) في الخرائج والجرائح : « ويونس ».

(١٢) في المصدر : « إلى ». (١٣) من المصدر.

(١٤) من الخرائج والجرائح.

(١٥) من الخرائج والجرائح ، وفي المخطوط : « مقاتلهم ».

٩١

فيفتح (١) الله لهم.

ثم لأقتلنَّ كلّ دابَّة حرَّم الله لحمها ؛ حتّى لا يكون على وجه الأرض إلّا [ الطيِّب (٢) ] ، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولأُخيِّرنَّهم بين الإسلام والسيف ؛ فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره أراق (٣) الله دمه (٤) الخبر.

ومنه بسنده عن السيّد الجليل علي بن عبد الكريم : بسنده عن أبي جعفر عليه‌السلام : مثله (٥).

ومنه بسنده عن الصدوق ، بسنده عن مُثَنّى الحنّاط : قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام : يقول أيّام الله ثلاثة ، يوم قيام القائم عليه‌السلام ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (٦).

ومنه قال : حدّثنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن مكّي : بإسناده عن عليّ بن إبراهيم : عن أبيه عن ابن أبي عمير : عن حمّاد : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال ما تقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) (٧)؟ قلت : يقولون : إنها في القيامة. قال عليه‌السلام ليس كما يقولون ، إن ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلّ امَّة فوجاً ويدع الباقين؟ إنما آية القيامة ( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) (٨). وقوله ( وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) (٩). قال الصادق عليه‌السلام : كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا يوم القيامة فيرجعون ، والّذين محضوا الإيمان محضاً ، وغيرهم ممَّن لم يهلكوا بالعذاب ، ومحضوا الكفر محضاً يرجعون (١٠).

ومنه عن عليّ بن إبراهيم (١١) : بسنده عن ابن مُسكان : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : في قول

__________________

(١) في الخرائج والجرائح : « ويفتح ».

(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : « طيب ».

(٣) في المصدر : « أهرق ».

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٥٠ و ٥١.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٥٠ و ٥١ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٣ / ٥٢.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٤١ ، وانظر مختصر بصائر الدرجات ١٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٣ / ٥٣ وفيهما : « يوم يقوم القائم ».

(٧) النحل : ٨٣. (٨) الأنبياء : ٩٥.

(٩) الكهف : ٤٧.

(١٠) مختصر بصائر الدرجات : ٤١ و ٤٢ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٠ ـ ٦١ / ٤٩.

(١١) تفسير القمّيّ ١ : ١٣٤.

٩٢

الله عزوجل ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ) (١) الآية قال ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم عليه‌السلام : إلّا ويرجع إلى الدنيا ، فينصر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله ( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ) (٢) يعني : م برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ( وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) يعني : م أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣). وعنه (٤) عن أبيه عن ابن أبي عمير : عن المفضّل : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : في قول الله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) (٥) قال عليه‌السلام ليس أحد من المؤمنين قتل إلّا ويرجع حتّى يموت ، ولا يرجع إلّا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً (٦) الخبر.

وقال عليّ بن إبراهيم : في قول الله تعالى ( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (٧) قال الصادق عليه‌السلام : ذلك في الرجعة (٨).

ومنه بسنده عن الصادق عليه‌السلام : في قوله ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ) (٩) الآية قال هي الرجعة (١٠).

ومنه بسنده عن أبي سلمة : عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال : سألته عن قول الله عزوجل ( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) (١١). قال عليه‌السلام يمكث عليٌّ عليه‌السلام (١٢) : بعد قتله في الرجعة ، فيقضي ما أمره (١٣).

ومنه بسنده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام : في قوله عزوجل ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ

__________________

(١) آل عمران : ٨١.

(٢) آل عمران : ٨١.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٤٢ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦١ / ٥٠.

(٤) تفسير القمّيّ ٢ : ١٣١ ـ ١٣٢.

(٥) النمل : ٨٣.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٤٣.

(٧) غافر : ١١.

(٨) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٥٦ / ٣٦.

(٩) ق : ٤٢.

(١٠) مختصر بصائر الدرجات : ٤٦ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧ ، ورواه في تفسير القمّيّ ٢ : ٣٣٥.

(١١) عبس : ٢٢.

(١٢) ليست في المصدر.

(١٣) مختصر بصائر الدرجات : ٤٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٩٩ / ١١٩ ، ورواه في تفسير القمّيّ ٢ : ٤٣١.

٩٣

الْأُولى ) (١). قال يعني : الكرّة ، هي الآخرة للنبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) الخبر.

ومنه بسنده عن أبي بصير : عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (٣). قال في الرجعة (٤).

ومنه بسنده عن محمّد بن يعقوب (٥) ، بسنده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام : في قوله عزّ اسمه ( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) قال قَتْلُ عليّ بن أبي طالب ، وطَعْنُ الحسن عليهما‌السلام ، ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ) قال : قَتْلُ الحسين عليه‌السلام ( : فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ) ، فإذا جاء نصر دم الحسين عليه‌السلام ، ( بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ) ، قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم : فلا يدعون [ واتراً ] (٦) لآل محمّد : إلّا قتلوه ( وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) خروج القائم عليه‌السلام ، ( ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (٧) ، خروج الحسين عليه‌السلام ، يخرج في سبعين من أصحابه عليهم البِيضُ (٨) المذهّبة ، لكلّ بيضة وجهان ، يؤذِّن (٩) المؤذِّنون (١٠) إلى الناس أن هذا الحسين عليه‌السلام : قد خرج حتّى لا يشكّ المؤمنون فيه ، وأنه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجة عليه‌السلام : بين أظهرهم. فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين إنه الحسين عليه‌السلام : جاء الحجَّةَ عليه‌السلام : الموتُ ، فيكون الذي يغسِّله ويكِّفنه ويحنِّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليه‌السلام ، ولا يلي الوصيَّ إلّا الوصيُّ (١١).

__________________

(١) الضحى : ٤.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٤٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٥٩ / ٤٣ ، ورواه في تفسير القمّيّ ٢ : ٤٥٩.

(٣) الإسراء : ٧٢.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٢٠ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٧ / ٦١.

(٥) الكافي ٨ : ١٧٥ / ٢٥٠.

(٦) في المخطوط ومختصر بصائر الدرجات وبحار الأنوار : « وتر » ، وما أثبتناه من الكافي.

(٧) الإسراء : ٤ ـ ٦.

(٨) البِيض من السلاح : جمع بيضة ، وهي الخوذة. لسان العرب : ١ : ٥٥٢ بيض.

(٩) لم يرد في بحار الأنوار والكافي : « يؤذّن ».

(١٠) في الكافي وبحار الأنوار : « المؤدّون ».

(١١) مختصر بصائر الدرجات : ٤٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٩٣ ـ ٩٤ / ١٠٣.

٩٤

ومنه بسنده عن أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام : سئل عن الرجعة أحقّ هي؟ قال نعم.

فقيل له : من أوّل من يخرج؟ قال : م الحسين عليه‌السلام : يخرج على أثر القائم عليه‌السلام : قلت : ومعه الناس كلّهم؟ قال لا ، بل كما ذكر الله تعالى في كتابه ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) (١) قوم بعد قوم (٢).

ومنه بسنده عن جابر الجعفي : قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام : يقول والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجلٌ بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً.

قلت : متى يكون ذلك؟ قال بعد القائم عليه‌السلام. قلت : وكم يقوم القائم : في عالمه؟ قال تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر إلى الدنيا ، وهو الحسين بن علي عليه‌السلام : فيطلب بدمه ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي حتّى يخرج السفّاح ، وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣). ومنه بسنده عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله مقداره في القرآن ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (٤) ـ هي كرّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويكون ملكه في كرَّته خمسين ألف سنة (٥).

ومنه بسنده عن بُرَيدَةَ الأسلمي : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال وساق حديثاً طويلاً قال فيه ـ الموطن السابع : نبقى حتّى لا يبقى أحد ، وهلاك الأحزاب بأيدينا (٦).

ومنه بسنده عن محمّد بن يعقوب : بسنده عن داود الرَّقّيّ : قال : قلت : ما معنى السلام على الله (٧) وعلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :؟ قال إن الله عزوجل لمّا خلق نبيَّه ووصيَّه وابنيه وابنته (٨) وجميع الأئمّة عليهم‌السلام أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا وأن يتَّقوا الله ، ووعدهم أن

__________________

(١) النبإ : ١٨.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٤٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٠٣ / ١٣٠.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٤٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٠٣ ـ ١٠٤ / ١٣٠.

(٤) المعارج : ٤.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٤٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٠٤ / ١٣٠.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٧٠ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٥٩ / ٤٤.

(٧) قوله : ( السلام على الله ) ليست في الكافي. (٨) في الكافي : « وابنته وابنيه ».

٩٥

يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن ينزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، وينجيهم (١) من عدوهم ، والأرض التي يبدلها من السلام ، ويسلّم ما فيها لهم ، ولا (٢) [ شية (٣) ] فيها ولا خصومة فيها لعدوّهم ، وأن يكون لهم منها (٤) ما يحبّون ، وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : على جميع الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك (٥) الخبر.

ومنه نقلاً من كتاب ( السلطان المفرج عن أهل الإيمان ) للسيد الجليل علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني : بسنده عن ابن مهزيار : في حديث طويل قال فيه في كلام للحجّة : عجّل الله فرجه ـ فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجي‌ء إلى الكوفة ، فأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأوَّل ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجُّ بالناس حجَّة الإسلام ، وأجي‌ء إلى يثرب فأهدم الحجرة ، وأُخرج مَن بها وهما طريّان فآمر بهما باتّجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ، فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الأُولى ، فينادي منادي الفتنة من السماء : يا سماء أبيدي (٦) ، ويا أرض خذي. فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان.

قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال الكرّة ، الكرّة الرجعة الرجعة ، ثم تلا هذه الآية ( ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (٧) إلى آخر الآية (٨).

ومنه بسنده عن النعمانيّ : في غيبته (٩) بسنده عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنه قال يملك القائم عليه‌السلام : تسع عشرة سنة وأشهراً (١٠).

__________________

(١) في الكافي : « ويريحهم ».

(٢) في الكافي : « لا ».

(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : « شبهة ».

(٤) في الكافي : « فيها » بدل : « منها ».

(٥) الكافي ١ : ٤٥١ / ٣٩ ، مختصر بصائر الدرجات : ١٧٢ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٣٨٠ / ١٩٠.

(٦) في المصدر : « انبذي ».

(٧) الإسراء : ٦.

(٨) مختصر بصائر الدرجات : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٠٤ / ١٣١.

(٩) الغيبة : ٣٣١ / ١.

(١٠) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٣ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢٩٨ / ٥٩ ، وفيه : « ملك » بدل : « يملك ».

٩٦

وروى أيضاً أن الذي يغسّله جدّه الحسين عليه‌السلام (١).

أقول : كلّ ما جاء فيه تقدير مدّة ملك الحجّة : عجّل الله فرجه على اختلاف ألفاظه يدلّ على وقوع الرجعة ؛ فإن الضرورة عقلاً وديناً قاضية بأنه لا تخلو الأرض من حجّة لله ، إمّا ظاهر أو مستتر. وأجمعت الفرقة فتوًى ونصّاً (٢) على أن الإمام لا يلي أمره إلّا الإمام ، فإذا مات القائم : عجّل الله فرجه فلا بدّ من أن يكون حينئذٍ أحد من آبائه الأئمّة عليهم‌السلام موجوداً في الدنيا ؛ ليلي أمره ويقوم بحجج الله بعده. وسيتلى عليك بعض أخبار مدّة ملكه إن شاء الله الرحمن ، فترقّب إني وإيّاكم لرحمة ربّي من المترقّبين.

ومنه بسنده عن جعفر بن محمّد بن قولويه : في مزاره (٣) بسنده عن المؤتمن الجليل المفضّل بن عمر : في وصف زوّار الحسين عليه‌السلام : في الرجعة ـ ويُنزل الله على زوّار الحسين عليه‌السلام : غدوة وعشيَّة من طعام الجنَّة ، وخدّامهم الملائكة ، لا يسأل اللهَ عبدٌ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أعطاها إيّاه.

قال : قلت : هذه والله الكرامة. قال عليه‌السلام يا مفضَّل : أزيدك؟

قلت : نعم يا سيّدي. قال عليه‌السلام كأنّي بسرير من نور قد وضع ، وقد ضربت عليه قبَّة من ياقوتة حمراء مكلَّلة بالجوهر ، وكأنّي بالحسين عليه‌السلام : جالساً على ذلك السرير ، وحوله تسعون ألف قبَّة خضراء وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلِّمون عليه ، فيقول الله تعالى لهم : أوليائي ، سلوني ، فطالما اوذيتم وذلِّلتم واضطُهدتم ، فهذا يوم لا تسألونني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا قضيتها لكم. فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة ، فهذه والله الكرامة (٤).

ومنه بسنده عن كتاب ( المشيخة ) للحسن : عن محمّد بن سلام : عن أبي جعفر عليه‌السلام

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٣.

(٢) رجال الكشّي ٢ : ٧٦٤ / ٨٨٣ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٧٠ / ٢٩.

(٣) كامل الزيارات : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ / ٣٩٠.

(٤) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٣ ـ ١٩٤ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٦٥ / ٥٣.

٩٧

في قول الله تعالى ( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (١) الآية قال هو خاصٌّ بأقوام (٢) في الرجعة بعد الموت ، ويجري في القيامة (٣).

ومنه نقلاً من كتاب ( التنزيل والتحريف ) بسنده عن عبد الله بن نجيح اليماني : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال في قوله عزّ اسمه ( كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) (٤) قال مرّة بالكرّة ، وأُخرى يوم القيامة (٥).

ومنه نقلاً من كتاب تأويلات محمّد بن العباس بسنده عن أبي مروان : قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : عن قول الله عزوجل ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ) (٦). فقال لا والله ، لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتّى يجتمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعليٌّ عليه‌السلام بالثويَّة ، فيلتقيان ويبنيان بالثويَّة مسجداً له اثنا عشر ألف باب.

يعني موضعاً بالكوفة (٧).

وبسنده عنه ، بسنده عنه عليه‌السلام أيضاً مثله (٨).

ومنه بسنده عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنه قال في قوله تعالى : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ ) (٩) اللاحقة : م الحسن بن علي عليهما‌السلام : في خمسة وسبعين ألفاً ، وهو قوله عزوجل ( إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) وفي الآخرة ( وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ) (١٠) الآية (١١).

__________________

(١) غافر : ١١. (٢) في المصدر : « لأقوام ».

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٤ ـ ١٩٥ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١١٦ / ١٣٩.

(٤) التكاثر : ٣.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٢٠٤ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٠٧ / ١٣٥.

(٦) القصص : ٨٥.

(٧) مختصر بصائر الدرجات : ٢١٠ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١١٣ ـ ١١٤ / ١٣٨.

(٨) مختصر بصائر الدرجات : ٢١٠ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١١٤ / ذيل الحديث : ١٣٨.

(٩) النازعات : ٦ ـ ٧.

(١٠) غافر : ٥١.

(١١) مختصر بصائر الدرجات : ٢١١ ، وفيه : « الراجفة : الحسين بن علي عليه‌السلام ، والرادفة : علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأوَّل من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليه‌السلام في خمسة وسبعين ألفاً وهو قوله عزوجل .. ».

٩٨

ومنه بسنده عن كتاب ( البشارة ) للسيّد علي بن طاوس : وجدت في كتاب ، تأليف جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، بسنده إلى حمران بن أعيَن : قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة : لسائر الناس عشرون ألف سنة ، وثمانون ألف سنة لآل محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال السيّد رضي الدين : وأعتقد أنني وجدت في كتاب طاهر : بن عبد الله : أبسط من هذه الرواية (١).

ومنه بسنده عن غيبة النعمانيّ (٢) : بسنده عن الثماليّ : قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي : يقول لو قد خرج قائم آل محمّد : لينصرنَّه الله بالملائكة المسوَّمين والمردفين والمنزلين والكروبيِّين ، يكون جبرئيل عليه‌السلام : أمامه ، وميكائيل : عن يمينه ، وإسرافيل : عن يساره ، والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقرَّبون خدّامه (٣) ، أوّل من (٤) يبايعه محمَّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليٌّ : صلوات الله عليه الثاني ، ومعه سيف مُخْتَرَطَةٌ (٥) (٦) الخبر.

ومنه بسنده عن غيبة النعمانيّ (٧) : أيضاً ، بسنده عن جابر الجعفي : قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي : يقول ليملكنّ رجل منّا أهل البيت : ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً.

قال : قلت له : متى يكون ذلك؟ قال بعد موت القائم. فقلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتّى يموت؟ قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته (٨).

ومنه بسنده إلى ابن قولويه (٩) : في كتاب المزار ، بسنده عن أبي بكر الحضرميّ عن

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٢١٢ ، بحار الأنوار ٥٢ : ١١٦ / ١٣٨.

(٢) الغيبة : ٢٣٤ ـ ٢٣٥ / ٢٢.

(٣) في المصدر « حذاءه ».

(٤) في مختصر بصائر الدرجات : « ما » بدل : « مَن ».

(٥) في الغيبة ، وبحار الأنوار : « مخترط ». اخترط السيف : سلّه من غِمده. لسان العرب ٤ : ٦٥ خرط.

(٦) مختصر بصائر الدرجات : ٢١٢ ـ ٢١٣ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٣٤٨ / ٩٩.

(٧) الغيبة : ٣٣١ ـ ٣٣٢ / ٣.

(٨) الغيبة ( النعماني ) : ٣٣١ ـ ٣٣٢ / ٣ ، مختصر بصائر الدرجات : ٢١٣ ـ ٢١٤ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٢٩٨ ـ ٢٩٩ / ٦١.

(٩) كامل الزيارات : ٧٦ / ١٢.

٩٩

أبي عبد الله : [ أو (١) ] أبي جعفر عليهما‌السلام : قال : قلت له : أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال الكوفة يا أبا بكر : الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيِّين المرسلين وغير المرسلين ، والأوصياء الصدّيقين (٢) ، وفيها مسجد سهل (٣) : الّذي لم يبعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه. ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيِّين والأوصياء الصالحين (٤) (٥).

قلت : لا يتمّ لهذا الخبر مصدوق إلّا برجعة الأوصياء [ وسُكناهم (٦) ] فيها ، الضرورة قاضية بأنه لم يسكنها بعد من الأوصياء إلّا نزر قليل.

وأيضا دلّ هذا الخبر وكلّ ما دلّ على موت القائم : عجّل الله فرجه على رجعة آبائه عليهم‌السلام ؛ إذ لا حجّة بعدهم لله غيرهم ، فلا بدّ أن يكون منهم في الدنيا من يقوم بحجج الله وبيّناته ( قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) (٧).

ومنه : قال رحمه‌الله : حدّثني الصالح محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي : أنه وجد بخط أبيه الصالح إبراهيم : هذا الحديث ، وأراني خطّه ، وكتبته منه ، وصورته : [ الحسين (٨) ] بن حمدان : عن محمّد بن إسماعيل ، وعلي بن عبد الله : عن أبي شعيب محمّد بن نصر : عن عمر بن الفرّاء : عن محمّد بن المفضّل : عن المفضّل : قال : سألت سيّدي الصادق عليه‌السلام : هل للمأمول المنتظر المهدي عليه‌السلام : من وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال حاشا لله الخبر.

وهو طويل ذكر فيه صفة ظهور المهديّ : عجّل الله فرجه وسيرته من أوّل قيامه ، وصفة إخراجه للرجلين وسؤاله لهما وما يفعل بهما.

__________________

(١) من المصدر ، وفي المخطوط : ( و ).

(٢) في المصدر : « الصادقين ».

(٣) في المصدر : « سهيل ».

(٤) في المصدر : « والصالحين ».

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ١٧٨ ، بحار الأنوار ٩٧ : ٤٤٠ / ١٧.

(٦) في المخطوط : ( وسكونهم ).

(٧) الأنعام : ١٤٩.

(٨) من المصدر ، وفي المخطوط : ( الحسن ).

١٠٠