رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

الشيخ أحمد آل طوق

رسائل آل طوق القطيفي - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد آل طوق


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
المطبعة: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٢

والهاجرة ، والأصيل ، والقصر (١) ، والعصر ، والطفل ، والغروب. وهذه كلّها مبنيّة على أن النهار من الطلوع ، والليل إلى الطلوع ) (٢).

وقال محمّد بن فارس : ( أسماء ساعات النهار عند العرب : الاولى : الشروق ، ثمّ الرادّ ، ثمّ المتوع ، ثمّ الرحل ، ثمّ المعة ، ثمّ الزوال ، ثمّ الظهر ، ثمّ الجنوح ، ثمّ الإبراد ، ثمّ العصر ، ثمّ الأصيل ، ثمّ الطفل. وأسماء ساعات الليل : الاولى : الغسق ، ثمّ الفحمة ، ثمّ العشوة ، ثمّ الهديّة ، ثمّ السواع ، ثمّ الجنح ، ثمّ المربع ، ثمّ [ .. (٣) ] ثمّ البهرة ، ثمّ الهزيع ، ثمّ الزلفة ، ثمّ السحر ) ، انتهى.

الثالث والثلاثون : ذكر العلماء الأوائل والأواخر من الإماميّة وغيرهم لمعرفة ساعات الليل والنهار علاماتٍ وقواعدَ تعرف بها ، لا ينطبق شي‌ء منها إلّا على أن الليل من الغروب إلى الطلوع ، والنهار من الطلوع إلى الغروب ، وأنا أذكر لك جملة منها تنتفع بها في موارد كثيرة إن شاء الله الرحمن ، وأبدأ بما ذكره بعض أصحابنا في رسالة له وضعها لمعرفة أوقات الملوين (٤).

قال رحمه‌الله تعالى ـ : ( وبعد : فقد بيّنت في هذه المقالة ملخّص ما ذكره الأوائل في معرفة المنازل ليستدلّ بها على معرفة ساعات الليل ؛ إذ كان العابد يفتقر إلى معرفة ساعات الليل ومراعاتها ، فإن صلاة الليل بعد انتصافه ، ولا تكون قبله. والساعة السابعة من الليل رُغّب إلى القيام فيها وخُصّت بإجابة الدعاء على ما ورد به الآثار عن الصادقين عليهم‌السلام (٥) ، والصائم يفتقر إلى معرفة الفجر ، فإذا كان عارفاً بالمنازل عرف بها قدر ما بقي عن طلوعه.

فوضعنا هذه الرسالة لمعرفة ساعات الليل تقريباً ، وهي مرتّبة على فصول :

الأول : في ضبطها. وهي ثمانٍ وعشرون منزلة ، ينزل القمر في كلّ ليلة منزلة ،

__________________

(١) في المخطوط : ( القصر ، والعصر ).

(٢) بحار الأنوار : ٥٦ : ٧.

(٣) بياض في أصل المخطوط.

(٤) الملوان : الليل والنهار. لسان العرب ١٣ : ١٩٠ ملا.

(٥) الكافي ٢ : ٤٧٧ / ٦ ، ٤٧٨ / ٩ ، ١٠ ، وليس فيه إشارة إلى الساعة السابعة.

٤٢١

وهي : شرطان ، بطين ، ثريّا ، دبران ، هقعة ، هنعة ، ذراع ، نثرة ، الطرف ، جبهة ، زبرة ، صرفة ، عوّا ، سماك ، غفر ، زبانى ، إكليل ، قلب ، شولة ، نعائم ، بلدة ، سعد الذابح ، سَعد بُلع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، الفرغ المقدّم ، الفَرغ المؤخّر ، بطن الحوت.

واعلم أن العرب نظروا في حال القمر فوجدوه قد قطع الفلك في قريب من ثلاثين يوماً ، ووجدوه قد استتر في يومين منها بالتقريب ، فقسّموا الفلك وهو اثنا عشر برجاً على ثمانٍ وعشرين منزله فأصاب كلّ برج منها منزلتين وثلثاً. ثمّ نظروا في حال الشمس فوجدوها قد قطعت كلّ منزله في ثلاثة عشر يوماً تقريباً.

وإنما عرفوا ذلك من جهة مرور كلّ منزلة تحت شعاع الشمس بالغدوات ، فإذا جمعوا أيّام المنازل بلغت ثلاثمائة وأربعة وستّين يوماً ، ووجدوا الشمس تعود إلى كلّ منزلة بعد قطع المنازل في ثلاثمائة وخمسة وستّين يوماً ، فزادوا في أيام الغَفر يوماً واحداً.

وعند المحقّقين أن السنة الشمسيّة ثلاثمائة وخمسة وستّون يوماً وربع يوم ، والقمريّة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً وخمس وسدس يوم.

وكان العرب أشدّ الناس اعتناءً بضبط المنازل ومعرفة الكواكب ، قيل لأعرابي : ما أعرفك بالنجوم! فقال : من ذا الذي لا يعرف أجذاع بيته (١).

الفصل الثاني : في تحقيق هذه المنازل :

أمّا الشّرَطان ، فكوكبان نيّران معترضان من الشمال إلى الجنوب بينهما قاب قوسين ، وبقرب الجنوبيّ منهما من شرقيّة كوكب صغير بينهما قدر نصف ذراع في الرؤية ، وتسمي العرب الثلاثة أشراطاً.

وأمّا البُطَين ، فثلاثة كواكب على هيئة مثلّث متساوي الأضلاع كالأثافي ، وبينه وبين الشرطين قدر رمح في رؤية العين.

وأمّا الثريا ، فستّة كواكب ، وقيل : سبعة صغار مجتمعة كعنقود عنب ، وتسمى

__________________

(١) ربيع الأبرار ١ : ٨٧ / ٢٤.

٤٢٢

النجم في إطلاق العرب.

وأمّا الدبران ، فهو كوكب أحمر نيّر مع أربعة كواكب أصغر منه ، وهو معها كصورة ( دال ) ، ويسمّى المجدح ، وحادي النجوم.

أمّا الهقعة ، فهي ثلاثة كواكب خفيّة مجتمعة كنقط الثاء كأنها لطخة سحابيّة.

وأمّا الهَنعَة ، فكوكبان أحدهما صغير والآخر أنور منه ، بينهما قدر باع ، يتّصل بهما ثلاثة أنجم ، فيرى الجميع كصورة صولجان ، وقيل : كباء منكوسة الرأس.

وأمّا الذراع ، فكوكبان نيّران معترضان بين الشمال والجنوب ، وهي ذراع الأسد ، وللأسد ذراع منقبضة ؛ لأنها تَخفى عند طلوع الأسد فكأنه قبضها ، وتقاربها نجوم صغار تسمّى الأضفار ، ومبسوطة وهي أرفع منه في السماء ، أحد كواكبها الشعرى الغميصاء ، والآخر الأحمر يسمّى مرزم الذراع. والشعرى شعريان : أحدهما الشعرى العبور ، وهي يمانيّة نيّرة تقطع السماء عرضاً ، وتقابلها الشعرى الغميصاء التي هي ذراع الأسد المبسوطة ، ويقال : العبور ، وهي في المجرة من شماليّها. والغميصاء أقلّ نوراً من العبور ، والغمص والرمص واحد ، وهو قذى العين (١) ، ويقال العُميصاء والغُميصاء بالعين المهملة و [ الغين ] المعجمة.

وأمّا النثرة ، فكواكب صغار مجتمعة سحابيّة كأنها لطخة غيم ، وربّما يسمّونها مخطة الأسد.

وأمّا الطرف ، فكوكبان معترضان من الجنوب إلى الشمال وقدّامهما كواكب صغار تسمى الأشفار.

وأمّا الجبهة ، فهي أربعة كواكب على أثر الطرف كالنعش إلا إن فيه اعوجاجاً ، وهي معترضة بين الشمال والجنوب ، والجنوبيّ منها أحمر نيّر يقال له قلب الأسد.

وأمّا الزبرة ، فكوكبان نيّران معترضان بين الشمال والجنوب ، بينهما قيد سوط في الرؤية.

__________________

(١) مختار الصحاح : ٤٨١ غمص ، ٢٥٦ رمص.

٤٢٣

وأمّا الصّرفَة ، فكوكب أبيض نيّر عنده كواكب صغار.

وأمّا العَوّا ، فخمسة كواكب متقاربة الأقدار متباينة الأبعاد ، ثلاثة منها مصطفّة من الجنوب إلى الشمال ، واثنان من المغرب إلى المشرق كهيئة لام كتبت باليد اليسرى.

وأمّا السّماك ، فكوكب نيّر في الجنوب منه أربعة كواكب كمربّع فيه انحراف ، وتسمّى عرش السّماك ، ويسمّى الخباء ، وهو الأعزل. والسّماك الرامح كوكب نيّر في الشمال وبين يديه كوكب صغير يقال له : راية السّماك ، ورمحه ، ولا ينزله القمر ، وهو الحدّ بين النجوم الشماليّة والجنوبيّة لقربه من مطلع الاستواء ، فمن كان مطلعة فوق السّماك الأعزل فهو شماليّ ، وما كان من تحته فهو جنوبيّ.

وأمّا الغَفر ، فثلاثة كواكب معترضة من الجنوب إلى الشمال على خطّ فيه تقويس ؛ بسبب بروز الأوسط منها عن استواء الخطّ إلى جهة الغرب. وهي خفيّة ، أنورها الأوسط ، وهو أوّل المنازل اليمانيّة.

وأمّا الزّبانى ، فكوكبان معترضان في الشمال والجنوب بينهما قدر رمح.

وأمّا الإكليل ، فثلاثة كواكب خفيّة على سطر مقوّسة شبيهة بالغَفر ، ويتلوها جبهة العقرب ، سمّيت بذلك لأنها على جبهة العقرب فشبّهت بإكليل التاج ، وجبهة العقرب ثلاثة أنجم مضيئة قدّام القلب. ويظنّ بعضهم أنها الإكليل ، وهو خطأ.

وأمّا القلب ، فكوكب نيّر محمرّ لمّاع بين كوكبين : شرقيّ وغربيّ.

وأمّا الشّولَة فكوكبان صغيران بينهما قدر فتر في رأي العين في ذنب العقرب ، وذنب العقرب كواكب في المجرّة اليمانية ويسميان أيضاً أبرة العقرب.

وأمّا النعائم فثمانية كواكب : أربعة منها في المجرّة وتسمّى النعائم الواردة ، وأربعة منها خارج المجرّة وتسمّى النعائم الصادرة. وفوق النعائم كوكب مضي‌ء مرتفع يسمّى راعي النعائم ، إذا أُضيف إليهنّ صار الجميع كبناء قبّة.

وأمّا البَلدة ، فرقعة في السماء ليس فيها كوكب وتسمّى أيضاً المفازة ، وهي خلف القلادة ، والقلادة ستّة كواكب : ثلاثة شماليّة ، وثلاثة جنوبيّة ، صورة دائرة غير تامّة

٤٢٤

الاستدارة تُشبه القوس ، وحيالهنّ كوكب يقال له سهم الرامي ، وهو عصا الراعي. وزعم بعضهم أن البَلدة هي القلادة ، وهو نادر.

وأمّا سعد الذابح ، فكوكبان معترضان من الشمال إلى الجنوب بينهما قدر باع ، وليسا بالنيّرين ، يلي الشماليّ منهما كوكب صغير يكاد يلصق به يسمّى الذبيح ، ويسمّى شاة الذابح. وقيل : إن شاته هي الثاني من كوكبي سعد.

وأمّا سَعد بُلع ، فثلاثة أنجم معترضة بين الشمال والجنوب على خطّ فيه تقويس ، حدبته إلى الغرب ، وأوسطها أخفاها. وقيل : كوكبان نيّران بينهما قدر ذراع ، أحدهما أنور من الآخر كأنه بلع ضوءه.

وأمّا سعد السعود ، فثلاثة كواكب على خطّ فيه تقويس بين الشمال والجنوب حدبته إلى الغرب ، والشمالي أنور إخوته.

وأمّا سعد الأخبية ، فأربعة كواكب ثلاثة منها على شكل مثلّث ، والرابع في وسطه ، وهو سعد ، والثلاثة خباؤه.

وأمّا الفَرغ المقدّم بالغين المعجمة فكوكبان نيّران معترضان بين الشمال والجنوب بينهما قدر رمح.

وأمّا الفَرغ المؤخّر ، فمثله.

والأربعة على صورة مربع متساوي الأضلاع.

وأمّا بطن الحوت ، فكوكب أحمر من جملة كواكب السمكة ، ويسمّى قلب الحوت ، والقمر يحاذيه ، ويسمّى البطن ، مقطوعاً عن الإضافة ، ويسمى الرشا أيضا.

فهذه جملة المنازل.

الفصل الثالث : اعلم أن هذه المنازل شاميّ ويمانيّ ، وإن شئت قلت : شماليّ وجنوبيّ ، فالشاميّة من الشرطين إلى السّماك ، واليمانيّة من الغَفر إلى بطن الحوت. ولكلّ فصل من فصول السنة سبع منازل ، فالربيع من الشرطين إلى الذراع ، وللصيف من النثرة إلى السّماك ، وإلى الخريف من الغَفر إلى البَلدة ، وللشتاء من الذابح إلى الرشا ).

٤٢٥

يقول مؤلّف هذه الرسالة الأحقر أحمد بن صالح بن سالم بن طوق : إن أراد رحمه‌الله تعالى بهذا التقسيم الرباعيّ فصول السنة على اصطلاح الفلكيّين من جعل الحمل والثور والجوزاء لفصل الربيع ، والسرطان والأسد والسنبلة للصيف ، والميزان والعقرب والقوس للخريف ، والجدي والدلو والحوت للشتاء ، فلا يتمّ تقسيمه هذا للمنازل إلّا على الأرصاد القديمة مع الحكم بسكون المكوكب ، وأمّا على الأرصاد الجديدة والحكم بحركة المكوكب حركة بطيئة في كلّ سبعين سنة شمسيّة درجة ، فتتأخّر المنازل إلى الشرق بدرجة على ما وجدناه في التقويم المستخرج من التقاويم والزيجات المعتمدة كزيج ألغ بيك : وغيره. ومقتضاه في عامنا هذا وهو سنة ثلاث وأربعين بعد المائتين والألف من هجرة سيّد الخلق صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن للحمل من المنازل ثلاثاً : الفَرغ المقدّم ، والفَرغ المؤخّر ، والرشا. وعلى هذا فقس ؛ فإن البرج في المشهور هو جزء من اثني عشر جزءاً من المعدّل.

وإن أراد رحمه‌الله بهذا التقسيم على اصطلاح الفلّاحين ، فهو غير بعيد من الصواب ، لكنه بحسب الغالب في أصقاع دون أصقاع ؛ فإن الفصول الأربعة عندهم تختلف باختلاف شدّة الحرّ والبرد وزمني الاعتدالين ، وهذا يختلف باختلاف الأصقاع ، بل باختلاف السنين.

قال قسطوس الحكيم : ( فصول السنة عند جميع الناس أربعة : أوّلها الربيع ثمّ الصيف ، ثمّ الخريف ، ثمّ الشتاء. واختلفوا في مقادير الفصول وحدودها ، فذهبت طائفة إلى أن زمان الربيع شهران ، وكذا الخريف ، وكلّ من الشتاء والصيف أربعة أشهر. واعتمدوا على أن زماني الحرّ والبرد أطول من زماني الاعتدال وذلك محسوس. وذهبت طائفة إلى أن هذه الفصول ليس لها حدّ معلوم في الطول والقصر ، بل يختلف في البلاد بحسب اختلافها في العرض ، فمن البلاد ما يقصر فيها زمان الخريف ويطول الربيع ، ومنها ما هو على العكس ، ومنها ما يقصر فيها زمن الشتاء ويطول الصيف ، وهذا كلّه موجود بالمشاهدة. وذهب أهل النجوم إلى أن فصول

٤٢٦

السنة على الإطلاق متساوية الأزمان في جميع البلاد ، كلّ فصل ثلاثة أشهر.

والذي أرى أن فصول السنة عند المنجّمين غير فصولها عند أهل الفلاحة ، فإن المنجّمين يراعون في فصول السنة قطع الشمس لأرباع الفلك ، فزمان الربيع عندهم هو الذي تقطع فيه الشمس الحمل والثور والجوزاء ، والصيف هو الذي تقطع فيه الشمس السرطان والأسد والسنبلة ، والخريف هو الذي تقطع فيه الميزان والعقرب والقوس ، والشتاء هو الذي تقطع فيه الجدي والدلو والحوت.

وأمّا فصول السنة عند أهل الفلاحة فغير ما قدّمناه ، فإنهم يراعون في فصولها أحوال النبات :

فزمان الربيع عندهم هو الزمان الذي تكثر فيه حركة الحيوان ونشاطه وشبقه ، ويفصح فيه الطير ، وتورق الأشجار وتزهر ، ويعقد الثمر. وأوّل هذا الفصل ليس واحداً في جميع البلاد ، فإن أوّله في بعض البلاد في أوّل شباط ، وفي بعضها في وسطه وفي بعضها في أواخره. وفي بعضها في أوائل نيسان ، وفي بعضها في أواسطه أو أواخره. وفي بعض البلاد في أوائل آذار ، وفي بعضها في أواسطه ، وفي بعضها في أواخره. وقد يكون في بعض البلاد أوّل الربيع عند هبوب ريح الصبا.

وزمان الصيف عندهم هو زمان الحصاد واستكمال البزور خلقها.

وزمان الخريف عندهم هو الزمان الذي تتمّ فيه الأثمار ، ويظهر اليبس في الأشجار وتتناثر أوراقها.

وزمان الشتاء عندهم هو الذي يتمّ به يبس الأشجار ) ، انتهى.

وأنت خبير باختلاف هذا بحسب اختلاف الأصقاع ، وكأن صاحب الرسالة رحمه‌الله تعالى قسّم المنازل على الفصول بحسب الرصد القديم مع القول بعدم حركة المكوكب ، والحقّ أنه يتحرّك حركة بطيئة يقطع الدورة في قريب من ستّة وثلاثين ألف عام.

ثمّ قال صاحب الرسالة رحمه‌الله تعالى ـ : ( واعلم أن البعد من الشرطين إلى

٤٢٧

البُطَين اثنتا عشرة درجة ، ومن البُطَين إلى الثريّا ثلاث عشرة درجة ، ومن الثريّا إلى الدبران خمس عشرة درجة ، ومن الدبران إلى الهقعة أربع عشرة درجة ، ومن الهقعة إلى الهَنعَة ستّ عشرة درجة ، ومن الهَنعَة إلى الذراع اثنتا عشرة درجة ، ومن الذراع إلى النثرة ثلاث عشرة درجة ، ومن النثرة إلى الطرف اثنتا عشرة درجة ، ومن الطرف إلى الجبهة عشر [ درجات (١) ] ، ومن الجبهة إلى الزبرة أربع عشرة درجة ، ومن الزبرة إلى الصرفة ثلاث عشرة درجة ، ومن الصرفة إلى العوّا ستّ عشرة درجة ، ومن العوّا إلى السّماك اثنتا عشرة درجة ، ومن السّماك إلى الغَفر اثنتا عشرة درجة ، ومن الغَفر إلى الزّبانى اثنتا عشرة. وتسمّى هذه متساوية الأبعاد.

ومن الزّبانى إلى الإكليل أربع عشرة درجة ، ومن الإكليل إلى القلب خمس درجات. وهذه غاية القرب.

ومن القلب إلى الشّولَة ستّ عشرة درجة ، [ ومن الشولة إلى النعائم عشرون درجة. وهي غاية البعد.

ومن النعائم إلى البَلدة تسع [ درجات ]. وهو أوسط الأبعاد.

ومن البلدة إلى الذابح إحدى عشرة درجة ، ومن الذابح إلى بلع عشر [ درجات ] ، ومن بلع إلى سعد السعود عشر [ درجات ] ، ومن سعد السعود إلى الأخبية عشر [ درجات ] ومن الأخبية إلى الفَرغ المقدّم عشر [ درجات ]. وهذه الأربعة أيضاً متساوية الأبعاد.

ومن المقدّم إلى الفَرغ المؤخّر ستّ عشرة درجة ومن المؤخّر إلى بطن الحوت عشر درجات.

الفصل الرابع : في معرفة الطالع من هذه المنازل ، والمتوسّط ، والغارب مع الفجر الثاني في كلّ شهر من شهور الروم. وإنما جعل مدار العمل عليها ؛ لأنها أقلّ اضطراباً من غيرها. واعلم أنه لمّا كانت المنازل ثمانياً وعشرين كان الظاهر منها في الأُفق

__________________

(١) في النسختين : ( درج ) ، وكذا الهوامش الخمسة التي بعدها.

٤٢٨

ثلاث عشرة منزلة ، وطالعاً وغاربا ، فهذه خمس عشرة ، وكذا حكم الأُفق الأسفل لا يدرك منها ثلاثة عشر طالعاً ورقيبه. فإذا عرفت الطالع كان رقيبه الخامس عشر منه والمتوسّط ثامنه ، فالطالع والغارب كما يعدّان الأُفق الأعلى يعدّان الأُفق الأسفل وتبقى الثلاث عشرة الظاهرة واحداً متوسّطاً في خطّ السّماء وستّاً على جهة المشرق وستّاً إلى المغرب ، وكذلك الثلاث عشرة السفليّة. فإذا غربت منزلة طلع من المشرق اخرى ، ويتوسّط ما بعد المتوسّط في العدد.

ومهما كان الطالع فالغارب الخامس عشر منه والثامن منه متوسّط ، فإذا كان وقت المغرب منزلة متوسّطه فإذا توسّطت السابعة كان نصف الليل ، ثمّ إذا توسّطت السابعة الأُخرى كملت ثلاث عشرة منزلة ، وكان وقت الفجر. فبهذا يعرف ربع الليل ونصفه وثلثه تقريباً.

فإذا عرفت هذا ، فالشّرَطان يطلع مع الفجر في رابع عشر نيسان ، ويتوسّط الذابح ويغرب الغَفر ، ويكون الزّبرة متوسّطاً وقت المغرب ، والسّماك ربع الليل ، والغَفر ثلث الليل ، والإكليل نصف الليل.

والبُطَين يطلع مع الفجر في سابع أيّار ، ويتوسّط بلع ، ويغرب الزّبانى ، ويكون الصّرفَة متوسّطاً وقت المغرب ، والغَفر ربع الليل والزّبانى ثلث الليل ، والقلب نصف الليل.

والثريّا يطلع مع الفجر في عشري أيّار ، ويتوسّط سعد السعود ، ويغرب الإكليل ، ويكون العَوّا متوسّطاً وقت المغرب ، والزّبانى ربع الليل ، والإكليل ثلث الليل ، والشولَة نصف الليل.

والدبران يطلع مع الفجر في ثاني حزيران ، ويتوسّط الأخبية ، ويغرب القلب ، ويكون السّماك متوسّطاً وقت المغرب ، والإكليل ربع الليل ، والقلب ثلث الليل ، والنعائم نصف الليل.

والهقعة تطلع مع الفجر في خامس عشر حزيران ، ويتوسّط الفَرغ المقدّم ، وتغرب

٤٢٩

الشولَة ويكون الغَفر متوسّطاً وقت المغرب ، والقلب ربع الليل ، والشّولَة ثلث الليل ، والبَلدة نصف الليل.

والهَنعَة تطلع مع الفجر في ثامن عشر حزيران ، ويتوسّط الفَرغ المؤخّر ، وتغرب النعائم ، ويكون الزّبانى متوسّطاً وقت المغرب ، والشولَة ربع الليل ، والنعائم ثلث الليل ، وسعد الذابح نصف الليل.

والذراع يطلع مع الفجر في حادي عشر تموز ، ويتوسّط الرشا ، وتغرب البَلدة ، ويكون الإكليل متوسّطاً وقت المغرب ، والنعائم ربع الليل ، والبَلدة ثلث الليل ، وبلع نصف الليل.

والنثرة تطلع مع الفجر في رابع عشر تمّوز ، ويتوسّط الشّرَطان ، ويغرب الذابح ، ويكون القلب متوسّطاً وقت المغرب ، والبَلدة ربع الليل ، والذابح ثلث الليل ، وسعد السعود نصف الليل.

والطرف يطلع مع الفجر في ثالث آب ، ويتوسّط البُطَين ، ويغرب بلع ، ويكون الشّولَة متوسّطاً وقت المغرب ، والذابح ربع الليل ، وبلع ثلث الليل ، والأخبية نصف الليل.

والجبهة تطلع مع الفجر في تاسع عشر آب ، ويتوسّط الثريّا ، وتغرب السعود ، ويكون النعائم متوسّطاً وقت المغرب ، وبلع ربع الليل ، والسعود ثلث الليل ، والمقدم نصفه.

والزّبرة يطلع مع الفجر في ثاني أيلول ، ويتوسّط الدبران ، ويغرب الأخبية ، ويكون البَلدة متوسّطاً وقت المغرب ، والسعود ربع الليل ، والأخبية ثلث الليل ، والمؤخّر نصف الليل.

والصّرفَة تطلع مع الفجر في خامس عشر أيلول ، ويتوسّط الهقعة ، ويغرب المقدّم ، ويكون الذابح متوسّطاً وقت المغرب ، والأخبية ربع الليل ، والمقدّم ثلثه ، والرشا نصفه.

٤٣٠

والعَوّا يطلع مع الفجر في ثامن عشر أيلول ، ويتوسّط الهَنعَة ، ويغرب المؤخّر ، ويكون بلع متوسّطاً وقت المغرب ، والمقدّم ربع الليل ، والمؤخّر ثلثه والشّرطان نصفه.

والسّماك يطلع ] (١) مع الفجر في حادي عشر تشرين الأوّل ، ويتوسّط الذراع ، ويغرب البُطَين ، ويكون الصعود متوسّطاً وقت المغرب ، ومؤخّر الدلو ربع الليل ، والرشا ثلثه ، والبُطَين نصفه.

والغَفر يطلع مع الفجر رابع عشر تشرين الأوّل ، وتتوسّط النثرة ، ويغرب الشّرَطان ، ويكون الأخبية متوسّطاً وقت المغرب ، والرشا ربع الليل ، والشّرطان ثلثه ، والثريّا نصفه.

والزّبانى يطلع مع الفجر سادس تشرين الآخر ، ويتوسّط الطرف ، ويغرب البُطَين ، ويكون مقدّم الدلو متوسّطا وقت المغرب ، والشّرطان ربع الليل ، والبُطَين ثلثه ، والدبران نصفه.

والإكليل يطلع مع الفجر تاسع عشر تشرين الآخر ويتوسّط الطرف ، ويغرب الثريّا ، ويكون مؤخّر الدلو متوسّطاً وقت المغرب ، والبُطَين ربع الليل ، والثريّا ثلثه ، والهقعة نصفه.

والقلب يطلع مع الفجر ثاني كانون الأوّل ، ويتوسّط الزبرة ، ويغرب الدبران ، ويكون بطن الحوت متوسّطاً وقت المغرب ، والثريّا ربع الليل ، والدبران ثلثه ، والهقعة نصفه.

والشّولَة يطلع مع الفجر خامس عشر كانون الأوّل ، وتتوسّط الصرفة وتغرب الهقعة ، ويكون الشّرَطان متوسّطاً وقت المغرب ، والدبران ربع الليل ، والهقعة ثلثه ، والذراع نصفه.

والنعائم يطلع مع الفجر ثامن عشر كانون الأوّل ، وتتوسّط الصّرفَة ، وتغرب الهقعة ،

__________________

(١) قوله في ص ٤٢٨ : ( ومن الشَّولَة إلى النعائم .. السماك يطلع ) من « ق ».

٤٣١

ويكون البُطَين متوسّطاً وقت المغرب ، والهقعة ربع الليل ، والهَنعَة ثلثه ، والنثرة نصفه.

والبَلدة يطلع مع الفجر في عاشر كانون الثاني ، ويتوسّط السّماك ، ويغرب الذراع ، وتكون الثريّا متوسّطة وقت المغرب ، والهَنعَة ربع الليل ، والذراع ثلثه ، والطرف نصفه.

وسعد الذابح يطلع مع الفجر ثالث عشر كانون الآخر ، ويتوسّط الغَفر ، وتغرب النثرة ، ويكون الدبران متوسّطاً وقت المغرب ، والذراع ربع الليل ، والنثرة ثلثه ، والجبهة نصفه.

وسَعد بُلع يطلع مع الفجر خامس شباط ويتوسّط الزّبانى ويغرب الطرف ، وتكون الهقعة متوسّطة وقت المغرب ، والنثرة ربع الليل ، والطرف ثلثه ، والزبرة نصفه.

وسعد السعود يطلع مع الفجر ثامن عشر شباط ، ويتوسّط الإكليل ، وتغرب الجبهة ، وتكون الهَنعَة متوسّطة وقت المغرب ، والطرف ربع الليل ، والجبهة ثلثه ، والصّرفَة نصفه.

والأخبية يطلع مع الفجر ثالث آذار ، ويتوسّط القلب ، وتغرب الزبرة ، ويكون الذراع متوسّطاً وقت المغرب ، والجبهة ربع الليل ، والزبرة ثلثه ، والعَوّا نصفه.

والفَرغ المقدّم يطلع مع الفجر ثالث عشر آذار ، ويتوسّط النعائم ، وتغرب الصّرفَة ، ويكون النثرة متوسّطاً وقت المغرب ، والزبرة متوسّطاً ربع الليل ، والصّرفَة ثلثه ، والسّماك نصفه.

والمؤخّر يطلع مع الفجر في الثلاثين من آذار ، ويتوسّط النعائم ويغرب العَوّا ، ويكون الطرف متوسّطاً وقت المغرب ، والصّرفَة ربع الليل ، والعَوّا ثلثه ، والغَفر نصفه.

والرشا يطلع مع الفجر حادي عشر نيسان ويتوسّط النثرة (١) ويغرب السّماك ، وتكون الجبهة متوسّطاً وقت المغرب ، والعَوّا ربع الليل ، والسّماك ثلثه ، والزّبانى نصفه.

تتمّة : وهنا طريق آخر إلى معرفة ساعات الليل والاستدلال عليه بغروب القمر وطلوعه ، وذلك أنه في كلّ ليلة من أوّل الشهر يغرب على ستّة أسباع ساعة إلى

__________________

(١) من « ق » ، وفي « م » : ( البَلدة ).

٤٣٢

الليلة الرابعة عشرة ، فإذا كان الليلة الخامسة مثلاً ضربت خمسة في ستّة ، يبلغ ثلاثين ، تقسمها على سبعة ، يخرج أربع ساعات وسُبعا ساعة ، فالقمر يغيب تلك الليلة على هذه المقدار. وإذا كان الليلة السابعة ضربت ستّة في سبعة ، تبلغ اثنتين وأربعين ، فإذا قسّمتها على سبعة خرج ستّ ساعات ، فالقمر يغيب نصف الليل ، فإذا كان الليلة الخامسة عشرة ، فالقمر يطلع على ستّة أسباع ساعة ، وليلة العشرين يطلع على خمس ساعات وسبع ساعة. وعلى هذا القياس.

لكن الطريق الأوّل أضبط ؛ لأن القمر في بعض الشهور يكبس الليلة الرابعة عشرة ، وفي بعضها لا يكبس الليلة الخامسة عشرة ، ولأن الإنسان قد ينام ويستيقظ فيجد القمر طالعاً ولا يدري أيّ وقت طلع ، وكذا في غروبه بخلاف المنازل.

الفصل الخامس : شهور الروم اثنا عشر ، وهي : تشرين الأوّل ، وتشرين الثاني ، وكانون الأوّل ، وكانون الثاني ، وشباط ، وآذار ، ونيسان ، وأيّار ، وحزيران ، وتمّوز ، وآب ، وأيلول. وهي متفاوتة الأعداد ، فكلّ من تشرين الثاني ونيسان وحزيران وأيلول ثلاثون يوماً. وشباط ثمانية وعشرون يوماً إلّا في الكبيسة ، فإنه تسعة وعشرون يوماً ، وتدور في كلّ أربع سنين ؛ لأنه ثمانية وعشرون يوماً وربع يوم ، والبواقي كلّ شهر أحد وثلاثون يوماً.

وقد جمعت في أربع كلمات : ( فاز ضيف هنا نزل ). فالفاء : تشرين الأوّل ، ولها نقطة من فوق ؛ فهو أحد وثلاثون يوماً ، والألف : تشرين الثاني وهو مهمل فيكون ثلاثين. وعلى هذا فقس ) ، انتهى ما أردنا نقله من الرسالة.

وأنت خبير بأنه لا ينطبق شي‌ء من علامات ربع الليل وثلثه ونصفه إلّا على أجزاء ما بين الغروب والطلوع ، وهذه الأمارات تحتاج إلى مزيد بيان ، هو معرفة مداخل الشهور الروميّة من الشهور الفارسيّة ، لأنها معروفة عند أكثر الناس متداولة بينهم.

فنقول : الذي قرّره الزواويّ : في جدوله المستخرج من الزيجات والتقاويم المعتمدة عند أهل هذه الصناعة أن آذار يدخل في العشرين من الحوت ، ونيسان في

٤٣٣

الثالث والعشرين من الحمل ، وأيّار في الثاني والعشرين من الثور ، وحزيران في الثاني والعشرين من الجوزاء ، وتمّوز في العشرين من السرطان ، وآب في العشرين من الأسد ، وأيلول في العشرين من السنبلة ، وتشرين الأوّل في العشرين من الميزان ، وتشرين الثاني في العشرين من العقرب ، وكانون الأوّل في العشرين من القوس ، وكانون الثاني في ثاني وعشرين الجدي ، وشباط في ثاني وعشرين الدلو ، وآذار في ثاني وعشرين الحوت ، انتهى.

ومثله ما في جدول محمّد مكيتل المدنيّ ، وهو كبير المؤذّنين بالحرم الشريف ، إلّا إنه ربّما تفاوتا بيوم أو يومين من أجل اختلاف الآفاق ، بسبب كرؤيّة الأرض.

وقد نظمها السيّد أبو الحسن علي بن أبي الرضا العلويّ الحائريّ ، فقال :

( اعلم بأن الشمس لمّا خلقت

في أوَّل الشرطين حقَّا وضعت

وعندها كان ابتداء العالم

سمعته من قول شيخ عالم

في شهر آذار اعتدال الوقت

في قول كلِّ عالم ومفت

ثلاث عشْرٍ (١) منه تنزل الحملْ

وكائن الصبح مع الليل اعتدلْ

ويوم خامس عشْرِ من نيسان

تنزل بالثور على تبيان

وتنزل الشمس بخمس عشرهْ

في أوّل الجوزاء وقت بكرهْ

من شهر أيّار إذا توسّطا

فلا تكن في حفظه مفرِّطا

وفي ثلاث عشْرِ (٢) يوم كاملهْ

إذن حزيران أتى في القابلهْ

بالسرطان تنزل المسخِّنه

وهو إذن أطول يوم في السنهْ

وهكذا تمّوز إن تمّ العددْ

فإنها تنزل في برج الأسد

وسبع عشْر (٣) ليلة مكمّلهْ

من آب تنزل شمسُه بالسنبلهْ

__________________

(١) كذا بتذكير جزأي المركّب.

(٢) كذا بتذكير جزأي المركّب.

(٣) كذا بتذكير جزأي المركّب.

٤٣٤

أيلول لا فيلول فيما ذكروا

بستّ عشر (١) شارق قد حرروا

تنزل فيه الشمس بالميزان

فلا تكن في حفظه بوانِ

يعتدل الليل مع النهار

كقسمة الساعات في آذار

في ستّة قد ذهبت وعشر

من شهر تشرين بُعيد الفجر

قد تتنزّل بقول العرب

إذن تُبيَّت برأس العقرب

وتنزل الشمس بخمس عشرهْ

من شهر تشرين الأخير بكرهْ

بالقوس وهو منكب النعائم

فاصغِ إلى مقال شيخ عالم

ويوم ثالث عشْر من كانون

تكون في الجدي على تمكين

لأنه أقصر يوم يأتي

إذا توسَّط الزمان الشاتي

ثم تعد (٢) في درج الصعود

وهي إذن بأوّل السعود

والشمس قد تنزل برج الدلوِ

في [ قول (٣) ] كلّ حاضر وبدوي

من شهر كانون الأخير ؛ إذ مضت

ثلاث عشْر (٤) ليلة قد فرضت

وتنزل الشمس على احتياط

في سادس عشر من شباط (٥)

بالحوت فاسمع يا سديدُ منّي

ولا [ تجاوزنْه (٦) ] واروِ عني )

انتهى.

وفي جدول الزواوي : ( تتوسّط الصّرفَة نصف الليل أوّل يوم من الحمل ، والعَوّا في رابع عشرِهِ ، والسّماك في السادس والعشرين منه.

والغَفر يتوسّط نصف الليل في ثامن الثور ، والزّبانى في عاشرِهِ ، والإكليل في رابع الجوزاء ، والقلب في سابع عشره ، والشّولَة في اليوم الثلاثين منه.

والنعائم تتوسّط نصف الليل في عاشر السرطان ، والبَلدة في الرابع والعشرين منه.

__________________

(١) كذا بتذكير جزأي المركّب. (٢) كذا ( بالجزم ).

(٣) في المخطوط : ( مقال ). (٤) كذا بتذكير جزأي المركّب.

(٥) كذا ، العجز غير موزون.

(٦) في النسختين : ( تجاوزه ) ، وما أثبتناه أوفق للوزن.

٤٣٥

والذابح يتوسّط نصف الليل في سادس الأسد ، وبلع في ثامن عشرهِ ، والسعود في آخر يوم منه ، وهو الحادي والثلاثون.

وتتوسّط الأخبية نصف الليل في ثالث عشر السنبلة ، والمقدّم في خامس عشرهِ.

والمؤخّر يتوسّط نصف الليل في ثامن الميزان ، والرشا في الحادي والعشرين منه.

ويتوسّط الشّرَطان نصف الليل في رابع العقرب ، والبُطَين في سابع عشرِهِ ، والثريّا في التاسع والعشرين منه.

والدبران يتوسّط نصف الليل في ثالث عشر القوس ، والهقعة في السادس والعشرين منه.

والهَنعَة تتوسّط نصف الليل في التاسع من الجدي ، والذراع في الثاني والعشرين منه.

والنثرة تتوسّط نصف الليل في ثامن الدلو ، والطرف في الحادي والعشرين منه.

والجبهة تتوسّط نصف الليل في رابع الحوت ، الزبرة في ثامن عشرهِ ، والصّرفَة في التاسع والعشرين منه ) ، انتهى.

وأكثر اعتمادي عليه ؛ لأن الظاهر أنه مستخرج على عرض هجر والبحرين وقطر.

وقال السيّد يحيى بن محمّد المكّي : في كتابه ( وسيلة الفلاح ) ، وهو من علماء التقويم وقد رأيته سنة الحادية والعشرين بعد المائتين والألف : ( الفصل الخامس : في معرفة الماضي والباقي من النهار. وطريقته أن تعرف الظلّ في وقتك الذي تريد ، وزد عليه قامة ، وهي سبعة أقدام ، واطرح من المجتمع ظلّ الزوال في يومك أو ما قبله بلا فصل ، والباقي اقسم عليه

اثنين وسبعين ، فما خرج من الصحيح والكسور فهو الماضي من ساعات النهار الزمانيّة وكسورها إن كنت قبل الزوال ، والباقي منه إن كنت بعده.

واعرف قدر الساعات الزمانيّة وابسطها درجاً ، فما اجتمع من الدرج فهو قدر الماضي من الدرج إن كنت قبل الزوال ، والباقي منه إن كنت بعده ، وهو المسمّى بالدائر ، واطرحه من نصف قوس النهار يحصل فضل الدائر ، والباقي للزوال إن كنت قبله ، والماضي منه إن كنت بعده ).

٤٣٦

أقول : معنى قوله : ( ابسطها درجاً ) أنك تأخذ لكلّ ساعة خمس عشرة درجة ، فإنها حصّة الساعة من قسمة ثلاثمائة هي عدد درج المعدّل وما حواه من الأفلاك.

ثمّ قال يحيى بن محمّد : ( ولك طريق آخر ، وهو أن تعرف الظلّ في وقتك وأسقِط منه ظلّ الزوال ، ثمّ إن كان الباقي أربعين قدماً فأكثر فهي الساعة الأُولى ، أو دونها إلى عشرين فهي الساعة الثانية ، أو دونها إلى عشرة فهي الثالثة ، أو دونها إلى ستّة فهي الرابعة ، أو دونها إلى ثلاثة فهي الخامسة ، أو دونها إلى الزوال فهي السادسة ، وعكس ذلك من الزوال إلى الغروب ) ، انتهى.

وليس شي‌ء منه منطبقاً إلّا على أن الليل من الغروب إلى الطلوع ، والنهار من الطلوع إلى الغروب ، كما هو جليّ ظاهر لا يكاد ينكره من له أدنى معرفة بهذا الفنّ ، كالذي قبله من العلامات المنقولة عن العلماء ، فإن شيئاً منها غير منطبق إلّا على هذا.

وقال الحكيم سرجس بن هلبا الروميّ : في تعريب كتاب ( الفلاحة الرومية ) تأليف الحكيم قسطوس الرومي : ( الباب الخامس : في معرفة ما مضى من ساعات النهار أو الليل. قال قسطوس : يجب على من أراد ذلك أن يكون عالماً بأقصر الظلال في أوائل البروج ، وهي ظلال نصف النهار إذا كانت الشمس في أوائل البروج ، فإن هذه الظلال إذا كانت محصّلة عند الطالب في إقليمه تهيّأ له أن يعلم الماضي من الساعات في إقليمه في أيّ يوم كان من أيّام السنة.

والطريق إلى تحصيل هذا الظلّ أن تعمد إلى أرض مستوية وتدير فيها دائرة سعتها أربعة أذرع ، ثم تعمد إلى عود مصطحب لا اعوجاج فيه طوله ذراع ، وتقيمه على مركز الدائرة قياماً ثابتاً صحيحاً لا ميل فيه. أما إثباته فيكون بأن يدفن في الأرض نصفه ويبقى الظاهر منه شبر ، وتدعمه دعماً قويّاً. وأمّا ما يعمل حتّى يكون قيامه على الأرض صحيحاً لا ميل فيه ، فهو بأن يُعلّم على محيط الدائرة ثلاث علامات متباعدة تكاد تقسم الدائرة بثلاثة أقسام متساوية أو ما يقرب منه ، ثمّ تقيس بُعد رأس العود من العلامات الثلاث التي على محيط الدائرة بخيط أو بعود ،

٤٣٧

فإن كانت أبعاد رأس العود من العلامات الثلاث متساوية ، فالعود قائم قياماً صحيحاً وإلّا فمائل فأصلحه.

فإذا تمّ ذلك فارقب ظلّ هذا العود بعد طلوع الشمس بقليل إلى أن يوافي محيط الدائرة ، وعلّم عليه في محيطها علامة وسمّها مدخل الظلّ ، ثمّ ارقب ظلّ العود أيضاً في النصف الثاني من النهار إلى أن يوافي محيط الدائرة ، وعلّم عليه أيضاً في محيطها علامة سمّها مخرج الظلّ ، ثمّ اقسم القوس من محيط الدائرة التي بين مدخله ومخرجه بنصفين ، وكذلك وتر هذه القوس وهو الخطّ المستقيم القاسم بين مدخله ومخرجه بنصفين ، ثمّ خطّ خطّاً يمرّ على منتصف القوس ، ومنتصف الوتر وينتهي إلى أصل العود ، فيكون ظلّ العود القائم على مركز الدائرة أقصر ما يكون في كلّ يوم من أيّام السنة إذا وقع على هذا الخطّ.

فإذا تمّ ذلك ، فاقسم بالبركار طول العود من أصله إلى أعلاه [ إلى اثني (١) ] عشر قسماً متساوية ، من غير أن تزيله عن موضعه ولا تغيّره عمّا كان عليه ، وسِم كلّ قسم منها إصبعاً ، ثمّ افتح البركار بقدر إصبع منها واتركه على فتحته ، وقسّم به الخطّ الذي خططته وهو الذي يقع عليه الظلال القصار وليكن مبدأ القسمة من طرفه الذي عند أصل العود ، ومنتهاها في جهة الشمال ، وليكن مبلغ هذه الأقسام خمسة وأربعين قسماً.

فإذا تمّ ذلك فارتقب إذا كانت الشمس في أوّل برج الجدي ظلّ العود إلى أن يقع على خطّ نصف النهار وهو الخطّ الذي تقع عليه الأظلال القصار واعلم كم فيه من أجزاء هذا الخطّ ، فما كان فاحفظه ؛ فإنه أقصر ظلّ يكون إذا كانت الشمس في أوّل برج الجدي. ثمّ ارتقب أيضاً إذا كانت الشمس في أوّل برج الدلو ظلّ العود المذكور إلى أن يقع على خطّ نصف النهار ، واعلم كم فيه من أجزاء خطّ نصف النهار ، فما كان فاحفظه ؛ فإنه أقصر ظلّ يكون إذا كانت الشمس في أوّل برج الدلو.

__________________

(١) في المخطوط : ( باثني ).

٤٣٨

ثمّ ارتقب أيضاً إذا كانت الشمس في أوّل برج الحوت ظلّ العود المذكور إذا وقع على خطّ نصف النهار واعلم كم فيه من أجزاء خطّ نصف النهار ، فما كان فاحفظه ؛ فإنه أقصر ظلّ إذا كانت الشمس في أوّل برج الحوت. وهكذا حصّل الظلّ الأقصر إذا كانت الشمس في أوّل برج الحمل ، وفي أوّل برج الثور ، وفي أوّل الجوزاء ، وفي السرطان.

وأما الظلّ الأقصر إذا كانت الشمس في أوّل الأسد ، فهو مثل الظلّ الأقصر إذا كانت الشمس في أوّل الجوزاء ، وكذا الظلّ الأقصر في أوّل السنبلة مثل الظلّ الأقصر في أوّل الثور ، والظلّ الأقصر في أوّل الميزان مثل الظلّ الأقصر في أوّل الحمل ، والظلّ الأقصر في أوّل العقرب مثل الظلّ الأقصر في أوّل الحوت ، والظلّ الأقصر في أوّل القوس مثل الظلّ الأقصر في أوّل الدلو.

فإذا حصّلت ذلك وأردت أن تعلم الظلّ الأقصر إذا كانت الشمس في غير أوائل البروج ، فاعرف عدد ما للشمس في البرج الذي هي فيه من الأيّام ، وانسبه من عدد الأيّام التي تقطع الشمس فيها ذلك البرج ، واحفظ تلك النسبة ، ثمّ خذ تفاوت ما بين الظلّ الأقصر في أوّل ذلك البرج وبين الظلّ الأقصر في أوّل البرج الذي يتلوه ، وخذ من هذا التفاوت مثل تلك النسبة التي حفظتها ، وزده على الظلّ الأقصر في أوّل ذلك البرج إن كان أقلّ من ظلّ أوّل البرج الذي يتلوه الأقصر ، وأنقصه منه إن كان الظلّ الأقصر في أوّل ذلك البرج أكثر من الظلّ الأقصر في أوّل البرج الذي يتلوه ، فما كان من الظلّ الأقصر في أوّل ذلك البرج بعد الزيادة عليه أو النقص منه ، فهو الظلّ الأقصر في اليوم المطلوب.

فإذا علمت ذلك فأردت أن تعلم الماضي من النهار من الساعات ، فاعرف الظلّ الأقصر في ذلك النهار ، وقف في أرض مستوية واستدبر الشمس استدباراً صحيحاً ، واعرف ما في ظلّك من الأقدام واضربها في اثني عشر ، وأقسم المجتمع على سبعة ؛ فما خرج أنقص منه الظلّ الأقصر في ذلك اليوم ، فما بقي منه اقسم عليه اثنين

٤٣٩

وسبعين أبداً ، فما خرج فهو عدد ما مضى من الساعات من أوّله إلى الوقت الذي نسبت فيه ظلّك ، هذا إذا كان قياسك قبل نصف النهار. وأمّا إذا كان بعد نصفه فالخارج من القسمة هو الباقي من النهار من الساعات ، فإذا نقصته من اثني عشر كان الباقي هو الماضي من أوّل النهار إلى الوقت الذي قست فيه من الساعات.

وإذا أردت أن تعلم الماضي من الليل من الساعات ، فاعرف منزلة الشمس في الليلة التي تريد فيها ذلك ، وعدّ منها على توالي المنازل ثمانية ، والمنزلة التي انتهيت إليها هي التي تتوسّط في أوّل تلك الليلة. فإذا أردت أن تعلم الماضي من تلك الليلة من الساعات فاستدبر جدي بنات نعش استدباراً صحيحاً ، فارفع وجهك نحو السماء قليلاً قليلاً من غير أن تميله شمالاً أو يميناً ، فما رأيته من المنازل بين عينيك فهي المنزلة المتوسّطة في ذلك الوقت ، فعدّ من المنزلة المتوسّطة في أوّل تلك الليلة إلى هذه المنزلة ، فما كان فاضربه في ستّة وأسقط المجتمع سبعة سبعة ، واحسب لكلّ سبعة ساعة ، وما بقي أقلّ من سبعة فهو ما مضى من الساعة التي أنت فيها من الأسباع.

ولمعرفة ما مضى من الليل من الساعات وجه آخر أصحّ من هذا ، وذلك بأن ترقب أوّل منزلة تُرى في وسط السماء في تلك الليلة ، وآخر منزلة تُرى في وسط السماء فيها ، وخذ ما كان من المنازل من نصف المنزلة التي قبل تلك المنزلة إلى نصف المنزلة التي بعد هذه ، واحفظه. فإذا أردت أن تعلم الماضي من الليل من الساعات ، فاعرف المنزلة المتوسّطة في الوقت الذي تريد فيه ذلك وعدّ من أوّل المنازل التي حفظتها ، فما خرج فهو الماضي من أوّل الليل إلى الوقت الذي قست فيه. إلّا إن هذا العمل لا يتمّ إلّا أن تستعدّ له في الليلة التي قبلها بمعرفة متوسّطة أوّل الليل وآخره بالمشاهدة.

الباب الثاني (١) : في معرفة أوقات طلوع القمر ومغيبه.

__________________

(١) كذا في المخطوط ، والظاهر أنه ( السادس ) ؛ إذ ما مرّ هو الباب الخامس.

٤٤٠