( أَفِي اللهِ شَكٌ ) فالتقدير فيه أفي وحدانية الله شك فهو من جعل المعنى ظرفا لتعلق المعنى. وأما قوله تعالى : ( وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ ) وقوله : ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) فليس الظرف هنا متعلق بجوهر ولا عرض ، وإنما هذا من مجاز التشبيه عبر بكونه في السموات والأرض عن علمه بما فيهن ، لأن من حضر مكانا لم يخف عليه ما فيه وأما قوله ـ كل يوم هو في شأن ـ فهو يشبه : ( إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ ) وكقولهم : أنا في شغلك وحاجتك ولا يخفى وجه التشبيه فيه ..
الخامس : التجوز ـ بعلى ـ وحقيقتها استعلاء جرم على جرم كقوله تعالى : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ) ومنه قوله تعالى : ( لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ) وأما مجازها فعلى قسمين. أحدهما : التجوز عن الثبوت والاستقرار كقوله تعالى : ( أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ ) وقوله تعالى : ( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) وقوله : ( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً ) ومنه قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وهذا أيضا من مجاز التشبيه شبه التمكن من الهدى والأخلاق العظيمة الشريفة والثبوت عليها لمن علا دابة يصرّفها كيف شاء ..
الثاني : أن يجعل المعنى على الجرم تجوزا كقوله تعالى : ( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) وكقوله : ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) والغرض بذلك كثرة الصلاة والرحمة لأن ما علاك وجللك فقد أحاط بك. وأما قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ) فهو من نزول جرم على جرم ولا بد فيه من حذف تقدير ، وأنزلنا على أشجاركم أو على محلتكم. وأما قوله تعالى : ( فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ) معناه فخرج على نادي قومه ، أو على محل قومه.
ومثله قوله تعالى ( اخْرُجْ عَلَيْهِنَ ) فمعناه اخرج على مجلسهن أو