أَلِيمٌ ) .. وأما مدح الناس بعضهم بعضا فينبغي لمن أراد أن يمدحه بألفاظ حسنة مستعذبة واضحة المعنى رائقة اللفظ غير حوشية ولا قلقة ، وأن تكون القصيدة أو الرسالة حسنة المطلع بديعة التخلص عذبة المقطع ، وأن يكثر في وصف الممدوح ونشر مآثره وتعديد مكارمه ونحو ذلك ..
وقد قال قدامة الأوصاف التي يمدح بها اربعة ، الاول : العقل ويدخل فيه الحياء والثبات والسياسة والكفاءة وثقافة الرأي والصدع بالحجة والحلم عن سفاهة السفهاء وأمثال ذلك. الثاني : الشجاعة ويدخل فيها المهابة والحماية والدفاع والاخذ بالثأر والنكاية في العدو ، وقتل الأقران ، والسير في المهامة وأشباه ذلك. الثالث : العفة ويدخل فيها القناعة وقلة الشره وطهارة الإزار ونحو ذلك. الرابع : العدل ويدخل فيه السماحة والإطلاق والتبرع بالنائل واجابة السائل وقراء الضيف. ويحدث من تركيب الشجاعة مع العفة إنكار الفواحش ، والغيرة على الحريم. ومع العدل الإتلاف وترك الخلاف. ويحدث من تركيب العفة مع العدل الإسعاف بالقوة والإيثار على النفس ونحو ذلك .. واستوعب زهير الأقسام الأربعة فقال :
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله |
|
ولكنّه قد يهلك المال نائله |
وصفه بالعفة لقلة إمعانه في اللذات وبالسخاء ووصفه بالشجاعة والعقل فقال :
ومن مثل حصن في الحروب ومثله |
|
لإذهاب ضيم أو لخصيم يجادله |
وأما قوله ـ أخي ثقة ـ فهو وصف |
|
بالوفاء ، وهو داخل فيما ذكرناه |
.. وفي الذم يأتي بأضداد ما تقدم. وقيل أحسن الهجاء ما لا تستحي العذراء من انشاده. وقيل في الذم أن تأتي بالألفاظ المنكية ، والمعاني