بعض الاجوبة تأثيرها على بعض المسائل الاصولية الاخرى الامر الذي يعطي لهذا المبحث اهميته حتى عبّر السيد الشهيد قدسسره عن هذه المحاذير في مجلس درسه الشريف بأنها حرّكت عجلة علم الاصول.
وتلك المحاذير او الشبهات ثلاث :
١ ـ تقدم في البحث السابق ان الاحكام الواقعية مشتركة بين الجميع ، ولازم ذلك اجتماع المثلين او الضدّين ، فان الحكم الواقعي لصلاة الجمعة اذا كان هو الوجوب مثلا وادّت الامارة التي اخذ بها المكلّف الى الوجوب ايضا لزم اجتماع المثلين على صلاة الجمعة : الوجوب الواقعي والوجوب الظاهري. وان ادّت الامارة الى الحرمة لزم اجتماع الضدين : الوجوب الواقعي والحرمة الظاهرية.
وهذه الشبهة تسمى بشبهة التضاد وهي مبنية على القول باشتراك الاحكام الواقعية ، اما على القول بالتصويب ـ بمعنى خلو الواقع عن الحكم في الجاهل ـ فلا تتم كما هو واضح.
وقد تقول ما المحذور في اجتماع الحكمين المتضادين او المتماثلين ما دام احدهما واقعيا والآخر ظاهريا وانما المحذور ـ كما تقدم في الحلقة الثانية ص ٢٠ ـ يختص بما اذا كان الحكمان واقعيين او ظاهريين؟
والجواب : ان ما تقدم في الحلقة الثانية كان جوابا مؤقتا والاّ فمجرد كون احد الحكمين ظاهريا والآخر واقعيا لا يزعزع من المشكلة شيئا ، فان كل واحد من الحكمين ما دام ناشئا عن مبادىء خاصة به فيلزم من اجتماع الحكمين اجتماع المصلحتين او المفسدتين او المصلحة والمفسدة ، وهذا المحذور يعمّ حالة ما اذا كان