حواشي القواعد عن بعض مدمني السفر أنه كان نوعين أحدهما ذو ألية والآخر ذو ذنب (١) ، فالنوعان حينئذ كالضأن والمعز بالنسبة إلى عنوان الغنم ـ مثلا ـ أو الشاة ، والنوع الأول هو المنقرض وهو الذي كان ذا وبر فاخر تعمل منه تلك الثياب ، والآخر هو الباقي والمتداول في هذه الأعصار ، ويرتفع توهّم التنافي بين الروايات أيضا بذلك ، ففي بعضها : إنه لا يعيش خارج الماء وإذا فقده مات ، وفي بعضها : إنّه سبع يرعى في البرّ ويأوي في الماء (٢) ، وفي الجواهر : (٣) إن المعروف بين التجّار أن المسمّى بالخز الآن دابة تعيش في البرّ ولا تموت بخروجها من * الماء (٤). لكن حيث لم يثبت ذلك بحجّة
__________________
(١) لكن فيه بعد ما ذكر ـ على ما في الجواهر ( ٨ : ٩٢ ) ـ هذه العبارة :
( فذو الألية الخزّ وذو الذنب الكلب ) ، وظاهرها اختصاص اسم الخز بذي الألية كاسم الضأن ، لا عمومه للنوعين ليكون كاسم الغنم والشاة.
(٢) فتحمل الطائفة الأولى على النوع الأول المنقرض ، والثانية على الثاني بقرينة العبارة الآتية من الجواهر ، هذا. وفي الوافي ( ٥ : ٤١٠ ) ـ وتبعه فيه صاحب الحدائق ( ٧ : ٦٧ و ٦٨ ) ـ وفّق بين الطائفتين بأن المراد بما دلّ على أنه يموت بخروجه من الماء أنه يموت إذا فارق الماء زمانا طويلا لا بمجرد خروجه منه كالسمك ، فلا ينافي ما دلّ على أنه يرعى في البرّ ، ونحوه صنع في الجواهر ( ٨ : ٩١ ).
(٣) ( الجواهر ٨ : ٩١ ) ، وأصل العبارة مأخوذة من بحار المجلسي رحمهالله ( ٨٣ : ٢٢٠ ).
(٤) وهذا هو النوع الثاني الباقي في هذه الأعصار.
__________________
(*) الموجود في الطبعة الاولى ( بخروجه عن ) والصحيح ما أثبتناه.