هويّة ثالثة ربطيّة خارجيّة يوجد الربط بينهما بوجودها * ، وينتفي بانتفائها ** ، ولا مقوليّتها إلاّ من ناحية وجودها وعدمها (١) ، دون ماهيّاتها ، فليس حديث سلب الربط ـ حينئذ ـ إلاّ من الشعريّات التي لا محصّل لها إلاّ حسن العبارة ، فضلا عن أن يفرّق بين السالبة المحصّلة والمعدولة محمولها بمثله ، وإنّما الفارق بينهما هو ترتّب هذا الإيجاب على ذلك السلب ترتّب العناوين الثانويّة على
__________________
المعروض سوى وجود العرض أو عدمه الذي هو بعينه وجوده لمعروضه أو عدمه له ، ونعتيّته ومقوليّته إنّما هي بذلك ، لا بماهيّته ـ كما تقدّم.
وإذ لم يكن في واقع الأمر وراء وجود المعروض سوى وجود العرض أو عدمه ـ من دون ثالث رابط بينهما ـ فلا حقيقة للربط ولا أساس له. إذن فلا موضوع لحديث سلب الربط ، ولا معنى له محصّل ، فهو تعبير شعريّ حسن الظاهر فارغ المؤدّى ، ومعه كيف يصحّ أن يفرّق به بين السالبة المحصّلة والمعدولة المحمول ، ويدّعى عدم توقّفه على وجود الموضوع ، بل القضيّتان سواء في توقّف صدقهما على وجوده ، لاشتراكهما في الحكاية عن واقع واحد هو انتفاء المقولة عن موضوعها ـ الراجع إلى نعتيّة عدمها له ـ ، وقد عرفت أنه لا يعقل النعتيّة إلاّ عند وجود المنعوت له.
(١) هذا هو العقد الإيجابيّ للمطلب ، وما قبله عقده السلبيّ. هذا ، وقد مرّ ـ آنفا ـ شرح هذه العبارة وما بعدها.
__________________
(*) الموجود في الطبعة الاولى ( بوجوده ) ، والصحيح ما أثبتناه.
(**) الموجود في الطبعة الاولى ( بانتفائه ) ، والصحيح ما أثبتناه.