الاحتياط ، وبأنّها عبادة موقّتة فلا بدّ لها من ابتداء مضبوط ، وإلاّ لزم تكليف ما لا يطاق ، وأداء المغرب غير منضبط فلا يناط به.
وأجاب العلاّمة عن الأخبار المستدلّ بها ، وهي ما أشرنا إليه ، ورواية زرارة عن الباقر عليهالسلام ، قال : « إذا غاب الشفق دخل وقت العشاء الآخرة » (١) بالحمل على الفضيلة ، ولما رواه زرارة (٢) في الصحيح عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، وذكر الرواية الآتية ، وفي الصحيح عن عبيد الله (٣) وعمران (٤) ، وذكر الخبر ، وفي الموثق عن زرارة (٥) ، وذكر الخبر ، وفي الصحيح عن إسحاق بن عمار (٦) ، وذكر الخبر.
ثم أجاب عن الإجماع بأنّ ما قاله لا يثبت المطلوب ؛ لأنّ عدم دليل معيّن لا يقتضي عدم الحكم ، ولا نسلّم عدم الانضباط (٧). انتهى.
ورواية زرارة التي جعلها من الصحيح هي الثانية ، وغير خفيّ أنّ طريقها هنا وفي التهذيب مشتمل على الحسن بن علي بن فضّال (٨) ، وهو فطحيّ غير أنّه رجع ، كما في النجاشي (٩) ، ولم يعلم الرواية قبل أو بعد ، ولا أظنّ أنّ العلاّمة ينفي كونه فطحيّا ثم رجع.
واحتمال الصحة للإجماع المنقول في الكشي على تصحيح ما يصحّ
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٦٢ / ١٠٤٥ ، الوسائل ٤ : ١٥٦ أبواب المواقيت ب ١٠ ح ٣.
(٢) التهذيب ٢ : ٣٤ / ١٠٤ ، الوسائل ٤ : ٢٠٣ أبواب المواقيت ب ٢٢ ح ٥.
(٣) في « د » و « رض » : عبد الله.
(٤) التهذيب ٢ : ٣٤ / ١٠٥ ، الوسائل ٤ : ٢٠٣ أبواب المواقيت ب ٢٢ ح ٦.
(٥) التهذيب ٢ : ٢٦٣ / ١٠٤٦ ، الوسائل ٤ : ٢٢٢ أبواب المواقيت ب ٣٢ ح ٨.
(٦) التهذيب ٢ : ٢٦٣ / ١٠٤٧ ، الوسائل ٤ : ٢٢٣ أبواب المواقيت ب ٣٢ ح ١٠.
(٧) المختلف ٢ : ٤٨ و ٤٩.
(٨) التهذيب ٢ : ٣٤ / ١٠٤.
(٩) رجال النجاشي : ٣٤ / ٧٢.