وقال سفيان بن عيينة : الدهر كله عند الله يومان أحدهما مدة أيام الدنيا والأخر يوم القيامة ، فالشأن الذي هو فيه في اليوم الذي هو مدة الدنيا الاختيار بالأمر والنهي والاحياء والامانة والاعطاء والمنع ، وشأن يوم القيامة الجزاء والحساب والثواب والعقاب(١).
وقال الحسين بن الفضل : هو سوق المقادير الى المواقيت ، ومعناه ان الله عز وجل كتب ما يكون في كل يوم وقدر ما هو كائن ، فاذا جاء ذلك الوقت تعلقت ارادته بالفعل فيوجده في ذلك الوقت(٢).
وقال ابو سليمان الداراني في هذه الاية : له في كل يوم الى العبيد برجديد ، وقيل شأنه تعالى انه يخرج في كل يوم وليلة ثلاثة عساكر : عسكراً من أصلاب الاباء الى الارحام ، عسكراً من الأرحام الى الدنيا ، وعسكراً من الدنيا الى القبر ، ثم يرتحلون جميعاً الى الله تعالى (٣).
وقال بعض الأعلام : شأنه ايصال المنافع اليك ودفع المضار عنك ، فلا تغفل عن طاعة من لا يغفل عن بر في حقك (٤).
وروي : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لما تلا هذه الاية سألوه ما ذلك الشأن فقال صلىاللهعليهوآله : من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين (٥).
وقال الزمخشري : (٦) سأل بعض الملوك وزير عنها ، فاستمهله الى الغد وذهب
__________________
١) تفسير الخازن ٤ / ٢٣٣ ومجمع البيان ٩ / ٢٠٢.
٢) تفسير الخازن ٤ / ٢٣٣.
٣) تفسير الخازن ٤ / ٢٣٣.
٤) مجمع البيان ٩ / ٢٠٢ عن برك عن ابي سليمان الداراني.
٥) مجمع البيان ٩ / ٢٠٢.
٦) الكشاف ٤ / ٤٤٧.