يحتاج اليه مفتقر الى الله تعالى.
أقول : الفقر شأن الممكن ، وهو محتاج ومفتقر الى الواجب تعالى شأنه العزيز ، وقال الله تعالى : « يا ايها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد » (١).
والفقر بهذا المعنى هو الذي قال فيه سيد العالم صلىاللهعليهوآلهوسلم « الفقر فخري » (٢) لا الفقر الذي بمعني الاعواز وقلة المئونة ، فإنها مصيبة وأية مصيبة ، وهو الذي قال فيه صلىاللهعليهوآله : « الفقر سواد الوجه في الدارين » (٣).
( كل يوم هو في شأن ) قيل نزلت رداً على اليهود حيث قالوا : ان الله لا يقضي يوم السبت شيئاً.
قال المفسرون (٤) : من شأنه أنه يحيى ويميت ويرزق ويعز قوماً ويذل قوماً ويشفي مريضاً ويمرض صحيحاً ويفك عانياً ويفرج عن مكروب ويجيب داعياً ويعطي سائلا ويغفر ذنباً ، الى ما لا يحصى من أفعاله واحداثه في خلقه ما يشاء سبحانه وتعالى.
وروى البغوي بأسناد الثعليى عن ابن عباس قال : ان مما خلق الله عز وجل لوحاً من درة بيضاء دواته ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق ويرزق ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء ، فذلك قوله تعالى « كل يوم هو في شأن » (٥).
__________________
١) سورة فاطر : ١٥.
٢) بحار الانوار ٧٢ / ٤٩.
٣) بحار الانوار ٧٢ / ٣٠.
٤) وهو على بن محمد بن ابراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن في تفسيره : ٤ / ٢٣٣.
٥) تفسير الخازن ٤ / ٢٣٣ ومجمع البيان ٩ / ٢٠٢.