الرابع والخامس والسادس : أنه جعل أمام سائر الاسماء وخصت به كلمة الاخلاص ووقعت به الشهادة.
السابع : أنه علم على الذات المقدسة ، فلايطلق على غيره حقيقة ولا مجازاً ، قال سبحانه « هل تعلم له سمياً » أي هل أحداً يسمى الله ، وقيل سمياً أي مثلا وشبيهاً.
الثامن : أن هذا الاسم الشريف دال على الذات المقدسة الموصوفة بجميع الكمالات حتى لا يشذ به شىء ، وباقي اسمائه لاتدل آحادها الاعلى آحاد المعاني ، كالقادر على القدرة والعالم على العلم ، أو فعل منسوب الى الذات مثل قوله « الرحمن » ، فانه اسم للذات مع اعتبار الرحمة ، وكذا الرحيم والعليم والخالق اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي ، والقدوس اسم للذات مع وصف سلبى أعني النقديس الذى هو التطهير عن النقائص ، والباقي اسم للذات مع نسبة واضافة ـ اعني البقاء ـ وهو نسبة بين الوجود والأزمنة ، اذ هو استمرار الوجود في الأزمنة في جانب المستقبل ، أي لايوجد زمان من هذه الأزمنة المحققة والمقدرة الا ووجوده مصاحب له.
والأبدي هو المستمر الوجود في جميع الأزمنة ، والباقي أعم منه ، والأزلي هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحققة والمقدرة. والزمان المحقق ما هو داخل في الوجود والمقدر ما ليس كذلك ، فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط.
التاسع : انه غير صفة ، بخلاف سائر أسمائه تعالى فانها تقع صفات : أما أنه اسم غيى صفة فلأنك تصفه ولا تصيف به ، فتقول « اله واحد » ولا تقول : شىء اله. واما وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى تعالى صفات فلأنه يقال « شىء قادر وعالم وحي » الى غير ذلك.
العاشر : ان جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الاسم ولا يتسمى هو بشئ منها