ثم الصلاة حبذا المنبه |
|
للناس بالسما بها تشبه (١) |
وقيل : صلت السماء بدورانها والأرض برجحاتها والماء بسيلانه والمطر بهطلانه ، وقد يصلى ولا يشعر ولذكر الله اكبر.
قال بعض المفسرين (٢) : يسجدان ينقادان لله تعالى فهما خلقان له ، تشبيهاً بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوي لما علم أن الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره ، كأنه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له. ولم يذكر العاطف في الجمل الأول ثم جئ به بعد لأن الأول وردت على سبيل التحديد تبكيتاً لمن أنكر آلاءه كما يبكت منكر أيادي المنعم عليه في المثال المذكور. ثم رد الكلام الى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وصله للتناسب والتقارب بالعطف ، وبيان التناسب أن الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر أرضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل ، وأن السماء والأرض لانز الان تذكر ان قرينتين وان جري الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لأمر الله ، فهو مناسب لسجود النجم والشجر.
( والسماء رفعها ) أي فوق الأرض أو خلقها مرفوعة مسموكة حيث جعلها منشأ احكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحي على أنبيائه عليهمالسلام ، ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه (٣).
( ووضع الميزان ) في قراءة عبدالله : « وخفض الميزان » وأراد به كل ماتوزن به الأشياء وتعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس ، أي خلقه موضوعاً مخفوضاً على الأرض حيث علق به أحكام عباده وقضاياهم وما تعبدهم به من التسوية والتعديل في أخذهم واعطائهم (٤).
__________________
١) النبراس / ٥٣.
٢) وهوالزمخشرى فى الكشاف ٤ / ٤٤٣.
٣ و ٤) الكشاف ٤ / ٤٤٤.