« ان هذا الاسم المقدس أربعة أحرف الله فاذا وقفت على الأشياء عرفت انها منه وبه واليه وعنه ، فاذا أخذمنها الألف بقي لله ولله كل شىء ، فاذا أخذ اللام وترك الالف بقي اله وهو اله كل شىء ، فان أخذ الالف من اله بقي له وله كل شىء ، فان أخذ من له اللام بقي هاء مضمومة هي هو ، فهو هو وحده لا شريك له ، وهو لفظ يوصل الى ينبوع العزة. ولفظ « هو » مركب من حرفين ، والهاء أصل الواو ، فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق ، والهاء أول المخارج والواو آخرها هو الأول والاخر والظاهر والباطن » (١).
( الرحمن الرحيم ) قال الكفعمي : ان « الرحمن الرحيم» من أبنية المبالغة الا أن فعلان أبلغ من فعيل. ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمية واخرى باعتبار الكيفية ، فعلى الأول قيل « يا رحمن الدنيا »لأنه يعم المؤمن والكافر و « رحيم الاخرة » لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين يقوله تعالى : « وكان بالمؤمنين رحيماً » وعلى الثانى قيل « يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيم الدنيا » لأن النعم الأخروية كلها جسام ، وأما النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة.
وعن الصادق عليهالسلام : الرحمن اسم خاص بصفة عامة ، والرحيم اسم عام بصفة خاصة.
وعن المرتضى : الرحمن تشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية ، والرحيم مختص بالعربية.
وقال الطبرسي : وانما قدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم من حيث لا يوصف به الا الله تعالى ، ولهذا جمع سبحانه بينهما في قوله « قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن » فوجب لذلك تقديمه على الرحيم لأنه يطلق عليه لا على غيره ، والرحيم يطلق عليه وعلى غيره (٢).
__________________
١) المصدر / ٣١٦.
٢) المصدر / ٣١٧.