العام ، وذلك لأنك اذا استقريت جهات الموجودات وتصفحت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها الا وجه الله ، أي الوجه الذي يلي جهته.
وقيل : الاكرام أي صاحب الكرم التام والفضل العام لكل مستحق له من الأنبياء عليهمالسلام والأولياء والأتقياء ، وقيل تسمية الذات بالوجه باعتبار أن الممكنات بأسرها تتوجه الى ذاته تعالى ، وقيل ان الوجه بمعنى الرأي والتدبير ، أي الله الذي يدبر جميع الأمور.
وروي : ان هذا بين الاسمين هو الاسم الأعظم.
ولذا قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ألظوا بيا ذاالجلال والاكرام » (١) اي التزموا وادعوا قول « يا ذا الجلال والاكرام ».
وقال معاذ بن جبل : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله مر برجل يقول في صلاته « يا ذا الجلال والاكرام » فقال صلىاللهعليهوآله : قد استجيب لك (٢).
* * *
يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن (٢٩) فبأي آلاء ربكما تكذبان (٣٠).
( يسئله من في السموات والأرض ) أي يسأله ويطلب الحاجات منه كل من في السماوات والأرض ، فلا يستغني عن فضله احد من أهل السماوات والأرض.
قال ابن عباس : فأهل السماوات والأرض يسألونه المغفرة وأهل الأرض يسألونه الرزق والمغفرة (٣).
وقيل : كل أحد يسأله الرحمة وما يحتاج اليه في دينه ودنياه ، وفيه اشارة الى كمال قدرة الله تعالى وان كل مخلوق وان جل وعظم فهو عاجز عن تحصيل ما
__________________
١) منهج الصادقين ٩ / ١٢٥.
٢) منهج الصادقين ٩ / ١٢٥ ، الكشاف ٤ / ٤٤٧.
٣) تفسير الخازن ٤ / ٢٣٢.